أهتم النقد الأدبي الحديث بعتبات الكتابة، وكان الاهتمام الأكبر من قبل الدراسات السّيميائية المعاصرة، إذ اهتمت بكل ما يحيط بالنص أو ما يسمى بالنص الموازي من عناويين، مقدمات، وإهداءات، وهوامش، ولوحات الغلاف…بعد أن عُرف أنها مفاتيح من أجل الولوج إلى النص، وفتح مغاليقه. فالعتبات تزرع في القارىء الإثارة، والرغبة إلى اقتحام عالم النص برؤية مسبقة على الأغلب.
وأصبحت هذه الدراسات لا تكاد تخلو من الحديث عن العتبات النّصية وخاصة العنوان الذي يعد العتبة الأكثر أهمية التي يقف عندها الناقد ليستنتطقها، والقارىء ليتفحصها قبل الدخول إلى قلب النص.
وتعتبر العتبات علامات سيميائية، وهي الحد الفاصل بين النص وخارجه، وتعد الجسر الذي يصل بين النص والقارىء كونها تمهد الطريق للقارىء في الكشف عن مدلولات النص وجماليته.
ويحتل العنوان مكان الصدارة على غلاف الرواية، ويمثل اللقاء الأول بين النص والمتلقي وهو من أهم العتبات لأنه من خلال يمكن للقارئ الولوج إلى عالم النص الروائي.
وتنبع أهميته مما “يثيره من تساؤلات لا نلقي لها إجابة إلّا مع نهاية العمل”. (1)
فالعنوان يسبب الإثارة والتشويق للقارئ مما يدفعه للقراءة في محاولة للإجابة على التساؤلات التي ارتسمت في عقله، وإسقاطها على العنوان.
يبدو إن الروائي المزروعي فكر كثيرا في عنوان روايته، لأن من خلاله يكوّن القارئ انطباعا أوليا عن النص الروائي، فالعنوان بنية دلالية لا يمكن الولوج إليها إلا عبر إسقاطها على المتن الروائي، فالعنوان جرى عليه الكثير من التغيرات في وقتنا الحاضر فلم يعد عنوانا حرفيا اشتماليا بل عنوانا يرمز ويلمح وهو ذات بعد إشاري سيميائي، يهز المخزون الفكري في وعي القارئ ولا وعيه أيضا ليشرع مباشرة بالتأويل، فهو “رسالة لغوية تعرف بتلك الهوية وتحدّد مضمونها وتجذب القارئ إليها، وتغريه بقراءتها وهو الظّاهر الذي يدلّ على باطن النص ومحتواه”. (2)
فالعنوان “يمثّل أعلى اقتصاد لغوي ممكن ليفرض أقصى فاعلية تلقّي ممكنة، ممّا
يدعو إلى استثمار منجزات التّأويل في الوصول إلى اختراق دلالات العنوان التّي ستلقي
بضلالها على النّص”. (3)
اختار الروائي عنوانا مثيرا، وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالمتن الحكائي، بل إن الخطاب الحكائي يجيب عن سبب التسمية ودلالاتها.
وأسس العنوان لانزياح ضبابي حتى ” يُثير مخيلة القارئ، ويلقي به في مذاهب، أو مراتب شتى من التأويل، بل يدخله في دوامة التأويل، ويستفز كفاءته القرائية من خلال كفاءة العنوان”. (4)
وسنحاول بهذه الدراسة أن نربط بين العنوان والنص الروائي، لمعرفة الجدلية التي تحكم هذه الترابط، فالعنوان يتسبب برعشة لذيذة للمتلقي، تجعله يندفع للقراءة، ويعمل على معرفة العلائق التي تصل العنوان الرئيسي بالنص، فلا يمكن دراسة العنوان مستقلا عن النص، كما لا يمكن دراسة النص دون معرفة بأسرار العنوان، وينقل جيرار جينيت عن الروائي الروائي فيريتير ” Furetiére ” مقولة تدلل على وظيفة العنوان، وهي: “إنّ العنوان الجذّاب هو قوّاد الكتاب الحقيقي”. (5)
إن العنوان، “بوصفه ملتبسا، هو تلك العلامة التي بها يفتتح الكتاب: من هنا يجد السؤال الروائي نفسه مطروحا، وأفق انتظار القراءة معينا، والجواب مأمولا. من العنوان”. (6)
إن القارىء يجهل ما في داخل النص، وهو بحاجة لعنوان يبدد القليل من عدم اليقين، حيث تكون القراءة، “هذه الرغبة في معرفة ما يسترعي الانتباه على الفور كحاجة للمعرفة وإمكانية لها (وبالتالي باهتمام)، مثارا”. (7)
ويورد فانسون في كتابه وظائف العنوان، فله وظيفة تحديد الكتاب، كالاسم الذي يحدد شخصا، ووظيفة وصفية إذ يمنح القارىء إشارات عن محتوى الكتاب. وهناك القيمة الإيحائية للعنوان والتي تحيل إلى المعاني التي يتضمنها النص، وأخيرا الوظيفة الإغوائية، فأحد الأدوار الرئيسية للعنوان هو إغواء الجمهور، وشد انتباهه، ولا ريب أن معايير الإغواء تحتلف حسب الزمن أو الجمهور المستهدف.
