– بين المرآة والقناع
1- قصيدة الى اوغست سترندبيرغ
على الجدار تعلق الأقنعة
والظلال تتكاثف على الخشبة
***
وقع خطى بعيدة
وموسيقى ذائبة في الظلام
***
هذه الحياة حزمة أقنعة
قناع يراقص امرأة
قناع يضرب في سهول بعيدة
قناع ينكب على طاولته،
يشرب الحبر
يصرخ .. لم أجد، بعد الكلمة
التي اهزم بها وجه عوي
قناع يعتدل ليقول:
الوجوه مقفلة على أقنعتها
***
الأقنعة تصطف على الحائط
مثل أسلحة مستعملة
وفي المرأة صورتك
يخضبها هواء المصحات
الهواء حقل أقنعة
قناعا لقناع
هذا هو العالم
***
وأنت أعزل
إلا من دمعتين
تجرفان ركام الأقنعة
2 شاعر في المنفى
أسأل أيها الشاعر
– أين بلادك ؟
***
فتمحو الغيوم دمعة
أو تثبتها، مثل نقطة على الحرف
***
أسأل أيها الشاعر،
وفيما قامتك تسندها أنسر سبعة
لتكتمل أسطورتك
يحجب عينيك ضباب غامض
تقول .. خبأتها في دمعة
خبأتها في وردة تحت القميص
***
أسأل ..
أين مرآتك؟ أيها الشاعر
فتشير أصبع الى الأفق
………….
والذهب برادة الصمت
ومثل عراف يشتمل على الذهب والمرايا والقناع،
تؤكد …
ان الدمعة الساهمة
مرآة لا تكذب.
3 تبغ وأحلام كثيرة
الكتاب ساكن على طاولة
ينتظر ريحك
لتتناثر كلماته
***
تبغ وأحلام كثيرة
أيتها المرأة
تكفي لأن أقطع هذه الجبال
والمنحدرات بضبابها
***
يد في أبخرة الأزمنة
تلوح
والسهوب اختراع طريدة عمياء
***
قمر ممحو يتشبث بجدار الهواء
تنبحه سهول بجليدها المترامي
***
يد تلوح واجمة
فيما الهواء يتدفق
كأن آلاف الأيدي الخفية
تدفعه.
4 مدار الصمت والكلام
لا علاقة لي بهذا الصمت
لا علاقة لي بهذا الكلام
***
منحن لأخيط أحلامي
في هذا الفتق الهائل
لجلباب العالم.
5 سلاسل الدمع
الماضي حديقة خلفية
لأقفاص مليئة بالأيام
والذكريات سلاسل دمع
تقطعها طيور هاربة في يوم ماطر
***
وهو بمرآته ، طائفا.
يرى الأيام أيامها
………..
………..
أريد كلمة أقطع بها هذا الصمت
أريد ورقة
أزن بها هذا الظلام
***
تنظف الكلام حبرا
يتزين الأرق لـ ليلته
الوسادة مفتاح
لكنز من الكوابيس
***
تعبت من هذا القص
أريد أن أوميء
تعبت من يدي
أريد أن انظر، فقط ،
***
وحتى هذا لا طاقة لي به
العالم مشهد
***
يطفو فوق جثة المكان
روائحه ساهرة
6 وجه في المرآة
محاولات عدة لكتابة قصيدة واحدة
* غالبا ما يحدث
حين أنظر فى المرآة،
كأن وجها آخر
هو الذي يطل
* انظر في المرآة
فإذا بي
أرى اني لست أنا
* أنا اثثان
وجه في المرآة
ووجه ينظر لذلك الوجه
* أنا وجه اول
ينظر الى وجه ثان في المرآة
* صرت أتعرف شيئا ، فشيئا
على وجهي الآخر في المرآة
وصرت دائما استضيف
* وجهي في المرآة
ضيف على
* حين أطل في المرآة
– في الزجاج السريع العابر –
أبدو غريبا لي
… وجهان ،
وجه في المرآة
أخذ يشيخ
وآخر يتعجب له !
* وجهان
واحد طاف في ماء المرآة
وآخر طاف في الهواء المحايد
كأنه بلا زمن.
كريستيان ستاد
باسم المرعبي (شاعر عربي يقيم في السويد)