أنا بورخيس
عيناي سكتان لعربات
أحلام مدججة بطيور الرعب،
زاوجت ملايين الأحرف،
بددت الألوان
بيأس مقامر محترف
أنا بورخيس
ضربة مرآة عملاقة
في شمس ساهمة
شقيق هومير، أنا
أصل أوتار قيثارتي
من شمس إلى أخرى
أنا بورخيس
اعترف.. لابد من عمى ما للشاعر
كي تنفجر ملايين الشموس في قلبه
……………
رأيت ما رأيت
رأيت أقنعة القتلة تغسل في الصباح
تحت ماء يلتمع كالأنصال
رأيت الهواء الأخير
يتردد في صدور الضحايا
وهم محجورون في اللحظة اليتيمة
رأيت الأقنعة تستبدل
بين قناع وقناع
رأيت الجمال الأخاذ كبرق خاطف،
الجمال الذي لا يولد سوى الفراغ في العيون
أنا بورخيس
رأيت نفسي أندغم في المرآة
ثم لا شيء
،
رأيتني، أذرو الظلام بمذراة القمر
وانزل النهر،
عند صياح أول نجمة
أنا بورخيس
صنو الاحتمال والدهشة
انبثق في كل صفحة، سلسلة
من التأويل المبهم : المشع
………….
صفحة، إثر صفحة
ألاحق الخفي والغامض من الجهات،
أراكم الأقنعة
من القتيل إلى القاتل
وهباتي تتلاحق كألغاز
أجيء بقلب عطش الى الجمال
/الجمال مفتاح كل معرفة/
أخوض في كلام الشعوب
وأشفق على البشر من أنفسهم
أنا بورخيس
عقب كل ضربة فأس،
أسمع صليل الذهب
مذكرا حريتي بسلاسل، طالما رأيتها
"تزين" رجالا في طريقهم الى الظلال
عند كل كلمة
أرى النساء ينابيع وأفراسا
تلاعب الرياح أعرافها، تحت وهج شمس
مغلفة كترس هائل،
يقطر شررا
في أصائل تميل الأشياء فها الى الذهب
والنعاس
أنا بورخيس
يقظة الأفعى تحرسني وكمون الذئب
……….
أدخل برج الأسد
أرى العذراء على حرير أبيض
والظلام الوثير الأخضر،
ينيمها،
فأتملى رائحتها، بشغف صحراوي
يتسمع خرير المياه وحفيف الشجر
أنا بورخيس
قلوب جميع الشعراء
صبت في قلبي
أحببت (بملايين الجنون) الذي يتملك الشعراء
ومت في الحب بقدر ميتاتهم
………….
قلبي نبتة برية
لا مكان لها، لا عنوان
………
أقول ..
الليل مرآة
وما من عاشق لا يسهر تحت وهج دموعه
أنا بورخيس
لا أسكن إلا قلبي
ولا أرى إلا بعيني
باسم المرعبي (شاعر من العراق ويقيم في السويد)