تقدم باتريشيا ميلنز في أعمالها موسيقى بصرية، وهي هنا في هذا الحوار تقدم خلاصة تجربتها في الفن ولا تنسى أن تعزف لحنها الخاص لرؤيتها الأكثر خصوصية للحركة الفنية في السلطنة.
* ينصب عملك مشكل أساسي على الثيمات الشعبية للكتابات والعلامات، مستخدمة طرائق هندسية لاعادة ترتيب وخلق لوحاتك. كيف كانت البداية ؟
– جئت الى عمان لاهتمامي الخاص بالعلامات الطلسمية، فمنذ دراستي حيث نشأت بايرلندا، وعملت ببريطانيا والكويت وأنا أولي هذه العلامات نصيبا وافرا من الدراسة والبحث وكان أن تأثرت بالثيمات الاسلامية، وكنت كلما أمعنت في بحرثي إذا بي أجد اسم عمان يتردد. ثم دعيت الى السلطنة من قبل السفارة العمانية بالكويت، لتتاح لي فرصة الذهاب الى نزوى لمشاهدة الحلي التقليدية، ومن ثم الى بهلا وعدت الى لندن لمزيد من الدراسات حول الموضوع الذي استهواني بشكل خاص: العلامات، وهكذا سافرت الى بيركلي وكاليفورنيا وأنا أحمل في ذهني هذا الموضوع "العلامات" وكانت الحلي الفضية – التي أعشقها – هي التجسيد الكامل لهذه العلامات، التي ما لبثت تضمخ أعمالي بنكهتها شيئا فشيئا.
وهنا يجب أن أشير الى العلاقة بين العلامات واللون، وتراني عملت بأماكن مختلفة. في مصر مثلا عملت لمدة شهر، وكانت هناك علامات مختلفة وألوان أكثر اختلافا وهنا ستجد علامات وألوانا تتمايز وتختلف جد الاختلاف: ألوان ملابس النساء، تلك الألوان التي تتميز بثراء نادر، وشيئا فشيئا تتسلل الى باليتة الألوان، فهي ما تصافي عينيك يوميا، وهكذا يحدث مع العلامات، لتبدأ وخلة من التقارب الفني بين العلامة واللون، عندها تنساب تلقائيا في لحمة رائعة دون تفكير لأنها تصبح جزءا من التفكير والاعتقاد، من البصر والبصيرة معا. وأنا بدأت تلك الرحلة في سن السادسة عشرة، لذا أجدني لا أتصنعها، بل هي الآن جزء مني، صاغته يدا الفن والزمن معا. هكذا كانت البداية. هي التأثيرات التي فلقت هذا كله. لكن لا يجب أن أنسى ما لدي من خلفية دراسية متعمقة في مجالات كالإضاءة، ودراستي بايرلندا حيث درست الفن وانجلترا حيث أنهيت رسالة الماجستير، حول الاضاءات الوسيطة، وقد نشأت في ذهني علاقة بين العلامة والحرف والعلامة والكلمة، مختلطات معا داخل صورة، لأن هذا ما ظللت أعمله، أن أجعل في اللوحة نفسها علاقة بين العلامة والحرف. وأنا أجد الرسوم التي لا تنضوي على كلمات مجرد لوحات شارحة ناقصة. وأن شيئا ما مفقودا بها. فالكلمة بالنسبة لي هي صورة مرئية. ليسر الجانب التصويري منها، فهي ليست وصفية وحسب، إنها جزء من الصورة ذاتها. وأنا لا أستطيع أن أجدهما منفصلتين، يجب أن يكونا معا. ومن المهم في الأخير أن أشير الى أن عملي لا يستقي عادته من المكتبات، إنه يستلهم الحياة، لهذا كان من الصعب أن أرسم هكذا وأنا في مكان غير عمان. كان يجب أن أرى الأهل هنا، وأن أحادثهم، وأن أعيش معهم، لذا تجدني محاطة بهذه الألوان.
* وهذا ما يقودنا الى السؤال التالي عن التمايز الذي تكتنزه البيئة العمانية وكيف كان تأثيره على الفنان؟
– تعلم أن البيئة هنا مختلفة تماما، فهي تختلف عن المكان الذي نشأت به – حيث الطقس البارد. والبشر هناك يتدثرون بالألوان الداكنة. وجل عملهم (داخل) الاستوديو.
