خالد النجار *
هو الشاعر القادم من البلاد التي لا تزال تسير على وقع خيولها القديمة؛ وتتكلم لغة أمطار ما بعد الصيف هكذا يعرف جيرار لوغويك جذوره… جيرا لوغويك الشاعر الفرنسي الملتبس والغامض بوضوح والذي يقف متفردا في مكان ما من العالم خارج المدارس والتيارات لولا تلك الغنائية التي تسربت إليه من مناخات الشعر الفرنسي في القرن التاسع عشر…
يبدو هذا الشاعر كما لو أنه يأتي بقصائده من لا شيء ،من قبعة ساحر أو من رياح البريطاني… فكل ما يكتبه غامض بيد أنه حقيقي و مقنع…
جيرار لوغويك يكتب القصيدة التي لم يعد لها من مرجع سوى نفسها، سوى جسدها اللغوي. ليس لقصيدته قالب خارجي تسوي نفسها على مثاله و في غياب المرجعية صار الشاعر أكثر عزلة إبداعية و توحدا صار الشاعر مطالب بخلق مرجعيته الذاتية في عالم فقد المعنى كما يقول جورج شتاينر
لأنه لم يعد النص الحديث يحمل مقاصد مبدعه إلا نادرا… وتكمن قوته في مدى اقناعه للقارئ الذي يفككه ويعيد خلقه بشكل اعتباطي هكذا صا رت القراءة أيضا إبداع… اختفت معقولية العالم الأرسطي المنظم.
يستعيد جيرار لوغويك في شعره روابط عالم اندثر ولا تزال صوره وأحاسيسه ثاوية في ظلمة أعماقنا السحيقة؛ في عقلنا البدائي القديم والمنسي… روابط نحسها و لا ندركها روابط بين الأشياء المتباعدة فهو يرى في الحجارة وعي كما كان يعتقد أسلافنا الاحيائيون قبل ملايين السنين.
كل حصاة هي صوت متوقف،
كل حجر هو تفكير رجل مات
كل كتلة هي حلم
ما يزال يتحقق.
… وأنت ولدى قراءة قصائده التي تبدو أول وهلة سريالية تستشعر لذة حقيقية و غامضة في الآن فهو يعيش في غرف جدرانها من ماء البحر و يتساءل عن العصفور المنبهر والذي لن ندرك أبدا ما الذي يدهشه… و يتساءل هل الساعة تدرك الزمن الذي تقيس…
شعر هو أقرب إلى عالم التشكيل وعالم الموسيقى حيث الأشكال الغامضة هي المعنى الحقيقي؛ الشكل الخارجي الموضوعي هو الحقيقة والمضمون في الآن. هكذا تبدو جماليته الشعرية كما لو كانت التحقق الموضوعي لمقولة أدورنو من أن الشكل في الفن هو الحقيقة مما يمنح القارئ حرية التأويل التي في جوهرها اعتباطية…
منذ بودلير الذي كان على علاقة مشاركة ابداعية مع الرسام أوجين دي لاكروا بدأ الشعر يقترب من عالم التشكيل… انزاح الشعر فيما يبدو عن عالم الأدب لينتمي لعالم الفن التشكيلي هي حروف رامبو المعبرة عن الألوان… هو كل هؤلاء الكتاب و الشعراء الذين استشعروا تمازجا تلقائيا لديهم بين التعبير الشعري و التشكيلي من هرمن هسة إلى هنري ميللر و جون كوكتو إلى ميشال بيتور الذي كان يمارس الكولاج و الذي وضع نصوصا شعرية كثيرة مع الرسامين إلى يانيس ريتسوس الذي يشبهه أراغون بالرسام الفرنسي هنري ماتيس… ايتل عدنان الفنانة و الشاعرة العالمية مثال بارز في ثقافتنا العربية المعاصرة على التعبير عن اللغات الداخلية كما تسميها حيث يتشاكل الرسم مع الشعر.
