إن اضطهاد المنشقين بإساءة استخدام الطب النفسي ممارسة خبيثة متأصلة في طبيعة النظام السوفييتي. لقد أدى سقوط النظام الستاليني وادانته الجزئية في 1956 الى انبثاق حركة انشقاقية في الاتحاد السوفييتي. وتصاعد على نحو هائل عدد الشكاوى من النواحي السلبية في هذا البلد. وظهر مؤلفون طالبوا بنشر مواد عن موضوعات محظورة، وبعد ذلك بقليل بدأ Samizdat ( نشرا لمواد بواسطة المؤلف ). ولما كانت وكالة الاستخبارات السوفييتية KGB تعد قادرة على الابقاء على وسائل الارهاب الستاليني، فقد كان عليها أن تعثر على طرق جديدة للضغط على المنشقين . وكانت المشكلة تكمن في العثور على وسائل قمع لا تحمل في شكلها الطابع الستاليني، ولكنها مع ذلك لا تختلف في تأثيرها عن الوسائل القديمة، وقد ثبت أن وسم المنشقين بالمرض النفسي وحجزهم في المستشفيات النفسية هو الحل الأمثل لهذا المشكلة . أولا، أدى ذلك الى تقنع عملية القمع في حد ذاتها، باستخدام طبيب نفسي يمكن أن يبدو ظاهريا كطرف نزيه يؤدي وظيفته . ثانيا، إن ذلك جعل من الممكن عزل المنشق لفترة غير محدودة، حيث ين استخدام كل أنواع العنف ضده، وحيث لا يكون هناك أي شكل من أشكال الدفاع _سواء أعان دفاعا قانونيا أو سواه . وأصبح مصير الشخص معتمدا تماما على ارادة الطبيب النفسي، الذي حددت له وكالة الاستخبارات السوفييتية، بالتالي، أفعاله ونظمتها، ثالثا، أدت هذه الممارسة الى وجود احصاءات تعكس ارتفاعا في عدد المرضى النفسيين في الاتحاد السوفييتي، ولا تعكس ارتفاعا في عدد المنشقين .
موجة جديدة من القصب . وكان من أوائل ضحايا هذا القمع بواسطة الطب النفسي فاليري تدرزيس Valery Tarsis ويوتر جريجورينكو .Pyotr Grigorenko إن سلامة عقول هؤلاء الناس لا يمكن أن تكون مرضه شك، حيث إنها أتاحت لهم أن يكونوا شخصيات رائدة في أجيالهم . من يستطيع تقدير الاعداد الحقيقية للمعا رضين الذين ن ج بهم في المستشفيات النفسية لا لشيء إلا لتفنيد أفكارهم عن الكرامة الانسانية ولتفنيد ما كانوا يرونه حقا ؟ قيل إن هؤلاء الناس كانوا يعانون من حالات ذهان كامن أو من حالات مماثلة للذهان، وكان الطبيب النفسي المسلح بنظريات
Snezhnevsky أي فعل معارض علامة على عدم قدرة صاحبه على التواؤم مع المجتمع أو القيام بوظيفته على نحو طبيعي في المجتمع . وقد نشرت وكالة الاستخبارات السوفييتية في عصر بريجنيف موجة جديدة من القمع على نطاق واسع في طول البلاد وعرضها. ووضع المنشقون في السجون وعوقبوا،فلاجات الطب النفسي، بصورة متكررة دون تحقيق أو محاكمة _ وحتى بدون كشف نفسي من أي نوع .