* لكنك لازلت تحتفظين بتلك الألوان الداكنة ؟!
– لأن لدي ما يكفي من الألوان في أعمالي (تضحك صاحبة الرداء الأسود). هناك علاقة دائما بين الضوء واللون. في ايطاليا هناك التدرجات الزرقاء، لذا لا تتعجب إن تسلل هذا اللون للوحات. وفي فرنسا هناك ألوان خاصة بالجنوب الفرنسي، إنها الألوان هناك، أما هنا في السلطنة فأنا أتعجب من الذين يرسمون سماء في أعمالهم تشبه السماء الانجليزية ! كيف لتلك الحرارة الكثيفة هنا الا تؤثر؟ يجب أن تصبح أعمالك أكثر قوة. لأن البيئة هنا شديدة في الضوء والحرارة فالتطرف الطقسي يجعلك تأخذ بالتطرف اللوني. نعم يجب أن تأتي الى حيث تعيش بشيء ما، كما تواني فأنا جئت بعيون أوروبية الى أعمالي، ولكن ثمة ثراء لا يمكن اغفاله فيما حولي هنا، وأنا في أوروبا لم استخدم أبدا ألوانا تشبه بتوهجها الألوان التي استخدمها هنا. فالباليتة هنا زادت من ألواني بما ترده حولها. ولهذا ربما كان يجب لملابسي أن تكون أكثر توهجا.
هناك في أوروبا يتم تدليلك كفنان الى الحد الأقصى. بالطقس البارد، ودفء الاستوديو، لكن الأبواب مغلقة كذلك، إنما هنا الأبواب والنوافذ مشرعة. البيئة غيرت اتجاهك بالعمل. وأعتقد بعد اقامتي في عمان 9 سنوات أن اتجاهاتي بالعمل تغيرت تماما.
* ماذا عن معرضك الأخير في لندن ؟
– كان يحتاج لسنوات من الاعداد. لأنه قدم خلاصة تجاربي لسنوات. وكان عملي بشكل خاص حول الترانيم والتتاليات الطلسمية العمانية. حيث كان هناك مؤتمر كبير بعنوان الاسلام وبريطانيا علاقات من التفاعل والتبادل، برعاية المجلس الثقافي البريطاني. وكان معنيا بكل ما هو عربي واسلامي في الفن والثقافة، ودعوني للمشاركة من عمان، وأنوه هنا بدور المجلس الثقافي البريطاني في مسقط لتيسيراته بهذا الشأن. وكان الفرض من دعوة المؤتمر لي هو أن يرى العالم – حيث كان الاعضاء المشاركون بالمؤتمر من كل انحاء العالم – هذه الأعمال لفنانة بريطانية تقيم في عمان، وكان هذا مهما بالنسبة لي كذلك، لأنه بمثابة اختبار لأعمال في مواجهة أعمال فنية أخرى. وأنا أرى من هذا الخصوص أهمية عرض أعمالك أمام الآخر. لذا أدهش من وجود فنانين بالسلطنة لا يغادرونها أبدا. يجب أن يسافروا، وأن يضعوا أعمالهم على المحك هناك كانت الاستجابة رائعة وسألوني عن تلك الألوان الباهرة، فقلت لهم إنها الألوان التي أراها في عمان. فى بالطبع تواترت أسئلة عن مغزى العلامات، وكتبت تعليقات متميزة.
* ومشروعك القادم حول الرسوم – العلامات التي تضمها الكهوف الظفارية في السلطنة ؟
– تعلم أن عملي هو العلامات، سواء كانت بالريشة أو بالقلم أو كانت علامة ملونة أو سواها. لذا تعد الكتابات بالنسبة لي عاملا مهما ويفيض بالحياة، وأنا زرت ظفار أكثر من مرة، وعشت في أريزونا عاما، وعملت هنا وهناك أبحاثا ذات صلة بفن الكهوف. لذا عندما أتيحت لي الفرصة لزيارة كهوف ظفار تحينتها وأمعنت في دراسة تلك العلامات بصحبة دارس للفنون الصخرية. وعاودت الزيارة مرة بعد أخرى. ورسمت الكثير من الاسكتشات وأخذت العديد من الصور. وأنا الآن أنجز سلسلة من اللوحات ذات الصلة بهذه العلامات باستخدام حروفياتي أيضا. فأنا كالطفل الذي يجرب، وأنا لازلت في تلك المرحلة من انجاز الموتيفات الطلسمية، لكني أرى في تلك العلامات اضاءات مباشرة، كما لو كانت نسقا اتصاليا وأساسيا، وبشريا.
