قصائد يوجين غيلفيك المورقة ضوءا، ملحمة أدغال تتعرى كي ترتدي أشعة الشمس وتنحت أغانيها المصقولة في ذاكرة صخور المنهير ذات الأرواح المرفرفة المتحدية للصمت، وعلى لحاء أشجار البلوط السامقة بأوكار الطيور المرصعة لحلمها بفيض من لآلئ فرح غابر… هي قصائد البراعم الحبلى بأزهارها، تجتر حلمها بمعانقة قمر يغازلها كلما لاذ قرص النار بالأزرق، يغطس في لازورده كي يغتسل من سكون يوم آخر رتيب سيتدثر، على حين غفلة مغنية تتناسخ، بالغياب..
«بين القمر والأدغال،
ثمة ذاكرة ممتدة
وذكريات أجساد تحابت»
يوجين غيلفيك
هي قصائد المواشي والبحر والشواطئ البكر مهما وطئتها أقدام العابرين أو أولئك الذين لم يتعرفوا على وجوههم في غير الزبد المتحرر من شكله المنهمر أسرارا تلوذ من قبح الآن بعصر المنهير المشبع برائحة البراءة الأولى… هي قصائد الإنسان المتعطرة بالقطران واليود والمرتدية لملابس الفقراء المهترئة والمبللة بمحبة أثيرية لا تعطي نفسها يسرا للكلمات…
تلك هي ترنيمات يوجين غيليفيك الهامسة للإنسان عندما تشح على شواطئ الإنسان الأغاني… تلك هي أغاني يوجين غيلفيك، القواقع التي تشف عن يواقيتها… وذاك هوغيليفيك الذي نجح في المسك باللحظة الهاربة كي يعيشها بكل تفاصيلها ويحضنها بروقا هاطلة من سماء لا تبخل بأسرارها على الذين يسعون ملء تمرد السؤال فيهم إلى صقلها.
كارناك/ Carnac
مقتطفات من الديوان الذي يحمل نفس اسم بلد الشاعر
رائحة الأرض
في كارناك*، لها شيء ما
لا يمكن التعرف عليه.
هي رائحة أرض،
ربما ، لكنها عابرة
إلى مستوى
الهندسة
حيث الرياح والشمس
والملح
واليود، والعظام،
وينابيع المياه العذبة،
والمحار الميت
والأعشاب، والسماد،
وكاسر الحجر*، والصخرة الساخنة
والبقايا المتحللة،
والملابس التي لا تزال مبللة
وقطران الزوارق،
والإسطبلات، وجير
الجدران، وأشجار التين،
وملابس الناس المهترئة،
وكلماتهم،
والريح التي لا تهدأ،
والشمس، والملح،
والأرض المخجلة قليلا،
والطحلب المجفف
جميعها
وكل على حدة يصارع
مع عصر المنهير
كي يكون بعدا
أرضي، ستظل كما هي
ولن تكون في الخلف (…)
الخرسانة
لن تبتلع الغرانيت/ الصوان
أرضي ستحمي نفسها بين البحر والبر
مزروعة، مرتبة
المرج يتحول
ويختصم لكونه لم يجتب
هل تعتقد أنه يحبك، ذاك الرمل،
الذي سيغدو في غيابك منتصبا
في الصخرة المهيمنة عليك (…)، على الأقل أنت تعرف، أيها المحيط،
أن حلمك بنهايتك
عديم الجدوى.
منذ آلاف السنين وصخور «المنهير*» تقاومك
وهذه الريح التي تقذفها بها، أعرف أن لها بحارا أخرى
بحرا للصياد
وبحرا للملاحين
وبحرا لمارينز الحرب،
وبحرا آخر للذين يبغون الموت
لست البتة قاموسا
أنا أتحدث عنا الاثنين (…) « في كاسر الأمواج
في صرخات النوارس،
في الزبد الذي يساقط في الماء،
في المد الذي شرع في الارتفاع،
في الطحلب المتشبث بالصخور
أدعوني.
