البحر الحافي يتلصص حول حواف فلسطين, يغمض عينا
ويفتح عينا, حتى إن نام الجند الساهر , يتسلل من بين
بياداتهم , وكعوب بنادقهم , يجتاز السلك الشائك,
والأجولة الرملية, ويغير من لون تموجه حين يمر بقطعة
وقت مشمسة , كيلا يبصره العطشانون, يسير بطيئا وخفيفا,
حتى يصل إلى جثث الشهداء , يغلق أعينهم, ويسرح
شعرهم , ويزرر ياقات القمصان , ويحملهم في صمت جلال
الموت, يعود بطيئا وخفيفا , وتتابعه في مشهده
وهو يعود النسوة في الشرفات العالية, يشرن بإصبعهن :
اذكرنا يا بحر , البحر يمر خفيفا وكأن لم يسمع صوت
النسوة في الشرفات العالية , ولكن يعرف دقات الدمع
على الجلباب العريان , يعود البحر بجثث الشهداء
إلى البحر , ويغمض عينيه , وينام.
السماح عبدالله
شاعر من مصر