أنتنَّ الحقُّ، ورمادكنّ أنا، مسترخياً في تواشيحِ الوجدِ، وخُلاصاتُ الرَّاحِ، حِبرُ خيالي، فهل من مُدوِّنٍ لمائي؟.
يصغرني الأزلُ بأربعِ كردستانات، ويصغرني الأبدُ بجحيمين.
أمّا أنا، فأكبُرُ الموتَ بطوفانينِ من النّسرين.
عابري، عابرُ النَّارِ راقصاً على نصالِ المعاني.
قارئي محضُ جمرٍ استحالَ سيرةَ دخانٍ بصير.
الثَّلجُ مدارياً فضائحهُ، يقترفُ المزيد.
المدينةُ مكفَّنةً بالثَّلجِ، تستلهمُ خصالَ البحر.
وأنا، بعينٍ العاهرةٍ، أرقبُ سكراتِ المدينة، وأحصي آثامها.
المسيحُ متأبِّطاً صليبهُ، أعماهُ البكاءُ عليَّ.
يعقوبُ مُسترسلاً في طيّ البراري، أعماهُ البكاءُ عليَّ.
عليّ مُنهمكاً في نحرِ كربلاء، أعماه البكاءُ عليَّ.
وهذا قلبيَ المترع بكم، يستنبتُ صليباً لي، هاذياً بما هذى بهِ هابيلُ للرِّيح.
في غمرةِ نكحِ النِّهرِ للدَّغلِ، فاضَ خيالُ الحجرِ وقيداً يُزيدُ المشهدَ سعيراً، وجادَ بما جادتِ الدّهشةُ من فحيح وأفخاخ.
في غمرةِ تلقيحِ النّحل لملكتهم، انزوى عنكم الشَّاعرُ، متأمِّلاً وجه مريم، مشيّداً من النّسرين، قنطرةً لعبور الموتى.
الرَّحم الذي حمل المسيحَ، حملني.
البئر الذي ضمَّ يوسف، ضمّني.
التُّرابُ الذي وارى أحمدي خاني، واراني.
السّجن الذي قيّد مظلوم دوغان، قيّدني!.
المشانق التي حملت قاضي محمد، حملتني.
ما يؤلمني أنني لم أشرب الماءَ من كفّي محمد معشوق الخزنوي!.
قالَ لي: اركع.
أجبتُ: ما أنا براكع، إلاَّ للغزلان.
قال لي: اشرب.
أجبت: ما أنا بشارب، إلاَّ من أعين الغزلان.
قال: إقرأ.
أجبت: ما أنا بقارئ، إلاّ بِسم خالقِ الغزلان.
إنْ رأيتني ذليلَ غزالتي، لا تلمني.
إنْ غدوتُ قشَّةً تتقاذفها نسائمها،
فلا أروع وأبدع.
كجبلٍ منساقاً لبددهِ، أعبرُ العذابَ إليها.
ضالّتي الذوان فيها، فهلاّ دلّيتني؟.