فأجدني هناك «
زرائب/ Bergeries
(مقتطفات)
افترضي
افترضي
أنني سأجيئك وأصب
بعضا من الماء في راحتك
ثم أطلب منك
أن تدعي الماء يسيل
قطرة قطرة
في فمي
افترضي
أنه بالقرب منك، يصير لأيامي
مجرى أسرع
وأنني سأطلب منك
أن تجعلي زمني
زمنا لنبتة
لا تتعجل الإزهار
افترضي
أن الزهرة كانت كثيفة
وأن في ذلك تحديا مفرطا
وأنني أطلب منك
أن تعلميني كيف أبصرها
دون أن نفكر أننا اللذين
ينتابنا موتها
افترضي
أن تحليق طائر
يدعونا إلى الارتحال
وأنني أطلب منك
أن نندس فيه
كي نطير معه
في لج الشفق
افترضي
أن خشب الطاولة
يطالب بجذوره
وأنني أطلب منك
أن نتوخى نفس الموقف
خاصة وأنه بحاجة
للمسات أيدينا
افترضي
أن زوجا من القرقف
يطرق بشدة زجاج نافذتنا
وأنني أطلب منك أن تتركيه يدق
إلى أن يكلمنا
بلغة نفهمها
افترضي
أن الصخرة هي التي
تطرق بابنا
وأنني أطلب منك
أن تسمحي لها بالدخول
إذا كانت ستروي لنا قصة
الزمن السابق للزمن.
افترضي
أنه على مرمى أنظارنا
ستنفتح كل سطوح المدينة
وأنني أسألك
أن تختاري الدار التي،
ستعشقين الليل، تحت سقفها الموصد،
افترضي
أن البحر يرغب
في أن يرانا عن قرب أكثر
وأنني أطلب منك
أن تذهبي كي تعيدي على مسامعه
عدم قدرتنا
على أن نمنعه من أن يكون وحيدا
افترضي
أن الشمس الآفلة
ذهبت راضية
وأنني أطلب منك
أن تذهبي لمطالبتها
بأن تدفع لنا ما عليها
لمجد ذاك اليوم الذي منحناها إياه.
افترضي…
أن الخارطة تبوح لنا
بحقائقنا الأربع
وأنني أطلب منك
بأن تحسسيها
بواسطة الكثير من المداعبات
بأننا نعرف كل شيء
افترضي…
أنه لا شيء آخر لدي أفعله
غير ترقب الليل
والرغبة في أن يأتي
بكل ذاك التأخر
الذي نستطيع أن نجعله يشرع في الحياة.
افترضي…
أنني أبكي قلوبا
تنفدغ في ألف قطعة
وأنني أترجاك
أن تقطفي أزهارا في حقل
حيث يحط للتو عصفور على كتفك
افترضي…
أنني أرى القمر في وضح النهار
وأن الشمس تأتي لاقتناصه
وأنني أطلب منك
أمطارا وغيوما
كي تروي النجوم.
افترضي
أن الموجة والرمل
يقسمان على إذابتك
وأنني أطلب منك
أن تحتضنيني إلى الدرجة التي لا يمكن معها
أن ينتزعك مني أحد
تاركا لي ذاك الجسد
افترضي
أنني سأدعني يوما
أمشي على المحيط
وأنني سأطلب منك
أن تناديني كي أرى
ما إذا كانت صيحتك ستغير
علاقاتي بالماء
افترضي…
أن القرية موجودة تحت الأرض
وأن هبة ريح تحط رحالها فيها
وأنني أترجاك أن
توقفي تلك الحكاية
لإعادة بدئها.
افترضي…
أن المحيط ضئيل
ضئيل جدا مثل بركة
وأنني أطلب منك
بأن تجعليه أكبر
كي أقدر على السباحة فيه
في هدوء وراحة
افترضي
أن البحر قربنا
بدأ في الهدير
وأنني أطلب منك
أن لا يتملكك خوف آخر
سوى ذاك الذي يعطينا إياه
صمته المختنق
افترضي
أنه لا يوجد غير الريح
كي نلتقيها على الأرض
وأنني أطلب منك
أن تهبي عوضا عنها
وأن تتصرفي معي
كما لو كنت سفينة ذات ثلاث صوار.
افترضي
أن المدى بالنسبة لي
هو من قبيل الصراخ
وأنني أطلب منك
أن تعيدي حكمه
على الشكوى الساكنة
في قعر القواقع/ المحار
افترضي
أن طائرا في الشتاء
يغني كما عند الانتصار
وأنني أطلب منك
أن ترافقي السهل
كي يبلغ
مستوى الأغنية
ترابمائي*/ Terraqué
تستيقظ…
ترى مرة أخرى ثقوب ظلال ضخمة
أفواها فاغرة، أسنانا صخرية
ونارا هائلة
تلعق المعدن.
