في العدد 16 من المجلة تم نشر مقال تطرقنا فيه الى الخلفية التاريخية للانترنت ، وأسباب ظهورها ، وانتشارها على المستوى العالمي وكيفية عملها والخدمات التي تقدمها للمستخدمين . وفي هذا المقال سنتناول انتشار الانترنت في العالم العربي والمشاكل والصعوبات التي تواجهها شبكة الانترنت العربية ، كذلك سنتطرق الى الانترنت باعتبارها وسيلة اعلامية . وتجارية ، واعلانية في متناول الجميع . وكوسيلة اعلامية جديدة قادرة على منافسة وسائل الاعلام الأخرى لكونها تجمع بين مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمشاهدة لكونها تحمل الكلمة والصوت والصورة في آن واحد.
الانترنت في العالم العربي
لقد ظهرت خدمة الانترنت في الوطن العربي متأخرة عن ظهور الشبكة في البلدان الأخرى، حيث ظهرت في السنوات الأولى من التسعينات مجموعة من المراقع العربية التي تتعامل باللغة الانجليزية . ويعتبر موقع الشبكة العربية (Arab Net) من المواقع العربية الأولى التي دخلت عالم الانترنت ، والذي تأسس من قبل الشبكة السعودية للأبحاث وال تسويق في لندن . وظهر هذا الوقع تقريبا في أواخر 1994 وبدايات 1995. ومن ثم دخلت الكويت هذا المجال عبر الشبكة الكويتية وبعدها توالت مختلف الدول العربية والمؤسسات العربية في الدخول الى ألانترنت . ويقدر عدد المواقع العربية ( باللغة العربية والانجليزية ) ما بين 7-9 آلاف موقع. ولكن وللأسف الشديد أن 80% من هذه الواقع مازالت تستخدم اللغة الانجليزية .
وشهد عاما 97-1998 نموا كبيرا في مستخدمي الانترنت في البلدان العربية . اذ ارتفع من حوالي 150الف مستخدم(1) في بداية العام المذكور الى اكثر من 356 الف مستخدم في نهاية العام . وبلغت نسبة النمو 237،5%. بينما ارتفع عدد المستخدمين العرب الى أكثر من 700 ألف مستخدم في نهاية عام 1998. أي بزيادة ما يقارب 197% عن عاو 1997. وتشير التوقعات بأن عام 1999 سيشهد نموا كبيرا بمقارنة العام الماضي. حيث تتوقع التقديرات أن يصل عدد المستخدمين العرب في نهاية العام الى حوالي مليون . نصف المليون مستخدم .
مستخدمو الشبكة فى العالم العربي
وبانتشار الشبكة في الوطن المربي زادت أعداد المشتركين والمستخدمين لهذه الشبكة والجدول ادناه يوضح أن عدد المشتركين والمستخدمين للانترنت دائما في ازدياد في الوطن العربي، ومن خلال الجدول يتضح أن عدد المشتركين العرب في الانترنت زاد بنسبة 141،7% في ديسمبر من عام 1997 مقارنة بشهر يوليو من نفس العام . بينما ارتفعت نسبة الزيادة في أكتوبر 11998لى171،4%. مقارنة بنوفمبر 1997. وتشير التقديرات كذلك بأن لكلن مشترك واحد أكثر مدن ثلاثة مستخدمين للشبكة كمعدل متوسط في الوطن العربي.
وبمقارنة نسبة زيادة المشتركين في نوفمبر 1997 وأكتوبر 1998، فنرى من الجدول أن أكبر معدل زيادة في أعداد المشتركين في الدول المغرب العربي، المغرب وتونس (316%،233%،221% على التوالي)، بينما احتلت عمان أعلى نسبة زيادة في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 218% ، تليتها الامارات 192% ، بينما بلغت نسبة الزيادة في لبنان 183% أما أقل نسبة زيادة في أعداد المشتركين العرب فالجدول يكشف أن قطر، والبحرين والكويت احتلت المواقع الاخيرة في زيادة أعداد المشتركين بالشبكة (135%، 137% و43ا% على التوالي ).
ولمعرفة فئات المستخدمين وأعمارهم ومؤهلاتهم العلمية أجرت مجلة "انترنت العالم العربي" "دراسة مسحية لاستخدام الانترنت في العالم العربي". وكان الهدف من هذه الدراسة معرفة اتجاهات استخدام الانترنت في البلدان العربية . وكذلك لتوفير المعلومات حول مدى استخدام الشبكة ، ومن هم مستخدموها ، وما هي أعمارهم ومؤهلاتهم العلمية؟ وقد أجريت الدراسة خلال الربع الثالث من عام 1997(3).
وشارك في هذه الدراسة حوالي 307 مشاركين يمثلون البلدان الآتية : الأردن 9ر4%، البحرين 9ر5%، الكويت 8ر6% قطر 1ر8% عمان 8ر9%، الامارات 16% السعودية 2ر12%، مصر 5ر 21%.، وبلدان أخرى البنان ، فلسلطين ، واليمن ) 5.9% (4). وتمثل هذه العينة تقريبا مشتركا واحدا لكل 250 مشتركا، ومستخدما واحد لكل 700 مستخدم . على اعتبار أن . عدد المشتركين في ذلك الوقت حوالي 73 ألف مشترك وعدد المستخدمين ما يقارب 215500 مستخدم عند إجراء
الدراسة .
وتوصلت الدراسة الى أن مستخدمي الانترنت في العالم العربي هم من فئة الشباب . حيث بلغ متوسط عمر المستخدمين المشاركين في الدراسة حوالي 9ر28سنة ، في الوقت الذي تراوحت أعمارهم بين 15 سنة كحد أدنى55 سنة كحد أعلى . والجدول الآتي يوضح نسب أعمار المشاركين حسب فئاتهم العمرية :
5ر78% من المستخدمين العرب تقل عن 40 سنة . وبالمقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن الستخدمين العرب أكثر شبابا، حيث تبلغ نسبة المستخدمين الأمريكان الذين هم أقل من 40 سنة ما يعادل 55% من مستخدمي الانترنت (5) أظهرت الدراسة دان خدمة الانترنت مازالت حكرا على الرجال الى حد ما . حيث كشفت بأن النساء تمكن ما بين 6ر 10%. و9ر15% فقط من مستخدمي الانترنت في المعالم العربي. بينما تمثل الاناث 4ر33% في الولايات المتحدة و6ر14% في أوروبا.
وأظهرت الدراسة أيضا أن مستخدمي الانترنت يملكون مستوى جيدا من التعليم . حيث إن ما يقارب 60% منهم يحملون مؤهلات جامعية ، و5ر19% يحملون الثانوية العامة ، وفقط 3ر3% ممن يمتلكون شهادات الدبلوم . وتشير الدراسة الى أن أكثر من 54% من العينة لم يشتركوا في الانترنت الا عام 1997 ، بينما 3ر31% اشتركوا عام 1914، و 4ر14% فقط عرفوا الانترنت قبل 1996.
