المواطن كاين 1941
مدة العرض 59: 1 دقيقة
المخرج: اورسون وايلز.
تصوير سينمائي: جريج تولاند
السيناريو: اورسون وايلز – هيلمان جـ مانكيوفيكز
الموضوع الرئيسي الذي يدور حوله الفيلم هو صعوبة تأويل حياة انسان عندما تنتهي هذه الحياة. وهذا هو بالضبط ما يدور حوله فيلم «المواطن كاين».
إن فيلم «المواطن كاين» هو فيلم من إنتاج 1941 ويعتبر من أفلام الدراما الغامضة، أنتجه اورسون وايلز وشارك في كتابة السيناريو كما أخرجه وقام ايضاً بتمثيله. وكان هذا الفيلم هو فيلم وايلز الروائي الأول. رشح الفيلم لتسع جوائز أكاديمية وقد فاز عن جائزة السيناريو هيلمان جـ مانكيو فيكز وارسون ويلز.
وجاء تمثيل وايلز، أقل ما يقال عنه، مذهلاً. فقد بدأ كشاب في الواحدة والعشرين واستمر في منتصف العمر إلى أن توفي في نهاية الفيلم. واستطاع أن يجعل كل لحظة مذهلة سواء في أدائه الصوتي أو سيره أو حركة جسده عموماً. وحتى في مشاهد الحب كان وايلز مؤثراً.
ويعتبر بعض النقاد ممن شاهد الفيلم انه سيأتي اليوم الذي سيعتبر به وايلز اعظم مخرج في هوليوود.
يمكن أن يصنّف هذا الفيلم في العديد من ملامحه كأحد اكثر الأفلام جاذبية مما أنتج من أفلام.
نشوة من الضوء والظلال وتداخل بين النصوص والأشكال الهندسية التي لم نعد نراها منذ أيام السينما الصامتة.
هناك أسباب عديدة للإعجاب الشديد بهذا الفيلم والذي استمر لسنوات طويلة، ولكن القصّة الكامنة فيه هي قصة صبي صغير يحاول أن يشتري الحب مهما كان الثمن ومهما بلغ به العمر، حتى يوم وفاته. وهي قصة غامضة وتبقى كذلك حتى نهاية الفيلم.
خفوت تدريجي
خارجي. اكزنادو – فجر خافت – 1940 (نموذج مصغّر)
شباك، صغير جداً عن بعد، مضاء.
حول كل هذا شاشة سوداء تقريباً.
الآن، بينما تتحرك الكاميرا ببطء باتجاه الشباك الذي له حجم طابع بريد في الإطار، تظهر اشكال أخرى: أسلاك شائكة، تحجب الأعاصير، والآن تتحرك بشكل مرعب بمواجهة سماء الصباح المبكر، حاجز ضخم من القضبان الحديدية. تتحرك الكاميرا إلى أعلى حيث تظهر بوابة ذات أبعاد عملاقة تحمل في أعلاها حرف “ك” كبير يبدو شيئا فشيئا أكثر قتامة وهو يلامس سماء الفجر. عبر هذا كله وخلفه نرى أعلى الجبل، اكزانادو، الذي يشبه قصص الجان، القصر الهائل بصورته الظليّة التي تحمل أعلاها الشبّاك الصغير الذي هو بمثابة علامة تميزه في الظلام.
إحلال:
سلسلة من التشكيلات، كل واحدة أقرب إلى الشباك الهائل، وكلها تخبرنا شيئاً عنه:
الأراضي والممتلكات الهائلة الخاصة بشارلز فوستر كاين. يستقر جانبه الأيمن حوالي أربعين ميلاً على شاطئ الخليج، وهو حقاً يمتد في الاتجاهات أبعد مما تراه العين. صممته الطبيعة لكي يكون عارياً ومسطحاً بشكل كامل – كان، قبل تطويره، تقريباً بمجمله أرضاً سبخة. أخذها كاين وغير وجهها – إنها الآن متدرجة بشكل مريح للنظر بتلالها الجميلة وجبلها الوحيد المرتفع بحجم لا بأس به، كله من صنع الإنسان. وقد استصلحت الأرض برمتها، إما عن طريق زراعتها لأغراض فلاحية أو بتحويلها إلى حدائق وبحيرات. القصر يسيطر على نفسه، كتله ضخمة، تتألف من قصور متنوعة نادرة، ذات منشأ أوروبي لفنون هندسية متنوعة – تسيطر على المشهد، من أعلى رأس الجبل.
إحلال:
وصلات الخليج (شكل مصغّر)
ونحن نقطعها. تنتشر المناطق الخضراء بلا نظام وبنمو عشوائي وتبدو الممرات برّية بأعشابها الاستوائية، والوصلات غير مستخدمة وغير مطروقة لفترة طويلة.
إحلال خارجي:
إحلال داخلي:
الذي كان يوماً ما حديقة حيوانات مقبولة الحجم (شكل مصغر) من نوع هاجن بيك كل هذا يبقى، باستثناء واحد هو تحديد مواقع محاطة بخندق مائي حيث تحفظ الحيوانات، حرة ولكن في نفس الوقت في أمان من بعضها البعض ومن اتساع الأرض. (علامات على مختلف الأمكنة تشير إلى أنه كان يوجد هناك نمور، أسود، وزرافات).
إحلال:
شرفة القرود (شكل مصغّر)
في المقدمة، تحدّد صورة قرد بذيء عل خلفية ظلام الفجر، إنه يحك نفسه ببطء وبتفكير عميق وينظر عبر ممتلكات شارلز فوستركاين نحو الضوء البعيد المتلألئ في القصر على التلة.
إحلال:
حفرة التمساح (شكل مصغّر)
كومة التماسيح الغبيه النائمة. تنعكس في المياه الموحلة الشبابيك المضيئة.
البحيرة المالحة (شكل مصغّر)
يتقوص القارب المقترب من اليابسة. تطفو صحيفة قديمة على وجه الماء – نسخة من صحيفة ” نيويورك انكويرر” وبينما هي تتحرك عبر الإطار تعكس في ثناياها انعكاس شباك القصر، أقرب من ذي قبل.
حمام السباحة الهائل (شكل مصغّر)
إنه فارغ. تتحرك صحيفة عبر الأرض المتشققة للحوض.
إحلال:
البيت (صورة مصغرة)
في الظلال، ظلال القصر أثناء تحركنا نرى بالضبط أبوابه وشبابيكه مغلقة ومقفلة بعواميد إضافية ثقيلة لمزيد من الحماية والتأمين.
احلال خارجي:
احلال داخلي:
جسر متحرك (شكل مصغّر)
نتحرك فوق خندق مائي واسع، راكد الآن وتخنقه الأعشاب. نتجّه عبره وندخل في بوابة حديدية ضخمة قوية نحو حديقة منتظمة عرضها ربما ثلاثين ياردة وعمقها مائة ياردة وتمتد مباشرة نحو حائط القصر نفسه. الأرض التي تحيط بها كانت موحلة ومهملة لفترة طويلة. ولكن هذه الحديقة بالذات كانت محافظة على شكلها تماماً. بينما تتجه الكاميرا عبرها لتصل إلى النافذة المضاءة للقصر، هناك تظهر أزهار نادرة ومستوردة من بقالات مختلفة ومن أشكال مختلفة. والشكل السائد هو تقريباً الاستوائي الوفير إلى أبعد الحدود. والمعلق مشلولاً يائساً. طحلب، طحلب، طحلب. انجوروات الليلة التي مات فيها المالك.
إحلال
الشباك (شكل مصغّر)
تتحرك الكاميرا إلى أن يملأ إطار الشباك اطار الشاشة. فجأة، يطفئ الضوء في الداخل. وهذا يوقف حركة الكاميرا ويقطع الموسيقى التي كانت ترافق الحدث. في زجاج النافذة المقطع نرى في الخلفية انعكاسا للأراضي الجافة لمزرعة السيد كاين وكذلك سماء الفجر.
إحلال
داخلي. غرفة نوم كاين – فجر خافت – 1940.
لقطة طويلة جداً لسرير كاين الضخم تنعكس بصورة ظلية على الشباك الضخم.
إحلال
داخلي. غرفة نوم كاين – فجر خافت – 1940.
مشهد ثلج. واحد لا يصدق. كبير، رذاذ غير طبيعي من الثلج، مشهد بديع جداً. منزل ريفي ورجل ثلج. أجراس زحافه تدق وكأنها بموسيقاها توحي لنا بموسيقى لأجراس معبد للهنود، تتجمد الموسيقى. صوت كاين القديم القديم.
روزبود ….
تتراجع الكاميرا تظهر المشهد برمته وقد احتوته كرة زجاجية كتلك التي تباع في مخازن المستحدثات حول العالم، يد كاين كانت تحمل الكرة تسترخي. تسقط الكرة من يده وتتدحرج على الدرجتين المغطاتين بسجادة وتتجه نحو السرير تتبعها الكاميرا، تسقط الكرة من على الدرجة الأخيرة نحو الأرض الرخامية حيث تتكسر إلى أجزاء تتلألأ تحت أشعة الصباح الأولى. وهذا الشعاع يقطع شكل زاوية عبر الأرضية، وفجأة تقطعه ألوف من أعمدة الضوء بينما تسدل الستارة الثقيلة على الشباك.
عند أسفل سرير كاين. تقترب الكاميرا وبمواجهة الشباك المغلق نرى شكلاً. شكل ممرضة وهي تشد الملاية إلى أعلى فوق رأسه تتبع الكاميرا هذه الحركة بطول السرير إلى أن تصل إلى الوجه بعد أن غطته الملاية.
خفوت خارجي
خفوت داخلي:
داخلي. في غرفة عرض أفلام سينمائية
على الشاشة وأثناء تحرك الكاميرا تظهر الكلمات الآتية:
«العنوان الرئيسي»
تسمع موسيقى نحاسية مثيرة على شريط الصوت (الذي يسمع حتماً، كشريط صوت أكثر منه صوتنا نحن)
الشاشة في غرفة العرض تملأ شاشتنا بينما يظهر العنوان الثاني:
«العاملون»
ملاحظة: يتبع فيلماً قصيراً إخبارياً، واحد من الأفلام الشهرية والنصف شهرية الوثائقية المبنية على أحداث أو شخصيات عامة. وهذه تتميز عن شرائط الأخبار والمواضيع القصيرة من حيث انها تحتوي على تعليقات أو خط روائي. وبعض اوضح هذه الخواص عن “مسيرة الزمان”، مثلاً، بالإضافة إلى افلام وثائقية قصيرة أخرى، ستجمع لتعطة تأثيراً صادقاً لهذه المواضيع القصيرة المألوفة الآن. وقد أصبح مقبولاً في مثل هذه المواضيع القصيرة أن يستخدم راوي بالإضافة إلى عناوين توضيحية.
خفوت خارجي:
موجز للأنباء
الراوي
كانت اكسنادو خرافية حيث أسس كوبلاخان قصر الملذات الخاص به.
( وبصوته عبارات استشهاد)
« بضعف خمسة أميال من الأرض الخصبة المزيّنة بأكاليل من الحيطان والأبراج»
(يترك استشهاداته)
اليوم، وخرافية كسابقتها تكون اكسانادو فلوريدا – أكبر مدينة ملاهٍ خاصة في العالم، وهنا، على صحاري شاطئ الخليج رفع جبل عال خاص بني بنجاح من أجل مولاه. وهنا في وادٍ خاص، كما في قصيدة كولريدج، «تزهر العديد من الأشجار التي تحمل المسك». حقاً «أعجوبة نادرة التصميم».
الولايات المتحدة الامريكية
شارلز فوستر كاين
لقطة افتتاحية لامتداد مقفر لشاطئ فلوريدا (1940 – نهاراً)
إحلال:
سلسلة من اللقطات تظهر مظاهر متنوعة من اكسانادو، جميعها وكأنها مصورة بالفوتوجرافيا من قبل مصور أخبار عادي – مصورة تصويراً جميلاً إلا أنه لا يتناسب من حيث الجو العام مع المدى النهائي للمقدمة (1940).
الراوي
(يسقط ما كان يستشهد به)
هنا سيقام لسيد السانادو في 1940 أكبر وأغرب جنازة، هنا هذا الأسبوع ينام مرتاحاً شخص مهم في هذا العصر – كوبلاخان أمريكا – شارلز فوستركاين. في تاريخ الصحافة، كرمت أسماء أخرى أكثر من اسم شارلز فوستر كاين، وأعطيت حقها بالحفاوة. وبين الناشرين، الثاني فقط لجايمس جوردون بنيت الاول: ابنه المغترب الصاعد نورتكليف وبيفربروك الإنجليزيان، وباترسون ومككورميك من شيكاجو.
عنوان:
إلى أربعة وأربعين مليون أمريكي ممن يشترون الأخبار. أكثر قيمة إخبارية من الأسماء الموجودة في عناوينه، كان كاين نفسه أكبر ملك صحافة من هذا الجيل أو أي جيل آخر بعده.
لقطه لصورة كبيرة جداً لكاين تملأ الشاشة.
