كوستا – جافراس – دونالدو ستيوارت
وجون نيكولز
عن قصة الكاتب توماس هوزار
النسخة الأخيرة – 5 فبراير 1981
هذا الفيلم مبني على قصة حقيقية.
الاحداث والحقائق موثقة توثيقاً كاملاً.
بعض الأسماء تبدلت لتحمي الأبرياء
المذنبون محميون سلفاً.
ــــ
«المفقود»
فيلم من إخراج: كوستا غافراس – إنتاج عام 1982
بطولة: سيسي سبايسك – جاك ليمون – تشارلز كلوني
دراما تاريخية أمريكية، مبنية على قصة واقعية لصحفي أمريكي «شارلز هورمان»، الذي اختفى بعد الحالة الدموية التي سادت تشيلي عقب الانقلاب الدموي عام 1973، الذي تم بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت نتيجته خلع «سلفادور أللندي» الذي وصل للحكم عقب انتخابات ديمقراطية.
تمت عملية تصوير الفيلم خلال الأيام والأسابيع التالية لاختفاء «هورمان». وينقل لنا عملية البحث التي قام بها والده وزوجته عنه، في محاولة لتحديد مصيره. ويعالج العلاقة بين زوجة «هورمان» وحماها، رجل الأعمال الأمريكي «إد هورمان»، الذي يلعب دوره باقتدار الممثل «جاك ليمون».
عرض الفيلم في الصالات عام 1982. كما شارك في مهرجان كان لنفس العام، حيث منح جوائز عديدة أهمها جائزة «السعفة الذهبية» مناصفة مع الفيلم التركي (يول). كما نال أربعاً من أهم جوائز الأوسكار في الولايات المتحدة الأمريكية وهي: أحسن فيلم – أحسن ممثل في دور رئيسي (جاك ليمون)– أحسن ممثلة في دور رئيسي (سيسي سبايسك) – أحسن سيناريو مقتبس عن قصة. وقد تم منع عرض الفيلم في تشيلي طوال فترة الحكم الديكتاتوري لـ «بينوشيه». هذا بالرغم من أنه لم يشر بشكل واضح إلى تشيلي أو «بينوشيه»، اللهم إلا من خلال ذكر أسماء مدن تشيلية في الفيلم (فينا ودل مار).
استطاع «كوستا جافراس»، المخرج اليوناني المولد والفرنسي الجنسية، أن يصنع فيلماً يحرك المشاعر بطرق مذهلة ومثيرة للغضب، وتتملكه رغبة دائمة في محاولة إثارة الشهرة من مصادر غير متوقعة. فقد بنى فيلم «المفقود» (آخر أفلامه) حول اختطاف ومقتل الشاب «شارلز هورمان»، خريج جامعة هارفارد والصحافي المتنوع الثقافة، في تشيلي.
اعتقد «جافراس» (مخرج الفيلم) والمحامي «توماس هوزر» مؤلف الكتاب الذي بنى عليه سيناريو الفيلم، أن السيد «هورمان» الشاب تم اعتقاله من قبل السلطات التشيلية، وربما بموافقة بعض ممثلي الولايات المتحدة على الساحة التشيلية. والسبب أنه كان يملك معلومات حول تورط الولايات المتحدة في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الماركسية للـ «دكتور سلفادور الليندي» رئيس تشيلي. وفي هذا الإطار، فإن الحقيقة الوحيدة التي تمت مناقشتها هي أن السيد «هورمان» أصبح بعد الانقلاب مباشرة، أحد ضحايا الاعتقالات التي تمت للمئات من ناشطي التيار اليساري التشيلي ومؤيديه.
إن ما يزيد هذه الأسئلة تعقيداً، هو كون فيلم «مفقود» أجمل ما حققه «جافراس» من الميلودراما السياسية، سجل من خلالها فيلماً مثيراً جداً له أسلوب سينمائي حقيقي. وقد قام «جاك ليمون» بتمثيل دور والد «تشارلز هورمان» بتمكن شديد، كما قامت «سيسي سبايسك» بتمثيل دور «بث»، زوجة «تشارلز». كما يعد السيناريو الذي قام بكتابته «كوستا جافراس» و «دونالد ستيوارت» نموذجاً خاصاً من نوعه. إذ يبحث «إد» و «بث» عن «تشارلز»، ويتحول هذا البحث إلى سرد روائي ينساب بلا توقف من خلال سلسلة من المشاهد التي تجمع الماضي بالحاضر.
يعد مركز الفيلم الرئيسي هو اليقظة السياسية لـ «إد هورمان» الذي يأتي إلى تشيلي بهدف مساعدة «بث»، بالرغم من أنه يشك أن «تشارلز» قدم إلى تشيلي تحت غطاء أسباب معينة تجاوزت إدراكه. «لو كان قد بقي في الوطن»، قال «إد» الثري والمحافظ سياسياً والعالم الديني الممارس، «فإن شيئاً من هذا لم يكن ليحصل». لوكان الفيلم مجرد اختلاق لتفاصيل حياة «تشارلز» واختفائه، لم يكن ليكون له هذا التلاحم العاطفي الرهيب.
كان «ليمون» و«سبايسك»، على أي حال، أكثر من رائعين. وازداد احترامهما وشغفهما ببعضهما البعض كلما تقدمت القصة ووضحت وبدت حقيقية بدرجة مخيفة. وسواء تحققت الحقائق أم لا، يوثق فيلم «المفقود» بطريقة أخاذة ظهور الوعي السياسي لـ «إد هورمان» الذي كان مؤمناً دائماً بقدسية حكومته ويتقبل أفعالها وسياساتها دون أدنى تساؤل، إلى أن مر بهذه التجربة المخيفة.
يقوم فيلم «المفقود» بإقناعك، من ضمن الأشياء الأخرى، أنه في المرة القادمة لن تضيع صوتك الانتخابي، فالمواطن السلبي هو المواطن المدان.
* * *
69 – – داخلي. ممر الاستاد – مكتب – ليلاً.
الممر هو مكتب. المكاتب مصفوفة على الحائط وضابط خلف كل واحد. ينتظر فرانك ودايفيد تسجيل أسمائهم ليستجوبوا. جنود في كل مكان يقودون مساجين، أو متجمعين حول مدفأة ليتدفأوا ويشربوا الشورباء.
الخوف الأكبر الذي رأيناه يفوح من هذا المكان… ملموس، ملوث، مثير للمرض. صراخ وعويل يصعد من الطابق السفلي للاستاد. غالباً يتبعه إطلاق نار. الأصوات غريبة: وغياب ردود الفعل الآدمي بين الحرس يزيد من اللاواقعية. عينا دايفيد تتوجه حول المكان، ووجهه خائف. بالرغم من جرحه فإن فرانك أكثر قدرة على التركيز والحساب.
70 – داخلي – زنزانة في قبر الاستاد – ليلاً
غرفة خزين تحولت إلى غرفة توقيف. يترامى المساجين حول المكان على المقاعد الخشبية. معظمهم قد ضربوا. هنالك محادثات قليلة. وهذه معظمها وشوشات.
يجلس فرانك ودايفيد على الأرض وظهورهم إلى الحائط. دايفيد يكاد ينهار وهو يدرس حالة الرجال الموقوفين حولهم. يرتجف كلما سمع أصوات البنادق المكتومة عبر الممرات نحو مكان وجودهم.
دايفيد: سيقتلوننا أليس كذلك؟
فرانك: لا أعتقد ذلك. انهم فقط يرعبوننا.
دايفيد: إذا حتما هم نجحوا في ذلك.
فرانك: هاي ايها الرجل نحن أمريكيون. إذا ما قتلونا، فإن سفارتنا ستجن.
دايفيد: انت مليء بالخراء يا فرانك.
ضحكة دايفيد تخرج دمعاً. يتروجي يضع ذراعاً حول كتفه. مثل اخ كبير.
فرانك: هاي، انا اقول لك، ستكون بخير.
دايفيد: لا أستطيع امساك نفسي. سيقتلون ذلك الشاب ألن يفعلوا ذلك؟
اعتبر فرانك ان مهمته هي المحافظة على تماسك دايفيد. فيبتسم ابتسامة مخنوقة.
فرانك: اسمع. انا شارطتك على عشاء عند ارتورو اننا سنخرج من هنا في الصباح.
يستعد دايفيد ان يمسك بتلك القشة. ويرتاح قليلاً.
دايفيد: حسناً. حصلنا على شرط.
يتصافحان تماما عندما يفتح الباب. يدخل أحد الضباط رأسه وهو يراجع قائمة معه.
الضابط: تير. و. جي؟
فرانك: (تجمّد ولكنه لا يستسلم)
هه! يبدو انك خسرت، يا جيش.
ينهض، ويعصر كتف دايفيد بعاطفة صادقة.
فرانك: كن قوياً. سريعاً بمجرد أن أخرج سوف اتجه فوراً إلى السفارة.
يهز دايفيد رأسه بريق من الأمل.
الضابط: تير و جي !
ثم يستقيم ويعرج باتجاه الضابط. غاضباً تحت انفاسه:
فرانك: حافظ على مائك يا ميكي ماوس.
آخر ما يراه دايفيد هو كتف فرانك.
ثم دايفيد يكون وحيداً، ينظر حوله بخيبة أمل متابعاً السجناء الآخرين بينما نسمع صوت “هوب” غير المتناسب لكرة تانس ضربت… تتبعها كلمة “برافو” وقليل من التهليل.
71 – خارجي. حديقة رسمية – نهاراً
يجلس دايفيد هولواي على حافة كرسي مقابل هورمان وبث.
يده اليسرى ملفوفة ويبدو مستهلكاً. تجلس بيا معه، ويدها تستقر بخفة على فخده.
وعلى ملعب تنس واسع. لعبة تنس ثنائية تدور. مجموعة صغيرة من المشاهدين يوجهون تهليلاً راقياً. بعيداً عن الملعب يرتفع حقل اخضر منساب يحتضن فيلا بيضاء متلألئة.
دايفيد: هذه آخر مرة رأيت فيها فرانك. افرجو عني في اليوم التالي.
ينحني هورمان إلى الأمام على كرسيه.
هورمان: أخبرتني وزارة الخارجية أن فرانك غادر شيلي مباشرة بعد الإفراج عنه.
دايفيد: تكلمت مع والده في شيكاغو. فرانك لم يتصل به، او أي أحد نعرفه.
هورمان: ربما هو مختفٍ، أيضاً.
دايفيد: (مخاطباً بث)
هل هذا المكان الذي يتواجد به شارلي ايضاً، مختفياً؟
بث: لا تنظر إليّ.
هورمان: (مخاطباً بث) لماذا تصرين على رفض هذا الأمل؟
بث: لأن هذا غير صحيح.
وبدلاً من المشاجرة معها، حاول إد أن يهضم هذا وبعد وقفة قصيرة سأل ديفيد:
هورمان: هذه الصحيفة التي عملتم بها… هل يمكن أن تكون هذه سبب اعتقالكم؟
دايفيد: انهم حتى لم يستجوبوني إطلاقاً حولها.
هورمان: هل كان شارلي نشيطاً جداً فيها؟
دايفيد: تماماً مثل الباقين… كنا نعمل أحياناً ثماني عشرة ساعة في اليوم حتى نخرجها.
هورمان: (مندهش، فعلاً) شارلي كان يعمل ثماني عشرة ساعة في اليوم.
دايفيد: احيانا… أكيد!
هورمان: ماذا كان يدفع لكم لقاء ثماني عشرة ساعة عمل؟
بث: كسبوا قليلاً من الشكر وبعض الاحترام.
هورمان: ولكنك لا تستطيعين شراء الكثير من الهوت دوجز بقليل من الشكر .. هل تستطيعين؟
بث: (تحية) هاي، دعنا لا نبدأ من جديد….
تهليلات لضربة كرة طائرة ماهرة.
72 – داخلي – غرفة نورمان في الفندق
يلبس رداءً منزلياً يقوم هورمان بالحلاقة في الحمام. هنالك نقرة على باب القاعة.
هورمان: انه مفتوح.
رجل في بذلة عمل غامقة يحمل سماعة هاتف بيده.
عيناه يتابعان من باب الحمام النصف مغلق إلى باب القاعة الذي يفتح ليظهر بث، وقد لبست لتناول العشاء.
يظهر هورمان، يرى الرجل. مذهولاً، يحدق في بث، ثم يعاود النظر إلى الرجل.
هورمان! ماذا تفعلين؟
رجل: (بجبن) انا أصلح الهاتف.
يضع السماعة في مكانها، ينظر في كيس أسود صغير. ويبدأ في الخروج، على مهل متجاوزاً بث.
هورمان: يعمل جيداً.
رجل: والآن يعمل بشكل أفضل.
يسرع هورمان إلى باب القاعة بينما يختفي الرجل حول الزاوية وعندما يعود. بث اشمأزت.
بث: لقد قاموا بتصليح هاتفي البارحة.
هورمان: (خائفاً) كيف يستطيعون أن يفعلوا ذلك بوقاحة؟
تسير بث بالقرب من الهاتف. تحني رأسها وتكور فمها وتخاطب الهاتف.
بث: هللو، راي، كيف حال كل شيء صغير هناك في غرفة لعبك الالكترونية؟
وكأن الجميع في صف، يرن الهاتف. تقف بث مذهولة تماماً.
هورمان يجيب.
هورمان: نعم…؟
(توقف: يتهدج وجهه) شكراً.
هورمان (مقطباً حاجبيه) السفير يريد أن يراني في الصباح.
بث: (متماسكة) لماذا؟
هورمان (متضايقاً) لا أدري….
73 – داخلي. ملحق مكتب السفير – نهاراً
إد مرتاحاً. يخطو هورمان في ساحة الاستقبال بينما يطبع السكرتير على الآلة الكاتبة. يرن الهاتف. تجيب السكرتير.
السكرتير: بإمكانك الدخول، يا سيدي.
تتبع بث هورمان إلى باب .. يفتح ليظهر بيردي المضطرب.
بيردي: (مكفهر الوجه) صباح الخير…
ثم يرى بث.
بيردي: اسف، يا بث. لا تستطيعي … هذا الموعد هو فقط لـ ….
هورمان: فريد، أي شيء سأسمعه هو لها ايضاً.
السفير: لا بأس. دع الاثنين يدخلان.