وفي أوائل الستينات، أدركت أنا شخصيا في شبابي بينما كنت أعمل طبيبا نفسيا في سيبريا بعض الضغوط التي تمارس على الأطباء بواسطة وكالة الاستخبارات السوفييتية، والبيروقراطية، وضباط ون درة الداخلية . وقد حاول محامو الوزارة وضبا طها التأثير علي في مرات عديدة بطبيعة العلة النفسية كان يفترض أن شخصا ما كان يعاني منها _ مع أنني كنت طبيبا نفسيا. وأكدوا لي أن توقيع الكشف النفسي على أحد هؤلاء الأشخاص إجراء شكلي ممل من وجهة نظرهم . وكان علي في كل مرة، حتى لا أذعن للهيئات الرسمية، أن أرفض بصراحة إصدار أحكام فردية، وأطالب بتوقيع الكشف على هؤلاء الناس "المعتلين نفسيا" بواسطة لجنة من أخصائيي الطب الشرعي . وكنت أقول عادة "لو أن أقاربه أتوا به الي، أو لو أنه أتى بمفرده، لكان علي أن أشخص حالته وأعالجها، ولكن حين تأتون به الى، يكون من الأفضل توقيع الكشف عليه بواسطة لجنة طبية، لن أشخص حالته بمفردي"، وقد صار الاطباء الذين لم يعملوا بتلك الطريقة، أي الذين لم يشخصوا حادات بناء على أمر من المؤسسات العقابية، صاروا عرضة للأعمال القمعية من قبل تلك المؤسسات . وقد تعرض عدد كبير لهذا الضغط من وكالة الاستخبارات السوفييتية والبيروقراطية، ووزارة الداخلية – وقد رضه الناس في مستشفيات الطب النفسي بدون فحص شرعي حقيقي من منظور الطب النفسي .
وقد قام معهد سيربسكي للطب النفسي الشرعي بدور قيادي في هذا النوع من النشاط . وساءت سمعته سريعا نتيجة لعدد من تعبيرات الطب النفسي التي وصفت الذين دخلوا في صراع مع السلطات، ونتيجة لطبيعة التشخيصات المبتذلة (تكرر تشخيص متلازمة البار انويا أكثر مما ينبغي). ولم يقبل المعهد إمكانية حدوث أخطاء طبية فردية في هذا المجال الخاص . وتد فحص أحد الأشخاص بواسطة سبعة عشر شخصا وتبين أنه عاقل، إلا أن الجميع وصفوا بأنهم يعانون من متلازمة البار انويا. إن هذا "المتلازمة " رسخت بعد أن وضعوا بالفعل في مستشفيات الطب النفسي . وهكذا بدا وكأن هذا التشخيص فصل على نحو خاص ليناسب أي منشق في الاتحاد السوفييتي . وقد ساعد هذا الشكل الجديد من القمع معهد سيربسكي على أن يكون القوة الرائدة في دعم "السجون النفسية " (اسم عامي في اللغة الروسية )، وهو الاسم الذي عرفت به هذه المستشفيات . لقد عرفوا السلوك "غير المتكيف اجتماعيا"، واتجه العاملون الى جمع معلومات عن الذين يسلكونه، وحجزهم في مستشفيات الطب النفسي. وحقق هؤلاء الأطباء النفسيون من أمثال سنيجنفسكي، ولونتس، مورزف، وتالتس، سمعة مروعة نتيجة نشاطاتهم، وتم التعذيب في مستشفيات الطب النفسي باستخدام كل الذخيرة الطبية : العقاقير المضادة للذهان مثل السلفازين، والصدمات الكهربائية، والأنسولين، استخدمت مع وسائل أخري أحيانا، كصورة من صور الاستبداد الجسدي والخلقي.
وكان القمع بواسطة الطب النفسي في الاتحاد السوفييتي يتم دائما تحت السيطرة المباشر ة لوكالة الاستخبارات السوفييتية، وكان على الضباط في هذه المؤسسة أن يدشنوا العمليات ضد المنشقين . كانوا يحضرون أثناء قيام اللجان الشوعية بالكشف، ومارسوا، بالطبع، الضغوط على أعضاء هذه اللجان، وتحكموا في الذين وضعوا في المستشفيات وفرضوا عليهم الحراسة أثناء فترة الاقامة في المستشفى. ولم يكن الخروج من المستشفى يتم إلا بموافقة من وكالة الاستخبارات السوفييتية . وبهذه الطريقة تم تحطيم عدد كبير من المنشقين، واضطروا الى نبذ معتقداتهم .
