في مجلة با نيبال التي تحتفل بدخولها العام الثاني بتحول اصدارها الى فصول الربيع ، والصيف ، والخريف والشتاء، واضافة 16صفحة. يأتي العدد الجديد كما تقول الناشرة والمحررة مارجريت أربانك ( مع باقة هائلة من الطاقات التي تتميز بالتنوع والاصالة ،، محاولته أن تفتح بابا هنا أو نافذة هناك داخل بيت الأدب العربي ككل ).
ويبدأ العدد الربيعي بمحور عن محمود درويش ، الذي تعده أربانك الشاعر العربي الأكثر ترجمة الى الانجليزية ، وفي هذا المحور ترجمات لأربعة من الشعراء والكتاب لقصائد من مجموعته الأخيرة : سرير الغريبة ، الذي صدر في مطلع هذا العام.
ونقرأ في النصوص ترجمة لمقتطفات لروائيين ، وهما رغم مكانتهما الرفيعة في العالم العربي، وربما في لغات أخرى، مازالا مجهولين نسبيا على ساحة اللغة الانجليزية ، مثل الروائي المصري ألبير قصيري، الذي يعيش في باريس لأكثر من 0هعاما، والروائي اللبناني يوسف حبشي الأشقر. مع ملاحظات خاصة من مترجمي المقتطفات جيمس كركب ، وعدنان حيدر.
وتنوه المجلة بالحديث الذي ستنشره في عددها القادم بين صموئيل شمعون (المشارك بتحرير المجلة وهو كاتب وسينمائي من العراق ) والكاتب محمد شكري والذي أجراه الأول خلال زيارته الأخيرة للمغرب ، وتجدها المحررة فرصة للتنديد بما أقامت عليه إدارة الجامعة الأمريكية بالقاهرة من إلغاء رواية شكري (الخبز الحافي )، من برنامج التدريس رضوخا لبعض الطلاب وأبائهم ، ممن اعترضوا على المحتوى (البورنوجرافي ) للكتاب الذي كانت د. سامية محرز أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تقوم بتدريسه – ومن المخجل _ تقول أربانك _ أن هيئات هذه الجامعة الأمريكية لا يمكنها أن تكفل الحرية الفكرية تجاه وطأة العوام والعقول ذات الأفق الضيق. وليطال قرار السحب من أرفق المكتبة بعد ذلك رواية : تلك الرائحة (صنع اته ابراهيم )، ومشهد من بعيد (أليفة رفعت )، بل وتفكر الجامعة برفع رواية الطيب صالح الشهيرة : موسم الهجرة الى الشمال من قائمة قراءات هذا الفصل الأكاديمي أيضا.
في نفس العدد يقول ألبير قصيري في إشارة تبدو ملائمة لما جرى لرواية شكري وسراه "من سوء الحظ في بلادنا العربية أن الروايات تعامل كما لو كانت وثائق ، بينما المؤلف بطبيعة الحال ، يعالجها بالخيال. يجب الا يطال مقص الرقيب الرواية ، ولو حتى لسطر واحد".
ومن الأسماء الشعرية التي نطالعها في با نيبال ربيع 99: وديع سعادة ، مرام المصري، محمد الحارثي، عبدالعزيز جاسم ، هاتف الجنابي، باسم المرعبي. وتحاور المجلة الروائي والكاتب المسرحي الليبي أحمد فقيه الذي يقول اجابة عن سؤال حول توفيقه بين ابداعه وشغله لعدد من الوظائف (مجتمعاتنا لا تشبه المجتمعات المتقدمة ، فربما يسخر الناس في العالم العربي من عدم امتهان عمل ما بجانب كوننا نشتغل بالكتابة. بينما في أوروبا لا ينشغل المبدع بغير تدوين نصوصه ). أما الفصول الروائية والقصصية المترجمة فبينها نصوص لرشيد بوجدرة وحسن داود، وحسين المرزاني ، وايمان يونس.
في قسم المراجعات النقدية الذي شهد رحابة أكبر يكتب ستيفان فايدني عن التراث الأدبي العربي ، وتكتب سوزانا طربوش عن تعليم طه حسين بينما يتناول بسام فرنجية كتاب عيسى بلاطة : عائد الى القدس ، عدا مساهمات سمير اليوسف ويبتر كلارك وغيرهما وتزين الأغلفة لوحات واسكتشات الرسام مروان الذي ولد في دمشق في العام 1934 ثم درس الفن بسوريا وألمانيا حتى استقر به المقام في برلين منذ العام 1963، كأستاذ بأكاديمية الفنون التي انضم اليها كعضو منذ 1994. فيما تصافح العيون رسوم فيصل لعيبي العازفة على أجواء الحر وفية العربية مصاحبة لبعض النصوص في متن المجلة.