يخطو بيردي إلى الجنب. ويقود هورمان وبث نحو المكتب، حيث كانا يتوقعان تماماً أن يسمعا أخباراً سيئة عن شارلي.
74 – داخلي – مكتب السفير – نهاراً
نافذة كبيرة كالصورة في ردهة عالية السقف مضيئة تطل على حديقة السفارة الواسعة المعتنى بها.
ينهض السفير بينما هو وإد يقومان بالتحية الرسمية.
تبقى بث في الخلف مبتعدة عن الطقوس.
السفير: اجلس، من فضلك.
يستقر هورمان على حافة كرسي جلدي واسع. تبقى بث واقفة.
هورمان: ماذا في الأمر؟
بث: هل وجدتموه؟
السفير يذهل. بصمت يدعو بيردي…. ثم يفهم الأمر فوراً.
السفير: اوه، كلا… ليس هذا بتاتاً … انا آسف
هورمان: ما الأمر إذا؟
السفير: سمعت أنك تريد مناقشة بعض الأمور السياسية.
والآن اضطرب هورمان حتى وضح الأمر السفير.
السفير: اقترحت انه قد يكون هنالك نوع من برامج مساعدة من البوليس الأمريكي هنا.
اوه. هورمان يهز رأسه ويعود إلى صلب الموضوع. ويرتاح.
السفير: أريدك أن تعرف أنه لا شيء من هذا القبيل موجود في هذه البلد.
توقف. هورمان لا يقبضها.
هورمان: وانا لست مهتماً بسياسة هذا الموضوع يا سيدي.
انا فقط ذكرته لأنني أريدك أن تستخدم كل ما في يديك.
السفير: انا اعيد، سيد هورمان.. لا يوجد أية عملية كهذه، يصاب هورمان بصدمة، ثم ينحني إلى الوراء، ويقرر انه من الأفضل أن يسقط الموضوع من حسابه. بيردي يغير الموضوع.
بيردي: راجعت المستشفيات التي تريدون زيارتها.
هورمان… ماذا عن الاستاد الوطني؟
بيردي: أنا أحاول. ولكن هذا موضوع حساس.
السفير: تصرف بشأنه.
توقف مريب: ينظر هورمان حول الغرفة غير مرتاح، ثم يقرّر المتابعة على أية حال. يتكلم ببطء، عن قصد، محاولاً بمنتهى الانتباه أن لا تتهم نبرة صوته أي كان. هو خائف من أن يخسر هؤلاء الناس كحلفاء له…ويندم ربما، كونه جاء ببرنامج مساعدة البوليس له.
هورمان: انظر، اعرف ان هذه أوقات سيئة. هذا ليس تسلية لكم انتم… وحتما هو ليس تسلية لبث ولي… او لشارلي… حيثما كان. اعرف أنكم تقومون بكل ما في وسعكم. عليّ أن اؤمن بهذا، إنه املي الحقيقي الأول. انتم تملكون الآلات والعلاقات إلى جانبكم. انا لست سوى رجل أعمال في منتصف العمر من نيويورك، حتى انني لا أستطيع أن أنطق كلمة بالإسبانية.
يتوقف، ينزعج قليلاً من وجوه مستمعيه. السفير محايد كلياً. بيردي متحفز، وعقله يدور حول اشياء أخرى. ولكن بث مأخوذه ومتأثره جداً بمدافعة إد.
هورمان: ربما يكون ابني قد أصيب بطلق ناري.. او عذب. ربما ضربوه بشكل قاسٍ لدرجة انهم الآن متمسكون ببقائه حتى يشفى إلى الحد الذي بعده يمكن إطلاق سراحه. انا غير مهتم. ما حصل قد حصل. عليكم أن تتصلوا بهم وتقولوا لهم انني سأقبله بأي حالة. لن أحتج ولن أبلغ صحفا. اكتبوا أية شروط لإطلاق سراحه وانا اوقعها. سأسامح أي واحد والجميع على أية أذية إذا فقط … عاد … إلى ….
يتوقف هورمان ثانية ليستجمع نفسه…
هورمان: إنه ابني الوحيد، يا سيدي.
يرتبك بيردي. ولكن السفير لا يرف له جفن.
الجميع ينتظرون. عصفور يغني خارج الشباك.
تعبيرات هورمان تتحول ببطء من توقع متحمس إلى سيرة. ثم إلى شك عندما يدرك أخيراً: لا أحد سيتحرك من مكانه.
فالتماسه للتعاطف مع قضيته ومساعدته سقط إلى اذن طرشاء، لقد خاطب الأسماء باسمها …. وهم يتجاهلونه.
ينحني نحو السفير مرتجفاً:
هورمان: هل سمعت ما قلته فوراً؟
السفير: نعم سمعت يا سيد هورمان.
ينهض إد وينظر باتجاه بيردي، الذي لا يستطيع أن يواجه حملقته.
هورمان: فريد. انت تعلم انني لن أعود إلى نيويورك بدون جواب.
يرفع بيردي أكتافه ويلوي جسده… ويطأطئ رأسه. تنهض بث وتمسك بذراع حماها.
بث: تعالي يا إد. انتهى الاجتماع. تقوده نحو الباب.
75 – داخلي / خارجي – غرفة الاستقبال
في غيبوبة، يتماوج هورمان في منتصف الغرفة . وحاجباه مغزولتان وعيناه مضطربتان.
هورمان: لقد جعلت من نفسي انساناً أبله.
بث: (متأثرة جداً) لا بأس. لقد حاولت.
بيردي يبعد خطوة عنهم، يكاد يفقد أنفاسه.
بيردي (معتذراً)… عليكم أن تقدروا أن هذه ليست القضية الوحيدة التي نعمل عليها.
هورمان: إنها القضية الوحيدة التي تهمني.
بيردي: انت والعديد من الناس.
يوجه هورمان له نظرة سريعة من على كتفه.
بيردي (دون ان ينظر إلى الخلف) انا مواطن أمريكي.
يصلوا إلى ادنى السلالم، يبطئ بيردي.
76 – داخلي – غرفة مطالعة كريستيان سينس – نهاراً
اسفل حائط وصورة نصفية لماري بايكر ايدي، وسيدة كبيرة تقف خلف مكتب مليء بالكتب الدينية. هورمان هو الشخص الوحيد الذي يجلس على واحد من المكاتب الصغيرة الموضوعة على حائطين في الغرفة الملاصقة. إنه يقرأ توراته. الهدوء يقطعه بين الحين والآخر صوت رعد بعيد.
شاب صغير مهندم الملبس يدخل يتجه مباشرة نحو هورمان يتنحنح.
الشاب: انا دايف ماكيناللي. من القنصلية.
هورمان: سأكون معك فوراً.
يرتب ماكناللي حاله وهو يحدق بالحاجات الدينية التي تزحم المكاتب، ثم ينهض هورمان.
ماكناللي: هل رتب كل شيء؟
هورمان: كلا. ولكن دعنا ننتهي من الأمر..
هنالك تغير في هورمان، الآن. تصميمه أكثر وضوحاً، أكثر عدائية، اقل تأدباً أو مساومة.
77 – خارجي – شارع خلف غرفة المطالعة – نهاراً
يتبارى هورمان وماكناللي في السرعة نحو سيارة شيفروليه بيضاء، في اقتراب عاصفة من المطر، والتي فتحت أبوابها من قبل بث.
بث في المقعد الخلفي، هورمان في المقدمة. يفتح ماكناللي موتور السيارة.
ماكناللي: إذا سمحت لي أن أسأل… علوم المسيحية عن ماذا تحكي؟
هورمان: إنها حول الإيمان. ان يكون عندك إيمان.
ماكناللي: بماذا؟
هورمان: في .. في كل شيء.
يطأطئ ماكناللي رأسه وكأنه يفهم.
ماكناللي: حسناً. من أين نبدأ؟
يفتح هورمان شنطته الصغيرة، يبحث عن خريطة للمدينة.
هورمان: لقد سجلت قائمة بالمستشفيات حسب موقعها الجغرافي.
سنبدأ بمستشفى القديسه آن …
ماكناللي: انها على شارع رويز.
ينطلق بعيداً عن الملف.
78 – خارجي. شارع
وعند المقطع سائق سيارة سيدان يركبها ثلاثة رجال يتمايلون نحو المرور خلف الشيفروليه ويتبعونها بمسافة مقبولة.
79 – داخلي – مجموعة مناطق المستشفيات .. نهاراً
هورمان، ماكناللي، بث وسيدة في منتصف العمر تلبس سترة طبيب بيضاء. يعرض هورمان صورة شارلي البلرويد. ولكن بلا فائدة. الصورة تخرج ردة فعل واحدة من الجميع: هذه رأس سلبية.
ماكناللي (مخاطباً المرأة) هل هذا هو؟
السيدة: نعم، ما عدا الذين فقدوا. الذين بدون أسماء.
هورمان: أين هم؟
المرأة: أسفل المكان القبو.
80 – داخلي. منطقة القبو – نهاراً
الـ “مجهولي الهوية” هم مجموعة مخيفة من غير محددي الاتجاه.
البعض شديدو الإصابة. الآخرون في العناية الخارجية.
ينتظر ماكناللي والسيدة عند الباب بينما هورمان وبث يدخلان إلى المنطقة. يحمل هورمان الصورة دون وعي على صدره، محاولا اختيار مريض ما ليستجوبه. تنساب بث منه بعذاب غير محدود وكأن شارلز وعذابه وعذابها هي نفسها أثناء هذه الرحلة الكفكاوية بحثا عن زوجها الشبح تلخص في ما يعانيه هؤلاء المواطنون المكسورون.
دون أية كلمة يعودان ببطء نحو ماكناللي والسيدة.
81 – داخلي. مستشفى آخر – نهاراً
هزة سلبية أخرى عند رؤية صورة شارلز وما زالت تمطر.
82 – خارجي / داخلي. مستشفى أمراض عقلية. بعد ظهر متأخر
تقع المؤسسة على ضفة نهر فائض من شدة المطر.
الداخل غامق وكئيب وغوطي. الغرف صغيرة. وتقريباً بدون أثاث.. تضيئها لمبة عارية.. تعكس ضوءا مشعاً يحدد بدقة وجوه المرضى الذين تطاردهم الأشباح.
هورمان بث ومكناللي يتحركان من غرفة لأخرى يقودهم رجل قصير سمين.
رجال يستلقون على فرش قشيه قذرة. بعضهم واع والآخر مشلول ولكن لا أحد منهم هو شارلي.
في أحد الغرف تتجه عينا هورمان إلى شاب ملتحٍ يبدو عاقلاً أكثر. يخطو هورمان نحوه. يتراجع الشاب إلى الوراء.
يضع هورمان يده على كتفه كحركة صداقة. يتراجع الشاب بعيداً.
الشاب: (يوشوش بالإسبانية) ابعد .. ابعد .. كلا!
ينحني هورمان بقربه.
هورمان (منخفضاً) ما بالك يا بني؟
تتجه عينا الشاب كالسهام حول الغرفة، ثم يعود إلى هورمان.
الشاب: اتركني.. اذهب .. من فضلك!
ينهض هورمان . يرفع الشاب رأسه مشيراً لهورمان بأن يتحرك إلى الأمام.
غرفة نهار كبيرة حيث يتحرك دزينات من السجناء حول المكان.
هنالك شيء ما يدور هنا.
رجل صغير قزم يقف عند النافذة. ينظر إلى الأسفل عند النهر.
فجأة ينير وجهه ويصرخ بصوت ابح.
الرجل: آخر! آخر!
يتراكض المرضى الآخرون باتجاهه. ينظر هورمان وبث نحو النهر.
83 – خارجي النهر
جثة رجل تطفو وتتحرك بسرعة مع التيار.. أحد ذراعيها مجمدة بالموت فوق رأسه. تحملق بث في النهر. يهدئها هورمان. السجناء يتزاحمون إلى الأمام يرغون بالنشوة.
84 – داخلي – منطقة الطوارئ في المستشفى – نهاراً
الغرفة مقرفة بإنسانيتها المكبلة، الرهيبة، النشاز.
يقف هورمان وبث عند المدخل بينما يكلم ماكناللي إحدى الممرضات على المكتب.
يدخل جندي يجر امرأة مصابة ببندقيته. يمر أمام بث المرأة تنهار.. تركع بث على ركبتها وتضع ذراعيها تحت المرأة ولكن الجندي يضع بندقيته بينهما موجها إياها نحو كتف بث.
قبل أن يصدر عن بث أية ردة فعل، يسرع هورمان ويمسك بماسورة البندقية ويبعدها. يتراجع الجندي نحو بندقيته، ويتبادل هو وهورمان النظرات. إد ما زال يمسك بها.
بث: إد … لا تفعل شيئاً.
ماكناللي والممرضة يتراكضان.
ماكناللي: توقف.
(مخاطبة الجندي بالإسبانية) إنه مضطرب قليلاً ولكنه غير مؤذٍ. سامحه!
ويدعم هورمان ليبتعد بينما تقوم الممرضة بتهدئة الجندي.
ماكناللي: (مخاطباً هورمان) بحق الجحيم ما بالك؟
هورمان: (مخاطباً بث. مضطرب بشكل خطير) هل انت بخير؟
تهز رأسها، وقد أذهلها بعاطفته القوية. يحملق هورمان ثانية بالجندي.
ماكناللي: (خائفاً وغاضباً) في المرة القادمة إذا ما شديت مثل هذه المرة. فلسوف ينسفون رأسك.
يشعر هورمان ويبدو مثل الفولاذ الذي لا تقهره الكلمة.
يشير برأسه إلى مكان مركز التمريض.
هورمان: ماذا قالوا؟
ماكناللي: لا يوجد أي من “عديمي الاسماء” ما يتوافق جسدا مع وصف شارل.
هورمان: إذا دعنا نخرج من هنا.
85 – خارجي أرض المستشفى والشارع
ما زالت تمطر. يتحرك هورمان بسرعة، ثلاث خطوات امام بث.
تلحق به بينما يأتي ماكناللي نحو سيارته.
بث: إلى أين انت ذاهب؟
هورمان: اذهبي من غيري، اريد أن امشي.
بث: هذا خطر. انت لا تعرف طريقك حول المكان.