إلا أن نشاط وكالة الاستخبارات السوفييتية في مجال الطب النفسي لم يمر مرور الكرام، لقد لاحظته جماعات حقوق الانسان في الاتحاد السوذييتي، كما لاحظه المجتمع الدولي، حيث انبثقت حركة معارضة لوضع سجناء الطب النفسي. وقد ألقت وكالة الاستخبارات السوفييتية، دفاعا عن الطريقة التقليدية لعمل تلك المستشفيات، بكل ثقلها لمحاربة كل من كشفوا اساءة استخدام الطب النفسي. لقد أرسل الطبيب النفسي سيعاون نجلو زمان الى أحد سجون الطب النفسي بسبب نشر حالة الجنرال بوتر جريجورينكو، وبعد ذلك، وجد الكسندر بودر ابينيك، الذي كتب عملا عن اساءة استخدام الطب النفسي وجد نفسه سجينا هو الآخر، وقد وجد كل أعضاء اللجنة غير الرسمية لدراسة اساءة استخدام الطب النفسي لأغراض سياسية أنفسهم خلف القضبان في النهاية . وكنت آخرهم، بسبب نشر مقال بعنوان "مرضى رغم أنوفهم ". حاولت في هذا المقال أن أوضح من منظور مهني، ألية القمع السياسي بواسطة الطب النفسي في الاتحاد السوفييتي.
وقد أدى هذا الاستخدام الوضيع للطب النفسي لأغراض سياسية الى إدانة الجمعية السوفييتية للطب النفسي في اجتماع الرابطة الدولية للطب النفسي (WPA) في هونولولو في عام 1977. إلا أن هذا النوح من القمع استمر بكل قوته في الاتحاد السوفييتي. وبسبب الانفراج الملح في العلاقات الدولية، احتاجت السلطات السوفييتية الى ضرورة ايقاف النقد الدولي لهذه الممارسات الخبيثة . وخوفا من الطرد من الرابطة الدولية للطب النفسي، وكان احتمالا قويا في مؤتمر عام 1983، اختار الأطباء النفسيون السوفييت بصورة مخزية الانسحاب قبل عزلهم .
نشر حديثا عدد من المقالات في الأوساط السوفييتية عن اساءة استخدام الطب النفسي في هذا البلد. ولكن ما الاساءات التي تذكرها؟ إنها تقدم الوثائق عما تدعوه "الأطباء النفسيين المجرمين " الذين أساءوا استخدام وضعهم المهني بقبول الرشوة من مجرمين محترفين ليساعد وهم على الافلات من السجن . وتذكر أن البوليس وضع، باساءة استخدام قوة الاطباء النفسيين، عقلاه في مستشفيات الطب النفسي وأن الأطباء النفسيين أكدوا تشخيصات زائفة . وتصف حتى دور الطب النفسي في اضطهاد هؤلاء الناس المنبوذين من قبل السلطات . إن هذه الاعترافات ذات أهمية هائلة، لكن الهدف من هذا المطبوعات هو تقليص مسألة اساءة استخدام الطب النفسي في الاتحاد السوفييتي الى حالات فردية . إن الاقتصار على ذكر حالات فردية، أساء الأطباء النفسيون فيها الى وضعهم المهني أو قام فيها البوليس بدور مماثل ربما يوحي بأنه لم يظهر أبدا في الغرب ضحايا سابقون لاساءة استخدام الطب النفسي في الاتحاد السوفييتي – أشخاص من أمثال الكاتب فاليري تارسيس، والجنرال بوتر جريجورينكو، وليونيا بلاشتش، ويوري بيلون، وناتاليا جوربا نفسكا، وفيكتور دفادوف، وارجينوف، وحديثا جدا، فلاديمير تيتوف . إن كتابة من هذا القبيل تعطي انطباعا بأن عدد ضحايا اساءة استخدام الطب النفسي في المستشفيات السوفييتية لا يتجاوز الى. وتذكر الدعاية السوفييتية دائما حالات فردية لمرضى نفسيين، مرضى ربما يعانون من بعض الأعراض النفسية، ولكنهم في الوقت ذاته قاموا بما يمكن أن يوسف بأنه عداء للحكومة أو عداء للتصويحات السوفييتية _ ويوجد حقا عدد ضئيل من هؤلاء الناس . والحقيقة أن الغالبية العظمي من هؤلاء الذين اضطهدوا بواسطة الطب النفسي لأغراض سياسية أناس عقلاه،عقلاه حجزوا في سجون الطب النفسي، وعددهم يتجاوز المئات .