جيرار لوغويك مضى بعيدا في التماهي مع عوالم الرسامين و مع إشكالياتهم لأنك لن تقرأ اللوحة خارج جسدها…
وكذلك هي قصيدته لولا تلك الغنائية التي تحدرت إليه من شعراء آخر القرن التاسع عشر الفرنسي مايعني أيضا أنه ظل في تجديده وفيا إلى روح الشعر منذ الاغريق والذي هو و في عمقه السحيق غناء…
***
.ولد جيرار لوغويك يم 11 حزيران (يونيو) 1936 بباريس في الدائرة الرابعة عشرة حيث كانت تقيم عائلته. عاش هناك إلى أن غادر إلى إفريقيا. التقى في المدرسة بالشاعر موريس فومبور الذي كان أستاذه…
كان يعود باستمرار إلى منطقة البريطاني ليقضي عطله المدرسية وهي المنطقة التي تنحدر منها عائلته… و في أثناء تأديته للخدمة العسكرية في الجزائر ربطته علاقة بالشاعر الفرنسي ماكس ألهاو و بالرسام جاك روكييه. من سنة 60 إلى 1969 ومثل رامبو قادته أعماله التجارية إلى افريقيا وتنقل في القارة السوداء من التشاد حيث التقى أثناء عبوره بالكاتب الفرنسي هنري كيفلاّك وربطته به علاقة طويلة… ثم إلى الكنغو و إلى الكامرون وإلى بنغي في افريقيا الوسطى ولكن كان دائما يعود إلى بلدته في البريطاني التي يشده إليها خيط الشعر السري… في 1969عاد نهائيا اإلى البريطاني حيث أسس دار نشر تيلن آرفور بما يعني في لغة البريطاني قيثارة الحب والاسم مستوحى من عنوان ديوان الشاعر أوغست بريزو…
لجيرار لوغويك سبعة و عشرون كتابا شعريا وخمسة و عشرون كتابا نثريا تتوزع بين الرواية والسيرة الذاتية و اليوميات والقصص القصيرة نال جوائز كثيرة من أهمها جائزة أنطونان أرتو ونقلت أعماله إلى لغات عدة منها كتابان إلى الألمانية…
I
سجِلُّ شجرةِ التّفّاحِ الحميم
1
لا مطرَ يتبخر
إلاّ و يترك وراءَه
شجرةِ تفّاح
2
شجرةٌ تبْعث الطُّمأنينةَ
لدى العودةِ إلى البيت
شجرةُ التفاحِ تتعرَّف علينا
عندما يكون البيتُ ما يزالُ نائما
عندما يبدِّد كلبُ زمنِ الطفولةِ
روائحَنا
3
توقَّفَّت شجرةُ التفاحِ
فوق الأراضي المجاورةِ للبحر
بلا سببٍ آخرَ سِوى أنها
تعتبِر نفسَها إحدى حَوارِيِّي أعالي البحار
4
تخيَّلوا جسدا
كان قد نسِي
بين أوردتِه و عروقِه
وأوتارِه
أن يمتلئَ بالعضلات
لصالحِ الجسدِ الحلميِّ
5
في رداءِ
المرجِ
تخْتلِجُ شجرةُ التفاح
في المكانِ الذي يرتفِع فيه
القماشُ
6
عندما لا يكون المشهدُ
منغلِقا
يحتاج شجرةِ تفاحٍ
ليوقفَ هروبَه
7
نتقدَّم داخلَ الضبابِ
و فجأةً، ومن خنْدقٍ ما
تنبثق شجرةُ تفاحٍ
فلا تعود الطريقُ متوحِّدةً
8
