فيلم «المغامرة» هو أول فيلم روائي طويل للمخرج «مايكل أنجلو أنطونيوني». قدم بعده أفلام مثل الليل ـ 1961ـ والخسوف (62) والصحراء الحمراء (63) وانفجار (63) وغيرها من علامات السينما الإيطالية والعالمية. ومع ذلك يعتبر كثير من النقاد هي أهم أفلامه وأكثرها تعبيرا عن هواجسه وعصره. وكان عملاً كبيراً فإن ظاهرة غير باطنه… مليئ بالدلالات النفسية والاجتماعية لأبطاله… ولعصره. ذلك أن قصته تبدو كرواية بوليسية.
مقدمـــة
مجموعة من الأصدقاء في رحلة ترفيهية لاحدى الجزر الإيطالية دفعًا للسأم وتزجية الفراغ، تكتشف اختفاء إحداهن هي «آنا». وتصبح مهمة المجموعة هي البحث عنها.. خاصة بطلي الفيلم… صديقتها كلاوديا، وعشيقها ساندرو ومن ثم يصبح السؤال … أين ذهبت؟ وماذا حدث لها؟ هل هي حية أم ميتة؟ لكن المخرج لا يجيب على مثل هذه الأسئلة ولسبب بسيط هو أنه لا يقدم فيلما بوليسيا… بل تحليلا نفسيا لأغوار بطليه…لعصره. بل ويصبح عنصر التشويق هنا ليس في البداية مع اختفاء آنا بل وفي النهاية أكثر حيث يكتشف أشياء لا علاقة لها بالفتاة المختفية، بل بطبيعة العلاقات الإنسانية في عصرنا من فقدان التواصل بين البشر. وهي مغامرة ليست للبطلة كلاوديا بصفة خاصة .. لكن للطبقة البرجوازية التي تؤلف غالبية فريق الرحلة… إلا من كلاوديا في مشهد قصر الأميرة يطلب أحدهم أن يتحول القصر إلى مستشفى للعلاج النفسي فترد عليه في تهكم.. أنه كذلك فعلا!
أننا لسنا بإزاء سرد تقليدي ذي بداية ووسط ونهاية، بل مقاطع من مشاهد الحياة. حياة باردة.. كل شيء فيها تحول إلى متع حسية تخلو من جوهر الحياة الحق. الجنس هو محورها ـ مشهد الصيدلي وزوجته ـ فتاة الليل ـ علاقة «آنا» مع ساندرو جوليا والرسام ـ موقف أهل القرية من كلاوديا.
هذا الخواء يعبر عنه انطونيوني بلوحة أخرى عبر المكان.. مدن مهجورة.. جبال وصخور وأمواج وسماء تعبر عن نفوس ما حولها من خلال كاميرا تجيد رسم الظلال وما بينها من تباينات. وإذا كانت شخصية ساندرو قد تحددت منذ البداية ثم من خلال حديثه عن نفسه وطموحاته الدفينة، فإن كلاوديا أكثر تعقيدًا منه. انها لغز الفيلم الحقيقي. فهي أكثرهم صدقًا ووضوحًا… إلا أن سلوكها يحمل من التناقضات ما تعجز عن حلها عبر هذه المغامرة. فما هي علاقتها الحقيقة بـ«آنا»؟ هل هي علاقة طبيعية… خاصة وأنها ترى فيها نفسها عندما تضع البار
وكة السوداء! وما سر انجذابها الدفين لـساندرو الذي تفجر مع اختفاء صديقتها؟ وهل ستواصل حياتها مع «ساندرو» رغم اكتشافها خيانته؟
الإجابة الكاملة لا تطرحها نهاية الفيلم. لذا يظل السؤال الكبير معلّقاً وفي ملعب. المشاهد من هنا يكتسب الفيلم أيضا أهميته.
المغامـــــرة
انطونيوني
1-لقطة طويلة، يوم صيفي مشمس أنا فتاة في الخامسة والعشرون تسير في ساحة أمام فيلا فخمة حتى تتوقف عند مدخل الساحة. تلتفت هي إليها ثم تسمع صوت والدها فتتجه نحوه.
[الأب (خارج الصورة) : لن يمر وقت طويل حتى تخلو هذه الفيللا من سكانها بعد أن كانت يوماً ما.
2- لقطة متوسط – الوالد يقف متحدثاً مع أحد العاملين ومن خلفهما حقول وأرض مفروشة بالحصى – ومن بعيد منزل قديم بالقرب منه مبنى جديد.
العامل: سرعان ما يشغله سكان.
الأب: (مشيراً بالجريدة): لا شك في هذا.
العامل: نعم.. أنت محق.. وداعاً يا سيدي [يغادر المكان]
الأب: مع السلامة يا عزيزي (يلتفت نحو آنا)
آنا: (خارج الصورة) ها أنت .. كنت أبحث عنك!
[أثناء ذلك يتحدث الاثنان وظهر كل منهما للآخر.. نادرا ما تلتقي عيناهما).
الأب: (تصورت إنك غادرت المكان)
آنا: ليس الآن يا والدي
الأب: أما زالوا يرتدون قبعات التجارة التي يكتب عليها اسم اليخت؟
آنا (تغطية) كلا يا أبي .. لم يعد الأمر كذلك.
الأب: ومتى ستغادرين؟
آنا: خلال أربعة وخمسة أيام
الأب: حسناً.. معنى هذا أنني سأقضي عطلات الأسبوع وحيداً.. ويجب التعود على هذا من الآن.
آنا: تتعود على ماذا؟
الأب: على الراحة.. ليس فقط كدبلوماسي يعتزل الخدمة. بل كأب أيضاً!
آنا (معترضة: لم تقل هذا؟
الأب: لأن هذا حقيقي، فبعد ثلاث عشرة سنة من كتمان الحقيقة فلا أقل من أن أقولها لإبنتي.
آنا: وهل هناك حقائق أخرى تريد أن تقولها؟
3- لقطة متوسطة على الأب.
الأب: أنت تعرفين!
4- لقطة قريبة متوسطة – آنا في مواجهته.
آنا: لذا أريدك أن تصفح عني (تتوقف لحظة ثم تتجه نحوه) الوداع.. يا أبي.
5- نقطة متوسطة: سائق يمر من خلف الأب يحمل حقائب وكلاوديا تسير خلفه. وهي شقراء من نفس عمر آنا التي تقترب من والدها وتطبع قبلة على خده.
الأب: إنه لن يتزوجك أبداً يا ابنتي.
آنا: مهما يكن .. وأنا لا أريد الزواج منه
الأب (يستسلمان): لا فرق.. (يبتعد) الوداع أثناء سيره ببطء مبتعداً يمر على كلاوديا التي تبتسم له وتحييه ثم تتجه نحو «آنا»
كلاودويا: هل انتظرت طويلاً؟ آسفة.. لكن .. (أنا لا تجيب فهي تمعن النظر في أبيها)
6- لقطة قريبة من خلفهما وقد ابتعد الأب. وفجأة تذهب «آنا» إلى السيارة ومن ورائها كلاوديا ويركبان.
آنا: (وهي تتكئ للأمام نحو السائق): الفارو.. أسرع فالوقت متأخر. (السيارة في الطريق – مزج)
7- لقطة متوسطة من خلف السيارة المكشوفة وهي تمر سريعاً على مناظر طبيعية ومبان.
8- لقطة طويلة لميدان يبدو خاليا من أعلى.. إلا من سيارة سبور بيضاء وثلاث راهبات يعبرن في وقار. سيارة «آنا» تقترب من السيارة أمام محل صغير قديم وإن يكن مودرن. المرأتان والسائق تنزلان من السيارة
9- لقطة متوسط .. كلاوديا تتكئ على سيارة «آنا» وتنظر لأعلى المبنى.
كلاوديا: سأنتظر هنا..
آنا تبتعد عن السيارة إلى الجانب الآخر للميدان
كلاوديا: إلى أين ستذهبين؟
آنا: (بكآبة): إلى البار.. أنا عطشانة.
كلاوديا (في دهشة): وهناك رجل لم تريه منذ شهر ..؟
آنا تتوقف. تنظر خلفها إلى المحل في غضب ثم تبتعد.
آنا: ومن سأسعد بلقائه اليوم
كلاوديا: لكننا في عجلة: .. (تتوقف ثم تستسلم لنزواتها).. أوه.. حسناً.. وداعاً. (تعود إلى السيارة تتناول حقيبة يدها).
آنا (خارج الصورة): الفراق صعب
كلاوديا: تلتف نحوها فجأة.
10- لقطة متوسطة – آنا تسير بحزن ممزوج بالعاطفة مستغرقة في التفكير.
آنا: هذا صحيح .. أنت تعلمين (تتكئ على السيارة) أن من الصعب التركيز عندما يكون شخص هنا (تشير/ هو بعيد عنه. إلا أنه شيء جميل. لأنك على الأقل سوف تفكرين فيما تريدين.. هل فهمت ما أريد. لكن عندما يتواجد شخص ما أمامك.. وكل شيء على ما يرام .. (تقترب من كلاوديا وتلمس مرفقها ثم بنوع من السخط والغضب): هيا تعود.. تعالي..
يبدآن في العودة للسيارة. وفجأة صوت رجل ينادي
«آنا» ينظران نحو المبنى.
11- لقطة طويلة. ساندو يطل من النافذة ملوحاً وهو يبتسم. وهما تنظران نحوه في خلفية الصورة.
ساندرو: سأنزل حالاً.
12- لقطة قريبة متوسطة: آنا يعتريها إحساس جديد وتمسك بذراع كلاوديا وتسرع نحو المنزل.
13- لقطة متوسطة لمدخل مبنى. وعلى مبعدة منه باب يفضي إلى الميدان. تدخل آنا الصالة وتسرع بالصعود إلى الدرج، كلاوديا في الخارج تنتظر.
14- لقطة متوسطة لشقة ساندرو حوائطها من الجص مكدسة بالكتب والتصميمات – يعبر الغرفة بسرعة وهو يعيد تركيب الأشياء.
15- لقطة متوسطة: يضع فوطة من الحمام، آنا تسرع بالصعود إلى الغرفة وما أن تصل حتى يتعانقان ثم يفترقان وهي تتفحصه بدقة.
تسير حتى منتصف الغرفة ثم تستدير وتنظر نحوه ثانية، ثم تتجه نحو منضدة تضع عليها حقيبتها وتتجه ناحية نافذة الشرفة، ساندرو يتقدم في شك إلى وسط الغرفة بينما تتمعنه «آنا» ثانية في محاولة للحكم عليه.
16- لقطة متوسطة: ساندرو يواجهها في شيء من الشك في صمتها ونظراتها.
ساندرو (يهز كتفيه في لا مبالاة) هل تحبين أن أقف أمامك بروفيل»؟
(يضع حقيبتة أرضاً ويقف في وضع ساخر).
17- لقطة قريبة متوسطة: آنا تنظر إليه دون اهتمام).
18- لقطة متوسطة: بلا مبالاة.. يتخلى عن وضعه.
ساندرو: إيه الحكاية؟ (يتجه نحوها) هل حدث مني شيء؟
19- لقطة قريبة متوسطة: آنا تستدير حوله ببطء وفي صمت ثم تبدأ في خلع ملابسها وهي تنظر خلفها لترى رد فعله.
ساندرو: لكن صديقتك تنتظر أسفل.
آنا: سوف تنتظر (تتجه ناحية غرفة النوم وهو يتبعها).
20- لقطة متوسطة: آنا في غرفة النوم، ومن خلال قضبان هيكل السرير نراها تخلع ثيابها. ساندرو يتوجه نحوها وهي بالقميص الداخلي حتى يأخذها بين أحضانهاويُقَبِلها.
21- لقطة طويلة: أثناء عناقهما نرى كلاوديا من خلال نافذة الغرفة تتمشى في الساحة. ساندرو يتجه ناحية النافذة.
22- لقطة متوسطة.. «آنا» في انتظار عودته ترقد على السرير.
23- لقطة طويلة: في الساحة. (كلاوديا تنظر لأعلى في اتجاه نافذة غرفة النوم وتلحظ «ساندرو» وهو يغلق الستارة.
24- لقطة متوسطة: ساندرو يتجه ناحية السرير. «كلاوديا» يمكن رؤيتها من خلال فتحة صغيرة، من ستارة النافذة.
25- لقطة قريبة متوسطة: ساندرو يرتمي فوق «آنا» ويقبلها بحنان، يتوقف ويرفع رأسه ويربت على شعرها.
ساندرو: كيف حالك؟
آنا (بضيق): قطيعة!
ساندرو: لماذا؟
آنا (بسخط متزايد): أوه.. لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟
تلقي بنفسها على صدره في ضيق من عدم إدراكه للموقف وعجزها عن التعبير بصراحة عما تريد. يحتضنها للحظة ثم يضحك ويبتسم ويتعانقان في.
26- لقطة متوسطة: كلاوديا تدخل موسمة فتى. تتفرج بلا مبالاة وتسير خلف حاجز عليه رسومات وفي مواجهتها أمريكيان في نقاض حول إحدى الرسوم.
الرجل (بالإنجليزية) ما رأيك أنت؟
المرأة: لوحة داعرة جداً.. وهويحة. ولا أعتقد أن من يرسمها يفهم في الألوان.
رجل (بحماس): أوافقك الرأي.
الكاميرا تحرسها مساحة كبيرة جداً ثم لا شيء.. لا شيء على الإطلاق.
(كلاوديا تسير في الخلفية وتمر على عاملين يتفحصان لوحة. يتجه إحدهما للآخر قائلاً:
عامل: أمامه الكثير للنجاح.
«كلاوديا» تبتسم لهذه التعليقات وتتوقف لتشاهد اللوحة.
27- لقطة طويلة: من خارج النافذة الخلفية لشقة ساندرو وستائرها تتطاير في الهواء.. أسفل تخرج كلاوديا من صالة الرسم إلى شرفة ونتظر لأعلى من اتجاه النافذة.
28- لقطة متوسطة: كلاوديا تتكئ على سياج الشرفة في محاولة لرؤية ما يجرى في النافذة العلوية.
29- لقطة قريبة: «آنا ترفع رأسها من فوق المخدع تتطلع نحو ساندرو والذي يقبلها بحماس دون أن يستثيرها عليها حتى الآن. إنه غير مدرك بما تشعر به.
30- لقطة طويلة: كلاوديا – تعود إلى المرسم.
31- تسير بداخل الهوينا مستغرقة في التفكير. تتطلع لأعلى في محاولة لمعرفة سبب تأخيرهما.. ثم تبتسم.
32- لقطة قريبة: ساندرو وآنا» .. تنظر إليه بغيظ مكتوم يعبر عن الألم والحنين معاً.
33- لقطة طويلة أسفل مدخل مبنى ساندرو.
كلاوديا تعود إلى الساحة ثانية تتقدم نحو الباب الأمامي وتلقي نظرة على الداخل ثم تغلق الباب (مزج)
34- لقطة طويلة … سيارة مكشوفة حول منحنى في الطريق وتشق طريقها إلى بعيد.
35- لقطة قريبة متوسطة إلى المقعد الأمامي للسيارة المكشوفة «آنا» تتوسط كلاوديا وساندرو الذي يقود… وقد استغرقت تماما في أفكارها. اختفاء
36- اختفاء إلى لقطة طويلة إلى مياه ساكنة وسط جزيرة أثيوليان» قرب ساحل صقلية. هرمية الشكل تبدو «سلويت» من بعيد، في الخلفية قارب تجاري يتجه نحوها.
37- لقطة متوسطة: بحار في مؤخرة يخت يعصر أسفنجة.
38- لقطة متوسطة: كلاوديا تجلس على أحد جوانب اليخت وقد عقدت ركبتيها في صدرها. تستدير وتنظر إلى البحر.
39- لقطة طويلة لمياه البحر الساكنة – السمك يتقافذ في الماء.
40- لقطة متوسطة: «ريموندو نائماً تحت أشعة الشمس فوق اليخت، بجواره كلب يدفعه بعيداً.
ريموندو: ابتعد!
إنه يشعر بالقلق. «كورارد» أكبر سناً.. أصلع ذو شارب دقيق يصعد السلالم خلفه ويقف بجواره في المؤخرة متطلعاً ناحية البحر. أما «جوليا» فهي في الثلاثينيات تبدو حارة الطبع.. تصعد بجواره.
41- لقطة قريبة متوسطة لـ «كورادو» و«جوليا».
جوليا (وهي تتطلع نحو البحر): إن البحر في نعومة الزيت.
كوارادو (وظهره نحوها): إنني أكره عقد مثل هذه المقارنات.
لحظة صمت.. «آنا» تخرج من الكابينة خلفهم.
آنا: صباح الخير
كوارادو : صباح الخير
«آنا: تنظر إلى كلاوديا!
«آنا» كلاوديا!
كلاوديا: (في الخلفية وهي تشير إلىالبحر): هل شاهدت هذا المنظر؟
(تنهض وتسير على حافة سطح القارب في الطريق إليها وهي على وشك التزحلق).. أوه.. (تستعيد توازنها ويتعانقان).
42- لقطة متوسطة لكليهما.. رأس ريموندو في مقدمة اليخت.
كلاوديا: هل نمت جيداً؟
آنا: لا بأس، ذهبت للفراش ليلة أمس أفكر في أشياء كثيرة إلا أن النوم استغرقني.
كلاوديا: لا أعرف كيف ينام الإنسان وسط كل هذا.. إذ لم يتوقفوا من أحداث جلية.
ريموندو: لم أنم جيداً.
ساندرو (خارج الصورة): مرحباً
(يلتفتون نحوه)
43- لقطة متوسطة (ساندرو وهو يقف في غرفة القيادة.. تنهض كلاوديا وتتجه نحوه.
44- لقطة قريبة.. «آنا» تتطلع إلى الماء.. ثم تلتفت نحو ساندرو.
45- لقطة متوسطة: «ساندرو» يخرج من الغرفة وينام راقداً فوق المقصورة (الكابينة). «آنا» تتجه نحوه – يضع رأسه على صدرها ويبدأ في قراءة مجلة.
آنا : يجب أن تعرض جسمك للشمس.
يتطلع إليها مبتسماً ويلقي بالمجلة في الهواء).
46- لقطة طويلة.. صفحات المجلة تتطاير في الهواء على جانب اليخت. الكاميرا في حركة (بان) إلى المؤخرة لنرى كلاوديا تجلس هناك. ومع طيران الورق من حولها تبدي علامة اعتراض وهي تتابع طيرانها بعيداً.
47- لقطة قريبة: آنا تنظر نحو ساندرو الراقد على ظهره وتقبله وقد أراحت نجدها فوق جبهته لحظة.. ينفصلان. ساندرو ينظر نحو التواء حيث منحدر صخري في الخلفية
ساندرو: هل سنذهب للسباحة؟
ينهض ويتناول قميصه متجهاً حيث يقف الآخرون في مؤخرة المركب.
كلاوديا: ليس هنا.. إنه مكان مخيف.
48- لقطة طويلة من اليخت المتحرك.
جوليا (خارج الصورة): كل هذه الجزر..
49- لقطة قريبة متوسطة .. كورادو، جوليا و«آنا» في المؤخرة ينظرون نحو الماء.
جوليا: لقد تعرض المكان لبراكين يوماً ما..
كورادو: لابد أن هناك معلومة علمية لا تعرفينها جغرافياً.
جوليا تنظر نحو ثم تنفجر في ضحكة عصبية).
كلاوديا (خارج الصورة): ما اسمه؟ هل تعرفين؟
كورادو: لابد أنه باسيلوزو»
50- لقطة قريبة – كلاوديا تقف في المقدمة تتطلع نحو الجزيرة.
كلاوديا: باسيلوزو .. يبدو أنه اسم سمكة.
51- نفس اللقطة 49
كواردو و(مشيراً): فعلاً.. هذا المكان يسمى السمك الأبيض.
52- لقطة قريبة متوسطة: (آنا تبدو قلقة).
آنا: يا إلهي.. يا له من ملل.. علام ماذا تتناقشون.
53- لقطة متوسطة: تخلع ملابسها وتتناول غطاء الرأس وتنهض ناحية حافة اليخت. ساندرا، كلاوديا» يراقبنها.
ساندرا : آنا!!
54- لقطة قريبة
كورا دو» ويحاول منعها بعد فوات الأوان حيث تغطس في الماء وسرعان ما تختفي دونما أثر..
