عزيز أزغاي*
كُلُّ ما ستَحْكِيهِ الجَدّةُ،
بعد طولِ تَكتُّمٍ،
لنْ يكون قَصصاً
جَرتْ في مُرتفعاتِ الكُتبِ،
وإنَّما خُدْعُها الكبيرةُ،
التي أخْفَتْها،
عنْ عيونِ السّحرةْ.
2 –
بِلمْسةٍ سِحْريةٍ،
ستجْعلُ من دَمٍ القَتيلِ
سَبباً لاْرتِطامِ المَجرّات،
ومِنْ وصاياهُ
ذَرائِعَ لكَبْسِ هواءِ المُعْجزَة..
هي هكذا،
كُلّما اخْتَلَتْ بَجسَارتهِا،
تَبخّر العَالم..
3 –
فيمَا مَضى،
كانتْ لها فؤوسٌ بِلا صَداقاتٍ،
حتّى إنّ يدَها ظلّتْ تُوزِّعُ السُّمّ،
بأسَاريرَ مُحايِدة،
على كاساتِ السَّابِلةْ.
مِنْ أيْن أتَتْ بِكُلِّ هَذا النُّبْلِ
دُفْعةً واحِدةْ؟
4 –
لَمْ يَكنْ لها وِدٌّ
في الأوْقاتِ المُرّةِ،
ولا كانتْ تَجْزعُ من َمآلِ البداياتْ.
كُلُّ مَن رآها تذْهبُ
إلى شَظَفِ الحَنينِ
بكامِلِ خُضْرَتها،
ظَنَّ القِيامَةَ فِكْرةً مُرْتَجلَة.
هكذا كانتْ تُعيد حِياكَةَ المَصائِرِ
بِمِقصَّاتٍ مِنْ ذَهبْ..
5 –
في تقديرها،
لا أحد يَشُكُّ في سَعادةِ القَصصِ.
وحدهُمْ المَجْروحُونَ
سيُعَدِّلونَ مَسار الطَّعَناتِ
بِحبْرِ لا يُخْطئ..
لا شَيْءَ تغيّر تقريباً:
يَوْمٌ آخَرَ بسَكاكِينَ
في الظّهْرِ.
الصّباحَاتُ نَفْسُها
بتَوابيتَ
وحفّارينَ.
نفْسُ الأسِرّةِ
بصَريرٍ
في العِظام.
نفْسُ الوُجوهِ
عَلى امْتدادِ المُنْحدرات.
نفْسُ الفؤوسِ
والرَّوائِحِ
والألْوانْ.
نفْسُ الأنِينِ المُتَقطِّعِ
فِي الغُرف.
نفْسُ الهَذيَانِ
المُنْبعِثِ
مِنْ قارَّةٍ
فِي إنَاءْ.
نفْسُ السَّتائِرِ والإبَرِ
والأَقْراصْ.
نفْسُ السّوائِلِ
فِي قَنانِي الرُّضَّع.
نفْسُ اليَاقاتِ بِبُقَعِ الحَساءْ.
نفْسُ الغُرباءِ
بقُفّازاتٍ
يتَصَبَّبُ منهَا الحَذرْ.
نفْسُ العيونِ المُتلَصِّصةِ
من ثُقْبٍ
في جِدارْ.
نفْسُ قَبَاقِيبِ الخَشبْ
تُثَرْثرُ
فِي المَمَرّات.
نفْسُ الشَّتَائِمِ،
نفْسُ الشَّجنْ..
…….
…….
(…)
ثم،
لا شَيْءَ
تَغيَّر تَقْرِيباَ:
لا شَيْءْ..
سِوَى هذهِ
«الرِّيَاحِ البُنِّيَةِ»
الّتِي تَحْرُسُ
حقول الثّلْجِ
فِي مَنْفى العَجَزَةْ..