علم التاريخ كغيره من العلوم سواء الطبيعية أو العلوم الإنسانية والاجتماعية يمر بتطورات وتجديدات في المنهج وفي حقل الممارسة العملية بدءاً من التاريخ الكامن في الأسطورة إلى آخر ما توصلت إليه مدارس التأريخ الحديثة، محققاً عمق الإدراك والفهم للماضي الإنساني، وساعد في فهم الحاضر واستشراف المستقبل.
في عمان اشتهرت عبارة نور الدين السالمي التي تشير إلى عدم اهتمام «الأصحاب» بعلم التاريخ، مبرراً الأمر –وإن لم يكن بشكل مقنع- بانشغالهم بإقامة العدل.
إلا إن هذا الأمر قد اختلف بعد سبعينيات القرن الماضي وبداية الثمانينيات، فنرى اهتماماً ملحوظاً ليس فقط من قبل «الأصحاب»، بل على المستوى المؤسسي الرسمي، فقد شرعت الدولة في الاهتمام بالماضي تراثاً وتاريخاً، تجلى في صور عديدة منها إنشاء وزارة للتراث عام 1976 وإقامة عشرات الندوات والمؤتمرات وافتتاح قسم للتاريخ في كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، كذلك يضاف إليه مساهمات للباحثين الأفراد…الخ، أثمرت هذه الجهود إنتاج عشرات الكتب والدراسات التاريخية.
السؤال الذي نحاول طرحه في هذه الدراسة متعلق بمستوى عينة من هذه الكتابات، وما الذي أضافته إلى البناء التراكمي لحقل الكتابة التاريخية، إن كان في الرؤى أو المناهج والأدوات، أو في الموضوعات والقضايا والأطروحات، على مستوى علم التاريخ العربي بصفة خاصة أو مستوى علم التاريخ في العالم.
ومن المعلوم أن علم التاريخ قد مر بمراحل تطورية وثورات في مختلف الفترات التاريخية، وقد كان لمختلف شعوب العالم مساهمات في تلك الإنجازات منذ هيرودوت إلى مدرسة الحوليات الفرنسية والتاريخ الجديد، مروراً بعشرات المؤرخين والعديد من المدارس التاريخية، فالسؤال أين الكتابات التاريخية العمانية من هذه التطورات والثورات والقفزات هل تفاعلت واستفادت وأفادت؟
تأتي هذه الدراسة كمقدمة لدراسة أوسع يقوم بها الباحث تحت عنوان «الكتابة التاريخية في عمان أو التأريخ خارج التاريخ»، وهي دراسة علمية نقدية لعينة واسعة مما كتبه العمانيون في حقل الدراسات التاريخية، نحاول فيها رصد واستقراء وتقييم جانب واسع مما أنتج من كتب ودراسات، خلال الفترة من عام 1980 إلى بدايات عام 2014، لتكوين صورة واضحة ومتكاملة عما كتب، مع تقييمه وفق معايير منهجية معينة، مكتفين في هذه الدراسة بتحليل ونقد سلسلة الولايات عبر التاريخ التي أقامها المنتدى الأدبي.
المنتدى الأدبي كان أحد المؤسسات التي ساهمت بقدر كبير في منتج الكتابة التاريخية العمانية من خلال الكثير من الندوات والمحاضرات، فقد أقامها -منذ إنشائه عام 1988- في مختلف نواحي العلم والثقافة، منها قسم كبير خاص بالتاريخ تجلى من خلال عدة محاضرات تاريخية، وسلسلتي قراءات في فكر العلماء، والولايات عبر التاريخ، حيث قام المنتدى بإصدارها في كتب تسهل قراءتها وتعمم الاستفادة منها.
سلسلة الولايات عبر التاريخ للمنتدى الأدبي أنموذجا
ويأتي الاختيار لسلسلة الولايات عبر التاريخ لعدة أسباب منها : عقد الندوات في فترة زمنية امتدت من عام 1992 ندوة السيب إلى العام الماضي ندوة بركاء، ولكونها تمثل شريحة واسعة من المؤرخين والباحثين العمانيين شاركوا فيها بدراساتهم، وهي سلسلة لها ذات طموح علمي وتسعى لتحقيق أهداف محددة، وتنوع موضوعاتها التاريخية… الخ.
أول ندوة أقامها المنتدى في سلسلة الولايات عبر التاريخ كانت عام 1992 بعنوان دما/السيب عبر التاريخ أو قراءات في دما-السيب ومكانتها الأدبية(1).. تلتها عدة ندوات في الفترة من 1994 إلى 2013 حول صحار وصور وظفار ونزوى وعبري ومسندم وبهلى والرستاق وإبراء وضنك وسمائل وقريات والمضيبي والبريمي وشناص وبدية وبركاء.