أما على المستوى المهني، فتشير الدراسة الى أن 26% من العينة ينقمون الى مؤسسات التربية والتعليم . و9ر 20%. يعملون في المؤسسات الحكومية ،و 5ر11% في مؤسسات الكمبيوتر ، 8ر9% في التجارة والأعمال و3ر9%، في الصناعة والنفط والغاز، و 3ر5% يعملون في مؤسسات وشركات الانترنت ، 3ر17% في مهن أخرى. وأشارت الدراسة الى أن المستخدم العربي يقضي ما يقارب 100 دقيقة كمعدل متوسط يوميا مع الانترنت . وأن أكثر أيام الأسبوع ، استخداما للانترنت هما الخميس والجمعة .
المتصفحات العربية على الشبكة
بدون شك أصبحت الشبكة العالمية "الانترنت" تشغل حيزا كبيرا في الحياة الحديثة ، وباعتقادي لم تلبث أن تسيطر على باقي نواحي الحياة في غضون السنوات القليلة القادمة ، وكما أشرت سابقا، بأن أساس هذا التقنية هو اللغة الانجليزية ، حيث تشير دراسات اليونيسكو الى أن 80% من المعلومات في الشبكة العالمية هي باللغة الانجليزية(6). ومن خلال الأرقام السابقة لم تمثل العربية حيزا كبيرا في هذه الشبكة . وبعد انتشار الشبكة على المستوى العالمي وبالكثير من اللغات العالمية ، سعى مصنعو الأجهزة ومنتجو البرامج الى الأسواق العربية ولكن أصبحت اللغة العائق الكبير أو المشكلة الكبرى التي تواجههم ، ومن هنا ظهر جمهور التعريب في برامج المحاسب الآلى . حيث انحصرت معظم هذا الخدمات التعريبية في وضع النص العربي على الشاشة ليفهم المستخدم العربي أن النظام تم ترتيبه بينما تظل الآلية كما هي تعامل اللغة العربية كما الانجليزية .
وتعتبر صخر من أكبر المؤسسات العربية التي عملت الكثير في سبيل تعريب عالم الاتصالات والحاسبات أي تعريب النظم العالمية أو تصميم برامج ونظم عربية . وقد قام أخيرا الكثير من المؤسسات العالمية ، التي تعمل في مجال الكمبيوتر وأنظمتها وبرامجها، عد تعريب بوامجها وانتاج برامج ومستعرضات .، عربية لمستخدمي الشبكة الدولية من العرب ، ليتعاملوا مع النص العربي على الشبكة . ومن هذه التصفحات : سنيج.،سندباد، الإدريسي الباحث العربي، الدليل وغيرها.
وتعتبر شبكة المعلومات العربية "نسيج "، الأولى من نوعها في العالم العربي حيث بد:ت العمل في مارس 1997(7) ، وتقدم خدماتها باللغتين العربية والانجليزية ، حسب رغبات المستخدم . وتوفر خدمات البريد الالكتروني ، مع تغطية اخبارية من وكالات الأنباء العالمية على مدور 24 ساعة ، والتخاطب عن بعد (teleconferencing) أو التخاطب الالكتروني، والمنتدى الالكتروني .والكثير من الخدمات وموارد المعلومات الأخرى.
أما "سندباد" فهو أول مستعرض عربي للانترنت يعتمد أسسا علمية وآليات سليمة لتعريب أشهر المستعرضات على الاطلاق (Navigator) "المتجول " من شبكة نتسكيب . ويعمل هذا المستعرض على توفير كل أدوات التحكم في الانترنت ، التعامل معها والتواصل مع البرامج الأخرى المتوافرة على شبكة نسيج العنكبوت العالمية ، لكل مرتادي الشبكة من العرب .ويجمع "سندباد": خدمات البريد الالكتروني ، والنشر على ألانترنت ، والتصفح الجماعي والتخاطب ، وتبادل المعلومات عبر الشبكة . تعقد المؤتمرات الفيديوية. وكذلك التعريب الكامل والدعم الممتاز للحرف العربي. إمكانية استخدام مع قاموس عرابي انجليزي بالعكس . ومدقق . إملائي لتصحيح الأخطاء (8).
ومع تنامي عدد الوثائق العربية على الشبكة الدولية برزت حاجة كبيرة لمحرك بحث عربي قادر على مناولة الكلمة العربية بكل أشكالها وصورها وأبعادها، وذلك لمطابقتها على الوثائق التي تحوي كلمات مرادفة أو متشابهة أو مشتقة أو تحمل نفس المعني . فالادريسي الباحث العربي، يتعبر الباحث الأول عن وثائق الانترنت العربية . ويقوم بايجاد كل النصوص التي تطابق نص البحث أو ثشبهه وكذلك جميع اشتقاقاتها مثل الأسماء والأفعال والجموع ، وكذلك محلل معرفي ومدقدق إعلاني وقاموس (عربي/ انجليزي) ومفهرس آلي .
بتوسع شبكة الانترنت زاد ونما كم هائل من المعلومات على الشبكة يجعل . من الصعب الاستفادة منها. وسعي الكثير من الشركات المتخصصة في مجال الحاسوب الى تطوير تقنيات البحث والفهرسة لتضمن استفادة سريعة وفعالة لمعلومات الشبكة . ومن هذه المواقع في الشبكة "ياهو" YAHOO و"أنفوسيك " lnfoseek وغيرهما . حيث اعتمدت كل الشركات على البحث المختلط Hybrid ويجمع هذا البحث بين أنشاء فهارس دليلية وبين البحث بالنصوص في تصميم برنامج البحث والاسترجاع في الشبكه العالمية . وقد اعتمد "دليل"(9) صخر تقفية "ياهو" في تنمية البحث .وذلك من خلال توفير أدوات وآليات عربية تقوم بانشاء دليل عربي يهتم بالمواقع العربية فقط ويعمل على ترتيبها وتبوبيها عن خلال أربع تقنيات هي: شجرة الموضوعات ، التي تحتوي على أكثر من 14 عنوانا رئيسيا للموضوعات . وتنقسم الى 56موضوعا تتفرع بدورها الى ما يزيد على 4000موضوع قابلة للزيادة ، أما القاريء الآلي فيعتمد عند زيارته للمواقع العربية .بصورة آلية على هذا التقسيم . حيث يقوم بعمل قائمة للموضوعات وحفظها في قاعدة بيانات يستخدمها بصورة آلية في زيارة المراقع العربية على فترات مختلفة ، وجمع وتحليل الصفحات تمهيدا لفهرستها. بينما يعمل المصنف على قاعدة بيانات تم إنشاؤها بواسطة "القاريء الآلى ". حيث يعمل على تحديد فئة كل صفحة من الصفحات المحفوظة حسب رغبات المستخدم . ويستخدم مفهرس الكلمات الرئيسية . الذي ، يعمل على تحديد أهم الكلمات في كل صفحة مما يساعد على عملية التصنيف والتبويب. وأخيرا تتكامل وحدة البحث العربي مع تقنيات القاريء الآلى . المصفف والمفهرس للكلمات الرئيسية بصورة كاملة بحيث تتجمع نتائج البحث النهانية على أساس عناوين الموضوعات الرئيسية ، ومن خلال ذلك يستطيع المستخدم اختيار أو داخل موضوع معين أو داخل ، موقع معين حسب الرغبة ، مما يؤدي الى الموضوعات في الدليل . ويعتمد الدليل على الإدريسي الباحث العربي كأداة بحث نصوص عربي ، مثل اعتماد يأهو YAHOO التفيستا Alta vista عن واسترجاع النصوص اللاتينية ، لاستكمال مهامه.