ويؤسس العنوان على بنية تواصلية قائمة على مرتكزات هي المؤلف والقارئ
والنص والعنوان، الذّي عدّه النقاد العنصر المركزي في البنية التّواصلية . فإذا كان العنوان يعلن، فإن النص الروائي يفسر ويجلي إيماءاته، فلا يمكن دراسة العنوان دون النص والعكس صحيح. فالعنوان يمثل هوية النص، التي تميزه عن غيره، يفتح ذاكرة المتلقي، وخياله على عالم إبداعي جديد، يُشبع رغباته الجمالية.
علاقة الغلاف والعنوان في النص الروائي
اختار الروائي صورة الغلاف لتكون بورترية للشاعر ستيفان مالارميه، للفنان بول غوغان، والصورة قريبة من ثيمة العنوان إذا يظهر أعلى رأسه طائر يشبه الغراب، كما أن حياة مالارميه البائسة والمليئة بالهموم، حيث توفت أمه وهو صغير ثم والده وشقيقه، فكانت حياته يظللها الاكتئاب، وشعره الرمزي، وملامح وجهه الصارمة والقلقة، وبؤسه الظاهر جعلت البورتريه ملائما جدا للرواية، وجاء اللون الأسود كلخفية ليزيد ضبابية المشهد، وجاء العنوان بخط أبيض كبير معتم بالأسود، أما اسم الروائي فجاء في الأسفل باللون الأبيض، وكأنه يقول ليس أنا هذا البائس!
العنوان جاء من كلمتين الذاكرة، والكورفيدا وهو نوع من الأغربة، ومن جمع الكلمتين أحدث “تماهيا جليّا بين شخصيّةٍ من شخصيتيه والغرابِ الذي تحوّل – في ملمحٍ لطيف من الكاتب- إلى موضوعِ سردٍ في ذاته، وفي قَرْنه قراءة بالشخصيّة المتأثّرة به، العالمة بصفاته، المدركة لخصاله وفعاله”. (8)
وترتكز الرواية على ولع الشخصية الرئيسية “مرزوق” بطائر الغراب، وتأثيره على حياته منذ الصغر.
ويلعب الغراب دورا لا يقل أهمية عن الشخصيات الرئيسية، فهو الذي يخرج مرزوق من أزمته بعد دخوله السجن، فبعد اشتراكه في دورة للتصوير في السجن يسمح للمشاركين بالخروج إلى البحر للتصوير، ولا يجد شيئا يثيره إلا غرابا، ويحتفظ بصورته في غرفته التعسة حتى مماته.
يطغى الاغتراب على الشخصيات، والاغتراب ظاهرة وجدت مع وجود الإنسان على الأرض، فصراعه مع الظواهر الطبيعية أشعره بعدم الفهم، والخوف ومحاولة الانتصار على أفكاره المشوشة، ومع نشوء المجتمعات ظهرت الأزمات والمشاكل التي سببت الاغتراب للإنسان، وقف الإنسان بكل قوته وطاقته العقلية والروحية في مواجهتها، كان ينجح حينا بالثورة، وأحيانا أخرى يفشل ويستسلم، وينعزل ويتكور على ذاته.
وفي عصرنا الحالي يعاني الإنسان العربي من الاغتراب المتعدد، وكون الروائي يملك مشاعر فياضة، وإحساس عميق في الحياة، كان تأثير الاغتراب عليه كبيرا، وهذا انعكس على شخصياته الروائية، فالإنسان العربي يعاني من الاغتراب لأسباب لا تخفى على أحد، أولها شعوره بانعدام الحرية، وأن القيود تكبله وتجعله غير قادر على ممارسة إبداعه، وحياته كما يشتهي ويريد، أما السبب الآخر فهو بلا شك، رؤية الأوطان وقد نخرها السوس، والتهمها العفن، والشعور الطاغي بصعوبة تخليص الوطن من أمراضه الناتجة عن الاستبداد السياسي، والظلم والقهر الاجتماعي، والتآمر من الدول الأجنبية للبقاء على الأرض العربية لنهب خيراتها.