مع أن الندوات تأتي كاحتفاء وتكريم للمدن والحواضر والولايات العمانية، إلا أن القارئ يلاحظ – عندما يقرأ هذا الاصدار، وكلمات المنتدى الأدبي الواردين في مقدمة الإصدارات التي تتضمن الدراسات التي ألقيت في ندوات الولايات- التأكيد على قضية المنهج أو المنهجية، وأن الدراسات حول الولايات التي يقيمها المنتدى تأتي في إطار مهمة علمية وطنية، وهي-أي الندوات- عبارة عن دراسات علمية جادة وعميقة وموضوعية ومعمقة وموثقة، بحوث قيمة جاءت لتصوغ التاريخ بشكل علمي ومدروس تثري المكتبة العمانية والعربية، وتكون لبنة أساسية لمن يأتي بعدنا، قام بها صفوة مختارة من الأساتذة ورجال الفكر والعلم ونخبة من الباحثين المتخصصين من حملة مشاعل الفكر.(2)
نطرح في هذه الورقة عدة أسئلة، وهي: ما مدى الالتزام بالمنهج والمنهجية في الكتابة العلمية؟ وما مدى التزام الباحثين بمعايير البحث العلمي وتحقيقهم لرغبة وسعي وطموحات المنتدى الأدبي المشروعة؟ وما مدى انطباق سمات الدراسات العلمية عليها من عمق وجدة وموضوعية؟ ما الذي تضيفه هذه القائمة الطويلة من الدراسات إلى المكتبة العمانية والعربية؟ وهل أثرتهما ثراء حقيقياً؟
نحاول في الصفحات القادمة تقديم الإجابات وعبارة عن ملاحظات نقدية من خلال قراءة تحليلية للدراسات مركزين العناصر التالية: الموقف من الماضي، ومنظور المؤرخين والباحثين العمانيين لعلم التاريخ، المنهج، مراحل البحث التاريخي، الوثيقة أو المصادر والمراجع، الحدث والحدث السياسي، والتأريخ للحاضر، واستقراء ما يتعلق بها، ثم تقديم ملاحظتنا حولها.
المبررات والأهداف والموضوعات:
دعا وزارةَ التراث والثقافة لإقامة هذه الندوات العديدُ من المبررات، يأتي على رأسها ما تعرض له تاريخ عمان الناصع-كما جاء وصفه في هذا الإصدار-من عدم اهتمام وإنصاف من قبل العديد من المؤرخين والجغرافيين، وعدم إيلائهم أي عناية بحواضر عمان ومدنها، مع أن المدن الإسلامية احتلت-بداهة-،كما يرى المنتدى الأدبي، احتلت مكان الصدارة في كتاباتهم ودراساتهم.
يضاف إلى ذلك، ما كان لمدن عمان وحواضرها من الثوابت الحضارية والفكرية والإنسانية، والحضور الفاعل والمتميز لألق تلك المدن الثقافي، والاعتزاز بالدور الحضاري الذي قامت به المدن، وتقديراً للمهمة الملقاة على عاتق الأجيال الحاضرة والمستقبلة، وتأثير المدن والحواضر العمانية الاجتماعي والاقتصادي على الساحتين المحلية والعالمية منذ عصور ما قبل التاريخ، وإيلاء الاهتمام لمفهوم التنوع الثقافي، المحافظة على الثقافة والهوية والتراث، مهمة وطنية وعلمية وإنسانية(3)، وقلة وندرة ما زودتنا به المراجع السابقة عن تلك الحواضر والمدن(4)، وما تطرحه معطيات وإفرازات الحضارات الأخرى من مخاطر على الهوية العمانية(5)، ووجود «وجوه وجوانب حضارية وثقافية كانت مثاراً للإعجاب والإكبار» غير مدروسة(6).
وتهدف سلسلة الولايات إلى:
إعادة النظر في صياغة التاريخ العماني الناصع بشكل عام، وتاريخ مدن عمان وحواضرها بشكل خاص، ونقل البصمات المتميزة والاشعاعات المضيئة لهذه المدن عبر التاريخ، وإثراء المكتبة العمانية والعربية بدراسات جادة وعميقة(7)، وتوثيق التراث العماني وإعادة صياغته بشكل علمي ومدروس، الكشف عن الجوانب العلمية والتاريخية والتراثية التي لم تزودنا بها المراجع السابقة إلا بالقليل النادر(8)، وتجديد مآثر السلف الغابرين ليقتدي بهم الجيل الناهض في مسيرته المباركة(9)، والتعريف بأهم وأبرز العطاءات الإبداعية لتلك المدن والحواضر(10)، وشحذ همم الشباب للاهتمام بالفكر والثقافة والتراث والحضارة(11).
تحتوي كل ندوة على عدة دراسات تتناول ماضي ولاية عبر التاريخ من ولايات السلطنة من مختلف الجوانب الجغرافية والفكرية والاجتماعية والعادات والتقاليد والتاريخ والآثار والتاريخ المعاصر للولاية، وقد صُدرت الندوات بـ«هذا الإصدار»، الذي سبقت الإشارة إليه، مع احتواء أغلب الندوات على كلمة للمنتدى الأدبي، والقليل منها على كلمة لراعي الندوة.
وقد تناولت الدراسات الموضوعات والجوانب التالية:
-الموضوعات الجغرافية: يتم فيها تناول موقع الولاية وأهميتها الجغرافية والتضاريس وجيولوجيا الولاية والمناخ والتربة والمياه والسكان.
-الموضوعات الفكرية: التعليم والحياة الفكرية والعلمية وسير العلماء ومؤلفاتهم.. إلخ.