المواقع العربية
ومع التوسعات والتطور الذي شهدته الشبكة ، على المستوى العالمي، تطورت وتوسعت أيضا شبكة الانترنت على المستوى العربي، وشهد عام 1997 ولادة أعداد كبيرة من المواقع العربية . فتضاعف عدد المواقع المستخدمة للغة العربية عشر مرات (أي من 35 موقعا في بداية العام الى 350 موقعا بحلول نهاية العام. ويقدر أعداد هذه المواقع ما بين 0 120 – 1700 موقع بنهاية عام 1998. ومن المتوقى أن تتجاوز أعداد هذه المواقع 0 400 موقع بنهاية عام 1999.
ومن خلال تحليل ودراسة المواقع العربية في الشبكة الدولية للمعلومات ، يمكن القول أن معظم هذه المواقع مازال دون المتوسط . سواء كانت هذه المواقع تجارية ، أو أكاديمية أو حكومية . ويمكن تلخيص أهم نتائج الدراسة التي أجرتها مجلة انترنت العالم العربي عن أهم المواقع العربية. وتوصلت الدراسة الى الاستنتاجات الاتية (10):
– من ناحية التصميم والبناء، سيطرة "النمط السردابي" على الكثير من المواقع العربية . حيث يقود هذا النمط الزائر الى اتجاه واحد، ولا يتيح له التشعب وسلوك مسارات فرعية بدون العودة الى الموقع الرئيسي ،
– تحولت معظم المواقع الى متاهات إلكترونية ، صعب الدخول اليها أو استخدامها نتيجة البناء وإعادة البناء المستمر، والذي نتج عن قصور التصميم . مما يجعلها دائما قيد الانشاء على مستوى بنيتها الأساسية . هما يؤدي الى تعطيل تأدية هذه المواقع لواجباتها،
– غياب اللمسات الفنية للمخرجين والمصممين في هذه المواقع .
– إغفال استخدام الوصلات التشعبية ، في سياق نصوصها وموادها . مما يؤدي الى خسارة العملية المديناميكية التي تميز صفحات الويب.
ومع التوسعات التي شهدتها الشبكة في 6997 في العالم العربي، توسعت أيضا الخدمات التي تقدمها للمشتركين . حيث شهد عام 1997 ظهور العديد من المراكز التعليمية العربية . وتعتبر جامعة العرب الالكترونية أول مركز تعليمي عربي عبر الانترنت عنوانه (www. Arabuniversity. com) وزادت هذه المواقع خلال العام الحالي (1998) ولكن من المستبعد أن تنتشر على نطاق وأسع ما لم توفر هذه المراكز التعليمية شهادات جامعية . إلا أن الوضع الاجتماعي والثقافي السائد في المجتمع العربي
قد يشجع على انتشار التعليم المتوسط أو الجامعي عبر الانترنت . وهذا ، باعتقادي يتوقف على الجامعات الالكترونية نفسها، وقوة برامجها وشهاداتها ، وكذلك على المنافسة التي تقدمها الجامعات الالكترونية العالمية من ناحية أخرى.
والغياب عن الشبكة لم يشمل الجامعات العربية ، بل شمل أيضا المدارس العربية في الوطن العربي ، حيث مازالت الأمية في مجال الكمبيوتر والمعلومات سائدة في مدارسنا . التعليمية ، عدا القليل من المدارس العربية التي بالفعل أدخلت الشبكة ، وتنافس بالشكل الصحيح . وباعتقادي يرجع غياب المدارس العربية عن الشبكة الى :
– عدم انتشار الكمبيوتر الشخصي في المدارس العربية . إلا أن بادرة الحكومة الكويتية ، تبشر بالخير، حيث شهد عام 1998 إدخال الحاسب الآلي الى كل المدارس الاعدادية في الكويت ، وفي السلطنة تشير الدراسات الى أنه تم ادخال الكمبيوتر الى المدارس النموذجية والمختارة خلال العام العام الدراسي 98- 1999 على أن يكتمل إدخال الحاسب الآلي الى أغلبية مدارس السلطنة بحلول عام 2000(11)
– نقص الوعي بأهمية الكمبيوتر في رفع المستوى التعليمي، والذهني لطلاب المدارس .
– الخوف من الاستخدام الخاطيء من قبل الأطفال لهذه الشبكة .
– نقص الاستثمارات المالية من قبل وزارات التربية والتعليم في هذا المجال.
ومع الزيادة السريعة في المواقع العربية على الشبكة العالمية ، إلا إنها مازالت تعاني من الكثير من المشاكل والصعوبات . وممكن تلخيص أبرز نقاط الضعف في المواقع العربية في الآتي:
– غياب أدوات البحث ، باستثناء أعداد قليلة من المراقب . والتي لا تتجاوز أصابع اليد.
– عدم الاستخدام لتقنية دفع المعلومات (Push) فنجد أن أغلبية المتصفحات الحديثة تتضمن هذه التقنية حيث تتكفل بجلب المعلومات آليا، من المواقع التي سجل المشترك أو المستخدم اسمه فيها. ومن خلال تجربة الكثير من المواقع العربية فإننا نجد غياب استخدام هذه التقنية ، أو مازالت في طور نموها وضعيفة الاستخدام .
الانترنت في عمان
ولدت شبكة الانترنت في سلطنة عمان في نوفمبر من عام 1996 . حيث عرضت خدماتها على المؤسسات الحكومية والتجارية والأفراد. ويعتبر موقع وزارة الاعلام العمانية من أوائل المواقع العمانية في الانترنت. ويوجد اليوم الكثير من المواقع لمختلف الأجهزة الحكومية ، والمؤسسات والشركات التجارية ، والمعاهد ومختلف الأجهزة الاعلامية العمانية على شبكة الويب . حيث يستطيع المستخدم في أي مكان من الحالم أن يشاهد التليفزيون العماني مباشرة أو يستمع الى الاذاعة العمانية أو يقرأ الصحف اليومية ( الوطن وعمان ) على صفحات الويب .
وتقدم انترنت عمان لزبائنها العديد من الخدمات التي توفرها الشبكة الدولية للمعلومات . ومن أهم هذه الخدمات :
1 – خدمة البريد الالكتروني e-mail
2- خدمة الشبكة العالمية للمعلومات WWW.