وفي عالم الروائي الذي انهزمت فيه القيم الروحية، وطغت المادية، وجد إنه يعيش في عالم يفتقر إلى الحب والإنسانية، يقف فيه موقف الرافض للأوضاع المزرية التي تمر بها البلاد.
شخصيات الرواية مضطربة ومشوشة، وتشعر بالغربة، حتى إن اسم بطل الرواية جاء غريبا (مرزوق بن غريب) وأبوه تغرب خمس سنوات وعاد يحمل المرض والمرارة والخيبة حتى انفجر كبده.
ويقيم الغراب “بصفاته وتسميته نسيجا للرواية جامعا دون أن يكون حضوره حضورا فجّا”. (9)
وهنا نرى الشخصية تعاني من الانفصال الاجتماعي والمكاني، ويورد الباحث يحيى عبد الله في كتابه (الاغتراب) مجموعة استخدامات للمصطلح في وقتنا الحالي، ومنها (10):
التصدح الذهني الذي يعني نقص في الشخصية وعدم اكتمالها، إذ يشير إلى عدم الوعي، أو نقص الصحة العقلية، ويطلق على الأشخاص غير الأسوياء، وهنا نرى استخدام المصطلح بدلالة طبية.
والاغتراب الداخلي حيث ينكفئ الشخص وحيدا، وتمتاز علاقته بالآخرين بالبرود، كما يشير إلى اضطراب الذات وعدم قدرتها على القيام بواجباتها اتجاه نفسها والآخرين.
هرب مرزوق إلى داخل ذاته المتشظية، وهو يحمل النقمة على نفسه وزمانه وواقعه، هرب مشحونا بالغضب والقهر من واقع متخم بالمرارة والشقاء.
والإنسان في هذه الحالة “لا يعود ممتلكا لناصية جوهره وهكذا فإنه يغرب ذاته عن طبيعته الجوهرية أو يصبح مغتربا عن ذاته”. (11) كما يرى هيجل علاقة الإنسان بمجتمعه.
فالذات عندما تصدم بالحواجز المجتمعية مثلا، وتتوقف عن نموها الطبيعي، أو “أضفي الغموض عليها أو تعرضت للاختناق، فهي ذات تعيش حالة اغتراب ذاتي”. (12)
يتناول الروائي في روايته حياة مرزوق الشخصية المركزية في الرواية، وصديقه عثمان، وكلاهما يعاني من أمراض نفسية، فعثمان يملك إذن مشوهة، ودائما ما يلامسها بيده عندما يكون قلقا، ويريد أن ينسى فكرة سيئة داهمته. ويشعره التشوه بالنقص والإحراج عند رؤية الناس لأنه يظن إن أول ما يروه منه هو هذا التشويه القبيح. كما أنه يملك ندبة بين فخذيه، نكتشف لاحقا أنه مصاب بعجز جنسي بسبب رصاصة أثناء خدمته بالجيش.
كان يجمع الديدان كل يوم من البستان خلف منزله من أجل صديقه مرزوق الذي يطعمها لطائر يشبه الغراب. اسمه “الضاضوه” وهي التسمية المحلية العمانية لطائر الشقراق الهندي.
أما مرزوق فله “عينان حادتان غارقتان في السواد، كعيني غراب”. (13) ، ورؤية الطائر وهو يلتهم الديدان تشعره بالنشوة والانتشاء. ويصف الطائر وسط الظلام بأنه ابن عم الغراب.
أحب مرزوق وعمره 17 عاما عائشة، وفي إحدى المرات ساعدها على حمل آنية الماء فلامس صدره نهديها، فهربت فزعة. وبقي يلتقي بها حتى تقدم لخطبتها سعيد بن مبروك الذي يكبره بعشرين عاما، وتزوجته تحت ضغط أهلها.
هربت عائشة ليلة عرسها، فتقدم سعيد بشكوى لوالي القلعة التي خيّرها بين العودة لزوجها أو السجن فاختارت السجن.