تشد إلى الخلف لنرى أنها صورة على الصفحة الأولى لجريدة الانكويرر. تحيط بها مظاهر الحزن مع المانشيت ورؤوس المواضيع (1940).
إحلال:
عناوين صحف كثير العدد موضوعة في نماذج مختلفة وأساليب مختلفة، ومن الواضح أنها من صحف مختلفة. جميعها تعلن موت كاين. جميعها تظهر فوق صور لكاين نفسه (ربما خمس هذه العناوين بلغات أجنبية). وهنالك عامل مهم مشترك بين هذه العناوين هو انها بمعظمها وليس كلها تظهر بشكل إيجابي وبشغف آراء متضاربة حول كاين. وهكذا فهم ينوعون القول بكلمات مثل “وطني”، “ديمقراطي”، “مؤمن بالحلول السلمية”، “كلب حرب”، “خائن”، “مثالي”، “أمريكي”، … الخ.
عنوان
1895 – 1940 – غطى كل هذه السنين، وكان موجوداً في العديد منها.
لقطات إخبارية لسان فرانسيسكو خلال وبعد الحريق، تتبعها لقطات لقطارات خاصة عليها مكتوب “منظمة كاين للإسعافات” وفوق هذه اللقطات التاريخ – 1906.
لوحة لسيارة قطار فوك والمحاورين من أجل السلام، إذا ما لم تتوفر اللقطة الحقيقية للأخبار. وفوق هذه اللقطة نجد التاريخ – 1918.
الراوي: بونفيلس وسوفر من دنفر، جوزيف بوليتزر العظيم من نيويورك، وهيرست امبراطور نقابة الأنباء، وواحد آخر من المحررين وملاك الأراضي ممن ما زال قوي النفوذ وكان الأقوى نفوذاً هو هيرست. جميعها أسماءً عظيمة – ولم يكن أي واحد منهم محبوباً أو مكروهاً هكذا، مثيراً للرعب ومتفوه مثل شارلز فوستر كاين.
أول من غطى نبأ هزة سان فرانسيسكو الأرضية كانت صحف كاين.
أول من أسعف المعذبين، أول من أذاع أنباء مساعدة المعذبين. صحف كاين. قامت صحف كاين بسبق صحفي حول موضوع الهدنة – وكانت تطبع ثماني ساعات قبل منافسيها، التفاصيل الكاملة لما قدمه الجنرال فوش للألمان من سيارته القاطرة في غابة كومباين.
لمدة أربعين عاماً لم تكن تظهر في صحف كاين اية قضية عامة لم تدعمها صحف كاين.
لم يكن هنالك رجل مهم لم يدعمه كاين أو يرفضه – غالباً يدعمه، ثم يرفضه.
بداياتها المتواضعه، لقطات ميته يوميه عليها تاريخ – 1898 (لتزود بها).
لقطات عليها تاريخ – 1910 (لتزود بها)
لقطات عليها تاريخ – 1922 (لتزود بها)
رؤوس مواضيع، صور كارتون، شرائط إخبارية حديثة لمشاهد ثابتة للأمور التالية:
1 – حق النساء في الاقتراع.
لقطات إخبارية شهيرة حوالي سنة 1914.
2 – الممنوعات
البوح بالتكلم بسهولة وأشياء مثل هذه.
3 – T.V.A
4 – احتجاجات عمالية.
لقطات قصيرة من شرائط اخبارية قديمة لويليم جينينجز براين، ثيودور روزفلت، ستالين، والتر . ب. تاتشر، آل سميث، ميكافللي، لاندون، فرانكلين د. روزفيلت وامثالهم. وايضاً شرائط إخبارية حديثة للكهل كاين مع نازيين أمثال هتلر وجورنج وتشامبرلاين الانجليزي وتشرشل.
لقطة لمبنى آيل للسقوط داخله مطابع قديمة تظهر عبر زجاج نوافذه البسيطة وعليها اسم «الانكويرر» بأحرف ذهبية قديمه الطراز. (1892).
إحلال:
الراوي: إمبراطورية كاين في عز مجدها سيطرت على سبع وثلاثين صحيفة، وثلاث عشرة مجلة، شبكة إذاعية. إمبراطورية فوق إمبراطورية. أول واحدة من مخازن التموين، مصانع الورق، أبنية شاهقة، مصانع، غابات، عبارات المحيط.
امبراطورية تدفق عبرها لمدة خمسين عاماً بلا توقف نهر هو بمثابة ثروة من ثالث أكبر معدن ذهب على الكرة الأرضية… اشتهر في الأسطورة الأمريكية بأنه هو مصدر ثروة كاين … وكيف لربة المنزل المقيمة ماري كاين، نتيجة تقصير في الإقامة في عام 1868 .
البناء الضخم لصحيفة “الباحث” اليوم.
1891- – 1911 خريطة الولايات المتحدة الأمريكية تغطي الشاشة والتي تظهر برسوم متحركة منشورات كاين التي تنتشر من مدينة إلى أخرى. تبدأ من نيويورك وتتحرك بسرعة جنونية نحو شيكاجو، ديترويت، سانت لوييس، لوس انجلوس، سان فرنسيسكو، واشنطون، اتلانتا، الياسو، الخ..
تصريح “ويكستري، صحف كاين، ويكستري”.
لقطة لمنجم ضخم يتحرك بصخب، فالمداخن ترسل الدخان، والقطارات تتحرك داخلة خارجه، الخ اعلان ضخم يقول “شركة كولورادو لود للتعدين”. (1940) وعلامة تقرأ “شركة سالم الصغير” – 25 ميلا”.
إحلال
لقطة قديمة ثابتة لسالم الصغير كما كانت منذ 70 عاماً (معرّفة بطبق من النحاس معلق تحت الصورة). (1870).
لقطة لصور صغيرة ثابتة لتوماس فوستر كاين وزوجته، ماري في حفل زفافهم. صورة مماثلة لماري كاين منذ أربع أو خمس سنوات فيما بعد ومعها ابنها الصغير، تشارلز فوستر كاين.
الراوي:
وبعد سبعة وخمسين عاماً، وقبل تحقيق من قبل الكونجرس، يتذكر والتر الرجل الهام الكبير في شارع وال ستريتسو، والذي كان الهدف الرئيسي لهجوم صحف كاين على الإئتمان، يتذكر رحلة قام بها كشاب ….
لقطة لمبنى الكابيتول، في واشنطون د.س.
لقطة للجنة التحقيق في الكونجرس (نسخة من شريط اخبار جـ.ب مورجان). نسخة صامتة وعليها صوت راوي. وعلى المنصه والتر – . تاتشر. وبجانبه ابنه، والتر -. تاتشر الصغير… وشركاء آخرون.
يخضع لتساؤل من قبل رجال الكونجرس التابعين لميري أندرو. في هذه اللحظة يوضع في حجره تمساح صغير، مما يسبب اضطرابا وخجلا.
شريط إخباري لتاتشر، يتلاشى شريطه الصوتي بالتدريج.
تاتشر: … بسبب تلك الحادثة التافهة ….
المحقق: إنها حقيقة، على أي حال، أليست كذلك، انه في العام 1870، ذهبت فعلاً إلى كولورادو؟
تاتشر: لقد فعلت.
المحقق: فيما يتعلق بقضايا كاين؟
تاتشر: نعم. مؤسستي اختيرت كمؤتمنة على السيدة كاين من أجل الثروة التي حصلت عليها مؤخراً. كانت رغبتها أن أكون مسؤولة عن الصبي، شارلز فوستر كاين.
الراوي: وفي نفس الشهر في ساحة الأونيون-
المحقق: أليست حقيقة انه في مثل هذه المناسبة قام الصبي شخصياً بالهجوم عليك بعد أن ضربك بزحافة؟
ضحك عالٍ واضطراب.
تاتشر: حضرة الرئيس، سأقرأ لهذه اللجنة كلمة جاهزة أحضرتها معي – وبعد ذلك سأرفض الإجابة عن أي سؤال آخر.
سيد جونسون، من فضلك!
يناوله مساعد شاب ورقة من شنطة أوراقه.
تاتشر (تقرأها)
“مع إدراكي التام لمعنى كلماتي ومسؤولية ما أنا سأقوله، فأنا مؤمنة تماماً أن السيد تشارلز فوستر كاين، في لب معتقداته الاجتماعية وبالأسلوب الخطير الذي أصر من خلاله على مهاجمة التقاليد الأمريكية بالنسبة للملكية الخاصة كمبادرة أولى وفرصة للتقدم، لهي – في الحقيقة – ليست زيادة او نقصانا عن كونه شيوعياً.
شريط سينمائي لاجتماع ساحة الأونيون، جانب من الجموع تحمل أعلاماً تدعو إلى مقاطعة صحف كاين. يعتلي خطيب المنصة فوق الجموع.
الخطيب: (إحلال وشريط صوت)
– إلى أن كلمات “شارلز فوستر كاين” تصبح تهديداً لكل رجل عامل على هذه الأرض. انه اليوم ما كان هو دائماً وسوف يبقى كذلك – رجل فاشي!
الراوي: ومع ذلك رأي آخر – رأي كاين نفسه.
شريط إخباري صامت على منصة تزمجر بها الرياح، علم معلق، أمام المبنى الهائل “للإنكويرر”. يقرأ بسكون.
العنوان:
« أنا أكون وكنت وسأبقى شيئاً واحداً – أمريكياً».
شارلز فوستر كاين.
نفس الأخبار الموضعية. كاين يهز يده خارج الإطار.
لقطه أخرى من شريط الأخبار، بعد فترة طويلة، قصيره جداً، تظهر كاين، أكبر وأكثر امتلاءً، وعليه مظهر التعب جداً، يجلس مع زوجته الثانية في ملهى ليلي. يبدو معزولاً وغير سعيد في وسط هذا الصخب السعيد.
الراوي: تزوج مرتين، طلق مرتين – أولاً لابنة شقيقة رئيس، املي نورتن – اليوم، بزواجها الثاني، شاتلين من عائلات انجلترا العريقة. وبعد ستة عشر عاماً – وبعد أسبوعين من طلاقه من املي نورتن – تزوج كاين سوزان الكسندر، مغنية في قاعة المدينة في ترنتون، نيوجرسي.
عنوان
قليل من سيرة حياة البعض أصبحت قضية عامة.
جانب صامت من اميلي نورتون (1900)
إحلال:
شريط إخباري صامت أعيد تركيبه. يخرج من باب جانبي في القاعة كاين سوزان وبيرنشتين وينضم إلى حلقة من المصورين الصحفيين والمحررين، .. الخ يبدو على كاين الذهول يتراجع لثانية من الزمن ثم يهجم على المصورين بعصاه محطماً كل ما يطاله.
الراوي
ومن أجل زوجته الثانية والتي كانت يوماً ما مغنية اوبرا، سوزان اسكندر بنى لها مبنى اوبرا شيكاجو البلدي. وقد كلفه، ثلاثة ملايين دولار. وقد بنى على شرفها ولم يكن قد اتم بناء نصفه عندما طلقته. ولم يكن اكسنادو قد أتم بناءه. تكاليفه: لا يستطيع أي انسان تقديرها. وما زال تصميم المهندس يمجد (ما مثله) مبنى اوبر شيكاجو البلدي.
إحلال:
لقطه مبهرة لإكسنادو الذي أصبح على وشك الانتهاء.
بناء هائل سحري مبنى على جبل. (1920)
لقطات لتحضيرة (1917).
لقطات لشاحنة بعد الأخرى، قطار بعد قطار يضيء بصوت عالٍ لقطات الكراكات ضخمة، وجرافات بخارية.
لقطه لباخرة تقف بعيدة عن الشاطئ تفرغ حمولتها.
وبسرعة متلاحقة تتابع اللقطات واحدة بعد الأخرى، بعضها يعاد تصميمها والبعض الآخر بأحجام صغيرة، وبعض اللقطات الحقيقية (ربما من مشاريع الخزان) للبناء والحفر وسكب الباطون المسلح … الخ.
الراوي
مائة ألف شجرة، عشرون ألف طن من الرخام، هي مكونات جبل اكسنادو. مواشي اكسنادو: طيور الهواء، أسماك البحار، حيوانات الحقول والغابات – اثنان من كل منها. أكبر حديقة حيوانات خاصة منذ نوح. محتويات قصر كاين: لوحات، صور، تماثيل، حجارة قصور أخرى بذاتها شحنت إلى فلوريدا من كافة أنحاء الأرض، ومن بيوت كاين الأخرى، ومخازنه، حيث تآكلت لسنوات تكفي لعشرة متاحف – غنائم العالم.
مزيد من اللقطات كالسابق، ولكن في هذه المرة نرى (بحجم صغير) جبلا كبيرا – في مختلف مراحل تطوره – يرتفع من على الرمل.
لقطات لفيلة، قرود، زرافات .. الخ تساق وتفرّغ وتشحن، الخ، بطرق مختلفة.
لقطات لحمولات مختلفة تفرّغ من السفن، والقطارات والشاحنات وعليها مختلف الأحرف (ايطالية، عربية، صينية، الخ) ولكنها جميعها مرسلة إلى شارلز فوستر كاين، اكسنادو، فلوريدا.
