طالب المعمري
(على سبيل الوداع)
يذبل نهارك و يموت
على شرفة المكان
جمرة شمس
في القلوب
لا مأوى حيث الريح
ومحو الأثر
تدرّب النفس
لتعيش في مدن
مصنوعة من ضغائن
و هواجس غامضة
و أسرار و همية
لا أصدقاء
لا أعداء حقيقيين
لتمد لهم جسرا
أو تقطعه
كأنهم كلهم
يتامى أرض النسيان
في الظهيرة القائضة الطويلة
أو في الشتاء القصير الخجول
كل شيء هالك بدوره
كل شيء يسير
باتجاه اللا شيء
تكرر الأيام هاويتها
في نفايات التدوير
و منصات كلام سقيم
سأمضي و في يدي
غُراب من الباطنة
دليل على السواد
سأمضى و في يدي
سحابة ضجرة
بشيخوختها
ها أنت
تلاقيك وجوه
يقتلها الوقت
بدم بارد
فوق كل تراب عرفته
هناك نفوس تتهدم
وتذوي كشمعة
تحترق في حزنها
أترك النهارات خلفك
دون حسرة
وما تحلم به
يترصده عود ثقاب
لذا، لا تنتحب على
الخسارات
و أنت صانع كلمات
و حياة
فالوقت لن يقتلك
وحده.