55- لقطة قريبة.: ساندرو ينظر إلى الماء في دهشة ثم يلقي بمنشفته جانباً.
56- لقطة طويلة: يغطس في الماء ويعوم في إثرها.
57- لقطة متوسطة: ريموندو يدق الجرس في كسل.
58- لقطة طويلة – كورادو وجوليا وكلاوديا يقفون في مؤخرة القارب بينما يواصل ريموندو دق الجرس.
ريموند: .. السيدات يحضرن هنا.
جوليا تضحك ضحكتها في نرفزة – ينزل أحدهم إلى الماء سلماً – النسوة يخلعن غطاء رأس العوم.
كلاوديا (إلى ريموندو): توقف .. توقف
59- لقطة طويلة من فوق جزيرة صخرية قريبة من القارب.
60- لقطة متوسطة: الكاميرا تتحرك مع جوليا التي تسيح في اتجاه كلاوديا.
61- لقطة متوسطة: على اليخت حيث تخرج من الكابينة امرأة جميلة في الأربعينات وهي ترتدي ثوباً شفافاً.
باتريسيا: ريموندو؟
ريموندو (خارج الصورة): باتريسيا.. أنا هنا!
باتريسيا: لماذا توقفنا؟
ريموندو (خارج الصورة)، ألا تريدين العوم؟
باتريسيا لقد حلمت حلماً بخصوص العوم.. اذهب أنت.
ريموند يستأنف السباحة
باتريسيا:: ريموندو: سيدتي.. (يقبل يدها)
باتريسيا: أتحب الصيد تحت الماء؟
ريموندو (يهز كتفه: بل أكرهه.. وما حيلتي؟
(يتجه إلى جانب اليخت وينزل بنفسه في الماء وأثناء ابتعاده يقول بصوت عال: من الذي قال بأن الإنسان كان يعيش أصلاً في الماء؟
ويضع قناعة في الماء ويسبح بعيداً ثم يغطس تحت الماء.
62- لقطة متوسطة: باتريسيا تقف في مؤخرة القارب تتطلع ناحية البحر. تسمع صوتا من بعيد.
صوت (خارج الصورة): ناوليني العلم .
(تتلفت حواليها).
صوت (خارج الصورة)؛ سوف أغرسه فوق الجزيرة
(باتريسيا تسير في لقطة قريبة)
باتريسيا هذه الجزر تصيبني بالاكتئاب فهي تبدو (معزولة تبتسم مع اقتراب الكلب نحوها، تحمله وتنزل أسفل الكابينة).
63- لقطة متوسطة… جوليا تعوم على ظهرها.. بعيدا عن ساندرو و(آنا) وفي الخلفية الجزيرة الصخرية.
جوليا: ساندرو… إلى أين (آنا) ذاهبة؟
ساندرو: اسأليها.
64- لقطة متوسطة… طوف من المطاط يقوده بحار لينتقل كورادر إلى الشاطئ.
البحار: لم أعمل على شيء سوى هذه الزوارق الغافرة.. رغم أن العمل فيها أصعب.
كورادو: صحيح ؟ ولماذا؟
البحار: لأن أصحابها ليس لهم مواعيد محددة.. وكمثال علينا أن نواصل الإبحار طوال الليل… بلا وقت للنوم.. لكني أفضل هذا عن غيره.
الحوار يختض ويتلاشى مع اقترابهما من شاطئ الجزيرة.
65- لقطة متوسطة لـ (آنا) تعوم وحدها.
(آنا تصرخ): انقذوني … سمك القرش … سمك القرش.
66- لقطة متوسطة… ساندرو يطفو على الماء في كسل يستدير ويتجه إليها.
البحار (من بعيد): لا تتحركي … سنيورا … لا تتحركي .. أبقي مكانك … أبقي مكانك .
67- لقطة متوسطة: «آنا» تضرب بيدها في الماء وهي تصيح: لا تقترب
تبدو غير قادرة على السباحة، يصل إليها ساندرو ويلف ذراعيه حولها.
ساندرو:آنا (يجفر بها بعيداً).
68- لقطة متوسطة فوق اليخت، «باتريسيا» تشاهد بحاراً يساعد جوليا وكلاوديا على الصعود.
69- لطقة طويلة.. «كورادو» على الشاطئ.
70- لقطة قريبة.. جوليا تصيح:
جوليا: يوجد سمك القرش هنا (تشير بيدها) لا تتحرك.
71- نفس اللقطة 69.
«كواردو» (صائحاً): من الذي يتحرك؟
72- لقطة متوسطة.. باتريسيا وكلاوديا، وجوليا، يراقبن أثناء مساعدة البحار «آنا» وساندرو» في الصعود إلى السطح.
كلاوديا (إلى آنا) كيف عرفت أن هناك سمك قرش؟ هل أقترب منك؟
«آنا» بسرعة في تهجم.. وكلاوديا من ورائها.
باتريسيا إن وجدها وأسنانها فظيعة.
73- آنا وكلاوديا لقطة متوسطة داخل الكابينة يتبعهما ساندرو. «آنا» تتحمل وهي تتجنب نظراتهما.
ساندرو: آنا .. هل تريدين بعض الشراب؟
(تخلع غطاء الرأس يقومان بتجفيفها بالمنشفة). باتريسيا تقف عند الباب تشاهدها يجري.
آنا (وقد ضايقها اهتمامهم الزائد بها)
– لا .. لا شيء .. لقد انتهى كل شيء الآن.. أريد فقط استبدال ملابسي لأنني أشعر بالبرد.. هذا كل ما هناك.
– ساندرو: هذا صحيح
– آنا لقد انتهى زمن الصيف فعلاً
باتريسيا (خارج الصورة)؛ لكن أين ذهبت سمكة القرش.. هذا ما يثير دهشتي؟
ساندرو يترك الكابينة ويُغلق الباب، كلاوديا تخلع قبعة الاستحمام وتمشط شعرها: آنا تحكم إغلاق الباب وتتناول ثوباً من خزانتها. وتجلس فوق سرير وقد استعادت هدوءها فجأة وهي تبتسم لكلاوديا.
74- كلاوديا تنظر نحها في حيرة من ابتسامتها.
كلاوديا: أيه الحكاية؟
«آنا» تبتسم مزحة. كلاوديا تخلع حمالة المايوه. بينما تواصل آنا ابتسامتها، الكاميرا في حركة أفقية (بان) إلى «آنا» فقط، ثم تمسك بلوزتين وترفعهما لأعلى وهي تواصل الضحك.
آنا: أيهما ارتدى؟ هذا؟ أم ذاك؟ (تعرضهما على كلاوديا).
كلاوديا (تشير على الأسود): هذا جميل
آنا» لماذا لا تجربيه عليك؟
كلاوديا تلبسه ثم تتجه ناحية الحمام لترى صورتها في المرأة ثم تعاود النظر نحو آنا» التي تقترب من باب غرفة الحمام.
آنا: إنه أجمل عليك مني.. احتفظي به.
كلاوديا (تبتسم): لا يمكن.
75- لقطة قريبة وكلاوديا تبتسم ثانية. تستدير وتخلع ملابس السباحة وترتدي ملابسها، كلاوديا تقف بجوارها وترتدي ملابسها هي الأخرى.. وظهريهما للكاميرا.
آنا: هل تعلمين أن قصة سمك القرش لم تكن سوى مزحة.
كلاوديا (تلتفت نحوها بدهشة): نكتة؟
آنا: نعم
كلاوديا: لكن لماذا.
آنا (في ضيق): هكذا كان الأمر.. ليس إلا ..
(وكما أن الموضوع قد انتهى) .. لا تهتمي.. فكل شيء قد انتهى الآن.
كلاوديا: هكذا تتصرفين دائماً.. ولا أفهمك،.. لا أفهم الهدف من هذا .. حسناً.. هل ستذهب؟
(كلاوديا تغادر المكان وآنا تنظر إليها في غضب. وسيجارة في فمها ثم تضع البلوزة السوداء في شنطة كلاوديا).
76- لقطة متوسطة.. باتريسيا تجلس في الكابينة أمام مائدة صغيرة تتسلى به بالألعاب المتقاطعة.
77- لقطة متوسطة من أسفل.. باتريسيا في مقدمة الصورة بينما تستند كلاوديا» على باب الكابينة.
كلاوديا: هل ستذهبين إلى الشاطئ؟
باتريسيا: وهل تسمون تلك الصخور شاطئا؟
(ريموند يظهر عند مدخل الكابينة).
باتريسيا (تتطلع نحوه): هل مازلت تسبح؟ ألا تعلم أن حولنا سمك القرش؟
(ريموندو يدخل ماراً بكلاوديا في دهشة).
ريموندو: سمك القرش؟ (يجلس حول المنضدة بملابس الغطس ويخلع قفازه) تقصدين.. هلا تحاولين أن تقولي أنني معرض للموت؟
(كلاوديا تضحك وهي جالسة عند الباب بينما جلس ريموندو على يمين باتريسيا وهو يحملق فيها بغباء)؟
باتريسيا (متعبة): ماذا تريد؟ آنا.؟ في هذه الساعة! (تواصل لعبة الألغاز دون أن تنظر إليه).
كلاوديا: وداعاً (تنهض)
باتريسيا: كلا .. لا تنصرفي.. إنها قصة رائعة.
ريموندو ينظر من تحت المنضدة على ساقها فتمد له ساقاً.
باتريسيا: حسناً .. كهذه؟ هل رأيتها؟ هل استرحت؟ يومئ برأسه موافقاً وينهض.
78- لقطة قريبة متوسطة.. باتريسيا وريموندو يخلع قميصه ويتجه نحوها ببطء. تتنهد في سخط بعيداً عنه. يركع على ركبته بجوارها ويضع يده داخل ثوبها وقد بدا عليها الملل.
باتريسيا: أنت يائس لحد ما.. قل لي بصراحة.
ريموندو (يهز رأسه): كلا .. في الحقيقة
باتريسيا (تتجه نحو كلاوديا): ما رأيك في ريموندو.
كلاوديا (خارج الصورة)؛ فاسد إلى حد ما.
باتريسيا: (بسخرية)؛ ماذا؟ كيف تقولين هذا عنه؟ كلا.. إنه طفل.
ريموندو: لا تتمادي في هذا.. باتريسيا.. أنني أفضل أن أكون فاسداً.. إلا إن كنت تحبين الأطفال.
باتريسيا: أنت تعلم أنني لا أحب أحداً المهم هذا ويتجه ريموندو نحو كلاوديا مشيراًإلى باتريسيا، إن كانت هناك امرأة قادرة على الفسق والفجور والخيانة فهي.. إلا أنها صادقة وأمينة.. بسبب الكسل والقصور الذاتي.
(«كلاوديا تبتسم أثناء اندفاعه في الغضب).
79- لقطة قريبة متوسطة.. باتريسيا تضحك وتلتفت نحو كلاوديا.
باتريسيا: إنه الوحيد الذي يسليني .. بجانب كلبي!.
80- لقطة قريبة.. كلاوديا تنهض وتغادر المكان.
كلاوديا: هل سنذهب للشاطئ؟
81- لقطة متوسطة: ساندرو وآنا» فوق شاطئ صخري من الجزيرة بينما يقف كواردو أمامهما.
كواردو: يوجد هنا بعض الآثار القديمة يجب مشاهدتها (يصعد الصخور للقاء جوليا) هل تذكرين؟
جوليا تفرش ملاءة على الأرض.
كواردو: من الأفضل أن تنامي.. فأي شيء يجعل قلبك يخفق.
82- لقطة متوسطة «كلاوديا» تسير فوق معبر من اليخث إلى الشاطئ.
كورادو (خارج الصورة): كل شيء هنا جميل.
كلاوديا تغمس يدها في الماء وهي تحدث نفسها.
كلاوديا: كان لطيفاً!
جوليا (خارج الصورة) عمن تتحدثين؟
كلاوديا: عن سمك القرش.
83- لقطة قريبة متوسطة – ساندرو يقف فوق الجبل وبيده شرشف.
ساندرو (يلقي بها جانباً ويصعد الجبل وراء «آنا».)
84- لقطة متوسطة.. بحار يحضر عبر المعبر يحمل سلة.
كلاوديا (خارج الصورة) مدهش (تتناول حبة فاكهة من السلة وتناول البحار قبعتها وتعود إلى الجزيرة.
85- لقطة متوسطة.. «كورادو» يسير مبتعداً فوق الصخور.
كلاوديا (خارج الصورة): «كورادو» .. أتريد واحدة؟
كورادو (يشير للفاكهة) أنها الطريقة الوحيدة لتحضر معنا باتريسيا.
كلاوديا تدخل إطار الصورة وتقدم له الفاكهة.
كلاوديا: إنني معجبة بك.
كورادو: وأكثر من سمك القرش؟
كلاوديا: كلا.. فلا وجه للمقارنة بينكما.
86- نقطة متوسطة لجوليا ترقد على الملاءة وهي تتطلع لأعلى وهي تسمع كورادو.
كورادو (خارج الصورة): لماذا لا تأتين معي للفرجة؟
كلاوديا (خارج الصورة): وماذا هناك لأراه؟
(جوليا تنهض وتنظر نحوهما بحب استطلاع.
87- لقطة متوسطة لساندرو وهو يتسلق سلسلة صخور والكاميرا تتابعه في لقطة (بان)
ساندرو يداعب شعرها لكنها تبعده بسأم.
ساندرو (يجلس بجانبها): لكن لم هذا الحديث دائماً.. حديث.. حديث؟
88- لقطة قريبة متوسطة وهي تبتعد عنه.
ساندرا: صدقيني.. الكلام لن يجدي شيئاً.. بل يعقد الأمور.. إنني أحبك.. ألا يكفي هذا؟ تتمعنه بنظراتها وهو يتحدث لكنها تبتعد عنه كلما اقترب منها.
آنا: كلا.. ليس هذا بكاف (تتوقف) أود أن أخلو لنفسي بعض الوقت.
ساندرو (ممسكاً بيدها): لكنك قلت الآن أن شهراً بدوني….
آنا (بعاطفة): أقصد أطول.. شهرين، سنة وثلاث سنوات.
(تنهض مبتعدة وهو يتابعها في حيرة.
89- لقطة قريبة.. آنا تستند على صخرة وظهرها لساندرو «كورادو وجوليا» يتسكعان في خلفية الصورة.
آنا: نعم.. أعرف أن هذا سخف وأنني غير سعيدة بالمرة، شعوري بأنني سأفقدك يعذبني (تلتفت نحوه) ومع هذا.. لم أعد أشعر بك.
كورادو (خارج الصورة): خرائب وأطلال قديمة جداً.
(ساندو يصل إلى «آنا» التي تقف على الصخور بعيداً عنهم).
آنا: ساندرو.. لقد مر شهور طويل منذ رأيتك آخر مرة. بحيث تعودت غيابك.
ساندرو (بخفة): إحساس معتاد، سوف تتعودين عليه (تبعدا)
آنا: (خارج الصورة): لكنها زادت هذه المرة.
ساندرو: إذن.. سوف يستغرق الأمر وقتاً لتعتادي عليه.
آنا (تقترب أكثر منه): كلا .. حقيقة.. لابد أن نتناقش في هذا الموضوع.. أم أنك مازلت على قناعة بأننا لم يفهم كل منا الآخر بالمرة.
ساندرو: سوف يكون لدينا الوقت الكافي للحديث فيما بعد.. سوف نتزوج.. إذن أمامنا وقت لهذا الحديث.
(آنا متعبة تتحول عنه وتجلس على صخرة)
آنا: وماذا تعني بزواجنا؟ لا شيء.. إننا حتى الآن نعيش معاً كما لو كنا زوجين، أليس كذلك؟ إن جوليا وكورادو يبدوان كزوجين.
ساندرو يقترب منها ويداعب شعورها ثانية.
ساندرو: حتى أمس.. في منزلي؟ هل كان هذا شعورك حينئذ؟
90- لقطة قريبة.. «آنا» تتحول عنه غاضبة. وتتفحصه في صمت.
آنا (بنعومة): إنك دائماً تقلل من كل شيء الاثنان في لحظة صمت. ساندرو يتسلل مبتعداً في شبه ابتسامة ويلقي بحصاة في الماء.
«آنا» تضع ذقنها على صخرة وظهرها لساندرو. يبدو عليها الغصب، تلتفت في مواجهته إلا أنه يتمدد ساندا ظهره على صخرة مغمضاً عينيه (مزج)
91- لقطة طويلة.. جانب من منحدر صخري ينتهي بالبحر، من بعيد يبدو قارب يقترب من الجزيرة.
92- لقطة قريبة متوسطة .. جوليا» نائمة فوق الصخور – تستيقظ وتتطلع إلى السماء بينما يمر كورادو.
جوليا: يبدو أن الجو سيتغير.
كورادو (يلتفت نحوها): جوليا .. أرجوك.. لا تتصرفي كمدرسة.. لأنني سأعرف هذا بنفسي. (متجهة برأسها بعيداً).
93- لقطة طويلة من فوق سلسلة الصخور وتطل على البحر كلاوديا تسير فوقها وهي تحمل حذاءها تغمس قدمها في الماء.
94- لقطة طويلة.. تداعب الماء بتكامل مواصلة صيرها.
95- لقطة قريبة متوسطة.. كورادو وجوليا كما في اللقطة 92. كورادو لا يجد ما يقوله ويواصل سيره.
96- لقطة طويلة لساندرو يرقد وحده على الصخور.
97- لقطة متوسطة.. أحد البحارة يقترب من كورادو.
البحار: علينا أن نبتعد الآن عن هنا.
كورادو: لماذا؟
البحار: البحر هائج هنا.
98- لقطة متوسطة.. لكلاوديا تقترب منهما.
كلاوديا: وماذا عن «آنا».
كورادو: لا أعرف.
صوت (من خارج الصورة): يبدو أنه قارب الكاميرا تتابع كلاوديا وهي تتقدم الآخرين. تلاحظ أمامها «ساندرو» وقد استلقى فوق الصخور.
كلاوديا (تنادي) ساندرو.. أين آنا؟ ساندرو (ينهض ويتلفت حواليه): كانت هنا. كلاوديا تجري نحو الآخرين): أليست على ظهر اليخت.
البحار (خارج الصورة): لا أعرف يا سيدتي.
ساندرو يمشي بمحاذاة الماء – كلاوديا تنظر نحو اليخت.
99- لقطة متوسطة.. باتريسيا وريموندو داخل الكابينة مشغولات بالكلمات المتقاطعة.. والكلب على فخذ باتريسيا.
كلاوديا (من خارج الصورة بوهن): با تريسيا.. هل «آنا» هنا؟
ريموندو يذهب إلى السطح باحثاً.. بينما تجلس باتريسيا مستغرقة في حل الكلمات المتقاطعة.
ريموندو (من خارج منادياً) :آنا.. آنا
100- لقطة متوسطة.. ساندرو يسير في المقدمة باحثاً بين الصخور، يتحرك في لقطة قريبة من قلق وحيرة.
ريموندو (من خارج بصوت واهن) ليست هنا ساندرو (بمرارة): أهكذا تتصرف تصرفات تخرجك عن طورك.
101- لقطة طويلة.. كلاوديا تراقب ساندرو وهو يصعد الصخور إلى أرض عالية، تستدير وتنظر نحو البحر ثم تسير خلفه ومن ورائها كورادو وجوليا.
102- لقطة طويلة.. هضبة صخرية شاسعة تمثل أعلى جزء من جزيرة «ليسكا بيانكو». ساندرو يشق طريقه ويقف صائحاً وسط الطريق.
ساندرو: آنا.. (يتقدم)
103- لقطة طويلة من أعلى لصدغ عميق بين الصخور، بحر هائج يضرب الصخور بعنف، ساندرو يلقي نظرة على الصدغ ثم يبتعد، الكاميرا في حركة (ثلث) لأعلى نظر عام على الجزيرة. كلاوديا تبحث عن بُعد والبحر من خلفها.
104- لقطة قريبة متوسطة وكلاوديا بعيداً عن الكاميرا تربط حزام فستانها.. ومن ورائها كورادو وجوليا.. وموسيقى في الخلفية.
جوليا: ومع هذا فهي جزيرة رائعة.. أليست كذلك؟ (وهم يواصلون السير).