لقطه صامتة معاد تركيبها لاكسنادو – الشرفه الرئيسية – مجموعة أشخاص في ثياب العصر 1917. وفي منتصفهم بوضوح تام كاين وسوزان.
الراوي
حث كاين بلاده على دخول أحد الحروب وعارض مشاركتها في حرب أخرى.
وحرف الانتخابات باتجاه رئيس امريكي واحد على الأقل وسمى الآخر سفاحا.. وهكذا لم تكن أوراق كاين – لو لم يكن الرئيس.
عنوان
من اكسنادو، منذ خمسة وعشرين عاماً كانت تدار كافة ممتلكات كاين، ويتشكل الكثير من مقادير الأمة هناك.
لقطات لرؤوس صحف أمريكية متنوعة منذ 1895.
لقطات في الحرب الاسبانية الأمريكية ( 1898)
مقبرة في فرنسا للحرب العالمية ومئات الصلبان. (1919)
شرائط إخبارية قديمة لحملات سياسية.
إدخال عناوين صحف خبيثة أو رسوم متحركة.
عناوين: «لقطه رئاسية»
بالرغم من أن كاين كان يشكل رأي الجماهير، إلا أنه لم يفز مرة واحدة بمنصب منتخب من المقترعين في بلاده.
كان هنالك القليل من ناشري الأخبار.
قليلون، كما فعل رجل الكونجرس هيرست وكان قد تقدم لأي منصب – والجميع يعلمون أكثر من ذلك – فيصل إلى نتيجة مع باقي المراقبين السياسيين بأن مطبوعة تابعة لأحد الرجال لها القدرة الكافية له فقط.
ولكن صحف كاين كانت قوية حتماً في يوم ما وكانت الجائزة كلها له تقريباً، في العام 1910، كمرشح مستقل لمنصب الحاكم، وكانت جميع العناصر الممتازة للدولة خلفه – والبيت الأبيض كان المطمع الثاني في الخطوة السهلة لمستقبل سياسي مشرق.
لقطه ليلية لجماعة تحرق تمثال شارلز فوستر كاين. تحمل الدمية شبهاً هزلياً لكاين. ترمى داخل اللهب وتحترق.
– ثم يأتي السقوط.. (1910).
إظلام
عنوان
في السياسة – دائماً إشبينة العروس. لا عروس مطلقاً.
شريط إخباري للقطات جموع غفيرة تصرخ داخل مبنى – حدائق مربّع ماديسون – ثم لقطات داخل الصالة الواسعة، وفي إحدى نهاياتها صورة ضخمة لكاين. (1910).
لقطة لصندوق يحتوي على السيدة كاين الأولى والصبي هوارد كاين، في الخامسة من عمره. إنهم يحيون الجماهير. (لقطة صامتة) (1910) لقطة لشريط إخباري لبعض ذوي الشأن على المنصة، وكاين يقف بالقرب من طاولة الخطيب، مشرقاً، يرفع يده ليهدئ الجماهير (لقطة صامتة) (1910).
الراوي
ثم، فجأة – وقبل أقل من أسبوع قبل الانتخابات – هزيمة! مشينة، مثيرة للخزي – هزيمة أرجعت أي إصلاح في الولايات المتحدة لمدة عشرين عاماً إلى الخلف، وألغت إلى الأبد الفرص السياسية أمام شارلز فوستركاين. ثم، في العام الثالث للهبوط العظيم… كما يحصل لكافة الناشرين أمثال بنيث، مونسي، هيرست هكذا حصل لهم .. تغلق صحيفة! بالنسبة لكاين، خلال أربع سنوات: انهيار! إحدى عشرة صحيفة لكاين، أربع مجلات اندمجت، وأكثر من هذا العدد بيع أو تحوّل إلى خردة.
لقطه إخبارية – لقطة مقربة لكاين يلقي كلمة … (1910).
الصفحة الأولى لصحيفة معاصرة – عنوان رئيسي صارخ.
لقطتان متماثلتان لكاين وسوزان. (1910).
عنوان مطبوع حول الإحباط.
مرة ثانية خريطة الولايات المتحدة 1932 – 1939. فجأة يعود الكرتون إلى الوراء، تبدأ الامبراطورية بالانكماش معبرة عن كلام الراوي.
باب إحدى الصحف وعليها علامة: “مغلق”.
الراوي:
وبعد أربعة أعوام – يقف وحيداً في قصر المسرات الذي لم ينته ولكنه بدأ بالتآكل، معزولاً، بالكاد يزوره أحد، ولا يصوره أحد، هنا يقف شارلز فوستر كاين متابعاً تسيير أمور امبراطوريته الساقطة .. محاولاً عبثاً تحريك مصائر الأمة، كما كان يفعل سابقاً، والتي لم تعد تستمع إليه … ولم تعد تثق به …
لقطات من اكسنادو: (1940)
مسلسلات من اللقطات، عصرية جداً ولكنها متوترة وعميقة، تظهر كاين في كرسي حمام مغطى بأعمال صيفية وقد أحاطت به حديقة الورد وكأنه في عربة مغطاة بالورد. شخصية مهجورة تحت ضوء الشمس.
الراوي
الأسبوع الماضي جاء الموت ليجلس على عرش كوبلاخان أمريكا – الأسبوع الماضي، كما يحصل لكل الرجال، جاء الموت إلى شاركز فوستر كاين.
إحلال
صورة في مجلس الوزراء (تغطي الشاشة) لكاين وهو رجل عجوز جداً. تبقى هذه الصورة ثابتة على الشاشة (بينما تتراجع الكاميرا، وهي تلتقط داخل غرفة عرض مظلمة).
داخلي. غرفة عرض – نهاراً – 1940.
واحدة كبيرة نسبياً بحركة سريعة نحو الشاشة. المكان قاتم. وبينما تتحرك الكاميرا إلى الخلف تبقى صورة كاين كرجل عجوز ثابتة على الشاشة.
وببطء تتحرك إلى الداخل مسجلة صورة قاعة العرض. يحدث هذا، على أي حال، مباشرة بعد أن تبدأ الأسطر الأولى من الحوار. تظهر ظلال الرجال الذين يتكلمون وهم ينهضون عن كراسيهم – سوداء – على صورة وجه كاين على الشاشة.
ملاحظة:
هؤلاء هم محررو «نيوز دايجست» ، ومجلات رولستون. كل إنجازاته مقدمة في غرفة العرض، ورولستون نفسه، ذلك الرجل العظيم، موجود أيضاً وبعد وقت قصير سيتكلم.
وخلال المشهد برمته لا يظهر وجه أي واحد. أجزاء من اجسادهم مختارة يسلط عليها ضوء الطاولة، فتظهر صورهم الظليّة مرمية على الشاشة. ووجوههم وأجسادهم تحولت إلى صور ظلية مقابل الأشعة المتسربة البراقة من ضوء قاعة العرض.
رجل ثالث على الهاتف. نرى زاوية من رأسه والهاتف.
الرجل الثالث:
(على الهاتف):
اوقفها. سأقول لك إن كنت سأديرها مرة ثانية. (يغلق الهاتف)
صوت تومسون: حسناً؟
توقّف قصير.
صوت رجل:
إنه شيء صعب أن تقوم به في شريط إخباري.
سبعون سنة من حياة رجل.
همهمة ترتفع تدريجياً من الموظفين على هذا. يسير رولستون باتجاه الكاميرا وخارج الصورة. يقف الآخرون، تحاول الكاميرا خلال كل هذا أن تلاحق الحدث قدر استطاعتها وتلتقط الوجوه ولكنها تفشل. في الواقع كل التنظيمات يجب أن يخطط لها بعناية وإخراج عناصر الشخصية من المشهد، التي يعبر عنها بالأصوات، والظلال، والرسوم الظلية والصورة المبهرة لكاين نفسه على الشاشة.
صوت:
انظر ماذا كتب ارثور ايليس عنه في «الأمريكان ريفيو»؟
رجل ثالث:
قرأتها.
الصوت:
(صاحبها ينحني على المائدة يحمل قطعة من الورق تحت ضوء المائدة يقرأ منها)
اسمعوا: مات كاين. لقد ساهم في صحافة اليوم – موهبة من يعتلي مصرفا وأخلاق لابسي الجزم وتصرفات باشا. هو ومن على شاكلته نجحا في تحويل مهنة نبيلة إلى سبعة في المائة ضماناً – لم تعد آمنة.
صوت آخر:
هذا ما يكتبه آرثر الليس الآن. منذ ثلاثين عاماً، عندما أعطاه كاين فرصة لتنظيف ديترويت وشيكاجو وسانت لويس، كان كاين أعظم رجل في العالم. إذا ما سألتني.
صوت آخر.
كان شارلز فوستر كاين واحداً ….
ثم المراقبة له كانت متتالية.
صوت رولستون
انتظر دقيقة!
تتحرك الكاميرا لتأخذ صورة حجمه وقد أحيط بتوهج غرفة العرض.
رولستون:
ماذا كانت كلمات كاين الأخيرة؟
صمت يحيي هذه العبارة.
رولستون:
ما هي الكلمات الأخيرة التي قالها على هذه الأرض؟ طومسون، لقد صنعت لنا فيلماً قصيراً جيداً، إلا أنه بحاجة إلى شخصية.
صوت احدهم: إثارة-
رولستون: هذا هو – الإثارة. ما الذي جعل كاين ما كانه؟ ومن أجل ذلك الأمر، ماذا كان هو؟ إن ما رأيناه تواً رؤوس أقلام لتوجه ما – ماذا خلف هذا التوجه؟ ما هو الرجل؟ هل كان جيداً أم سيئاً؟ قويا ام مجنونا؟ مأساويا ام سخيفا؟ لماذا فعل كل هذه الأشياء؟ ماذا كان يلاحق؟
(ثم، ونحن نقدر وجهة نظره) سيقولها لنا على فراش الموت.
طومسون: نعم ولكن ربما لم يفعل.
رولستون: اسأل السؤال على أي حال يا طومسون!
ابنِ الصورة حول السؤال، حتى لو لم تتمكن من إجابتها.
طومسون: اعرف، ولكن –
رولستون: (يركب فوقه مثل أي منتج آخر).
كل ما رأيناه على هذه الشاشة كان أمريكياً كبيراً.
صوت: واحد من أكبرهم.
رولستون: (دون أن تتوقف من أجل هذا) ولكن كيف يختلف عن فورد؟ أو هيرست من هذه الناحية؟ او روكفلر – او جون دو؟
صوت: أعرف أناسا عملوا مع كاين وسيخبرونكم – ليس فقط في مجال العمل الصحفي – انظروا كيف رفع المعاشات. لا تريدوا أن تنسوا –
صوت آخر: خذوا سجل عمله كعامل لوحده، فعليهم أن يشنقوه كالكلب.
رولستون: أقول لكم، طومسون – كلمات رجل يموت –
صوت أحدهم: ماذا كانت؟
صمت.
صوت أحدهم: (متردداً)
نعم، يا سيد رولستون، ماذا كانت كلمات كاين على فراش الموت؟
رولستون (بازدراء) روزبود!
قليل من القهقهات على هذا والتي أوقفها بشدة رولستون.
رولستون: هذا صحيح.
صوت: رجل قوي، هه؟
(مستهزئاً) يموت وهو ينادي روزبود!
رولستون: هناك رجل كان من الممكن أن يكون رئيساً. كان محبوباً ومكروها وعرضة للكلام مثل أي رجل في زمننا هذا – ولكن عندما يقترب من الموت فإن هنالك ما يشغل باله يدعى “روزبود”. ماذا يعني هذا؟
صوت آخر: حصان من أحصنة السباق كان قد راهن عليه مرة، ربما ولم يفز كما كان متوقعاً – “روزبود”
رولستون: حسناً. ولكن ماذا كان نوع السباق؟
هنالك سكون قصير.
رولستون: طومسون!
طومسون: نعم، سيدي.
رولستون: احمل هذا الشيء لمدة أسبوع. أسبوعين لو كنت مضطراً.
طومسون: (بحالة من الوهن) ولكن ألا تعتقد إذا ما أطلقناها الآن.
فهو لم يمر على موته سوى أربعة ايام – فسيكون أفضل من إذا –
رولستون: (مصمماً)
ليس هنالك أفضل من ان تجد ما الذي يجعل الناس تثرثر.
تابع الناس الذين يعرفون كاين جيداً. مدير أعماله هذا – الرجل الصغير برنشتاين، زوجاته الاثنتان، كل من عرفه، وعمل معه، من أحبه، ومن كرهه بشدة – (توقف)
لا أعني أن تتابع كراسي هواتف المدينة، طبعاً – الرجل الثالث يشير بضحكة من قلبه “نعم – يا رجل”.
طومسون: سوف أبدأ مباشرة، سيد رولستون.
رولستون: (يقف) حسناً!
الكاميرا من خلفه تحدد خطوط ظهره بمواجهة صورة كاين على الشاشة.