منسحبا من البحر المتفحم، رأيت
الملح يسد سواد الممرات الطويلة المحترقة
حركة الكتل المائية الحاشدة – أنت تتذكر
صخب هزيمتها.
تتزحلق بين ثنايا الفوضى،
دافعا الصخور للضحك،
باحثا عن صداقة النار.
خاصرتك وفمك يولدان النباتات،
والحيوانات الصارخة أملا والذاهبة
لانتظار زخم لحمها المتطلب.
أنت تجعل الهور* يفرقع على لسانك،
أصابعك ترتفع في اللحي*،
وأنت تلصق كل الطين
ببشرتك.
من المنطقة/ Du domaine
دور الحارس
معهود للأشجار.
إذا حدث أن سألت
لم/علام الصمت،
فأنت غريب عن الـهنا.
الخارج
لا بد من وجوده.
في المنطقة،
لا تشكو
الأدغال.
الماء
في البركة
منشغل
بحراسة/رعاية الوقت.
أسيجة.
ماذا يفعل التطلع
الذي لا شيء يوقفه؟
لا شيء ينط/ يتشقلب
في الميدان،
ربما، باستثناء
الحجارة الأكثر بزورا/ حبوبا.
القمر،
وليكن!
هو يتجلى
كي يطرد.
آه نعم! الريح
هي ورود
لا تفكر
في أن تكون ورودا.
حول المنطقة
الريح تبحث لها
عن ناطقين رسميين.
نحن لا ننام
إلا لكي نعترف لنا بأجسادنا.
عندما تنكر الريح نفسها
إذن فتلك هي الريح.
ثمة أوراق، لا سبيل إطلاقا
إلى التحدث معها.
كتل نباتات القراص
تصلح لأن تكون ندوبا.
الرحمة للحيوانات/ للدواب
التي لا ليل لها.
ثمة صمت متناسخ
صمت ضخم
يسمع جيدا.
الآفاق
تراقب الأشجار.
في المنطقة
التي أديرها/ أحكمها
أنا أبحث/ أتحرى.
في الميدان،
لا يعرف دائما
أين يوجد السطح/ المساحة.
الميدان، ربما،
يكون حلما
عثر على
وطنه.
النزول في البركة
من المحتمل، أن لا يعلم
شيئا آخر أكثر
عن الميدان.
الفرع/ الغصن-
الذي لا يكل.
السقوف
لا تعرف دائما
ما ينبغي عليها القيام به.
السماء
ليست دائما في مسكنها/ مأواها.
لا أحد يعرف
ماذا يمكن أن يفعل الفرع
في المرة القادمة.
ستجد مرافقا
إن أنت عثرت على طريقك/ سبيلك.
مياه المستنقع
التي لا يمكن إطلاقا مباغتتها
في حالة تلبس.
صمت
لا يعرف سبب
عتابنا له.
يلزم أحيانا
الكثير من النأي
للانتقال من الغرفة
حتى البركة.
طوال هذا الوقت،
لا يفكر الماء
في غير نفسه
لا شيء.
إنها البركة
التي تنام فعلا
هذه المرة.
العين
في الترغلة.
الماء
في البركة
من منا
قدر
على التحرر من حالة الغياب؟
لفرط إيمانه
بفرحه الشخصي،
ها هو ذا
يحقق السبق.
الضوء العارم أيضا
يدعو إلى التحسس.
وهذه الحمامات
التي عادت
لتستعرض لنا
حركاتها
الناجحة جدا.
قد تأتي لحظة
يفكر خلالها البلوط نفسه
في الوقت.
وإذا لم يكن ثمة من يمام،
ستكون الصخور
أكثر انغلاقا.
ليس دائما،
قال المطر،
يكون هناك ورقات
بكل ذاك الصمت.
قدموا أدلتكم،
قالت البركة.
العليق/ العوسج
ليس الأسوأ.
كم من الأيادي
التي خارج العمل
لا نعرف ماذا تفعل.
من منا
لا يقنص؟
في أقاصي المنطقة،
كل النظرات
بلا عيون.
الماء
على وشك أن يقول
مثل الجميع:
ماذا يبغون مني؟
الرغوة،
مذهولة،
مثل أيل.