105- لقطة قريبة متوسطة – ساندرو يتطلع إلى البحر ثم يستدير ويمسح بعينيه إلى الجزيرة.. ثم البحر من ناحية نهاية الهضبة.. ومنها إلى الهضبة ثانية.
106- لقطة قريبة.. ساندرو ينظر أسفل .. إلى البحر.
107- لقطة طويلة.. عن بُعد يبدو «كورادو» و»جوليا» و»كلاوديا» يسيرون فوق الصخور. وساندرو يتقدمهم.
ساندرو (منادياً): هل عثرتم عليها؟
كلاوديا تهز كتفها بالرفض. ساندرو يواصل طريقه.
108- لقطة قريبة متوسطة مجرياً وهي تسير في نقطة قريبة.
«جوليا» (تصيح): آنا..
109- لقطة قريبة متوسطة – «كلاوديا» تواصل بحثها الكاميرا في حركة (بان) معها ثم تظهر جزيرة عن بُعد.
110- لقطة قريبة «كورادو» يدرس قوقعة كبيرة ثم يلقي بها ويواصل الطريق.
111- نقطة متوسطة لجزء آخر من الجزيرة – «جوليا» تجري بلا هدف ثم تتوقف تنظر نحو شخص يبدو عن بُعد.
112- نقطة متوسطة.. الكاميرا في حركة (بان) مع «كواردو» أثناء سيره، و»جوليا» تبدو من بعيد تتقدم نحوه .. لكن ما أن يراها حتى يستدير ويسير في الاتجاه المعاكس.
113- لقطة قريبة متوسطة.. جوليا تتوقف وتنظر نحوه في خيبة أمل وتواصل السير.
114- لقطة قريبة، كلاوديا تهز رأسها بأسى ثم تجلس على الصخور، تصفف شعرها بيدها من الهواء وتعبث في شرود بنبتة صغيرة تنمو بين الصخور.. أخيراً تنهض ثانية.
115- ساندرو يسير في لقطة متوسطة، يسمع صوت نفير قارب في الخلفية، يستدير ناحية الصوت.. ثم يتحرك نحو كوخ مبني في الصخر.
116- لقطة متوسطة.. ساندرو يحاول فتح الباب دون جدوى. يتراجع للخلف يائساً.
117- لقطة متوسطة .. يغادر الكوخ ويصعد الصخور «كلاوديا» و«كورادو» يقتربان من الكوخ من الجانب الآخر.
كلاوديا: ساندرو.. ألم تعثر على شيء؟
118- نقطة قريبة متوسطة – ساندرو يستدير ويهز رأسه في يأس ويمشي. تبدو جزر أخرى في الخلفية (مزج)
119- لقطة طويلة من أعلى كلاوديا وهي تسير فوق الصخور قرب البحر ومياهه تصطخب أسفل.
120- لقطة طويلة – الكاميرا (بان) عبر الصخور ثم تهبط أسفل (ثلث) إلى الصدغ المظلم داخل الهضبة.
كلاوديا (تنادي خارج الصورة): آنا ..
121- نقطة طويلة.. تستسلم وتصعد الصخور نحو أرض الهضبة.
122- لقطة طويلة للكوخ، يبدو شخص «سلويت» من بعيد يسير في الجزيرة.
123- لقطة قريبة – «كواردو» يتطلع نحو البحر وشعر رأسه الخفيف يتطاير في الهواء.
124- لقطة طويلة على البحر وسُحُب تتجمع في السماء الكاميرا (ثلث) ببطء لأعلى نحو السماء المنذرة بعاصفة.
125- لقطة قريبة – كورادو يتطلع نحو السماء ثم لأسفل نحو العاصفة.
126- لقطة طويلة لهبوب عاصفة.
127- لقطة متوسطة.. صخرة ضخمة تسقط من فوق الهضبة وتمر بـ«كلاوديا» التي تتابع سقوطها في الماء.
128- لقطة متوسطة من أسفل كلاوديا تجلس وتنظر لأسفل.. تنهض ثم تنادي ثانية «آنا».
129- لقطة طويلة، عن بُعد امرأة تعبر الهضبة ثم تهبط من فوق الصخور وتختفي.
130- نقطة قريبة .. «كلاوديا» تحدق عبر الجزيرة وتبدأ في الجري.
131- لقطة قريبة.. كلاوديا تجري عبر الهضبة حيث شاهدت اختفاء المرأة.
132- نقطة قريبة.. تتوقف وقد تزايدت خيبة أملها.
كلاوديا: «جوليا»!
133- لقطة قريبة .. جوليا تتطلع إلى البحر.. ثم تنظر إلى كلاوديا وتصعد الصخور للحاق بها.
جوليا: هل رأيت؟ هل رأيت كيف يعاملني؟
كلاوديا: من؟
جوليا: كورادو .. كل تصرفاته اليوم إهانة لي.
كلاوديا تنظر إليها في شك ثم تتوجه نحوها فجأة قائلة.. «جوليا» في لهجة اعتراض، جوليا تتطلع إليها دون أن تفهم.
134- لقطة متوسطة من فوق اليخت، ساندرو يتفحص الصخور أثناء سير المركب على طول الشاطئ.. يسمع صوت رجل ينادي :»آنا» ويظهر كورادو على الشاطئ.
كورادو ينادي على ساندرو: ساندرو.. ساندرو (يشير نحو الماء، هنا توجد الآثار، وكورادو يصعد إلى أرض أعلى، الكاميرا في حركة (بان) لليسار إلى جزيرة أخرى بعيدة، «باتريسيا» والبحار يقفان يحدقان نحوها.
135- لقطة متوسطة.. فوق أرض الهضبة .. وكلاوديا مازالت تواصل البحث وهي تنادي «آنا» بينما «جوليا» تتسكع في الخلفية.
136- لقطة طويلة.. منظر من فوق سطح الماء، ساندرو يسير في المقدمة ثم يقف صامتاً يزن شفتيه ويستدير ليواجه الجماعة، جوليا.. كورادو.. باتريسيا وريموندو.. وقد بدا عليهم القلق والملل والبرد.
ساندرو: فلنكن عمليين.. أفضل شيء هو أن يذهب بعضنا إلى أقرب جزيرة، فلابد من وجود مركز شرطة هناك وإخبارهم بفقد «آنا». وسأظل هنا .. ربما قد يحدث شيء..
137- لقطة قريبة متوسطة: كورادو وجوليا وباتريسيا التي مازالت تحمل كلبها. ينظرون إليه.
كورادو: هيا نذهب.. بدلاً من إضاعة الوقت (يتحركون).
باتريسيا (إلى البحار) كم يستغرق للذهاب والعودة ثانية؟
(البحار): ساعتين.. لو وجدنا أحداً من باناريا» .. وأكثر لو اضطررنا للذهب إلى «ليباري».. وكل هذا يتوقف على حالة البحر.
ريموندو: نعم، البحر.
كورادو (خارج الصورة): سوف أبقى هنا مع ساندرو.
جوليا (تتجه إليه): لماذا؟ وما يحدث لو أمطرت..؟
138- لقطة قريبة متوسطة «كورادو».
كورادو، (بغضبه المألوف، سوف أشتري مظلة (يلتفت نحو ساندرو الذي يتجه نحوه).
139- لقطة متوسطة: «كلاوديا» تقف في جانب، «باتريسيا» تذهب إليها.. لكنها تبتعد كما لو كانت تخشى أن يضطروها للذهاب معهم.
كلاوديا (بحزم): لن أغادر المكان (تعطيهم جميعاً ظهرها).
140- لقطة متوسطة.. كلاوديا في المقدمة.. والجميع في خلفية الصورة.
كورادو: (يتقدم نحوها): كلاوديا .. أدرك سر بقائك .. ولكن يوجد منا اثنان هنا.
ساندرو: وأيضاً.. وجودك هنا.. لا أقصد جرح مشاعرك.. ومن الأفضل صحبتهم.
141- لقطة متوسطة.. المجموعة كلها تراقب كلاوديا التي ابتعدت عنهم، ساندرو وكورادو يذهبان إليها بينما ريموند يمسك بيد باتريسيا لمغادرة المكان (نزح)
142- لقطة متوسطة.. كلاوديا تصعد على حافة الجزيرة.. تنظر إلى البحر.
143- لقطة متوسطة.. «ساندرو» «وكورادو» يصلان إلى الكوخ، ساندرو يدفع الباب بقوة ليفتح، كلاوديا تلحق بهم.
144- لقطة متوسطة داخل الكوخ، ساندرو يدخل يتبعه الآخران. المكان مظلم ويشعل عود ثقاب.
ساندرو: اللعنة.. لقد نسينا أن نطلب منهم ترك مصباح.. آه.. ها هو مصباح.
(يشعل المصباح ويبدأون في البحث داخل الغرفة دون العثور على شيء ذي بال.
145- لقطة قريبة.. كورادو يخلع قبعته ويتجه نحو كلاوديا التي اتخذت مكاناً منعزلاً عنهم في أحد الأركان، تتقدم إلى منتصف الغرفة.
كلاوديا (تومئ برأسها علامة موافقة): إنها مازالت حية.. أنا متأكدة من هذا .. وحتى قصة سمك القرش التي حدثت هذا الصباح… (الاثنين يتجهان بسرعة نحوها).
كلاوديا: لم تكن حقيقية.
ساندرو (بحدة): ولماذا لم تقولي هذا من قبل؟
كلاوديا: لكن .. لا أعرف
(تتجه إليه، لم يكن يبدو أن الأمر يستحق ذكره.. كانت تضحك.
كورادو: حسناً.. كل ما نريد التوصل إليه هو سر اختلافها تلك القضية.. ماذا كانت تعني؟
146- لقطة متوسطة.. كلاوديا تشير وتجلس كلاوديا إلى ساندرو).. ربما يجب أن نسأله.
ساندرو (خارج): أنا؟
147- لقطة متوسطة لـ ساندرو وكورادو
كلاوديا (خارج الصورة): نعم
كورادو: لماذا هل تشاجرتما؟ آسف.. لا أريد اتهامك.. لكن هذا أمر هام.
ساندرو: مجرد مناقشة عادية في قلق يبتعد عن كورادو ويجلس .. الشيء الوحيد، الذي أتذكره تماماً هو قولها بأنها تريد أن تخلو بنفسها.
148- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا تجلس وقد عقدت ذراعيها.
كلاوديا بازدراء: وكيف تفسر ما حدث؟
149- لقطة قريبة متوسطة.. ساندرو يتجاهل السؤال إلا إنه ينظر إليها بامتعاض.
150- لقطة قريبة متوسطة.. كورادو يخلع سترته ويجلس بجوارها، الثلاثة في صمت، صوت خارج الباب يتطلعون نحوه.
151- لقطة قريبة متوسطة.. ساندرو ينهض ببطء.
152- لقطة متوسطة.. كورادو وكلاوديا وعيونهما على الباب حيث يدخل رجل عجوز.
ساندرو: هل أنت مالك هذا المكان؟
العجوز: كلا .. أصحابه في استراليا.. لقد كنت هناك أيضاً.. لثلاثين عاماً (بالإنجليزية) وهذه صوري.
153- لقطة قريبة متوسطة.. العجوز يقف بجوار حائط معلق عليه صور عديدة باهتة، يشير إلى كل منها العجوز (بالإنجليزية): هذا شقيقي.. صديقي.. وعمي، وهذه أمي (بالإيطالية) وجدتي.. يا لها من أيام جميلة.
ساندرو: لكن من أين أتيت؟ لقد فتشنا كل مكان.
العجوز: من باناريا (يتحرك يساراً بعد ساندرو)
كورادو (يتجه نحوه): إذن كنت من رأيناه الساعة الثانية. لقد شاهدت فاريا يمر.
العجوز (يخرج أشياء من حقيبته): ربما كان هناك أربعة أو خمسة مراكب.
كورادو: بعد الظهر؟
العجوز: كلا.. في الصباح. لماذا؟ ماذا حدث؟
154- لقطة قريبة متوسطة.. ساندرو يتمعن في العجوز.
ساندرو: لا شيء .. لا شيء.
«كلاوديا» تنظر إلى ساندرو في دهشة.
كلاوديا: ولماذا لا تخبره (إلى العجوز لقد فقدنا واحدة كانت معنا.
155- لقطة متوسطة.. كلاودياوساندرو والعجوز.
العجوز: اختفت؟ هل غرقت؟
كلاوديا: كلا.. اختفت فقط.. ولا نعرف كيف حدث هذا.
ساندرو: إنه خطأ.. قولبها.. هكذا تفكرين؟
«كلاوديا» (تسير حوله): بدلاً من قلقك عما أفكر فيه.. كان من الأفضل أن تحاول فهم فيما كانت «آنا» تفكر فيه.
156- لقطة قريبة متوسطة للرجل العجوز وكورادو.
العجوز: هل بحثتم خلف المنزل؟ ربما تكون قد سقطت من فوق الصخور.
157- لقطة قريبة متوسطة ساندرو يقترب من «كلاوديا» ليقول شيئاً لكنها تبتعد عنه.
العجوز (خارج الصورة) : حدث مثل هذا منذ شهر مضى مع حمل.. وبحث عنه طول النهار حتى سمعت صوته مساء.. ويبدو أنه كان قد ضل الطريق.
158- لقطة طويلة.. كلاوديا تجري هاربة من الكوخ إلى عاصفة ممطرة.
159- لقطة قريبة متوسطة.. تصعد فوق هضبة صغيرة من منطقة مرتفعة من الجزيرة وتنادي في يأس. «آنا.. آنا»
كورادو يخرج خلفها يضع يده على كتفها ويقودها بلطف نحو الكوخ.
كورادو: تعالي.. تعالي (مزج)
160- لقطة قريبة .. كلاوديا نائمة في الكوخ.. تستيقظ.. لا تدري أين هي.. ثم ترى كورادو»جالساً بكل ملابسه في أحد الأركان.. تتلفح ببطانية حول كتفيها وتنهض ببطء.
161- لقطة قريبة متوسطة. تفتح باب الكوخ، الشمس تشرق على البحر وصفير الريح يتردد صداه بين الصخور، تتعجل الخروج إلى الباب رغم البرد والرطوبة ثم تعود للداخل.
162- لقطة قريبة متوسطة.. تلتقط ثوبها لتتأكد من جفافه ثم تلقي به أرضاً وتتجه نحو حقيبتها وتتناول البلوزة السوداء التي كانت «آنا» قد منحتها لها.
163- لقطة قريبة، الكاميرا ترتفع من البلوزة إلى وجه كلاوديا الحزين.
164- لقطة طويلة.. ماء البحر يتحطم فوق الصخور على ضوء النهار. الكاميرا (بان) عبر الصخور نحو «ساندرو» الذي وقف يتأمل البحر، يصعد لأعلى ثم يتوقف ويجلس لبرهة ثم يستدير وكلاوديا تقترب منه.
ساندرو: كيف حالك؟ أتشعرين بتحسن أفضل؟
كلاوديا: اعذرني لما حدث ليلة أمس.
165- لقطة قريبة متوسطة على ساندرو
ساندرو: هل تحبين «آنا» كثيراً، أليس كذلك؟
كلاوديا (خارج): جداً.
ساندرو ينظر ناحية الأرض، ثم يقف خلفها في حيرة محاولاً تقديرً الموقف.
ساندرو: نعم.. ومازالت.. كانت تتفاعل مع حبنا لها.. أنا وأنت وحتى والدها.. بشكل ما لم تكن كافية.. ولا تعني لها شيئا.
166- لقطة طويلة.. للبحر والجزيرة تحت وهج شمس الصباح، الكاميرا (بان) ببطء ولا شيء يبدو في الأفق.
كلاوديا: لا أعرف ماذا كان به بإمكاني .. لتجنب كل هذا.
167- لقطة قريبة.. لساندرو وكلاوديا. يقفان ها صامتين وعيونهما في كل مكان بحثاً عن دافع للحديث.
168- لقطة طويلة على البحر.. الكاميرا في حركة (بان) تتبع كلاوديا وهي تسير وحيدة في بحثها ساندرو في لقطة قريبة يراقبها باهتمام كبير.
169- لقطة طويلة.. العجوز يتسلق الصخور.
170- لقطة قريبة.. ساندرو يتجه نحو العجوز وفي الخلفية كلاوديا تراقب.
171- لقطة متوسطة.. العجوز يشق طريقه بين الصخور نحو ساندرو الذي يجذبه من قميصه بخشونة.
ساندرو: لمن هذا القارب؟
العجوز: أي قارب؟
ساندرو (بعنف).. ألم تسمع صوته منذ دقيقة؟
العجوز: هناك العديد من القوارب من هذه المنطقة في مثل هذا الوقت صيفاً.
(ساندرو يدفعه في غضب) ساندرو: ولماذا استيقاظك مبكراً هكذا؟
العجوز: هل الخامسة صباحاً مبكرة؟
ساندرو يتخلى عنه مبتعداً والعجوز يتبعه صامتاً.
172- لقطة متوسطة من خلف كلاوديا. ساندرو يصعد الصخور في اتجاهها. تستدير مبتعدة عنه. يقترب منها ببطء بقلب حزين
تبدأ موسيقى
173- لقطة متوسطة– كلاوديا تتوقف وتغسل وجهها ويدها في بحيرة ماء بأحد الشقوق الصخرية ساندرو يتقدم من خلفها بهدوء ويجلس، تجفف وجهها بمنديل وتفاجأ بوجوده كل منها ينظر للآخر.. ثم تبدأ في التسلق تاركة إياه.
174- لقطة قريبة متوسطة.. أثناء ذهابها تتلصص قليلاً وما أن يراها حتى يبتسم.
175- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا تنظر إليه في محاولة لمعرفة نواياه.
176- لقطة قريبة متوسطة.. يمسك بها ورغم أنها استعادت توازنها إلا أنها تبعد يده عنها.
177- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا تنظر إليه باحتقار وتتركة وهو يتبعها.
178- لقطة طويلة.. قارب يقترب من الجزيرة، كلاوديا تتحرك إلى مقدمة الكادر وخلفها ساندرو يقفان يتابعان وظهرهما للكاميرا (مزج)
179- لقطة طويلة من أعلى الهضبة. زورق يقترب، مجموعة قليلة من الناس بما فيهم الشرطة تقف فوق الصخور، الشرطة تنظر نحو رجل وقد ربط بحبال ثقيلة يتفحص الشاطئ.
مدير الشرطة (صائحاً)، .. بارتولو.. ماذا هناك؟
180- لقطة طويلة من أسفل.. الشرطة يقف فوق الصخور كورادو وجوليا في المكان. ساندرو يأتي بسرعة.
بارتولو (خارج): لا شيء ؟؟. لا شيء.
181- كما في اللقطة 179.
182- لقطة لـ «جوليا» و»كورادو» ومدير الشرطة.
كورادو: لا تنظر نحوي هكذا مارشال.. ومهما كان تفكيرك.. فلم أصنع شيئاً.
مدير الشرطة يهز كتفه كما لو أن هذا لم يخطر بباله.
183- لقطة متوسطة من أعلى .. كلاوديا تقف وحيدة تنظر لأسفل نحو صدع كبير بين الصخور.
184- لقطة متوسطة، ساندرو ينزل جرياً بين الصخور. يرى كلاوديا – ويبدو عليه التردد في التحدث إليها.
185- لقطة متوسطة، كلاوديا تستدير وتراه، وسرعان ما تهرب منه إلى الجهة الأخرى.
186- لقطة طويلة.. تواصل طريقها عبر الصخور حيث تجلس باتريسيا. في الخلفية ساندرو يستدير مبتعداً.
187- لقطة طويلة من أعلى.. اثنان من الغطاسين يبحثان عن جثة «آنا» في البحر. باتريسيا تحمل الكلب تتحرك إلى المقدمة وترى المشهد أسفل.
باتريسيا (إلى كلاوديا): آمل ألا يعثرون عليها.. فربما يجدونها ميتة!
188- لقطة قريبة متوسطة، كلاوديا منهارة.. تبكي بحرارة. باتريسيا تواسيها في صمت، ساندرو ورجل الشرطة يحضران من خلفهما، كلاوديا تدير ظهرها تحاول جمع شتات نفسها.
ساندرو: اسمعي .. باتريسيا.. فهو يقول أن هناك تيارًا يمر عبر الجزيرة إلى غيرها (يخرجان من الكادر والكاميرا تركز على كلاوديا التي تجفف دموعها) ولست متأكداً أيهما.. على الأقل.. هناك شيء ما .. أليس كذلك؟
رئيس الشرطة يقول أنه سيرسل واحداً أو اثنين من رجاله لبحث الموضوع…
189- لقطة قريبة متوسطة.. ساندرو يجلس على صخرة.