الصّداقةُ الأولى
تمرُّ في الأغلبِ
عبْرَ شجرةِ تفاح
9
سَواءً تجنَّبنا بعضَنا
أو انقطعت لقاءاتُنا
تظلُّ شجرةُ التفاحِ
بيننا
صندوقا لا اسمَ له
لبريدِ الحبِّ
10
يسير
جادًّا
غيرَ أنَّ ضغطَ الخطوةِ
يعِيق كلَّ استنادٍ
11
دون شجرةِ تفاح؛
لا يكون المنزلُ أكثر احتمالا
من بئرٍ بلا دجاجاتٍ حواليْه
أو مدخنةٍ بلا عصافيرَ
12
شجرةُ تفاحٍ، بقرتان
و طيورُ القوْبعِ
يدٌ لن تُضيفَ
سوى ارتعاشاتِها
13
إنها أشجارُ التفاحِ
توشِّي حوافَّ الحقول
بنظرةٍ
بتطريزِ نعومةٍ
14
في واجهةِ المشهدِ
يحفِر البستانُ منافذَ
تضيئُها كلُّ شجرةِ تفاح
من الداخلِ
15
داخل البستان
تلعب شجرةُ التفاح
دورَ دولاب مسنَّنَة
فقط المروج هي التي
تلف من حواليها
16
شجرةُ تفاحٍ صغيرةٌ
تتعرَّش في السماء
تحسُّ بسيَلانِ المطر
تحت مفاصلها
تنجح في ركضِها بشكلٍ أفضلَ
من مهرٍ بين نِثارِ
مرْعاه الأول
17
كل ما في شجرةِ التفاحِ
نُهودٌ
و هكذا تصيبُ كلُّ قذيفةِ
هدفَها
18
شجرةُ التفاحِ على غِرارِ عصفورٍ
موشِكٍ على الطيَران
لم يبْقَ له سِوى
طَيِّ ساقِه
19
شجرةُ التفاحِ تُشبِه أيضا
رأس قطٍّ
في نهايةِ جسدِ البستانِ
الهاجِعِ
20
تلتفُّ حولَها طيورُ العقعقِ
بَيّْدَ أنَّها لا تأْتمِنُها
على أعشاشِها
من الغريبِ أنَّ أجملَ طائرٍ
و أجملَ شجرةٍ
لا يتكلَّمان سِوى عبْرَ وسيطٍ
21
تنتظر شجرةُ التفاحِ
ذاك الذي سيعْقِد
خيطا في رسغِها
عِوَض أن يجعلَها ثابتةً
خيطٌ يساعِدُها على منافسةِ
طيَّارةِ الورق
22
هي شجرةُ
ذاك المسافرِ
وهو جالسٌ في ركنِ المِدْفأة
23
في اللَّيْلِ
الأشجارُ رماديةُ اللونِ
والقِططُ شفَّافةٌ
و في أواخرِ الشفقِ
تلتمِع شجرةُ التفاحِ بزجاجِها الباهتِ
24
في ديرِ
أحدِ البساتينِ
كلُّ شجرةٍ من أشجارِ التفاحِ
تسنِد قوسا من أقواس الدير
25
تقلِّد الجذوعُ الرهبانَ
مغادرةً أغصانَها و أوراقَها
حتَّى تستجيبَ إلى طنينِ الشمسِ الشنيع
وإلى جرسِ القمرِ الحادِّ على نحوٍ ما
26
البستانُ
رخامةٌ لتحديدِ الاتجاهات
لحُجَّاجٍ كان من الممْكنِ أن يُضيِّعوا
أسبابَ توْبتِهم
27
لجعل الرُّؤْيةِ جيِّدةِ
تمسح شجرةُ التفاح
صفحةَ السماء
28
تظلُّ الريحُ
مجرّدَ ظاهرةٍ لامرْئيةٍ
إن لم تحدِّدْ شجرةُ التفاحِ
آثارَها
ولم ترفَع جانبا من قناعِها
29
شبكةُ الريحِ
العنكبوتيَّة
في مركزِها
ثقبُ ذاكرةِ شجرةِ التفاح
30
كيف نعرف أنها شجرةُ تفاح؟
بالريحِ التي في شبابيكِها
و الشاعرُ، كيف نعرفُه؟
بأشجار التفاحِ التي في صوتِه.