3- الخدمة الاخبارية أو (خدمة الرسائل ) USENET
4- بروتوكول نقل الملفات File Transfer Protocol (FTP)
5- خدمة البحث من خلال الموضوع (Gopher)
6- خدمة التلنت Telnet
انتشارها وزيادة مستخدميها
من خلال الدراسات والبحوث يتضح أن الانترنت بدأت تتوسع تدريجيا في عمان . ومن خلال احصائيات . GTO في مايو 1998 (13)، يتضح ان أعداد المستخدمين دائما في ازدياد. حيث بلغ عدد المشتركين في الشبكة في يناير عام 1997، 849 مشتركا فقط . بينما ارتفع مع نهاية نفس العام الى 69759 مشتركا (أي بمعدل 796% ) . ووصل في يناير 1998 الى 7251 مشتركا (اي بزيادة مقدارها845%) عن نفس الشهر من العام 1997. ووصل عدد المشتركين في 6مايو 1998 الى 9465مشتركا. بزيادة قدرها 5ر 130% عن يناير 1998 . وفي نهاية يناير 1999
وصل عدد المشتركين الى 0 1394 مشتركا (14). ومن خلال ذلك يتضح أن عدد المستخدمين في يناير 1997 هو ما يعادل 2547 مستخدما. بينما ارتفع هذا الرقم الى 20277 مستخدما بحلول نهاية 1997 . ووصل في مايو 1998 الى 28395مستخدما، أما في يناير 1999 فيقدر محدد المستخدمين بأكثر من 37235مستخدما.
سوق دولية واحدة عبر الانترنت
سيشهد الاقتصاد العالمي تحولات عميقة ، نتيجة العولمة ودخول الانترنت مجال المنافسة المتجارية بين الشركات العالمية ، حيث ستكون المناطق التي تمتاز بكثافة أعلى لمستخدمي الانترنت النشيطين ، أكثر قدرة على المنافسة وجني الأرباح . ويجري العمل بوتيرة سريعة اليوم على تحويل الانترنت من شبكة اقتصرت على التطبيقات الأكاديمية والبحثية عند تأسيسها الى سوق عالمية ضخمة تتم من خلالها عمليات الترويج والبيع والشراء، وتحويل الأموال ، وعقد الصفقات ، وغيرها من الأعمال التجارية . حيث سيؤدي استخدام الانترنت من قبل المؤسسات التجارية كوسيلة لأداء أعمالها، الى فتح فرص جديدة أمامها وزيادة أرباحها.
والسؤال المطروح حاليا ليس هو هل نرتبط بالانترنت أم لا ؟، بل هو كيف نعزز اقتصادياتنا من خلال الانترنت . وبلا شك غياب الانترنت قد يؤثر سلبا على اقتصاديات البلدان التي لم تنضم بعد الى هذه الشبكة . وتؤكد الدراسات أن تأثير عامل الانترنت لن يقتصر على المنافسة بين المؤسسات التجارية . بل سيتجاوز، ليشمل المنافسة بين الاقتصاديات المقومية والتجمعات الاقتصادية الاقليمية ، وذلك لعدة أسباب :
– إن توظيف الانترنت في النشاطات الاقتصادية ، سيكون أبعد تأثيرا في المجتمعات التي تمتلك تقاليد أقوى لاستخدام الشبكة العالمية للمعلومات .
– سيقلص من جاذبية الاستثمار في تلك البلدان . وخاصة الاستثمار الأجنبي عبر الشركات العالمية العابرة للقارات . والتي تعودت على استخدام الانترنت في تجارتها
-سيعوق تأهيل الكوادر والقوى العاملة المحلية بما يناسب عصر المعلومات ويقلل بذلك من فرص العمل للكوادر المحلية في الداخل أو الخارج .
إن التحدي الذي يواجه رجال الأعمال دائما هو كيفية انتاج أي مادة ووصولها الى المستهلك بأقل الأسعار والتكاليف ، فهموم التاجر دائما هي تقليل التكاليف . وزيادة مشاركة السوق ، وتقليل زمن وصول المنقب الى السوق ، وزيادة الربحية ، والوصول الى أكبر عدد ممكن من المستهلكين . ومع أن هذه الأهداف تظل ثابتة دائما، إلا أن أسلوب وطرق تحقيقها تختلف من مرحلة الى مرحلة . فقديما كانت مختلف المنتجات الصناعية لا تتعدى حدود منطقة صناعتها. ويتطور وسائل المواصلات والاتصال أصبح من السهل توزيع مختلف المنتجات خارج عن إطارها المحلي ، فسرعة المواصلات والاتصال واستخدام مختلف وسائل الاعلانات جعلت المنتجات الصناعية تخرج عن إطارها المحلي الى الإطار العالمي. وفي نفس الوقت جعلت المنتجات العالمية تنافس مثيلاتها المحلية ليس في الأسواق العالمية ، بل وفي عقر دارها. تنافسها في السوق المحلي والمستهلكين داخل مناطق نفوذها الرئيسية .
وكما أشرت ، تعتبر شبكة الانترنت حديثة العهد ، مقارنة بالوسائل الاعلامية الأخرى، ليس فقط في مجال التجارة ، بل وفي مختلف المجالات الأخرى، مثل التسوق عبرها والاعلانات .. الخ . ومع حداثة عمرها إلا أن الشركات التي تتعامل بأجهزة الانترنت ، وتسويقها وكذلك تقديم خدماتها بدأت تتلمس مردودا ماليا معقولا من استثماراتها في الشبكة العالمية . وتوحي الأجواء العامة بأن هذا المردود المالي سوف يتحسن نحو الأفضل . ومن المتوقع أن تصبح الانترنت أكثر فأكثر في خدمة التجارة الالكترونية خلال هذا العام والسنوات القليلة القادمة ، وذلك نظرا الى امكانية التعامل المباشر بين مصلحة وأخرى بمجرد وصل شيكات الانترنت ببعضها.
ونتيجة التنافس المحموم على الأسواق وفي سبيل ايجاد منافذ تسويقية جديدة تسعي مختلف الشركات الى ابتكار وسائل وأدوات تسويقية جديدة تستعطيع من خلالها الوصول الى المستهلكين . فالتسويق في الشركات التجارية الكبيرة أو حتى الصغيرة منها يحتاج الى مبالغ طائلة وبراعة شديدة من العاملين في هذا المجال لجذب اكبر عدد ممكن من المستهلكين وبانتشار الانترنت في مختلف بلدان العالم ، حيث تستخدم اليوم في أكثر من 137 بلدا، أعطت لمختلف الشركات التجارية الفرصة للوجود والمنافسة في الأسواق العالمية ، خارج مناطق نفوذها وبأقل التكاليف .