-الموضوعات الاقتصادية: مثل أهمية الولايات الاقتصادية في عدة ندوات، وموضوعات تخص ولاية بعينها مثل: الاتفاقات بين الحكومة والولاية لمحمد عبدالله العبيداني في ندوة صحار عبر التاريخ، والحياة الاقتصادية في عبري لعبدالله بن ناصر الحارثي.
-الموضوعات الأدبية واللغوية: مثل الحياة الأدبية في الولاية أو المدينة، وموضوعات تخص ولاية بعينها مثل: الخصائص الصوتية للهجة صحار لعبدالغفار بن محمد الشيزاوي، وظفار في الشعر العربي لإسماعيل بن حمد السالمي.
-الموضوعات الاجتماعية: تدرس العادات والتقاليد الخاصة بالجوانب الدينية والملابس والزواج والطلاق والوفاة وغيرها.
-التراث المادي المتمثل في الآثار والقلاح والحصون والمساجد والأبراج والمقابر.
-التاريخ المعاصر أو الولاية في عصر النهضة: يتم تناول التعليم والصحة والخدمات البلدية والإسكان والكهرباء والمياه والاتصالات والاقتصاد والتجارة والندية…إلخ، ويغلب على هذه الدراسات الخاصة بهذا الجانب سرد المعلومات الخام وترتيبها في موضوعات، والهدف المتكرر أو هم الباحث هو إدانة ما قبل عام سبعين.
يلاحظ في معظم هذه الدراسات الانطلاق من موضوع وليس من مسألة أو إشكالية تشغل بال الباحث يحاول من خلال استخدام المناهج والاتجاهات والادوات البحثية المناسبة وتقديم طرح أو أطروحات علمية مبدعة، لذلك يتجه هم الباحث نحو سرد أكبر قدر ممكن من المعلومات المرتبطة بالموضوع أو العنوان الذي يكون عادة واسعاً وفضفاضاً.
لذلك ومع تنوع الموضوعات المطروقة، أو زوايا البحث التي يتم تتناولها حول الولاية إلا أنها تُتناول كجزر منعزلة عن بعضها البعض، وهو ما يحرم علم التاريخ من الاستفادة من بقية العلوم كعلم الاجتماع والجغرافيا والاقتصاد وتاريخ الأفكار، ويحرم تلك العلوم أيضاً من البعد التاريخي للظواهر التي تدرسها من منطلقاتها الفكرية والمنهجية.
كما اتضح فإن لهذه الندوات مبررات ودوافع وطنية ودينية وتاريخية ولها أهداف متعددة، وقد تنوعت موضوعاتها، وشارك فيها عدد كبير من المشايخ والأكاديميين والباحثين والمثقفين، بعد سرد هذه الموضوعات ننتقل للحديث حول جوانب تفصيلية من تلك البحوث والدراسات، حيث قمنا بتحليل جانب كبير من تلك الدراسات، ستكون ملاحظاتنا وتساؤلاتنا حول النقاط التالية: الموقف من الماضي، ومنظور المؤرخين والباحثين العمانيين لعلم التاريخ، والمنهج، والوثيقة أو المصادر والمراجع، والحدث السياسي، ودراسة المدن، والتأريخ للحاضر.
مدن ملائكية: مثالية الماضي وسيطرة الفخر
يمثل الماضي لدى الباحثين العراقة والأهمية والمجد والصفحات المشرقة، والأحداث المضيئة، علينا فقط-واعتماداً على ما كتبه الماضون- استدعاؤها، أما الحاضر فلا أهمية ذاتية له، فأهميته وبما لا يقبل الشك « تأتي امتدادا لأهمية الماضي، فالحاضر يستمد قوته منه، أما البشر فلا وجود لهم إلا فيما يستمد من السلف»(12)، أما المدن والحواضر فقد «تمتعت بأهمية جعلت منها مسرحاً للأحداث وموطناً للعراقة البشرية القديمة الذي أمد روحها بالتواصل الأبدي مع الرقي ومواكبة العالم الخارجي في الازدهار والعالمية، وهذا أمر يشهد عليه كل قارئي التاريخ ولا يختلف عليه اثنان»(13)، «ولا تزال المراكب العمانية تشق البحر في عباب الخليج والسواحل العمانية تذكر الناس بذلك التاريخ الذي صنعه العمانيون وأبدعوا فيه أيما إبداع».(14)
إن هذه الصورة المثالية عن الماضي تخالف قواعد البحث العلمي، وتؤثر في جدوى البحوث والدراسات، فالماضي الإنساني بداهة فيه المشرق والمظلم، والإيجابي والسلبي، والرقي والتخلف، وقد واكب ذلك سيطرة مفهوم تقليدي عن علم التاريخ يكتفي بمنهج سرد الأحداث، والأحداث السياسية عادة، ولا يستفيد من مناهج العلوم الإنسانية والاجتماعية المتكاملة، والتي من شأنها أن تلقي أضواء جديدة على الماضي الإنساني بكافة جوانبه.
المنهج بين الوصف والتفسير:
يرى حسن حنفي أن المنهج ليس حكراً على شعب بعينه أو وقفاً على ثقافة بعينها أو قصراً على حضارة خاصة بل هو عام عند كل الشعوب، ومعروف في كل الثقافات، وموجود في كل الحضارات، وهو ينشأ في كل حضارة بناء على ظروفها وتاريخها ومن خلال نشأتها وتطورها وطبقاً لتكوينها وبنيتها(15).
