والظّلمة،
ولا شيء معك،
ولسانك ينجرّ مجروحاً على ذلك الشوك الصافي،
والأمس لديه ضيوف،
والصباح الفظّ يمشي متبختراً في شارع السّوق بلا مبالاة،
وعليك السلام والهول،
والأشياء تأكل أشياءك،
وعيناك مغمضتان:
أيّ التعاويذ تلوْت،
وأنت تُرضعين وعيداً مرتجفاً،
أيّة معجزة،
لكي تعنيك ربّتنا بتلك الدّموع؟.
واللّيل المبعثر ههنا في أرض الممرّ يذكّرني.
الجناح بمفرده،
قحفةً من جير جافٍّ،
يتشعّب أغصاناً وأعيناً للطلّسم تبتهل.
لذعة المجهول على لساني
تُذيق جبلاً بعيداً طعم روح متفحّمة.
أشركَت كبدي بنا،
وأنا جاثٍ أتبدّد في غسق الوادي،
وأيقوناتي، تحت أبراج إنسانك المنهمرات،
يتنصّلن واحدة فأخرى كأكتاف المنازيع:
للبئر أضرع.
كنتُ جارَ الحضور الجبّار لأرقك،
أتواهى على يدي عذراً من قماش،
بينما يندلع الحيوان نهراً جوفيّاً،
غناءً مصفّداً بالمداد،
يسري تحت نور الضعف والقوّة فينا،
يتصفّح أوراق الحواسّ
مقلّباً كُتب اللّحم بأصبعه الملأى رياحاً وطواحين،
يترك آثاراً كمشي الطّير على كبدينا.
كانت لأجلك أقماري تتحفّى
وتخفّ هائمةً على ريقك الوهّاج
في شدو يتشقّق ولعاً بك،
تخفّ تهزج في طمي أسرارك الحيّ
وراحاتُ أكفّها على أفواهها
تكتم انتحاباً شَرقِت به أفلاك الجنون
في ذرّها الخالي.
أجنّةً من مشيمات مائها
كانت لأجلك أقماري.
كنّا في خطر أكيد.
راحت المعاني تَبلى بين أيدينا بسرعة مؤلمة،
العواطف تَنشف كالعربات،
يوشك الممكن أن ينطفئ،
وبعد ما أمطَرنا،
فماذا إذاً؟.
كنتِ هناك؛
أراك ولا ترينني،
تعبرين بين يديّ فلا يعود هناك إلّا مجال عبورك.
أم كنتُ نائماً آنذاك؟.
أنزَلني بللٌ باردٌ عن رحلك المتأرجح.
لم يبق تحت دروعنا
غير الخطر النقيّ.
محمد الصادق الحاج*