أيها البحر
أيها السر العظيم
شطر أغوارك
وجهت وجهي
***
يلمع على عشوائية الوقت
قاتلة الطائر الوحيد ، المحلق فوق
الفوضى
المتنافية في اللامبالاة
لاستعمارها الأهداب المنزوعة في القاع
كانه قلبي ، جوهر المادة
ذات العاصفة الصامتة
عميق ينهش الشجيرات الملاصقة على
حوافه
منتزعا جذورها
عزقا قسوة ليله الأبدي
مصباح ضد الظلام
شتات الألم في قنينة ، صيف جفاف
نوره مطلقا الى وجهه
متقدا بسبب الغياب
ومحروقة أعصاب الكمنجات
وهي تركل الصفائح الفارغة
التي خلفتها الشمس بعد عملها الدؤوب
قاتلة بها الأفكار اللامحتملة
بنكهتها المهيجة للخيوط المتشابكة
بانتظام
والمتسترة على الخميلة المسكونة
بحوريات هلامية ، وريثات العالم
بعد قفول الشمس في اتجاهها المعاكس
حتى لا تنشر فيها الحمى
تمني نفسها بحادث مباغت
ينقذها من الوهج
أو بنهر متجمد يحتويها
ومعتما يقف في وجه الضوء
ذلك الأفق الجامح
طيوره ساهرة على أشجاره
ومحلولة تلك الروابط ، بشكل فظيع
على الرهافات الجائعة
وتنسحب تحت عري الليلة ، محافظة على
صمته
تحبس أحاسيسه بين عينيه
ويزرق الدم منأثر الكدمة
ويبثق كأدمع مذرونة ، الاحساس بالألم
لدى الجسد الأرضي ، عاشق الشهوات
لغاية الو توف ازاء نيرانه
ألم يتشتت ، يخترق الظلمة
وبلا دفاع
مغمومة تسحب أطرافها فوق الطين
الأجنحة
أسقطته الهام من عل
رأسه خاسر ، هو نهر من الجنون
في طياته جروح المروج
المختومة بصواعق الليل
جسده مرتبط بعالم قديم
غمرته مساءات دموية
نفسه شعلة خامدة ثائرة
يداه تلمس الظلال الساكنة في زوايا
الذكرى
تراكم في شقوتهما الماضي
الم يبق منه إلا. . . . . .
بضع حشرات سامة
وبقايا لأعشاش قديمة بين الأصابع
وقدماه المعروقتان بجذور من الرمل
واقفة بعد رحيل القرار ، على القدرة
ويمضي الطريق ، مكسوح الروح
حتى عظمة رأسه
من صروحه الراقدة على سنان موجه
وعمودية تسقط الشمس
على الدروب المتقطعة
ظلها العتيق يتخايل في المرايا الغامضة
المماثلة للقلب الممدد
على أخشاب الندم المتأخر.
***
أيها البحر
نحن محتاجون للانضمام
في الجروف البعيدة
في أعماقك
قرب قلبك المليء بالحنان
للنهاية نستقبلها بوجه
اشتعلت فيه تراكيب العبور
الى ضفاف النهار، صارت رمادا
وزعقت بين جوانبه ريح الخريف الباردة
فتلك الصبية
التي كان يلعب على صدرها بريق النشوة
هي الآن ، أقرب للشيطان من الملاك
هي اليوم ظهر متقوس
كبرياء مجروحة
حجر في وحل
جسد تلاحقه فزاعة الندم
هي الحورية
التي كانت تحتل عالم الأحلام
والشمس التي طهرت أجسادنا من البلى
والسماء التي تصعد اليها
أرواحنا كل يوم
والجرة التي تحوي سر الخلود العذب
والسراج الذي ينير بصيرتنا
بين ركام الليل
هي الحقيقة الصافية العميقة
هي ذاتها الحقيقة
***
أيها البحر
يا ملجأ الأرواح الشريرة
لقد ضاقت بي اليابسة
لم أعد لقمة تستاغ
فاقبلني
روحا
شريرة
جديدة
لديك.
زهير القاسمي (شاعر من سلطنة عمان)