ويؤكد معظم الباحثين أهمية المنهج وشغله مساحة واسعة من البحث الفكري والثقافي، حيث أصبح موضوعاً لنقاش دائم لمعظم المشتغلين في الحقول الثقافية والإنسانية بشتى ميادينها وفروعها وأصنافها، حتى لا نكاد نعاين معرفة من المعارف المعاصرة إلا ونقول بالمنهج(16).
ويقول الباحث محمد صابر عبيد «لا شك في أن المنهج يعد حاجة نظرية وإجرائية لا يمكن إهمالها أو التغاضي عنها أو التقليل من شأنها لا سيما إذا أدركنا أن عصرنا الراهن وعلى وفق المقاييس كلها هو عصر المنهج في كل الميادين المعرفية التي نتداولها ونشتغل بها، وبالتالي فهو ضرورة للتنظيم والرؤية والكشف والتفسير والتأويل والقراءة والتداول» (17)
ونضيف في التدليل على أهمية المنهج قول حسن حنفي: «إن معظم الاكتشافات الفكرية والعلمية ونقاط التحول في تاريخ الحضارات اكتشافات في المنهج وتحولات المنهج»(18)
يمر البحث التاريخي كما هو الحال مع بقية البرامج البحثية المنهجية بمرحلتين، الوصف والتفسير، وتشتمل عملية الوصف الخطوات التالية:-كيفية ظهور الأمر أو الحدث أو الظاهرة التاريخية، وكيفية تطوره وتحوله وتكامله، وكيفية اكتسابه الشكل النهائي، أما مرحلة التفسير فتحتوي على الخطوات التالية التي يجب أن توضح: سبب الظهور، وسبب التطور والتحول والتكامل، وسبب الشكل النهائي(19).
مع كل هذه الأهمية للمنهج التي تكاد تكون بدهية نتساءل كيف يمكننا الحديث عن المنهج في ضوء تحليلنا لسلسلة المنتدى الأدبي؟
مع تأكيد المنتدى الأدبي على نوعية الندوات التي يقيمها وإنها دراسات علمية وعميقة.. إلخ، ومما لا شك فيه أن العلمية والعمق يتأتيان من علمية المنهج وعمقه، إلا أننا نلاحظ أن غالبية الدراسات لا تحدد منهجاً لسيرها في البحث، مكتفية بسرد الأحداث السياسية أو تراجم العلماء والحكام أو قرى الولاية، أو معلومات خام كحالة التأريخ للعصر الحالي، إلا قلة منها حدد فيها منهج معين، إلا أن مع التحديد لا نجد الالتزام بخطواته.
ونمثل على ذلك بدراسة شيخة المسلمية «العادات والتقاليد وما يرتبط بها من علائق اجتماعية دراسة ميدانية» من الدراسات القليلة التي حددت منهجاً معيناً للبحث وهو منهج المسح الاجتماعي، وقد قامت بإيراد تعريف هويتني : «بأن المسح الاجتماعي محاولة منظمة لتحليل وتأويل الوضع الراهن لنظام اجتماعي أو لجماعة أو منظمة»
ومع قيامها بجمع المعلومات عن طريق توظيف المقابلات لعينة الدراسة، إلا أننا نتساءل عن مصير التحليل والتأويل؟
لا نشاهد في هذه الدراسة الطويلة جداً سوى سرد لمعلومات معروفة وتنظيمها في أقسام، وما تسميه الباحثة تحليلاً أفرز نتائج، ليس سوى أمور معروفة للجميع، مثاله: «تتميز ولاية شناص قديماً بالزواج المبكر بصفة عامة(20)» هل هذه ميزة لولاية شناص؟
وما اعتبرته كشفاً للدراسة فيما يخص عادات الزواج، وهو انتشار الزواج في سن صغيرة، هل هذا كشف؟ وتوصلت الدراسة -أيضاً- إلى أن النسوة في شناص يستخدمن مجموعة من النباتات العطرية والأعشاب للزينة!، وقد اكتشفت الباحثة أن هذه العادة (التحسونة) تعبر عن مدى تكاتف وتعاون أبناء الولاية(21)» !
أما يعقوب البوسعيدي وفي دراسته المعنونة بـ«في آثار نزوى» فقد أشار إلى أهمية المنهج عند «الحديث عن العمارة بأنواعها الثلاث المدنية والدينية والحربية، ويحتاج إلى وقت وجهد طويلين من البحث والمقارنة والتحليل، والخروج بنتائج…لا سيما في مجال الدراسات المقارنة، واستخراج السمات المميزة لها والسمات المشتركة مع المناطق التي كانت لها علاقة والتي تأثرت واثرت بأنماطها المعمارية كشبه القارة الهندية وبلاد العراق والشام وبلاد فارس …إلخ(22)»
هذه الدراسة من الدراسات القليلة التي تبين بشيء من الوضوح المنهج المستخدم فيها، وتؤكد على عملياته من الوصف والتحليل والمقارنة، لكنه اقتصر على الوصف، وشيء من التحليلات الجزئية، مع عدم إجماله لنتائج ما توصل إليه من تحليلات في خلاصات أو نتائج خاتمة، ولا أثر للمقارنة في دراسته مع أهميتها.
