ما الذي أصابني فجأة أصبحت أرى كل إنسان أنيق على شكل باذنجانة مبيضة، ما الذي أصابني .. ارتبكت، اضطربت، ارتجفت، قلقت قلقاً ما قلِقَهُ بان كيمون، ظننت أن هلوسةً ما طغت على رؤيتي، أو أن عيوني زاغت، أو أنني في منام، لكن كيف أكذّب عيوني، باذنجان يمشي في كل مكان يتجول في شوارع المدينة، قرأت سورة الكرسي والمعوذات، لم أسمع أن البشر يتحولون يوم القيامة إلى باذنجان! ما الذي حدث؟ حاولت أن أوهم نفسي أنني أتوهم لكن طوابير الباذنجان التي تتحرك أمامي لا تفسح للتوهم مجالاً، عدت إلى السكن وأنا لا أنظر إلا أمامي، أريد أن أبعد شبح الباذنجان عني، لكن الشمس لا تغطى بغربال، ما صادفت أحداً إلا وله شكل باذنجانة، فتحت باب غرفتي أردت أن أستلقي على السرير أستعيد توازني، كفاني أن كسّرت أعصابي وزن قصيدة ألقتها شاعرة طالعة برؤوس الشياطين كانت تلقيها في يوم المرأة العالمي فكسرت كل تاريخ النسوية ونظرياتها .. أفزعني أن تخيلت السرير «حلة كبيرة لسلق الباذنجان» انقصفت ركبتاي رعباً وأنا أتصور كيف أسلق، وتخيلت أنني صرت باذنجاناً محشواً، وأن مدرس اللسانيات سيأكلني مثلما أكلني حين قرأت وا حرّ قلباه مسكناً الهاء، فأرغى، وأزبد، وشتم يوم يموت ويوم يبعث حياً لجهل الطلاب بالبنية الصوتية في شعر المتنبي، وأن كل عظمة المتنبي بتحريكه هاء السكت .. سكتُّ رغماً عني غير أنني حينها ردّدت بيني وبين نفسي إذا المتنبي ابن حرام لا يهمه إن حرك الساكن وسكن المتحرك فما ذنبي… لا أنسى يوم قرأت الشاهد النحوي( أأنا إنيه) بتحريك الهاء نعتني مدرس النحو بكل أمثال الغباء .. رددت في نفسي «تضربوا» أنتم وهكذا قواعد مثل شباط ما على كلامه رباط .ما الذي أصابني فجأة أصبحت أرى كل إنسان أنيق على شكل باذنجانة مبيضة، ما الذي أصابني .. ارتبكت، اضطربت، ارتجفت، قلقت قلقاً ما قلِقَهُ بان كيمون، ظننت أن هلوسةً ما طغت على رؤيتي، أو أن عيوني زاغت، أو أنني في منام، لكن كيف أكذّب عيوني، باذنجان يمشي في كل مكان يتجول في شوارع المدينة، قرأت سورة الكرسي والمعوذات، لم أسمع أن البشر يتحولون يوم القيامة إلى باذنجان! ما الذي حدث؟ حاولت أن أوهم نفسي أنني أتوهم لكن طوابير الباذنجان التي تتحرك أمامي لا تفسح للتوهم مجالاً، عدت إلى السكن وأنا لا أنظر إلا أمامي، أريد أن أبعد شبح الباذنجان عني، لكن الشمس لا تغطى بغربال، ما صادفت أحداً إلا وله شكل باذنجانة، فتحت باب غرفتي أردت أن أستلقي على السرير أستعيد توازني، كفاني أن كسّرت أعصابي وزن قصيدة ألقتها شاعرة طالعة برؤوس الشياطين كانت تلقيها في يوم المرأة العالمي فكسرت كل تاريخ النسوية ونظرياتها .. أفزعني أن تخيلت السرير «حلة كبيرة لسلق الباذنجان» انقصفت ركبتاي رعباً وأنا أتصور كيف أسلق، وتخيلت أنني صرت باذنجاناً محشواً، وأن مدرس اللسانيات سيأكلني مثلما أكلني حين قرأت وا حرّ قلباه مسكناً الهاء، فأرغى، وأزبد، وشتم يوم يموت ويوم يبعث حياً لجهل الطلاب بالبنية الصوتية في شعر المتنبي، وأن كل عظمة المتنبي بتحريكه هاء السكت .. سكتُّ رغماً عني غير أنني حينها ردّدت بيني وبين نفسي إذا المتنبي ابن حرام لا يهمه إن حرك الساكن وسكن