المكان الذي أعارني
الرغبة الأولى في الوحدة
إمتطى صهوة الروح
وترك إشارة الوقت
تتقاطر
سنوات من النار
جبال ..
هذه الواقفة على أكتافنا
بعد أن هجرتها غاباتها
يتم أحل بالعابرين
مرايا يتقصف وهجها
على النائم
في ظهيرة النهار
الذي ارتدى الجسد.
حمى الأحلام استراحة
على شفة الوحشة
الرائحة التي تركت بريقها
يزهر في فمه الثمل
مرت ثانية
كما يمر القطيع بجانب البيت
والراعية توزع
أسرارها الصغيرة
تحت ظلال الصخور.
وزعت ذكرياتك
بين نخيل القرية وغافاتها
ترى ..
هل تذ كرتك بعد الرحيل ?
أم الصخرة
هي شاهدك الوحيد
على جثتك المعطرة بورس الذاكرة
ذات مساء
خيم الظلام باكرا
نجمة أطلت لبرهة
كأنها قضت استراحة السجين
ثم قضى الآخرون قرونا
على إثرها
يؤرخون أيامهم
مثل شجرة هجرتها الفصول
ترك التاريخ
قصائد الأولين
يترنم عليها الطير
أو محفوظة في خزانة التراث
طائر مسحور
قذفته الصحراء
فاستراح عند النبع
يفكر في وطن آخر
وأرصفة أكثر ازدحاما
أي شاطئ يصارع صراخه
نحو أزل أرحب
في اللامكان
الخالد في قلبه
هذا الكون على شكل
فوهة البركان
وبطن يكتنز
بأعباء الحروب والكوارث
من يمنح هذا الكائن
قبلة المكان الأكثر إضاءة
من إنكساراته وتصدعاته
يستيقظ كل يوم
فيجد النافذة
مطلة على هاوية
تشرف حوافها على شاطئ مليء
بمراكب الموت
كنت
أرقب عبر الضوء الذي يتجمع
حول حدقة العين
التي مارست توها
لعبة الإغفاءة الأخيرة
هذه البذرة
التي تحمل ثقل العالم
كقمر ضائع
أ شعل لهب المواقد
حنين الرائحة
استوطنت الزرقة أعالي الألم
لبيت تسكعت فيه طفولتي
وعناق لأزقة
أكهلتها الأقدام والذاكرة
لا شيء أقبض عليه
والشارع في نزعه الأخير
يس اقط كقلب طائر في الهشيم
أين سأمضي في هذا الليل
وما زالت في كبدي
روح طفل غيبته أمه
وأرصفة مغاليق
لا أحد يحصي المسافة
وخبيئة تلك الكاسات
التي تصاعد منها لهاثي
الآثام امرأة تنام على سريري
كل ليلة
وحاطبو الليل من يدسون
تحت الوسادة
أسرار الدمعة
المتوارثة
منذ زمن بعيد