ساندرو: إنك لا تعرف كيف…
190- لقطة متوسطة.. باتريسيا وكلاوديا في صمت وإن كانت كل منها ينظر في اتجاه مختلف ساندرو (خارج الصورة): هل تسمح لو ….
191- لقطة متوسطة.. ساندرو ينظر نحوهما.
ساندرو (خارج) هل يمكن لـ «ريموندو» بالذهاب معه؟
192- نفس اللقطة السابقة.
باتريسيا: ولماذا تسألني؟
كلاوديا إلى ساندرو باختصار: يمكنك أن تذهب أنت أيضاً.
193- لقطة متوسطة للثلاثة.. ساندرو يتردد من ملاحظتها في لحظة من صمت.
ساندرو: نعم.. هذا أفضل. بالتأكيد.
كلاوديا تبتعد وهي تعض شفتيها.
ساندرو غاضباً ويسير في الاتجاه الآخر باتريسيا تجلس بجوار كلاوديا.
باتريسيا: إنني أتعجب من ساندرو.. فهو يبدو غاية في الهدوء.
كلاوديا: هادئاً، انه لا يبدو لي كذلك.. فهو لم ينم طوال الليل.
194- لقطة طويلة، «ريموندو» يشق طريقه عبر الصخور حاملاً (ترمدس)، ومع سماعه الجماعة يقترب أحد الغطاسين يحمل فازة.
ريموندو: ما هذا؟
الغطاس: إناء أثري،
يوجد مدينة كاملة هناك في الأعماق بها الكثير من هذه الأشياء يسلمها لـ «باتريسيا»
باتريسيا (إلى ريموند في سخرية): أنت مبهور بها أليس كذلك؟ (تعطيه إلى كورادو)
كورادو: أريني إياه.
باتريسيا: ترى إلى أي قرن يرجع هذا الإناء؟ جوليا تأتي بسرعة.
جوليا (مبتهجة): هل يمكننا الاحتفاظ به؟
الكاميرا في حركة (بان) تضم كلاوديا وساندرو من خلفهم مباشرة.
كواردو: بكل تأكيد (يسلمها الإناء)
باتريسيا (إلى ساندرو): أليس مفروضاً أن تذهب معهم؟
ساندرو: الفازة لا يستحق
195- لقطة قريبة.. ساندرو وكلاوديا وهي تبتعد عنه.
196- لقطة متوسطة: كلاوديا تسير في صمت «ريموندو» ينظر إلى الخلف لرؤيتها ويسقط إناء الزهور.
197- لقطة قريبة.. تتحطم على الصخور.
198- لقطة قريبة: ريموندو ينظر لأسفل باتريسيا (خارج الصورة): ياللعار! ريموند يومئ في حزن ساخر.
ريموند: لم يعد الأمر مجدياً (يشير إلى بعض الحاضرين في الجموعة).
صوت (خارج الصورة): إنه والد «آنا»!
199- لقطة طويلة، سيارة مسرعة نحو الشاطئ، أصوات السيارات – مزج.
200- لقطة طويلة: المجموعة تجلس قلقة فوق الصخور، كلاوديا تتسلق أرضا مرتفعة مارة على شرطي يحييها، تتوقف وتسلم الكتب لرجل لا نراه جيداً.
كلاوديا: وجدتها في شنطته «آنا»
إنها تعرف أنه والد «آنا» الذي ينظر إلى البلوزة السوداء التي ترتديها والتي أعطتها لها «آنا»، يبدو عليها الارتباك.
كلاوديا: نعم.. إنها بلوزتها
201- لقطة متوسطة لكلاوديا والأب.
كلاوديا: لقد أعطتني إياه أمس، وقد وجدته في حقيبتي. لم أكن أريده.. لكن ليس لدي ما أرتديه هذا الصباح.. آسفة (يتقدم نحوها ويربت على كتفها مصدقاً كلامها.
كلاوديا تعرض عليه الكُتُب ثانية.
202- لقطة قريبة: الكتب في يده، يتفحصها بعناية ثم يعيد إليها واحدا ويحتفظ بالآخر وهو الإنجيل ويخرج من الصورة.
203- لقطة قريبة – كلاوديا تنظر إليه في خوف.
والد آنا (خارج الصورة): إن الكتاب يعني أنها تؤمن بالله.. أليس كذلك؟
204- لقطة متوسطة لكلاوديا والد «آنا»، في الخلفية كورادو وجوليا يراقبان الموقف.
الأب: .. وهذا يؤكد عدم انتحارها.
كلاوديا تضغط بيدها على فمها مصدومة وتجري بعيداً عنه إلى أسفل التل.
205- لقطة طويلة.. تقترب طائرة هليوكوبتر من الجزيرة وتمر من فوقهم.
206- لقطة متوسطة والأب يقف يتفحص الإنجيل في يده ثم يضعه فوق صخرة ويغادر المكان.
207- لقطة طويلة للطائرة وهي تستدير وتهبط فوق هضبة مرتفعة مثيرة عاصفة من التراب. الجميع يهرع نحوها، يخرج منها رجلان.. الأول يدلي بتقريره إلى مدير الشرطة والثاني والد «آنا»
208- لقطة متوسطة والأب يتحدث مع الطيار.
الأب: شكراً لله (ثم يبتعد فجأة).
209- لقطة متوسطة، في المقدمة.. ساندرو وكوراردو وضابط الشرطة يتطلعون من الشاطئ إلى قارب شرطة يمر عليهم.
صوت من القارب: لقد وصلتنا فوراً أخباراً مهمة!
الضابط على الشاطئ: ما هي؟
البحار: لقد قبضوا على قارب مشتبه به يبعد أميالاً قليلة عن هنا، وسيستجوب ركابه في ميلازو».
مدير الشرطة: علينا إذن الذهاب هناك لنرى بأنفسنا.
الضابط: بالطبع
يستديران ويغادران المكان
210- لقطة طويلة.. العجوز يجلس وحيداً فوق الصخور. مدير الشرطة يتحرك في مقدمة الصورة وينظر إليه، ثم يستدير يبتعد مفكراً.
211- لقطة متوسطة.. كورادو ووالد آنا يهبطان لأسفل نحو الماء.
كورادو: هل سمعت؟ ماذا ستفعل؟
الأب: كل شيء بمشيئة الله.
ساندرو (خارج الصورة): صحيح.. وإن كنت أرى من الضروري الذهاب إلى ميلازو.
212- لقطة قريبة (ساندرو من خلف وكلاوديا تستمع).
ساندرو: آسف لصراحتي.. لكن حاول أن تتفهم.
213- لقطة متوسطة للوالد وكورادو وساندرو .
ساندرو: لقد كنت أقرب إنسان إليها.
الوالد (وهو يسبقه) حتى وإن صح هذا فإنها في حاجة لي قبل أن تكون في حاجة إليك.
214- لقطة طويلة.. الوالد عند حافة الماء يتحرك نحو قاربه، في المقدمة نرى ساندرو» يتقدمه ويتطلع لأعلى بحثاً عن شخص ما فوق الصخور.
ساندرو: ماذا ستفعل؟
215- لقطة متوسطة.. وباتريسيا وجوليا وريموندو يقفون عند الصخور.
باتريسيا: وماذا تريد منا أن نفعل؟ وحتى لو لم أكن أعرف فعلينا أن نفعل شيئاً.. أليس كذلك؟
216- لقطة قريبة.. ساندرو يهبط نحو القارب يراقب كلاوديا وهي تتقدمه، يتوقف. «كلورادو» يسبقه ويربت على كتفه – ساندرو ينظر للوراء نحو باتريسيا.
ساندرو: آسف.. سوف أحضر حقيبتي..
217- لقطة متوسطة لباتريسيا وجوليا وريموندو.. ريموندو كالعادة يغلق متكاسلاً مظلة مفتوحة.
218- لقطة متوسطة.. كلاوديا في الكابينة تخرج من الحمام وبيدها فرشة أسنان وتبدأ في تسريح شعرها، يظهر ساندرو «في صمت، تتمعنه لحظة ثم تعود إلى غرفة الحمام.
219- لقطة متوسطة قريبة.. ساندرو على باب الكابينة هي تحاول مغادرة المكان إلا أنه يقف في طريقها، تتطلع إليه، الكاميرا تقترب، تحاول الإفلات منه إلا أنه يمسك بها ويقبلها في شفتيها، تمسك بيده التي باتت تحيط برقبتها مداعباً إياها، تتهرب من قبضته مذعورة، تحملق فيه وهي تتنفس بصعوبة وتبتعد، ساندرو يراقبها وهي تجري نحو السلالم ويتكئ برأسه على الباب حزيناً.
220- لقطة متوسطة .. كلاوديا تهبط المعبر هاربة نحو الصخور لتلحق بالآخرين ثم تقف وتتحدث مع باتريسيا، ساندرو يلحق بها ببطء حاملاً حقيبته.
ساندرو (ينادي عليهم): سوف نلتقي في مفتلتو إذن.
باتريسيا: وهو كذلك.
221- لقطة قريبة على كلاوديا وباتريسيا من الخلف.
باتريسيا: نعم.. أظن أن هذا أفضل شيء.. ولابد أن أتورى قد وصل الآن هناك.
كلاوديا (تستدير نحوها): وسوف أبحث حول الجزر.
باتريسيا: ماذا ستفعلين.
كلاوديا (بحزم): لن أغادر المكان حتى أتأكد من وجود كل فرد.
222- لقطة قريبة.. زاوية عكسية
باتريسيا: ألست متعبة؟ عن نفسي فقد تعبث (تتلفت حولها بحثاً عن ريموند وتنادي عليه) ريموند يحضر من الاتجاه الآخر. كلاوديا تتنهد وتغادر المكان.
ريموندو (غاضباً) .. هاأنذا.. كالعادة
باتريسيا: كلاوديا لن تحضر معنا. هل لك أن تبحث عن حقيبتها؟
(يخرج)
223- لقطة طويلة .. ريموندو.. باتريسيا وكوردو وجوليا يهبطون من الجبل. كلاوديا تقف بعيداً عن الآخرين وهي تتطلع نحو البحر ومع وصول ريموندو وباتريسيا المعبر تتحرك الكاميرا (بان) نحو القارب حيث ساندرو والشرطة ووالد «آنا» يبتعدون عن الجزيرة.
224- لقطة طويلة من أعلى.. كل القوارب تقف في صف عند الجزيرة (اختفاء)
الضابط (مشيراً إلى رجل شرطي).. إذن. احضر البقية.
ويحضر ثلاثة يقفون في صف واحد حيث أشار إليهم الشرطي.
الحارس: هنا!
225- لقطة قريبة.. الضابط يفتح الباب ويتحدث مع ساندرو الذي يبدو من فتحة بالباب.
الضابط: لقد اتجهنا الآن وجهة أخرى.. فقد بدأت تتناقض أقوالهم .. عفواً (يغلق الباب).
226- لقطة متوسطة.. البحارة الأربعة في صف واحد وفي مواجهة الكاميرا، الضابط يقف خلفهم ويربت على ظهر أحدهم، البحار يلتفت حوله.
الضابط: اسمع.. صديقك هنا اعترف أن البحر كان عاصفاً ولا يصلح للصيد.
227- لقطة متوسطة من خلف الضابط
الضابط حسناً.. وماذا عن القارب الآخر؟.
البحار: أي قارب؟
الضابط (معبراً في القارب الذي شاهده رجالنا.. يتقدم للإمام والخلف كما شاهدوك تنقل علباً عليه إذن.. ما معنى هذا؟
البحار: (يهز رأسه: لست على ما يرام.. لقد اختلطت الأمور عندي… ولا أعلم شيئاً…
ساندرو يندفع نحوه ويمسك بتلابيبه.
ساندرو: ما هذا؟ ماذا قلت؟
الضابط يجذبه بعيداً.
الضابط: أرجوك .. أرجوك
(ساندرو يتخلص منه)
ساندرو: وما علاقة كل هذا بموضوع «آنا»
الضابط: أرجوك..
228- لقطة قريبة متوسطة… الضابط يخرجه بعيدا.
الضابط: اجلس من فضلك وانتظر قليلا
(ساندرو يوافق. الضابط يعود إلى البحار. ساندرو يتابع)
الضابط (خارج الصورة): انني على استعداد للتغاضي عن كل شيء أخر… مثل السجاير والتهريب.. كل شيء… ما أود معرفته هو هل أخذت أنت أو أصدقاؤك الفتاة إلى أي مكان؟
(ساندرو يهز كتفه ويغادر المكان)
229- لقطة طويلة: يخرج ساندرو من الغرفة إلى صالة فسيحة.. البحار من خلفه في صحبة الشرطة.
230- لقطة متوسطة قريبة… ساندرو ينظر إلى التماثيل النصفية على الحائط. رجل شرطة يجلس أمام مائدة يشير إلى أحد هذه التماثيل.
رجل الشرطة: إنه الرجل الذي شيد هذه الفيلا.
ساندرو: ومن كان يدري أن هذه هي النهاية؟
يتطلع أعلى الكاميرا في حركة رأسية لأعلى نحو التمثال حتى السقف.
باتريسيا: هذه الجزر تصيبني بالاكتئاب.. فهي معزولة.
(تبتسم مع اقتراب الكلب تتجه نحوها فتحملها وتنزل للراحة)
صوت (من بعيد): انزل الطوق إلى الماء.
231- لقطة متوسطة: ساندرو يبتعد مفكراً. الضابط يقترب منه وساندرو يلتفت نحوه ويعرض عليه مقاله في صحيفة.
ساندرو: هل تعرف من كاتب هذه المقالة «أف، زد» من كاتبها؟
الضابط (يلقي نظره عليها): فرانسيسكو زوربا.. المخبر الصحفي.
ساندرو، وأين أعثر عليه؟ هل تظن لو أنك أعلنت عن مكافأة لمن يعلن بأية معلومات..؟
الضابط: من الصعب الإجابة.. إن زوربا في ميستيا حاول معه.. هل تريد أن أتصل به؟
ساندرو: كلا .. كلا .. شكراً.. لا داعي.
(ساندرو ويستدير للخروج من الباب بينما يظهر بحار من دورية القارب ويقترب من الضابط، يتوقف ساندور ويسمع).
البحار: أية أوامر أخرى؟ هل يمكنني العودة إلى «ليبري»؟
الضابط: نعم.. وبالمناسبة أين تركتم كرتون السجاير؟
البحار: في غرفة المخزن.
الضابط: حسن جداً.
البحار: هل هناك أوامر أخرى.
البحار: يغادر المكان. ساندرو يتوقف لحظة ثم يسرع خلفه.
ساندرو: لو سمحت (وهو يجري خلف البحار).
232- لقطة متوسطة: البحار يتبعه ساندرو مغادراً قسم الشرطة ويهبط الدرج إلى الشارع.
ساندرو للرقيب: متى جئت هنا؟
البحار (يتوقف ويستدير نحوه): منذ ساعتين
ساندرو: السيدة التي كانت .. أين هي الآن؟
البحار: لا أعرف.. لكنها ذكرت شيئاً عن ذهابها بالقطار إلى مكان ما…
(ساندرو، يتوقف ثم يسرع هابطاً السلالم)
233- لقطة متوسطة: كلاوديا تجلس في أحد أركان غرفة انتظار حقيرة. صوت قطار وموسيقى في الخلفية. تتصفح إحدى الصحف في لا مبالاة. فجأة تشدها مقالة.
234- لقطة قريبة من فوق كتف «كلاوديا»، العنوان يقول «فتاة ثرية من روما تحتضن في ليسكابيانكا (هوت وقع أقدامه، تتطلع لأعلى)
235- لقطة متوسطة، ساندرو يظهر أمام الباب، يراها ويقترب منها، تنظر نحوه في صمت.
ساندرو: أين أنت ذاهب؟ إلى مونتالتوس»؟
(تومئ بالموافقة)، هل أذهب معك؟
(دون أن تجيب – بعد لحظة تسلمه مقالة الصحيفة)
كلاوديا: هل قرأتها؟ (يتناولها ويجلس بجوارها)
ساندرو: نعم.. وقد فكرت في الذهاب والتحدث مع…
(كلاوديا (بحماس): نعم.. لابد أن تذهب.
ساندرو: ولو فعلت.. متى سنتقابل بعد ذلك؟
(كلاوديا تنظر بعيداً ثم تتطلع لوجهه وتهز رأسها).
236- ساندرو يتطلع نحوها في توسل ثم يومئ بحزن. يبتعد عنها مستعيداً الموقف، يسمع صوت وصول قطار. يستدير للخلف وينظر نحوها.
237- لقطة متوسطة لـ «كلاوديا»
كلاوديا: أعلم أن هذا صعب.. لكن لو تصرفنا هكذا فسوف تزداد الأمور صعوبة (تتجه نحوه) أرجوك.. لا تبدو بمظهر القديس.. ولا تنتظر القطار..
(ساندرو يتجه صوب الباب.. غير قادر على تركها). ينظر للخلف نحوها أكثر من مرة ولا يستطيع الابتعاد عنها).
238- لقطة متوسطة كلاوديا تتجه فجأة نحو الحائط ثم تتجه نحوه تستعطفه.
كلاوديا: اذهب .. أرجوك
239- لقطة متوسطة: وصول قطار إلى المحطة.
كلاوديا تغادرغرفة الانتظار وتركب القطار. عامل القطار يغلق باب المقصورة خلفها – تتجه وتنظر من الشباك ومع حركة القطار تعاود النظر ناحية غرفة الانتظار.
240- لقطة قريبة متوسطة: ساندور يسير على رصيف المحطة مع بدء مغادرة القطار. يعود إلى الغرفة .. ثم يستدير فجأة ويجري خلف القطار ليلحق بآخر عربة.
241- لقطة متوسطة: في مقصورة القطار كلاوديا تضع حقيبتها فوق الرف. تغلق نافذة في الركن وتجلس مرهقة، فجأة تنظر نحو الباب.
242- لقطة متوسطة، ساندرو يظهر واقفاً على باب المقصورة.
243- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا غاضبة.
كلاوديا: والآن ماذا سيقول كل منا للآخر هيا.. تحدث (بانفعال) لا أريد أن تحضر معي،.. ولا أريد رؤيتك.. كيف أقنعك بهذا؟ (صمت) لماذا عُدت؟
ساندرو (خارج الصورة): لا أعرف.. لكنني لا أستطيع شيءياً بدونك.
كلاوديا (بإصرار): لكن علينا الآن أن ينصرف كل منا وحده..
244- لقطة قريبة متوسطة: ساندرو يدخل المقصورة.
كلاوديا (خارج الصورة).. من الأفضل أن نضحي الآن..
(ساندرو يجلس أمامها صامتاً)
245- كلاوديا تجلس في عصبية.
ساندرو (خارج الصورة): إنني لا أريد التضحية بنفسي.
246- لقطة قريبة متوسطة: ساندرو ينحني للأمام.
ساندرو: من السخافة أن يضحى الإنسان بنفسه (غاضباً) لماذا؟ ولمن؟
(يعتدل في جلسته) إنني أقدر حيرتك.. لو أن: «آنا» هنا.. لكنها ليست هنا
كلاوديا (خارج الصورة): ساندرو!
ساندرو (يتراجع للخلف): آسف …
كلاوديا: إنه أمر غاية في الحزن.. الحزن لموت إنسان.
إنني لست معتادة هذا.. ولست مستعدة له (وهي تصيح) ولم أكن في يوم ما مشوهة التفكير هكذا!
(ساندرو ينهض ويواجهها)
كلاوديا: ساندرو .. لماذا لا تساعدني؟
ساندرو: الطريقة الوحيدة لأن يساعد بعضنا البعض هو أن نكون معاً.
كلاوديا: (تهز رأسها): كلا.. لا أومن بهذا.. اسمع.. اجلس هناك (تدفعه نحو المقعد دون أن نراه)
ساندرو (خارج الصورة): وأنت؟
كلاوديا: أنا.. أنا .. أنا (تصرخ) دعني في سلام (تندفع خارج المقصورة).
248- لقطة متوسطة قريبة…: كلاوديا تنظر نحوه بخوف وهو في مقدمة الصورة.