صوت رولستون: (متابعاً) من المحتمل أن تظهر الأمور انها شيء بسيط …
إظلام:
ملاحظة: الآن تبدأ القصة الحقيقية – بحث طومسون عن الحقائق حول كاين.
أبحاثه … مقابلاته مع من عرفوا كاين.
من المهم أن تتذكر دائماً أنه عند نهاية القصة تماماً يكون طومسون إحدى الشخصيات. حتى ذلك الحين وعبر الفيلم كله يصور دائماً طومسون من الخلف، أكتافه، أو ظله – أحياناً نسجل فقط صوته.
فهو إلى نهاية المشهد الأخير يكون “شخصية” انه تجسيد البحث عن حقيقة شارلز فوستر كاين. إنه المحقق.
خفوت تدريجي:
خارجي. ملهى ليلي رخيص “الرانشو” – اتلانتيك سيتي – ليلاً – 1940
(صورة مصغرة) – مطر.
أول صورة تسجل إعلان:
“الرانشو”
معرض أرضي
سوزان اسكندر كاين
مرتين ليلياً.
هذه الكلمات المضاءة بالنيون، تتلألأ في الظلام عبر نهاية الخفوت التدريجي. ثم هنالك إضاءة تظهر سطحاً وضيعاً حيث علقت الإشارة. رعد للمرة الثانية وصوت موسيقى خافت من الداخل. ضوء يتلألأ من كوة في السقف تتحرك الكاميرا نحوها وتقفلها. ومن خلال المطر نستطيع أن نرى عبر الكوة إلى الأسفل نحو داخل الملهى الليلي. ومباشرة إلى الأسفل تجلس على إحدى الموائد سيدة وحيدة تتناول المشروب لوحدها.
إحلال:
داخلي، “الرانكو” ملهى ليلي – ليلاً – 1940
لقطه متوسطة لنفس المرأة كما في المرة السابقة، تنهي كأسها وتبدأ في النظر إلى أعلى. انها سوزي. الموسيقى الآن حتما عالية جداً. يتحرك طومسون وظهره نحو الكاميرا إلى داخل الصورة في الأرضية الأمامية القريبة. يظهر كابتن من خلف سوزي ويبدأ عبرها بمخاطبة طومسون.
الكابتن: (يوناني)
هذا السيد طومسون، يا سيده اسكندر.
تنظر سوزان إلى أعلى نحو وجه طومسون. إنها في الخمسين، تحاول أن تبدو أصغر بكثير، تصبغ شعرها صبغة رخيصة وتلبس ثوب مساء رخيص وشديد الزخرفة. ترفرف بعينيها في وجه طومسون، وتضع قطعة في فمها. عيناها التي تعتبرهما قويتي التأثير عليه ليستا سوى عينين شحيحتين دامغتين.
سوزان: (مخاطبة الكابتن) أريد شراباً آخر، يا جون.
رعد منخفض من الخارج.
الكابتن (يبحث عن فرصة له) حالاً. هل تريد شيئاً سيد طومسون.
طومسون: (يحدّق بها كي يجلس) سأتناول كأساً رفيعاً.
سوزان (بعزم شديد لتفرض على طومسون أن يغير رأيه ويقف مرة ثانية) من قال لك انه بإمكانك الجلوس هنا؟
طومسون: اوه، ظننت انه بإمكاننا تناول كأس معاً؟
سوزان: فكر ثانية!
هنالك توقف غريب بينما ينظر طومسون منها وإلى الكابتن.
سوزان: لماذا لا تتركونني وشأني؟
انا أهتم بما يخصني فقط، واهتموا أنتم بما يخصكم.
طومسون: لو تتركينني أكلمك لبرهة من الزمن آنسه اسكندر. كل ما أريده أن أسألك…
سوزان: اخرج من هنا! (بما يقارب الهستيريا)
اخرج! اخرج!
ينظر طومسون نحو الكابتن الذي يرفع أكتافه.
طومسون: انا آسف. ربما في مرة قادمة.
لو فكر انه سيتلقى تجاوباً من سوزان، التي تعتقد انها تنظر نحوه خفية، لأدرك خطأه. يطأطأ رأسه ويتابع السير. خلف الكابتن خارج الباب.
الكابتن: انها فقط لا تريد مخاطبة أحد من الصحف. يا سيد طومسون.
طومسون: أنا لست من صحيفة بالضبط.، انا – يقتربان من نادل يقف أمام أحد النضد.
الكابتن: (مخاطباً النادل) احضر لها شراباً فاخراً آخر.
النادل: واحد مضاعف؟
القبطان (بعد دقيقة، متأثراً) نعم.
يسيران نحو الباب.
طومسون: انها مغلقة، أليست كذلك؟
الكابتن: ستخرج من هذه الحالة. لماذا، فهي حتى الساعة التي مات بها كانت تتكلم عنه مثلما تتكلم عن أي شيء. بعد قليل.
طومسون: قد تستطيع أن تساعدني. عندما كانت تتكلم عن كاين – هل كانت تقول أي شيء – حول روزبود؟
الكابتن: روزبود؟
كان طومسون قد أعطاه فاتورة. فوضعها الكابتن في جيبه:
الكابتن: شكراً، يا سيدي. في الواقع البارحة بعد الظهر، عندما كان الخبر في كل الصحف – سألتها. لم تسمع عن روزبود في حياتها.
إظلام تدريجي:
إضاءة تدريجية
داخلي: مكتبة تاتشر التذكارية – نهاراً 1940
تمثال في غاية النبل من الرخام الثمين ينقل تماماً شخصية السيد تاتشر. يبدو جالساً على أحد مقاعد أدوين بوت الرائعة ينظر إلى أسفل، عيناه الحجريتان مركزتان على الكاميرا.
ننتقل بعيداً عن هذا إلى الأسفل لنرى القاعدة التي يرتكز إليها التمثال وعليها الكلمات “والتر باركسي تاتشر” محفورة حفراً رشيقاً.. ومباشرة أسفل الحفر يقابل بلقطة متوسطة شخصية برتا اندرسون، العانس المسترجلة تجلس خلف مكتبها.
يقف طومسون وقبعته في يده، يقف أمامها. برتا تتكلم على الهاتف.
برتا: (في الهاتف) نعم، سوف أقابله الآن. (تضع الهاتف مكانه وتخاطب طومسون)
المديرون المسؤولون عن مكتبة تاتشر طلبوا مني أن اذكرك مرة ثانية عن الشروط الموضوعة والتي ستتقيد بها عندما تدقق بعض أجزاء مذكرات السيد تاتشر غير المنشورة. ولا يجوز تحت أي ظروف استخدام مقاطع مباشرة من مخطوطاته من قبلك.
طومسون: لا بأس بذلك.
بيرتا: بإمكانك مرافقتي.
دون أن تنظر إليه إن كان يتبعها أم لا تنهض وتنطلق نحو باب بعيد مهيب: يتبعها طومسون وهو يتنهد قليلاً.
إحلال خارجي:
إحلال داخلي:
داخلي: الغرفة المقنطرة – مكتبة تاتشر التذكارية – نهاراً – 1940
غرفة تحوي كل دفء وسحر قبر نابليون.
وعند الإحلال الداخلي، يفتح الباب ونرى من فوق كتف طومسون استطالة الغرفة. كل شيء بسيط، مصنوع بكثرة من الرخام وشديد الكآبة. إضاءة من شباك في السقف تضيف إلى الجو العام من الرخاء واليأس الكلاسيكي. الأرض من الرخام، وهنالك مائدة ضخمة من خشب الماهوجني في منتصف كل شيء ومتجاوزين هذا نرى الخزنة المزروعة في الحائط الرخامي عند نهاية الحجرة وعندها حارس يلبس طقماً كاكي اللون ويحمل مسدساً في حزام عند وركه ويخرج الصحيفة الخاصة بوالتر تاتشر. يحضرها لبيرتا وكأنه حارس شحنة بلايين. وخلال هذا كانت بيرتا تتكلم.
بيرتا (مخاطبة الحارس)
صفحات ثلاث وثمانون حتى المائة واثنان وأربعون، جينينجز.
الحارس: نعم، انها الآنسة اندرسون.
بيرتا: (مخاطبة طومسون)
سوف تقيد نفسك كما فهمنا بالفصل المتعلق بالسيد كاين.
طومسون: هذا كل ما يهمني.
في هذه الأثناء يأتي الحارس بالمجلة الثمينة. فتضعها بيرتا باحترام على المائدة أمام طومسون.
بيرتا: من المفترض أن تترك هذه الغرفة في تمام الساعة الرابعة وثلاثين دقيقة.
تغادر. يبدأ طومسون في إشعال سيجارة. يهز الحارس رأسه، متنهداً. ينحني طومسون ليقرأ المخطوطة. تتحرك الكاميرا إلى أسفل فوق كتفه نحو صفحة من المخطوطة.
المخطوطه مكتوبة بدقة ونظافة.
شارلز فوستر كاين
عندما تظهر هذه السطور مطبوعة، خمسين عاماً بعد وفاتي أنا واثق أن العالم بأسره سوف يوافق على رأيي بشارلز فوستر كاين، مفترضين انه عندئذ لن يكون قد نسي كلياً، وهذا ما أعتقد أنه لا ريب فيه.
سخافات متعددة قيلت حول لقائي الأول مع كاين، عندما كان في السادسة من العمر… الحقائق بسيطة. في شتاء 1870…”
الكاميرا لم تقف على الصفحة بكاملها. كانت تتبع الكلمات بنفس الحركة التي تتبع العين بها القراءة. في نهاية الكلمات، الصفحة البيضاء للورقة.
إحلال إلى:
خارجي منزل السيدة كاين لإيواء الطلبة – نهاراً – 1870.
بياض حقل من الثلج، يظهر من خلال زاوية شباك الصالة.
في نفس موقع الكلمات الأخيرة في المقطع الأخير يظهر الشكل الصغير لشارلز فوستر كاين في الخامسة من عمره (وكأنه أحد الرسوم المتحركة). إنه يتحرك أمام الكاميرا ليرمي كرة من الثلج نحو الكاميرا. تتحرك نحونا وفوق رؤوسنا وخارج المشهد.
زاويه معاكسه – على المنزل علامة كبيرة مكتوب عليها:
منزل السيدة كاين لإيواء الطلبة.
وجبات رفيعة المستوى ومبيت
الاستفسار في الداخل.
تضرب كرة كاين الثلجية العلامة.
داخلي – صالة – منزل مسز كاين للإيواء – نهاراً – 1870.
تأخذ الكاميرا زاوية عبر الشباك، ولكن إطار الشباك لا يظهر في المشهد.
نرى مرة ثانية حقل الثلج، نفس الزاوية كما في المشهد السابق.
يجهز شارلز كرة ثلج ثانية. والآن.
تتراجع الكاميرا – يظهر إطار الشباك، ونحن داخل الصالة في منزل الإيواء. السيدة كاين التي كانت في الثانية والعشرين من العمر تنظر نحو ابنها ومجرد أن تلتقط صورتها تتكلم:
السيدة كاين (تنادي) انتبه يا تشارلز!
صوت تاتشر: السيدة كاين –
السيدة كاين (تنادي من الشباك تقريباً فوق هذا)
شد لفحتك حول عنقك يا شارلي.
ولكن شارلز كان سعيداً سعادة غامرة ونسي هذا وركض بعيداً. تتحرك السيدة كاين باتجاه الكاميرا ونرى وجهها – وجها قوياً مستهلكا ولطيفاً.
صوت تاتشر، أعتقد اننا يجب أن نقول له الآن –
تتحرك الكاميرا الآن بعيداً إلى الخلف، فتظهر تاتشر وهي واقفة أمام مائدة عليها غليونه وقبعته وعدد متنوع من الأشياء الدخيلة لوثائق تبدو رسمية. انه في 26 وكما هو متوقع شاب مملوء وغني وعليه مظهر محافظ وحتى في كولورادو.
السيدة كاين: سوف اوقع هذه الأوراق.
السيد كاين: يا قوم هل نسيتم انني والد هذا الصبي.
عند سماع صوت السيد كاين يستدير الإثنان نحوه وتتراجع الكاميرا إلى الخلف أكثر من ذي قبل لتأخذه داخل الصورة.
السيد كاين .. وهو مساعد مسؤول عن أسطبل حيوانات، وقد لبس احسن ما عنده استعداداً لهذا الاجتماع منذ بدأ النهار.
ومن خارج الشباك نستطيع أن نسمع صوتاً خافتاً لصرخات الصبي الوحشية والمرحة وهو يمرح سعيداً على الثلج.
السيدة كاين: سوف يسير الموضوع تماماً بالطريقة التي قلت عنها لمستر تاتشر-
السيد كاين: اذا ما أردت، استطيع الذهاب إلى المحكمة. الوالد له الحق في –
تاتشر: (منزعجة) سيد كاين، الشهادات التي تركها السيد جرايفز موجهة إلى السيدة كاين، باسمها. لها لتفعل بها ما تشاء.
السيد كاين: حسناً، لا أوافق على تسليم ابني لأي بنك كمسؤول عنه فقط من اجل …
السيدة كاين (بهدوء) اريدك ان توقف كل هذه الترهات. يا جي.