يتم التعامل مع المنهج في هذه الدراسات بالأشكال التالية: في أغلب الدراسات نرى عدم الحديث عن المنهج، والاعتماد على جمع وسرد المعلومات حول موضوع معين، وفي دراسات قليلة هناك حديث عن المنهج، مع الإشارة أحياناً إلى مناهج متعددة مع إبراز أهميتها وفوائدها، لكن مع عدم الالتزام به والاكتفاء بسردها وسرد الأحداث.
السؤال الذي نختم به هذه النقطة المهمة جداً حول المنهج، ولأهمية سؤال المنهج فاننا نطرحه على مستويين الحاضر والماضي، مستوى الحاضر: لماذا نرى عدم الاكتراث بالمنهج في معظم الدراسات والاكتفاء بجمع المعلومات وسردها؟
ومستوى الماضي: مع كل العراقة العلمية التي يتمتع به تراثنا العلمي والفكري والمكانة التي يتمتع بها علماؤنا، نتساءل، هل ساهمنا في وضع أي منهج من المناهج التي تعتمد عليها الإنسانية في علومها الطبيعية والإنسانية والاجتماعية؟
-الوثيقة أو المصادر والمراجع البحثية:
مع اتساع مفهوم الوثيقة التاريخية لتشمل كل ما يمكنه أن يعبر عن الماضي أو يمت له بصلة، من قبيل الصورة والرسم وشواهد القبور والرواية الشفوية، والرموز، وكتب الفقه والأدب، وشتى التعابير، نرى في هذه الدراسات الاكتفاء بالمصادر العمانية المكتوبة، وحتى هذه لا يستفاد منها بالشكل المناسب والذي يمكن أن توفره مناهج التحليل الحديثة اللغوية والاحصائية.
أغلب الدراسات التاريخية في سلسلة الولايات اعتمدت على الوثيقة بمعناها التقليدي المحصور بالكتاب، بل المكتوب في مجال التأريخ، ولا تعتمد على مصادر مكتوبة أخرى فضلاً عن تغيير نظرتها للوثيقة التاريخية، وأخذها على سبيل المثال بالروايات الشفهية، ومع اعتماد بعض الباحثين على المصادر الشفهية عن طريق المقابلات الشخصية مع شيوخ المناطق وكبار السن نتساءل لماذا يلجأ للتاريخ الشفهي هل هو نتيجة تغير النظرة للوثيقة؟ ومن باب الوعي بتجاوز المصادر المكتوبة إلى غيرها أم لعدم وجود كفاية بالمكتوب اضطر الباحث للمعلومات الشفهية؟
يقول حسن المطروشي في دراسته الحياة الفكرية لولاية شناص قديماً وحديثاً: «في ندرة أو انعدام المصادر المكتوبة، (….)،فإن الباحث المتأخر ليس أمامه بد سوى اللجوء إلى النقل الشفهي(23)»، يفهم من الكلام السابق إنه ليس هناك تغير في النظرة إلى الوثيقة، بل الاضطرار لذلك بسبب ندرة ما توفره المصادر التاريخية بمعناها التقليدي.
دراسة المدن وتأريخها:
جاء في «هذا الإصدار»:» فقد كان من البديهي بمكان أن تحتل المدن الإسلامية عبر التاريخ مكان الصدارة في دراسات الدارسين وبحوث الباحثين»، هذا الكلام غير صحيح؛ فالتأريخ للمدن لم يشغل مكان الصدارة لا في القديم ولا في الحديث، و«مع وجود مؤلفات حول المدن في القديم والحديث، فكان أول من كتب حول المدن في الإسلام أحمد بن أبي طاهر طيفور ت (280/893) بكتابه تاريخ بغداد، إلا أن تأريخها لم يكن سوى جزء يسير من مجمل الكتابات التاريخية التراثية، وفي العصر الحديث ومع وجود دراسات رائدة حول المدن، إلا أنه يعتبر من الحقول الجديدة في التاريخ العربي الحديث(24)»
في العصر الحديث نجد كتاب الكوفة نشأة المدينة العربية الإسلامية للمؤرخِ التونسي هشام جعيط، وكتابات الحبيب الجنحاني حول المدينة العربية الإسلامية وحياتها الاقتصادية والاجتماعية بصفة عامة، وحديثه عن المخصص عن مدن القيروان وتاهرت وسجلماسة وأودغست ..وعن المدن العمانية كتب صحار عبر التاريخ لاندرو ويليامسون، وكتاب صحار تاريخ وحضارة لجون ويلكنسون، بالإضافة إلى مؤلفات عديدة محلية حول بعض الولايات العمانية.