لذا تسلق سور القلعة لعله يعثر على مكان عائشة، سعيد كان يعمل مخبرا لسلطات القلعة ويخبرها بالأشخاص الذين يقتربون من السور.
عندما تسلقه كان “كفرخ الغراب الذي يخرج أول مرة من عشه، ويريد أن يجرب حريته في الطيران، يتدرب لإنقاذ حريته وحلمه”. (ص 22)
قفز أسفل السور، وكان العسكر بانتظاره ضربوه بأعقاب بنادقهم “كأنني دودة تسحقها مناقير الغربان”. (ص 22 )
المحقق ذو الكرش الضخمة، هدد عائشة بسجن مرزوق إذا لم ترجع لزوجها. فيما بعد سيضبط مرزوق وعائشة في وضع فاضح، ويسجن، أما عائشة فلم تعد تظهر بالرواية، ولم نعرف مصيرها، وكان بإمكان الروائي أن يشتغل على شخصيتها أكثر ليجعلها شخصية نامية ليكون تأثيرها في الأحداث أكثر.
عندما شاهد سعيد زوجته ومرزوق في أحضان بعض بدا وجهه كالمنتصر والمطعون. وتذكر مرزوق “فعل الغراب الذي غالبا ما يأكل بيوض البوم في وضح النهار عندما لا يستطيع البوم الرؤية بوضوح، بينما يأكل البوم بيوضَ الغراب في الليل”. (ص 27)
في بيته حيث يجد راحته، كان دائم الاعتناء بلوحة الغراب، يمسحها من الغبار المتراكم، حوافها البيضاء تحولت إلى اللون الأصفر مع مرور الزمن، جزء من اللوحة ملتصق بالزجاج، فكر أن يقوم على تنظيفها وإصلاحها ولكنه خاف أن تتلف “فكرة تلف الصورة تؤرقه وتجعله يشعر بأن جزءاً منه سيتلف”. (ص 33)
وتمثل صورة “غراب محلّق، بدا وكأنه يحمل السحابة التي كانت فوق ذيله مباشرة. جزء من جلد الغراب الأحمر يظهر في الصورة جراء الريح التي فرقت ريشه الأسود، كان نظر الغراب مصوباً إلى الأمام تماماً، وكأنه متجه إلى هدف واضح!” (ص 13-14)
وكان في السجن قد تعرف على سيف بن علي الذي ساعده كثيرا، وهو مناضل “دخل السجن بأظافر، وخرج بدون أظافر”. (ص 43) و”لم يتبق له سوى أظافر مبادئه يقاتل بها في الحياة، هي ما جعلته يخدش جدار الحياة بصلابته”. (ص 43)
وحفظ مرزوق شريط ذاكرته في السجن، “حتى أصبحت ذاكرته كذاكرة الغراب، التي لا تنسى”. (ص 52) ولا يتذكر إلا الوجوه التي تسببت بأذيته.
وهنا يظهر العنوان حتى باللفظ، وفي السجن ينجح في دورة التصوير، ويصور غرابا على شاطئ البحر، الصورة فازت، وأخذها محاطة ببرواز جميل، أحد السجناء قال له: مبروك يا الغراب. وبقيت كنيته الغراب حتى بعد خروجه من السجن.
عشق القراءة، وقرأ كثيرا حول الغراب وصفاته وسلوكه المختلف عن الطيور، وأحس بالقرابة مع غراب الكورفيدا.
في السجن توفت والدته، وسمح ضابط السجن له بحضور الجنازة ولكنه رفض، وعندما سأله عثمان عن ذلك قال:
“إن فرخ الغراب تطرده أمه من العش، لأنها تفاجأ بلونه، أنا كذلك، فعلت بي أمي عندما كنت صغيرا، ولكن بطريقة مختلفة. لم أستطع أن أضع لها مكانا في قلبي”. (ص 59)
ثلاثة أيام وعثمان يعاني الحمى ألزمته الفراش، نهض من فراشه على صوت مرزوق في الغرفة التعيسة وهو يعارك أناسا، دخل عليه، فوجده يمزق الفراش بالسكين.
