وككل النازحين من برج الميزان
أبدو سييء الحظ للغاية
نظرتي نظرة سفاح
ومشيتي تشبه أي هارب من عدالة
لطالما عودت قسماق على سكينة
الصالحين
والتفاتاتي على الدعة
وتلويحات يدي على الحنان.
لكن القسوة التي تصبح فجأة في
رائحة ثياب قديمة
هي القسوة ذاتها التى تصير
لحضوري
لا أعرف ماذا أصنع لأصير وديعا
ككل مواليد برج الحمل
بحيث كلما نظرت صوب الغروب
صار سهلا علي أن إتذكر عينين
مغمضتين
تحت إزار أبيض
كانتا لأبي
وصار سهلا أن أبكي.
إلهي
هذه كل أغراضي
يداي المعروقتان مثل حبات الجزر
عيناي حيث يرعى الغضب
مثل أي قطيع
وأعصابي المتلفة
مثل أقلام ملونة
في غرفة تلميذ شقي.
لم أشارك قط في حرب
وليس في ذمتي دم بعد
فلماذا أصبحت لظهري كل هذه
الاستقامة
التي تكون عادة للظافرين
ولماذا راحة يدي باتت تشبه أي
صلح
وأين أذهب بجمالي في هذا الليل
وكيف أتقدم بكل هذا الضوء حول
رأسي
دون أن تدهسني الحلكة
في طريقها الى غرف النوم
إلهي
كم أنا وحيد
ومع ذلك لم أمد يدي
لمصافحة تلك المرأة
المرأة التي تدعي حبي
وأبقيت منكبي فوق الطاولة
و شردت
مثل طفل يهتم كثيرا بمصير
الفرأ شات
سببت لها الألم يا إلهي
حتى صارت بسببي ضجرة
مثل أريكة وحيدة
أمام الباب.
لكنك وحدك تعلم كم نكلت بي
وكم شردت بي
الفاسقة
هذا رواقها الطويل يا الهي
حيث جرجرت قلبي
مثل غريب في زحام.
وهذا برجي بكفتيه البائستين
حيث أرجحت حظيئ
بلأرحمة
ولا خوف منك.
يا إلهى
رغم ان ظهري اشتد كفاية
ورغم أني بارزتك بالمعاصي
مثل محارب شقى
وجبان
فقد كنت أحس رحمتك منثورة حولي
وكنت أبكي خوفا منك
ومن عقابك.
أبكي تحت الملاءات
في السينما
عندما يسود الظلام والصمت
ويغدر الجبناء بالبطل الطيب
والشجاع.
لذلك دع قلبي مشرعا يا إلهي
حتى يخرج الذين لا يطيقونني
فلست ناقما على أحد الآن.
واذا كانت دموعي تشفع لي عند
جلالك
فقد بكيت كثيرا
ولما ضيعت دموعى كلها جلست
ابتسم وأشكرك
لأنك خلقتني عبدا ملحاحا
أقرب ما يكون إليك وأقرب ما تكون
إليه..
رشيد نيني(شاعر من المغرب)