المتحرك فما ذنبي… لا أنسى يوم قرأت الشاهد النحوي( أأنا إنيه) بتحريك الهاء نعتني مدرس النحو بكل أمثال الغباء .. رددت في نفسي «تضربوا» أنتم وهكذا قواعد مثل شباط ما على كلامه رباط . كان لا بد لي أن أكسر هذا الفزع الذي مسني من السرير، رميت نفسي عليه بكل فزع اليأس كانت نار الحلة برداً وسلاماً فما سلقت، تنفست الصعداء، وتوازنت، اتصلت بزوجتي ليس غيرها يمكن أن يفهم ما أصابني، لكن ما إن انتهينا من المجاملات الثقيلة وحدثتها عن عماي بالباذنجان حتى أطلقت موجات هستيرية من الضحك وراح صداها يموج وينغّم كما تهيأ لسمعي «بالبلاش الباذنجان يا بلاش .. الباذنجان ببلاش « مرت دقائق ولم تتوقف عن ضحكها حتى رأيت على شاشة البي بي سي خبراً عاجلاً : بان كيمون يشارك كيري قلقه من تطرف ضحك زوجتي .. بداية شمت بها، وقلت تستأهل غداً سيرسل أوباما أساطيله لتأديبها واستئصال ضحكتها، لكن حين نبهتها إلى الخبر زادت قهقهتها ، وقالت: مثل الكلب كلما قلق هز ذنبه .. غاظتني قهقهتها التي تنغم: «يا بلاش الباذنجان» تذكرت ما يغيظها ويبطل نشوتها بالضحك من حالي فتمتمت «… مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانكم « فشهقت والله لأجعلك باطرشاً حموياً … أغلقت الهاتف ، تذكرت ثمة ورقة بيضاء على الطاولة كتبت فيها طريقة إعداد الباطرش .. وقبل أن أمسك الخيط قلت لنفسي لم لا أستعين بمعارفي لرفع إصابتي بعمى الباذنجان إلى كيمون فيعرب عن قلقه فأشعر أن في هذا العالم أحداً يتعاطف معي، تذكرت أنني ما زلت أحتفظ برقم المستخدم الذي أصبح نائباً في البرلمان عن حزب العوّامات البلدية، ضحكت فلم أتخيله على شكل باذنجانة ربما لأنه يحظى بحصانة، ثم ضحكت حين تذكرت كيف حظي بالنيابة ،لا أنسى ذلك اليوم المشهود؛ كان رئيس حزبه في الذكرى التاسعة والتسعين لتأسيس حركة أنصار النرجيلة والعاشر والعشرين لوفاة غيفارا الذي صادف ذكرى تطهير العواليقي وحلق شاربي القومية العربية كان رئيس الحزب على موعد مع جماهيره التسعة عشر، وكان خطابه تاريخياً رناناً دام ستاً وعشرين ساعة،وكان قد تناوب على كتابته ثلة من أبرز اتحاد الكتاب الإفرو آسيويين، وكان المستخدم سابقاً النائب لاحقاً قد هستر لكثرة ما جلب من كؤوس الماء لرئيس الحزب الذي يجف ريقه كل خمس ثوان، فيضطر الحضور للتصفيق والهتاف، ووصل رئيس الحزب إلى المقررات المهمة التي توصل إليها المؤتمر الذي انعقد في ظروف استثنائية، ويبدو أن بعض أعضاء اتحاد الكتاب الإفرو آسيويين كان لديهم هنات إملائية في كتابة بعض المقررات التاريخية، فقرأ كلمة يصبح العضو صبياً إذا خر الملوك له ساجدين .. قرأها يا صبحة ولم يكن رئيس الحزب على درجة من الثقافة فهو لم يحفظ من دساتير الأحزاب الليبرالية إلا الفلكلور الشعبي، وكان دائماً يستمع إلى أغنية « يا صبحة هاتي الصينية صبي الشاي … فلما عجز عن تهجئة « يصبح» اضطرب، وكان المستخدم فوق رأسه يحمل كأس الماء، فناوله الكأس وراح ينغم على الصينية مدندناً بلكنة رجولية قومية : يا صبحة هاتي الصينية صبي الشاي .. فأنقذ رئيسه من الحرج، فكافأه بعد المؤتمر الناجح بترشيحه للبرلمان العربي .. اتصلت بالسيد المستخدم