ساندرو: لا أقصد السخرية. (يتراجع للخلف ويختفي من الصورة)
249- لقطة متوسطة قريبة… لساندرو في مقدمة الصورة.
ساندرو… أليس من الأجدى أن نواجه الواقع كما هو؟
كلاوديا (خارج الصورة): عن نفسي … فان الأمور تظل كما هي عليه عندما التقينا منذ ثلاثة أيام.
250- لقطة متوسطة قريبة…كلاوديا ويدها فوق فمها.
كلاوديا: (في حزن): ثلاثة أيام فقط… هل تتخيل هذا؟ أنت وأنا (تنهض وتقف عند النافذة)… كلا .. هل في الإمكان أن يتغير الإنسان خلال فترة قصيرة كهذه.. وأن ينسى؟
ساندرو (خارج الصورة): بل ويمكن في أقل من هذا.
كلاوديا: كلا … أنه محزن… محزن لموت إنسان
أنه أمر لم أعتاده … ولست على استعداد له (تصيح) أنني لم أشعر أبدًا بمثل هذا الارتباك والحيرة في حياتي (ساندرو يقف في مواجهتها.)
251- لقطة متوسطة على شاطئ البحر وقد بدأ من نافذة القطار، الكاميرا في حركة أفقية للخلف داخل القطار كلاوديا تسند ظهرها على حائط الممر، وتسمع صوتاً داخل المقصورة.
الشاب (خارج الصورة): عفواً.. طالما أن هذا القطار متوجه إلى باليرمو، فانني أتساءل.. هل أنت متوجهة إليها أيضاً؟
الفتاة (خارج الصورة): كلا!
الشاب: (خارج الصورة): إذن فستذهبين إلى «تندارل»؟
كلاوديا تتجه ناحية الصوت وتراقب الفتى والفتاة من باب المقصورة.
الفتاة (خارج الصورة): كلا!
الشاب (خارجي الصورة): إذن إلى «سانت اجاتا»؟
الفتاة: (خارج الصورة): كلا!
الشاب: (خارج الصورة): إذن إلى «سيفالو».
كلاوديا تبدأ في اضحك.
الفتاة (خارج الصورة): وكيف عرفت؟
الشاب (خارج الصورة) أخبرني بذلك صديق.
كلاوديا تستند على باب مقصورتها.
الفتاة (خارج الصورة)، نعم.. حيث أعمل في كاتانيا.. لكني لست قادمة من هناك.
الشاب (خارج الصورة، هذا الصديق يعرفك وأخبرني بكل شيء عنك.
ساندرو يتقدم من الممر ويقف خلف كلاوديا.
الفتاة (خارج الصورة): ومن هو صديقك هذا؟
كلاوديا تضحك وتشير نحوهما.
252- لقطة متوسطة: الشاب والفتاة يجلسان في المقصورة، حيث ينحني نحوها بشغف.
الفتاة: هل صديقك هذا يعمل في سيفالو؟
الشاب: نعم.. إنه جنايني.
الفتاة: إذن فهي لا يمكن أن تعرفني حيث أعمل.. ثم ان الجنايني رجل!
الشاب: لم أقصد بهذا شيئاً.. بل قصدت أنه لابد قد تحدث مع صديقي.
الفتاة: وفيم تحدثا؟
الشاب: في أشياء كثيرة.
253- لقطة متوسطة: كلاوديا وساندور وقد وقفا يتابعان كلاوديا تضحك وتتجه إلى باب مقصورتها المجاور.
الشاب (خارج الصورة): قالوا انك نشأت على تربية حسنة وأنك تهتمين بعملك.. كلام كهذا.
الفتاة (خارج الصورة): رأينا كهذا تماماً.
ساندرو يجنب كلاوديا لخارج المقصورة دون مبالاة. وتواصل مراقبة الشابين.
الشاب (خارج الصورة): راديو كهذا؟ لا.. إنك لا تملكين مثله.
القناة (خارج الصورة): ولم لا؟
الشاب (خارج الصورة): لأن هذا الراديو صيني!
الفتاة: انها عملية جداً – نظراً لحجمها الصغير (تتناوله مداعبة) خاصة.. لا أعلم.. متى ستخرج للتنزه؟
الشاب: أيهما يأتي في المقدمة في رأيك.. الموسيقى أم الحب؟
254- لقطة متوسطة: كلاوديا وساندرو يتابعان الشابين لطفلين وقد اقتربا من بعضهما.
الفتاة (خارج الصورة): أفضل الموسيقى.. وعليك أن تبحث لك عن زوج.. لأنك تستطيع دائماً شراء.
راديو (خارج الصورة): كلا.. بل الحب يأتي أولاً.
فأنا رجل أعرف مثل هذه الأشياء .. الحب يأتي أولاً ثم الموسيقى.
كلاوديا تبدو متوترة لاقتراب ساندرو منها فتبتعد عنه. تلقي نظرة من الشباك تشاهد المنظر أمامها.. وشعرها يتطاير في الهواء، ما أن تعود برأسها للداخل تجده مازال ملتصقاً بها. تنظر نحوه يائسة وتعود تنظر من النافذة.
255- لقطة قريبة متوسطة – ساندرو وكلاوديا.
ساندرو: كلاوديا .. اسمعيني
كلاوديا (في توسل): ساندرو .. أرجوك.
يضمها بمرفقيه وهي تقاوم للتهرب منه.
كلاوديا كخدمة لي .. عدني بألا تبحث عني .. يجب ألا..
ساندرو: لكن لماذا: كلاوديا.. لماذا؟ اسمعي.. حتى لو ابتعدت عني.. سوف .. كلاوديا (القطار يتوقف) كلاوديا.. لا داعي للتملص والهرب مني.. سوف يسرقنا الوقت بعد ذلك.. تعالي معي. تبعده عنها وهي تتنهد وتجري.
256- لقطة قريبة متوسطة: كلاوديا تقف في مقصورة القطار تنتظر ساندرو في توتر لإصراره وشعورها بحدة. يتقدم منها وينظر إليها صامتاً بتوسل ويعود إلى الممر، تستدير وتستند على الحائط تتنهد في راحة وهو ينزل السلالم في المؤخرة.
257- لقطة متوسطة على رصيف المحطة، ساندرو ينظر بائساً نحو القطار الذي يبدأ السير مخلفاً وراءه كلاوديا وحيداً على الرصيف، أخيراً.. يستدير ويغادر المكان في غضب ويأس.
258- لقطة طويلة من أعلى..جمهور يجري بجنون في أحد شوارع ميسينا، أربع سيارات جيب تحمل رجال شرطة وهي تشق طريقها وسط الناس.
259- لقطة طويلة: الجمهور الغفير وقد تجمع أمام أحد المباني، السيارات تتوقف وينزل منها رجال الشرطة.
260- لقطة قريبة: الشرطة ومصورو الصحف يخترقون الزحام لدخول المبنى.
261- لقطة متوسطة داخل محل، مع فتح الأبواب يندفع الجمهور للداخل ومن بينهم ساندرو.
ساندرو: زوريا .. أيهم زوريا؟
صحفي: ربما يكون بالداخل.. لا أدري
ساندرو يتلفت حوله في حيرة.
262- لقطة متوسطة داخل المحل. تقف شابة جميلة تلبس ملبساً أنيقاً يحوطها الرجال.
263- لقطة قريبة متوسطة (ساندرو والصحفي).
ساندرو: من أيهما؟
الصحفي (غاضباً): ها هو هناك.
ساندرو يتجه نحو رجل قصير أصلع يبدو مندهشاً.
ساندرو: من فضلك.. هل أنت زوريا»؟
زوريا: حتى يظهر عكس ذلك.
ساندروس: أريد سؤالك عن شيء.
زوريا: لحظة واحدة فأنا مشغول الآن (يتجه ناحية المرأة الشابة، الكاميرا مصوبة نحو ساندرو» وهو يشاهد الفوضى من حوله.
صوت امرأة (خارج الصورة: كنت أبحث عن محل ملابس.
264- لقطة متوسطة: المرأة تتحدث بسرعة إلى مجموعة من الصحفيين والمصورين الذين يدفع بعضهم بعضاً.
امرأة: وفجأة وجدت كل هؤلاء الناس يسيرون خلفي.
265- لقطة قريبة متوسطة وهي تهز كتفها.
امرأة: لم أرى شيئاً كهذا أبداً
مندوب الحكومة: أصدقكك. وأنت ترتدين ملابس كهذه
266- لقطة متوسطة لمندوب الحكومة وزوريا وساندرو في الخلفية.
امرأة (خارج الصورة): لكنني أرتدي دائماً مثل هذه الملابس.
267- لقطة قريبة، ويدها ترتب ببطء على فخذها قرب فتحة من ثوبها ويصيح الجمهور مهللاً:
امرأة: كلا.. ليس بهذه الصورة!
268- لقطة قريبة متوسطة للمرأة للفتاة الشابة.
المرأة: فستاني يحتاج لخياطة.. لذا كنت أبحث عن محل ملابس.
من نافذة خلفها صيحات وصرخات هستيرية.
269- لقطة متوسطة لنائب الحكومة وزوريا وساندرو كما في اللقطة 267 ورجل التحقيق يتجه نحوها.
270- لقطة متوسطة للمرأة يحوطها الرجال، المحقق (مبعداً الجماهير عنها): انتظري تبدأ في الإجابة عن أسئلة زوريا:
زوريا: كم عمرك؟
المرأة: تسع عشرة.. ومتزوجة.. اسمي جلوريا بيركنز.. وكنت أكتب العام الماضي.
271- لقطة قريبة متوسطة (زوريا وساندرو جلوريا (خارج الصورة)، وأحب عادة الكتاب من الموتى مثل تولستوي.
زوريا وساندرو ينظر كل منهما للآخر، ساندرو يخفي ابتسامته.
272- لقطة قريبة – جلوريا – وبعض الرجال يتابعونها .
جلوريا:.. أو شكسبير .. إلا أنني مهتمة بمهنة السينما.
273- زوريا (بخبث): وكيف استقبلوك في باليرمو.
274- لقطة متوسطة.. المرأة تنظر إلى زوريا ملياً.
جلوريا: لقد كنت مع زوجي في باليرمو.. وفي طريقي إلى كابري لكتابة مقال عن السياحة.
زوريا (من فوق كتف ساندرو): وهو نفس ما يحدث في باليرمو.
رجل شرطي (للمرأة): إن شيءت العودة إلى الفندق فسوف نصحبك إلى هناك.
جلوريا: نعم.. أشكرك.
275- لقطة متوسطة من أعلى .. الجماهير تندفع خلفها وهي برفقة الشرطة.
المدير (للجماهير): اخرجوا .. إلى الخارج صيحات مثل «بالة من العار» ماذا تفعل هنا؟ أنت أيضاً؟
276- لقطة متوسطة من أعلى: جلوريا يحوطها جماهير من الرجال في هستيريا تاركين المبنى. وهي تحييهم وتوزع قبلاتها على الجميع، سيارة شرطة تنتظرها لتصحبها إلى الفندق.
277- لقطة متوسطة داخل المحل، زوريا يصحب ساندرو إلى الباب، يشاهد العرض في الخارج، يسمع نفس الصيحات.. أخرج.. من أجل امرأة .. شيء مقزز.
278- لقطة متوسطة: الفتاة تدخل السيارة أخيراً وسط تهليل صاخب.
279- لقطة طويلة.. السيارة تخرج ببط.
280- لقطة قريبة متوسطة: ساندرو وزوريا يسيران وسط الزحام يتابعان السيارة.
زوريا: هل تريدها؟ (يشير بأصابعه أصابع) خمسة آلاف.
ساندرو: كلا
زوريا: هل تعلم سر هذه الضجة .. مجرد لفت أنظار الناس. أن تحدث مثل هذه الضجة بخمسة آلاف هي كل ما أكسبه في شهر.. صدقني.. لقد ذهبت معها مرة(يسيران في الشارع – الكاميرا تتقدمهما) ماذا كنتما تريدان)؟
ساندرو: لقد قرأت مقالتك عن اختفاء فتاة «أنا خطيبها»
زوريا: آه.. أتود تزويدي بكل المعلومات عنها؟
(يتوقفان)
ساندرو: اسمع.. ليس لدي أية معلومات وإلا ما كنت هنا.. ومن الواضح أنك لا تملك المزيد من المعلومات.
زوريا: على العكس.. فقد اتصل بي تليفونياً العديد من الناس، واحد يقول أنه شاهدها في سيارة بروما (يعبران الشارع)، وآخر يقول أنه رآها عند الميناء تتحدث مع مجموعة من البحارة الأجانب. وقد تكون قد هربت عن طريق مركب أجنبي تحت اسم مستعار.
ساندرو، وهل حدث هذا (يتوقفان ثانية)
زوريا: وكيف لي أن أعرف؟ فقد قال ثالث بأنه رآها في إحدى الصيدليات في «تورنيا». في الواقع ان الصيدلي قال ان فتاة تنطبق عليها نفس الأوصاف قد حضرت لشراء مهدئ.
ساندرو: أهي بعيدة عن هنا؟
زوريا: حوالي ثلاثين ميلاً.. سوف أعطيك اسمه إن أردت.
281- لقطة قريبة متوسطة لـ ساندرو.
ساندرو: نعم.. نعم.. لم لا .. لكن عليك أن تنشر هذا في الصحيفة صباح غد. أليست هي صحفية باليرمو التي تعمل بها.. أليس كذلك؟ أقصد صحيفة واسعة الانتشار.
282- لقطة متوسطة.. زوريا وقد بدأ في الابتعاد والكاميرا تتحرك في حركة أفقية (بان) معه، ثمنا يستدير.
زوريا: هذا صحيح.. إلا أن القصة فقدت بريقها ولم تعد تهم أحداً.. ولن ينشروا هذا.
ساندرو (يقترب منه) : كلا .. كلا.. لابد أن تفعل هذا خدمة لي.
زوريا (يشير إليه بيده): لا تأخذ الأمور بمحمل شخصي.
زوريا: لكن لماذا أقدم لك مثل هذه الخدمة أو المعروف؟
ساندرو: لأسباب عملية.. ربما تقدير أجرك؟
زوريا يضحك ويواصلان السير يداً بيد.
283- لقطة طويلة: شرفة فيللا فخمة.. الأمير صاحب الفيللا – كلاوديا – باتريستيا – جوليا يجلسون حول مائدة، للأمير الشاب وجوفريدو يقف خلف كرسي. وخادم يصب مشروباً.
كلاوديا: لقد بحثت في كل مكان بالجزيرة.
باتريسيا: لابد أنه مرهق
كلاوديا: بلا جدوى.
284- لقطة متوسطة: كلاوديا وجوليا تجلس بجانب كلاوديا التي تبدو قلقة.. تشاغل نفسها بالكأس ثم تنهض أخيراً.
كلاوديا: لم أعد أتحمل اكثر من هذا.
وهي في طريقها نحو باب الفيللا يحضر كورادو وايتور ويتجهان نحو المائدة. كلاوديا تتوقف عند نهاية الشرفة وظهرها للآخرين.
جوليا: كيف تتحملون الجدل في هذا الجو الحار؟
كورادو (مستنداً إلى ظهر الكرسي): عندما تبلغين الخمسين يا عزيزتي فكل ما حولك يصبح باردا.
ايتور (يتوقف وينظر نحو كلاوديا): ومن هذه؟
285- لقطة قريبة على باتريسيا.
باتريسيا: إنها كلاوديا.. صديقة آنا (تتجه نحوها) ألم تلتق بزوجي من قبل؟
286- لقطة متوسطة.. «إيتو» يمسك بيد كلاوديا,.
ايتور: آه .. عظيم
باتريسيا: لقد عادت توا
ايتور (يلتفت نحو كورادو): بالمناسبة.. هل دعوته؟
كورادو: من؟ ساندرو؟
287- لقطة قريبة على باتريسيا
باتريسيا: ألم يقل أنه سيحضر؟
288- لقطة قريبة متوسطة لـ «ايتور» في الخلفية وقد وقفت كلاوديا وظهرها إليهم.
ايتور: ماذا تتوقع حدوثه (إلى كورادو بعنف إلى جانب حاجتي إليه.. وإلا كيف أواصل مفاوضاتي إن لم يكن تحت يدي الحقائق.. والأرقام؟
289- لقطة متوسطة للمجموعة
كلاوديا (تنهض): عن نفسي.. فهو فأل حسن.. إذ لابد أنه قد عثر على «آنا». ألا ترى ذلك هذا؟
(تدور حولها كراقصة الباليه وهي تعبر عن رأيها).
290- لقطة متوسطة.. كلاوديا في مقدمة، الصورة وظهرها للآخرين، غير سعيدة.. ومن خلفها يجلس ايتور وكورادو وجوليا.
ايتور: ومع هذا.. فإن حوالي أربعون ألف شخص يختفون سنوياً في إيطاليا
(ما أن تسمع هذا حتى تنظر إليهم وتغادر المكان والدموع في عينيها).
291- لقطة قريبة متوسطة للأميرة.
الأميرة: لا أعرف «ساندرو هذا. أي نوع من الناس؟ ألم يكن بإمكانه أن يصحبها بنفسه، أليس كذلك؟
292- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا تتسلل بعيداً في غضب ضحك في الخلفية.
293- لقطة متوسطة للمجموعة كلها ما عدا «كلاوديا»
جوليا: يا إلهي.. ها نحن نمزح حول شيء كهذا.
(تتجه نحو الأميرة) يجب أن نخجل من هذا.
الأميرة تنهض وتتجاهل الموقف.
الأميرة: هل ستأتون؟
ينهض الجميع للداخل. كورادو ينظر إلى جيوليا ملياً للحظة ثم يهز كتفه مستهجناً ويتبع الأميرة.
كورادو (خارج الصورة) لماذا لا تبيعين هذه الفيللا يا أميرتي؟ بإمكاني تحويلها إلى عيادة لمن يعانون انهياراً عصبياً.
الأميرة: وهي كذلك فعلاً!
جوليا تقف وتنظر بعين باردة نحو شخص خارج الصورة بينما يبتعد الآخرون.
294- لقطة قريبة، «جوفريدو» يحملق في جوليا، ينهض ويتبعها حيث كلاوديا.
جوليا: جوفريدو هو حفيد الأميرة.. عمره سبعة عشر عاماً.. إنه الطفل المحظوظ.. وأظن أنه يرسم.
جوفريدو كل إنسان يمكن أن يرسم .. ما عليه إلا أن يشتري الألوان ويبدأ في الرسم.. حتى الرسام «تيتيان» بدأ هكذا.
(جوليان تبتسم في خجل وتنظر إلى كلاوديا ثم تستدير وتأخذ بيد جوريفري ويسيران وهما يتحدثان).
جوليا: ورسوماتك.. هل هي تجريدية.
جوفريدو: كلا
جوليا: ما هو شعورك وأنت ترسم؟
جوفريدو: الخوف
كلاوديا تتجه بخفة نحو الباب – (مزج)
295- لقطة متوسطة. كلاوديا تجلس في غرفتها بالفيللا، شعرها مشوش، ترتدي فستاناً أسود. تحاول مازحة التلاعب بسلسلة من الخواتم، موسيقى في الخلفية، تشعر بملل اللعبة فتلقي بالخواتم فوق السرير وتتجه ناحية النافذة، ترى شيئاً لا تستطيع تحديده.. وتجري نحو الباب.
296- لقطة متوسطة: تمر بغرفة نوافذها وأبوابها من الخشب إلى شرفة علوية، وتستند على الإفريز.
297- لقطة طويلة من أعلى كتفها. في الأسفل سائق يخرج من السيارة يحمل صندوقاً إلى المنزل.
جوليا وجوفريدو يسيران معاً ويدخلان غرفة أخرى وهي تمسك بيده في شوق. يمكن أن نسمع كلامها.
جوليا: هل يمكن أن أشاهد رسوماتك؟ بدافع حُب الاستطلاع.
298- لقطة بعيدة من الداخل على كلاوديا وهي في الشرفة وهي تتراجع ببطء إلى الداخل.
299- لقطة متوسطة – باتريسيا تتجه نحو مرآتها تضع باروكة على رأسها وتعلق اخرى سوداء على ركن من المرآة، كلاوديا تدخل عليها وتبتسم.