31
شجرةُ التفاحِ التي تغيِّر
ضفتَّها
تكفُّ عن شرب
مياه البِرَكِ الراكِدةِ
بيد أنها ترْوي ظَمَأَها من أمطارِ
تَيَهانِها
32
أسفارُها
لن تكونَ أبدا
إلا ليليَّة وسماويَّةً
33
تتدحرَج شجرةُ التفاحِ في الأمطارِ التي
تُعطِّرُها
و في الريحِ ذي شواربِ
القِطط
وفي ظلِّها
ذي الطعمِ الحامِضِ
34
يُودِع المطرُ المحبة
بين أغصانِها المُتشابِكةِ
و تزِيلها منها
لدى اعترافاتِها الأولى
لا تحسُّ شجرةُ التفاحِ
سوى بمرارةٍ عابِرة
مع العلم أن زوجةَ متقلِّبةً
تعود عندما لا نكون في انتظارِها
35
الثلوجُ التي تقْطع النتوءاتِ
تنشُرُ ليلَها فوقَ الألوان
تُخرِس الانتِشاءَ
تُغذِّي شجرةُ تفاحِ الغشيانِ
بالتكاثُرِ
بالتطابقِ مع نفسِها
36
جفنُ الثلجِ
المنتفِخِ
يحُطُّ على الصمتِ الأسودِ
لغصنٍ رئيسيٍّ
37
نتعرَّف على شبح
رجلٍ متوحِّدٍ
يَعبُر في مواجهةِ الريحِ
حقولَ السهلِ المحروثة
إنّها شجرةُ تفاحٍ خشِنة
تنزل الدُّرَجَ
بغصونِها الشتائيةِ
38
في الربيعِ
تسقط تجاعيدُ شجرة التفاح
كما تتبعَثَرُ
أعوادُ ثِقابٍ
39
شجرةُ التفاحِ المتفتحةُ
تنشر
روائحَ ربيعِ
البحر
40
يصعَد القمرُ
كما لو أنه أغصانٌ
كما لو أن ظلَّ شجرةِ التفاحِ الجافِّ
يفرِد جناحيْه
41
في مواجهةِ شجرةِ التفاحِ
للقمر
القمرُ هو أوَّلُ
من يغادر
42
في بعضِ ليالي
اكتِمالِ القمر
تصير شجرةُ التفاح
الإسقاطَ الأُفقِيَّ
لرجلٍ ينامُ بلا نجوم
43
في الليلِ، تصير الأشجارُ
حِرابا ليليَّةً كثيفة
وشجرةُ التفاحِ مروحةُ
الليلِ الأكثر خِفَّةً
44
تبُثُّ شجرةُ التفاحِ
على الامتدادِ الأبيضِ
لصمتِ الليل
طنينَ ميلادِها الخافِقِ
في هوْسِ حارسِ الليلِ
45
الغيومُ قِطعُ ثلجٍ
بلا طلاءٍ خلْفَها
بين شجرةِ التفاح
و السماءِ
كما العشبِ
بين الأرضِ والأوراقِ
أيُّهُما يُراقِب الآخرَ؟
46
عندما تعبرُها شمسُ الغروبِ
الحمراءُ
تصير شجرةُ التفاح دائريةً
مثلَ حوضِ السمكِ
47
بقدرِ ما يخْبو
حفيفُ الصمتِ
يعرِّيها ضوءُ
الفجرِ
48
لتراني جيّدا
ضحكت شجرةُ التفاح
فمُنحت السماءَ
49
عندما تحطّ نجمةٌ
على غصونِها
حينئذ، تعتقِد شجرةُ التفاح
أن تفاحاتِها صارت باطلةً
50
التفاحةُ
أم شجرةُ التفاح
من يستحقُّ الآخـر؟
* * *
II
مشاعر غامضة
أجيء من بلاد
النبوءات و الكآبة
بلاد تسير بخطو
آخر خيولها التي تجرّ العربات
و تتكلم لغة
أمطارها الطويلة التي تنهمر بعد الصيف
أجيء من بلاد الأشواك و الطفولة
البلاد التي تموت من شدة صمت
أنهارها و طواحينها
بيد أنها تنبعث في عالم أحلامها
حيث تتقاطع الرياح مع الأصداء
وحيث الماء يؤجج النيران
والنيران تقتلع النباتات.