« بعيدا،
بعيدا،
بعيد»
ينعق
الغربان.
في الدغل،
عيون
تيوس أو فراشة.
في هذه اللحظات
حيث لا شيء يمكن صده.
دائما ما يلفي الريح،
ما يقوله
لنفسه خاصة.
البرد-
عصي على الفهم
حتى بالنسبة لنفسه.
هناك في الأعالي
يقول الصقر:
إنها، الآن،
الأبدية.
إذا كان المقصود هو
شغل الجذيرات،
من الذي سينام؟
لا يمكن الانتهاء
بالتعود عليه.
بالأسود
تصنع المصابيح
تلك الأضواء ذات الصرير.
شيء ما
جس الهواء
في الغابة.
اللبلاب.
يشبهك،
هو من حقبة ما قبل التاريخ.
اعترف دائما.
كلما اعترفت أكثر،
كلما تحفظت أكثر.
النوم، النوم،
تقول السقوف.
ولكن شيئا ما
يطالب بها.
كل شجرة
لها طريقتها
في إغواء الشمس.
كان يسير وحيدا
في الدروب،
وقد هجرته
طفولته.
شجرة البندق
قد تكون أخلدت للنوم.
ها هي الآن تنظر إليك محاولة
أن نتذكر.
الترغلة
لا ترأف.
من بين كل الموجودين في المنطقة
ما زلت الذي
يتسول أكثر.
كما الأشنات
تولي عنايتها بالزمن.
دود الأرض هي الأخرى
منحتك شيئا ما.
نحن لا نتجسس
تهمس السحب فيما بينها.
كل هذا العوسج
المحروم من الأعداء.
الأفق
لا يطرف له جفن.
سهادنا/ سهراتنا تبدأ
في الصباح الباكر.
الماء
في الأرض
متسامح/ حليم.
يبقى دائما شيء منه
على السطح.
الضفدعة
تتذكر
أنه ينبغي عليها أن تغني.
لا تعدوا
الشموس الغاربة.
ستعقبها
غروبات أخرى.
عن دار غاليمار/ Gallimard 1967
فن شعري/ Art poétique
(مقتطفات)
عادة ما أعتبر نفسي
عائشا في الجذور
… في جذور السنديان أساسا
مثلها
أحفر في الظلام
وأعود بما
أهبه للضوء
من شغل
في القصيدة
بإمكاننا قراءة العالم
كما يتجلى لأول وهلة
بيد أن القصيدة
مرآة
تهب فرصة الولوج في ارتداد الضوء
للاشتغال عليه
… لتغييره.
– وعندها، يمارس الارتداد المعدل
رد فعله على ذلك الشيء
الذي ترك لنفسه العنان كي ينعكس.
أرى أنني أحيا
للمحيط
بينما هو يترجمني/ يعبر عني
في المحار، والقواقع
في الأمواج والصخور
أنا لا أصبح بها ضئيلا
بل على العكس تماما
ثمة حفرة
في السحابة
التي تحتل السماء
ذاك يمنحني
المزيد من الرغبة
في كتابة القصيدة
التي تتقصى من خلالي…
مقتطفات من ديوان فن شعري
عن دار غاليمار
من شعر الهايكو/ Haïku
لعبة الشمس
على جذع شجرة البلوط،
لحظة سعادة.
اذا حدث وأن رأيت يوما
حجرا يبتسم لك،
ترى، هل ستحكي ذلك؟
نجحت في غرس
قليل من النظام في،
لقد بدأت في الرضى عني/
في الإعجاب بي…
أنت على الأقل، تعرف، أنت
أيها المحيط، أنه من غير المجدي
الحلم بنهايتك.
فوق كل شيء
في الضوء الكامل
طعم السر.
قصائد قصيرة
الزمن
الزمن الذي يقدر على تحويل
الغيمة إلى غيمة
والصخرة إلى حصى،
الزمن الذي يوهن
طائرا في الرمال
ويختزل في الصمت
ماء نقيا متساقطا
في نسيان الشقوق،
الزمن الذي يوجد
في منتصف الطريق.
وحوش/ مسوخ
ثمة وحوش طيبة جدا
تجلس قبالتك مسبلة الجفون لرقتها
وعلى معصمك،
تضع قائمتها الشعراء.