يقول أحد قراملكي: «إن اختصاص البحث بموضوع محدد يعني صلته بتاريخ ذلك العلم، فحين يمارس المرء البحث في موضوع معين لا بد له من الاعتماد على الموروث التاريخي والمنجزات السابقة، أي أن بحثه سيمثل تواصلاً لمسار الأبحاث السائد في ذلك الموضوع، ليس البحث العلمي شأنا شخصياً أو محلياً عديم الصلة بتاريخ العلم وتطوره، وهكذا فلا يمكن أن نغفر للباحث جهله بما يدور في الأوساط العلمية(25)»
نتساءل هنا حول مدى استفادة الباحث العماني وهو يؤرخ عن المدن والحواضر العمانية من تلك الدراسات سواء في المنهج أو في الأطروحات؟ هل تمثل سلسلة الولايات تواصلاً مع الكتابات حول المدن وإضافة إلى المنجز البحثي حولها؟
لا نجد حديثاً نظرياً حول نشأة المدن وعوامل تطورها وازدهارها وعوامل انهيارها وزوالها، وسماتها وخصائصها، وكيفية التأريخ لها، أو الإشارة إلى المؤلفات والدراسات السابقة حول مدن أخرى، مع استثناء دراسة سعيد الصقلاوي «ثقافة المدينة» في ندوة صور عبر التاريخ، فهي من الدراسات التي ناقشت جانباً عاماً نظرياً حول المدن في مختلف أنحاء العالم؛ إذ يذكر تعريفاً للمدينة، ويشير إلى اهتمام مختلف الأدباء والشعراء والمؤرخين بموضوع المدينة، ونظرات الفلاسفة والجغرافيين والمهندسين والاقتصاديين وعلماء الصحة وغيرهم حولها، وسمات بعض أشهر مدن العالم.
في ندوة صحار عبر التاريخ، ونظرة على ما اعتمد من مصادر بحثية، نجد كتاب صحار تاريخ وحضارة لجون ويلكنسون لم يرجع إليه أي باحث وبالرغم من كونه كتاباً جيداً لدرجة معينة، ويمثل جانب من استمرارية البحث العلمي حول مدينة صحار، ينطبق هذا أيضاً على كتاب آخر هو صحار عبر التاريخ لاندرو ويليامسون، ومع رجوع باحث واحد هو علي محسن آل حفيظ في دراسته صحار في مواجهة الأحداث إلا أنه قد أكتفى بنقل بعض الأحداث التي كان من الأولى أن يعود إليها في مصادرها الأصلية، هذا بالنسبة لما كتب عن حواضر عمان، فضلاً عن الاستفادة من كتاب الكوفة الهام جداً(26)، لما يتميز به من منهج وأطروحات، فأيضاً هي مدينة عربية إسلامية فلا بد من وجود جوانب تقارب بينها وبين المدن والحواضر العمانية تساهم في فهم المدن والحواضر العمانية.
الحدث والحدث السياسي
نلاحظ في الدراسات «التاريخية» سيطرة التأريخ للحوادث السياسية، ورد تطورات الحياة الإنسانية وعزوها للعامل السياسي وحده في كثير من الأحيان، وبالاشتراك مع عوامل أخرى في أحيان قليلة جداً، مع قلة الاهتمام ببقية العوامل التي-وبلا شك- كان لها تأثير على سيرورة الماضي الإنساني وتطوراته، وأحياناً أخرى لا تجد جوانب أخرى أية اهتمام، كالاقتصاد والدين والاجتماع، مع «أن التاريخ السياسي ليس أكثر من واجهة يتخفى وراءها الشكل الحقيقي للتاريخ الذي تدور بقية أحداثه في الكواليس، وفي البنى الخفية التي يتوجب علينا الكشف عنها وتحليلها وتفسيرها، إن الأسباب الحقيقية منها ما هو جغرافي ومنها ما هو اقتصادي ومنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو فكري ومنها ديني ونفساني».(27)
التأريخ للحاضر:
التأريخ للحاضر تأريخ لنهضة عملاقة تنموية وخدمية، شملت كافة ولايات السلطنة، في كافة مجالات الحياة أنتجت دولة عصرية حديثة ومنظمة، إنها تغيير شامل في مجريات حياة المجتمع، ومحط إعجاب وتقدير دول العالم، وفي الجانب الآخر وعند الحديث عن ما قبل عام 1970 نرى الحديث عن ماض مظلم، وحياة جهل وفقر ومرض، وغياب كل مظاهر النهضة والتطور، وافتقار إلى أبسط مقومات الحياة المدنية؛ لا مدارس لا مستشفيات لا مؤسسات خدمية.. إلخ، وفي أحسن الأحوال يتم وصفه بالبساطة؛ نظراً لظروف العصر وصعوبات الحياة، وعدم الأخذ بأسباب التقدم.
الدراسات هنا سرد لمعلومات وإحصائيات في جوانب التعليم والصحة والخدمات والاقتصاد والزراعة …إلخ، نستطيع وصفها بالمادة الخام، وقبل سردها يعود الباحثون لسرد جانب من تاريخ الولاية قبل عام سبعين، في التأريخ للزمن المعاصر لا شيء سوى الإنجازات، لا توجد اخفاقات أبداً.
لا يوجد فيها أي اهتمام بقراءة وتحليل وتفسير تلك المعلومات، وما وجد من استثناءات في بعضها من استنتاجات وتفسيرات ليست تعبر عن تحليل حقيقي وبيان لأسباب التغيرات، أو أنها تفسيرات عامة أو بدهية وأحيانا تفسيرات غير علمية أبداً، فالنتيجة من الدراسات محددة سلفاً وهي التغني بالإنجازات، والانجازات وحدها.
من الأمثلة على العمومية ما توصل له الباحث علي بن صالح الكلباني في دراسته «عبري في عصر النهضة المباركة»، فقد توصل إلى «أن عبري من الولايات التاريخية ذات البعد التاريخي والحضاري العريق، وأن التقدم يتسارع على مستوى السلطنة…. إلخ (28)».