تاتشر قرار البنك سيكون نهائيا بما يتعلق بكل الأمور التي تخص تربيته، مكان إقامته، وامور كهذه. (يتنحنح)
السيد كاين فكرة ان يكون بنكاً هو الوصي –
تنظر السيدة كاين إلى عينيه. انتصارها عليه يجد تعبيره في عدم قدرته على إنهاء كلامه.
السيده كاين: (بهدوء أكثر) أريدك أن توقف كل هذه الترهات يا جيم
تاتشر: سوف نفترض إدارة كاملة لكولورادولود – والذي تمتلكونه انت والسيدة كاين.
يفتح السيد كاين فمه مرة أو اثنين وكأنه سيقول شيئاً، ولكن رأيه يختنق في بلعومه.
السيدة كاين (كانت تقرأ من فوق كتف تاتشر وهي تتكلم) أين سأمضي يا سيد تاتشر؟
تاتشر: هنا، يا سيدة كاين.
السيد كاين: (بتجهم) لا تقولي انني لم احذرك.
ترفع السيدة كاين القلم.
السيد كاين: ماري، اسألك للمرة الأخيرة – اي واحد سيعتقد انني لم أكن زوجاً جيداً و-
تنظر السيدة كاين نحوه ببطء. يوقف خطابه.
تاتشر: سيدفع ما مجموعه خمسين ألف دولاراً في السنه لك وللسيد كاين طالما أنتم أحياء. وبعد ذلك من يبقى حياً.
تضع السيدة كاين القلم على الورقة وتمضي.
السيد كاين: حسناً، لنتأمل ان يكون هذا للمصلحة العامة.
السيدة كاين: انه لكذلك. تابع، يا سيد تاتشر-
تستمع السيده كاين إلى تاتشر، وحتما فإن اذنها الأخرى منحنية باتجاه صوت الولد، يدرك تاتشر لصوت الصبي من جهة والذي هو مواجه لصوته وللسيدة كاين التي يتنازعها الاهتمام بين الطرفين وعند التوقف يسير السيد كاين بلطف ليغلق الشباك.
خارجي. منزل ايواء السيدة كاين – نهاراً – 1870.
يرى كاين الصغير من موقع السيد كاين عند النافذة. يقترب من رجل الثلج وكرات الثلج في يديه يركع على إحدى ركبتيه حتى يتمكن من مهاجمة خصمه.
كاين: إذا ما احتاج الثوار لصبيان مقاتلين لنهديه لهم!
يرمي كرتي ثلج، فيخفق في الإصابة، ينهض ويتقدم خمسة أقدام إلى الأمام قبل أن يجلس على ركبتيه ثانية.
كاين: الشروط هي استسلام بلا شروط. نقف ونهجم! الاتحاد إلى الأبد!
داخلي: صالة، منزل السيدة كاين للإيواء – نهاراً – 1870.
يغلق السيد كاين النافذة.
تاتشر: (فوق صوت الصبي)
كل شيء آخر – الأساسي بالإضافة إلى كل الأموال المكتسبة – سيديرها البنك بأمانة لمصلحة ابنك، شارلز فوستر كاين، إلى أن يبلغ الخامسة والعشرين من العمر، عندئذ سيصبح مالكاً لكل شيء.
تنهض السيدة كاين وتتجه نحو النافذة.
السيدة كاين: تابعي إنها السيدة تاتشر.
يتابع تاتشر وهي تفتح شباكه. صوته، مثل السابق، يسمع وعليه صوت الصبي.
خارج. منزل ايواء كاين – نهاراً – 1870.
نرى كاين الصغير من موقع السيدة كاين عند الشباك. انه الآن يبعد عشرة أقدام عن رجل الثلج، وقد بقي معه كرة ثلجية يحملها بيده اليمنى.
كاين: لا تستطيع أن تجلد أندي جاكسون! هذا انا هيكوري العجوز!
يطلق كرة الثلج التي يحمله باتساع بعيداً عن العلامة ويسقط على بطنه، ويبدأ بالزحف بانتباه اتجاه رجل الثلج.
صوت تاتشر: لقد قاربت الخامسة، يا سيدة كاين، الا تعتقدي من الأفضل أن اقابل الصبي.
داخلي: صالة – منزل إيواء السيدة كاين – نهاراً – 1870.
السيدة كاين عند النافذة. يقف تاتشر الآن إلى جانبها.
السيده كاين:
لقد جهزت كل أغراضه (تختنق قليلاً) وقد قمت بحزمها منذ أسبوعين.
لم تعد تستطيع القول أكثر. تبدأ ليوم كامل. السيد كاين غير مرتاح، ولا يعرف كيف يهدأها.
تاتشر: اتفقت مع مدرّس ليقابلنا في شيكاغو. كنت سأحضره معي ولكنك كنت متحمسة لإبقاء الأمر سراً-
يتوقف عندما يكتشف أن السيدة كاين لم تعره أي اهتمام، وبعد أن فتحت الباب انطلقت نحو القاعة التي تقود إلى الباب الجانبي للمنزل. يلقي نظرة على السيد كاين، يزم شفتيه ويتبع السيدة كاين. يرفع كاين كتفيه إلى الخلف كمن يتحمل الهزيمة بشجاعة ويتبعه.
خارجي: منزل إيواء السيده كاين – نهاراً – 1870
كاين، في الحقل المغطى بالثلج. ورجل الثلج بينه وبين المنزل. إنه يحمل الزحافة بيده، وهو على وشك أن يركض قليلاً فيقع على بطنه. منزل كاين في الخلفية، منزل متداعٍ، رث من طابقين مهلهلين وخارجه خشبي. ينظر كاين إلى أعلى وهو يرى المسيرة وعلى رأسها السيدة كاين تتجه نحوه.
كاين: مرحباً يا أماه.
تبتسم السيدة كاين.
كاين: (يشير إلى رجل الثلج) انظري يا أماه؟ لقد أخرجت البايب من فمه. إذا ما استمرت الثلوج في الهطول فلربما سأصنع له أسناناً. و…
السيدة كاين: من الأفضل أن تدخل، يا بني. أنت وأنا علينا تجهيزك من أجل – أجل –
تاتشر: شارلز، اسمي السيد تاتشر-
السيدة كاين: هذا هو السيد تاتشر، يا تشارلز؟
تاتشر: كيف حالك، يا تشارلز؟
السيد كاين: جاء من الشرق.
كاين: مرحباً، مرحباً والدي.
السيد كاين: مرحباً، يا شارلي.
السيده كاين: سيأخذك السيد تاتشر في رحلة معه الليلة، يا شرالز. سوف تغادر برقم 10.
السيد كاين: ذلك هو القطار المليء بالأضواء.
كاين: هل تذهبين أنت يا أماه؟
تاتشر: لن تذهب والدتك مباشرة يا شارلز.
كاين: إلى أين انا ذاهب؟
السيد كاين: سوف تذهب لترى شيكاغو ونيويورك – وواشنطون ربما … أليس كذلك يا سيد تاتشر؟
تاتشر: (من كل قلبه) مؤكد سيفعل. اتمنى أن أكون صبيا صغيرا وأذهب لأقوم برحلة كهذه لأول مرة.
كاين: لماذا لا تأتين معنا يا والدتي؟
السيده كاين: علينا أن نبقى هنا، يا شارلي.
السيد كاين: سوف تعيش مع السيد تاتشر من الآن يا شارلي! سوف تصبح غنياً. والدتك تعتمد – أعني – هي وأنا قد قررنا ان هذا ليس المكان الذي يناسبك لتكبر وتترعرع به. ربما ستصبح أغنى رجل في أمريكا يوماً ما وعليك ان –
السيدة كاين: لن تكون معزولاً، يا شارلي…
تاتشر: سوف تعيش أوقاتاً حلوه معاً، تشارلي….
حقيقة سنفعل.
كاين يحدق به
تاتشر: تعالي يا شارلي لنتصافح. (يمد يده .. يتابع شارلي النظر إليه) الآن الآن ! أنا لست مخيفاً كما ترى! دعنا نتصافح، ماذا تقول؟
يقترب من يد تشارلي. بدون أية كلمة، يضربه شارلي على بطنه بالزحافة. يتعثر تاتشر بضع خطوات إلى الوراء وهو يتنهد.
تاتشر (يبتسم ابتسامة مريضة) كدت أن تؤذيني يا شارلي. (يتحرك باتجاهه) الزحافات لم تصنع لنضرب الناس بها. الزحافات صنعت لنتحرك عليها. عندما نصل إلى نيويورك يا شارلز، سوف نحضر لك زحافة تستطيع –
اقترب لدرجة انه استطاع أن يضع يده على كتف كاين. وبينما هو يفعل ذلك يلبطه كاين في كاحله.
السيدة كاين تشارلز!
يرمي نفسه عليها وذراعاه حولها. وببطء تضع السيدة كاين ذراعيها حوله.
كاين: (خائفاً) أمي! أمي!
السيدة كاين: لا بأس يا تشارلز، لا بأس
ينظر السيد تاتشر متذمراً وينحني بين الفينة والأخرى ليحك كاحله.
السيد كاين: آسف يا سيد تاتشر! ما يحتاجه الصبي جلدة جيدا.
السيده كاين: هذا ما تعتقده، اليس كذلك، يا جيم؟
السيد كاين: نعم.
تنظر السيدة كاين إلى السيد كاين ببطء.
السيدا كاين: (ببطء) لذلك فهو سيربي في مكان لا تستطيع أنت الوصول إليه.
إحلال:
1870 – ليلاً (صورة مصغره او قاعده)
عجل سكة حديد طراز قديم تحت سرير عربة نوم يدور على الشريط.
إحلال:
داخلي – قطار – غرفة استقبال طراز قديم – ليلاً – 1870.
ينظر تاتشر نظرة مختلطة بالسخط والانزعاج والتعاطف وعدم القدرة على تناول المسألة يقف بجانب أحد المضاجع، ينظر إلى كاين. يضع كاين وجهه في المخدة، ويبكي متأوهاً يفطر القلب.
كاين: أمي! أمي!
إحلال خارجي
الصفحة البيضاء من مخطوطة تاتشر. نلتقط الكلمات:
“كان، أعيد. مغامراً عادياً، مدللاً، عديم الضمير، لا يتحمل مسؤولية،
الكلمات يتبعها رؤوس مواضيع على “الانكويرر” مثلما نرى في المشاهد التالية.
داخلي. غرفة في “الانكويرر” – نهاراً – 1898
لقطه مقربة على عنوان في أعلى الصفحة (مانشيت) مكتوب فيها:
“أرمادا العدو يبتعد عن شاطئ جيرسي”
تتراجع الكاميرا لتظهر تاتشر وهو يحمل جريدة “الانكويرر”، حيث نقرأ رؤوس المواضيع. إنه يقف بالقرب من مائدة التحرير المستديرة حيث يجلس قسم من الهيئة، متضمناً رايلي، للاندو كاين يتناولون الغداء.
تاتشر: (ببرودة) هل هذه فعلاً فكرتك عن كيفية إدارة الجريدة.
كاين: أنا لا أعرف كيف أدير صحيفة، يا سيد تاتشر. أنا مجرد أحاول كل ما يخطر على بالي.
تاتشر: يقرأ مانشيت صحيفة ما زال يحملها)
“ارمادا العدوة تبتعد عن شاطئ جيرسي” أنت تعلم ليس لديك أدنى إثبات أن هذه – هذه الأرمادا – قد غادرت شاطئ جيرسي.
كاين: هل تستطيع أن تثبت أنها لم تفعل؟
دخل بيرنشتين إلى داخل الصورة. لديه شريط في يده.
يتوقف عندما يرى تاتشر.
كاين: السيد بيرنشتاين، السيد تاتشر –
بيرنشتاني:
كيف حالك يا سيد تاتشر؟
تاتشر: كيف حالك؟
بيرنشتاني: لقد وصلنا تواً شريط من كوبا، يا سيد كاين – (يتوقف، خجلاً)
كاين: لا بأس في ذلك. ليس لدينا أسرار نخفيها عن قرائنا.
السيد تاتشر وأحد من أكثر قرائنا التزاماً يا سيد بيرنشتين.
إنه يعرف ما الخطأ في كل عدد منذ أن أصبحت مسؤولاً.
ما هو هذا الشريط؟
بيرنشتاين: (يقرأ)
الطعام رائع في كوبا الآنسات جميلات: توقف أستطيع أن أرسل لك شعراً منثوراً عن شجر النخيل وبزوغ الشمس والألوان المدارية تختلط في الأراضي البعيدة الشاسعة ولكنها لا تعطيك شعوراً بالارتياح في صرف أموالك على هذا التوقف. ليس هنالك حرب في كوبا كما يشير ويلر.
تاتشر: هل رأيت: ليس هنالك كلمة صادقة واحدة –
كاين: أعتقد أننا يجب أن نرسل إلى صديقنا ويلر شريطاً، يا سيد بيرنشتين. حتما علينا أن نجعله أقصر من شريطه، لأنه يعمل على ميزانية عاليه ونحن لا نفعل. دعني ارى-
(يفرك أصابعه) مايك!
