شاعر من عُمان.
قصيدة
أقلب في صفحة الفجر
في زرقة الغربة
وبين بيوت التائهين
وأبواب الحزن
عن لوحة لوجه الطفولة
فمن ذا يذكرني بحذائي البدائي
في الخطوة الأولى
وأين استقر بي الدرب
في غابة العرس الجنائزي
لا شيء في النوم أحمله
سوى سيف الظلام
ووحشة الأحلام
هل للعصافير التي جفت
أحشاؤها على شجرة الموت
قرار
أم أن طائرها غاب
في فضاء البراكين
مغلولة جناحاه في غابة الأوطان.
***
دقت نواقيس التعب
فلا صديق ألوذ به
ولا حفنة الأوطان
صباح المآسي والغثيان
قبل أن ينسل هذا الظلام
وبعد أن تشرب الشمس
توابيت النائمين بلا أحلام
دقت نواقيس المرارات
فلا غيمة أسرجت هذا السرير
ولا دمعة آنستني
تخفف عني قوافل الجفاف
إنني الآن وحدي
أغرس الحزن في أرضي
فيلفظني ترابها
وتنكسر أنيابه في السراب
فدع عنك لومي
طالما أرقص هيماناً
على أثير
في برج التعب.
***
لا شيء
غير منفضة السجائر
في الحديقة
وزهرة جريحة
وهاتف محمول
لا يحمل في جوفه
صوت الحقيقة
لا شيء
في الحديقة
غير أسرار اغتصبت
في جوف الخليقة
ووجه تكسّر في المرآة
يلعب الصمت في أحشاءه
كالطفل
سرقته المحيطات
في أغوار رحلتها السحيقة
لا شيء
في الحديقة.
عمت صباحا أيها البدوي
عمت صباحا أيها البدوي
أعلم انك لا تحمل
خارطة الحياة في هذه الصحراء
وأن يومك هو ما تؤثر به
نحو جملك
وأعلم انك في رحلتك اليومية
لم تشعر بالخيبة والقنوط
حيث الله مصيرك في هذا الفلك
كم أغبطك على هذا الإيمان
لأننا خسرنا كل مغامراتنا
ونحن نضع حساباتنا
في هذا الكون المخيب للآمال
الحنين الى الماضي
يخرّب بهجة الحياة القادمة
ونحصر أرواحنا بين هلالي البؤس
أنت تقود قطيعك نحو منبع الحياة
ونحن تقودنا قطعان الخراف
نحو الهلاك
وتضيعنا الأحلام الجاثمة كالدخان.