لذا أجد عملي ومراحله حول كهوف ظفار بالغ التعقيد لأنه يتصل بهذا النسق التواصلي، إلا أنه يشبه العلامات وتجربتها بأبجدياته الغامضة. وأنا لازلت أعمل على ذلك.
* ذكرت في حديث سابق معارضتك لتصنيف الفنانين بين نساء ورجال، شرقيين وغربيين وهلم جرا !!
– حينما كنت في ذاك المؤتمر الذي أقيم بلندن، جادلت كثيرا في هذا النقطة. وكما تعلم فهي من المرات النادرة أن يجتمع مؤتمر واحد على عدة فنون كالرسم والمسرح وغيرهما من الفنون المرئية. وكان أحد المتحدثين يتناول الفنان الاسلامي، وعرفت آنذاك أن ثمة خطأ كبيرا في حديثه، وكان حديثي في مواجهته ضد تصنيف الفنانين وقولبتهم: فماذا يعني قولنا: فنان إسلامي أو فنان مسيحي؟ وماذا يعني التفرقة بين الفنان والفنان (ة): أنا أعرف أن الفن هو الفن: أنت موسيقي أو رسام أو كاتب أولا، ثم يأتي بعد ذلك كونك مسلما أو غير ذلك، رجلا أو امرأة، إنما الفن يأتي أولا. وأعتقد أن الحضور وافقوا. لقد صفقوا لي طويلا. كوني امرأة بريطانية مع شخص فنزويلي يأتي كأمر ثانوي في البداية نحن فنانان. الفن يأتي – ويجب أن يكون كذلك – في المرتبة الأولى. فأنت كفنان بالنسبة لي لا يعني سوى ما تقدمه من فن: فن ممتاز أو غير ذلك. هذا هو التصنيف المعترف به لدي فقط.
* كيف تجدين تطور الحركة الفنية العمانية ؟
– جئت الى عمان للمرة الأول منذ 15 عاما، ولم يكن هناك ثمة وجود لما يمكن أن يسمى بحركة فنية عمانية ! سمعت آنذاك بأسماء فنانين مثل رابحة محمود وأنور سونيا، لم أرهما ولكني رأيت أعمالهما ورأيت أعمالا أخرى كذلك بالمتحف الوطني بالكويت، وكانت تلك الأعمال على قوتها تحمل مسحة من الشروحية.
وحين جئت منذ 9 سنوات عرفت بوجود العديد من الفنانين غير المواطنين، ولم يكن عملهم بالشيء الجيد تحت أي مقياس. كانوا مجرد نقاشين تعبيريين، وكانت فرصتهم في عدم وجود محك اختبار، ولم تكن هناك معارض فنية ذات مستوى يمكن من مقارنة أعمالهم بأخرى محترفة، من هنا كانت المأساة في أن هؤلاء الفنانين (الأجانب) كانوا المثال لفنانين عمانيين شباب في بداياتهم، وأنا هنا لا أتحدث عن الفنانين العمانيين القلائل الذين أتيحت لهم فرصة السفر والدراسة بالخارج. لذا نقل الشباب آنذاك هذا الفن (الغربي) ونسخوه، ولحسن الحظ أن الأمر الآن تغير، بعد تشكيل الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، بقيادتها الجديدة، وكان أن أتيح لأعضائها السفر والعرض بالخارج، واستضافة فنانين متميزين للعرض بالسلطنة، ونحن الآن نعرف بوجود فنانين حقيقيين في عمان.
وهناك – كما أوقن تماما – تطور ما، ولكن هناك بالمثل رسامين يعوزهم الكثير. وعليك أن تطوف بالمحلات التي تبيع اللوحات هنا، لتكتشف كم الفقر الفني الذي يقطر من اللوحات المعروضة ! فبعضها مجرد لوحات للزينة، لكنا لانزال بانتظار معارض دائمة أكثر تمايزا، كالمعرض الذي توفر به فنانة عمانية لوحات لأعمال كبار الفنانين العرب الحقيقيين، نريد أكثر من معرض بهذا الشكل.
