في مقهى طرابلس
تعال نجلس
في مقهى طرابلس
ريثما يختفي هذا الاحتقان
من رقبة الشتاء
يمكنك هناك أن تجد مدخلا جديدا
لروايتك التي تعثرت من عتبة الخريف الماضي
ربما ستكتب فصلا كاملا هناك
دون أن يقاطعك جرس البيت
أو صوت الجيران
يمكننا أن نشرب قهوة
بدون التفكير فيما سيحدث في هذه البلاد
وبدون التكلم عن المؤن المفقودة
وعن صوت أمهاتنا
وهو يتسرب الينا كل يوم خائفا،
سنجلس متقابلين في مقهى طرابلس
ونرش شحوبه بضحكة
تتأرجح في الهواء
وتسقط في جيب النادل.
في مقهى طرابلس الذي ينتظر
أن يسمع قصيدتي الاخيرة
وفصل من مولاي
روايتك التي تسرقك مني
أحك عقلي وأفكر
على طرف قلبي
يقفز القلق والخوف والحب
والكتابة والحلم
أشياء يمكن أن تشتعل
إذا مسها الشغف
لا أنوي الذهاب بعيدا
مكاني على ضيقه
يؤتث روحي
ولو بالوهم
أعلم هذا
فأنا واهمة عتيدة
أمضيت عقودا
وأنا أغير أحذيتي
في طريق واحدة
لا تستحق التعب
أحك عقلي وأفكر
لو يسكت قليلا
علني أتدبر صوتا أقل حدة
وأحلاما أقرب للأصابع
وبلادا يمكن أن يتنفس
فيها شعري
ولا يسألني فيها احد
كم الساعة؟
أو كيف حال صوتك
أو متى ستكونين انت مرة اخرى؟
يا صوتي تكلم
خارج النص
خارج العقل
خارج النهار والليل
والأمنيات الميتة
اخلع ثيابك وطر.
تقشر
مساء الخير
لكلمات تتفتت في قلبي
وأجمعها هنا
أطويها تحت سماء
ترعى صغارها وتمطر.
مساء الخير للشعر يشدني
من شعري ومن أذني
ومن أصبع روحي السابع
ولكنه يكذب علي
يخبرني بالترهات
ويجعلني أكتب حماقات
لا تستحق.
مساء الخير حبيبي
أصابعك تلفني في اليقظة
وتؤمي لي في الحلم
أستند على صبرك
وأبكي لو نمت قبلي
أنا أكتب
وأنت تشرب صوتي
أنا أتقشر
وأنت تلملم روحي
دعني احبك على طريقتي
مثل أن أرقص
وأنا حزينة
أو أنعس فيما نتفرج
على فيلم جديد
وعندما استيقظ تضحك
وتخبرني
انني ميؤوس مني
ستظلين طفلة دائما
كم أحب صوتك عندها !
سميرة البوزيدي *