– ألو .. أحبك , تعال
– أين ?
– المكان الذي التقينا فيه آخر مرة
– متى ?
– الساعة السابعة اليوم
عندما ترك السماعة من يده قفز ليكمل شيئا ما كان قد بدأه في الحمام. فكر, هل علي أن أكمل هذا? تذكر سهرة البارحة, كان بطل الفيلم رجلا بعضوين, وكان يفتك بأنثيين في وقت واحد. كانت ألوان الفيلم حالكة , وكانت بعض المشاهد مبتورة, وكانت الفتيات ينقصهن شيء ما.
لكنه تذكر البطل وعضويه . عزم على مواصلة طقسه الحمامي.
واذن فقد رضخت في النهاية وقالت له تعال الساعة السابعة.
خطواته تلتهم اسفلت الشارع الذي سيوصله الى حيث تنتظره في شوق . لا ينبغي أن يسرع , عليه أن يوفر طاقته لما سيأتي . لكن لماذا السابعة ? تذكر السماوات السبع والعجائب السبع و أشياء أخرى ذات علاقة.
جرح الجزار سبابته وهو يراه بعد أن تخيل كبشا معلقا على الخطاف بأجزائه المكشوفة يتقاطر منها الدم الطازج . تفكر في خريطة الجسد , خريطة اللحم.
الأجزاء النافرة: تثير العديد من الأسئلة
الأجزاء المسطحة: تدلي باجابات كالأسئلة
الأجزاء المهمة: تتآمر على الأجزاء المهملة تفكر هل جميع أعضاء الجسد ضرورية ? لم يشغل باله بالاجابة .
صاحب محل الأشرطة المرئية عندما رآه هرع الى كاميرته, وجدها فرصة لممارسة هوايته القديمة. سو ى الزوايا, صب الألوان , أعاد ضبط المسافات, أخرس الصوت, هنا الصورة تغني عن الصوت , أو بالأحرى المشهد يلغي الصوت, سدد .
زوم على ما تهدل من أعضاء
زوم آخر على عضلات مفتولة تكونت في غير مكانها الصحيح
زوم آخر على عينين تبتسمان بحسن نية
زوم على قلب يخفق بالغياب
زوم على عقل ينعم بالشتات
ما زالت الخطوات تقيس الطريق.
بعض الاناث فتحن أعينهن على آخرها , بعضهن الآخر أغمضنها بابتسامة وسخرية, هناك فئة ركزت على منطقة بعينها .
عند المخبز توقف. دغدغته لزوجة طقسه الذي كان . أيليق أن آخذ معي بعض الكعك? لا .. لا , سآتي بها الى هذا المكان , هي يجب أن تختار الكعكة المناسبة كما اختارت الرجل المناسب .
تابع مشيه وايغاله في تخمين ما سيكون . كان مما شاهده الخباز :
جثة تنضح ببراءة البداية
فتحة فم عريضة لا تصلح للبيتزا أو الكيك
خطوات واسعة تبتعد بجثة ما
بدا هو كممثل يعتقد بأن كل التصفيق في القاعة له هو . رشق كل ما رأى وسمع بنظرة باردة لا توحي بشيء وزاد من ايقاع خطواته .
متعاطي مخدرات قال : هذا هو و الا فلا.
أديب قال : لقد أتقن دوره حقا , مدهش.
مقاول قال : أكيد باعوه عقلا مغشوشا .
محامي قال : حنانيك يا سيادة القاضي.
صحفي قال : رائع , تحقيق يكسر الدنيا.
عاهرة قالت : لو يتحرش بي هذا الشيء.
لماذا السابعة ? تحسس ما علق بجسده جراء طقسه الحمامي قبل قليل . ضحك , تكلم مفتخرا في سريرته , أمتلك المزيد من هذا , أظن أن بامكاني أن أغرق البلدة به.
لماذا السابعة? لماذا ليست الثامنة أو العاشرة ? تفكر , ماذا لو تحولت جميع نساء الأرض الى رجال وتحول الرجال الى نساء , من ترى سيفكر أولا في الثأر?!
اتفق أن شرطي المرور المجدو ل رقمه ورتبته واسمه في جدول مناوبات المساء قد بدأت مراسم مناوبته. احتار عندما وقع بصره عليه, هل يلقي القبض عليه? أم يكتفي بالقاء اللوم عليه? وما دخل الحادثة برمتها بالمرور أصلا ? انه لم يخترق قواعد المرور.
مرق الشرطي بخفة من موقع الحدث قبل أن يضبط متلبسا بتكسير الأوامر .
آن له أن يصل , بيد أن شيئا ما استوقفه :
– وقع خطواته يسطر غيابا جديدا في دفتر التيه.
– أحس بذرات عقله تغسلها الحماقة.
– اختلاط الأسئلة بالأجوبة يثيره بقسوة
– أحداق الناس تبدأ في تعريته.
– أحداق الناس بدأت في غسله.
– تحديق الناس يدهنه بالعار.
هل يدرك المجنون أنه مجنون?!
وهل سمعه أحد يق
عبدالله بني عرابة قاص من سلطنة عمان