في مساء ما
يغدو خلاله كل شيء في الكون أرجوانيا،
وتستأنف الصخور مسراتها المجنونة،
هي تستيقظ
رفرفة
لا أجنحة، لا طيور، لا ريح، ولكن الليل
ليس غير رفرفة غياب للضوضاء.
غروب
على ذرى الأشجار،
شمس
تبغي هي الأخرى
أن تدرك/ أن تصل .
صنج
ساق الشجيرة
التي كان يمكن أن تظل حتى الآن
متمايلة
أغرمت بصمتها.
قيثارة
النظر
إلى الحبل المشدود،
تهشيم مكعب ثلج.
سيرة يوجين غيلفيك :
ولد غيلفيك «الشاعر البروتاني الناطق باللغة الفرنسية» كما يعرف بنفسه في كارناك في 5 آب / أغسطس سنة 1907. نشر أول مجموعة شعرية له «قداس لأجل أرواح الموتى/ Requiem « في عام 1938. وكرسه، كشاعر، ديوانه الثاني «ترابمائي/ Terraqué» الذي نشر في عام 1942. مؤلفا لما يربو على العشرين ديوانا شعريا، حصل غيليفيك على الجائزة الكبرى للشعر عن الأكاديمية الفرنسية سنة 1976 كما نال الجائزة الوطنية الكبرى في الشعر أيضا سنة 1984.
كان غيلفيك، بمؤلفاته الشفافة النافذة الرؤية والقوية، واحدا من أهم الشعراء في عصرنا الحاضر وكان الشعر بالنسبة إليه هو الذي يسمح بالسيطرة على «غرابة الأشياء المقلقة» كما كانت لغته التي يشتغل عليها بعناية في نصوصه القصيرة دقيقة، مجردة ومنتقاة إلى درجة أن أحد النقاد وصفها بالحادة والمتلألئة مثل صخور بروتانيا. ترجمت نصوصه إلى أكثر من أربعين لغة في 60 بلدا.
يوجين غيلفيك، الذي كان يعرف بغيليفيك/ Guillevic، وحسب قضى طفولته في الشمال حيث كان والده الشرطي يمارس شغله. ثم انخرط في العمل في دائرة التسجيلات بالآلزاس سنة 1926 . انتقل إلى وزارة المالية والشؤون الاقتصادية في شباط / فبراير 1955 وصار يعيش بباريس منذ ذلك الحين.
إلى جانب إبداعه، ترجم غيليفيك العديد من الشعراء الألمان.
توفي في 19 آذار / مارس 1997.
الهوامش:
كارناك/ Carnac: بلدة فرنسية تنتمي إلى مقاطعة موربيهان/ Morbihan من منطقة بروتانيا. تقع على ساحل المحيط الأطلسي بين خليج موربيهان/ Morbihan في الشرق وشبه جزيرة كويبرون/ Quiberon في الغرب.كارناك مشهورة بصفوف صخور المنهير التي تربو على 2934، وبجمال شواطئها في فصل الصيف.
كاسر الحجر: جنس زهر جميل من فصيلة القلبيات، منبته النصف الشمالي من الكرة الأرضية. يكثر في الجبال العالية والبلدان الباردة. سمي بذلك لأنه ينمو بين الحجارة ويساعد على تفتيت الحصى في المثانة.
المنهير: صخور شاقولية توجد في مدينة كارناك من مقاطعة بروتانيا الفرنسية منذ عصور ما قبل التاريخ الحديث والعصر الحديدي تحديدا. يبلغ عددها الثلاثة آلاف ويتراوح طول بعضها بين الستة والسبعة أمتار، وهي موزعة في صفوف طويلة.صخور المنهير ذات مواصفات فلكية دقيقة تدل على أنها من بقايا حضارات متقدمة ما زالت تحتفظ بأسرارها.
ترابمائي / Terraqué: (تعبير قديم) له مدلول خاص ويتألف من كلمة أرض وماء. وهو وصف تفترن به فقط الكرة الأرضية. يستعمل في هذا السياق: أرض ترابمائية أو كتلة ترابمائية. استعمله الكثير من الشعراء القدامى.
جمع لحاء وهو قشرة العود أو الشجر.
الهور: جمع أهوار: البحيرة تجري إليها مياه الغياض والآجام فتتسع.
ترجمة: آسية السخيري
شاعرة من تونس