ترجمة: عبداللطيف شهيد *
هذه اللائحة المكونة من ست شاعرات كولومبيات ليست حصرية وإنما فقط لإبراز الحالة السليمة التي يتمتع به الشعر الشبابي الكولومبي. ستة أصوات نسائية يتميزّن عن باقي الشعراء باستعمال ثري ودقيق للغة. صور قوية تجعلهن يبدعن عوالم رمزية من خلالها تُستَقطر مواضيع كالموت، تفكيك للواقع، الحب وموضوع الذاكرة.
كل هؤلاء الشواعر من مواليد بين الثمانينات والتسعينات (1980-1999)، بعضهن ولجِن إلى دور النشر الإسبانية كما هو الشأن بالنسبة للشاعرة أنخليكا هويوث غوزمان بديوانها « خيوط مُتفككة» 2014. أو الشاعرة أنابيل مانخاريس فرايل، التي تأهلت لجائزة أصوات جديدة الدورة 31 لسنة 2018. كما حازت باقي الشاعرات على جوائز أدبية مهمة داخل كولومبيا.
ببيانا برنال Bibiana Bernal
ديوان «عصفور الحجر» تأهل إلى القائمة القصيرة للجائزة الوطنية للشعر 2017 بكولومبيا. ولدت هذه الشاعرة سنة 1985 وتشتغل أيضا كناشرة وقاصّة.
صمت
لا تكتب فوق العصافير
لا تقم بتصويرهم.
فقط راقب تحليقهم.
اُهجر فكرة
تخليدهم بالكلمة والصورة.
خَلِّد زوال
مرورهم بالنظر.
سكوت. بالأيدي والأعيُن.
سكوت. ليس من أجل
تَصنُّع الصمت
الذي يتركون وراءهم
ولكن أن نصير الصمت.
كارولينا دافيلا Carolina Davila
ازدادت سنة 1982، نالت الجائزة الوطنية للشعر 2010 بكولومبيا على ديوانها « كالكنائس».
الجسَد، هذا المَجاز
مع الفاجعة يأتي الانشقاق
الجسد يتَجَزَّأ
الجسد الذي يتفَتَّت
حتى ظِلّنا في آخر النهار
ليس بالطول
والاستدامة معنا
أنابيل مانخاريس Annabell Manjarrés
ليس للشاعرة أي ديوان مطبوع لكن قصائدها تُرجِمَت للفرنسية، الإيطالية والتركية. تأهلت لجائزة أصوات جديدة الدورة 31 لسنة 2018.
صُرصار مستلقي على ظهره
لقد مات الصُّرصار
موكب من النمل
جاء لجُثَّته
يمشي
كملائكة صِغار
على شيء لا أحد يصدِّقه.
عندما تعثرت بشَكٍّ
شُلَّ
جسدي وفكري
كالقحط، أنظرُ إلى السقف،
طرف عيني لاإراديا
هوى بي إلى تكهنات.
قائِم وجناح
يبدوان أنهما اكتسبا قوة ونشاط
لما الموكب
حمل الجثة كتذكار نصر
حان وقت الإيمان بالملائكة الصغار.
أعتقدُ ذلك
لِتنزَعَ
التشوشات القاتلة،
وتحمل في جيوبك
نَصْلَ أوكام (Ockham)
في حالَة ما إذا كانت الشكوك
صارت مسمومة
تانيا غانتسكي Tania Ganitsky
« كارثة بطيئة « كان آخر أعمال الشاعرة، والذي حاز على الجائزة الوطنية للأعمال غير المنشورة التي تنظمها جامعة إكسترنادو بكولومبيا.
يقولون إن آخر وهيج
لن يشتعل
بالمُحيط.
داخل أحشاء الراقصة
التي تأْوي الأساطير المنسية،
في أغنيتها.
التي تَنْشُد عودة الآلهَة.
لكِنّي أَخفَيتُ
بعض أعواد الثقاب
حتى أَحْمي اللهب
من الأرض.
أنخليكا هويوث غوزمان Angélika Hoyos Guzman
في عمود زاوية الكتاب المنشورة سنة2014 في القسم الأدبي لمجلة مليلية اليوم، كتب الناقد الأدبي مانويل كيروغا كليريغو Manuel Quiroga Clérigo.واصفا قصائد الشاعرة بأنها
« رنّانة، حيوية ومحمومة». هذه الشاعرة تأهلت إلى اللائحة القصيرة لجائزة كارلوس برييرا للبحث الأدبي سنة 2016. عن بحثها الموسوم « صرخة الوحش: أجسام غريبة للذاكرة في الشعر الحديث الكولومبي» وقد نشر هذا البحث في بلدان: كولومبيا، الشيلي، البيرو، الأرجنتين، المكسيك وإسبانيا.
نقطة هروب
يكفي المشي بنفس الطريقة
المُمكنة:
بشعَر.
العصافير المسكينة مجرورة
مع الريش الثقيل
للحسد.
حينما نُغْمِضُ عيناُ
أحدهم يُسَقِّفُ العالم.
البحر يتحوَّل إلى بِساط دقيق.
هنا علينا أن ننظر بأعين البومة،
نتحول إلى فهد
ذئب وضوء قمر.
في وسط الغابة،
في السخم الطويل،
تُفتَح الأبواب.
ألخاندرا لرما Alejandra Lerma
« تدقيق حول الاشتباه « هو آخر أعمال الشاعرة الحائزة على عدة جوائز.
قَفَص
عصفور أسود أدخل عندي صدره
كان أعمى
أخرَق
وَشفّاف
لا يعرف فضائل جسدي
يلتطم بذكريات وأصوات
خفقانه يجعلُني أصَم
يجعلُني أبكم
ومن بين عينيَّ الصغيرتين
يتسرب الهواء
الرُّضاب
الدم المغشوش
ربَّما تحَوَّلْتُ إلى قَفَص
إلى مِرآة مضللة
إلى شجرة بدون عودة
ربما لا يوجد عصفور
فقط الشَّجن
ربما أنا العصفور
والجسم هو لك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في قصائد هاته الشاعرات نجد كل ما هو كوني وليس بأبدي: الجسد هو قفص، القصيدة تستقطر ألوان ريشها الثقيل، على البحر الدقيق وداخل أحشاء الراقصة تقبع أساطر أسلافنا.