سابقاً ردّ علي بأنفة المسؤولين التاريخيين، شرحت له حالي واسترحمته بحق كل الكؤوس والفناجين التي كان يجليها في مكتبي أن يناشد بان كيمون ليقلق من حالي، وكان شهماً كما قدرت، دندن يا صبحة هاتي الصينية صبي الشاي لبان كيمون وليّا. وقال: والله إذا لم يقلق لحالك لأجعله باطرشاً، لم أطمئن لوعد أحد اطمئناني لوعد المستخدم سابقاً النائب لاحقاً، فلا أذكر مرةً إلا وكان جليه غاية في النظافة وفناجين القهوة أكثر نصاعة من لحية خطيب جامع ضيعتنا سابقاً وأحد نجوم مغني الراب في شوارع إسطنبول لاحقاً، فقد زارني مرة في مكتبي وامتعض حين رأى لوحة تخيلية لسليمان الحلبي، فرماني بوابل من الأدلة على حرمة التصوير، فشعر المستخدم بحرجي، فغطى اللوحة بمجلة زين غلافها الخارجي بصورة هيفا، فسكت الشيخ، وراح يسترق النظر إليها خلسةً، فأنا أشهد بموهبة هذا المستخدم عفواً السيد النائب بحسن تدبيره في المواقف الحرجة … لذلك اطمأن قلبي بأن بان كيمون سيقلق. عدت إلى الورقة، تذكرت أنها وصفة الباطرش الحموي التي أكرمتني بها زميلة، وهي في غاية الكرم والجود والسخاء، أين حاتم منها، فما إن شكوت أمامها من حيرتي مما آكل في غربتي، وقد مللت المعلبات والفلافل حتى أخذتها نوبة شهامة عربية، وصرخت بدهشة خسئ الجوع، بدايةً ظننت … ولا سيما أن العرب اتفقت على أن أهجا بيت قالته:تَبيتونَ في المَشتى مِلاءً بُطونُكُم وَجاراتُكُم جَوعى يَبِتنَ خَمائِصافقد أخرستْ إبليس ذهولاً، وأسقطتْ في يده حتى ظن أنّه لن يوسوس لمسلم حتى في الثلاثين من شباط، فقد كانت كريمة، وأي كرم أسخى من أن تكتب لي وصفة إعداد الباطرش الحموي، كان ذهني مشتتاً بين تذكّر صدمتي بالكرم، وغيظي من تنفيذ الوصفة، وقلق نظراتي التي ترقب تصريح بان كيمون الذي يعرب فيه عن شديد قلقه، ولكي أحضر الباطرش ذهبت إلى سوق الخضرة، تذكرت هناك عند المرابط خضرة طازجة … لمحت عيني خبراً عاجلاً، فرِحتُ.. إذاً سيفعلها بان ويقلق، لكن للأسف قلق لكن ليس لقلقي، فالخبر يقول: أعرب بان كيمون عن شديد قلقه لدخول أحد اللاجئين العرب الفندق الذي يقيم فيه أعضاء منظمة حقوق الإنسان متسولاً زجاجة ماء .. قلت في نفسي لا بد أن يقلق .. تذكرت عندما اقتربت من الخان الأثري سابقاً ومرابط الإبداع لاحقاً جلت ببصري أبحث عن مدقةً، فالباطرش يتطلب دقّ الباذنجان .. لم أجد، تذكرت أن زميلتي قالت يمكنك أن تدق الباذنجان بعقب كأس شاي إذا لم يكن لديك مدقة، سمعت صراخاً يصدر من المرابط، دخلت مع الداخلين، فأدهشني منظر ثلة من اللابسين لباس أطباء يقومون بحقن رجل يصرخ ويولول، سألت المسكين فأجهش وتأتأ: يريدون حقني بمحلول الكلس، سألتهم فأفهموني أنهم من خيرة الأطباء البيطريين، وأن الرجل مصاب بنوع غريب من « أبو صفار البقري» وقد أعجزهم علاج هذا المرض فارتأوا أن يعالجوا هذا المرض الخطير بالكلس الذي يبيّض كل شيء، فكيف لا يبيّض «أبو صفار» سألت بدهشة خفيفة فلا أستغرب إبداع البيطريين: كيف اكتشفتم هذا المرض. انتبذ أكبرهم كرشاً وقال: اشتكى الجيران أنه دائماً في الليل يصيح:دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُصَفراءُ لا تَنزلُ الأَحزانُ ساحَتَها لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُهو بعظم لسانه يعترف بأنه مصاب بـ «أبو صفار» لا يشفى إلا بأن يمسه الحجر، ولا نعرف حجراً طبياً غير الكلس .. كدت أضحك، لكن الخبر العاجل استولى عليّ قلت: حان أن يقلق بان كيمون فعلاً قلق .. لكن الخبر يقول: أعرب بان كيمون عن شديد قلقه من استخدام الأفغان للبغال في جبال قندهار لحمل الماء من دون توفير معايير السلامة للبغال. كدت أضحك لكنني شجبت همجية أطفال الأفغان الذين يريدون شرب الماء من دون الالتفات لمعايير سلامة البغال،..أكملت بحثي وذهبت إلى سوق النحاسين حيث سأجد على الأقل صحناً نحاسياً لأدقّ فيه الباذنجان. فأمس شبعت زوجتي ضحكاً مني حين أخبرتها أنني أردت دق الباذنجان في الصحن الزجاجي الوحيد الذي أملكه في سكني، فانكسر الصحن وامتلأت يدي بالجروح وأنا ألملم نثار الزجاج، غاظتني لطول ضحكها فقلت أنت .. أنت من أعطاني زجاجاً مغشوشاً لذلك انتشر زجاجه بغير إيقاع وكأنه قصيدة نثر … وكادت أصوات طرقات النحاسين تثقب طبلة أذني فقدرت أنهم يتدربون جيداً على عروض الخليل وأنا لن أقبل أن أشتري من شخص لا يحترم إيقاع العربية، ولّيت وجهي ناحية باعة اللبن العربي، فاللبن أهم المكونات البنيوية للباطرش، لكن هذه المرة فعلها بان كيمون، خبر عاجل بعيني أراه: بان كيمون يعرب عن أشد قلقه من تغيير البنية التحتية للرقص القومي في الاتحاد الأوروبي لأن بكاء أطفال اللاجئين يشكل تهديداً إرهابياً لسماحة إيقاع الروك، بلعت غصة أخرى ولم أيئس، لا بد لبان كيمون أن يعرب عن قلقه من حالي.. كان بائع اللبن رغم اندلاق شاربيه وكرشه دمثاً، ولما سألته عن لبن عربي للباطرش ابتسم بأناقة وأشاع جواً مريحاً لنفسي، فهو مثقف وأي مثقف، فقد زيّن محله بصورٍ متنوعة لقرون الخراف والثيران والماعز، وبدأ يشرح لي أن الباطرش باللبن العربي لا مثيل له في العالم، وأن خبراء الباطرش المقارن في القوقاز نبت لهم قرون أطول من قرون المستشرقين والمستغربين وهم يناطحون ذوات القرون ليرغموها على أكل الباطرش القوقازي بوصفه أهم مصادر تراث القياصرة الفكري، فقد كانوا يستقرنون خشية أن تغزو بلادهم الأمم المستقرنة فتنطح حضارتهم .وقال لي بنبرة أحسست بقرونها: ألا تعرف أن الأدب المقارن أنجبته بقرة ملتزمة التزمت إسطبلها التاريخي أكثر من سبعة قرون. اشتريت اللبن وخمّنت أن بان كيمون سيستقرن كُرمى لعيني الباطرش المقارن ويقلق.. وجدتها نعم وجدتها لست أرخميدس لكنني وجدتها، تذكرت أنني ذهبت لشراء الباذنجان كان بائع الباذنجان الأكثر شهرة من أبي الفداء يجلس خلف عربته أمام مقر شيخ الحلاقين سابقاً شيخ كار خلع الأسنان لاحقاً، وقيل اختار هذا المكان لأنه كان أمهر خلاعي الضروس في المدينة، وشاء القدر أن تألم أحد كبار المسؤولين الذي زار المدينة لافتتاح معرض أجمل عجل في الشرق الأوسط وبعد التهامه أفضل أنواع السخاتير علقت بين أضراسه قطعة من لحم السخاتير فاستدعوا فوراً أمهر بيطري في المدينة الذي كان يعمل خارج أوقات الدوام في خلع الأضراس المسوسة .. جاء البيطري وراح يستخرج بالكماشة قطعة اللحم، فتألم المسؤول، وراح يرفس برجليه من شدة الألم