III
قصائد بلا عنوان
1. القصيدة
ليس لدي ما افعله
سوى كتابة قصيدة
أو بالأحرى
لماذا لا أزرع زهرة
أو
أقطع خشبا
أو أيضا
أحاور دجاجة ذهبية العينين؟
لا، سأقترف الأقل طبيعيا من الأفعال:
سأكتب قصيدة
كان من الممكن أن يقول أبي:
– هيا بنا لتمضية قيلولة قصيرة
أما أمي التي لديها حس المغامرة
فكانت ستشرع في أشغال الخياطة
و أنا ابنهما غير الجدير بالاحترام
كنت سأحب متتالية الأسطر
2. قصيدة
من آخر الحديقة
رأيتني في نافذتي
حيث كنت أتفرج على مشاهد
مسرح أطفال
تحت حيطان البيت العتيق
و تدريجيا
بدأت تظهر على وجهي
قسمات أبي
التي تتوحد مع الشجرة الكئيبة
لنسب ما
هذه المشاهد الحقيقية
لا تني تلاحقني
3. القصيدة
لم أر البحر مرة أخرى
منذ زمن بعيد
الساحل الأشقر المنبسط
يمتد كحقول القمح
والرأس العظميُّ الممتد بعيدا في البحر
يخترق السماء الزرقاء
وأمواج ذات بياض كابي
و وردي بلون الأعضاء الجنسية
تحرث أخاديد في المياه
وتلفظ نوارس
وأنا، ألم أكن أمام
محارة منفرجة
صورة عمياء
لقطعة من روحي؟
4. القصيدة
حاملا عصى عزلته
يعود الشاعر العجوز
إلى مقرّ بلا عنوان
الليل غير مبال له
وثقيلة حقائبه الخاوية
قطع قصائده الذهبية
هي حجارة الليل الوحيدة
5. القصيدة
حذو الباب
مكان الكلب خال
وسلسلته الهامدة
مرمية
مثل ثياب متروكة
في داخلها
عظام بيضاء
6. القصيدة
تمضي الفصول في مسارها
وراء زجاج النافذة
ومطر الشعراء يصطاد غنيمته
تمضي الحياة بخطو وئيد
وخلف زجاج النافذة عصفور منبهر
لن ندرك أبدا ما الذي يدهشه
7. القصيدة
الطيور لا تتأمل السماء
مثلما يحدث معنا نحن الذين لا نرى
العطور التي نتنفسها.
الرمال و رماد ظلالنا
يتساءلان عن قُبَّتنا المشتركة
بيد أنهما لا يكفان عن مراقبة الأرض
كما لو أنهما يبحثان عن سرير الجدول
كي يختلسا منه منبعه.
8. القصيدة
ضوء المطر الليلي
ينهمر كما لو أنه يعكس ضوء قصيدة
بدل أن أفتح يديَّ تحت مائها الشلال
أهرب إلى رحلات أمطار
في دروب مدن شباب
نحو أجساد منشودة
ذات تجدد عصي على التزوير
9. قصيدة
هنا
ترتدي النساء السواد
ليخفين جيدا
زرقة الأحلام تحت جفونهن
و الأطفال الزرق الذين يثوون في أعماقهن
10. قصيدة
الشعر يُستسقى من الحياة
لا تضع شفاهك في مشرب
تجارب الآخرين.
ازرع كرومك أنت
و شذّب مغامراتك الخاصة
11. قصيدة
سأنتظرك
في غرفة
ذات أربعة جدران من بحر
سيكون يوم أحد خريفي
بأدخنته الشفافة
ونداه الذي ما يزال أزرق
نداه الذي يشبهك
ذات أحد تهرب منه
دون الظفر بأي شيء
12. قصيدة
ليس لدي كلام لأيام الآحاد
ولا ملابس لباقي أيام الأسبوع
ولا سريرا للحب
ولا سرير آخر للنسيان
كل مايحدث هو نفسه
حيث ستكون لي شيخوخة سعيدة
واحتضار يائس و مقاوم
أنا عاديّ مثل شجرة
وقائم مثل البحر
ثابت آه ثابت في مكاني
حتى أنّ الحجارة من حولي
هي التي تسافر من جزيرة إلى جزيرة
13. قصيدة
ذاك الذي لا يعرف
البكاء
كيف يدري
ما هو الحب.
14. قصيدة
هنا
النسوة لا تغادرن أبدا الجزيرة
وعندما نحدثهن عن القارات
فهن يعتقدن أن الأمر يتعلق أيضا بالبحر
15. قصيدة
هنا
نادرا ما يموت الرجال في الجزيرة
والمقبرة لديهم
هي جزيرة أجنبية
لا يجولون فيها أبدا
16. قصيدة
عندما أفكر في شيء آخر
أجد نفسي أفكر فيك مرة أخرى
أفكر في كتفيك العاريتين
في بهرة
ستائر البحر
عنما افكر في البحر
يعني الاحتفاظ بنظرتك بين يديه
وأن أرى نفسي فيه دون التعرف عليها
كما لن نتعرف تحت الماء على هالة المدن الغارقة
ترجمة خالد النجار
مراجعة آسيا السخيري
انتهى
جيرار لوغويك ترجمة و تقديم خالد النجار
سجِلُّ شجرةِ التّفّاحِ الحميم و قصائد أخرى – مارس 19