ربما يتساءل المرء، وماذا عن أمثال فارتا نين، الذي يمكن أن نصفه بأنه مضطهد رسمي، مؤيد رسمي لاساءة استخدام الطب النفسي – أو مرجريتا تلتس،الذي لا يخجل حتى اليوم من وصف شخص مثل الكسندر نكتين، مؤسس اتحادات المهن الحرة في موسكو، بأنه مريض نفسي . ومما يؤسف له أن بعض الأطباء النفسيين في الغرب يتحدثون مه ذلك عن امكانية قبول الاتحاد السوفييتي في الدولية للطب النفسي مرة أخرى. هل يشعر حقا رئيس الرابطة الدولية للطب النفسي بالفخر نتيجة الشكر والاعتراف الموجهين اليه بواسطة مورزوف عبر الصحافة ؟ من يستطيع أن يقول إنهم لا يعرفون أن القمع بواسطة الطب النفسي مستمر في الاتحاد السوفييتي؟ إن المعلومات من مستشفيات الطب النفسي، ومن معسكرات الاعتقال، تنتقل أحيانا ببط ء شديد. إننا نعرف ان بالتأكيد أن عددا من المنشقين وضعوا في مستشفيات الطب النفسي عام 1986، وتتعلق هذه الأحداث بحالات محددة، إن بحوزتي قائمة بأسماء هؤلاء المنشقين والمقالات التي اتهموا بسببها أساسا: إثارة ودعاية ضد الحركة المضادة للسوفييت، محاولات لعبور الحافة، الافتراء على الحركة المضادة للسوفييت والنشاط الديني، تلقيت، حديثا، معلومات عن كوتا فين وزوجته، اللذين وضعا في المستشفى مباشرة من مكتب استقبال اللجنة التنفيذية الدائمة في مجلس السوفييت الأعلى . وقد استلمت ميرونوفا الوحيدة جثمان ابنها مشوها بعد يومين من شكواها بسبب وضعه بالاكراه في المستشفى. وهذه المعلومات مسجلة في أخبار الطب النفسي (6ا أكتوبر 1987)، وهي جريدة الرابطة الامريكية للطب النفسي . وفي هذه اللحظة، يخضه عدد من أتباع الاله كريشنا Hare Krishna لعلاج بشع في مستشفيات الطب النفسي السوفييتية ويرغمون على انكار إيمانهم علنا، ومه ذلك، ليس ثمة منطق في أن يعرض على الملأ شخص يعتبر مصابا بانفصام وهو ينكر معتقداته الدينية – كيف يمكن لشخص، شخص على هذا النحو، أن يكون مسؤولا مسؤولية كاملة عن كلماته ؟ إلا أن وكالة الاستخبارات السوفييتية مستعدة تماما للاستمرار في هذه الممارسة لأن الدعاية في الوطن أكثر أهمية بكثير بالنسبة لها من الادانة الغربية .