من هنا أود أن أقول أنه لا توجد "حركة" فنية عمانية، لكن هناك "فنانون"، يعملون بشكل فردي، وينقصنا الكثير لتكوين مدرسة فنية كتلك المدارس المعنية في مصر وسوريا وتونس على سبيل المثال.
* لذا حتى الآن لا تعتقدين أن ثمة خصائص يمكن أن تنضوي تحت ما يسمى (حركة) فنية عمانية ؟
– حتى الآن لا، لدينا فنانون يرسمون بشكل منفصل كل عن الآخر، وبشكل فرداني تماما، وأتمنى أن يتغير هذا الأمر مع الجيل الجديد. ولكن هذ الجيل الجديد يجب أن يبدأ بمكان ما. ليبدأوا عملهم الخاص. واذا كان الفنانون الجدد هنا يستقون عملهم من معاصريهم أو سابقيهم، فالمرأة التي يرى فيها فنانو سوريا ومصر منابعهم تمتد لقرون. لذا يجب أن تكون هناك كلية للفنون الجميلة. واذا كانت ورشات العمل التي تنظم لأسبوع أو أكثر من قبل فنان محلي أو عربي شيئا جيدا، إلا أنها فعالية وقتية، نحن نريد شيئا له استمراريته وديمومته طوال الوقت.
* لكن في الجامعة قسما للفنون الجميلة ؟!
– يتم تدريس الفن في الجامعة بمستوى ممتاز لكن هذا يمكن ايجازه حول تعليم الفن وهو يختلف كلية عما أرمي اليه من وجود كلية للفنون الجميلة، فالأمر سيكون أقوى.
وأنا قمت بتدريس الفن في انجلترا، وهناك من يدرسون فقط للنجاح في الاختبارات، رغم الارث الفني الممتد لقرون، هنا الفن يدرس كما لو كان صيغة (لعمل الصورة)، وهذا وحده لا يكفي. إنه جزء من كل هائل. يعتمد الرؤية والتفكير في بعديهما العميقين. فالأمر ليس فقط مجرد ملء فراغ اللوحة. نريد كثيرا من التركيب ومزيدا من التجريب. هذا ما أفعله أنا على الأقل.
وقبل الحديث عن مستقبل (الحركة) الفنية هنا يجب أن تكون هناك كية للفنون. فلكي تكون هناك مدرسة عمانية في الفن يجب أن تكون هناك أولا مدرسة للفن في عمان.
والسلطنة لها ثقافتها الفنية التي تمنحها وضعية ممتازة لمثل هذا التغيير. بتراثها الثري. والفنانون الذين ألتقيهم حريصون على التعلم خاصة من الشباب. واذا شاء لك حضور فصل صيفي للفنون فستجد الفصول مكتملة تماما وما من مقعد خال. كم هم شغوفون -هؤلاء المتعلمين – لتلقي ما يردهم من الفنانين العمانيين. وهذا الأمر لا يشبا الفصول الصيفية بانجلترا، فهي هناك مجرد فسحة لقضاء الوقت، إنما الأمر يؤخذ هنا بجدية مفرطة. والرغبة ملء العيون والعقول معا.
الأمر الأهم أن الفن يمثل نشاطا في أحد مستوياته، ليس بالنسبة لي طبعا كما أجده عند الكثيرين هنا. وهو نشاط يستثمر الكثير من الطاقة، ومن الممكن أن يتطور ذلك الى مستوى أعلى.. وهكذا حتى نصل الى مستوى المدرسة الفنية. وأنا أجد من المهم – قبل دفع الفنانين للعرض بالخارج – أن تكون هناك مثل هذه الكلية الفنية، على كل شخص أن يتعلم الأساسيات أولا: كيف نرسم ؟ ربما تكون تلك القواعد التي تربيت عليها أنا !! ففي المدرسة لم تتح لي فرصة تعلم الرسم، حيث كان المتفوقون علميا يوجهون لدراسة العلوم _ لحسن الحظ تغير هذا، وتعلمت خارج المدرسة على يدي الفنانة كاثلين برايد، وكان لها اتجاهها المغاير. دعتني أن أفكر مرئيا، قبل الرسم، وشيئا فشيئا وجدت اللون يصب في مكانه الصحيح. علينا أن نمعن النظر ونطيل التفكير. هذا لا يحدث هنا للأسف. قد تكون تلك طريقة بطيئة في بداية الأمر، لكنها على المدى الطويل أسرع. هي طريقة أكثر أكاديمية. وهنا الكل يريد أن ينطلق بسرعة للامام.. لانجاز الالاف في بضعة شهور.. عليهم دراسة ما يحدث بمدارس الفن.
