تفتح الدفتر ،
تكتب سطرا وتمحوه تكتب سطرا وتمحوه تكتبه وتمحوه
توتر قوس السهم الذي لن يخطي، كتفي.
تقسم موتي الى مراحل ،
ضربة عل الكتف ،
ضربة على الساعد ،
ضربة على الخاصرة ؛
لماذا لا تسددين ضربتك الى القلب ؟!
لا تجعليني دريئة
تعطل السهم الى تاريخك الحميم ،
لمرة واحدة خذيني هدفا .
لا تفتحي المظلة ،
أحزاني لا تبل الثياب .
على ايقاع خطوتها
كان يأتي الربيع .
في خريفي الأخير
تبتعد خطواتها
طائشة في ضباب الوهم .
أيها الخريف
دع وحدتي تتدثر بغيومك .
جزر
للجزر لغتها ،
مناخها وطقوسها ،
تاريخها وتكوينها ،
عندما تأتي الغيوم المولعة بإثارة المواسم
لا تسأل عن تفردات الجزر .
وفي بهجة المواسم ،
تنسى الجزر تفردها
يغدو الهواء أصفى وأكثر انعاشا .
كذلك نحن في حضرة الحب .
مهما تقاربت الجزر
يبقى خيط من ا لماء يفصل بينها
عندما يحذف الخيط
تتبدل طبائع الاشياء
ومفردات الوجود ،
في الجزيرة التي كانت يوما جزيرتين
تتفاعل أوائل الاشياء ،
تتجاذب وتتنافر ، تهدأ وتثور
وتبقى أبدا مهددة بالانفجار
الحب وحده ،
هو الذي يولد من التفاعل
عناصر لمواسم متجددة.
الجزر حقائق
تولد حقائق أخرى.
من منا الراسخ العلم
بحقائق الجزر ،
الحقائق الصغيرة ،
الصغيرة جدا ؟
النهار الجميل
لا يضفي على الجزر جمالا الجزر
هي التي تمنح النهار جماله .
بين الجزر وبين الأ لوان قرابة
بيني وبين الالوان قرابة
كلنا يريد الاندماج والتفرد .
الجزر تنام
وعيونها على الماء .
قالت جزيرة لجارتها :
تقربي .
قالت الثانية :
تقربي أنت .
قال الماء :
وأنا ؟!
تقضي الجزر تاريخها
تفكر بقانون الجاذبية ،
وأقضي أنا عمري
أفكر بتاريخ الجزر ،
لو أصغينا الى بكاء الجزر
لخجلت وحدتنا
من كبريائها الفارغة
لا أدري إن كان للجزر
ولع بوحدتها وثباتها ، ولكنني أحس أن فيها
رغبة مقهورة للمشي .
منذ الطوفان الاول
تتمنى الجزر طوفانا آخر.
نحن جزيرتان
نسيتا أسرار الجزر .
لماذا نحن جزيرتان ؟!
محمد سعيد الصكار(خطاط وشاعر مقيم في باريس)