هورمان: سأجد تاكسي… لا تخافي. احتاج إلى هواء نقي.
بث: سآتي معك. سأقول لماكناللي.
بينما يتابع هورمان السير إلى الأمام نحو الكاميرا التي تتابعه. تركض بث نحو الشفروليه الواقفة، تتكلم مع ماكناللي، ثم تبدأ في العودة نحو هورمان. يتوقف دون أن يستدير، وينتظر.
عندما تلحق به يتابع السير ثانية. تتراكض بث لتلحق بجانبه ويداها في جيوب معطفها وهي مبللة كلياً.
86 – خارجي – متنزه بجانب النهر – نهاراً
يقطع إد هورمان وبث الشارع متجهين إلى ممر فسيح مظلل بالشجر وبه مقاعد خشبية وحائط حجري، خلفه وتحته يجري النهر.
يتوقفان عند الحائط. تحول المطر إلى ضباب ناعم. تنحني بث بلا وعي وتجمع بعض الحصى. وتبدأ بحالة حلم ترميها إلى الماء.
بث: ما زال يحب فعل ذلك.
يبتسم هورمان بوداعة لقد مر زمن منذ أن كان لهما استراحة حقيقية.
بث: ماذا تعتقد أنهم يفعلون الآن؟ هناك عند كايب كود…؟
هورمان: الشواطئ مهجورة، البيوت الصيفية مقفلة بألواح خشبية… وبشكل غريب تبدأ في تلاوة أغنية لباتي ياينج:
بث: إذا كنت مغرماً بتلال الرمل، وهواء البحر المالح … تتوقف.
بث: أذكر في أحد ايام الصيف، قبل أن نتزوج كنا نزوركم انتم. وحوالي منتصف الليل ذهبنا في إحدى الليالي إلى الشاطئ لنمارس الحب. كان هنالك هذا الفوسفور المتلألئ في الموجات … كما تعلم؟ كانت المياه تبدو وكأنها مليئة بذباب النيران.
كان رجل على الشاطئ يستمع إلى مباراة بايسبول لريدسوكس.
تحاول تقليد صوت المذيع العميق:
بث: بسرعة، يا جارنا. اشرب بيرة جانست…
يستقر الموضوع على هذا .. ثم:
هورمان: ما هو الشيء الآخر الذي يحبه؟ شارلز.
تميل على الحائط محدقة في المياه.
بث: لا أدري. يحاول ان يدعي أنه مغنٍ ريفي وغربي في الحمام. له صوت رهيب. يحب أن يطهو الذرة مع البيض… وطبعاً هو يهتم بغرائب النجوم.
هورمان: بماذا؟
بث: مهتم بغرائب النجوم. (تنظر إلى أعلى نحو السماء) بإمكانه أن يشير إلى كل النجوم في السماء.
هورمان: لم اكن اعرف هذا.
بث: (تفقد كل إرادتها).
كان يحب ممارسة الحب يوم الأحد صباحاً في الواقع، انه مغرم بالجنس في أي وقت. (تقهقه بسعادة) هل كنت تعلم ذلك؟
انفتاحها الجنسي لعب على وتر خاطئ عند إد ورغماً عن نفسه:
هورمان: لا اعتقد انني أريد ان أسمع عن انتيكات غرفة نومكم..
فوراً تشعر بث بانحطاط.
بث: (صوت صغير، مجروح جداً) او، يا للأسف، إد انكسر المزاج… وكلاهما خائب امله لأن ذلك حصل.
87 – داخلي. مؤسسة الأفلام المتحركة. نهاراً
الصالون الرئيسي لفيلا كبيرة سابقاً قد تحول إلى مكتب / استوديو يقف هورمان أمام مكتب فليني. يراقب صورة لشارلي.
وثلاثة آخرون سعداء في صورة توضيحية. الأربعة يلبسون قمصاناً مكتوبا عليها “خاطف الشمس” وفوق الصورة صورة لرسومات شارلي عن الأرنب – البطة وشخصيات أخرى من ذلك الفيلم.
صوت رجل: صدقني يا سيدي. ابنك ليس ثورياً.
ينظر هورمان بعيداً عن الصورة إلى رجل مرح سمين في الثلاثين يجلس في مكتب يحرك الرسوم المتحركة.
هورمان: كيف تعرف يا سيلفيو؟
سيلفيو: كان يعتد أن الثورة انتهت عندما يجد الناس ما يكفيهم من مأكل وسقف يظلل رأسهم.
هورمان: ما الخطأ في ذلك؟
سيلفيو: (تعليمياً) البقر ايضاً يأكلون جيداً ولهم مأوى.
وهو يعتقد أن العنف حتى العنف الثوري، هو فاشية.
يوافق هورمان. لا يستطيع أن يفهم كيف يكون الأمر غير ذلك.
سيلفيو: انها الأخلاق المسيحية.
هورمان: (ببساطة) أنا مسيحي.
ينظر سيلفيو نحو بث. كان يفضل أن يقال له هذا قبل ذلك.
سيلفيو: لن تصدق اليساريين الزبالة الذين يقفون بينما يلتقطه العسكر؟
هورمان: كلا.
يبالغ سيلفيو في قناعاته. يفكر هورمان لثانية، ثم يستدعي شخصا آخر.
هورمان: ما الذي جعلك تختبئ؟
تجلس بث على صوفا بالقرب من مارما المرأة الحامل الحزينة.
دموعها تبدلت بابتسامه. يشرق وجهها عند رؤيتها شاباً يستقر على ذراع الصوفا.
الرجل الشاب: عرفت انهم سيأخذونني.
هورمان: ماذا فعلت؟
يضع سيلفيو قلمه الرصاص جانباً.
سيلفيو امريكيون! انهم دائماً يفترضون أنكم لابد قد فعلتم شيئاً قبل أن تعتقلوا.
هورمان: أليس هذا ما عادة يعمل به؟
سيلفيو: سيد هورمان، حول هذا المكان يمكن أن تعتقل في هذه الأيام لتنظيف انفك يوم الثلاثاء.
تشخر ماريا شخرة صغيرة غريبة.
ماريا: هذا جنون. أن تعتقل شارلي من قبلهم… عندما اعتبره بعض الناس (CIA) مخابرات أمريكية.
بث: ماذا؟
ماريا: (تبرر كلامها) تعرفين أن شارلي كان دائما يسأل اسئلة ويدون كل شيء.
سيلفيو: انا انذرته.
ينظر هورمان إليهم مذهولاً.
بث: مخاطبة سيلفيو) و؟…
سيلفيو: كان يضحك… ويسجل ملاحظات.
يبتسم هورمان لنفسه. ما قاله سيلفيو كسر الشد.
كان ممكن أن يحب هذا الرجل، تستدير ماريا نحو بث.
ماريا: سوف يعود. يا بث .. تماما مثلما كارلوس عاد.
سوف ترين.
تحملق بث بها … متمنية أن تصدقها.
88 – داخلي. ممر قوي مهجور.
بيردي، راي دايفيز، بث وإد هورمان يسيرون بقوة داخل الممر المظلم.
89 – داخلي. مكتب بلا نوافذ.
رجل بالبدلة الرسمية يحوم حول هورمان وهو يتصفح كومة من البيانات الرسمية، بث مبتعدة إلى أحد الجوانب. تنتظر. في مكتب خارجي، بيردي ودايفيز يتحاوران مع موظف آخر.
بين هذه البيانات هنالك بعض لجوزيف دورارتي، جيم ديتر، دايفيد هولواي، يتصفح هورمان كل الكومة ثم ينظر إلى أعلى نحو اسيينوزا..
هورمان: هؤلاء هم كلهم يا كولونيل؟
اسيينوزا: (باحترام)
نعم. بيان واحد لكل سجين اعتقل ثم أطلق سراحه.
هورمان: ولكن ولا واحد لابني.
اسيينوزا: هذا يعني أنه لم يكن هنا ابداً.. ولكن تعالي وابحثي بنفسك هورمان.
ينهض. هورمان تشير إلى البيانات.
هورمان: ظننت أن فرانك تاروجي أطلق سراحه.
اسيينوزا: من؟
هورمان: فاروجي.. الرجل الذي اعتقل مع دايفيد هولواي. ولكن لا يوجد هنا بيان إطلاق سراح.
اسيينوزا: انا آسف ولكنني لا أذكر الاسم.
90 – خارجي – الاستاد – نهاراً.
شمس ساطعة تضيء عواميد الوقوف حيث ينتشر السجناء، يحرسهم مئات الجنود.
يقف هورمان، بث، بيردي وديفيز في الملعب الكبير الفارغ، يحمل اسيينوزا ميكروفون أمامهم يخاطب المساجين بالإسبانية، تنتهي المقدمة يناول اسيينوزا الميكروفون إلى هورمان لبرهة طويلة مميتة. وعيناه ترمشان في ضوء الشمس القاسي.
يحاول إد أن يصيغ كلمات، جميع المساجين مترقبين. طائر نورس يطير فوق الأستاد. ترتجف شفتا هورمان، ويمس حاجبه. ولكن كيف يبدأ.
تخط بث إلى الأمام. تلمس كتفه.
بث: هل أنت بخير؟
يهز رأسه بالإيجاب. ولكن وجهه معذب، وحاجبه ملفوف على نفسه.
هورمان: انا لا اريد.. لا أستطيع يبدو… من الأفضل أن تبدأي انت.
يناولها الميكروفون، مدركاً أن اسيينوزا غير صبور، وعليهم أن يبدأوا . تتكلم.
بث: شارلي … هذه بث.
العبارة ترسل صدى اثيري عبر الأستاد:
“شار – لي لي لي هذه ذه ذه هي بث ث ث …”
انها مخجلة بشكل وحشي، ولكن عليها أن تتابع.
بث: نحن هنا لنأخذك إلى المنزل.
بث: (تتوقف) من فضلك تعالي معنا.
(توقف) لن يؤذيك أحد بعد الآن.
(توقف) من فضلك اخرج إذا كنت مختبئاً….
الصدى الغريب يموت، لا مساجين، ولا عسكر، تحركوا ملليمتراً واحداً.
فجأة يأخذ هورمان الميكروفون. والآن بعد أن كسرت الثلج يستطيع هو أن يفعل ذلك. يتكلم برسمية غريبة مقيدة.
هورمان: شارلز هورمان هذا والدك. ادوارد. انا هنا متأملاً أن تسمعني حتى تعرف من أنا وتثق بي، سوف أذكر أسماء العديدين من ماضيك.
يراجع بيردي ودايفيز. الذين يبقون مجمدين تجنباً النظر إلى عينيه.
هورمان: روجر ليبسي…
توقف. بتركيز، وبخيبة أمل، تبحث عينا إد عبر مجموعات جامدة من المساجين بحثا عن حركة رواية. ارتفعت يد، أي شيء.
هورمان: اورلاند كاميل…
لا شيء بتاتاً. ومع ذلك فكأنما يحاول هورمان أن يدفع بابنه نحو إرادة الحياة والحضور هناك. اذناه تصغي بحذر لصرخة معرفة.
هورمان: توم فاشون….
هذا يفعل ذلك! شيء من الاضطراب في الطرف البعيد للاستاد. احد الأشكال يتحرر من مجموعة المساجين ويبدأ بالركض إلى الأمام، نحو هورمان، يركض بطريقة غير متماسكة بذراعيه وساقيه يتراميان في كل اتجاه، فيذكرنا بذلك الوقت الذي رأينا به شارلي في فينا. يركض هو وتيري ليلحق بالحافلة.
هورمان: (يوشوش) انه هو…
كانت بث تحدق بالراكض. والآن اخذت تصرخ:
بث: كلا ليس هو!
ولكن لم يسمع. ولذلك فأخذت تركض خلفه. تبعثر إد تقريباً ويسقط بين الصفوف ولكن يتمالك نفسه في الوقت المناسب.
هورمان: شارلز! شارلز!
بث: كلا، يا إد إنه ليس هو!
يقع ويتعثر فوق حاجز قوي إلى طريق يحيط بالملعب. وفي نفس الوقت يلوح جندي ببندقيته ليوقف الرجل الراكض والذي اصبح قريباً جداً من هورمان ليدرك خطأه.
يتوقف الرجل تماماً امام هورمان. عيناه الزائغة المليئة بالحزن تضيء مضطربة فوق وجه إد. ثم يرفع قبضته غاضباً، وبانجليزية مشددة:
الرجل: والذي لا يستطيع أن يأتي إلى هنا…
ولكن ما رأيك بشيء من الجيلاتي مع غذائي،
ايها الكولونيل اسبينوزا؟
لا أحد يتحرك. توقف … إذاً!
91 – خارجي. خارج الاستاد الوطني
الجميع كان قد دخل سيارة بيردي البويك. ولكن هورمان يقف قليلاً عند بابه المفتوح، ويبدأ في ظهر السيارة ينظر إلى الاستاد.
صوت بث: إد. تعالى. دعنا نذهب.
لا يجيب. غير قادر على إبعاد عينيه عن هذا المبنى. اخيراً تم:
هورمان (دائخاً) ماذا يفعلون هناك؟ في الأوقات العادية؟
صوت بث: يلعبون كرة قدم.
هورمان: كرة قدم؟
صوت بث: في الحقيقة هو (Poccer) كرة قدم.
ضربه ثم:
هورمان: (بمرارة ولؤم) هل تعرفين شيئاً؟
انا بدأت أقع في حب هذا البلد.
ثم ينزل بجسده ليدخل السيارة.
92 – داخلي . مكتب – نهاراً
يقف هورمان وبث وكابيتوريس في غرفة هادئة قليلة الإضاءة. خلفهما على الحائط ملصق “زوروا ايطاليا”.
رجل متمدن، دبلوماسي، يتفحص بعناية جوازي سفر إد وبث. يقارن بين وجهيهما والصور، متأكداً تماماً من هوياتهم. تنحني ريس إلى الأمام. تقوم بحركات لهورمان وبث وتتكلم بالإيطالية أولا ثم:
ريس: بجد. هل يبدوأن كمجرمين.
يتردد الرجل، وعيناه تعيدان تقييم هورمان وبث مرة ثانية. اخيراً، يثني رأسه، ويعيد لهم الجوازات.
الرجل (مخاطباً هورمان) يجب أن تتذكر أنه إنسان يائس. ومن أجله لم لا يعيدون تلاوة ما يقوله.
