شريف الشافعي
شاعر وكاتب مصري
نتبادل الهدايا
مع القمر..
تصلنا ابتساماته
بسرعة الضوء..
تصله دموعنا
بسرعة أكبر..
تلك هي «سرعة الظلام»
لا باب للعتمة
ولا باب لي..
إذا هي دخلتني،
وجدت بابها الحجري..
وإذا أنا دخلتها،
رأيتُ أين مفتاحي
لا أسمّيكِ سرابًا أبدًا
فالعشبُ،
حينما أتذكركِ،
يكسو صدري
على جانب الطريق
أتوقف طويلًا..
كي أسمّي الأشياء
بأسمائها..
فإذا صدمني اسْمي
وأنا ماضٍ،
فلن يدهسني..
ارتطامُ الصخرتين
آخرَ الليل
كان كارثيًّا بما يكفي
لهروب الليل..
ومضيئًا بالدرجة التي
تغريني لأسأل:
«أيُّهما رأسي؟»
افعلْ أي شيء
غير أن تُقبّلها في السر..
المرأة الضاحكة
التي تصافح العالم
علانية
بلا خجل..
المرأة التي تقول..
عند كل زلزال:
«الأرض ترقص»
من آثار قدميها
على الأرض
سيحكون عنها طويلًا
التي لم تعبر من هنا أصلًا
لكنْ قفزتْ من ذاكرتي
مثل فكرة ناضجة
فارتشفتها
جذورُ الأشجار
لا يليق بكَ
دور المايسترو
أيها المزدان
برابطة العنق،
وروحك العارية
مربوطة
في ذيل نغمة شاردة
الغائبون عني..
صاروا كثيرين جدًّا..
الشجرة التي
بلا أوراق
ربما تعرف عددهم..
سأسألها
هذا الخريف
عن أسماء أبنائها المفقودين
لا بأس أن أعرف أسماءهم..
وأحفظها،
أنا الذي
لم يعد لي اسم
منذ صار الغائبون
كثيرين جدًّا
ما بقي مني في يدها
بعد سلام الوداع
هو أنا
برفقة الماضي
في جولة طويلة
حتى أهلكنا التعب..
لم نجد غير كرسي واحد،
جلس هو..
ومشيتُ أنا بدونه،
فاسترحتُ
الأيام التي تفلت
من يدي
تذهب مع مياه الأمطار..
ليتها تأخذ معها يدي،
أريد أن أصافح
جذر شجرة متعطشًا..
أريد أن أحفر
حفرة بحجمي
في أرض صغيرة،
أفلتت من يد الأيام
بخارُ الماءِ
الصاعدُ من البحيرة..
هو بقية حديثِ الماءِ لكِ،
أيتها التي تحولتْ فجأة
من سمكةٍ إلى نجمةٍ
أيها المختبئونَ بداخلي،
اكسروا زجاجَ عيوني..
واخرجوا،
أنا لستُ كهفًا
من أجل وتر وحيدٍ حسَّاسٍ
بين أوتاره القديمة،
سأحتفظ بالعود المتهالك.
سأعلقه على جدار
أكثر تهالكًا..
نامي دافئة في حضني
ومشروخة مثلي
أيتها الموسيقى