باتريسيا (وهي تنظر في المرآة): هل أنت جاهزة؟ لست مستعدة لهذا. هذا العشاء كل ما نحتاجه.. كيف يمكن للغير أن…
(تتناول كلاوديا الباروكة السوداء وتدخل الغرفة أكثر).
باتريسيا: (وهي تشير على شعرها المستعار): هل تبدو مناسبة لي؟
كلاوديا: جميلة جداً
باتريسيا (بكراهية): أنت فقط تجامليني (تجلس أمام المرآة).
كلاوديا: أليست كذلك؟
(كلاوديا: تحاول وضع الباروكة وتبدو من خلال المرآة).
باتريسيا: كلا..
300- كلاوديا تضع الباروكة السوداء على رأسها وتتجمل شبه ساخرة كما تبدو في المرآة، انها تشبه «آنا» باتريسيا تقترب منها.
باتريسيا: إنك تبدين كشخص آخر.
كلاوديا – تتجه نحو السرير تلتقط حقيبتها ودثارها وتعود إلى باتريسيا التي تهز رأسها تبتسم بينما تخلع كلاوديا» الباروكة ابتسامة باهتة.
باتريسيا: هيا بنا..
يسيران في الصالة.
301- لقطة متوسطة باتريسيا وكلاوديا يفترقان في الردهة بينما كلاوديا في الخلفية والباروكة في يدها. تدرك فجأة أنها تحملها معها فتعيدها إليها، ثم تعود إلى الردهة ثانية، تسمع صوت امرأة تقهقه وتتوقف أعلى السلالم.
302- لقطة متوسطة : «جوليا وجوفريدا» وعلى السلالم وهي تضحك وتقفز صاعدة يلتقيان بـ«كلاوديا» عند نهاية السلالم. جوليا تضحك ثانية وهي تمسك بحقيبة يدها بينما جوفريدو يواصل سيره. جوليا تتوقف وتتحدث مع كلاوديا.
جوليا: يريد أن يريني رسوماته. لا أريد أن أكون وحدي معه.. يبدو أنه وقع في حبي (تتحرك) أرجوك. تعالي معي (تمسك بيد كلاوديا وتذهب بها إلى الردهة ويدخلان غرفة)
كلاوديا: لكن … لماذا؟
303- كلاوديا وجوليا يمران عبر ردهة أخرى والكاميرا تصحبهما. جوليا تبدو في حالة إثارة تكاد لا تتوقف عن الضحك.
جوليا: لا تتركيني وحدي معه. وإلا فإنه .. لا أعرف.. هل لاحظت نظرات عينيه؟
304- لقطة متوسطة… يسيران في اتجاه الصالة بعيدا عن الكاميرا. وعند منحنى أحد الأركان تبدأ جوليا في القفز من مكان لآخر.
جوليا: ها قد وصلنا.
305- لقطة متوسطة… (يتجهان نحو مخبأ في جدران غرفة)
كلاوديا: لكن… ما هو دوري؟
تقف عند الباب. جوليا تعود إليها وتجذبها كلاوديا تسايرها مضطرة.
306- لقطة متوسطة: جوفريدو يقف على باب الغرفة وهما يدخلان جوليا تنظر إليه وتقهقه وتغلق الباب وراءها تتجه ناحية صورة لامرأة عارية تجلس في استرخاء.
جوليا: كلاوديا. تعالي وشاهدي هذه الصورة.
307- لقطة قريبة متوسطة: كلاوديا تتفرج على بعض اللوحات المكدسة على الحائط ثم تستدير.
كلاوديا: كلهن يبدون لي عرايا (تتجه نحو النافذة)
308- لقطة طويلة: المنظر من النافذة. غابة كثيفة الأشجار وجبال على مبعدة منها .
كلاوديا تتقدم نحو مقدمة الكادر … تتطلع..)
309- لقطة متوسطة… جوليا تدور حول حامل لوحة. جوفريدو يقترب منها. يبدو كما لو كان قد كون رأيه عنها.
جوليا: بدهشة… لكن لم لا ترسم سوى نساء عاريات؟
جوفريديو (بضعف) لا توجد طبيعة تضاهي جمال المرأة.
جوليا: (تضحك): ومن أين تحصل على موديلاتك؟
جوفريديو: أوه… من السهل العثور عليهم.
جوليا: اعتقد أن استخدام الموديل صار موضة قديمة (تتجه نحو كلاوديا) أليس كذلك؟
310- لقطة قريبة متوسطة كلاوديا كما في اللقطة 309. تتجول في الغرفة وتهمهم (هيه… ماذا تقولين؟ (لا تتوقع منها شيئا فتستدير ثانية)
311- لقطة قريبة متوسطة (جوليا) وجوفريدو. جوليا تبتعد في حالة من الإثارة. جوفريدو يتبعها بتمهل.
جوفريديو: … غريب…
312- لقطة متوسطة يظهر جوليا. تستدير ناحية الأمير وتتحدث إليه. جوفريدو (خارج الصورة، غريب أن تستمتع النساء بتعرية أجسادهن… لكن يبدو أنها طبيعة فيهن .
(جوليا تضحك وتجلس على أريكة صغيرة وهي تتطلع إليه)
جوليا: لكن كيف يقفن لرسمهن بهذه الطريقة؟ عن نفسي لا أستطيع أن أفعل هذا.
جوفريدو (خارج الصورة): لم لا تحاولين؟
(جوليا ترجع بظهرها إلى الوراء وتخفض عينيها خجلة. تنهض ثم تسير خلف حامل اللوحة. تنظر خلفها نحوه. يتابعها في نهم ويتبعها.)
جوفريدو: حاولي!
جوليا: أنا؟ جوفريدو (تستدير نحوه) أمجنون أنت؟ (إلى كلاوديا) .. هل جن؟
313- لقطة متوسطة… جوفريدو في المقدمة. كلاوديا تقف في الجانب الآخر من الغرفة.
كلاوديا: ليس هذا قصده (تبتسم نحوه)
314- لقطة قريبة متوسطة لجوليا… تستند على الحائط ثم تسير.
جوليا: ألم ترسم أبدًا رجالا؟
جوفريدو (يتبعها): لكنك لم تجيبي عن سؤالي: لماذا لا تريدين أن أرسمك؟ (يضع يده على الحائط فوق رأسها وينحني عليها) سوف أصنع منك لوحة رائعة.
جوليا: لكن لم اخترتني أنا؟ (تتجه نحو كلاوديا) لماذا لم تطلب هذا من كلاوديا؟ (يتقدم نحوها) انها أكثر جمالا مني.
جوفريدو: أنني أريدك أنت… فأنت تعنين لي الكثير.
(جوليا تضحك وتستدير نحوه بسرعة. تحتضنه في قبلة حارة.)
315- لقطة متوسطة… (يرتطمان بحامل الصورة ويزيحانه بعيدا. جوليا تضحك بعصبية وهما يفترقان إلا أنه يجذبها إليه ثانية للخلف نحو منضدة .. وتقع أشياء على الأرض. كلاوديا في مقدمة الصورة تراقب ما يجري.)
316- كلاوديا تبتسم ابتسامة خفيفة سرعان ما تختفي كلاوديا (معترضة) جوليا!
317- لقطة قريبة متوسطة جوليا وجوفريدو ينهضان بسرعة. جوليا تبتسم له وتتجه سريعا نحو الباب وهي تنظر إلى كلاوديا بحقد. تفتح الباب وتستند عليه (كلاوديا في مقدمة الصورة تقف في مواجهتها) .
جوليا: إن سأل كورادو عني فأخبريه أنني هنا.. وأن قلبي يدق بسرعة… وهذا ما يحدث لي الآن . هل كلامي واضح؟
كلاوديا: واضح جدًا. (تتجه ناحية الصالة وهي تنظر إليها النظرة الأخيرة،
جوليا: والآن ماذا أفعل: لتدعيني في سلام؟
كلاوديا: فقط.. أغلقي الباب!
(جوليا تغلق الباب بشدة تعود إلى جوفريدو)
318- لقطة قرية من الخلف لكلاوديا في الجانب الآخر من الباب بعد إغلاقه. تستدير وتسير بتمهل في الردهة. وفجأة يبدو أنها سمعت شيئا تتجه نحوه سريعا.
319- لقطة متوسطة تجري نحو أحد الأركان عبر الردهة المجاورة.
320- …. وتهبط السلالم.
321- لقطة متوسطة بعد نزولها. تتوقف وتصفف شعرها في مرآة ضخمة.
322- تخرج من المنزل.. مترددة… قلقة ثم تسرع للانضمام مع الآخرين.
323- أيتور: وكورادو يتحدثان إلى ريموندو الذي يجلس داخل سيارة.
ريموندو: … وقد لا يكون في ميلازو أيضا. لقد قال البواب بأنه سأل إن كان بإمكانه استئجار سيارة (ينزل من السيارة مع ظهور كلاوديا في مقدمة الصورة) … سوف أستبدل ملابسي وأعود فورا (إلى كلاوديا) أهلا.
(تحملق فيهما ثم تبتعد)
أيتور : على أية حال يمكننا البحث عنه ثانية غدًا.
324- لقطة طويلة وكلاوديا تقف في مقدمة الصورة تراقبهما. باتريسيا تتوقف في طريقها للانضمام إليها.
باتريسيا (إلى كلاوديا): كلاوديا .. هيا بنا.
كلاوديا : لن أذهب.
باتريسيا: أذن فيم انزعاجك؟
(كلاوديا تبتعد عنها وباتريسيا تتابعها وهي في حيرة ثم تتجه نحو السيارة.)
أيتور: أرسلي له سيارة … لابد أنه يبعد عن هنا بحوالي تسعون ميلا.
(جوليا وجوفريدو يخرجان من المنزل يسيران في جرأة نحو الرجلين والكاميرا تتابعهما. أثناء سيرهما تنظر جوليا إلى كورادو بسخرية.)
كورادو: ينظر إليهما بتمعن ويتحدث بصوت عال يمكنها سماعة.
كورادو (إلي ايتوري): جوليا مثل أوسكار وايلد.. دعها تعيش حياة بذخ وترف وسوف تستغني عن كل الضروريات الصغيرة.
كورادو وايتور يتجهان نحو السيارة خلف جوليا وجوفريدو. أثناء سيرهما يقول ايتور.
أيتور (إلى كورادو): ها أنت تعود ثانية.. سوف تموت أن لم تستشهد بأسماء الآخرين.. حتى في الاجتماعات المتعلقة بالعمل يفعل ذلك.
(باتريسيا تحضر وايتور يمسك بيدها)
باتريسيا : من؟
ايتور: كورادو… (الجميع داخل السيارة)
325- لقطة طويلة… الجانب الآخر من السيارة. الجميع بداخلها وتبدأ في التحرك وخادم يراقب الجميع. كلاوديا في المقدمة تعود إلى المنزل ببطء. (مزج)
326- لقطة قريبة لامرأة. إنها زوجة الصيدلي تجلس بجوار نافذة داخل الصيدلية تتسمع زوجها.
الصيدلي (خارج الصورة) عفوا… أعذرني… فلا أذكر شيئا؟
327- لقطة متوسطة لساندرو ويتحدث مع الصيدلي حول مقالة الجريدة. الزوجة تراقبهما من حجرة أخرى في المؤخرة.
ساندرو: ماذا تقصد بقولك لا أتذكر شيئا؟ أم تقول أنها حضرت واشترت منك مهدئا؟
لا داعي للتظاهر بأنك لا تتذكر شيئا الآن.؟
الزوجة تتقدم في استنكار وريبة وتأخذ الجريدة من ساندرو.
زوجة الصيدلي (وهي تقرأ من الصحيفة).. ان فتاة أجنبية تشبه التي اختفطت جاءتني في الصيدلية بعد ظهر أمس… لقد جاءت ثم غادرت معه (تقرأ لساندرو وهي تنظر لزوجها) لكنك لم تسمعه يقول شيئا حول هذا الأمر… هل حدث؟ (إلى زوجها) لو اعتقدت بأنني لا أعرف… (تبتعد)
الصيدلي (يذهب وراءها): وهل تظنين أنني قلت هذا للجريدة عنها لو أن لدي النية لشيء معها؟
زوجة الصيدلي: وهذا ما أريد معرفته.
(تذهب إلى الغرفة الأخرى بينما ساندرو يبدي ضيقه،
الصيدلي، إذن… هذا سيجعلنا اثنين.. بل ثلاثة بما فيهم هذا الرجل.
(امرأة عجوز تتقدم وتقف في مقدمة الصورة.. الصيدلي يلتفت إليها)
دونا اميليا: اختفى.. من؟ ومتى؟
الصيدلي: أصبحنا الآن أربعة (لزوجته) هل هناك شيء آخر (يتجه ناحية مكتب)
328- لقطة متوسطة (يتوجه بإصرار نحو الصيدلي. وزوجته في خلفية الصورة تفرك بيديها في قلق.)
ساندرو: اسمع .. ورجائي أن تفكر جيدًا قبل أن تجيب. هل جاءت هذه الفتاة. إلى الصيدلية أم لا؟
زوجة الصيدلي: لقد جاءت.
ساندرو: هل كانت شقراء أم سمراء؟
الصيدلي: سمراء
الزوجة: شقراء
ساندرو يتوجه إليها غاضبا
ساندرو: وماذا عن ملبسها؟
الصيدلي: لا أتذكر… أظنها كانت ترتدي ملابس سوداء .
زوجة الصيدلي: لم يكن ينظر إلى ملابسها.. بل لما تحت ملابسها.
ساندرو: هل حضر أحد آخر هنا وسأل عنها؟
الصيدلي: لا … كما أعلم.
ساندرو: شكرًا (يتركه)
329- لقطة طويلة. سيارة تسير في الميدان بعيدًا عن الصيدلية وتتوقف خلف سيارة ساندرو.
330- لقطة متوسطة. ساندرو يقف في الخارج يراقب السيارة. الصيدلي على عتبة باب الصيدلية.
331- لقطة طويلة. (السيارة تتوقف ويخرج منها السائق وكلاوديا. تتوقف عندما تشاهد ساندرو ثم تسير (عبرا الميدان. تدخل الكادر في الخلفية.)
كلاوديا: أية أخبار؟
ساندرو: كلها متناقضة… وان يكن هناك بعض الشواهد.
(كلاوديا: تستدير وتبتعد.)
332- لقطة متوسطة ساندرو يراقبها بتعاطف الصيدلي يحضر إليه مهرولا وتنضم كلاوديا إليهما.
الصيدلي. الصحيفة لا تذكر أن الفتاة…….
333- قطع إلى الصيدلي
الصيدلي: انها استقلت الأتوبيس إلى نوتو بعد أن غادرت المكان (يخفض عينه) لقد غادرت من هذا المكان إلى الميدان. لقد شاهدتها لأني تابعتها وهي تغادر المكان.
334- لقطة متوسطة لساندرو وكلاوديا والصيدلي.
الصيدلي: فتاة جميلة.. ذات سيقان رائعة (تحضر زوجته وتحدق في زوجها بشراسة.)
زوجة الصيدلي (إلى كلاوديا): أنت من روما أليس كذلك؟ لقد عرفت هذا فورًا لأنني من فيتربو ولا أرتاح لهذا المكان.
كلاوديا: هل تزوجت منذ فترة طويلة؟
الزوجة: منذ ثلاثة شهور.
الصيدلي: ادخلي (يعود بها إلى الصيدلية)
ساندرو (إلى الصيدلي): شكرا لتعاونك.
(الزوجة تتبع زوجها. ساندرو وكلاوديا يتبادلان النظرات.)
ساندرو: زوجان ساحران… أليس كذلك؟ (يذهب)
(كلاوديا: تواصل مراقبتها للزوجين وهما عائدين إلى الصيدلية)
335- ساندرو يصل إلى سيارة كلاوديا ينظر إليها بينما يتابع الصيدلي ثم يستدير وينظر للسائق نظرة عدائية. ثم يقرر شيئا.. يسحب حقيبتها من السيارة ويذهب إليها.. ينظر كل منهما للآخر في صمت لحظة… ثم يستدير ويطرد السائق .
ساندرو: أخيرا السنيورة باتريسيا اننا سنواصل البحث وسنكون على اتصال بها (السائق يركب السيارة.)
336- ساندرو يضع حقيبتها في سيارته مبتسما لشجاعتها. تركب السيارة ومن ورائها ساندرو وهو يبتسم لها ثانية.
337- لقطة متوسطة لأماكن ريفية كما تبدو من السيارة. الكاميرا في حركة أفقية تضم كلاوديا وساندرو في المقعد الأمامي.
كلاوديا: ما هو اسم المكان؟
ساندرو: نوتو
كلاديا: وأين سنجد آنا؟
ساندرو: في الفندق.. هناك فندق اسمه ثرينا سريا؟
338- لقطة طويلة للسيارة وهي تقترب من مدينة.
ساندرو: لا يمكن أن تكون هذه بلدة نوتو … معقول؟
كلاوديا: فلنسأل أحدًا!
339- لقطة طويلة. السيارة تهبط إلى شارع مقفر في مدينة حديثة. المباني بيضاء… الشقق بلا نوافذ.
340- لقطة طويلة… ميدان المدينة مهجور الكاميرا تتجول في المكان حتى تتوقف السيارة. يخرجان منها. ساندرو يستند على السيارة بينما تتوجه كلاوديا نحو مبنى. الساحة مهجورة تماما.
341- لقطة طويلة كلاوديا تتجه نحو مبنى أبيض تنظر من خلال نوافذه المغلقة ساندرو يبدو في مقدمة الصورة يتطلع حواليه.
342- لقطة قريبة متوسطة. (كلاوديا تحدق خلال النافذة المغلقة.)
كلاوديا: لا يوجد أحد؟
(صوتها يتردد مشيرًا إلى المكان)
كلاوديا: استمع لصدى الصوت… (إلى ساندرو) لكن لماذا هي مهجورة)؟
343- لقطة طويلة لساندرو في مقدمة الصورة وكلاوديا عند النافذة. في الخلفية ساندرو يهز كتفه ويستدير باحثا حوله في شك .
ساندرو: ولمااذ بنيت إذن.. شيء عجيب؟
344- لقطة طويلة لواد أسفل المدينة. ساندرو يبدو في مقدمة الصورة يتطلع إلى صفوف المنازل البعيدة. يشير إليها
ساندرو: هناك بيوت أخرى غيرها.
(يجلس على جدار وتدخل كلاوديا الصورة معه .)
كلاوديا: انها ليست مدينة… بل مقبرة.. يا إلهي… كم هي كئيبة… هيا نبتعد عن هنا (يتحركان)
345- لقطة طويلة… في نهاية زقاق في الميدان الواسع ترى كلاوديا وساندرو داخل السيارة. الكاميرا تتحرك ببطء شديد عبرا الزقاق إلى الميدان حيث تتوقف السيارة.
346- لقطة قريبة (كلاوديا) وهي تضحك وتحتضن ساندرو ومن خلفهما السماء. يرفع رأسه داخل الكادر يواصلان الطريق وقد تشابكت أيديهما يتوقفان ويقبلان بعضهما ويجلسان على الأرض.
347- لقطة قريبة من أعلى وهي مستلقية على ظهرها على الأرض. ساندرو يقبلها بجنون.
كلاوديا: يا حبي… أنا … أنا….
348- لقطة قريبة… لكليهما في قبلات متواصلة كما يبدوان على مستوى الأرض .
(كلاوديا تنهض فوقه وتقبل وجهه ويديه.)
349- زاوية عكسية
350- نفس الزاوية كما في لقطة 349
351- نفس الزاوية كما في اللقطة 350
352- نفس الزاوية كما في اللقطة 349
353- لقطة طويلة … قطار شحن يعبر الوادي والبحر يبدو في الخلفية
354- لقطة قريبة متوسطة… وهما مستلقيان على الحشائش قرب شريط السكة الحديدية. القطار يمر على مبعدة قريبة منهما يتطلعان إليه في ذعر وهو يمر بهما.
ساندرو: كلاوديا يحب أن نذهب فالوقت متأخر
(تستكن على صدره) (مزج)
355- لقطة طويلة. ساندرو يسير وسط شارع مزدحم في مدينة نوتو حتى يصل إليها تنظر لافتة أحد الفنادق (ترينا تريا) تلتفت نحوه غير متأكدة.
ساندرو: من الأفضل أن تذهب وحدك.
ساندرو: أتمزحين؟
كلاوديا: كلا… ولا تظن أنني أريد أن أقضي حياتي في قلق.. صعوبة هذا اللقاء..