بتوسع الرؤيا، نجد السبب لهذا الحذر كله.
دزينات من اللاجئين معظمهم من الشباب ينامون على أرض المكتب، هورمان والآخرون يشقون طريقهم بين هؤلاء الناس، ويتركون المكتب.
93 – داخلي. ممر.
يملأ الأرض مزيد من اللاجئين، او يقفون في صف طويل بانتظار الطعام أو استخدام المراحيض. كل فسحة من المكان مشغولة.
يقودهم الرجل إلى الاسفل في بئر سلم.
94 – داخلي. مكتب لوتز – ليلاً
إنها غرفة ضخمة بها أعمدة طويلة. وحيطان رخامية، وأشباح داكنة غريبه. رجل يلبس الكاكي برتبة كولونيل يجلس خلف مكتب… وضابط آخر، كولونيل، يقف في مواجهته، بالقرب من رجل ثالث يلبس بدلة مدنية. رجل رابع في المنظمات الأهلية نراه، ولكن لا نستطيع تمييزه. ولكنه يلبس سترة مضادة للهواء والمطر، وشعره قصير على طراز الأمريكيين الآخرين الذين شاهدناهم حتى الآن.
صوت رجل: كان هناك أربعة منهم في مكتب لوتز.
الجنرال، طبعاً…والكولونيل…وصديقي الذي اخبرني بها…والأمريكي.
بث: (صوت خارجي) تعني المسجون؟
الرجل (صوت خارجي) كلا، كلا …
بعد ممر بعيد يقود إلى باب، في غرفة ملاصقة. نرى رسماً معتماً لشاب صغير متهاوياً على كرسي جالس الظهر وذراعاه مربوطة خلفه.
الرجل (صوت خارجي)… كان في الغرفة المجاورة.
هورمان (صوت خارجي) هل كان حياً؟
95 – داخلي. غرفة خزين في القبو – نهاراً
الغرفة الصغيرة المظلمة معبأة مليئة بمفروشات مرمية وأكوام من الأوراق، تقارير رسمية. امرأة شقراء في الأربعين تجلس على الكرسي الوحيد وتخيط قميصاً مقطوعا. صبي صغير يجلس على سرير متحرك، يقرأ الرجل العنكبوت الكوميدية.
بالقرب من الباب. هورمان، بث، وريس يتكلمون مع رجل نحيل قوي يحاول أن لا يبدو متعالياً ومتفجراً.
سأل هورمان إن كان ولده حياً.
الرجل: اكثر او اقل.
بث: ماذا يعني هذا، اكثر او أقل.
الرجل: أخبرك فقط بما سمعت.
هورمان: حسناً بربك ماذا تعني أكثر او أقل؟
الرجل: كما يبدو انه كان … قد عومل بقساوة أثناء التحقيق.
بث: إلى أي حد سيء؟
الرجل: لا أدري، لم أكن هناك.
هورمان: صديقك، كان ..
الرجل: “صديقي سابقا” السيد هورمان. لا أحد في هذا النظام بقي صديقي حتى الآن.
بث: حسناً، من هو الضابط الأمريكي في تلك الغرفة؟
الرجل: من يدري؟ الوزارة مليئة بهم. مكتب انطلاقهم هو في نهاية القاعة عن الجنرال. حتى في الثالثة صباحاً هناك دائماً أمريكي على خط الاستدعاء.
هورمان (مخاطباً بث)
ميلجروب… هل هذه مجموعة دايفيز؟
تومئ موافقة.
هورمان: هل استدعوا السجين باسمه؟
الرجل: هورسمان؟
بث: هورمان؟
الرجل: ربما لو كنت هناك، لكنت عرفت حتماً.
يبتسم واثقاً من نفسه لهورمان.
الرجل: انا أحب أمريكا هناك، هي أكثر ديمقراطية.
يوما ما أتمنى أن….
ربيس: يا ربيس، من فضلك.
يقفل الرجل فمه بحركة مرحه قليلاً وتتضمن اعتذاراً.
ربيس: قل لهم ما قاله لوتز عن السجين.
هورمان: من هو لوتز؟
بث: رئيس القسم “المحلي” من CIA.
يا ربيس: قال ان الرجل يجب أن “يختفي”.
هورمان: بحق الله، لماذا؟
باربيس: “عرف الشيء الكثير”.
بث: عن ماذا؟
باربيس: (يرفع اكتافه) انا لا أدري ولكن قلائل جداً من الناس المهمين جداً احتجزوا في وزارة الدفاع. معظمهم قتلوا بعد الاستجواب بوقت قصير.
يتدافع هورمان إلى الأمام محاولاً تجنب ما يوحيه له ذلك.
هورمان: إذا ما الذي حصل بعد ذلك؟
باريس: قادوه عائداً إلى الاستاد.
بث: ولكن كيف تأمر أمريكياً بالاختفاء دون الاتصال بالسلطات الأمريكية أولاً؟
باربيس: (غاضباً)
انا لم آمر باختفائه.
بث: انا لم اعنيك انت شخصياً..
باربيس: اسمعي. انا شرطي بوليس. ولكنني لست قاتلاً. انا استجوب، اسأل اسئلة، ابحث عن شواهد. وانا بيد وانني جيد جداً في مهنتي. انها مهنة قاسية، وانا لست انساناً ليناً. ولكنني لست جزاراً.
دائماً كنت اتصرف بعدل.
ريس: نفهم كل هذا .. ولكن…
باربيس: لقد عملت الآن مع حكومات مختلفة بعضها وافقت على سياستها، والأخرى ليس كثيراً.
ولكن ذلك لم يقف في طريقهم أو في طريقي… حتى الآن.
لا أستطيع العمل مع هؤلاء النازيين هل تفهم؟
ريس: نعم، حسنا…
باربيس: انهم يدمرون، خلال بضعة اسابيع، كل ما كان جميلاً في هذه البلاد.
عاطفته الجياشة تخلق توقفاً آنياً.
ربيس: ما يجب أن نعرفه هو: هل بإمكانهم ان يأمروا مواطناً أمريكيا بالاختفاء دون أن يراجعوا هذا مع الأمريكيين؟
باربيس: لن يجرؤوا.
هورمان: كيف سأتحقق من كل هذا؟
ياريس (مجاوباً على سذاجة السؤال)
باستطاعتك أن تسأل الجنرال لوتز.
عندما يتجاوب هورمان مع هذا، يقوم ياريس بحركة مبهرجة ميلودرامية مضحكة من العجز.
96 – خارجي. السفارة الإيطالية – نهاراً
تاكسي عند الملف نرى به بث في الأمام، ريس في الخلف يقف هورمان في الخارج يحدق في حديقة السفارة.
حيث يدور حول العديد من الخيم مئات من اللاجئين النساء والأطفال وكذلك حول الأسطح المنحدرة من البناء.
يرتفع الدخان من نيران الطبخ عبر الأشجار.
يدخل هورمان إلى المقعد الخلفي ويشير نحو الحديقة.
هورمان: أليس غريباً انه لا يوجد رجال في الخارج؟
يشير ريس إلى مطبخ مبنى تجاري في الناحية المقابلة من الشارع حيث يوجد ثلاثة رجال يلبسون نوعاً خاصاً من نظارات الشمس ويتكأون على حافة السطح. لا يرى أي سلاح، ومع ذلك فهم غريبو الشكل، ويفهم هورمان مباشرة الأمر.
هورمان: أوه
يدل السائق نحو الانطلاق وينطلق بعيداً.
شاحنة بها رجلان في الداخل كانت متوقفة في الجهة المقابلة من الشارع للسفارة. وبمجرد أن انطلق التاكسي، يقوم سائق الشاحنة بسرعة مرتداً بحركة دائرية ويتبعه.
97 – داخلي. تاكسي. نهاراً
هورمان: هل تعتقد أن السجين الموجود في الغرفة الأخرى هو تشارلز؟
ريس: هل تعتقد انت؟
هورمان: كلا، ما الذي قد يعرفه تشارلز مهم كثيراً بحيث يكون هناك؟
بث: ربما كان الأمر ما اكتشفه في فينا.
ريس (بصوت منخفض) قلت انه يدون ملاحظات؟
تومئ برأسها.
ريس (نوعاً ما لا مبالياً) هل هم ما زالوا لديك؟
بث: في الفندق.
98 – خارجي. شارع إلى الأمام.
شابان يكتبان على الحائط بحماس من أنبوب دهان.
بينوش … قاتل ….
وبعد أن يرسموا آخر أحرف، تقف سيارة جيب عند الناصية وتتوقف. يقفز منها ضابط وهو يصرخ على الرجال يرمون اوعية البويا ويهربون في اتجاهات مختلفة. يخرج الضابط مسدسه الـ 45 ويطلق النار باتجاههم. وفي نفس الوقت يأمر رجله في الشاحنة أن يطلق رشاشه الـ 50 يحرك الرجل رشاشه ويبدأ بإسقاط القنابل على الحائط، فيمزق الكتابة إلى جزئيات صغيرة.
يضع السائق الفرامل فيصل السائق إلى التوقف. الشاحنة التي تلاحقهم تتوقف في موقف عند الناصية.
ينظر الأربعة من زجاج السيارة الأمامي بينما يهرب كاتبو الشعارات. وحامل الرشاش يمحو الكتابة على الجدران.
بث: …. يا الهي.
شيء ما يتحرك داخل هورمان. فجأة يلبط الباب فيفتحه ويبدأ في التسلل خارج السيارة.
بث: إد !
كان هورمان قد خرج من الباب عندما أمسك به ريس من كمه، يلتصق بالتاكسي عندما يفتح الباب الأمامي وتقفز منه بث إلى الخارج وتسد طريقه وتمسك بكتفه.
ريس: سيد هورمان!
بث: (خائفاً) ماذا تفعل؟
السائق (بالإسبانية) عد إلى السيارة!
تدفعه بث ويشده ريس. يفقد هورمان توازنه وينقلب نحو داخل السيارة.
تغلق بث الباب الخلفي وتدخل إلى الداخل وتصفق بابها.
يتوقف حامل الرشاش.
ريس: ماذا تحاول أن تفعل. تقتلنا؟
هورمان: (مثرثرا، وصوته مشدوداً) أنا آسف. ولكنني، بدأت أتعب من كل هذا… خراء.
يدير السائق السيارة بسرعة ويتجه بالاتجاه الآخر بسرعة. يدور سائق الشاحنة ويتابع ملاحقته.
ريس: ما بالك يا هورمان؟ انت تتمنى الموت؟
هورمان: انك مجرد تعب.
ريس: رأيت ابنك يفعل تقريباً نفس الشيء الغبي… يتفاجأ هورمان لبرهة من الزمن، ثم يتكلم:
هورمان: هل فعل ذلك؟
ريس: لم أكن لأصدقها.
يتكلم هورمان بخليط من الذهول والمفاجأة، والاهتمام… حتى بقليل من الكبرياء.
هورمان: انه مجنون.
99 – داخلي. غرفة بث في الفندق – ليلاً.
لقطه مقربة من ريس يقف عند النافذة ومعه مشروب… بوربون نظيف وساخن. بث تقرأ فوق المشهد.
بث: (صوت خارجي)
… وأثناء حفلة الشواء يصل راي دايفيز . فيما بعد ساق بنا حتى سانتياجو. رحلة رتيبة بالإضافة إلى حادثة إقفال الطريق مفصّلة صفحة 12.
يشرد ريس برهة من الزمن، ثم يستدير بعيداً عن النافذة. بث على السرير، كراسة تشارلز على حضنها. يجلس هورمان أمام مائدة مليئة ببقايا عشاء خدمة الغرف لثلاثة أشخاص.
ريس: هل عاد دايفيز بهم إلى الخلف؟
تومئ بث برأسها فجأة، ينحني ريس فوق الكراسات يدقق.
ريس: هـ م م …
هورمان: ماذا يعني هذا؟
ريس: (مخاطباً بث) عودي إلى حيث التقو كريتر
تبدأ بث في تقليب الصفحات.
100 – إدراج: ردهة فندق فينا – نهاراً
إعادة للقاء شارلي وتيري الأول مع كريتر.
تشارلي: (بالإسبانية) هل استطيع استعارة جريدتك إذا كنت قد انتهيت من قراءتها؟
كريتر (يضحك) سنتكلم أحن من ذلك إذا ما سألت بالإنجليزية.
تشارلي: هيي … أنت أمريكي!
(صوت ريس) اقفزي إلى الأمام… إلى لماذا هو هنا.
كريتر: أنا مع البحرية. جئنا من أجل مهمة وقد أنجزناها.
تيري: هل لديك أية فكرة إلى متى سنبقى عالقين في فينا؟
كريتر:… اسبوع! لا تضطربي، على أي حال… الانقلاب مر بسلاسة. أنت في مأمن تام.
تشارلي: هل خطط له منذ زمن بعيد؟
كريتر: (خفية) هل يتبرز الدب في الغابات؟
تشارلي: هل تعتقد أن الولايات المتحدة ستعترف بالحكومة الجديدة؟
كريتر: هذا يرجع للسياسيين….
بث (صوت خارجي): المرأة ذات الشعر الأحمر ظهرت وكأنها متضايقة. توقف كريتر عن الكلام.
101 – استئناف غرفة الفندق
تجلس على المكتب. ريس يسجل نقاط.
ريس: هل كان كارتر هو الذي قدمهم إلى ريان؟
تتصفح بث عبر المذكرات حتى تجد المدخل المناسب.
بث: كلا، شارلي قدم نفسه….
102 – الردهة فندق فينا – نهاراً
بث (صوت خارجي)
….. في اليوم الثاني في الردهة.
يجلس شارلي بالقرب من تيري على صوفا، منهمكاً بورقة. أغنية سيتفي وندر “أنت شمس حياتي” تسمع من مكبر صوت.
ينزل ريان بملابسه الكاملة على السلالم ويذهب باتجاه المكتب الأمامي. ينهض شارلي عندما يلاحظ وجوده ويضع الصحيفة تحت ابطه ويمشي إلى الأمام.
شارلي: كولونيل…
ريان (ابتسامة عريضة)
حسناً، مرحباً يا أنت. ماذا تفعل في عمق الغابة هذا؟
تشارلي: اسمي تشارلي هورمان..
