أسلم القلب لنغمة رائقة من هناك، لأنسى أغنية
أسى، تدق في الصدر،
أستعيد وجهك، أستعيد دفء نظرة، في عيون
صباياك
أصوغها أيقونة لجدار أيام باردة
أسألك مقهى من مقاهيك- مقهى لرصيف هذا
العمر المترامي
في الشوارع الغريبة، حيث أمضي هنا، بلا مقهى يسند
قامتي…
أنا ألشيخ، يا دمشق
امنحيني شوارع اضافية، امنحيني فسحة في
فضائك الحميم
كالأهلة، اني أرقب النسيم المار عبر مآذنك، عبر
قبابك
وعبر الشجر المحتفل أبدا..
وجهك يوزع الفصول
وقامتك خطى ربيع دائم.
…….
أضعت قلبي فيك مرارا
اسألي طفلة شامية، تكبر الآن على ضفاف لهبي
اسألي كلمة أطارت صواب قلبي إلى الأبد
اسألي الهواء الذي يحييك مساء، يا دمشق،
الهواء المليء بأمكنة تلامس القلب
هكذا، متعثرا، يخلد القلب الى وجه يربيه نسيم الشام
يخلد الى مقهى تبحث عنه أيامي كلها
متلبثا أرقب العابرات، مرتشفا الهدوء الذي لم
يصدعه أحد، مدخنا سيجارتي برضا ملكي.
ملك يا نسيم دمشق، أنا
ملك أهبط الدرجات المتصالحة مع نفسها الى مقهى
" النوافر ة "
حيث كل شيء يتلبث علامة الدعة..
مشهد النسوة، واقفات يتحدثن، وكأنهن واقفات
الى الأبد،
الأشجار المنحنية على ساقية جارية، كمشهد مؤبد، أيضا صوت المغني المتعب من الحب، يتلبث في ارتشاف
ماء حبيبته
أنا الراكض في نفسي، كم أخلد الى هذه المشاهد!
أطلق القلب كفراشة في فضائها…
فامسحي الندوب بيدك الرخيمة كالمطر،
وسادة أسألك من غنج فتياتك!
……..
أنا العراقي، لا أقصر صلاتي فيك يا دمشق ،
بل أتمها، ففيك كأنني لم أغادر بغداد، او الديوانية،
مدينتي المشتقة من الفرات، الذي ربانا جميعا
هنا وهناك
السماء لها نفس الزرقة والأهلة
سطر حمام في سمائك يصوغ في سلامي مع النفس
أصيخي لأغنية حبي
أصيخي لقلب يقطر افتتانا
أعيري أصابعي وردة من ربيعك
خذي كلماتي بريد اشتياق
خذى قلبي يدا تلوح لكل عابر.
تتدفقين وردا وشهدا
وجهك يضيء دفاتري
والسهر في عيني،
أتلبث أرقا عند أعتابك، كعاشق يخرج من
الأسطورة
أقول فيك ما لم يقل
أهدي عشاقك قاموس قلبي
أحبك لا لشيء، إلا لأنك أنت،
فمنذ أن وطيء شراعي هواءك وانا أستعيد أنهارك شاطئا، شاطئا،
أبذر في رباك حنيني لتزهر أوطانا
ألثم عتبات مزاراتك فثمة طمأنينة النفس، حيث
الفضاء
أريج رجاء ومحبة
!خي حجرك، فهو ينبض، أقود شوارعك في نزهتي اليومية،
فلا أحد يعرف صداقتها كقدمى الشاردتين،
المشردتين
في كل مقهى لي مقعد، في كل وجه من وجوه
نسائك شهقة لقلبي
أدمنت عينيك، افتقدتهما
لذا أسأل القمر، كل أمسية، أن يضىء الدرب
إليك يا دمشق.
باسم المرعي(شاعر عربي يقيم في السويد)