وما يجعل خدمة الانترنت هامة وضرورية لرجال الأعمال والشركات التجارية هو إنها تصل الى حوالي 120 مليون مستخدم ، وتنمو شهريا بمعدل 6الى ، 10%. ففي احصاءات المؤتمر السنوي العاشر لاتحاد نشر البرامج ، الذي عقد عام 1995، تشير الى أن المؤسسسات التجارية بدأت تنشط وبقوة في شيكات الانترنت . حيث أن 226، من أصل 490 مؤسسة تجارية كبيرة بدأت تنشط على شيكات الانترنت ، وأن أكثر من 30%. من شركات الاتصال موجودة على الانترنت ، وكذلك 27% من شركات تكنولوجيا المعلومات ،. وان 24% من الحاسبات الآلية على الشبكة تكفلها الشركات ورجال الأعمال (15). وباعتقادي ان المؤسسات التجارية والخدمات التجارية تضاعفت أضعافا مضاعفة عما كانت عليا عام 1995.
قد يتساءل البعض كيف يمكن الانترنت في الأعمال التجارية ؟ ومن الذي يستخدمها؟ فالإجابة باعتقادي بسيطة . حيث يمكن استخدام الشبكة في الأعمال التجارية لفرضين هما: استخدام داخلي ، داخل المؤسسة
الواحدة ، واستخدام خارجي بين المؤسسة التجارية وعملائها أو زبائنها أو الباحثين عن مواد أو شركات تهمهم منتجاتها.
فالاستخدام الداخلي أو الانترنت : هو لربط خدمات ومراسلات المؤسسة التجارية الواحدة ، والتي تقع مكاتبها في مبان مختلفة ، بعضها ببعض وتحويل الملفات والمراسلات أو التقارير بأسرع ما يمكن وأقل التكاليف . فالشبكة تستخدم كمصدر معلومات مركزي لادارات الشركات : مثل نقل المستندات ، الرسائل الاخبارية ، نجاح المبيعات ، الترقيات ، الأعمال الناجحة للموظفين ، آداب المهنة في الشركة ، معرفة ماذا تعمل الإدارات الأخرى في المؤسسة الواحدة ، تعميم استخدام المستندات المعيارية والعلامات التجارية وطبعات القلم (style templates) في كل إدارات المؤسسة الواحدة ، وكذلك لايجاد نظم مشتركة للبحث وتخزين وتصفيف ملفات الشركة في مختلف إداراتها وجعلها في متناول الجميع ، تعميم المنشورات والدراسات التي تخص الشوكة أو المنتجات التي تهتم بها على مختلف الادارات ، والكثير.. الكثير من الخدمات التي يمكن أن تقدمها المشبكة لمختلف الإدارات في المؤسسة التجارية الواحدة .
أما الاستخدامات الخارجية للشبكة ، فهي تربط المؤسسات التجارية بالعالم الخارجي . فمن خلال وجود موقع خاص للشركة على الانترنت يستعطيع اي مستخدم مهتم الوصول الى أي مرقب موجود على الشبكة . ومن خلال مواقع الشركة على الانترنت تستعطيع الشركات التجارية الاعلان عن أهدافها، وخدماتها ومنتجاتها والوصول الى قاعدة واسعة من العملاء المهتمين بما تنتجه المؤسسة ، وتقديم الدعم المستمر والسريع لعملائها ، ونشر المعلومات مثل الاصدارات الصحفية ، وفحص المنتجات ، ونشرات الأسعار والعروض الخاصة ، ومعرفة ما يدور في الأسواق العالمية وتأثيرات الشركات المنافسة في الأسواق والحصول على تقارير مباشرة ومريعة أو ما يسمى بالتغذية الخلفية عن المنتجات من العملاء في الأسواق الخارجية ، والحصول على معونة الخبراء والمختصين ، عبر الاستثمارات المجانية أحيانا . واختبار منتجاتها في الأسواق العالمية ، والبحث السريع عن مصادر للتمويل عبر الشبكة ، والبيع المباشر عبر الشبكة .
كل هذه الخدمات تقدم أعمالا تجارية سريعة . وتقلل من تكاليف وصول المنتج . الى الأسواق . وهي بنفس الوقت وسيلة إعلانية رخيصة ، وتعطي الشركات الامكانية للاتصال الخارجي السريع والمباشر، بعيدا عن بيروقراطية مكاتب البريد، بأقل التكاليف ، وأسرح الطرق . فالانترنت خلقت سوقا عالميا واحدا. وعبرها يستطيع المستخدم أن يتسوق من مختلف أكبر الأسواق التجارية العالمية في نيويورك أو باريس أو لندن أو القاهرة أو دمشق أو مسقط وهو جالس على كرسيه في غرفته أو مكتبه . فلا يحتاج الى تذاكر سفر أو مراسلات بريدية أو مكائلات هاتفية أو فاكسات . فعليه أن يفتح الانترنت ويبحث عن البضاعة التي يريدها ويطلب معلومات عنها وبعد ذلك يشتريها إذا رغب في ذلك . أليست سهلة !!
التسوق عبر الشبكة
ولكن ، قد يبدو للوهلة الأولى أن استخدام الانترنت للتسوق هو كذبة أو مزحة لطيفة أو قد يتساءل البعض كيف يمكن أن أشتري شيئا , لا أعرفه ولم أره أو شيئا خارج نطاقي الجغرافي ؟ صحيح ، قد يكون في يوم هن الأيام التسوق في الانترنت كذبة من أكاذيب ابريل . ولكن اليوم أصبح واقعا لا يمكن أن تنفيه أو ترفضه . فثورة المعلومات غيرت الكثير من المفاهيم التي كنا نرفضها أو لا نقلها في يوم من الأيام ، وغيرت معها شكل المجتمع المعا هو نفسه . وهذا التغيير ما يبشر به التسوق الاكتروني. فالتجارة الالكترونية على الانترنت ، كما أشرت سابقا ، تجمع بين ميزة التسوق عبر الكاتالوجات الكبيرة للمحلات التجارية وسرعة وكلفة البريد الالكتروني.
فهي ليست فقط ثورة بالنسبة لعارضي الكاتالوجات ، بل أكثر من ذلك بكثير. فقد أخذت السلع والخدمات عبر الانترنت بالانتشار بصورة تجعل المحلات التجارية الكبيرة ، والصغيرة كلما في ميزان واحد، ومتساوية . فشبكة الانترنت ومقدمو خدماتها يتسابقون في وضع الأعمال الصغيرة والكبيرة على الشبكة الدولية ، وإتاحة الامكانيات التجارية وجعلها في متناول الجميع مقابل القليل من الدولارات . فهذا لا يعني أن حجم الشركات ومنتجاتها لا يلعب دورا، بل تواجه الى درجة ثانوية في الانترنت .
فقد فتحت الانترنت الآفاق أمام زيادة التجارة الالكترونية وكذلك أنام مختلف الشركات لاستخدام الانترنت لبيع وتسويق منتجاتها عبر هذه الوسيلة الجديدة . حيث أن الأرقام تعبر محن ذلك . حيث تشير الدراسات والبحوث الى أن أرباح التجارة الالكترونية العالمية بلغت في نهاية عام 1997 ثمانية الى عشرة بلايين دولار أمريكي . وتتوقع الدراسات أن ترتفع الى220
بليون دولار 2001 والى 300 بليون دولار أمريكى عام 2002 (16) وتتوقع دراسات مؤسسه IDC التي تمت الاشارة اليها مسابقا بأن حصة الولايات المتحدة من التجارة عبر الانترنت ستنخفض من 80%. في الوقت الحالي الى أقل من 70% عام 2001. وتؤكد الدراسة أيضا. أن حجم المعاملات التجارية عبر الانترنت سيشهد نموا كبيرا في منطقة أسيا والمحيط الهادي مما سيضعها في المرتبة الثانية بعد أمريكا، وستتراجع أوروبا الى المركز الثالث بحلول عام 2001.