بينما يتصافح الرجلان:
بث (صوت خارجي) شرحت اننا كنا قد جئنا إلى هنا ليوم واحد وعلقنا بسبب الانقلاب.
ريان: سوف تبقون لفترة. الطرق مغلقة.
شارلي: ما الذي يحدث في سانتياغو؟
ريان: الجنود يبحثون ويحطمون إرساليات. تماماً كما حدث في فيتنام.
يبيض لون تشارلي.
ريان: جثث في كل مكان. انها فوضى ملكية.
تشارلي: متى ستفتح الطرق؟
ريان: الآن، لا أدري، ولكن أعطني رقم غرفتك وسوف أبلغك.
يضع شارلي ملاحظة على ورقة بينما يبتسم ريان باحترام، ويتراجع.
103 – استئناف غرفة الفندق – نهاراً
بث: انا متحمسة جداً حول بث …
انها متأثرة جداً لرؤية الملاحظات. تحدق بهورمان والذي لا يواجهها. ثم تقلب ثلاث صفحات من الملاحظات الحميمة حتى:
بث: (في الصباح التالي… كان كريتر يجلس في الردهة مع كارتون بي كنتس ودون السيدة صديقته.
يأخذ ريس الآن الملاحظات.
104 – ردهة فندق فينا – نهاراً
يبدو شارلي متحمساً أشعث المظهر وهو يسرع عبر الردهة متجاوزاً تيري.
شارلي: مرحباً. كيف تسير الأمور؟
كريتر: لا أستطيع الشكوى وانت؟
تشارلي: أنا اشكو…
عند مكتب الاستقبال، يحاول استعمال الهاتف… ولكنها ما زالت لا تعمل. في هذه الأثناء، يستدير كريتر نحو تيري.
كريتر: إلى أين ستذهب عندما تغادر؟
تيري: بيرو وبوليفيا.
كريتر: جميلة جداً في بوليفيا. طبعاً لديهم مشاكل هناك الآن، أيضاً.
عاد تشارلي.
تشارلي: حسناً، إذا كان لديهم مشاكل، فربما ستذهب إلى هناك فيما بعد.
كريتر: أعرف انني ذاهب إلى هناك فيما بعد.
توقف قصير على وجه شارلي المتفاجئ.
بث (صوت خارجي) ماذا سيفعل مهندس بحري في بوليفيا، واحدة من اثنتين من البلاد المغلقة أرضاً في امريكا اللاتينية؟
يدخل ريان في الردهة. يتحفز شارلي متأملاً.
تشارلي: سيدي… هل هنالك من أخبار؟
ريان: حتى الآن، لا شيء لو كنت أنت، لما كنت متحفزاً لأن أكون هناك، انها حقا مدار حرب.
يضرب شارلي رأسه بيأس مخيف.
ريان: لماذا لا تأتي معي؟ أعرف من أين يمكنك التكلم مع والديك في الولايات المتحدة وتقول لهم انك بأمان.
تشارلي: انا اعرف انني بأمان. إنها زوجتي التي أخاف عليها.
105 – داخلي. سيارة ريان – نهاراً.
يجلس ريان، تشارلي وتيري في المقعد الأمامي. يطلب ريان من تشارلي أن يفتح شنطته اليدوية. يوافق تشارلي، فيظهر مسدس 38 فوق أوراق عليها علامة “سري هام”.
تشارلي: هيي، اعمل معي معروف… لا تراجع أية نتوءات.
كل ما أريد ان اجعل النهار كاملاً هو فجوة كبيرة في رأس… يبتسم، ريان يزيل بعض الأوراق ويغلق الكيس ويشفّ الأوراق وهو يسوق ويتكلم.
تشارلي: هل تمانع في أن اسألك سؤال؟
ريان: تابع.
تشارلي: ما هو شعورك تجاه هذا الانقلاب؟
ريان: (بدون تردد)
جيد جداً. لقد مررت بالعديد من الأوضاع المحبطة مثل هذا. كنت في كي وست انتظر لأذهب إلى الداخل عند خليج الخنازير. حتى انني كنت آخذ دروسا في الغطس تحت الماء من أجل الغزو.
لو أن كنيدي قدم غطاء جويا لائقا ودعما عسكريا جيدا هناك، لما كنا سنمر بهذه المشاكل هنا. بعد ذلك خدمت في فيتنام مع القبعات الخضر. استراتيجيتنا هنا كانت سيئة جداً أيضاً. كان المفروض أن ندخل ونسحقهم.
يتبادل شارلي وتيري نظرات غير مرتاحة..
بث (صوت خارجي)
“وصلنا إلى منزل يول ايلي حيث كانت راديو الإرسالية البحرية قد مددت..
106 – استعادة غرفة فندق كوبرا.
هورمان: وصلتنا البرقية عبر بنما في 14 سبتمبر.
يأخذ ريس ملاحظة. تقلب بث صفحة أخرى من المذكرات.
بث: بعد أن تكلم مع والده، اقترح ريان أن ينظم رحلة إلى سانتياجو مع كابتن راي دايفيز من بحرية الولايات المتحدة والذي سيعود إلى هناك مع هربرت تومسون.
هورمان: وفي اليوم التالي عادا.
بث: (تقلب صفحة)
اوه …. نعم …. 15 سبتمبر غادرا الفندق وساق بتاريان إلى منزله (لنذهب بعيداً) حفلة شواء.
107 – خارجي / داخلي منزل ريان وساحته الخلفية – نهاراً
منزل واسع. من طابقين على شارع هادئ. تيري مصحوباً بأربع نساء امريكيات مجتمعين حول مائدة على نضد عمل، وامرأة هندية تجهز السلطة.
ارفف المطبخ والنضد عليها أسماء انواع مألوفة ريتز، بيبسي، لوكسر، ممكن ان نكون في بيوريا أو في فيينا.
نرى عبر النافذة شارلي وريان في حفلة شواء مع اربعة رجال آخرين، جميعها عليهم طبعة رجال جيش، الجميع يتمتعون بالإسراف في شرب البيرة (ما عدا شارلي، الذي يبتسم ابتسامة باهتة ويأخذ كل شيء إلى داخله)
الرجل الأول: انظر إلى هذا، بحق يسوع!
إنه يقلب بين كومة من 8 إلى 10 صور بالأبيض والأسود للقصر الرئاسي.
الرجل الأول: اعني، واقول أن هذه مهمة غير منظمة ومهملة.
الرجل الثاني: هيي، ماذا تتوقع؟ هم لم يكونوا قباطنة متحركين.
الرجل الثالث: عن ماذا تتكلم؟
ينظر ريان إلى أعلى من فرن الشواء مباشرة عندما يظهر راي دايفيز من خلف جانب المنزل. يقدم للرجل الثاني شوكة اللحم المشوي.
ريان: لا تدع الحيوانات تحترق، يا هاري.
يومئ هاري برأسه ويتابع النقاش.
هاري: لم يعتقد الجنرال لي أن رجاله يستطيعون أن يقطعوهما لذلك فقد استأجر اربعة من الجوكي القديم ليقوموا بالمهمة.
الرجل الثالث: اه، تعالي يا هاري!
هاري: جميعهم متقاعدون من سلاح الطيران.
يهتم شارلي أكثر بالرجلين المجتمعين معاً على بعد بضع ياردات. بين الفترة والأخرى، يستدير دايفيز وينظر إليه، ثم يعاود النظر إلى ريان. بعد برهة من الزمن، يسيران نحو المشوي حيث يحيي الباقون دايفيز بحرارة. وبوضوح فهو على رأس هذا التسلسل الهرمي. يقوده ريان نحو شارلي.
ريان: ها هو سائقك راي دايفيز… شارلي هورمان. يتصافحان.
دايفيز: سعيد لملاقاتك، يا شارلي…
شارلي (مبتسماً) سيدي، إذا استطعت أن تعيدني إلى زوجتي، فأنا شخصياً سأمنحك ميدالية الشرف.
ولكن دايفيز يبقى بارد السمات، وغير أليف بالمرة. يقيم شارلي بطريقة محددة جداً ومحسوبة التفاصيل…
108 – استعادة إلى غرفة فندق كريرا
ريز: هيرب طومسون لم يركب عائداً معهم؟
بث: أعتقد كلا.
ريز: أتساءل ما الذي كان يفعله هيرب هناك؟
هورمان: من هو؟
ريس: الرجل الثاني في السفارة.
(ضربة)
إذا رئيس مجموعة ميل والضابط السياسي الأول في السفارة كلاهما صدور وكانا في فينا عندما ابتدأ الانقلاب.
اقفلت بث دفتر الملاحظات بعد أن أصيبت بعياء.
يذهب هورمان نحو مكتب ريس، وهو ينظر إلى ورقة الملاحظات. يلاحظ وجود رقم يشكل وشم على ذراعها من الأمام. ينظر إليها، مذهولاً، تنظر إليه بابتسامة صغيرة كئيبة. تدير الورقة له. إحدى الملاحظات تظهر وقد سطر تحتا.
جئنا لنقوم بمهمة وقد أنجزت!!!
هورمان: ماذا تعتقدين، كان كارتر يعني بهذا؟
بث: بوضوع بحريتنا جاءت لتساعد بالانقلاب.
هذه المرة يومئ هورمان برأسه، ويأخذ ما قالته بجدية.
ريس: ربما. إذا ما فكرنا بسجلنا كله في امريكا اللاتينية.
تبدأ في الخطو، محاولة وضع الأمور مع بعضها البعض.
ريس: إذا لم نكن مشتركين في الانقلاب، فكل ما رآه شارلز في فينا لا يعني شيئاً. إذا كنا مشاركين، فهي ايضاً لا تعني الكثير… ولكن قد تكون لها دلالات. أو أن بعضهم قد يعتقد انها كانت. على الأقل بما يكفي لينظر في سترته.
هورمان. (سترة؟)
ريس: سجله هنالك ملف حول كل كائن أمريكي حي.
وإذا ما راجع واحد ذلك الملف، واكتشف انه كان يعمل مع Fin … حسناً ذلك الكائن قد يحتاج إلى نظرة أقرب عليه.
بث: يبدو هذا ممكنا.
يحك هورمان حاجبه، ثم عينيه. ويدخل أصابعه في شعره
هورمان: لا يبدو شيئاً حسناً أليس كذلك؟
ريس: كلا، هي ليست كذلك…
109 – داخلي. غرفة استقبال. نهاراً
المكان قذر جداً ومقلوب ليكون غرفة استقبال مستشفى. الهدوء السحري يخيم على المشهد: الموت… في الهواء عبر النافذة نرى سيارات الإسعاف تصطف في الخارج وأضواء سطحها تضوي وتطفئ. مصحوبة برجل يلبس ثوب عمل رماديا، ماكنللي يقترب من هورمان وبث.
ماكنللي: لا بأس سيأخذنا عبر المكان.
يفتتح الرجل باباً، يقودهم إلى أسفل نحو القبو.
110 – داخلي. القبو.
يدفع الرجل بباب ثقيل بدرفتين ويمسك به حتى يمرون إلى المنطقة المعتمة. وهناك يرفع يده ليمسك بمفتاح ويفتح اللمبات النيون والتي تظهر غرفة بيضاء طويلة، وعلى جانبيها صفوف من الجثث. ثم يضاء نيون آخر إلى الأمام في الغرفة ليظهر المزيد من الجثث. أخيراً، وأيضاً ضوء فوق الرؤوس يظهر مزيداً من الأجساد.
بث وهورمان وماكنيللي كلهم أصيبوا بصدمة واحدة لرؤية هذا العدد الكبير من الميتين.
هورمان: (مخاطباً بث) أعتقد انه من الأفضل أن تنتظري فوق. تجاهلت الاقتراح، وتحركت بشجاعة متجاوزة إياه نحو الغرفة. ثلاثتهم بدأوا ينظرون فوق الأجساد المسجاة ولكن الرجل يتابع سيره. ثم يتوقف، وهو يلوح بيده للجثث.
الرجل: كلا، كلا… هؤلاء جميعاً عرفت هويتهم. تعالوا من هنا… يتبعونه عبر باب آخر مزدوج في نهاية الحجرة. ويتكرر المشهد، تضاء ثلاث لمبات نيون أخرى لتضيء غرفة ثانية مليئة بالجثث.
الرجل: هؤلاء أيضاً … قد تحددت هويتهم.
يتابعون السير خلفه، وهم يمرون إلى غرفة مقرفة أخرى للتخزين.
يتابع هورمان وماكناللي السير باتجاه جانب من الغرفة، وتبدأ بث بالجانب الآخر.
قربت من جثة إلى أخرى، وعيناها تدرسان الوجوه الخالية من الحياة. معظمهم شباب من شيلي، قتلهم رصاص البنادق في الرأس أو الجزء الفوقي من الجسد.
أيديهم معظمها قاسية ناشفة… لرجال عاملين بالفلاحة وبين حين وآخر ترى أيادي بيضاء ناعمة لمفكرين.
ماكنيللي تجاوز بضع جثث قبل هورمان، محاولا بشكل روتيني أن يتحقق منها مع صورة شارلي، فجأة، نسمع من بث شهقة مريضة تعبر عن التعرّف.
بث (وكأنها توشوش) يا الهي..
يستدير رأسه بسرعة. ينظر إليها وهي تقف فوق جثة، يركض إليها.
الجثة التي امامها ليست ابنه.
هورمان: من هذا؟
بث: فرانك بتروجي.
ترفع وجهها، وتغمض عينيها، وتهمهم بغضب حزين، مكبوت، ممنوع من التحرك.
بث: يا يسوع… يا مسيح .. يا الله!
ماكنيللي: تعالي لنخرجها من هنا.
يمسك بذراعها، ولكنها تدفع يده بغضب.
بث: ابعدا يديك التي تلتقط القطن عني، ايها السيد! انا لن أغادر هذا المكان الحقير حتى انتهي من التفتيش على زوجي!
ماكنللي: اعطني يدك، هل تسمح، يا إد؟
هورمان: سمعت ما قالته..
111 – داخلي – غرفة الاستقبال في المشرحة – نهاراً.
تتمدد بث على مقعد خشبي، منهكة. يقف هورمان بقربها، مهزوزاً في المجموعة (b.g.) بيردي، ماكنيللي، واثنان آخران من طراز موظفي السفارة يكلمون ضابطا كبيرا من الجيش وثلاثة عسكريين بملابس الجيش.
