ولد"رون بتلن" عام 1949 في ايدنبرج. احترف الكتابة منذ عام 1979. نشر العديد من الدواوين الشعرية قاربت العسرة منها ديوان" كائنات موشومة بالقسوة" ،"ستريتو" و" تواريخ الرغبة" الصادر عام1995 عن دار بلوداكس. كما رون بتلن مسرحيات وأوبرات للراديو . منها مسرحية " عبلة الموسيقى وأوبر "مملكة الظلام".
تتميز أعمال رون بلتن بالحكمة المستخلصة من مفردات الحياة وتفاصيلها المعتادة ، التي تهرب من بين أيدينا ومن أمام عيوننا لشدة ما ألفناها حولنا . بتميز أيضا ببساطة النبرة غير الفاجعة أو الساخرة أو المأساوية . انها مجرد بسمة فاهمة للقسوة اللاارادية للحياة.
التقدم في العمر
أنت تنتظر قطارا لا يتأخر عن موعده
أو ربما تلتفت الى الشارع من خلال
النافذة
قبل انسدال الستائر.
حطام زجاج ، كرة طفلى تتدحرج
على الدرجات ، خيط من الطر،
حقل بور
لون سيارة عابرة
كل واحد من هذه الأشياء
بدوره
يخون الكائن الذي هو انت.
انتبه، فضربات قلبك لم تتوقف
وأنت لم تمت بعد ما من أخر
يمكنه أن يحل محلك أريجيب على
اسمك:
عندما تنسدل الستائر ويصاب العالم
بالخرس
قطارك يأتي في موعده
تواريخ الرغبة
كان ذلك عندما أخترقت الحجر
وتعقبته
مارقا في ثقب صغير محترق ، أقمت ألوان
صدفة الصيف حولي..
كان ذلك عندما أوقفت المياه جمر اجبال
والسحب والأوراق الخضراء الداكنة
التي لم أتمكن قبل من الوصل اليها-
حاولت التقاط واحدة- كان ذلك
عندما تسربت السماء والأرفع أول
مرة من بين أصابعي.
التواريخ كلها تولاريخ رغبة، تقص علي
كيف بدأت حياتى وكيف انتهت: دفقة ماء،
حجر، طفل يرسلونه طافيا
اني الجهة الأخرى
نجمة العلاقة
لنقسم القمر نصفين ونحتفظ بالجانب الظلم
أطلق الضوء..
ظلا رجل وامرأة يتلامسان ويهربان-
هذه، هي الحقيقة الوحيدة التي عرفاها،
ظلان تحاصرهما الكلمات التي لم يجرؤعلى
نطلقها
أطلق الضوء ولا تنطلق بعيدا،
جانب واحد من القمر يأتينا بالليل
الحطام المضئ هو الشئ الوحيد الذي
يمكننا أن نرى من خلاله
شعاع الشمس الافريقية
رجلا يستقل جملا، وامرأة
تحمل جرة- حياتان تمنحان ثقل الانسان
للارض الفارغة والسماوات المفتوحة-
وجهاهما منزوعا التعبرات. حقائقهما مسكوت عنها،
والأكاذيب تقترحه زوجا مع زوجته،
ملكا وجاريته، أو ربما غريبان..
الجرة التى تهبها له مملوءة بالماء البارد
بطعم الارهاق أو الرغبة.
كلمات الثناء التي لن يقولها أبدا
لن تدخل الى قلبها الأمان
الفنان يلضم ابرته يسحب الخيط مشدودا،
يقطع ما لا يحتاج اليه، يبصقه
ثم تبدأ الحياتان نفسديهما مرة أخرى،
عبر أصابعه تعود الشمس المطرزة في المساء،
صحراء الرمال تعلو كالظلام، تلتقط النار.
برشلونة، 10 أغسطس
أشعة الشمس تقطع الشرفة حيث أجلس
أهتف باسمك عاليا، وأتوقع- ماذا؟
لست هنا، لن تعودي أبدا، الى هنا..
الحب لا يعبر عن شئ سوانا-
أريد أن أرفع كفى بالوداع، لا أكثر
هل ينبغى على حتما أن آحرك قرص الشمس
لأعلن عن بداية جديدة؟
كلمة أخيرة في بيت الأحلام
هاك البيت الدي عشت فيه، بيت رجل آخر
أحلام رجل آخر.
هاك الغرف التى أطاعته. الردهات الطويلة
الشاهدة على بذاته أثناء الكلام:
البار الفاسق الذي تقطعه أشعة الشمس- بأمابع مضمومة
يحمل بيت الأحلام مجتمعة..
وحدهم الذين سامحناهم يستطيعون الموت..
لتكن هذه الكلمة الأخيرة في بيت الأحلام.
الارض التي نحيا عليها
لا جسور، لا أنهار-
الممرات المؤدية للتلال تهدمت-
صارت أشجار الفضة مزق من الفروع المهشمة-
فوقنا، يحط عصفور مشدود الأجنحة-
كم من الوقت تحتاج الشمس لتتوقف عن الدوران
ما لم نجبرها على ذلك بأنفسنا؟
الصلاة
عندما أصل الي مركز الكرة الأرضية
ليكن أحد بصحبتي
الأشياء كلها يمكنها احتمال ثقل العالم
ما لم تكن وحيدة
وعندما أعود أخيرا الى هذه اللحظة نفسها
وهذا المكان ذاته
ليكن أحد بانتظاري، يلوح لي
ولو بالفراغ في يديه.
Histoies of Desire
Ron Butlin
ed: Bloodaxe Books 1995
مختارات من
تواريخ الرغبة
شعر : رون بتلن
ترجمة وتقديم :هدى حسين(شاعرة من مصر)
شابا تكالي (شاعر من زيمبابوي يقيم في القاهرة )