وفي نفس الوقت شهدت أسواق التجارة في الانترنت ازدهار تجارة صغار رجال الأعمال . حيث يستغل البارعون منهم في تصفح المواقع الا علانية على الشبكة الدولية والراغبون في المغامرة في ايجاه أسواق جديدة لهم ولمنتجاتهم فرص التسويق التي تقدمها الشبكة . وتشير الدراسات في هذا الخصوص الى أن ما ينفقه المستملكون عبر الانترنت زاد الى أكثر من الضعف في عام 1997 ليصل الى أكثر من 2،6 بليون (17). دولار . وتشير هذا الدراسات الى أن المشاريع الصغيرة تحصد أرباحا طائلة عبر الشبكة أكثر من المشاريع الكبيرة . حيث يسعى الآن الكثير من الشركات الكبيرة والصغيرة الى ايجاد أسواق واسعة لها لبيه منتجاتها عبر الانترنت والذي لا يكفها إنفاق الكثير من المال على ذلك .
ومع انتشار التسوق الالكتروني عالميا، إلا آنه من الملاحظ أن التسوق العربي عبر الشبكة مازال ضعيفا جدا، وتشير الدراسات الميدانية الى أن قيمة التسوق لمستخدمي الشبكة من العرب يقدر ما بين 20- 25 مليون دولار فقط . بنهاية عام 1998. ويعتبر هذا الرقم قليلا جدا بمقارنة بقيمة التسوق في المشبكة عالميا، وباعتقادي، سيشهد عام 1999 ارتفاعا كبيرا في قيمة التسوق العربي عبر الشبكة .
ومع ازدياد سوق التجارة الالكترونية ظهر ما يسمى بالنقد الالكتروني . ويستخدم هذا المصطلح مع ثلاثة أنواع من التعاملات المالية : النقد، وبطاقات الائتمان والشيكات . وتعمل هذه الانواع من العملات الالكترونية بصورة مشابهة لمحافظ بطاقات الائتمان . إذ تفت حسابا بنكيا جديدا أو تعتمد الولوج الى حساب قائم بالفعل . وعندما تريد أن تدفع ثمنا لتعامل ما من خلال أحد هواته الشبكة ، يتيح لك برنامج تطبيقي صغير ان تعتمد تحويل المبلغ فتتحرك نقودك بسرعة الى مكان الدفع .
ولتسهيل التسوق الالكتروني فقد عمدت بعض المشركات الى التشغيل الآلي أو أتمتة automatization بطاقات الائتمان والشيكات على الانترنت. ويستطيع المستخدم فتح حساب مع هذه الشركات والتسوق عبر الانترنت مقابل الدفع من رصيده في حسابه مع هذه الشركات. ومن هذه الشركات: ديجي كاش والت Digi Cash Wallet، وتشيك فري Check Free، وسايبر كاش وموندكس. حيث تتعامل مع البنوك الأمريكية والأوروبية لتسهيل المعاملات عبر الشبكة الدولية للمعلومات. ولا تتعامل هذه الشركات بالنقد، مثل النقد الذي يتوافر لدينا، بل تتعامل بأرقام في كمبيوتر البنك. أرقام تعكس قيمة.
ومع وجود مثل هذه الشركات وتسهيل التسوق في الانترنت الا أن النقد الالكتروني مازال يواجه صعوبات كثيرة, وعدم ثقة من المستخدمين، وذلك خوفا من التزوير والسرقة والغش، ومازالت النقود الالكترونية تواجه الكثير من الصعوبات القانونية، والثقة من قبل المستخدمين. الا أن الوقت سيكشف إنه ممكن التعامل بهذه النقود والتسوق والدفع بها والتعامل بها في المحلات التجارية داخل شبكة الانترنت.
فالمستخدم للشبكة لا يتسوق فقط، بل يستطيع حجز تذاكر سفره، وحجز مكان في الفنادق ومعرفة الكثير عن الرحلات السياحية وأماكن الاستجمام في العالم عبر الشبكة. وكذلك يستطيع أن يبيع ويشتري الأسهم والعملات في مختلف الاسواق العالمية وهو في بيته أو مكتبه. فعلى سبيل المثال يستطيع أي واحد منا الولوج الى سوق مسقط للأوراق المالية، أو بورصة نيويورك أو لندن أو طوكيو، وأن يبيع ويشتري الأسهم والعملات في هذه الأسواق أو أي سوق حول العالم.
الانترنت وسوق الاعلانات
نعلم جميعا أن الاعلان في الصحف المحلية والمجلات يختلف عن الاعلان في الاذاعة والتليفزيون. فكل وسيلة من هذه والوسائل الاعلانية لها خصوصيتها ومميزاتها التي تميزها عن الوسائل الأخرى، فمثلا، لا يمكن أن يستقبل المستهلك الاعلان الصوتي من إعلان معد للتليفزيون، وكذلك لا يمكن ان نبث في التليفزيون صورا لأناس يقومون بالاعلان التجاري الصوتي للاذاعة، فكما أشرت سابقا، فإن كل وسيلة إعلانية لها مميزاتها. وأسلوبها وخصوصياتها سيؤدي بلا شك الى نتيجة عكسية وغير صحيحة للاعلان.
ومع ظهور الانترنت كوسيلة إعلامية جديدة، ظهرت في سوق الاعلان العالمي وسيلة إعلانية على أن تنتشر وان تحتل مكانا مرموقا في سوق الاعلانات العالمي. وقادرة أن تصل الى الملايين من المستخدمين، وعابرة للقارات بأقل التكاليف واسهل الطرق وأيسرها. وتستطيع أن تستخدم هذه الوسيلة الاعلانية كل خصائص الاعلان مطبوع وصت وصورة في آن واحد.
ومع زيادة نسبة الاعلانات في الانترنت، وتوجه الكثير من الشركات والمؤسسات الكبيرة والصغيرة نحو الانترنت، إلا أننا نرى أن المؤسسات والشركات العربية مازالت غائبة الى حد ما عن هذه الوسيلة الاعلانية الجديدة. حيث لم يشكل الاعلان على الشبكة إغراء للشركات والمؤسسات العربية الى الوقت الراهن. ولكن من المتوقع أن تنتشر الاعلانات العربية في الشبكة مع الزيادة المتوقعة في عدد زوار المواقع العربية في الشبكة. حيث كانت الاعلانات العربية شبه معدومة في عام 1997. الا أن عام 1998 شهد ارتفاعا طفيفا في الدخل الاعلاني العربي عبر الشبكة واستطاعت الشبكة أن تستقطب جزءا من الاعلانات العربية حيث بلغت مع نهاية عام 1998، حسب تقديرات مجلة انترنت العالم العربي، ما يقارب 120 ألف دولار فقط.