ينظر هورمان نحو بث، ثم يسير إلى الأمام ويسقط على المقعد، يجلس هناك محنيا يعزل عينيه، ويتمتم بسوداوية:
هورمان: أي نوع من العالم هو هذا؟
بث: واو.. هذا غريب مخيف.
هورمان: ماذا…؟
بث: مرة سأل شارلي هذا السؤال. بنفس نبرة الصوت التي استخدمتها الآن. (ترتجف) إنه شيء غريب.
هورمان: متى كان هذا؟
بث: كنا في الإكوادور. بجانبنا، عائلة هندية. ام، اب، ثلاثة اولاد. العائلة كلها كانت تموت من السل.
إنها ذكرى مؤلمة. تسكت برهة من الزمن. ثم:
بث: جاء شارلي إلي والدموع في عينيه، وقال: أي نوع من العالم هو هذا؟
توقف قصير.
بث: بعد بضعة اسابيع وصلنا إلى هنا حيث الرعاية الصحية مجانية، وكل طفل يأخذ نصف ليتر من الحليب يومياً. كانت هناك مقاه على جانبي الشارع، وأناس أصدقاء حميمون. قال شارلي، أنا احب هذا. هنا حيث أريد ان أكون…،
يترك بيردي مكانه ويقطع باتجاه هورمان وبث.
بيردي: يبدو أن تاروجي التقط لمخالفته منع التجول، أوقف في الاستاد، ثم أطلق سراحه.
بيردي: وفي وقت متأخر من تلك الليلة وجده الحرس مقتولاً في الشارع.
هورمان: كيف حصل أن وزارة الخارجية اخبرتني انه قد ترك البلاد؟
بيردي: ربما البعض ارتكب خطأً فادحاً مع الهجرة المحلية.
112 – داخلي. غرفة هورمان في فندق كاريرا – ليلاً
يلبس إد ثوباً منزلياً ويجلس بالقرب من الطاولة القريبة من السرير يتكلم على الهاتف. وعلى الطاولة يوجد كتاب مقدس، ومنبه سفر يقرأ 1 : 22 ، وصورة صغيرة ببرواز لأليزابيث. صوته متهالك من التعب.
هورمان: .. كلا، ولكن يبدو أن كل دورة جديدة تقودنا إلى حيث كنا في البداية. نحن ندور في حلقات. (توقف) حتماً، انا جيد. حقاً… انا منهك فقط. مرحباً؟
(ينقر جهاز الهاتف) اليزابيث؟ مرحباً؟… نعم هذا أفضل. (توقف) نعم، حسناً… انت ايضاً سوف افعل.. ليبارك الله.
يضع السماعة مكانها، يحدق برهة في الهاتف، ثم يستلقي على السرير. مغلقاً عينيه.
تمر بضع ثوانٍ. ثم يبدأ الهاتف بالنبض، ليرسل صوت جرس، عينا هورمان ترمش متفتحة. تستدير لترفع السماعة، يلاحظ أن السماعة والصورة تهتزان أيضاً. يتبع ذلك صوت تشقق والغرفة تهتز بفعل اهتزاز الأرض بسبب هزة أرضية.
يجلس هورمان بمجرد أن تضرب ردة فعل الهزة، ينزل قدميه نحو الأرض وهو على وشك الوقوف…
يتصلب، منتظراً الهزة الثانية. وعندما لا تضرب، يسرع نحو الباب ويدخل إلى القاعة.
113 – داخلي – القاعة
تسرع بث خارج بابها وتضع عليها ثوباً منزلياً. تفتح كافة الأبواب: الضيوف يتراكضون مذعورين يلبسون نصف ملابسهم نحو ممر القاعة. ثم تضرب هزة ثانية فتسبب صراخاً وعويلاً. يمسك هورمان بيد بث ويتجهان نحو بئر السلم.
114 – داخلي. الردهة
هنا هرج ومرج. أناس تائهون يتجولون حول المكان يبكون بكاءً هستيرياً. يستقر على أحد الكراسي المدير الليلي الذي يصرخ بالإسبانية ثم بالإنجليزية.
المدير: اهدأوا! الفندق مؤمن ضد الهزات الأرضية! لا داعي للإنذار! انتم جميعاً بأمان…
ولكن الرعشة الثانية العملاقة والتي تصك الأسنان جعلت الضيوف يتسارعون نحو الباب الأمامي. يقفز المدير من على كرسيه ويركض نحو المخرج محاولاً أن يقاتل الجموع الخائفة واستعادتها إلى الداخل.
المدير: كلا من فضلكم…. منع التجول. لا تخرجوا خارج المبنى!
أزاحه احد الرجال جانباً وفتح الباب بكتفه، جاراً زوجته وابنه إلى الخارج. آخرون يتبعوه إلى الليل. أخذ المدير يرجو الباقين بألا يتبعوهم.
المدير: يجب ألا تخرجوا إلى الخارج. الجنود…
انفجار من الأسلحة الأوتوماتيكية يبدأ في إطلاق النار من الخارج ثم، والرجل الخارج الأول يرتد عائداً نحو الباب هو وباقي عائلته نحو ردهة الفندق. يتبعه الآخرون الذين هربوا.
115 – الطابق المتوسط فوق الردهة
نزل هورمان وبث نحو الطابق المتوسط. خلفهم نافذة تطل على الشارع. مزيد من نيران المدافع. يركضان نحو النافذة وينظران إلى أسفل.
116 – خارجي. الشارع
يتدحرج الناس من بيوتهم مرعوبين. يتسابق الجنود ذهاباً وإياباً يلوحون ببنادقهم ويصرخون مهددين. مدنيون خائفون يركضون بالبيجامات وأرواب الحمامات يصرخون عليهم بغضب.
يرفع جندي AR – 16 ويطلقها في الهواء. المدنيون ممزقون بين خوفين في مشهد مجنون مثل فيلم “Catch 22”.
117 – داخلي. الطابق المتوسط
أصابع بث تحفر في ذراع هورمان ويبتعدان عن الشباك، متجهين إلى ممر يحيط بالطبقة العليا.
الجميع جامدين، مستعدين ينتظرون ردة الصدمة. تمر ثوان… لا يحدث شيء. نسمع طلقات مرة ثانية… ولكن من بعيد. تدريجياً يتكسر السكون. تسمع أجزاء من بعض الحوارات من الردهة… بعضهم يضحك بعصبية.. وببطء تعود الأمور، الأضواء في بار الطابق العالي تضاء. وبفترة قصيرة تبدأ المجموعات بالصعود إلى أعلى باتجاه البار.
ما زالت بث متمسكة بذراع هورمان. يبتسم لها ابتسامة ضعيفة. فجأة، تدرك انها كانت متعلقة به بشدة، فترخي بث يدها بحنان.
هورمان: لا بأس، أنا لا أمانع.
ترتجف بث، وتحك رأسها بكتفه.
بث: واو، شكراً لك….
هورمان: هل تريدين الصعود إلى أعلى؟
بث: ليس بعد، انا ما زلت أحاول أن أنزل إلى أسفل.
في البداية لا يدرك إد ما تعنيه. ثم يفهم تلاعبها في الكلام، ويقهقه.
يبدأ الرقص. احد الضيوف يجلس إلى البيانو ويعزف سكوت جوبلين. يشد هورمان نحو المشهد.
هورمان: هل تشعرين بالرغبة في أخذ مشروب؟
تتردد.
هورمان: ربما يساعدك على العودة للنوم.
بث: حسناً. ولكن ليس في الداخل هناك.
ينظر حوله ونكتشف كرسيين عند مائدة مستديرة صغيرة في مكان قريب في الزاوية.
هورمان: (مشيراً) انت تذهبين وتجلسين. ماذا تريدين؟
بث: ثلاث سكبات من البوربون مع الفودكا.
يرمش بعينيه: تضحك بحزن.
بث: أنا أمزح…. كأس من النبيذ الأبيض؟
لثانية تراقبه بث وهو يمشي باتجاه البار. ثم تتجه هي نحو المائدة.
118 – داخلي. الزاوية – بعد بضع دقائق
يصل هورمان. يضع كأسين من المشروب على المائدة. يجلس مقابل بث. هذه لحظة حرجة، حيث يأخذ كل منهم كأسه بيده. هنالك ضغطا ليشربا النخب. ولكن، بسبب هذه الظروف، ما هو النخب الذي يمكن أن يقترحوه؟
ثم ترفع بث كأس النبيذ الخاص بها وتمده نحو حماها.
بث: إد..
يرفع هو كأسه. ويلامسا حفتيهما.
بث L’Chaim
هورمان: ماذا يعني هذا؟
بث: من اجل الحياة – شارلي وانا دائما نقول هذا.
ثم ردة فعل الهزة الموقع يعيدهما إلى حافة كراسيهما.
ينتظرون ولكن ليس هنالك اضطراب آخر…ويستقران ثانية قليلاً.
مشروبه بين يديه. ينظر إليه. غير قادر على النظر إلى أعلى، فيستجمع شجاعته ليتكلم.
هورمان: بث، انا ادين لك باعتذار.
تبدأ في هز رأسها بنعومة.
هورمان: لفترة طويلة قللت من شأنكما كلاكما، لا أدري لماذا. اعتقد انني اكبر سناً… وعنيد.
يتوقف عن الكلام. ما زال غير قادر على النظر إلى اعلى، تنظر بث مباشرة نحوه، عيناها مفتوحتان على وسعيهما باهتمامها الكثيف المشاعر.
ومع ذلك وعلى ضوء هذا، في هذا الإطار، وهي تستمع لما يقوله هذا الرجل بهدوء وتواضع لها. تبدو في غاية الجمال.
هورمان: في الأسبوع الماضي، اشعر وكأن قلبي قد انتزع من صدري، وضرب ضرباً مبرحاً، ثم أعيد بوقاحة إلى جسدي مرة أخرى. تقترب بث، وتقريباً تلامس يده.
بث: إد، لا بأس في ذلك.
ينظر إلى أعلى.
هورمان: أشعر بجرم شديد….
بث: قال شارلي لي مرة أن الشعور بالذنب مثل الخوف…
يعطي لنا لنستمر في الحياة، وليس، لندمر.
بعد وقفة اخرى، يتكلم إد: بهدوء، وعاطفة جياشة.
هورمان: إذا قيمت الأمر، يا بث، اعتقد أنكما أحد أكثر الناس شجاعة ممن قابلتهم.
والآن جاء دورها لتنظر إلى اسفل، فتعض على شفتيها لتوقف الدمع.
هورمان: أعني ذلك.
تومئ برأسها رافضة النظر إلى أعلى.
بث: شكراً.
يتركوا مشاعرهم تستقر لبرهة من الزمن. وعندما تسيطر بث على نفسها تنظر إلى أعلى.
بث: هل أستطيع ان أسألك سؤالاً صعباً؟
يومئ برأسه: حتماً.
تستجمع بث نفسها لبرهة من الزمن. ثم:
بث: هل تعتقد انه مات؟
عيناه تلمعان بعيداً. في حيرة، يشرب كأسه.
هورمان: (يحاول التهرب من الإجابة)
لا أدري….
بث (بلطافة) ولكن ليس هذا ما تشعر به. أليس كذلك؟
يهز هورمان رأسه ببطء. شكله اقترب من المهزوم.
ثم، بعد برهة من الزمن، بصوت متعب حقاً، غير الموضوع:
هورمان: تكلمت مع اليزابيث الليلة.
بث: و…..؟
هورمان: تكلمت مع شخص ما في مؤسسة فورد اليوم. هم يعتقدون اننا يجب أن نتصل ببيتر تل. الرجل الذي يرأس مكتبهم هنا.
بث: هل تتضايق لو شطبت هذا الإنسان؟
يرفعان كأسيهما الشبه فارغين لبعضهما البعض.
هورمان: … أظن يا أولاد انكم تحبون بعضكم.
بث: كثيراً.
نرى في عينيه، فجأة اضطرابا خوفاً عليها … إذا ما كان شارلز قد مات.
119 – داخلي.غرفة الاستقبال – مؤسسة فورد – نهاراً
تنظر امرأة في منتصف العمر متجاوزة العدسة تهز رأسها.
المرأة: انا آسفة جداً. يا سيدي ولكن السيد تل هو خارج البلاد حتى اليوم الاثنين.
يقف هورمان مبتعداً وراء مكتب من المرأة. وعلى الحائط خلفها يتلألأ لوح من النحاس لمؤسسة فورد. يفتح باب ويظهر رجل شاب يسأل بأدب.
الرجل: هل بإمكاني المساعدة؟
هورمان: كلا. انا كنت فقط اؤدي زيارة لياقة للسيد تل.
فجأة مهتما، يرفع الشاب يده.
الشاب: انت السيد هورمان اليس كذلك؟
يهز رأسه موافقاً، يهز يديه مصافحاً مرة ثانية. بشكل ميكانيكي.
الرجل: بيتر جارفن. انا مستشار اقتصادي مع المؤسسة. هل تأتي معي لبرهة من الزمن؟
هورمان: لا أريد أن أزعج….
جرفان: ليس إزعاجاً. من فضلك.
هورمان: حسناً.
يسير جارفن بعيداً ويتبعه إد. عند نهاية القاعة يفتح جارفن باب، يقود هورمان عبره.
120 – داخلي. غرفة مؤتمرات
الغرفة الكبيرة بها مائدة كبيرة بيضاوية الشكل حولها عشرة مقاعد، يشير جارفن إلى أحد الكراسي.
جارفن: من فضلك. اجلس.
يطيعه هورمان، يضع جارفن فخده على طرف المائدة وينظر إلى أسفل نحوه.
جارفن: لدي صديق ألعب معه كرة مضرب.
لا اعرف عنه سوى أنه يعمل لدى سفارة تتكلم الانجليزية. وهو قريب جداً من واحد له صلات جيدة مع العسكريين.
(ضربة)
يعتقد ان ابنك قد أعدم في الاستاد الوطني في 20 سبتمبر ، قليل من الهواء خرج من شفاهه. جلس هناك لبرهة طويلة، ثم راجع التاريخ على ساعته.
هورمان: (مندهشاً) كان هذا منذ شهر.
هز جارفن برأسه.