(ينظر بعيدًا عنها) … ليس هذا.. الأمر ببساطة أن هناك بعض الأمور يمكنك أن تعبر عنها بدوني. حاول أن تفهمني… لدي شعور بأنني أثرت عليك… وهذا يضايقني.
ساندرو يتجه نحو الفندق . مترددا… ينظر وراءه نحوها. وأخيرا يقرر الدخول. تراه وهو يختفي بينما تسير الهوينا في الساحة والكاميرا تتابعها. تستند على سلم حجري وتنظر لأعلى.
356- لقطة طويلة لمجموعة من الرجال يتسكعون في الشارع وأعلى السلالم يحملقون فيها بشراهة. وكلما سارت في الساحة اجتذبت الكثير. وهي تدرك العيون والتعليقات التي تلاحقها. وعلى الشرفة العديد منهم يقتربون من السور لمراقبتها.
357- لقطة قريبة متوسطة (كلاوديا) تنظر لأعلى نحو الشرقة والرجال من حولها. تتحرك في الميدان وتتوقف عند باب الفندق. ومع نزول ساندرو السلالم تجري فزعة. يتوقف ثم يتبعها.
358- لقطة متوسطة. داخل محل. تندفع بداخله لا تدري ماذا ستفعل. عامل المحل يقترب منها.
العامل: أية خدمة؟
كلاوديا (في ارتجال وعفوية): علبة زيت!.
العامل: أي لون؟
كلاوديا (بلا مبالاة): أزرق
العامل: لحظة من فضلك
كلاوديا تتوجه نحو النافذة ثم تستدير فجأة وصل ساندرو.
ساندرو: ماذا حدث؟
359- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا تسرع نحو بعض الأرفف في جانب من المحل وتظل بعيدة عنه وهو يتحدث إليها.
كلاوديا: ساندرو… أنني أشعر بالخجل.. وأنني رخيصة… إنني أكره نفسي.
ساندرو (خارج الصورة): هل تستمتعين بترديد مثل هذا الكلام؟
كلاوديا: كلا… كلا .. بالمرة.
360- لقطة قريبة متوسطة لـ (ساندرو)
ساندرو إذن… لماذا تقولين هذا الآن؟
361- لقطة قريبة متوسطة لكلاوديا كما في اللقطة 360
كلاوديا: لأن ما أفعله شيء مهين وقبيح.. لأنك لو قلت لي الآن أنك تحبني سوف أصدقك .. وأنا… (يضع يده على كتفها) .
ساندرو: كلاوديا….
كلاوديا: لا .. دعني أقولها… أو أن تجزم لي بذلك … أن تقول لي أشياء كثيرة… وليس هذا صوابا… لن تكون الأمور على ما يرام.. انه أمر سخيف (تندفع بعيدًا عنه)
ساندرو: حسنا… من الأفضل أن يكون كذلك… وهذا يعني اننا لا نملك شيئا إزاءه… ألا تفهمين؟
362- لقطة متوسطة .. في المقدمة ساندرو وكلاوديا أمام العامل الذي أحضر عدة علب من الألوان.
ساندرو: آسف.. لم نعد في حاجة إليها.
العامل (مبتسما): لا شيء!
(يخرجان)
363- لقطة قريبة متوسطة. كلاوديا تخرج من المحل وتستند على حائط. ساندرو يتوقف عند باب المحل ثم يقترب منها.
كلاوديا: وعندما أفكر بأنك لابد أن قلت مثل هذا الكلام أكثر من مرة لـ (آنا)…
ساندرو (يستند على الحائط بجوارها): وعلى فرض أنني قلت.. ولقد كنت مخلصا في كلامي لها حينذاك كما أنا مخلص لك الآن.
(تلتفت نحوه بأمل)
ساندرو: أنني لم أعرف امرأة مثلك من قبل … امرأة ترى الأمور أمامها بكل وضوح (يمسك بيدها) .. تعالي … نسير معًا (مزج)
364- لقطة متوسطة: راهبة تتقدمهما داخل الكنيسة نحو سقف.
الراهبة: كم هو منظر جميل… رغم أنني لم أحضر المكان من قبل.. من فضلكما .. انتظرا .. (تغار المكان)
الكاميرا تتابع كلاوديا وهي تذهب نحو حبل الناقوس وتستند على سور.
365- لقطة طويلة على مبنى من الطراز الباروكي حول الميدان. ساندرو يدخل إطار الصورة يتأمل المبنى مندهشا.
ساندرو: يا للخيال! لقد بني كما لو كان مسرحا… وبجدية غير عادية. (يدلي برأسه حزينا) لابد من اتخاذ قرار… أن أقرر وقف العمل لحساب ايتور أريد العودة ثانية لرسم مشروعاتي… وإلى أفكار جيدة… أتعرفين هذا؟
كلاوديا: (تقترب منه): ولماذا لم تتوقف؟
ساندرو (مبتعدًا عنها) : لماذا …. لماذا …….لماذا؟ لأنه ليس من السهل الاعتراف بأن اللون الأحمر يناسب أنت على اقتناع بأنه لا يناسبها لأن السيدة تريدها هكذا. لأن هناك دائمًا سواء رجلا كان أو امرأة (يهز كتفه) … ثم … ما أن طلب مني رسما لمدرسة ولم يستغرق الأمر أكثر من يوم ونصف لإنجازه حصلت منه على أربعة ملايين ليرة (يهز كتفه ثانية) ومنذ هذا اليوم وقد اكتفيت برسوم مشروعات الغير .
366- لقطة قريبة. متوسطة . يلتفت نحوها وهي مستندة على الحائط تتطلع نحوه.
ساندرو (خارج الصورة): هل هذا رأيك فيّ؟
كلاوديا (بدون اهتمام): لأنني على ثقة من استطاعتك إنجاز أشياء جميلة.
ساندرو: يقترب منها. يلمسها ثم يتكئ على الحائط بالقرب منها.
ساندرو: لست متأكدا.. ولا أعرف… ومن يريد أشياء جميلة الآن؟ وكم ستدوم؟ كانت تدوم قبل ذلك قرونا… الآن … كم… عشرة… عشرين سنة على الأكثر .. وعندئذ ..
(الكاميرا تتابعه وهو يهبط السلم تحت جبل الجرس. يرفس بقدميه بعض الحصى. ثم ينظر إليها وهي داخل الصورة)
367- كلاوديا.. هل تتزوجينني. لقطة متوسطة قريبة..
كلاوديا في رعب
368- لقطة متوسطة قريبة (ساندرو)
ساندرو: أجيبي
369- لقطة متوسطة قريبة: كلاوديا تبدو مصدومة .
كلاوديا: وماذا أقول؟ كلا .. ليس الآن… على أية حال.. لا أعرف (تتحرك بين حبال الناقوس) بل أنني لا أفكر في الموضوع … في وقت لهذا (غاضبة) لكن لماذا سألتني؟ (اتلتفت نحوه.)
370- لقطة متوسطة… ساندرو يتقدم نحوها
ساندرو: أنت تنظرين لي كما لو قلت شيئا غير معقول بالمرة.
371- لقطة قريبة متوسطة لكلاوديا وساندرو يقترب منها.
كلاوديا: لكن هل أنت متأكد من أنك تريد الزواج مني؟ حقيقة ؟ هل تريد هذا؟
ساندرو: وهل كنت سألتك لو لم أكن أريد هذا؟
(تستند على حبل وقد بدا عليها القلق)
كلاوديا: أوه… لماذا لا تكون الأمور أكثر بساطة من هذا؟ تقول انني أريد أن تكون كل الأفكار واضحة لكن بدلا من.. (تتكئ على حبل الناقوس الذي يدق. تبدو وقد فوجئت. تسحب حبلا آخر فيدق أكثر وأكثر).
372- لقطة قريبة متوسطة من خلف كلاوديا .. برج الناقوس من خلفها وساندرو يجذب حبلا أخر
كلاوديا (فرحة): انها تجيب. هل تسمعها؟ تمشي نحو سطح أحد الأركان وتلقي نظرة على كنيسة أخرى.
ساندرو: من أين هذه الأصوات؟
373- لقطة قريبة. كلاوديا تصعد لتلقي نظرة للأمام نحو كنيسة أخرى في مؤخرة الصورة.
كلاوديا (تلتفت إليه): من جرس البرج هناك.
374- لقطة متوسطة. ساندرو يدق جرسا آخر مثل كلاوديا وتتجه نحوه. صوت نداءات الأجراس يأتي من بعيد يتجه نحوها وينظر أعلى. تقابل نظرته بسعادة. مزج ـ
375- لقطة متوسطة …. صوت شاحنة يأتي من أسفل الشارع ورجل يلقي بنشرات. الشاحنة تدور حول أحد الأركان الناس يلتقطون المنشورات. السيارة تذيع أغنية حب شعبية.
376- لقطة متوسطة. غرفة نوم. كلاوديا على الأرض في الجانب الآخر من فراش. يبحث عن شيء وهي تردد الأغنية وهي ترتدي ملابسها تعثر على جواربها ثم تلقي بنفسها على الفراش لترتديها.
ساندرو (خارج الصورة): هل أنت مستعدة؟
كلاوديا: لكن أحبك كثيرًأ؟
ساندرو: هيا… هيا… وبسرعة
كلاوديا: حاضر … حاضر .. بسرعة … بسرعة .. أين هي؟ أين ؟ أين؟ نعم… (تبحث بجنون في الأدراج) وتلقي بملابسها الداخلية في الهواء… وتبدي حركات مضحكة أمام المرآة.
ساندرو: (على وشك الذهاب): وداعًا … سأراك قريبا.
(مزيد من الرقص ثم تغلق الباب)
377- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا تغلق الباب (في حركات بهلوانية مضحكة): كلا… كلا.. لا يمكن أن تتركني وحدي في غرفة بالفندق. (تبتعد عنه بطريقة تحمل رغبة جنسية).
ساندرو: إنزلي بعد أن تستعدي. سأنتظر تحت أو خارج الفندق .
كلاوديا: وهو كذلك .. لكن عليك بالاعتراف بأنك بدوني كمن يسير على قدم واحدة. اذهب . اذهب وابحث في كل المدينة
378- لقطة قريبة متوسطة.. ساندرو يضحك وهو يراها تدور حول الغرفة. إلا أن ابتسامته سرعان ما تختفي ويبدو مهموما.
379- لقطة قريبة.. (تستدير وتواجهه)
كلاوديا (بمرح): عندئذ عليك أن تخبرني أن…. (تتوقف مبتسمة وترقبه)
380- لقطة قريبة متوسطة لساندرو من خلف كتفها يتطلع إليها في صمت دون أن يبتسم.
381- لقطة قريبة متوسطة وهي تركع على الأرض بجواره تتطلع إليه.
كلاوديا (جادة الآن) … أنك تحبني!
382- لقطة قريبة متوسطة.. ساندرو يبتسم لها.
ساندرو: أنت تعلمين ذلك… لماذا إذن أقول أني أحبك (يقبلها)
383- لقطة متوسطة قريبة… تعتدل من جلستها وتتأمله وهي تفكر.
384- لقطة قريبة متوسطة… ساندرو يبتسم لها.
385- لقطة قريبة متوسطة… ساندرو يلمس شعرها وينهض.
ساندرو: إذن سوف أراك فيما بعد؟
تراقبه … لكن دون استجابة.
386- لقطة متوسطة… ساندرو يتوقف عند الباب مبتسما لها.
الكاميرا تتوقف عند الباب بعد إغلاقه.. خيال ساندرو يغادر المكان.
387- لقطة متوسطة… كلاوديا تجلس على الأرض وهي تفكر بعمق ثم تهز كتفيها في لامبالاة وتبتسم ثم تنهض
388- لقطة طويلة.. الفندق الكبير. ساندرو يتوقف بحثا عن أوراق له على مائدة صغيرة.. ثم يواصل طريقه.
يدق الجرس ثم الباب من مبنى ضخم. لا يجد ردًا فينصرف.
ساندرو (مناديا): أنت… اسمع (يحضر حودي) لا يوجد أحد هناك؟
الحودي: لابد من وجود أحد في الكنيسة
ساندرو: لكن أليس هذا متحفا؟
الحوذي: لا أعرف
389- لقطة متوسطة قريبة… ساندرو والسائق .
ساندرو: المسؤول هنا.. شخص ما، ألا يوجد أحد هنا؟ الساعة تقول من التاسعة والنصف (مشيرا لساعته) إلى الثانية عشرة والنصف . وهي الآن العاشرة.. طريقة جميلة لاستقبال السياح.
السائق: سياح؟ أي سياح؟ … في العام الماضي حضرت بعض النسوة الفرنسيات وذهبن إلى الشاطئ يرتدين البكيني.
ساندرو: ماذا؟
السائق : البكيني.
ساندرو: البكيني.
السائق: نعم … بالبكيني.
ساندرو: وبعد ذلك.
السائق: طلبنا منهن مغادرة المكان.
ساندرو يبتسم ويغادر المكان.
390- لقطة طويلة لبرج الجرس، ساندرو يسير في مقدمة الصورة يتطلع لأعلى يتوقف يداعب مفاتيح السلسلة ويصعد إلى فوق جدار منخفض يرى المائدة الصغيرة ثانية وعليها قلم وحبر وورق رسم. رجلان وقد وقفا يتحدثان في الجانب الآخر من الساحة.
391- لقطة قريبة متوسطة… ساندرو ينظر نحو الرجلين ثم يجلس على المائدة.
392- لقطة قريبة.. يواصل اللعب بمفاتيح السلسلة يرى مهندسا يرسم تفاصيل مبنى.
393- لقطة قريبة… ساندرو يتطلع نحو أحد المباني الباروك.
394- لقطة متوسطة.. كوة في الحائط لتمثال… نموذج للرسم.
395- لقطة قريبة… ساندرو ينظر ثانية نحو الرجلين والرسم.
396- لقطة قريبة.. للمائدة مفاتيح ساندرو تتأرجح حولها تنذره بخطر مع قربها لزجاجة الحبر وببطء تتدلى المفاتيح تضرب بالزجاجة ليتطاير الحبر على كل الرسم.
397- لقطة متوسطة. ساندرو ما زال يتلاعب بالمفاتيح مبتعدًا. الرجلان على الجانب الآخر يتجهان نحوه.
ساندرو: أنا آسف.
الشاب: لقد فعلت هذا عن عمد
ساندرو: عامدًا … لماذا أفعل هذا لا … لا
أصغر الرجلين يجذب ساندرو إلا أن زميله يمنعه.
(ساندرو يعدل ملابسه، يتقدم نحو الشاب مشيرًا له.)
ساندرو: كم عمرك؟
الشاب: ثلاثة وعشرون
ساندرو: كنت في مثل عمرك.. وكم من معركة خضتها وأنا في سنك هذا (إلا أن هناك ما يصرفه عنه خلف الشاب الذي يلتفت بدوره ليراه)
398- لقطة متوسطة… مجموعة كبيرة من طلبة المدارس يرتدون زيا أسود في صحبة بضع قصص يخرجون من الكنيسة.
399- لقطة طويلة القصر… ساندرو يربت على كتف الشاب .. يبتعد عنه نحو الأطفال.
400- لقطة متوسطة… خادمة تنظف مكتبا في فندق. صاحبته امرأة قادمة من الباب
المالك: جرس.. جرس … (تتجه ناحية زر صندوق الجرس.)
(كلاوديا تخرج من غرفتها.)
المالكة (تذهب إليها): عفوا يا سيدتي… لكنني سمعتك تقولين.. أن كل واحد لابد أن يعرف كل شيء هنا
401- لقطة متوسطة ـ المرأة تلمس كلاوديا أثناء حديثها وكلاوديا تتراجع للخلف.
المالكة: تلك الفتاة التي تبحثين عنها… لماذا لا تسألين عنها في بيت الشباب في (بيرجوسا)؟
402- الخادمة تستمع وهي تنظف المرآة.
المالكة: مثل هذه الفتيات الأجانب ينتهي بهم المطاف عادة هناك.. إن آجلا أو عاجلا.
(كلاوديا تسمع صوت باب وتستدير بسرعة)
403- لقطة متوسطة … ساندرو يحضر عند الباب وكلاوديا في مقدمة الصورة.
كلاوديا: كنت على وشك البحث عنك… لماذا عدت سريعا؟
(على وشك الذهاب إليه إلا أنه يأخذ بيدها ويقودها بلطف إلى غرفتهما.)
كلاوديا: ساندرو… ماذا حدث؟
ساندرو: لا شيء … آسف
404- لقطة قريبة متوسطة داخل الغرفة تتجه نحوه وقد بدا عليه الاضطراب والسيجارة في فمه. يختلس نظرة إليها ثم يمشي وهي تراقبه في حيرة.
405- لقطة متوسطة ساندرو يخرج إلى الشرفة يخلع سترته. يسير قلقا في الشرفة. ثم يلقي بالسيجارة بعيدًا ويعود إلى الغرفة مغلقًا الباب وراءه . يتجه نحو كلاوديا.
406- لقطة متوسطة قريبة وهي تبتسم مشجعة إياه وتحتضنه. تضحك أثناء مداعباتهما.
وهي تصدر صوتًا يعبر عن الألم. تنسحب ويجذبها نحوه ويلقي بها على السرير.
407- لقطة متوسطة قريبة… كلاوديا تسقط على السرير وساندرو يتبعها.
كلاوديا: كلا… ساندرو … أرجوك.
ساندرو: لم لا؟
كلاوديا: بلا سبب!
(تتوقف عن المقاومة لحظة ثم تعاود المقاومة.)
كلاوديا: ماذا حدث؟ (تسحب نفسها وتجلس) انتظر لحظة أرجوك … لحظة فقط… أنني أشعر كما لو أنني لا أعرفك.
408- لقطة متوسطة قريبة… ساندرو يغضب… الإثنان كل منهما يواجه الآخر على السرير.
ساندرو: وانت لست سعيدة؟ يمكنك ممارسة مغامرة جديدة.
كلاوديا: (ترفع رأسها) ماذا تقصد؟
تجلس الكاميرا في حركة دوللي إلى لقطة قريبة عليهما.
سادرو: مجرد دعاية… لكن يبدوان من الصعب الدعابة معك.
كلاوديا: تجلس وقد وضع خده على رجلها.
ساندرو: والآن… لماذا لا تريدين؟ أخبريني.
409- لقطة قريبة لكلاوديا.
كلاوديا: أوه… ساندرو… أريد كل ما تريده … لكن… ساندرو (يرفع رأسه) لكن….
ساندرو: لكن لماذا؟
كلاوديا: (تنهض وتتجه نحو النافذة) هل أخبرتك صاحبة الفندق عن نزل الشباب القريب من هنا؟
410- لقطة متوسطة ساندرو راقدا على الفراش.
ساندرو: لقد بدأت أن… لكني لم أشعر بالرغبة لسماعها. ولو أخذنا كل هذه الإشاعات مأخذ الجد… (ينهض ويمشي قلقا)
كلاوديا خارج الصورة، … لو أن هذا حقيقة…
تصبح تمن مقدمة الصورة. ساندو يرتدي سترته .
كلاوديا: كلا… علينا الذهاب هناك… إذ لم نتصل بأحد … حتى والدها .. علينا أن نتصل تليفونيا … أو نرسل تلغرافًا .. فلا بد أنه يشعر بوحدة قاتلة… يجب أن نكون منصفين… .
ساندرو (يتقدم نحوها): قد تكونين محقة. لكننا آخر من يكون معًا الآن… وفي هذا الوقت.. أما اتصالنا به فمن يدري أين هو الآن؟
كلاوديا: (خارج الصورة): احزم حقائبك … كما سأفعل
(الكاميرا تتراجع نحوها وهي واقفة) (مزج)
411- لقطة طويلة… سيارة ساندرو تخرج من نفق ومنه إلى جانب جبل وعند منحنى في اتجاه الكاميرا… (مزج)
412- لقطة متوسطة… ردهة أحد الفنادق الفخمة في تاورنينا.شاب يدق جرسا فوق منصة ـ يفتح الباب وينحني مع دخول ساندرو وكلاوديا. يحضر حمال ويحييها.
الحمال: أهلا بك.
ساندرو (إلى كلاوديا): انتظري لحظة (يتركها) .