الاعلام الدولي والانترنت
ومع انتشار الانترنت على المستوى العالمي، احتلت مكانا مرموقا على مستوى الاستخدام الشخصي للأفراد وكذلك بالنسبة للمؤسسات الحكومية الخاصة، التجارية منها والتعليمية. وأصبحت وسيلة إعلامية جديدة لا يمكن الاستهانة بها. ومن هنا سعت مختلف الوسائل الاعلامية العالمية، الاذاعة، أو التليفزيون، والصحف والمجلات، الى احتلال مواقع لها في الانترنت. ومن خلال الشبكة يستطيع المستخدم قراءة الصحف والمجلات الصادرة في أي بلد فقط بعد ساعات من صدورها وقبل وصولها الى الأسواق. حيث يستطيع قراءة الصحف البريطانية أو الامريكية أو أي صحيفة أخرى وهو في قرية نائية في أي مكان في العالم، لا تصلها هذه الصحف في نفس وقت صدورها وقبل وصولها الى الأسواق في هذه البلدان. وكذلك يستطيع مشاهدة أو الاستماع الى القنوات الاذاعية أو التليفزيونية في أي مكان في العالم شريطة ارتباط هذه المؤسسات الاعلامية والمستخدم بشبكة الانترنت.
وقد عمدت بعض هذه المؤسسات الاعلامية الى جعل قراءتها أو مشاهدتها للمستخدمين المشتركين، مقابل مبلغ رمزي أو اشتراك شهري محدد. ومن هنا، أصبحت ،هناك في الشبكة ، محلات لبيع الصحف والأفلام والكتب . فما على المشترك إلا الاختيار والدفع مقدما مقابل الحصول على خدمة معينة . وفي نفس الوقت استخدمت الكثير من المحطات التليفزيونية لربط نفسها أكثر بمشاهديها. وسعت من خلال برامجها الى جعل المشاهد أو المستقبل محلى الطرف الآخر أكثر فاعلية ومشاركا فعالا في برامج هذه المحطات ، فعلى سبيل المثال شبكة CNN الأخبارية ، استخدمت الانترنت بفاعلية من خلال موقعها CNN .Interactive وقد سعت الشبكة الى ربط مباشر للمستخدم بالشبكة من خلال التعليقات ، التي يرسلها المستخدم ، أو جعل المستخدم يرجع الى أي خبر أو برنامج تم بثه لقراءة البرنامج أو مشاهدته أو قراءة الأخبار في الانترنت من خلال أرشيف الموقع . أو قراءة مختلف الأخبار الجوية والاقتصادية أو شؤون الساعة الدولية دون مشاهدة التليفزيون . وكذلك سعت مختلف وكالات الأنباء العالمية الى ربط نفسها بالشبكة .
الاعلام العربي والانترنت
لم يغب الاعلام العربي عن الانترنت . إلا أنه وصل اليها متأخرا عن بقية وسائل الاعلام العالمية الأخرى . ففي السنوات القليلة الأخيرة بدأت ، بل اهتم الكثير من وسائل الاعلام العربية بالولوج في عالم الانترنت ومواكبة التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات . إلا أن هذا الحضور وهذه المواكبة مازالت تعاني من الضعف في التقفيات المستخدمة في بناء هذه المواقع . ويرى خبراء الاعلام في الوطن العربي أن الاعلام العربي مايزال عاجزا عن مواكبة هذا التطور والاستفادة من المعلومات التقنية التي تبثها وسائل الاعلام الحديثة . ولم يستفد الاعلام العربي إلا من حجز مواقع له على شبكة الانترنت (بريد إلكتروني أو مواقع للصحف والإذاعات ومحطات التليفزيون ).
وبلغ عدد مواقع مختلف وسائل الاعلام العربية في بداية 1998 أكثر من 100 موقع : وهي موزعة على النحو الآتي : 43 صحيفة يومية وأسبوعية أكثر من 15موقعا لمحطات إذاعية وتليفزيونية ، وكذلك وكالات الأنباء وشركات الاعلانات . ومن خلال التصفح والدخول في مواقع مختلف ومسائل الاعلام العربية ، وخاصة الصحف والمجلات ، فإنه من الملاحظ أنها مازالت تعاني من قلة التطوير. وبدأت وكأنها رفوف الصحف التقليدية التي تنتظر القراء العابرين . أما بالنسبة لمحطات التليفزيون ، فبدت وكأنها ملت من الكلام ، فعملت على تحويل بثها الى هذا المواقع . بينما بقيت وكالات الأنباء العربية جامدة ومثلجة .
وتوصلت مجلة "انترنت العالم العربي" من خلال الدراسة الميدانية التي أجرتها على الصحف والمجلات ، ومحطات الاذاعة والتليفزيون ، وكذلك وكالات الأنباء العربية الى هذه النتائج ( 19):
– قصور شبه عام في فهم الناشرين ، والمؤسسات المصحفية ، لندور الذي يمكن أن تلعبه شبكة الانترنت في محاكاة الوظيفة التقليدية للصحيفة ، مثل توجيه الرأي العام ، زيادة الرقعة الجغرافية لنشر الخبر، واستخدامها كوسيطة إعلامية مهمة ، حيث سعت أغلبية هذه الصحف لاثبات حضورها فقط ,لا غير.
– لم ينتبه القائمون. على مواقع الصحف الى عالمية الانترنت وشبه مجانية الاستفادة من الشبكة ، فتحولت مواقع هذه الصحف الى ما يشبه بالدردشة في الساحة الخلفية للصحيفة ، والتحدث عن الذات بدون مخاطبة الآخرين .
– طغيان أسلوب النشر التقليدي، وخاصة ما يتطور بالشكل العام للموقع وأدواته المساعدة ، على الامكانيات التفاعلية التي تقدمها الانترنت .
حاتمة .
مستقبل الانترنت
ان الانترنت في ازدهار دائم ، وفي تطور مستمر. فأصبحت "القرية الكونية الصغيرة " التي تنبأ بها مارشال ماكلهان في المستينات من هذا القرن حقيقة واقعية . بل وصغرت هذه المقوية لتصبح غرفة كونية صغيرة تعج بالكثير من المعلومات والوسائل الاعلامية بمختلف أنواعها، ومن خلال تتبع تغور الانترنت على المستوى العربي والعالمي، فإن الحقائق تكشف أن الشبكة تنمو نموا سريعا . حيث يدخل مليون مستخدم جديد شهريا تقريبا في عالم الانترنت . ومع أن الشبكة في تطور مستمر في العالم العربي، إلا أننا مازلنا نرى أن العالم العربي يحبو ببط ء نحو هذه الطفرة المعلوماتية الهائلة.