مايك: (زبون قوي يجهز نفسه ليأخذ ما هو مطلوب وفمه مملوء بالطعام)
تابع يا سيد كاين.
كاين: عزيزي ويلر – (يتوقف لحظة ) أنت تؤمن الشعر المنثور – وأنا أؤمن الحرب.
ضحك من الصبيان والفتيات الموجودات على المائدة.
بيرنشتاين: هذا حسن يا سيد كاين.
كاين: أنا نفسي أحبها. أرسلها فوراً.
مايك: فوراً.
بيرنشتاين: فوراً.
يغادر مايك وبيرنشتاين. ينظر كاين إلى أعلى. مبتسماً بخبث نحو تاتشر، الذي ينفجر سخطاً ولكنه يتمالك نفسه.
بعد برهة من التردد، يقرر أن يحاول مرة أخيرة.
تاتشر: جئت لأراك يا شارلز حول ما – حول حملة جريدة الانكويرر ضد شركة مرتوبوليتان ترانسفير.
كاين: ألا تخطو نحو مكتبي يا سيد تاتشر؟
يقطعان الغرفة معاً.
تاتشر: أعتقد أنني يجب أن أذكرك يا تشارلز، بحقيقة يبدو أنك قد نسيتها. أنت نفسك واحد من كبار حاملي الأسهم الأفراد.
داخلي. مكتب كاين – نهاراً – 1898
يترك كاين الباب مفتوحاً من أجل تاتشر. يدخلان معاً.
كاين: سيد تاتشر أليس كل ما كنت أقوله في جريدة الانكويرر حول السحب الائتماني حقيقي كلياً؟
تاتشر: (غاضباً) انها كلها جزء من هجومك العام – هجومك عديم الإحساس – حول كل شيء وكل إنسان يمتلك أكثر من عشرة سنتات في جيبه. إنهم –
كاين: المشكلة هي: يا سيد تاتشر، أنت لا تدرك انك تتكلم مع شخصين.
يتحرك كاين حول المكان وراء المائدة. تاتشر لا يفهم، ينظر إليه.
كاين: وبصفتي شارلز فوستر كاين، الذي يملك ألفي وستمائة وواحدا وثلاثين حصة من تحويلات المتروبوليتان – كما ترى، لدي فكرة أولية عن ممتلكاتي بها – أنا أشفق عليك. إن شارلز فوستر كاين نصاب خطير، صحيفته يجب أن تمنع من دخول البلدة ويجب أن تشكل لجنة لمقاطعته. بإمكانك، إن استطعت تشكيل مثل هذه اللجنة وسجل اسمي كمساهم بألف دولاراً.
تاتشر: (غاضباً) تشارلز، وقتي ثمين جداً لي –
كاين: من جانب آخر –
(يصبح أسلوبه جدياً)
أنا هو ناشر جريدة الانكويرر. وبصفتي كذلك، فإن من واجبي – وسأبوح لك بسري الصغير، وهو أيضاً مصدر لسعادتي – أن أهتم بأن الناس الشرفاء الذين يعملون بجهد في هذه المدينة لا يسرقون سرقة عمياء من قبل مجموعة مجانين مال قراصنة لأنهم، ليساعدهم المولى، لا يجدون من يرعى مصالحهم. وسأطلعك على سر آخر صغير يا سيد تاتشر. اعتقد أنني أنا الرجل المناسب لمثل هذا العمل. فكما ترى انا أملك المال والممتلكات –
لا يفهمه تاتشر.
كاين: إذا لم أدافع عن مصالح البسطاء، فسيقوم واحد آخر بذلك. ربما واحد لا يملك المال ولا أية ممتلكات وهذا سيكون سيئاً جداً.
يحملق تاتشر به عاجزاً عن الإجابة، يبدأ كاين بالرقص.
كاين: هل تعرف كيف ترقص رقصة النقر يا سيد تاتشر؟ من الضروري أن تتعلم –
(يدندن بهدوء، ويتابع الرقص)
يضع تاتشر قبعته على رأسه.
تاتشر: رأيت خطبتك القوية صدفة البارحة يا شارلز. ألا استطيع أن لا أقترح انه من غير الحكمة متابعة هذا المشروع الإنساني-
(ساخراً منه)
هذه الإنكويرر – التي تكلفك مليون دولار في السنة؟
كاين: معك حق. لقد خسرنا مليون دولار العام الماضي.
أعتقد تاتشر أن هذه النقطة قد تكون سجلت.
كاين: نتوقع أن نخسر مليوناً آخر العام القادم، ايضاً.
هل تعلم يا سيد تاتشر – (يبدأ بالنقر بهدوء) وبمعدل مليون بالعام فعلينا أن نغلق هذا المكان بعد ستين سنة.
إحلال داخلي. غرفة العقد المرتفعة – مكتبة تاتشر التذكارية – نهاراً.
يجلس طومسون وراء المكتب منزعجاً، انه يغلق المخطوطة.
تتحرك الكاميرا حوله من فوق كتفه وتتوقف على باب ورائه، تاركة وجهه وهو يقف ويستدير ليواجه الآنسة اندرسون، التي جاءت إلى الغرفة كمرشدة إلى طريق الخروج. وأكثر ما يلفت النظر على هذا الحائط لوحة زيتية كبيرة الحجم جداً لتاتشر وهو في أفضل شكل من أشكال نادي جامعة الاتحاد في عصر النهضة.
الآنسة اندرسون: لقد تمتعت بفرصة نادرة أيها الشاب. هل وجدت ما تبحث عنه؟
طومسون: كلا. قولي لي شيئاً، يا آنسة اندرسون.
الآنسه اندرسون: ماذا؟
طومسون: لم أكن اعتقد انك هي. حسناً، شكراً لاستخدام القاعة.
يضع قبعته على رأسه وينطلق خارجاً. يشعل سيجارة وهو يخرج. وبعد أن شعرت الآنسة اندرسون بالفضيحة، راقبته.
إخفات خارجي:
إخفات داخلي:
داخلي. مكتب برنشتاين – مبنى الانكوايرر الشاهق – نهاراً – 1940.
لقطة مقربة ثابتة لكاين، عمره في الخامسة والستين. تتحرك الكاميرا إلى الخلف لتظهر الصورة الموضوعة في إطار على الحائط. فوق الصورة علمان أمريكيان مصلوبان. وتحته يجلس بيرنشتاين خلف مكتبه. دائماً يبدو بيرنشتاين يهوديا صغير الحجم، والآن يبدو أصغر مما هو في شبابه. انه أصلع كالبيضة، يقظ، له عينان حادتان. وبينما تتابع الكاميرا تحركها إلى الخلف نرى ظهر رأس طومسون وكتفيه في الصورة.
بيرنشتاين: (مشمئزاً)
من هو الرجل المشغول؟ أنا؟ أنا رئيس مجلس الإدارة. لا أملك سوى الوقت …. ما الذي تريد أن تعرفه؟
طومسون: (ما زال يفسر)
منذ قبل البداية، أيها الشاب، والآن إنها بعد النهاية
(يستدير نحو طومسون)
هل هنالك ما تريد معرفته عنه – عن الأوراق –
طومسون: فكرنا انه لو استطعنا ربما أن نعرف ماذا يعني بتلك الكلمة الأخيرة – وهو على فراش الموت –
بيرنشتين تلك الروزبود؟ ربما إحدى الفتيات؟ كان هنالك العديد منهم في الزمن البعيد في أوائل الأيام، و –
طومسون: ليست فتاة عرفها صدفة وتذكرها بعد خمسين عاما وهو على فراش الموت –
بيرنشتين: أنت صغير نسبياً، يا سيد –
(يتذكر الاسم)
السيد طومسون، الإنسان يتذكر أشياء لا تخطر في بالك انه سيتذكرها خذيني مثلاً. في أحد الأيام، في الماضي عام 1896، كنت متجها ً إلى جيرسي على قارب وبمجرد أن خرجنا، كان هنالك قارب آخر داخل ليرسو- (ببطء).
– وعليه، كانت هنالك فتاة تنتظر الهبوط، كانت تلبس فستاناً أبيض وكانت تحمل كيساً أبيض – وقد رأيتها لمدة ثانية وهي لم ترني بتاتاً – ولكنني أشارط لم يمر شهر منذ ذلك الحين إلا وفكرت بتلك الفتاة (منتظراً)
ارأيت ما أعنيه؟
(يبتسم)
حسناً، اذا ماذا أنت فاعل حول هذه “الروزبود” يا سيد طومسون،
طومسون: أنا اتصل بالناس الذين عرفوا السيد كاين.
أنا أتصل بك.
بيرنشتين: من ايضاً أردت أن ترى؟
طومسون: حسناً، ذهبت إلى اتلانتيك سيتي –
بيرنشتين: سوزي؟ اتصلت بها أنا بنفسي اليوم التالي بعد موته، اعتقدت ربما يجب أن يتصل بها انسان ما … (حزيناً)
لم تكن تستطيع حتى المجيء نحو الهاتف.
طومسون: هل تعلم لماذا؟ كانت شديدة –
بيرنشتين: حتما، حتماً.
طومسون: سوف أعود إلى هناك.
بيرنشتين: من رأيت أيضاً.
طومسون: لا أحد آخر، ولكنني مررت بتلك الأشياء المتعلقة بوالتر تاتشر. تلك الصحيفة الخاصة به –
بيرنشتين: تاتشر! ذلك الرجل الذي كان أكبر غبي رأيته-
طومسون: لقد حصل على مبالغ طائلة من المال.
بيرنشتين: ليس شيئاً صعباً أن تحصل على مبالغ هائلة من المال إذا كان هذا هو كل ما تبغيه في الحياة. (عيناه تصبحان متأملتين).
تاتشر!
ينظر بيرنشتاين خارج النافذة ويتابع النظر وكما يبدو انه يرى شيئاً وهو يتكلم.
بيرنشتين: لم يكن يدرك أن هنالك أي شيء في العالم ما عدا المال.
هذا النوع من الناس يمكن أن تضحك عليه كل يوم من أيام الجمعة ومرتين يوم الأحد!
(مفكراً)
في الوقت الذي جاء به إلى روما بمناسبة عيد ميلاد السيد كاين الواحد والعشرين… تعرف أن السيد كاين أصبح مسيطراً على أمواله … غبي مثل تاتشر – أقول لك، انه ليس شغل أحد!
إحلال خارجي:
إحلال داخلي:
داخلي – مكتب بيرنشتين – نهاراً – 1940.
بيرنشتين يكلم طومسون.
بيرنشتين: كان يعرف ما يريد، السيد كاين، وكان يحصل عليه !
لم يستطع تاتشر أن يفسر شخصيته. كان صعباً أحياناً حتى بالنسبة لي. كان السيد كاين عبقرياً كما قال. وكان يملك روح نكتة فضحك. أحيانا أنا نفسي لم أكن أدرك فكاهته. مثل تلك الليلة عندما افتتح دار الاوبرا خاصته في شيكاغو… تعلم دار الأوبرا التي بناها من أجل سوزي، فقد تصبح مغنية أوبرا… (يشير بحركة صغيرة من يده تعبر عما يفكر به حول الموضوع، ويتنهد).
كان هذا، طبعاً، بعد سنوات – كانت 1914. كانت السيدة كاين تقوم بالدور الرئيسي في الأوبرا، وكانت رهيبة. ولكن لم يتجرأ أحد أن يقول هذا – ولا حتى النقاد، كان السيد كاين رجلاً كبيراً في تلك الأيام، ولكن هذا الرجل، هذا الصديق الخاص به، براتفورد ليلاند –
يترك الجملة تطير في الهواء، بينما نحن
إحلال:
داخلي. غرفة مدينة – شيكاجو انكويرر – ليلاً – 1914
الوقت متأخر. الغرفة خالية تقريباً. لا أحد يعمل على المكاتب. بيرنشتين في الخمسين، ينتظر بحماس مصحوباً بمجموعة صغيرة ممن استأجرهم كاين، معظمهم في ملابس السهرة مع معاطف وقبعات. الجميع متوتر وفي حالة توقع.
أحد محرري المدينة: (يستدير نحو أحد الشباب المؤجرين، بهدوء)، ما أخبار براتفورد ليلاند؟ هل حصل على نسخته؟
أحد المستأجرين: ليس بعد.
بيرنشتين: ادخل واستعجله.
محرر المدينة: حسناً، لماذا لا تفعل أنت ذلك يا سيد بيرنشتاين؟ فأنت تعرف السيد ليلاند.
بيرنشتاين: (ينظر إليه برهة من الزمن ثم ببطء) ربما سأغيظه.
محرر المدينة: (بعد توقف قصير) أنت وليلاند والسيد كاين – كنتم أعظم الأصدقاء في الأيام الخوالي، كما فهمت.
بيرنشتين: (مبتسماً) هذا صحيح. كانوا يسموننا “الفرسان الثلاثة”.
واحد خلف بيرنشتاين يصعب عليه إخفاء ضحكته.