ومثال آخر على بدهية الاستنتاجات والملاحظات ما توصل إليه الباحث يونس اليحيائي في دراسته «ضنك وعصر النهضة»، يقول بعد حديثه عن تاريخها قبل النهضة، عن سمة الحياة فيها :»ونلاحظ مما تقدم أن الحياة في تلك الحقبة من الزمن بسيطة ..(29)»
ويقول مبارك الراشدي في نهاية دراسته «المضيبي في عصر النهضة»:» والحقيقة لا توجد ثمة مقارنة بين ماضي الولاية وبين الحاضر(30)»
ومثال آخر في فهم وتفسير النهضة العمانية، يقول يونس اليحيائي: «إن رياح التغيير جاءت مفاجئة، ودون أن تكون في الحسبان لتنقلهم إلى عصر جديد(31)» هذا كلام غير علمي؛ فالنهضة لم تنزل عليهم من السماء دفعة واحدة هكذا بغير مقدمات.
إن الاكتفاء بالحديث عن الانجازات وأحياناً كثيرة المبالغة في تصويرها تشويه للحقيقة التاريخية، فعلينا أن نذكر الأشياء بجانبيها الإنجازات والإخفاقات، وفي التفسير يجب علينا استحضار مختلف الأسباب التي أثرت في تاريخنا المعاصر، وعدم الاكتفاء بالبعد المحلي بل النظر إلى ما حصل في دول الخليج الأخرى، وغيرها من الدول التي دخلت أطوارا من النهضة ودور النفط،…إلخ.
نختم هذه الدراسة بهذه الملاحظات: إن موقف معظم المؤرخين العمانيين من الماضي يتميز بنظرة مثالية غير علمية، ومنظورهم لعلم التاريخ منظور غارق في تقليديته فلا يتجاوز رواية الأحداث وسردها إلى دراسة البنى التاريخية، وأما في المنهج فليس لهم إلا سرد الأحداث المعروفة-مع إعطاء الحدث السياسي المساحة الكبرى-، بعيداً عن تفسيرها وفهمها وتطوير نظريات في فهم الماضي الإنساني.
وفيما يتعلق بالوثيقة أو المصادر والمراجع البحثية فلا زالت الغالبية من الدارسين تكتفي بالمكتوب منها مع ملاحظة اهتمام بجمع التاريخ الشفوي من قبل بعض الباحثين، لكن لم يستثمر بعد بشكل جيد، ولا نرى استفادة الباحثين العمانيين مما كتب في دراسة المدن سواء على المستوى العربي أو العالمي مع أهمية ذلك لتعزيز تجربة الكتابة المحلية، وأما التأريخ للحاضر، فهو تأريخ للمنجزات فقط، بعيد عن التأريخ العلمي.
نخلص في نهاية دراستنا إلى أن دراسات المنتدى الأدبي في سلسلة الولايات، تمارس الكتابة التاريخية خارج تطورات علم التاريخ؛ حيث التأريخ خارج التاريخ، وكأنها تعيش في عالم آخر بموضوعاتها ومناهجها ورؤيتها ونظرتها للمصادر.
المصادر والمراجع:
أولاً: سلسلة الولايات:
1–أدم عبر التاريخ (17).-الطبعة الأولى. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1433/2012.
2-إبراء عبر التاريخ (10).- الطبعة الأولى. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1428/2007.
3-البريمي عبر التاريخ (15). – الطبعة الأولى. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1432/2011.
4-بهلى عبر التاريخ (8). – الطبعة الثالثة. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1433/2012.
5-سمائل عبر التاريخ (12). –الطبعة الأولى. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1429/2008.
6-السيب عبر التاريخ (1).-الطبعة الأولى؛ صدرت ضمن فعاليات ومناشط عام 93-1994. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1415/1994.
7-شناص عبر التاريخ(16) الطبعة الأولى. –مسقط: المنتدى الأدبي،1431/2010.
8-صحار عبر التاريخ (3). –الطبعة الثانية . –مسقط: المنتدى الأدبي،1433/2012.
9-صور عبر التاريخ (2). –الطبعة الثانية. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1428/2007.
10-ضنك عبر التاريخ (11). –الطبعة الأولى. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1428/2007.
11 -ظفار عبر التاريخ (4).- الطبعة الثانية. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1428/2007.
12-عبري عبر التاريخ (6). – الطبعة الثانية. –مسقط: المنتدى الأدبي،1428/2007.
13-قريات عبر التاريخ (13). – الطبعة الأولى. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1429/2008.
14-مسندم عبر التاريخ (7). – الطبعة الثانية. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1428/2007.
15-المضيبي عبر التاريخ (14). -الطبعة الأولى. –مسقط: المنتدى الأدبي، 1431/2010.
16-نزوى عبر التاريخ (5). – الطبعة الثانية. –مسقط: المنتدى الأدبي،1428/2007.
ثانياً: بقية المصادر والمراجع:
–الجطلاوي (الهادي).-أعمال ندوة القراءة وإشكالية المنهج.-الطبعة الأولى.-نزوى، عمّان: جامعة نزوى، دار كنوز المعرفة، 1432/2011.
-حنفي(حسن).-حصار الزمن؛ إشكالات ج1.-الطبعة الأولى.-الجزائر، بيروت: منشورات الاختلاف، الدار العربية للعلوم ناشرون، 1428/2007.