إن اعادة ضم الاطباء النفسيين السوفييت الى الرابطة الدولية للطب
النفسي بدون ضمانات صارمة سيقدم لوكالة الاستخبارات السوفييتية والمنظمات العقابية الأخرى كارت بلانش لمواصلة العمل بالطريقة نفسها، ومن ثم يصبه في الواقع وضع السجناء السياسيين في مستشفيات الطب النفسي السوفييتية وضعا يائسا في النهاية، بماذا يمكن أن تفيد الاعتراضات إذا تم ضم السوفييت من جديد الى الرابطة الدولية للطب النفسي؟ وتقع مسئولية الاقدام على خطوة من هذا القبيل على عاتق أولئك المستعدين لضم الاتحاد السوفييتي للرابطة الدولية للطب النفسي من جديد. ويوصفي طبيبا ومؤيدا لحقوق الانسان، على أن أدون أفكاري عن الشروط الضرورية للموافقة على ضم السوفييت للرابطة الدولية للطب النفسي . أولا، على الأطباء النفسيين السوفييت أن يعترفوا بأنه حدث قمع وإساءة استخدام للطب النفسي في الاتحاد السوفييتي لأغراض سياسية، وأن يرفضوا تلك الممارسات . يجب الافراج عن كل المحجوزين في مستشفيات الطب النفسي لأسباب سياسية ويجب إجبار الأطباء النفسيين السوفييت على المساهمة في عمل اللجنة الخاصة بدراسة اساءة استخدام الطب النفسي لأغراض سياسية، وهي لجنة تابعة للرابطة الدولية للطب النفسي، ويجب على السلطات السوفييتية أن توفر بوضوح لهذه اللجنة فرصة العمل بحرية في جميع انحاء الاتحاد السوفييتي.
ثمة مسألة ذات أممية كبيرة بالنسبة للأطباء . كثيرا ما نسمع السؤال التالي :،أهل من الصواب أن يهتم الطبيب بمسائل حقوق الانسان ؟ ." إن قيادة الرابطة الدولية للطب النفسي ترى أن إدانة أعمال الطب النفسي العقابي في الاتحاد السوفييتي تورط في السياسة . ولكن لماذا لا يصنفون الاساءات الفعلية التي ترتكب بوصفها سياسة ؟ هل إساءة الاستخدام ليست سياسية بينما النقد سياسي؟ إن مسألة الطبيعة اللاسياسية للطب ربما تكون قديمة قدم الطب النفسي، كما نوقشت مسألة ما إذا كان على الطبيب أن يقدم مساعدة طبية لعاود في أرض المعركة . الطبيب انسان مثل الآخرين وربما تكون له آراء سياسية، ولكن حين نعتقد أن على الطبيب أن يكون لاسياسيا تجاد مرضاه فتلك مسألة أخرى، إن عليه أن يعالجهم بصرف النظر عن معتقداتهم وآرائهم . كان الاهتمام الأساسي للطبيب دائما أن يقدم للمريض المساعدة والعطف والحب . وهكذا يكون على الطبيب أن يرى في كل ما يؤذي الحياة والصحة ظاهرة سلبية – ظاهرة عليه أن يقارعها بكل ما أوتي من قوة . واذا كانت السياسة تسبب أذى مباشرا لصحة الناس، وتسلبهم حياتهم في الحقيقة، فهل يمكن للطبيب أن يجلس مستريحا ويشاهد ذلك بهدوء. خاصة إذا كان الطب نفسه مستخدما لاقتراف الأذى؟ ربما يكون حسنا أن الاطباء في ألمانيا النازية في وقت كان البشر كلهم محفوفين بالخطر، وجدوا مبررات أخلاقية لموقفهم الحيادي تجاه الفاشية بالتنويه بموضوعيتهم المهنية . من الصعب أن ندين من كانوا محايدين في ذلك الوقت، انما مسألة تخضه لضمه الطبيب ذاته . ولكن الموقف مختلف فيما يتعلق بأناس من قبيل جوزيف سنجيل، أحد الذين قاموا بتجارب طبية معينة السمعة، وهم أناس ربما لم يظهروا في الصفوف . وأود أن أقول إنه يوجد الان أطباء مثل سنجيل في النظام السوفييتي . ربما لا يقتلون عددا كبيرا من الناس، وربما يستخدمون وسائل مختلفة بعض الشيء، لكنهم موجودون، وعلينا أن نهتم بأنه لا يجب وجود مثل هؤلاء الأطباء الآن، أو في المستقبل . ولذا يجب على كل طبيب الا يقف موقف اللامبالاة ازاء استخدام الطب كشكل من أشكال القمع السياسي . إن قضية مساهمته في الحياة السياسية هي نفسها قضية أخرى، ولكن عليه الا يستخدم معرفته الطبية لأغراض سياسية أخرى. إن الطب سياسي بهذا المعنى.
عبد المقصود عبد الكريم (شاعر وسيكولوجي من مصر)