يتكلم محرر المدينة بسرعة ليغطي الموقف.
محرر المدينة: إنه رجل عظيم – ليلاند.
(توقف قصير آخر)
لماذا لم يترك نيويورك في حياته؟
بيرنشتاين: (انه لا يقول) هذه قصة طويلة.
مؤجر آخر: (واحد عديم الكياسة) ألم تكن هنالك نوع من الصدامات بين –
بيرنشتاين: (بسرعة) لم يكن لي يد في ذلك.
(ثم، عابساً)
إنه ليلاند والسيد كاين، ولا تستطيع أن تسميها شجاراً بالضبط.
من الأفضل أن ننسى أشياء كهذه – (مستديراً نحو محرر المدينة)
يكتبها ليلاند من الزاوية المسرحية؟
محرر المدينة: نعم. ظننت أنها ستكون فكرة جيدة، لقد غطيناها من نهايات الأخبار، طبعاً.
بيرنشتاين: والاجتماعية. وماذا عن الملاحظات الموسيقية؟ هل أدخلت هذه؟
محرر المدينة: آه، نعم إنها قد انتهى صنعها. صديقنا السيد ميرفن كتب مقالاً صغيراً.
بيرنشتاين: مثير للحماس؟
محرر المدينة: نعم، جداً! (بهدوء) شيء طبيعي.
بيرنشتاين: حسناً، حسناً – أليس ذلك لطيفاً؟
صوت كاين: سيد بيرنشتاين –
يستدير بيرنشتاين.
لقطه متوسطة الطول لكاين، الآن عمره تسع وأربعون سنة، وهو الآن قوي البنية. يلبس ربطة عنق بيضاء. يلبس معطفه ويحمل قبعة أوبرا.
بيرنشتين: مرحباً، سيد كاين.
يتراكض الأجراء، مع بيرنشتين إلى جانب كاين. بشعور المنتشي، النصف مقموع.
محرر المدينة: السيد كاين، هذه مفاجأة!
كاين: لدينا نبتة لطيفة هنا.
الجميع يصمت فوراً. ليس هنالك ما يقال.
كاين: هل غطى العرض من قبل الأقسام جميعها؟
محرر المدينة: بالضبط تبعاً لتعليماتك، يا سيد كاين. لدينا مجموعتان من الصور.
كاين: (بعفوية بالغة) والملاحظة؟
محرر المدينه: نعم – سيد كاين.
كاين: (بهدوء) هل هي جيدة؟
محرر المدينة: نعم، سيد كاين.
ينظر كاين نحوه برهة من الزمن.
محرر المدينة: ولكن هنالك واحدة أخرى ستأتي – الملاحظة المسرحية.
كاين: (بشدة) ألم تنته بعد؟
محرر المدينة: كلا يا سيد كاين.
كاين: هذا ليلاند، اليس كذلك؟
محرر المدينه: نعم، سيد كاين.
كاين: هل قال متى سينتهي؟
محرر المدينة: لم نسمع منه شيئاً.
كاين: كان يعمل بسرعة – أليس كذلك، يا سيد بيرنشتين؟
بيرنشتين: حتما كان يفعل، يا سيد كاين.
كاين: أين هو؟
أجير آخر: هنا يا سيد كاين.
يشير الأجير إلى الباب الزجاجي المغلق للمكتب الصغير في الناحية الأخرى في غرفة المدينة. يدفعه كاين إلى الداخل.
بيرنشتاين: (لا يملك القرار، ولكنه مهتم) سيد كاين –
كاين: لا بأس، يا سيد بيرنشتين)
يقطع كاين غرفة المدينة طولاً نحو الباب الزجاجي الذي أشار له الأجير سابقاً. محرر المدينة ينظر إلى بيرنشتاين يفتح كاين الباب ويدخل إلى المكتب، مغلقاً الباب خلفه.
بيرنشتين: ليلاند والسيد كاين لم يخاطبا بعضهما منذ عشرة أعوام.
(توقف طويل: أخيراً) سامحني.
(يتجه نحو الباب)
داخلي. مكتب ليلاند – شيكاجو انكويرر – ليلاً – 1914.
يدخل بيرنشتين. زجاجة فارغة تقف على مكتب ليلاند. لقد سقط على آلة طباعته، ووجهه على مفاتيحها. وداخل الآلة ورقة. طبع عليها مقطع واحد. يقف كاين على الجانب الآخر من المكتب ينظر إليه. هذه هي المرة الأولى التي نرى جريمة على وجه كاين. ينظر بيرنشتين إلى كاين، ثم ينظر إلى ليلاند. يهزه.
بيرنشتين:
هيي براد ! براد
(يستقيم، ينظر إلى كاين، شاخصاً)
لم يكن يشرب من قبل، يا سيد كاين بتاتاً. وإلا كنا سمعنا بذلك.
كاين: (أخيراً: بعد توقف) ماذا تقول هناك؟
بيرنشتاين يحدق به.
كاين: ماذا كتب؟
ينظر بيرنشتين متألما من قصر نظره ويقرأ القطعة المكتوبة على الصفحة.
بيرنشتين: (يقرأ)
“الآنسه سوزان الكسندر، الجميلة والهاوية التي لا تبشر بموهبة – (يمشي دقيقة ليلتقط أنفاسه، لا يحب ذلك)
افتتحت ليلة البارحة دار اوبرا شيكاغو الجديده بأداء لـ –
(ينظر إلى أعلى بائساً)
لا أستطيع لفظ ذلك الاسم، يا سيد كاين.
كاين: تاييس.
ينظر بيرنشتين إلى كاين برهة من الزمن، ثم ينظر ثانية، معذباً.
بيرنشتين: (يقرأ مرة ثانية)
“غنائها، بسعادة، لا يعني هذا القسم. أما بالنسبة لتمثيلها فهو مستحيل تماماً إن … (يتابع التحديق في الصفحة)
كاين: (بعد صمت قصير) تابع!
بيرنشتاين: (دون النظر إلى أعلى)
هذا كل ما هنالك.
ينزع كاين الورق من اللفة ويقرأها بنفسه. ببطء، وتظهر على وجهه نظرة غريبة. ثم يتكلم؛ بهدوء.
كاين: أما بالنسبة لتمثيلها، فمن المستحيل أن نقول أي شيء إلا أنه يمثل شيئاً جديداً منحطاً…
(ثم بقسوة) هل استوعبت هذا يا سيد بيرنشتاين؟
برأي هذا الناقد-
بيرنشتين (بائساً) لم أرَ هذا.
كاين: أنه ليس هنا، يا سيد بيرنشتين. أنا أمليه عليك.
بيرنشتين: (ينظر إليه) لا أستطيع نقل الكتابه المختصرة.
كاين أحضر لي آلة طابعة، سأنهي أنا الملاحظة.
يتراجع بيرنشتين من الغرفة.
إحلال خارجي سريع:
إحلال داخلي سريع
داخلي. مكتب ليلاند – شيكاغو انكويرر – ليلاً 1914.
لقطة طويلة لكاين يلبس أكمام قميصه. يضيء حوله فانوس المكتب، وهو يطبع على الآلة الكاتبة غاظباً. وبينما تبدأ الكاميرا في التراجع بعيداً عن هذا، وبينما يبدأ بيرنشتين يتكلم كراوٍ –
إحلال سريع.
داخلي. مكتب بيرنشتين – نهاراً – 1940
بيرنشتين يكلم طومسون.
بيرنشتين: أنهاها. كتب أسوأ ملاحظة قرأتها في حياتي حول الفتاة التي أحب، ونشرها في كل الصحف.
طومسون: (بعد وقفة) أظن أن السيد كاين لم يكن يقيم عاليا فن سوزي على أي حال.
بيرنشتين: (ينظر نحوه باتزان) كان يعتقد انها عظيمة يا سيد طومسون.
هو كان حقاً مقتنعاً بذلك. وضع كل طموحه في تلك الفتاة. بعد أن جاءت اليه، لم يعد يهتم حقاً بنفسه كما كان يفعل سابقاً. أوه، انا لا ألوم سوزي –
طومسون: حسناً، إذاً كيف استطاع أن يكتب هذا النقد الحاد؟
الملاحظات التي وردت في صحف كاين كانت دائماً لطيفة لجانيها.
بيرنشتين: اوه، نعم. كان يهتم بإصلاح ذلك. أقول لك يا سيد طومسون أنه كان إنسان من الصعب تحليل شخصيته.
كان يمتلك روحاً فكاهية. وبالإضافة إلى ذلك فربما فكر انه بإنهاء تلك القطعة فقد يظهر لليلاند أنه رجل شريف، وكما ترى ليلاند لم يكن يعتبره كذلك، أعتقد انه أظهر له محاسنه. إنه إنسان لطيف، ولكنه حالم. كانا دائماً معاً في الأيام الأولى. عندما بدأنا الانكويرر
وعند هذه الكلمات الأخيرة، نحن
إحلال:
داخلي – غرفة المدينة – مبنى الانكويرر – نهاراً – 1891
النصف الأمامي في الطابق الثاني يتألف من غرفة كبيرة هي غرفة المدينة. بالرغم من أشعة الشمس البراقة في الخارج، فقليل منها يدخل فعليا إلى الغرفة، لأن النوافذ صغيرة وضيقة. هنالك حوالي دزينة من الموائد على منصة عالية في نهاية الغرفة، ومن الواضح أنها تخدم موظفي غرفة المدينة. وعلى يسار المنصة هنالك باب مفتوح يقود إلى غرفة سفلية.
بينما يدخل كاين وليلاند إلى داخل الغرفة، يقوم رجل كهل فوق البنية على المنصة ويدق جرساً فينهض الثمانية الآخرون الذين يشغلون الغرفة، وكلهم رجال، ليواجهوا القادمين الجدد. كارتر، الرجل الكهل الذي يلبس ثياباً رسمية، ينهض ويبدأ بالتوجه نحوهم.
كارتر: أهلا بك سيد كاين في “الانكويرر”. أنا هربرت كارتر.
كاين: شكراً. يا سيد كارتر، هذا السيد ليلاند.
كارتر: (ينحني) كيف حالك سيد ليلاند.
كاين: (مشيراً إلى المراسلين الواقفين) هل هم واقفون من أجلي؟
كارتر: ظننت أن هذه ستكون حركة لطيفة – الناشر الجديد –
كاين: (متضايقاً) اطلب منهم الجلوس.
كارتر: باستطاعتكم العودة إلى عملكم أيها السادة. (مخاطباً كاين)
لم أكن اعرف ما هي خططك ولذلك فلم أكن قادراً على القيام بأية تحضيرات.
كاين: أنا لا أعرف خططي شخصياً.
يتبعون كارتر نحو منصته العالية.
كاين: في الواقع ليس لدي أي خطة. سوى أن أخرج صحيفة.
هنالك صوت صدمة قوي عند المدخل. يستدير الجميع ليرو بيرنشتين. منبطحاً عند المدخل. لفة في أغطية السرير حقيبة سفر، وصورتان في إطارين كانت كثيرة عليه.
كاين: أوه، يا سيد بيرنشتاين!
ينظر بيرنشتاين إلى أعلى.
كاين: لو تستطيع أن تأتي لبرهة من الزمن، أرجوك، يا سيد بيرنشتين؟
ينهض بيرنشتين ويأتي إليه، يوضب نفسه وهو يأتي.
كاين: سيد كارتر، هذا هو السيد بيرنشتين.
السيد بيرنشتين هو مديري العام.
كارتر: (ببرود)
كيف حالك يا سيد بيرنشتين؟
كاين: لديك مكتب خاص هنا، أليس كذلك؟
يظهر سائق شاحنة التوصيل الآن في المدخل ومعه أجزاء من السرير وبعض الأثاث الآخر. انه ينظر حوله، مندهشاً قليلاً.
كارتير: (يشير إلى باب مفتوح على شمال المنصة) غرفتي الصغيرة الخاصة تحت تصرفك. ولكنني لا أظن أنني أفهم –
كاين: أنا سأسكن هنا بالضبط (متأملا) طالما أنا مضطر لذلك.
كارتر: ولكن صحيفة صباحية يا سيد كاين. وعلى أي حال، فنحن عملياً نقفل اثني عشر ساعة في اليوم – ما عدا مكاتب الأعمال –
كاين: هذه أحد الأمور التي حسب اعتقادي بحاجة إلى التغيير يا سيد كارتر – الأنباء تدور أربع وعشرين ساعة يومياً.
إحلال:
داخلي. مكتب كاين – آخر النهار – 1891
كاين يلبس أكمام قميصه، ويقف عند مكتبه المتحرك السطح في غرفته الخاصة. يعمل بحماس شديد لإصدار نسخة ويتناول وجبة كبيرة في نفس الوقت. كارتر الذي ما زال يلبس ثيابه رسمياً يجلس بجانبه ليلاند يجلس في إحدى الزوايا ينظر وكأن الأمر لا يعنيه ويبدو سعيداً.
أثاث الغرفة تحرك من مكانه وتأثير كاين واضح على المكان.
وعند إحدى زوايا المكتب يكتب بيرنشتين بعض الأرقام. لا أحد يعيره اهتماماً.