(كلاوديا: تقف في الردهة تتلفت حواليها تسير في أحد الممرات والكاميرا تتبعها وتمر على أحد المحلات أناس في ملابس ٍأنيقة يتجولون في المكان. رجل عجوز يراقبها يشير إلى الحمال يسأله عنها.)
413- لقطة متوسطة… وهي تهرع نحو صالة أخرى تدخل أحد الأركان وتختفي.
414- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا تطل من شرفة صغيرة ترى باتريسيا وتستدير لكنها تراها.
باتريسيا: كلاوديا… كلاوديا
(كلاوديا تذهب إليها)
415- لقطة متوسطة… باتريسيا في ثوب سهرة تقبلها في سعادة.
باتريسيا: كلاوديا…. أنني أبحث عن الآخرين.. وها قد عثرت عليك.
(باتريسيا تتفحصها وتضحك. يتجهان نحو الزحام. باتريسيا تجلس وتنظر إليها في توقع لشيء) .
416- لقطة متوسطة قريبة… من أسفل. كلاوديا تتلفت حواليها على الناس. اثنان يتكئان على الشرفة يتحدثان بصوت مسموع.
كلاوديا: ألا يجدر البحث عن مكان أهدأ من هنا؟
417- لقطة متوسطة قريبة… (باتريسيا) .
باتريسيا: أهدأ (تنهض) بالطبع…
(يخترقان جموعًا في أزهى ملابسها… يتحدثون ويرقصون والكاميرا تسير خلفهما)
418- لقطة طويلة…. باتريسيا وكلاوديا يذهبان إلى حجرة مجاورة أقل ازدحاما ويجلسان حول مائدة.
419- لقطة متوسطة قريبة…كلاوديا تتلفت حواليها وأخيرا تلتفت إليها.
420- لقطة متوسطة قريبة…باتريسيا تبتسم قليلا.
باتريسيا: إنك تبدين على ما يرام.
421- لقطة متوسطة قريبة…كلاوديا تبتسم ـ تشعر بالراحة لما يتضمنه معنى الكلام.
422- لقطة متوسطة لكليهما جالسان حول المائدة . ساندرو يحضر ويتوجه نحوهما.
باتريسيا: ها هو ساندرو (يقبل يدها) لماذا لم تصعد وتستبدل ملابسك؟
ساندرو (يومئ موافقا): نعم … سوف نذهب
(تنهض المرأتان ويتركان الغرفة ومن ورائهما ساندرو.)
423- لقطة متوسطة… يمران عبر الغرفة المزدحمة بالراقصين.
باتريسيا: (إلى ساندرو): هل حجزتما حجرة جيدة؟
ساندرو: ليست جيدة جدًا كما يبدو.
باتريسيا: كان عليك أن تخبر ايتور… فهو يحصل دائما على ما يريد.
ساندرو: هل هو غاضب منا؟
باتريسيا: كلا بالطبع… وكما تعلم فهو قد يغفر لك كل شيء طالما اعترفت بأنك لا تقود أفضل منه.
424- لقطة متوسطة… عجوزتان يشيران لشخص . الكاميرا ترتفع لأعلى نحو شخصين انجليزيين يتحدثان بجدية.
425- لقطة متوسطة (باتريسيا كلاوديا وساندرو كالسابق
كلاوديا: كيف تتحملون مثل هذه الفوضى؟ أظن أنك قلت أن الزحام يضايقك.!
باتريسيا: لا تأخذي كلامي دائمًا على محمل الجد. من الواقع فقد تعودت على الزحام من أبي أولاً ثم من زوجي ثانيا… فكلاهما في غاية الحيوية.
(يصعدون السلالم) .
ساندرو: أمك؟
باتريسيا: نعم… حتى أنا لي أم كما تعلم … نصف روسية.. وطفولتي أشبه بالأرجوحة.. دائما أتنقل من مكان لآخر.
كلاوديا: على العكس مني… فقد كانت طفولتي محدودة.
باترسيا: محدودة ماذا تقصدين؟
كلاوديا (ضاحكة): … أقصد لم تكن تملك مالا.
يتوجهون نحو باب في نهاية السلالم.
426- لقطة طويلة… يدخلون صالة فسيحة وهم في المقدمة يتبعهم موظف.
باتريسيا: نلتقي فيما بعد.
ساندرو: طبعًا.
(تختض باتريسيا. كلاونديا وساندرو في عناق أثناء سيرهما خلف الموظف إلى الجناح.)
427- لقطة متوسطة بالداخل. الموظف يؤدي حركات رسمية وهما يدخلان.
الموظف: ادخلا… لوسمحتم… يضيئ النور ويتجه ناحية الستائر
كلاوديا: (خارج الصورة): أرجوك… دعها مسدولة.
الموظف: كما تحبين… هل تحبان شيئا آخر؟
كلاوديا: كلا … شكرًا.
تقلد حركاته.
الموظف: كل شيء على ما يرام.. بإذنكما (يغادر)
ساندرو: شكرًا … شكرًا.
الموظف (يتجه ناحية الباب) هل كل شيء على ما يرام؟
(يضحكان … ساندرو يتجه نحوها)
ساندرو: مساء الخير… كما يفعل الإنسان الآلي (ما أن يصل إليها حتى يدق الباب فيذهب لفتحه حيث الحمال مع حقائبهم).
نعم… يمكنك أن تضعها هذه هناك والثانية هناك (يختلس قبلة ثم يمنحه بقشيشًا).
الحمال: أشكرك.
الحمال يغادر المكان. ساندرو يخلع سترته ويذهب إلى غرفته. كلاوديا تذهب إلى منتصف الطريق بين الغرفتين حاملة حقيبتها وتضعها.
428- لقطة متوسطة… كلاوديا تجلس راكعة وهي تحمل حقيبتها وتلقي بأغراضها على السرير. ساندرو يحضر ويقف على عتبة الباب.
كلاوديا: اسمع (تنهض وتذهب إليه)
429- لقطة متوسطة قريبة… لكلاوديا وتبدو من فوق كتف ساندرو.
كلاوديا: رجائي ألا ترتبط بمواعيد غدًا.
430- لقطة متوسطة قريبة… زاوية عكسية.
ساندرو يبدو شاردًا ثم يتحدث لها.
ساندرو: ألن تستبدلي ملابسك؟
كلاوديا: أظن أنك قلت أنك لن تعمل مع ايتور ثانية.
(ساندرو يتجه نحو الحمام ـ يتوقف)
ساندرو: نعم… نعم … قلت هذا.
يدخل الحمام وهي وراءه ثم تستند على إطار الباب.
431- لقطة قريبة لـ كلاوديا.
كلاوديا: ساندرو.
ساندرو (خارج الصورة) نعم
كلاوديا: (تتنهد) : لن أنزل
ساندرو: لم لا؟
كلاوديا: أريد أن أنام.
ساندرو (خارج الصورة): عليك أن تتعلمي كيف تتغلبين على هذا.
كلاوديا: وهل فعلت أنت.
ساندرو (خارج الصورة): نعم … منذ كنت طفلا … لم أعرف النوم (كلاوديا تضحك) .. ولدي أصدقاء ناموا أقل مني. كان أول من ينام منا يدفع غرامة. لم نكن نفعل أشياء سيئة… كنا نذهب إلى السينما ثم نذهب بعدها إلى مقهى نتحدث… ثم نجلس على الشاطئ في أي مكان. (تذهب إلى غرفتها وتخلع ملابسها) وتستمتع قليلا.
ثم نذهب إلى السوق أو نوقظ صديقا أو صديقة من تحت نوافذهم.
(تركع بجوار حقيبتها)
432- لقطة متوسطة.. ساندرو يخرج من الحمام.. يلقي نظرة عليها ينحني عليها.
ساندرو: هل أنت متعبة فعلا؟
كلاوديا؛: ـــ.
ساندرو: متى تحبين الاستيقاظ؟
كلاوديا: في وقت متأخر.
ساندرو: متأخر؟
كلاوديا: متأخر جدًا.
ساندرو: إذن عليك بالذهاب للنوم الآن.
(يساعدها على النهوض ويذهب بها إلى الحمام)
433- لقطة متوسطة… ساندرو يذهب إلى غرفته ويبدأ في ارتداء ملابسه.
ساندرو (مناديا): هل تعلمين أنني كنت أود أن أكون دبلوماسيا منذ طفولتي؟ أنا.. دبلوماسي؟ شيء غريب إلا أنني لم أتخيل نفسي ثريا يوما ما تخيلت أن أعيش في حجرة بالإيجار في مكان ما.
434- لقطة متوسطة. كلاوديا نائمة في غرفتها بملابس النوم وقد خلعت ساعتها.
ساندرو (خارج الصورة): لكن بدلا من هذا لدي منزلان الآن. واحد في روما والثاني في ميلان. ولأنني عبقري لم أرتبط بعادة.إيه رأيك؟
كلاوديا: لا أوفقك.
(يدخل غرفتها وتستدير نحوه)
كلاوديا: دع هذا الحديث لما بعد. أرجو أن تطفئ النور؟
يذهب ناحية الحائط ويطفئ النور وتستغرق في النوم يعدل غطاءها.
ساندرو: مساء الخير يا حبي (ينحني ويقبلها ويجلس بجوارها على السرير)
كلاوديا: تصبح على خير.. قل انك تحبني.
ساندرو: أحبك.
كلاوديا: قلها ثانية.
ساندرو (يتوقف): أنا لا أحبك (ينهض)
كلاوديا: أنا السبب.
(يلمس أنفها بحب ويستدير ليخرج ويغلق الباب وراءه. بعد لحظة يفتح الباب ببطء شديد ويعود.
ساندرو: كلا.. ليس هذا حقيقيًا.. فأنا أحبك (يغادر المكان)
435- لقطة متوسطة… فرقة موسيقية صغيرة تعزف في نهاية غرفة شاسعة مكدسة بالناس. ساندرو يسير بينهم نحو البار. يتناول كأسا ويسير في المقدمة. يشعل سيجارة أثناء انتظاره يتفحص الزحام تمر جلوريا بيركنز الفتاة التي تسببت في فوضى ميسنيا.
تنظر نحوي بإغراء.. يبادلها النظر ثم يسير مبتعدًا في لا مبالاة بينما تذهب إلى البار.
436- لقطة متوسطة… امرأة تتفحص إحدى اللوحات. ساندرو يقترب منها وهو يدخن… ينظر إلى اللوحة مبتسما فترد إليه الابتسامة. يطفئ سيجارة مع رؤيته لشخص. بعد تردد لحظة يتجه نحوه. المرأة بجوار اللوحة ترقبه باهتمام.
437- لقطة متوسطة الحجرة رسم. ايتوري جالسا يتحدث ومع اقتراب ساندرو نحوه ينهض.
ايتوري: أخيرًا (ينهض ويتجه نحوه مصافحًا)
ساندرو (مترددًا): سوف أحضر .. لكن أريد أن ألقي نظرة على المكان أولا.
ايتوري: أنا واثق أنك ستعمل معي من صباح الغد. ولابد من تقدير بعض الأرقام للعمل بها.. وإلا كيف أدير العمل؟ أراك فيما بعد.
(يتركه مبتعدًا دون أن يسمع وساندرو عائدًا الى مكانه ساندرو يستدير وينظر حواليه. يرى جلوريا بيركنز أعلى شرفة صغيرة تطل على الحجرة. هذه المرة يتبادلان النظر دون أن يحول نظر كل منهما عن الآخر.)
438- لقطة متوسطة من فوق كتف جلوريا بيركنز. أخيرا تخترق الجمع وتخرج. ساندرو يراقبها ثم يذهب إلى غرفة أخرى.
439- لقطة متوسطة.. غرفة مظلمة بها تليفزيون.
(ساندرو يجلس يراقب للحظة ثم يصفق بيديه بعزم ويترك الغرفة.)
440- لقطة متوسطة قريبة…ليد كلاوديا على الوسادة. تتحرك قليلا.. الكاميرا في حركة أفقية على وجهها وهي تتقلب في نومها. تستدير وتستيقظ. تنظر إلى الوسادة الخالية بجوارها ثم تجلس وتستمع… ثم تعاود النوم.
441- لقطة قريبة متوسطة…تلقي بالوسادة أرضًا. قلقها الشديد يمنعها من النوم. تنهض وتفتح الباب وتذهب إلى غرفة ساندرو فلا تجده. تبحث عن حقيبة مفتوحة وتتناول أحد قمصانه. ترفعه وتضعه على وجهها وتقبله.. ثم تلقي به أرضًا وتعود إلى غرفتها حتى ترى صورتها في المرآة تبدي بوجهها حركات مضحكة ثم تتكئ على المرآة ثم تجلس على الفراش وتضيء النور.
442- لقطة متوسطة قريبة… النور مضاء وهي تمسك بساعتها وتكتب على صفحة في إحدى المجلات.
كلاوديا: الثانية عشرة… الواحدة .. الثانية (تتخلى عنها وسقط القلم وتنظر أعلى نحو السقف وهي تعد) كلاوديا: واحد… اثنين… ثلاثة… أربعة… خمسة… ستة…
443- لقطة طويلة.. الوقت فجرًأ كما يبدو من نافذة الشرفة… والجبال تبدو من بعيد كلاوديا ترتدي ملابسها وتسير في محاذاة للشرفة. تعود وترتكز على السور ثم تعود للغرفة وتذهب للنافذة الأخرى… حيث البحر أسفل. وحيث تبدو سيلويت .. تغادر المكان.
444- لقطة طويلة… ممر طويل وكلاوديا تقطعه جريا. ووقع أقدامها يتردد صداه في المكان. تحاول فتح أحد الأبواب.
445- لقطة متوسطة … باتريسيا نائمة في فراشها.
كلاوديا (خارج الصورة): باتريسيا.
باتريسيا: من ؟ (تضيء النور)
كلاوديا: (تدخل وتجلس على سريرها): أين ايتوري؟
باتريسيا: ربما نائم.
كلاوديا: هل ساندرو معه؟ فهو ليس في غرفته. أعذريني … لكن….
باتريسيا: ايتوري؟
(تنهض من نومها وتذهب للغرفة المجاورة وتنحني على الفراش. كلاوديا تراقبها من على الباب)
ايتوري (خارج الصورة)… ما هذا؟
باتريسيا: أوه…. لا شيء… لا شيء…. كنت أبحث عن ساندرو.
ايتوري (خارج الصورة): وتبحثين عنه هنا؟ أسئلي عنه كلاوديا.
(تتحرك من خلف الباب في ذهول.)
باتريسيا: نعم… بالطبع (تعود إلى غرفتها)
كلاوديا: باتريسيا… انني خائفة.
باتريسيا: لا تقولي أنك خائفة… انني أعاني من الكوابيس كل…
كلاوديا: أخشى أن تكون (أنا) قد عادت. انني أشعر بهذا … وأنهما معًا الآن.
باتريسيا: ماذا جرى لك؟ لو أنها عادت كنا قد عرفنا.
ساندرو ربما يكون في الحديقة يراقب الفجر أو لبعض الهواء المنعش (كلاوديا تبتعد) من الطريف أن نكتشف بعد هذا كله أنه عاطفي مثلا.
446- لقطة متوسطة قريبة… كلاوديا تجلس على كرسي. ذقنها. باتريسيا تضع يدها فوق رأسها.
باتريسيا: اسمعي… حاولي التخلص من هذا التفكير . اذهبي واستريحي بالنوم.
كلاوديا: منذ عدة أيام عندما شعرت أن آنا قد تكون ميتة شعرت بأنني ميتة أيضاً. الآن لم أعد قادرة حتى على البكاء
(باتريسيا تضع رأسها على صدر كلاوديا) الآن أخشى أن تكون حية.. كل شيء صار بسيطا جدًا… حتى انني لم أعد أشعر بالألم.
(تنهض وتومئ باتريسيا بتعاطف)
باتريسيا: لا داعي لأن تغرقي في الميولدراما.
كلاوديا (عند الباب): أنت على حق… لم البكاء؟ أنني متعبة بهذه الصورة (تقف عند الباب ثم تغادر المكان).
447- لقطة متوسطة قريبة… كلاوديا تغلق الباب وتعود إلى الممر الطويل وتبدأ في الجري.
448- لقطة متوسطة. تصل عند الباب لأعلى السلم وتهبط مسرعة عبر القاعة الضخمة التي تبدو خالية وفي فوضى من ليلة أمس.
(تسير عبر باب في الجانب البعيد وتعاود الجري ثانية.)
449- لقطة طويلة.. تبحث في غرفة كبيرة أخرى وتذهب إلى البلكونة.. لا شيء.. فتخرج بسرعة.
450- لقطة طويلة وهي تسير قرب نهاية غرفة طعام شاسعة حيث تستدير وتسمع صوتًا في نهاية الغرفة فتتجه نحوه.
451- لقطة متوسطة فوق كتفها.. اثنان يمارسان الحب على أريكة. ساندرو ينظر لأعلى ويراها «جلوريا تستدير بدورها.
452- لقطة قريبة متوسطة لكلاوديا وهي مذعورة تتراجع للخلف.
453- لقطة قريبة كلاوديا تحملق فيها بغضب بينما ساندرو ينكس رأسه.
454- لقطة قريبة متوسطة… تتراجع للخلف بعيدًا وهي تهز رأسها في حيرة. تستدير وتجري.
455- لقطة طويلة وهي تجري عبر غرفة الطعام .
456- لقطة متوسطة قريبة… ساندرو وجلوريا يشاهدانها.
(جلوريا في لا مبالاة… يدفعها بخشونة وينهض ويربط رباط عنقه وهو يتطلع نحو كلاوديا.
جلوريا: (خارج الصورة): هل ستترك لي ذكرى؟
(يدها تداعب يده ينظر نحوها دون إحساس ويخرج بعض النقود من جيبه ويلقي بها ويغادر المكان.)
457- لقطة متوسطة قريبة… النقود على الأريكة بين قدمي الفتاة تحركها ثم تجذبها بقدميها.
458- لقطة طويلة… كلاوديا تخرج هاربة من فناء الفندق إلى كوبري ثم إلى اليمين.
459- لقطة طويلة وهي تجري عبر ساحة ضخمة حتى تصل إلى سور.
460- لقطة طويلة… كنيسة مهدمة لها برج جرس بعيدًا عن السور. يوجد مقعد على اليمين.
كلاوديا تسير ببطء قرب السور.
461- لقطة متوسطة قريبة…من خلف كلاوديا وهي ترقب الأشجار.
462- لقطة طويلة… ساندرو يحضر إلى بوابة الفندق ويتلفت حوله. ثم ينطلق الى اليمين.
463- لقطة متوسطة.. يبدو في نهاية الصورة باحثا عنها.
464- لقطة قريبة… كلاوديا تستند على السور تبكي. تسمع خطوات وتحاول أن تجمع شتات نفسها.
465- لقطة طويلة.. كلاوديا تقف عند السور ومن خلفها الكنيسة المهدمة.. ساندرو يعبر الميدان في بطء وتثاقل ويجلس على الأريكة. كلاوديا تستدير وتقترب منه ببطء شديد وتقف خلف الأريكة.
466- لقطة قريبة… ساندرو منحنيا وهو يبكي.. نصفه في اتجاهها إلا أن نظراته للأرض. وهي بجانبه. يقع مغشيا عليه.
467- لقطة متوسطة قريبة…تنظر إليه صامتة في منتهى الهدوء.
468- لقطة قريبة.. ساندرو يرفع رأسه وهو يمسح دموعه يحاول النظر إليها فلا يستطيع.
469- لقطة قريبة متوسطة.. كلاوديا كسابق عهدها تخفض عينها وتبدأ موسيقى ناعمة.
470- لقطة قريبة… يدها فوق ظهر المقعد ثم ترفعها في تردد ثم تتوقف.
471- لقطة متوسطة قريبة…تنظر نحوه كسابق عهدها وعلى وجهها بعض الاعتراف .
472- لقطة قريبة ـ يدها تتحرك لأعلى ثانية وبدون تردد تداعب شعره… وتبدأ الموسيقى في الارتفاع أكثر.
473- لقطة طويلة من خلفهما.. وهي تقف خلف المقعد بينما يجلس ساندرو بلا حراك. صوت الموسيقى يرتفع أكثر وأكثر. (اختفاء)
النهاية
تأليف وإخراج: مايكل أنجلو أنطونيوني ترجمة: محمــود عــلي
كاتب وناقد سينمائي من مصر