النشاب مسرعا من قوسي لم يتردد لم ينحرف
فكانت لذة الطعن وفتنة الجرح
وكان لي ثالوث إذ قطفت الجرح
من صدري ليكون الوردة
ليكون الشموع لتكون الصلاة ملتهبة.
وصقر أنت نتخي لك ومنقار
فضاء وضحية وفي السلة رغيف
ورجاء وليمونة للسلام عليك والسلام عليكم.
وموسيقاك غزيرة ينبوع
من فتحات القصب. ومفتاحك
عبدك لبي ك يختبئ في شقاوة الجيب
ويهرب خارج المدرسة وزيح الإكس
إلى العل يقة وأشواكها حيث نحن نأكل
الثمار وإلى القبو ينام على الزبل
والظلال الأخيرة وإلى الكاراج يسرح
على الدولاب وإلى كومة القش
ينتحر غراما بالابرة الحزينة الإقامة
من زمان ومن عدم الرؤيا.
وإن داعبته في ظهره يتحول الجسد دخانا
ينفرج عن ديوجين وقنديله
وعلاء الدين ومصباحه وهما يفتحان لك
الكوخ القديم وأسنان القفل الصدئة
ويسيل حليب النشوة والانتصار من الوعاء,
من الثدي, من التينة الفجة وعصارة الوحشة.
وأنت في مقعدك تنعم بالضوء مرتين جميلا ومثقلا بالدبابير
تنوح وتعقصك, ولا شفاء إلا حص الثوم تفرك به الورم
وإلا رقص الباليه وأن نقرأ الإلياذة
وغليونك يجلب لك الحرب
أو الهدنة. وهناك تتكسر
الأسطورة على صخرة الشاطئ
نثارا بين مطاوي الحشائش
وفساتين اللج ة وقصور الرمال.
وتأتيك السمكة تقودها الحورية
بالرسن ولا تسمع العواء على القمر
بل القصيدة اليتيمة والعمياء.
وتسمع الخبر مقتل الشاعر في الصحراء,
من فم المرأة وهي في الانتظار ولا تضع
الصوف بل يداها ناعمتان ولو
تلاعبتا بالخيمة ونار القرى والجديلة والمخمل.
وكاد زوجها يحضر وتركض
الناقة لولا الكلمات العذاب والبلاغة الغراء.
وعندك الحبر والشورباء
ليكون لك شوارب وتطوي قميص العرق
والذكريات نحلة تحوم عليك ووسخ
البقع يوقفك على المفترق.
فأنت إذن موشحات ويكثر
الترداد ونذير الطبلة.
ومن الشرفة تستقي من السماء
وتدور بنا الثري ا وزنبق القلق ونكاد
نضرب السقف والرقائق الهندسية
والكوفيات والمستطيل المطرز.
واختلس لك خيط الشمس الفولاذي
مرارا ليكون الاتجاه بيتك
ووجهك وتموج الطيارة. وأيضا زجاجة
العسل من لب الأزهار من الصعتر والحبق والوزال والمتفت حات
وقرص النور والوحي من
حديقة القديسين والأنبياء وقد احة
التبغ من ناطور البناية.
وسوف أكذب عليك على شاعر يكسر أناء القوافي
وعلى الوالدة التقي ة وعلى الشعب الحائر
وألتحق بليل العجائب والمهر جين
ومالئي خابية النبيذ برحيق الفواكه
وأجمع ماء الطفولة وحفنة
من الساقية ومن الزفرات
وتلك وصفة وندى على تم السمكة
على أذرع الخزامى وعلى الخزانة
والبنفسج وتلاوين الثياب.
ودائما أجلب النجمات من
التل ة القديمة والرعاة من
غربة الجرد وباحة السوبرماركت
والغذاء للجياع من جرابي.
وسوف زن اري بدنانيره
يهطل على الحضيض وسروالي
ينخفض عن خط المستوى والقطب ليصل
إلى المنجم حيث تشرقط الحجارة
على أسراري, ولا سر أو
حجر خارج حضني, بل كستناء
حار ة وأظافري طويلة
وأتشبت بالجدار وأعبر المكان المظلم
إلى قصبة التوازن والعلن ولا شبكة
تحت الحبل للانقاذ للانبطاح
والنهر خف وهجه فلا سفر
ولا عجلة في ساقي.
وهناك وجوم في الممر وفتور في النزهات
والمركب والشراع يابسان من البطالة
يبحران في الرمال ولا طريق
إلى الأزل.
والحكمة حصاة تتغطى بالوشاح
لئلا يأتي الزكام
وإكليل من الرغبات الجامدة
وزهرة في أذني تفوح آونة الغياب.
وأسمع الجرس ورن ة الح لق
وخطوات المطر والفقراء, وهذه
ساعة الاقتراب من الجن ة
فهي تلوح قريبة تدل
سب اتي عليها.
وآخذ السطل والثلج
من مرتع الخادمة ونسكر ونعربد
على عيون الجميع, وعلى مرآة التاجر
ولا نغلق الباب.
وأدلق الحليب وتتدحرج البقرة على
بساطي على الصارية والحطب والفأس وحياتي الخضراء الأمس
وأوراقها
المنفلتة المبعثرة ولن أصغي إلى الجر افة.
ويضحك لي البائسون
وثل ة الشرف الجامدة
والزنجي الذي يحرسني
بالمظل ة.
واشك راية الجنون وصارية
الفنون في الجمجمة الهامدة.
والريح تنفخ مزمارها للأيتام
المقهورين وترفرف علامة القرصان
له ويخالفون النظام, تعزف للقادمين
من وادي العنبر والسفوح
المتصو فة ومغاور المغفرة.
وإذ يستفيقون من مرارة العقاب
ومن الأمثولة الصارمة يخالفون
القاعدة ويجلسون على كرسي
اللامبالاة.
ويسكبون الخمر نخب
الطيش والكسل أبعد من الكأس
على أفواههم على عباءاتهم
ولا يمسحون نقطة بالأكمام.
ويتركون الأحمر في الوجنات لوثة لهم
وهم أحرار في ألوانهم وريشهم
وفي الفأل بالنضوة والتشاؤم
الميمون وطائر التعويذة,
خلال مسيرة الغناء والإشارات.
عراة يرفرفون بالأجنحة ويمتشقون
من لعب الأزهار بودرة السعادة النائمة, أو في
لولب الشال والمشلح ونوع من الذوبان
في حومة الشراب, من السباحة في بريق الأعشاب,
وارتداء السكينة التي توصل
إلى محطة السلحفاة, والبدء من عصا الارتجاف
وجريدة القعود واحترام مطبخ الإمارة وسكاكين الاختبار.
شوقي ابي شقرا
شاعر من لبنان