صورة ما بعد الحرب
المرأة في برواز خشب
أسود كان البحر
أحمر كان الصخر
تتفلت خصلات من رقة منديل أزرق
رجل من أعشاب وظلام وأساطير
وزني متدارك
لكن البحر على مرمى خمس قصائد
– ثمة أشجار تزحف، يا قومي، والوقت برسم
التهجير –
المرأة تخرج من لغة الألبوم
رجل مهزوم
يتعقب ظلا في راحة يده
وأزيز دخان في عينيه
وامرأة تحت "سماء آمنة"
يعلوها قمر ملغوم…
(……..)
الحرب، دائما ، شتاء
يتساقط فوقنا جثة جثة
من شجرة العائلة
أهواريون
قبلة من قصب
فوق سرير من قصب
يضم امرأة ورجلا من قصب
أنجبا طفلا من قصب
يا للعائلة الأكثر قابلية على الاحتراق ..
كارتون
القصة مسلية
وكوميدية بامتياز
الطفل يضحك بصوت عال أمام شاشة التليفزيون
والأم الوحيدة تكتب رسالة الى الأب
في جبهة الحرب
حيث يهطل المطر بغزارة
على أجساد عارية …
أربع شمعات
الى محمد خضير في "المعرض التذكاري"
تهيئ شمعتك على عجل فأشعلها
أهييء شمعة مماثلة وانتظرك
الظلام شاسع وعجول
وعبر الصمت الصمت وحده
نرى كيف حولتنا الحرب الى جيران يا شقيقي
ودونا بارنسكي ووكر (1) أضاءت شمعتها عن بعد
على ضوء شمعاتنا الأربع
لم تعد اللحظة الهمجية على الغرور ذاته
ولا الليلة التي سقطت على أرواحنا البسيطة
لأن الأوجه المضيئة ستجد من يتفرس فيها
نحن المضيئين أدناه:
نعلن عن محاولتنا في اكتشاف وظيفة أخرى للضوء،(2)
أنا دونابارنسكي ووكر، مهندسة كهربائية في معهد
ماساشوستس للتكنولوجيا..
بحلول الشتاء، هنا في ولايتي ، نيو هامبشاير، يخيم
الظلام مبكرا، وكانت أوراق الشجر قد تساقطت منذ
شهر أيلول الذي بدأت فيه، للمرة الأولى، ببذل
جهودي الهادئة
في مضمار الدبلوماسية المباشرة .. ولا تزال شمعتي تشع
نورا في أمسيات الجمع
وهي ترسل رسالتها الصامتة الى عوائل العراق …
ويعمد جيراني عير الشارع بدورهم، الى ابقاء شمعتهم
منيرة بصيصان من نور وسط ظلمة الليلة الداكنة،
الباردة شمعة في الشباك،
إنها رسالة منطق وأمل …
في ليلة حديد ما بعد الحداثة
لم يعد "غير الصمت الجوهري، صمت الأرض التي
تستنشق هواء المحرقة.
إنصهار الحديد وشواء الموتى ودخان الورق" (3)
ولم يعد لنا، في غياب الموت، غير الوظيفة الجديدة
للضوء:
تفسير غموض الأيدي المذبوحة …
وإنقاذ الألم من فلسفة الضماد
حيث تلك الليلة المزمنة
"ليلة عيد الميلاد"
الليلة التي فيها من الأضواء ما يكفي للسخرية من كل
شموع العالم
احتفاء حفنة من القتلة بآلاف الجثث الضائعة
لكأن موتنا هو أكثر فقرات البرنامج إثارة لموت آخر
جديد
لأنه الموت السهل …
امرأة
تأتين إلي مبللة الشعر، محناة الكفين ..
هل نسأل عن آخر هذا الممر الموغل في الوحشة؟
هل كان علينا أن نتقصى آثار المنفى الغابر؟
إذ تأتين مبللة الشعر، محناة الكفين ..
أناولك المنشفة القطن، طلاء الأظافر، الشال
الشرقي وكوب النعناع.
غيم في الشرفة
وكتاب ضد الوقت قرأنا معا،
سأقبلك الآن..
أفكار خطرة
في جسدي رغبة
أن اشرب ثديا وأحطم لعبة
في جسدي وطن وأقاويل
على حبل غسيل
في جسدي عمات
يستقبلن شتاء مرتحلا ويودعن شتاء آت
في جسدي أهوار
للسمك المقتول بأيدي الثوار
في جسدي مليون قتيل
يمشون بلا أي دليل والليل طويل
في جسدي أفكار خطرة
لكني أخاف على العالم
دفاع عن النفس
يترصدني منذ قصيدتي الأولى
إذ تتعرى يقترح الثوب
وإذ تتسكع يضع المفرزة الأمنية
إذ تحلم يوقظها في منتصف الحلم
ولهذا أطلقت النار
على هذا الشرطي القابع تحت قميص الأشعار
فانطلقت أغنية
يختلط الخوف بها والحرية
ــــــــــــــــــــ
1- ورد النص في "المعرض التذكاري" لمحمد خضير.
2- من "المعرض التذكاري" لمحمد خضير.
3- من "المعرض التذكاري" لمحمد خضير.
عواد ناصر(شاعر من العراق يقيم في لندن)