عندما هدأ أخبره بالقصة المحزنة.”أنا لست مرزوق بن غريب، بل أنا فرخ الغراب الذي تركه أبواه لأن ريشه مختلف، فراح يتغذى بحشرة البرغش، لم أكن أتغذى بالبرغش تماماً، بل كنت طوال حياتي أتغذى بالذل الذي لم يتركني، تغذيت بذنب لم أقترفه ولم يرجع والدي ليأخذني معه، مات وتركني أرفس وحيداً في هذه الحياة. أتعرف عندما يغتصب غراب عش غراب آخر تجتمع الغربان لتلزم المغتصب ببناء عش آخر لمن أغتصب عشه”. (ص 74-75)
كانت الحادثة التي غيرت وجه حياته، وجعلته كالغراب، يشعر بالنبذ وقسوة البشر، رؤية أمه في أحضان غريمة سعيد بن مبروك، ولم يستطع تجاوز الأمر طوال حياته.
تمكّنت الحمى من عثمان، وحاول أن يضع مرزوق على سريره، كان جسده ينتفض، وشفتاه ترتجف، ويسلم الروح، تاركا صديقه يتلوى من الحزن والحمى في طريقه إلى الموت هو الآخر.
من الشخصيات المهمة التي ظهرت في الرواية شخصية (سيف بن علي)، والحقيقة أن الروائي أظهرها كذكرى وطيف في مخيلة مرزوق، وكان يمكن لهذا الشخصية أن تكبر وتنمو، وتؤثر على شخصيات الرواية، بل كان من الممكن أن تحدث ثورة في أحداث الرواية، وتغير قدر شخصياتها البائس.
اختار الراوي أن يكون أكبر من الشخصية الحكائية، فظهر يعرف ما تعرفه الشخصية، وما يدور في خلدها، بل يعلم رغبات شخوصه التي تركن في اللاوعي.
وقدّم الروائي شخصياته بطريقة مباشرة من خلال التسمية، وإبراز صفاتها الجسدية والنفسية، واختار اسما له دلالته المهمة (مرزوق بن غريب) “إذ من الممكن أن يقيم الاسم علاقة مع دلالته الروائية من خلال معناه المعجمي أو تركيبه الصوتي أو من خلال رصيده التاريخي، ويمكن للاسم أيضاً أن يوحي بجزء من صفات الشخصية النفسية والجسدية”. (14)
كما لجأ الكاتب إلى وصف حالة الشخصية النفسي من خلال تقنية الحوار، وعناصر القص الأخرى.
وكانت لغته بسيطة وفصحى، مع استخدام قليل لبعض الألفاظ العامية التي منحت الرواية واقعيتها.
الهوامش
1 – جميل حمداوي. السيميوطيقيا والعنونة. مجلة عالم الفكر، الكويت: منشورات وزارة الثقافة، مجلد 25، عدد 3، 1997م، ص 97.
2 – بشرى البستاني. قراءات في الشعر العربي الحديث. بيروت: منشورات دار الكتاب العربي، ط1، 2002م، ص 34.
3 – ليندة جنادي، وهبة مفتاحي. سيميائية العنوان في روايات محمد مفلاح. بحث مقدم ضمن متطلبات التخرج لنيل شهادة الماستر في اللغة والأدب العربي، جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة، الجمهورية الجزائرية. السنة الجامعية 2014م/2015م. ص 23.
4 – قطوس بسام. سيمياء العنوان. الأردن: منشورات وزارة الثقافة، ط1، 2001م، ص 58.
5 – خليل الموسى. العنوان والدلالة في الرواية المقدسية “مدينة الله” لحسن حميد انموذجاً. موقع موسّسة القدس للثّقافة والتّراث. www.alqudslana.org. نشر بتاريخ 28-3- 2011م.
6 – فانسون جوف. شعريّة الرّواية. ترجمة لحسَن أحمامة. دمشق: منشورات دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر. ط1. 2012. ص 23.
7 – المرجع السابق نفسه.
8 – محمد زروق. غُربة الشخصيّات في ذاكرة الكوفيدا. 13-6-2017م، http://www.alquds.co.uk.
9 – المرجع السابق.
10 – يحيى العبد اللّه. دراسة تحليلية لشخصيّات الطاهر بن جلّون الروائية. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر. ط1. 2005. ص 22.
11 – ريتشارد شاخت. الاغتراب. ترجمة كامل يوسف حسين، المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت. 1980. ص 101.
12 – المرجع السابق. ص 199.
13 – الخطاب المزروعي. ذاكرة الكورفيدا. بيروت: منشورات دار الانتشار العربي. ط1، 2016م، ص 10-11.
14 – يوسف حطيني. مكونات السرد في الرواية الفلسطينية. دمشق: اتحاد الكتاب العرب. ط1. 1999م. ص 15.
أمين دراوشة*