هورمان: هل ،ستطيع الكلام مع صديقك؟ او مع من له علاقة به؟
جارفن: لا ـعتقد. هذه ـيام خطيرة جداً.
فجأة، تصبح عينا هورمان حادة ومتحفزة.
يدرك انه لو لم يمسك بهذه الفرصة فقد لا يجد فرصة أخرى مثلها. وكلماته تنساب بسرعة مثل كل حركاته ومثل كل ذرة من جسده، تؤلمه بشكل إيجابي كنوع من التغيير.
هورمان: سأذهب إلى أي مكان، في أي طريق. يمكنك أن تأخذني معصوب العينين ويدايا مقيّدتان وراء ظهري!
جارفن: لا أستطيع أن افعل هذا. انا آسف.
واقفاً، يسير نحو النافذة.
جارفن: ربما لم يكن من الأفضل أن أخبرك.
ينهض هورمان وهو يرتجف، يحدق في جارفن، والذي يظهر بصورة ظليه مقابل الضوء.
جارفن: هذه مأساة رهيبة.
بكل ضبط النفس والقناعة والقلب الذي يتحكم بها، يترجس هورمان:
هورمان: من فضلك، اعطني اسماً فقط..
ولكن صمت الرجل مطلق. يواجه إد هذا برفرفة في العين. لا يستطيع قبولها. ولكن عندئذ يدرك أن جارفن لا يعطيه اية فرصة إطلاقاً. وهكذا تراجع، وعليه ان يتقبل الأمر.
هورمان: حسناً… انا أفهم. شكراً لأنك أخبرتني.
يتجه في الاتجاه الخاطئ نحو الباب، ويصحح خطأه، ويسير بعيداً.
121 – داخلي. ممر للقاعة. نهاراً
يتوقف هورمان وقد فقد الاتجاه. اين هو. ولماذا؟ ماذا يجب أن يفعل الآن؟ غير واضح الرؤيا، يتحرك ضعيفاً، إلى لا إنسان، في القاعة المهجورة اللامعة.
122 – داخلي. سفارة الولايات المتحدة – القاعة – نهاراً.
يقرأ بيردي على مكتبه نسخة .. مجلة نيويورك تايمز عدد 21 اكتوبر 1973 وبه مانشيت نكسون “ومذبحة يوم السبت”. ينظر إلى أعلى فيرى هورمان يمر في القاعة. يسرع بيردي خارجاً.
بيردي: السيد هورمان…..
يتحرك هورمان بهدف مجروح باتجاه جناح السفير بيردي يقفز خلفه ويلحق به عن باب السفير.
بيردي: حاولت الاتصال بك طيلة الصباح.
اوه؟ يهز إد رأسه بعصبية.
بيردي: لدينا بعض الأخبار الجيدة لك.
هورمان: ما هي؟ ان ابني قتل في ذلك الاستاد بعد اعتقاله بيومين؟
بيردي: (مذهولاً) من قال لك هذا؟
يفتح هورمان باب الجناح ويقطع نحو مكتب السفير، ويدخل، بيردي خلفه.
123 – داخلي. مكتب السفير
يجلس السفير خلف مكتبه، راي دايفيز بالقرب منه. رجل سمين في منتصف العمر يلبس بدلة زرقاء يجلس في الطرف الآخر من المكتب. يبتسم السفير.
السفير: آه، جيد، ايها القنصل. وجدته.
بيردي ليس في غاية السعادة لما وجد. في الواقع يمثل في الدقيقة الثانية بتقطيب عصبي وهو يدرك ما الذي سيقال. وغير قادر على إنذار الآخرين.
السفير: سيد هورمان، هذا السيد تيموتي روس.
يبدأ روس في النهوض. ولكن هورمان يبدو متوتراً جداً وغير متوازن الجسد وواضح أنه غير مهتم بما يسمع. ولذلك فروس يعود إلى كرسيه.
السفير: السيد روس صحفي له صلة بالدوائر اليسارية هنا. ولقد عثر على بعض المعلومات المهمة بشأن ابنك.
ينظر هورمان إلى السفير نظرة غريبة جامدة ولا يقول أي شيء.
روس: اعتقد ان ابنك حي يا سيد هورمان.
تعبير إد لا يتغير. ولكن بيردي ينكمش.
روس: طلب من الكابتن دايفيز أن أستفهم عن مكان وجود تشارلز. تكلمت مع رجل يساعد اللاجئين السياسيين على الهرب. قال لي ان منظمته أمنت ظروف لثلاثة امريكيين ليغادروا سان دياجو. واحد منهم ابنك.
هورمان: (بلا تعبير . غير عاطفي) واين هو الآن؟
روس: في الشمال. يجب أن يكون خارج البلاد في بعض الوقت الأسبوع القادم.
هورمان: هل أستطيع الاتصال به؟
روس: كلا، لا أعتقد ذلك. (يبتسم)
ولكنني اقسم بأنه سيكون في نيويورك قبلك.
يدرس هورمان روس باختصار. ثم يغلق عينيه على السفير ويشير إلى الصحفي. صوته وهو يتكلم هادئ، ولكنه يخرج عواطف غزيرة وربما خطيرة.
هورمان: من فضلك. اخرجه من هنا.
السفير: سيد هور ….
هورمان: قلت لك من فضلك (مشيرا إلى دايفيز والسفير)
أريد أن أتكلم معكما انتما الاثنان منفردين.
لثانيه، لم يعرف أحداً ماذا يفعل. ثم يبدأ روس بالخروج يبدأ بيردي باللحاق به، يتوقف، ثم يعود لهورمان.
بيردي (منخفض) انا … انا سأتأكد من معلوماتك في الخارج.
هورمان لا يتجاوب معه. يستدير بيردي ويخرج: ويخرج هو وروس. عندما يغلق الباب. يتكلم إد.
هورمان: لدي أسباب تجعلني مقتنع بأن ابني قتل من قبل العسكريين.
دايفيز: (يكاد يتشاجر) اين سمعت هذا؟
هورمان: ولم يكونوا ليتجرأوا على قتله لو لم يمضي أحد الرسميين الأمريكيين على الأمر بالإعدام.
دايفيز سخافة: نحن هنا لنحمي المواطنين الأمريكيين.
كلماته تبدو فارغة.
يرتجف هورمان، محاولاً السيطرة على نفسه، محدقاً في السفير شفتاه ترتجفان. وهو يدرك ان هنالك شيئاً لا طعم له ولا فائدة منه في هذه المحادثة.
السفير: يا سيد هورمان. لقد قدمت هذه الإرسالية كل ما هو إنساني ممكناً لتحديد موقع ابنك.
هورمان: اعتقد انك تعلم إنه قد مات منذ البداية. وانا كنت اصطاد ج….. ثة.
دايفيز: لو علمنا، لماذا لم نقل لك؟
يحدق هورمان به، محاولاً ليس فقط اختراق عينيه، ولكن ليفهم شيئاً عن الروح التي تقود هذا النوع من الرجال.
هورمان: لا أعرف الجواب على هذا. ولكنني سأسعى لأجد السبب.
دايفيز: لماذا نريده نحن ميتاً؟
هورمان: ربما بسبب معرفته عن تورطنا في الانقلاب.
السفير: نحن لسنا متورطين، يا سيد هورمان. موقعنا كان على الحياد كلياً.
انفجر إد.
هورمان: كيف تستطيع أن تقول شيئاً هو كذبة واضحة يا سيدي؟ لديكم مهندس بحرية وكولونالات جيش في فينا دلمار! ولديكم عسكريون أمريكيون يديرون عمليا وزارة الدفاع…
رآهم يحملون انفجاره بمنتهى الصبر والهدوء غير المبرر. ويتوقف منذهلا من غضبه هو … عدم مبالاتهم غير المحدودة لهذا الغضب.
يرمش. وجهه متجهم من عدم القناعة.
توقف (ضربة) ثم:
السفير: …. من فضلك. اجلس.
كلا شكراً وفضل هورمان بدلا عن ذلك أن يذهب إلى النافذة
الصورة التي تطل على حديقة السفارة. وهو يمشي يترنح متمايلاً بضع مرات ولكنه يتماسك. عينا السفير تتبعانه عبر الغرفة.
السفير: من الواضح جداً انك جمعت معلومات خاطئة بما يخص دورنا هنا.
هورمان: ما هو دوركم؟ أن تدعموا نظاماً يقتل آلاف البشر؟
السفير: دعنا نتباسط مع بعضنا، يا سيدي. لو لم تكن انت شخصياً متورط بهذه الحادثة المفجعة لكنت جالساً في بيتك راضياً وكثيرا او قليلاً تنسى كل هذا.
من الصعب على هورمان أن يناقش هذا الأمر.
السفير: هذه الإرسالية … مخصصة لحماية المصالح الأمريكية. مصالحنا، يا سيد هورمان!
هورمان: لا مصالحي.
السفير: هنالك ما يزيد عن ثلاثة آلاف مؤسسة لها اعمال هنا. وهذه هي مصالح امريكية وبكلمات اخرى، مصالحك.
ينظر هورمان نحو الحديقة. يدرس الحقول الواسعة الملونة، والنباتات المنسقه بعناية. لا يوجد لاجئون هناك. لا خيم، لا نيران، لا نساء ملتاعة ولا أولاد يبغون الحماية والصحة.
مجرد فراغ جميل لا يهرب.
السفير: انا مهتم بالمحافظة على طريقة في العيش.
دايفيز: وطريقة حياة جيدة ملعونة في هذا.
يجفل هورمان. متذكراً انه استعمل هذا التعبير عن بث منذ فترة وجيزة.
ثم يشير إلى الحديقة الخالية، متكلما نصف الكلام مع نفسه.
هورمان: ربما هذا سبب عدم وجود أحد في الخارج…
يقف السفير وينظر متجاوزاً إياه نحو الحديقة. يدير الكلمات في رأسه.. ويدرك الرسالة.
السفير: لا تستطيع أن تحصل على الشيئين معاً.
يستدير هورمان من النافذة. مواجها السفير ودايفيز. يبدو انه سيتكلم…ولكن ماذا يمكن أن يقول؟ وبأي اتجاه؟
وهكذا يقطع هورمان الغرفة الواسعة. وعند الباب يتوقف ينظر نحو هؤلاء الإثنين للمرة الأخيرة. إنه مهزوم. هم مصفحون، عليهم ستارة، هادئي الأعصاب. يفهم هورمان ذلك من وقفتهم وتصرفاتهم، اكثر من أي شيء آخر. لهم الآن صور ظلية مظلمة مقابل تلك النافذة الصورة التي بين طياتها نرى الحقول الجميلة ومساحات الحدائق التي تلمع بإيجابية وبإشعاع معقم محكوم.
وعندئذ يضيف دايفيز خاتمه. صوته الواقعي يخرج من تلك الصورة الظلية التي لا وجه لها والهادفة بشكل غير عادي، تكاد أن تكون لطيفة. يبدو انها تخرج إلى هورمان هادئة جداً. ومع ذلك عميقة الحلم الشرير.
دايفيز: لا أدري ما الذي حصل لابنك يا إد. ولكن كما فهمت هو حشري يضع انفه في العديد من الأماكن الخطرة التي لم يكن له علاقة بها. الآن.. تخيل انني جئت إلى مدينتك نيويورك، وبدأت أتعامل مع المافيا… وانتهى الأمر بي ميتاً في النهر الشرقي… واشتكت زوجتي إلى البوليس انهم لم يحموني
(توقف)
فلن يكون لديها قضية، هل سيكون لها؟
(توقف)
انت تلعب بالنار، فتحترق…
وهذا هو الأمر. سكون تام. الصور الظلية لا تتحرك. فراشة ترفرف خارج النافذة الصورة..
124 – خارجي. فندق كاريرا – نهاراً
سيارة بوليس متوقفة عند المنحنى، وأضواء سطحها تتلألأ. يتحرك تاكسي خلفها. ينزل هورمان ويتجه نحو الفندق.
وعندما يدفع الباب المتحرك يرى هورمان بث على الجانب الآخر. يمسك بها رجلا بوليس.
واحد يمسك ذراعها. والآخر على وشك دفع الباب.
يمسك هورمان يد الباب ليمنع خروجهم. يدفع الرجل بوزنه على الباب ليفتحه ولكن هورمان يناضل لكي يبقيه مقفولاً. وبعد امتحان قصير للقوة، الرجل يدفع بعيداً وهورمان يدفع إلى الداخل.
125 – داخلي. فندق.
هورمان: حسناً، ما الذي يجري هنا؟
يفهم الرجلان مباشرة ان هذا الأمريكي الذي لا توصف حالته يبدو منهكاً وسيء المظهر وهو لا ريب في حالة نفسية خطرة.
بث: انهم فقط يريدون أن يسألونني بضع أسئلة عن تشارلي.
هورمان: من انتم؟
الرجل ذو الشارب: انا المفتش روجاس. لدي تعليمات بإحضار السيدة هورمان إلى مركزنا الرئيسي.
هورمان: لماذا؟
روجاس: استجواب.
هورمان: اوه كلا. لن تأخذوها لأي مكان.
يمسك بيد بث، بشدة ويقودها عبر الردهة نحو المكتب الأمامي. تبعها روجاس والرجل الآخر.
يلتقط هورمان الهاتف.
هورمان: اعطني القنصلية الأمريكية.
بث: ماذا هنالك، يا إد.
يهز رأسه: “لا شيء” … يكذب بوضوح.
بث: ماذا قالوا في الفورد…
يرفع يده، ويتكلم بحرية في الهاتف.
هورمان: اريد قنصل بيردي.. اسمي إد هورمان. (يتوقف)
فرد؟ هنالك رجل يدعى روجاس هنا الذي … ماذا؟
حسناً، فقط لثانية.
يعطي الهاتف إلى روجاس.
روجاس: (باهتمام شديد)
نعم، يا قنصل بيردي… انا افهم … حتماً… سأفعل ما تقول… شكراً لك.
يعيد السماعة إلى هورمان.
هورمان: نعم…؟ لماذا…؟ حسناً، ولكن إذا ما كان عندي أي مشاكل معهم …نعم، نعم، حسناً. يعلق السماعة.
هورمان: (مخاطباً بث) انا ذاهب معك.
يأخذها من ذراعها. ويغادران الفندق.