* نحن نعاني في الشعر كذلك ممن يخطون أول محاولاتهم الشعرية بشكل قصيدة نثر، دونما – حتى – فهم ودواسة لبنية الشعر العربي قديمه وحديثه ؟!
– نعم لأن الفن يعني العمل الشاق، إنه ليس مجرد الجلوس بانتظار الالهام في الاستوديو، إنما هو نظام ونسق. ومن أعرف من الفنانين الحقيقيين يكدون، ويدرسون حتى القديم. علينا أن نعرف القديم بتقاليده الفنية. وعل الفنانين هنا دراسة الفن العربي القديم والمعاصر. ومجرد الذهاب لمعرض دولي – في القاهرة مثلا – يمكن رؤية مدارس ومذاهب فنية لها تأثيرها القوي. يجب أن يحدث التنافس ليحدث التطور. وعمان تتطور بسرعة، وهي تتيح الفرصة للفنانين هنا للاحتكاك بريشات يتم دعوتها، ولها بصمتها على اللوحة الفنية. وأعتقد أن من الطيب أن عددا من العمانيين يدرس الفن بالخارج الآن، وأنا مثلا درست خارج وطني، وهذا سيحدث التطوير، وأنت لا تكون رأيك الخاص إلا بالمقابلة والمقارنة مع رأي آخر ورؤية أخرى. لذا نجد شبابا مثل حسن ميريدرس في أمريكا، وأعتقد أن عودته – مع آخرين – سيتمثل تأثيرها الخاص. لذلك نأمل في وجود كلية للفن تنير لكل الفنانين هذا الرصيد من التنوع. ليكملوا هنا دراستهم الأساسية ومن ثم لينطلقوا من أجل درجة أعل في ذلك البلد وسواه.
* بجانب ما ذكرت من أسماء، هل تعجبك أعمال آخرين، مثل موسى عمر مثلا -ممن لهم إرادة الدراسة والتطوير؟
– موسى أحد أعضاء الجيل الأكثر شبابا، وحين التقيته للمرة الأولى منذ 8 سنوات كان أكثر الشباب عملا وتحمسا. وكنت كلما مررت بالمرسم وجدته. وهذا ينعكس في عمله. وأعتقد أن كثيرين الآن ممن يعملون بجد في مراسمهم الخاصة. وها هو موسى يصل الى درجة من الاعتراف بعمله. لكن أعني أقول لك أن لوحتي الأفضل هي التي لم أنجزها بعد.
أيضا يجب أن أشير لجهد الفنانة العمانية، ويحضرني اسم مريم الزدجالي التي شاركت بورشة عمل بالنمسا مؤخرا، نموذجا لهذا الجهد المتميز. وهناك فنانون أسسوا ذواتهم وتتاح لهم فرصة السفر للعرض في البينا ليات. لكن هناك فنانا مثل رشيد عبدالرحمن، له محطة الخاص القوي الايجابي، بل إن له أسلوبه الخاص والمبتكر، وهو كذلك لوقت طويل، وهو الفنان الذي يمنن أن أذهب لأشاهد عمله، وأستقي منه أفكارا، ك يحدث معي في كل بلد أسافر اليه، عندما أشاهد فنا جيدا، وأن أتعلم منه،وهناك آخرون مثل حسن مير ممن أشاركهم قراءة الكتب حول الفن المعاصر مثلا، أو الاعلان وتقنياته، أو التغليف وفنه في اليابان كل هذا يرفد في نهر واحد يستثير حاسة الفنان، وهو بالضرورة قد لا يكون كتابا حول الفن العربي.