إن تطور واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال بسرعة هذهلة خلال السنوات القليلة الماضية أحدث عملية انتقال على الصعيد العالمي مما يسمى بـ"المجتمع الصناعي" الى "مجتمع المعلومات " . وبالتأكيد فإن عمق وتشعب هذه العملية سيؤثران في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية منها والاقتصادية والثقافية . وستؤدي هذا الطفرة الهائلة في مجال المعلومات الى إتاحة الكثير من الفرص في مختلف المجالات الاقتصادية ، والتجارية ، والتربوية والثقافية وفي مجال وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري.
ففي المجال التربوي ينظر الى تكنولوجيا المعلومات على أنها وسيلة لاستكمال التقنيات التعليمية التقليدية من أجل تمكين النظم التعليمية من التكيف مع مختلف الاحتياجات التعليمية والتدريبية للمجتمعات الانسانية . وفي مجال البحث العلمي فهي تتيه . إمكانية الانتفاع بالمعلومات العلمية والمشاركة في تداولها وتوزيعها بسرعة عالية ومحلى نطاق واسح بين مختلف العلماء والمؤسسات العلمية . وفي مجال البيئة ، فهي تساعد على زيادة القدرات البشرية على فهم وإدارة العمليات الطبيعية الايكولوجية ، وعلى التنبؤ بالكوارث والتهيؤ لها. أما على المستوى الثقافي فهي توفر وسائل اعلام متعددة الامكانيات وضخمة لتعزيز التراث المادي وغير المادي للانسانية ، وسوف تتيح الفرصة والامكانيات للاستفادة المثلى من الثقافة العالمية ، إذا تم استخدامها بالشكل الصحيح . أما في مجال الاعلام والاتصال الجماهيري، فاستخدامات تكنولوجيا المعلومات تعددت وتوسعت لتشمل التحرير الاليكتروني والصناعة الاليكترونية للصور في انتاج مختلف البرامج ، وكذلك في النشر وفي الصحافة المكتوبة . وتوسعت الى الاذاعة والتليفزيون ومختلف وسائل الاتصال الجماهيري. ومع انتشار تكنولوجيا الاعلام المتطورة بسرعة في شكل شبكة عالمية متكاملة ، فإن قدرة وسائل الاعلام على توفير المعلومات والأنشطة الترفيهية ستتضاعف ، بلا شك على نحو يتجاوز الخيال ( 20).
ومن خلال الدراسة يتضح أن الولايات المتحدة بدأت بفقدان سيطرتها القوية على استخدام الانترنت . حيث بدأت نسبة المستخدمين الأمريكيين بالتناقص مقارنة مع المستخدمين من البلدان الأخرى . ومع ذلك مازالت الولايات المتحدة هي المسيطر الأساسي على سوق الانترنت . وان نمور آسيا الشرسة بدأت بالفعل في احتلال مواقعها في سوق الانترنت . حيث تشير الدراسات والبحوث الى ظهور نمور آسيوية في مجال الكمبيوتر والانترنت. مثل الهند وغيرها. وبدأت أوروبا بفقدان مواقعها على حساب هذا النمور الصاعدة في عالم النظم الكمبيوترية والانترنت .
فغدا قد لا نستغرب إن كنا قد أصبحنا حبيسي غرفنا ومكاتبنا، والتي ستصبح كجزر منعزلة في وسط المحيط ، لا يعرف المستخدم جاره القريب ، بل يعرف البعيد. وقد لا نستغرب ان كنا وقد أصبحنا يوما من الأيام تجار شنطة الانترنت . أو من المدمنين في كواليس هذه الشبكة . وما علينا إلا أن نركض بسرعة عالية للحاق بالآخرين ، الذين سبقونا كثيرا.
الهوامش:
1 – عبدالقادر الكاملي ، "انترنت تغير العالم . .. فكيف تغيرنا". في انترنت العالم العربي ، السنة 1، العدد 4 ، يناير 1998، ص26-27.
2- عدنان الحسيني، انترنت في العالم العربي: نمو مستمر .. والسعودية القادم الجديد، في مجلة انترنت العالم العربي، السنة الأولى العدد الرابع ، يناير 1998 ، ص 28 .
3- لقراءة الاستبيان انظر عدد أغسطس 1997 من مجلة انترنت العالم العربي.
4 – عدنان الحسيني، واقع استخدام انترنت في العالم العربي". في مجلة انترنت العالم العربي، السنة 1، العدد 6، مارس 1998، ص 28.
5- انظر دراسة معهد GVU حول استخدام الانترنت في أمريكا وأوروبا Http.//www. gvu, gatech. edu.
6- تقرير مدير دائرة الاعلام والمعلومات الى اللجنة الرابعة "الاتصال والمعلوماتية " في المؤتمر 29 لليونيسكو . باريس نوفمبر 1997، والذي شارك فيه الكاتب في اللجنة الرابعة ، ممثلا لوزارة الاعلام .
7- شبكة نسيج تبدأ خدمتها في المنطقة ، في PC Magazine"
المطبعة العربية ، السنة الثانية ، العدد 4 ابريل 1997. ص 22.
8 – للمزيد من المعلومات انظر . سندباد . في مجلة عربيوتر، السنة 9 العدد 89، فبراير 1998، ص 13 -13.
9- انظر الدليل ، المرجع السابق ، ص 16.
10 – عدنان الحسيني ، أفضل 25 موقعا عربيا، في مجلة الانترنت في العالم العربي، السنة 1، العدد 5 ، فبراير 1998 ،ص34-38 .
11 – حديث مع معالي وزير التربية والتعليم في جريدة عمان . العدد 6185، 9مايو 1998، ص 4 ، ومجلة المركزي ، العدد 1 السنة 23 يناير / فبراير 1998 ص 1 – 0 1.
12- للمزيد من المعلومات عن الأسعار والخدمات التي تقدمها انترنت عمان ، انظر وزارة البريد والبرق والهاتف GTO انترنت عمان : نوصلك بالعالم ، GTO مسقط .
13- GTO تقرير غير منشور . 6مايو 1998.
14 – GTC تقرير غير منشور . 25 يناير 1999.
15 – فاروق حسين ، مرجع سابق ، ص 36.
16 – غسان صلاح الدين شبارو ، الانترنت بين الخليج والمحيط في مجلة "انترنت وورك " ع. 4، س . 3، ابريل 1998 . ص6.
17 – ازدهار صغار رجال الأعمال بالانترنت . جريدة عمان 6186. 0 1 مايو 1998. ص20 .
18 – ارشادات لاستخدام النقد الالكتروني ، في Internet Shopper طبعة الشرق الأوسط ، خريف 1997، ص 17.
19 – للاستزادة أنظر ، عدنان الحسيني ، "مواقع الاعلام العربي:
وأزمة استيعاب انترنت "، في مجلة انترنت العالم العربي، السنة 1. العدد 4 ، يناير 1998، ص30-38.
30- انظر اليونيسكو ومجتمع المعلومات للجميع . مذكرة إعلامية ، مايو 1996.
أحمد بن علي المشيخي
(محاضر بقسم الاعلام بجامعة السلطان قابوس)