126 – داخلي – مركز التحقيقات الرئيسي – نهاراً
غرفة التحقيقات مربع صغير قذر مرعب. تنتظر بث في كرسي له ظهر مستقيم خلف مكتب رث مقابل روجاس. يقف هورمان خلفها.
يضع روجاس ورقة بيانات في الآلة الكاتبة.
روجاس (مخاطباً بث) اسم الشخص المفقود؟
بث: انظر، لقد مررت بمثل هذا عشرات ….
روجاس: اسم الشخص المفقود.
بث: شارلز هورمان.
يضرب روجاس الأمس بأصبعين.
روجاس: العنوان؟
بث: 4126 فيكوناماكينا.
يطبعها.
روجاس: تاريخ الاختفاء؟
بث: 17 سبتمبر.
روجاس: زمن الاختفاء؟
بث: لست متأكدة.
ينظر إلى أعلى مرة ثانية.
بث: اعتقل في بعد ظهر ذلك اليوم.
لا أدري متى بالضبط.
روجاس: الوقت غير معروف مكان الولاده؟
يفتح الباب ويطل برأسه الرجل الذي كان مع روجاس في الكاريرا
الرجل: (مخاطباً روجاس: بالإسبانية)
مخابرة هاتفية للسيد هورمان.
روجاس (مخاطبً هورمان) هنالك مكالمة لك يا سيدي.
يشير إلى الرجل الواقف عند الباب.
هورمان: (يعصر كتف بث) سأعود فوراً.
يغادر.
روجاس: (مخاطباً بث) مكان الولادة؟
127 – داخلي. ممر القاعة – نهاراً
يدور العديد من الناس معظمهم أقرباء واصدقاء للناس الذين يستجوبون. وجوههم مضغوطة ومتجفرة. صراخ غاضب يأتي من إحدى الغرف. امرأة وفتاة شابة خارج الغرفة يحاولان بشدة أن يستمعوا عبر الباب.
يتبع هورمان الرجل نحو مكتب في آخر الممر.
128 – داخلي. المكتب. نهاراً.
يشير الرجل إلى هاتف موضوع على نضد. يلتقطه هورمان.
هورمان: نعم…؟
129 – داخلي. مكتب بيردي في السفارة – نهاراً.
يجلس بيردي إلى مكتبه والهاتف على اذنه، مواجها راي دايفيز والكولونيل هون.
بيردي: نظرات إلى ذلك الأمر، اوه… إد. ويبدو انك كنت على صواب. لقد بلغنا أن هنالك جثة تم التعريف عنها بعد أن أعيد البحث في المشرحة عن البصمات….نعم، يا سيدي، انا اظن انها هي… نعم، لقد دفن في 3 اكتوبر…
130 – مشاهد مقطوعة
في حائط؟ لا أفهم.
بيردي: هم يفعلون هذا. هذا شيء متداول هنا.
(توقف)
كلا سيدي، لا سؤال حوله. إنه هو.
هورمان: أين قتل؟ … أرى ذلك …. مع السلامة.
يضع هورمان السماعة، يقفل عينيه ويقرص جسر انفه. ثم يفتح عينيه .. يتلألأن من الرطوبة، متمهلاً وبثقل، يستدير، لا يجد احداً يقول له شيئاً ويغادر المكتب.
131 – داخلي. ممر القاعة.
الحاجب مجعد والشفاه مضغوطة ويبدأ هورمان بالتحرك عبر ذلك الممر المليء بالمتحفزين من الناس. يبتعد ليمر أو لا يدركوا انه قادم فيتلاطمان قائلين، “عفواً” شيء بلا زمان في وجه إد لم نكن لنراه من قبل. ولكننا رأيناه كثيراً في وجوه الناس… في الاستاد الوطني، وفي الممرات في هذا الممر الواسع. الآن اصبح هورمان وهؤلاء الناس أقرباء.
يصل إلى باب روجاس المفتوح. المفتش في نصف كلامه.
132 – داخلي. مكتب روجاس
روجاس: … حزبه يا سيده هورمان؟ اتجاهه السياسي؟ ترى بث هورمان. لا يستطيع الكلام ولكنه يشير اليها بأن تأتي إليه.
هورمان: (يوشوشها بصوت مبحوح) سنعود إلى الوطن. بعد هذا يعصر وجهه من التوتر. شفتاه تتحركان بشكل مرعب، والدموع تنهمر من عينيه وترطب صفحة وجهه. في نفس الوقت، فالمعنى الكامل لما قاله في ذلك السطر يضرب بث وتركض مباشرة بين ذراعي حماها.
روجاس: من فضلك هل نستطيع الاستمرار.
يعانقان بعضهما بشدة. لم تبكِ بث حتى الآن، ولكن هورمان لا يستطيع التماسك فقد تمزق وترك نفسه لمداها، وجهه مغطى بالأسى. وبالكاد يستطيع الكلام خلال تأوهاته الصامتة المهتزة.
133 – داخلي. منزل هورمان – فيكونا ماكينا – نهاراً
تجتمع بث وإد وماكنللي حول المنزل الأمامي، متجهين إلى منزل هورمان السابق في الخلف.
134 – داخلي. منزل هورمان – نهاراً
بث وإد يفتشان حول المكان، يجمعون اية اوراق، رسومات كتب، كراريس او اشياء أخرى تخص تشارلز والتي تركها الجنود خلفهم. يضعان كل شيء في الصناديق الكرتونية. هنالك نوع من النعومة اليائسة في حركتهم، توحي بحركة بطيئة، وكأنهم مأخوذون في حالة غيبوبة مصحوبة بحزن غير عادي.
قد لا يكون إد يبكي، ولكن هنالك جو مشحون بالغضب العميق في نظرته. ربما عيناه محمرتان توحي بأن هذا هو نفس اليوم الذي تأكد خلاله أن شارلز قد مات.
يقف ماكناللي جانباً، غير متأثر. انه خجل من تدخله بهذه اللحظة الشديدة القسوة والخاصة جداً.
يتوقف هورمان للحظة، وينهض مستقيماً. يتنفس طلباً للشفاء العاطفي والجسدي. عيناه الزائغتان تستوعبان هذه الفوضى. ثم يسير إلى الجانب ويضع يده على الحائط يلمسه بطريقة غريبة وكأنه يحاول أن يحس بقلب يدق…. ثم يريح رأسه تعباً على هذه الذراع.
135 – داخلي. مقهى المطار – نهاراً
على إحدى الموائد هورمان، بث، بيردي وماكناللي. هورمان هدأ الآن، أكثر ارتياحاً، مسيطراً على نفسه. بث توقع بيانات لماكناللي، والذي يقلب لها الصفحات. اخيراً توقع الصفحة الأخيرة، يرتبها جميعها في كومة واحدة ويضعها في شنطة أوراقه.
ماكناللي: اعتقد هذا انهى الأمر، شكراً.
بث: متى ستعيدونه؟
بيردي: في بضعة أيام. علينا أن نحصل على بعض الموافقات… لا شيء مهم نستطيع شحنها إلى الوطن على يوم الجمعة.
بث: هل انت متأكد؟
بيردي: لك مني وعد.
بث: (حزينة وليس بمرارة) ماذا يكلف هذا.
يفتح ماكناللي فمه ليتكلم.. ثم يتعثر خجلاً. ثم يقرر انه سيقولها على أي حال.
ماكناللي: هل ذكرت الـ …. آه اجرة الشحن؟
بيردي يشمئز من هذا الخطأ المعيب، ولكن، بما انه قد حصل:
بيردي: كلا، انا …. اوه سوف يكون هنالك أجرة… مضافة إلى اجرة حمولة الطائرة.
بث: كم؟
بيردي يراجع ماكناللي للإجابة
ماكناللي: تصل إلى 931 دولاراً. وهذا يتضمن الشحن ايضاً، طبعاً.
بث: تعني انك تريدها الآن؟
يبدأ ماكناللي في أن يقول “نعم” ولكن بيردي يخطو على كلامه:
بيردي: كلا، كلا، هذا غير ضروري، عندما يصل … عندما تصل الجثة.
هورمان: لا تقلق: سنهتم بشأنها.
بيردي: (يهز رأسه غير مرتاح) حسناً، جيد …. يلتقط هورمان الشيك ويبدأ في التفتيش في جيبه. يمسكه بيردي.
بيردي: من فضلك… دعني آخذ هذا.
هورمان: كلا. أريد التخلص من هذه الأموال.
يسقط قليلاً من الفواتير التشيليّة على المائدة.
ينهض الجميع.
136 – داخلي. نهاية خط
يتجمع بيردي وماكنيللي لبرهة من الزمن خارج المقهى. ثم يلوح ماكناللي لهورمان ويسير مبتعداً. هورمان لا يلوح له بالمقابل.
يتجه الآن ثلاثتهم قاطعين نهاية الخط باتجاه الجمارك حيث يقف صف طويل من المسافرين المغادرين ينتظرون إنهاء المعاملة.
يسرع الضابط الذي جاء يوم وصول هورمان ويحيي بيردي، ويرافقهم عبر بوابة كبار الزوار.
وأثناء مغادرتهم الجمارك، نسمع:
صوت ريس: سيد هورمان…
تسرع المراسلة وراءهم وهي تحمل شنطة في إحدى يديها. وآلة كاتبة خفيفة في اليد الأخرى، ومعطف مطر على كتفها:
هورمان: مرحباً!
يسير ريس إلى أعلى، مبتسماً لبث، متجاهلاً بيردي.
هورمان: اتصلنا بغرفتك هذا الصباح. قيل لنا انك غادرت الفندق.
ريس: انا في طريقي إلى “لاباز”
هورمان: بوليفيا؟ أليس هذا المكان الذي قال كريتر انه سيتوجه إليه؟
ريس: إذا فكرت بالموضوع، نعم.
نسمع ان طائرة لاباز استدعيت بالإسبانية.
ريس: يجب أن اذهب….
يمد هورمان يده: تحمل كايت الشنطة مع الآلة الكاتبة، وتصافحه.
هورمان: شكراً لمساعدتك الكبيرة، يا آنسة ريس
ريس: انا آسفة….
يهز هورمان رأسه متفهماً.
ريس: نتمنى لك سفرة جيدة.
هورمان: انت ايضاً.
وتغادر المكان.
يدخل دايفيز مصحوبا بضابط كتفه عليه زينة ذهبية. الضابط يحيي بيردي، ويتكلم بالإسبانية، يشير إلى بوابة كبار الزوار. في نفس الوقت ينادي دايفيز بث وهورمان، ولكن بث تدير ظهرها بعنف له.
هورمان: او كلا.. انتظر دقيقة. لا نريد المزيد من المكتسبات “الأمريكية”.
يستدير ويبدأ مع بث السير باتجاه الجمارك العادية.
بيردي ودايفيز يتبعانه، غير مرتاحين، ومضطربين قليلاً.
بيردي: اسمع.. أتمنى أن يكون هنالك شيئ لأقوله…
او افعله حول الأمر.
يستدير إد ويواجهه هو وبث وجها لوجه:
هورمان: أنا اريد أن أفعل شيئاً حولها!
ينتظر بيردي الـ “ماذا”؟ بابتسامة “سعيدة”.
دايفيز متحفز ومرتاب.
هورمان: سوف أقاضيك، فريد انت ودايفيز والسفير …
وأي واحد آخر ترك شارلي يموت. سأجعلها ساخنة لكم حتى تتمنوا ان تستقروا في انتاركتكا.
تنظر بث نحو هورمان، متفاجئة، وايضاً سعيدة بقراره.
من ناحية اخرى يأخذ دايفيز النبأ برفع أكتافه بلا مبالاة.
بيردي يمتلأ أسى.
بيردي: حسناً… أعتقد ان هذه فرصتك، يا سيد هورمان.
هورمان: كلا، إنها حقي!
يتجاوب بيردي مع الإصرار في نبرته.
هورمان: نشكر الله اننا نعيش في بلد حيث ما زلنا نستطيع أن نضع الناس أمثالكم في السجن.
تدخل بث يدها في يد هورمان ويسيران باتجاه الطائرة… تاركين بيردي الذي يبدو مهزوزاً لهم.
يسيران في قاعة كبيرة جداً بنوافذ على الطرفين. يدخل الضوء كالطوفان على بث وهورمان. وقد احتلهما وكأنه الأمل إلا إذا كان ذاك لا شيء سوى اليأس.
137 – خارجي. مطار جون كيندي – نهاراً
بعد ظهر، حقير في شهر ابريل. يتساقط مطر قاس عبر الممر حيث تفرغ طائرة الشحن حمولتها. باب البضائع مفتوح وهنالك حبل طويل من الأشياء يمر كالثعبان من الطائرة باتجاه الكاميرا.
أشياء متنوعة من الحمولة تنزل على الحزام تسبب كومة تتجاوز استيعاب الكاميرا. ثم الأخير، وهو صندوق – شكله غير ملمع – مصنوع من لوحات خشبية رخيصة ومشبوكة معاً بشريط معدني. على جانب الصندوق مكتوب بخط اليد.
شارلز هورمان … من سان دييجو
عنوان يحترق فوق اللقطة
سبعة اشهر وستة عشر يوماً
فيما بعد، بقايا شارلز هورمان اعيدت إلى عائلته.
التشريح، رغم انه حصل متأخراً، اظهر ان شارلز عذب بشكل وحشي قبل أن يقتل برصاصة في رأسه.
في 21 يوليو 1977، رفع ادوارد هورمان قضيته في المنطقة الخامسة في المحكمة الفيدرالية في نيويورك، يدين القنصل فريدريك بيردي، والكابتن رايموند دايفيز، والسفير نتانيال دايفيز وتسعة آخرين من موظفي الحكومة الأمريكيين بما فيهم هنري كاسينجر وريتشارد .م. نيكسون. بالتواطؤ والإهمال الجرمي في موت ابنه.
ما زالت القضية قيد الانتظار.
إظلام
النهاية
* لهجة ليندون جونسون ي خطابه عن حرب فيتنام.
* Tadas اسم مهم لشخصيات عديده بذات الاسم في الحقول الفنيه.
* سليم بيكينز بطل من ابطال الروديو في افلام رعاة البقر.
* راشمون: فيلم كيروساوا
* شارع المال
ترجمة: مها لطفي * (الجزء الثاني والأخير)