محمد العزوزي
السحابة التي كانت هناك
في السماء
لم تكن سحابة حقيقية
و لم تكن حتى سحابة صيف عابرة
و لا غيمة حتى …
لتمطر
ليتساءل إيدير
أكثر من مرة
بقيثارته
لماذا هذا المطر
ولأن السحابة جاءت
من بعيد
و أفاينو نوفا خائف جدا
من وحش الغابة
ليخرج من الأغنية
ليستطلع في الخارج
ماذا يقع
ولونجا حتى هي خائفة مثله
فلم تستطلع حتى هي
فبقيت السحابة
تائهة في السماء
السحابة التي كانت هناك
في السماء
لم تكن سحابة حقيقة
ولم تكن حتى سحابة صيف عابرة
ولا غيمة لتمطر
كانت سحابة
قريبة من الأرض
وبعيدة في الحلم
ولأنها برائحة القنب الهندي
وفيها شيء من التقوى
ورغبة عارمة للهروب إلى الحلم
جعلت الهيبيزم
يؤمنون كثيرا بكتامة
فآمنوا بكتامة
كما لم يؤمن بها أحد من قبل
فحجوا إليها جميعا
من أجل القنب الهندي
السحابة التي كانت هناك
في السماء
لم تكن سحابة حقيقة
ولم تكن حتى سحابة صيف عابرة
ولا غيمة حتى …
لتمطر
كانت سحابة
قريبة من الأرض
وبعيدة في الحلم
ولأنها برائحة القنب الهندي
وتقوى أولئك المتصوفة
المشلولي الحواس
الغارقين
في التأمل
والحلم
والصمت
أصبح معها الإيمان بكتامة ضروريا
والحج إلى سان فرانسيسكو
والراسطا بايبي
والفوني بيوبيل
وهارلم
والنوم في شوارع نيويورك
طقسا ضروريا
لفهم تعاليم أنبياء البيتينكس
والذهاب بعيدا
في الإيمان
بكتامة
التي ارتفعت كثيرا في السحاب
والرغبة إلى إدراكها
أمرا ضروريا
السحابة التي كانت هناك
في السحاب
لم تكن سحابة حقيقة
ولم تكن حتى سحابة صيف عابرة
ولا غيمة حتى …
لتمطر
كانت سحابة
قادمة من بعيد
وبعيدة في الحلم
ولأنها برائحة القنب الهندي
ومشلولة الحواس
وكل شيء في الرغبة
سوريالي
كان ضروريا
تصديق أندري بروتون
عندما أعلن « اهجروا كل شيء
لركوب ذلك الخيال الجامح
أو الارتكان
إلى نصيحة شارل بوكوفسكي
«لا تحاول»
لأن كل ما في الواقع
كان هبائيا
وكان ضروريا
تدخين كمية كثيرة
من السؤال
الذي طرح على القديس
امحمد جمعون
عندما جاء بنبتة القنب الهندي
من الشرق
إلى كتامة
السحابة التي كانت هناك
في السماء
لم تكن سحابة حقيقية
ولم تكن حتى سحابة صيف عابرة
ولا حتى غيمة …
لتمطر
ذلك المطر الرومانسي
الذي حلم به أصحاب الأحاسيس المرهفة
كانت برائحة القنب الهندي
لكن قنب هندي مغشوش
كانت قادمة من بعيد
لكن ليست بعيدة في الحلم
كما كانت في الماضي
لأنها لم تكن برائحة ونكهة الأرز
والسنديان
وموسيقى النهر
لم تكن بعيدة
في الحلم
حتى يكون
الإيمان بكتامة
ضروريا للحلم
لأن الغيمة فقدت رائحة
القنب الهندي
ولم يعد معها
ضرورة الإيمان
بكتامة
التي صارت
مجرد هباء
و دخان في الهواء
فقط