هو ما يمكن أن اسميه بالوعي البصري ذلك الذي يتيح لك استقاء الأفكار من تناسق ألوان قطعة من النسيج. وكل أمل من عودة الفنانين حاملين درجاتهم العلمية ومؤهلاتهم الفنية لتبدأ حركة تأثير جديدة حقيقية، ليقوموا بالتغيير، إن فنانة مثلي لن تغير بقدر ما يمكن أن يغيروا هم لكن التغير جيد، وهو سمة التطور في حد ذاته. أي تغيير، حتى للأسوأ، لأنك ستعمل على مواجهته.
* ربما أغفلت الحديث عن عادات العمل لديك لكني اعود اليها الآن..
– إنها العمل بشكل متواصل.. حياتي معناها العمل، فكونك فنانا يعني أن الفن هو أول شيء في حياتك. وهو أكشر ما تعني به وأكثر ما تقوم به. بل إن فسحة الوقت التي بين عملين تكتنز هي الأخرى بالعمل. أنا لا أؤمن – كما قلت سابقا – بالجلوس والاسترخاء واستلهام العمل الفني، العمل يولد طاقة لعمل آخر.
باتريشيا ميلنز
Patricia Millns
1996 انتخبت لعضوية الاتحاد الدولي للفنانين المحترفين – اليونيسكو.
1995 انتخبت لعضوية الاتحاد الدولي للفنانات التشكليات – الولايات المتحدة الامريكية
1988-1990 مخرجة مشاركة ومحاضرة في الرسم، ورشة رجب – الكويت
1987-1989 محاضرة في الرسم، دار الآثار ورش عمل متحف الكويت الوطني.
1972-1976 كلية برمينجهام للفنون. المملكة المتحدة – بكالوريوس الشرف في الفنون الجميلة. ماجستير في الفنون وتاريخ التصميم.
1969-1971 كلية الستر للفنون والتصميم – بلفاست.
1966-1969 درست الرسم والتلوين مع كاثلين برايد.
المعارض الفردية – مختارة
1999 جمعية الكومنولث الملكية للتواصل الثقافي – لندن.
1999 سوني جاليري – لندن.
1998 فورت ماسون – سان فرانسيسكو.
1998 نادي شلسي للفنون – لندن.
1998 SOAS – جامعة لندن.
1992 فندق قصر البستان – مسقط.
1991 المركز الوطني للمعارض – الكويت.
1987-1988 متحف طارق رجب – الكويت.
1985 جامعة يورك – يورك – المملكة المتحدة.
1983 جاليري ولفرهامبتون للفنون – المملكة المتحدة.
1981 جاليري فيرنز للفنون – همبرسايد.
1978 جاليري ستافورد – ستافوردشير.
1978 جاليري ولسول للفنون – برمينجهام.
1976 مركز ميدلاند للفنون – برمينجهام.
معارض مشتركة – مختارة
1998 الجمعية العمانية للفنون التشكيلية.
1996-1998 منزل السفير البريطاني – سلطنة عمان.
1997 المجمع الثقافي – أبوظبي.
1997 بينالي الشارقة الدولي – الشارقة.
1995 نساء العالم هنا – بكين – الصين.
1994-1998 بينالي القاهرة – مصر.
1989 USO الفن للعالم – لندن.
1979 جاليري برمينجهام للفنون – المملكة المتحدة
عضوية في مجموعة من المؤسسات العامة
1998 بيراميد – دبي
1994 لويدز أوف لندن.
1993 وزارة الثقافة والاعلام – الكويت.
1992 الف بتروليوم – فرنسا.
1985 سينسيري فاونديشن – المملكة المتحدة.
1985 اسبريس أوف بونداستريت – المملكة المتحدة.
1985 الشطرنج والخطابة – اليابان.
1978-1980 مجلس الفنون – المملكة المتحدة.
معلومات عامة
1998 فيلم أسيانت "الفنون في عمان".
1997 سلسلة نساء الجزيرة العربية على شبكة الانترنت في موقع نساء العالم هنا.
1996 مقابلة شبكة CNN عن معرض الرموز العربية.
1991 تليفزيون الكويت – معرض "الدمار واعادة الميلاد".
1980 تليفزيون BCC معرض "رموز المرح".
حاورها: أشرف أبواليزيد