فالطبع دساس .. نسي البيطري نفسه قال له: (هيش هيش ). فجن جنون المسؤول وسرّحه من عمله .. ولم يجد المسكين عملاً يتكسّب منه قوته غير بيع الباذنجان … وقبل أن أستكمل المشهد ظهر على الشاشة خبر عاجل: كيري سيعقد مؤتمراً صحفياً. مسني برد اليقين فقلق كيري أهم، غير أن كيري بدأ مؤتمره بالتعبير عن شدة قلقه من التضييق على إبداع الشاعرات المحليات، وهو يطالب بمنطقة حظر جوي لأفق إبداعهن، فمظاهر العنف التي أبداها صيادو الأسماك على ضفة نهر قويق صدمت شعورهن وجفّلت وحي الشعر الأنثوي الذي كاد يحط قرب فساتينهنّ القصيرة، وأضاف: وأنا أعبر عن شديد قلق السيد أوباما من تطرف الاستعارة المكنية التي تعمل بطريقة الإقصاء فهي تحذف المشبه به وتبقي على شيء من لوازمه. رن الهاتف فانقطعتُ عن متابعة وقائع المؤتمر، كانت زوجتي تقهقه وتقول لي : تهلهل قلبي، افتح على فضائية السي إن إن وزير الخزانة الأمريكية يفرض حزمة عقوبات على الضالعين بالأعمال الإرهابية. انتقلت إلى القناة وكلي أمل بأن يكون الباذنجان أول اسم إلا أنني سمعت الترجمة تقول: وسابع هذه الشخصيات عدي بن ربيعة التغلبي المشهور بالمهلهل لم يصعقني الخبر بل شماتة زوجتي التي كانت تقول تقبر قلبي سمعت ما أحلى لفظه لاسم صاحبك المهلهل ما كان مني إلا صرخت بها: يا حاجة مالك وللفضائيات اذهبي اقرئي سورة النساء … عدت لأتذكر المشهد تذكرت أن شيئاً مسّني وأجبرني على ألا أفرط بقدسية اللغة العربية فلا أستعمل المعرب والدخيل قلت لبائع الباذنجان أريد كيلو من المغدّ الطازج، نظر إليّ شذراً وقال، نعم يا أخانا، قلت في نفسي لعله جاهل بفقه اللغة، رددت بصوت عالٍ أريد كيلو من الأنبّ …احمرّت عيناه، وقال: الله يجملنا بالعقل، رددت في نفسي: يبدو ضعيفاً جداً بالمرادفات العربية، فقلت: يا سيدي أريد أن أشتري كيلو من الحيصل أو الوغد أو الحدق أو الحَنْدَقُوق،اختر أي اسم تشاء، ومددت يدي إلى باذنجانة وقلت: من هذه. انتفخ وقال: عمي ألستَ مَن هذه المدينة. قلت: بلى. قال: ألا تعرف أن اسمها «بيتنجان» أم تريد أن «تتخوّت» علينا، قلت: عفواً يا سيد، في الأساس هذا اسمه الأجنبي « إبذنج « ومعناه «مناقير الجن» أما اسمه العربي فهو مما ذكرت حتى في بيع الحيصل تريدون إفساد العربية، أذكر أنه شتمني وشتم سيبويه وابن جني وقذفني بأكبر حندقوقة وقعت تحت يده، أذكر تلك اللحظة ضرب العربة بأقدامه، ونثر الحيصل على الأرض، وأراد استلال عصا من خشبها ليلحق بي بينما أنا فررت بجلدي رغم أن المغدة التي قذفني بها أخذت بصري وجعلتني أرى كل إنسان يمشي إما مغداً أو وغداً، وكنت أحس بألمها وكأنها مناقير الجن تنقر عيوني .. إذاً أنا لم أصب بهلوسة، إنما حدث هذا بتأثير الحندقوقة العربية، لمحت على الشاشة خبراً عاجلاً: بان كيمون يعتبر دق الباطرش بعنف تطرفاً بحقّ الحندقوقة العربية، وأخيراً يا زوجتي قلق بان كيمون، والله أظن أن فيه حس الانتماء إلى اللغة العربية، ربما كان أحد أحفاد أجدادنا الذين فتحوا بلاد الواق واق بالكلام الحسن. ألا تظنين لو أن عربياً قحاً عدّد أسماء الباذنجان العربية أمام قلاع روما لخرَّ أبطالها لإيقاعها ساجدينا …
خالد زغريت