-قراملكي (أحد فرامرز).-مناهج البحث في الدراسات الدينية؛ تر: سرمد الطائي.-الطبعة الأولى.-بيروت: معهد المعارف الحكمية، 1425/2004.
-كوثراني (وجيه) .-تاريخ التأريخ، اتجاهات مدارس مناهج.-الطبعة الثانية.-بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2013.
-لوغوف (جاك).-التاريخ الجديد؛ تر: محمد الطاهر المنصوري.-الطبعة الأولى.-بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2007.
الهوامش
1 – فعاليات ومناشط حصاد أنشطة المنتدى لعام 93-1994، ص209، وص-201.
2 – انظر: هذا الاصدار، وكلمات المنتدى الأدبي.
3 – هذا الاصدار، الذي يرد في بداية الندوات كمقدمة وتعريف بالسلسلة.
4 – عبري عبر التاريخ، كلمة راعي المناسبة، ص9.
5 – بهلى عبر التاريخ، كلمة المنتدى الأدبي، ص8.
6 – المضيبي عبر التاريخ، كلمة المنتدى الأدبي، ص 7.
7 -هذا الاصدار.
8 – عبري عبر التاريخ، كلمة راعي المناسبة، ص9.
9 – نزوى عبر التاريخ، كلمة راعي المناسبة، ص5.
10 – ضنك عبر التاريخ، كلمة المنتدى الأدبي، ص4
11 – المضيبي عبر التاريخ، من كلمة المنتدى الأدبي، ص8.
12 – فعاليات ومناشط حصاد أنشطة المنتدى لعام 93-1994 ، أحمد بن سعود السيابي، «مكانة دما في الجهاد الإسلامي»، ص222.
13 – سيف الدرمكي، «المكانة التاريخية لولاية شناص»، ضمن شناص عبر التاريخ، ص96 .
14 -عبدالله بن صخر العامري، «صور سفنها وفولكلورها»، ضمن صور عبر التاريخ، ص 12.
15 – حسن حنفي، حصار الزمن ج1 إشكالات، ص48.
16 و17- محمد صابر عبيد، «إشكالية القراءة والتلقي»، ضمن أعمال ندوة القراءة إشكالية المنهج، ص22.
18 – حسن حنفي، المرجع السابق، ص60.
19 -أحد قراملكي، مناهج البحث، ص284
20 – شيخة المسلمية، «العادات والتقاليد وما يرتبط بها من علائق اجتماعية»، ضمن شناص عبر التاريخ، ، شناص عبر التاريخ، ص177، ص182.
21 – شيخة المسلمية، المرجع السابق، ص193.
22 – يعقوب البوسعيدي، «في آثار نزوى»، ضمن نزوى عبر التاريخ، ص 27.
23 -ضمن شناص عبر التاريخ، ص103.
24 – وجيه كوثراني، تاريخ التأريخ، ص139-140.
25 -أحد قراملكي، مناهج البحث، ص60.
26 -يقول وجيه كوثراني-مشيراً إلى أهمية الكتاب-:» يقدم كتاب الكوفة كنموذج دراسة تاريخية لنشأة المدينة العربية الإسلامية معطياتِ بحثية مهمة تعبر عن تمكن المؤرخ جعيط من أن يؤرخ للزمن التاريخي العربي الذي تقاطعت في سياق تشكله مجموعة مركبة من عناصر التاريخ البشري(الفتح، الدعوة القبائل) وعناصر المكان(الموقع الجغرافية التاريخية والتخطيط من أجل أهداف أملتها الصراعات الكبرى على العراق والمنطقة كما أملتها تراكيب وخطط اجتماعية ودينية واقتصادية حيث إن الكوفة كانت حاضرة اختطت تخطيطاً كاملاً فجمعت في تأسيسها ووجودها ثنائية ولفت بين المساحة العمومية المتركبة من القصر والمسجد والأسواق من جهة والحزام السكني المخصص لخطط القبائل من جهة ثانية، فكانت بذلك نموذجاً بالنسبة إلى كل مدينة إسلامية مقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن جعيط يتعامل مع فرضياته، ويقدم آراءه في الكتاب في سياق نقد تاريخي منهجي لفرضيات الآخرين واستنتاجاتهم وذلك في مساحتين معرفيتين متكاملتين المعرفة المباشرة للمصادر التاريخية الإسلامية والمعرفة المباشرة لمراجع المستشرقين المتخصصين فيتعامل مع قراءاتهم تعاملاً علمياً ومعرفياً وليس ايدلوجيا كما درج عند الكثير من الكتاب العرب». كوثراني، تاريخ التاريخ، ص139.
27 -جاك لوغوف، التاريخ الجديد، ص87.
28 – علي بن صالح الكلباني، «عبري في عصر النهضة المباركة»، ضمن عبري عبر التاريخ، ص 292.
29 – يونس اليحيائي، «ضنك وعصر النهضة» ، ضمن ضنك عبر التاريخ، ص 147.
30 – مبارك الراشدي، «المضيبي في عصر النهضة»، ضمن المضيبي عبر التاريخ، ص249.
31 – يونس اليحيائي، المرجع السابق، ص148.
—————
————————————
سعيد الطارشي