كاين: أنا لست بصدد انتقاد السيد كارتر، ولكن هاك ما أعنيه. هنالك قصة على الصفحة الأولى في “كرونيكل” (يشير اليها ) وصورة – لامرأة في بروكلين لا نجد لها أثراً. ربما قتلت. (ينظر ليتأكد من الإسم)
سيدة تدعى هاري سيلفر ستون. لماذا لم تتضمن “الانكويرر” هذا الخبر هذا الصباح؟
كارتر: (بجفاف) لأننا نحن ندير جريدة، يا سيد كاين، وليس صحيفة فضائح.
انتهى كاين من الأكل – يدفع الأطباق جانباً.
كاين: ما زلت جائعاً، يا براد. دعنا نذهب إلى ريكتور ونحصل على شيء محترم. (مشيراً إلى “الكرونيكل” أمامه)
لدى الكرونيكل مانشيت مؤلف من عنوانين، يا سيد كارتر.
لماذا ليس لدينا؟
كارتر: ليس هنالك أخبار كبيرة كافية.
كاين: إذا كان المانشيت كبيراً بشكل كافٍ تجعل من الخبر كبيراً بشكل كافٍ – مقتل السيدة هاري سيلفرستون –
كارتر: (متحمساً) في الحقيقة، لقد أرسلنا رجلاً لبيت سيلفرستون البارحة بعد الظهر. (منتصراً) ورجلنا في الواقع وصل قبل مراسل ا”الريبورتر”. ليس هنالك ما يؤكد قتل السيدة أو حتى أنها ماتت.
كاين: (يضحك قليلاً) لم تقل “الكرونيكل” أن السيدة قتلت يا سيد كارتر. انها تقول الجيران يشكون في ذلك.
كارتر: (بجفاف) ليس من عملنا أن نورد ثرثرة ربات البيوت لو كنا مهتمين بمثل هذه الأمور، يا سيد كاين، لكنا ملأنا الصحيفة بضعف ما هو موجود يومياً.
كاين: (بلطافة) هذا هو نوع الأشياء التي سنهتم بها من الآن فصاعداً يا سيد كارتر. من الآن، أتمنى أن ترسل أحسن رجالك ليرو السيد سيلفرستون. دعه يخبر السيد سيلفرستون انه إذا لم يقدم أدلة عن زوجته مباشرة فسوف تقوم “الانكويرر” باعتقاله. (تأتيه فكرة جديدة) دعه يخبر السيد سيلفرستون أنه مخبر من المكتب المركزي. وإذا ما طلب منه السيد سيلفرستون أن يرى بطاقة تعريفه ويدعو السيد سيلفرستون بالفوضوي. بصوت عال حتى يسمعه الجيران.
كارتر: حقاً يا سيد كاين، لا أستطيع أن أرى دور صحيفة محترمة.
كاين لا يسمع ما يقوله.
كاين: اوه، يا سيد بيرنشتين!
ينظر بيرنشيتن إلى أعلى بعيداً عن أرقامه.
كاين: لقد اكتشفت شيئاً صادماً أن “الانكويرر” بلا هاتف.
أوصل اثنين فوراً!
بيرنشتين: لقد طلبت ستة خطوط هذا الصباح! حصلت على تخفيض!
ينظر كاين إلى ليلاند وبهزة رأس ودوده وكذلك إلى بيرنشتين. ليلاند يكز بأسنانه مجاوباً. في هذه الأثناء ينهض السيد كارتر بجمود.
كارتر: ولكن، يا سيد كاين –
كاين: هذا كل شيء اليوم يا سيد كارتر. كنت شديد التفهم.
وداعاً يا سيد كارتر!
يترك كارتر الغرفة موجهاً نظرة قريبة من نظرة السكتة الدماغية ويغلق الباب خلفه.
ليلاند: مسكين يا سيد كارتر!
كاين: (يهز رأسه) ما الذي يجعل هؤلاء الاشخاص يعتقدون أن الصحيفة هي شيء جامد. شيء ثابت، حتى يفترض بالناس أن يدفعوا سنتين لشرائها.
بيرنشتين (دون أن ينظر إلى أعلى) ثلاثة سنتات.
كاين (بهدوء) سنتين اثنين.
يرفع بيرنشتين رأسه وينظر إلى كاين. يبادله كاين بنظرة حادة.
بيرنشتاين: (ينقر على الورقة) هذا كله مصمم لتصبح النسخة ثلاثة سنتات.
كاين: أعد تصميمها لتصبح النسخة بسنتين اثنين فقط.
بيرنشتاين: (يتنهد ويضع أوراقاً في جيبه) حسناً، ولكنني سأبقي هذه الأرقام أيضاً، حتى إذا ما.
كاين: جاهز للعشاء يا براد؟
بيرنشتاين: سيد ليلاند إذا كان السيد كاين قد يقرر أن يهبط بالإشعار إلى سنت واحد، أو حتى ربما يفكر أن يوزع الصحيفة مع نصف باوند من الشاي – امسك به حتى أعود. ألا تفعل ذلك؟
ليلاند: انا لا أضمن شيئاً سيد بيرنشتاين. أنتم تعملون بمعدل سريع جداً علىَّ. تكلموا عن مقشة جديدة.
بيرنشتين: من قال أي شيء حول مقشات؟
كاين: هذا قول مأثور يا سيد بيرنشتين. المقشة الجديدة تنظف كل شيء.
بيرنشتين: أوه!
إحلال:
داخلي. النسخة الأولى وغرفة الطباعة – “نيويورك انكويرر” – ليلاً 1891.
الطابق الأرضي والشبابيك تطل على الشارع “الأنكويرر”. الوقت تقريبا عند منتصف الليل كما تشير ساعة حائط من طراز قديم. يتجمعون حول طاولة كبيرة عليها مجموعة آلات طباعة مغلقة من طراز قديم جداً طبعاً ولكنه مناسب للمرحلة الزمنية – كاين وليلاند يلبسان ثياب مساء فاخرة ولكن بيرنشتاين لم يغير ثيابه منذ بعد الظهر وسماذرز مسؤول غرفة التأليف عصبي المزاج ومتضايق.
سماذرز:
ولكن هذا مستحيل يا سيد كاين. لا نستطيع إعادة صنع هذه الصفحات.
كاين: هذه الصفحات لم تكتب كما أردتها يا سيد سماذرز. نذهب إلى المطبعة خلال خمس دقائق.
كارتر (على وشك أن ينفجر)
“الانكويرر” لها تقاليد قديمة مشرفة يا سيد كاين .. “الأنكويرر” ليست في وضع تنافسي مع هذه الأسمال الأخرى.
بيرنشتاين: كان علينا أن ننشر اسمالاً كهذه، هذا كل ما تمنيت. لماذا، فلن ألف الكبد من أجل القطه بـ “الانكويرر”.
كارتر: (غاضباً) سيد كاين، يجب أن أطلب منك أن تهتم بأن هذا الإنسان يتعلم كيفية السيطرة على لسانه.
ينظر كاين إلى أعلى.
كارتر: لقد كنت صحفيا طول عمري ولا أريد ان أدعي – (يبدأ في التمتمة)
– اذا كان هدفك أن أبقى متضايقا من هذا – هذا –
(انه فعلا مجروح)
انا أحذرك، يا سيد كاين. إنه ليس من طبعي أن أهجرك عندما تكون أنت بحاجة إلى كثيراً – ولكن أشعر انني ملزم أن اطلب قبول استقالتي.
كاين: انها مقبولة، يا سيد كارتر، وأؤكد انها مصحوبة بتحياتي العميقة.
كارتر: ولكن يا سيد كاين، انا كنت أعني –
يدير كاين له ظهره، يتكلم ثانية كرئيس غرفة التأليف.
كاين: (بهدوء ) دعنا نعيد صياغة هذه الصفحات، يا سيد سمذرز.
سننشر متأخرين نصف ساعة، هذا كل شيء.
سمذرز: (وكأن كاين كان يتكلم باليونانية)
لا يستطيع إعادة صياغتها، يا سيد كاين. سنذهب إلى المطبعة بعد خمس دقائق.
يتنهد كاين، دون أن ينزعج، وهو يمد يده ويدفع بالأشكال عن المائدة نحو الأرض، حيث يتبعثرون إلى مئات من القطع.
كاين: باستطاعتك إعادة صياغته الآن، ألا نستطيع ذلك يا سيد سمذرز؟
يفتح فم السيد سمذرز واسعاً فأوسع. برادفورد وبيرنشتين يكظمان غيظهما.
كاين: بعد أن تطبع الأوراق ويعاد صياغتها تبعاً للطريقة التي قلتها لك قبلاً، يا سيد سمذرز، فأرجوك أن تخرج ما جهزته وتحضره لي. ثم، إذا لم أجد أية طريقة لتحسينها مرة ثانية –
(تقريباً وكأنه مجبر على العمل) – أظن علينا الذهاب إلى المطبعة.
ينطلق خارج الغرفة ومن خلفه ليلاند.
بيرنشتاين: (مخاطباً سمذرز) فيما اذا كنت لا تفهم يا سيد سمذرز – فهو مقشة جديدة.
إحلال خارجي:
إحلال داخلي:
خارجي. شارع نيويورك. فجر مبكر جداً – 1891
تشغل الصورة مبنى كبير، على سطحه تسكب الأضواء اسم “الانكويرر” على خلفية الشمس المشرقة. لا نرى الشارع ولا الطوابع الأولى من البنايات، حيث حتماً تضاء شبابيكه. ما نراه الأرض حيث تقع غرفة المدينة. وفوق هذا المشهد تسمع صوت بائعي الصحف يبيعون الكرونيكل، ويزداد ارتفاع صوتهم.
وبينما يكتمل الإحلال، تتحرك الكاميرا نحو الشباك الوحيد المضاء – شباك الغرفة المنخفضة.
إحلال:
داخلي – مكتب كاين فجر باكر جداً – 1891
ما زال بائعو الصحف يسمعون من الشارع أسفل المكان – خافتاً ولكنه مثابر جد.
مكتب كاين مضاء بالغاز، طبعاً، مثل كل مبنى الانكويرر.
يلبس كاين أكمام قميصه ويقف أمام الشباك المفتوح ينظر إلى الخارج لقد أعيد ترتيب السرير. ويجلس عليه بيرنشتين، يدخن بقايا سيجار ليلاند يجلس على كرسي.
أصوات بائعي الصحف: كرونيكل، كرونيكل! إنها الكرونيكل. اشتر الكرونيكل!
يتنشق كاين نفساً عميقاً من هواء الصباح، يغلق الشباك ويستدير نحو الآخرين. أصوات بائعي الصحف، بطبيعة الحال، أصبحت أكثر خفوقاً بعد هذا.
ليلاند: سنكون سريعاً على الشارع، شارلي – بعد عشر دقائق.
بيرنشتاين: (ينظر إلى ساعته) انها متأخرة ثلاث ساعات وخمس عشرة دقيقة .. ولكننا أنجزناها.
ينهض ليلاند من على الكرسي – يمدد نفسه متألماً.
كاين: هل أنت تعب؟
ليلاند: كان يوماً قاسياً.
كاين: يوماً غير مستغل.
بيرنشتين: (ينظر إلى أعلى) ضائع؟
ليلاند: (يميل إلى الشك) شارلي؟!
بيرنشتاين: لقد أعدت صياغة الصحيفة أكثر من أربع مرات اليوم، يا سيد كاين. هذا كل شيء –
كاين: لقد غيرت الصفحة الأولى قليلاً يا سيد بيرنشتين. هذا ليس كافياً – هنالك ما أريد إدخاله إلى هذه الصحيفة بالإضافة إلى الصور والطبع – على أن أجعل من صحيفة “النيويورك انكويرر” مهمة بالنسبة لنيويورك كما الغاز الذي في هذا المصباح.
ليلاند (بهدوء) ماذا ستفعل يا شارلي؟
ينظر كاين إليه دقيقة واحدة بابتسامة غريبة تتضمن سعادة شديدة.
كاين: إعلان المبادئ الذي أطلقته – (يقولها وكأنها قولاً مأثوراً)
لا تبتسم، يا براد – (أدرك الحقيقة) سأملي عليك يا سيد بيرنشتين –
بيرنشتين: لا أعرف نقل الكتابة المختصرة، يا سيد كاين-
كاين: سأكتبها أنا بنفسي.
يلتقط كاين قطعة من الورق العادي وقلما زيتيا.. يجلس على السرير بمحاذاة بيرنشتين، ويبدأ بالكتابة.
بيرنشتين (ينظر من فوق كتفيه) لا تريد أن تقوم بأية وعود. يا سيد كاين ولا تقوم بالمحافظة عليها.
كاين: (وبينما هو يكتب) هذه سأحافظ عليها.
(يتوقف لبرهة من الزمن ويقرأ ما كتب، يقرأ)
سأؤمن لأهل هذه المدينة
(يتبع البقية في العدد القادم)
سيناريو : هيرمان جـ. مانكيو فيكز – أورسن ويلز
ترجمة: مها لطفي *