شجرة الفرصاد حملنها. ثمرها في الطفولة
ذات اصيل. ضرج أرجوانها.. الثوب والقلب… في ذاكـرة. حزنها الجارف. خلته جف منذ زمن بعيد
. . . .
سلاما عليك أيتها المرأة. التي قذفت لي. وردة في الطريق. عبقها . يقض مضجعي
كل ليلة. أنسل خلسة. في الظلام. لأراك نجمة في السماء. جد بعيدة …
بينما حبك في القلب . جارحا لا يزال .
. . . .
تمر السنوات المضيئة بوجهك. تمر الاحزان. تعبرني الوجوه. ينكسر الناس والمواقيت. وتقبعين في ركن خفي بين الضلوع . تبزغين هكذاصورة من وراء الحجب. جمالك وحزنك. يمحو الاشياء والتفاصيل. من يعيد تشكيلك بهذا الحنين الطاغي. لوجه جميل وحزين مثلك. ينبجس سيماه بسمة ودموع.
. . . .
عندما أراك ترتجف الحواس. عيناك. صوتك. ذكراك. جمالك. حزنك. جراحك. كل الطرق تؤدي اليك. مهما كنت بعيدة..
. . . .
يبزغ من عينيك وهج. سيملأ الدنيا فرحا وجراحا. هذا الوهج المخضب
بالنور والنار .هذ العشق المقدس لا يدركه الاي.
ساعتئذ سيكون جمالك اكثر بذخا. ومشرقا كشمس اضاءت. ليلا سحيق السواد
الطفولة كانت قاب قوسنا منا ورحلت . كيف رحلت وتسرب الوقت منا كما يتسرب الماء من بين الاصابع . كنا نركض تحت النخيل في الضواحي (المجيديرة، الشرجة، الغيلة، المقصورة، الحلوى، الحيل، البسيتين، المطيلسان، المدقية، الرماني، الزخوي) نلقط ثمرها الاخضر ونقول (وتلاش) ماذا كنا نقصد بهذه الكلمة بالذات؟ التي حتى الآن لا اعرف معناها لكنها مازالت هادرة في الذاكرة كالرنين هل كنا نقصد ونحن صغار بأن الزمن سيقذفنا في التلاشي لاحقا ربما. كل شيء تلاشى عدا طفولتنا الجميلة تلك، لتبقى آثارها التي نحتها الزمن كالوشم، عالقة في النبض مهما حركتنا الجهات يتردد صداها آفاقا من شجن و فرحا واضاحيك، تلك الطفولة التي غابت عند اول باب فقدناه. الباب الذي خلعته العاصفة. وتهاوت أخشابه. متناثرة على الجدر. ونحن نختبئ في صفة الطين. طفولة الامكنة التي ازهرت حزنا وحنينا. تعاود ذكراها اينما ولينا الوجوه. ضجيجها وصخبها. افانين من براءة. لحياة طهارتها اجمل ماعشناه.
بعيدة انت الآن عني. وتركت لي طفولة مازالت موغلة في العمق. جارحة ذكراك. كل شيء يلتئم مع مرور الايام او يهمل في قاع النسيان.عدا الطفولة. التي اوغرت صدري بالحنين. وأود لو أنسى. وإذ لا شجر ينسى ظله..
اكثرهم رحلوا عن امكنة الطفولة واوغلوا في الغياب بعيدا، اخذتهم المدن والنفوذ والمال، وماعادوا يتذكرون ربما من امكنة حملت طفولتهم وازدانت بهم الا قليلا.. الاّي .. قريب انا من الامكنة دائما.. في ذهابي وايابي ارى طفل يتدحرج تحت ظل النخيل يقطف الليمون ويقذف بالاحجار اشجار المانجو ويطعن اشجار الموز بنصل من حديد، شقاوتي مندسة في الضواحي بين جدران الطين وسواقي الفلج. وحين اعبر تلك الامكنة او ازورها. ابحث عن ذلك الطفل الشقي وذكرياته في نواحيها. واقول هنا كنت اقتل الدبابير على ضفاف الساقية. وهنا كانت تنام الجدة في الظهيرة وتناديني كي اهجع وانام من الركض في ضاحية المجيديرة كالمجنون. وهنا اطفال كنا نمثل معا مايبثه التلفاز من مسلسلات تاريخية من بطل وجنود ومعارك نختلقها تقليدا لما نراه. وهنا كان عبود تحت العريش يدخن سيجارته ونحن نشاهد الفيلم الاجنبي البوليسي الشهير بالمطاردة على الدراجات النارية (شيبس). وهنا سقطت في الماءالملطخ بالوحل والطين ليلا حين كانت الضاحية مروية بماء الفلج عندما امتعظت منه وهو ينفث دخانه راكضا خوفا من عصاه. وهنا كان عمي يلقي محاضراته اليومية لي في الاخلاق عن شكاوى المدرسة والجيران التي كانت تصله عني. وهنا ذكريات مرت وايام للطفولة رحلت عنا كطائر صغير كنا نربيه ونداعبه ونطعمه ونحمله بين ايدينا فرحين به. كانت الوانه رائعة وريشه ناعما كالحرير يحبنا ونحبه نعلمه الطيران كل يوم. حتى جاء الزمن الحزين الذي طارفيه بعيدا عنا واختفى في السماء.