منذ نكسة حزيران 67، أخذت قراءتي – انا ومن عرفت من ابناء جيلي تنحو منحى جديدا… اتسم بالرغبة فى المعرفة والانحياز للابداع فى محاولة للاجابة على كثير من الاسئلة التي لا تقود إجاباتها إلا لاسئلة جديدة .
منذ ذلك الوقت اكتشفنا "الصحافة " وأدمنا قراءتها.
هذ الذي تقدم اقوده مسبقا لتبرير جهلي بالسياق التاريخي لبداية كتابة " الشعر الحر" فى المملكة العربية السعودية مما يدعوني لربطه بسياق وعيي الشخصي به .
فمنذ ذلك التاريخ ونحن نرى قصائد الشعر الحر تنشر فى صحفنا لشعراء مازال بعضهم شابا من امثال : محمد العلي وسعد الحميدين و" مسافر " وابراهيم عبدالعزيز الفوزان ، ( توقف عن الكتابة منذ عام 94تقريبا)، ثم تلاهم يوسف الحبيب "توقف " وعلى الدميني. اضافة لنشر نتاجات الشعراء الفلسطينيين المقيمين فى المملكة … ومنذ ذلك التاريخ وقصيدة الشعر الحر العربية تنتشر فى صحفنا سواء لشعراء المقاومة الفلسطينية ولغيرهم من الشعراء العرب هذا بالاضافة الى شعراء سعوديين من ابناء القصيدة العمودية مثل حسن عبدالله القرش ، بل وكانت لدينا حركة نثرية جديدة اقتربت من السريالية احيانا كما في بعض كتابات الاستاذ مشعل السديري.. او بصورة رومانسية كما فى كثير من كتابات الاستاذ عبدالله الجفرى، والتي يجسدها بشكل خاص كتابه " لحظات ".
ونكتفي بالقول فيما يتعلق بالتجديد النثرى ان الاستاذين السديري والجفري هما اللذان أسسا لغة نثرية جديدة فى اسلوب كتابة المقالة في صحافتنا، وذلك برعاية وتأثير تيار قصيدة النثر اللبنانية وبامتدادها الذي تجسد من خلال الاساليب الجديدة في كتابة المقال … وعبر مدرسة جريدة "النهار" تحديدا.
** اما بالنسبة – " الشعر الحر" فقد كان الامر اكثر تعقيدا :حيث إن معظم نتاجات تلك المرحلة تعد بمثابة البدايات لاصحابها… وهى انشاء حار وصادق اختارت "موضوع " النكسة وفلسطين كمجال حيوي – "اختباراتها" الأولى فى الكتابة الشعرية الجديدة ، قبل ان تنحاز للتجديد بشكل نهائي وتستجيب لكل منجزات القصيدة العربية الجديدة الى حد وصل لمحا كاتها وتقليدها فى بعض الاحيان .
كل هذا دون ان تمتلك القصيدة المحلية الجديدة همها الخاص "الى ان تمت النقلة " الثانية فى مراحل تطور "الشعر الحر" من خلال ثلاث قصائد هي "البحث عن خان ايوب لسعدي يوسف " و" سرعان يشرب القهوة فى الكفتريا لمحمود درويش " و" هذا هو أسمى لادونيس ".
وهى "النقلة " التي كانت جماعة مجلة " شعر" قد سبقتها بتبنيها لطرح مفاهيم جديدة للحداثة الشعرية والتنظير لها.
مع هذه "النقلة " بدأت القصيدة الجديدة فى المملكة العربية السعودية ، تسعي لبلورة المفاتيح التي تجعلها قادرة على التعبير عن همها الخاص . الذي هو في العمق يحتاج الى لغة تعبير جديدة تحقق للشاعر خصوصيته وتميزه .
إلا ان قصيدتنا المحلية لم تفلت من تأثير جيل الرواد "السياب والبياتي وغيرهما" إلا لتقع تحت تأثير الجيل التالي له وبشكل خاص تأثير الشعراء الثلاثة الذين اشرنا اليهم ، وسعت للتعبير عن همها الخاص من خلال المزاوجة بين العام والخاص الذي هو صلب لغة التعبير لدى جيل سعدى يوسف والممر الاساسي الذي عبروا منه لتجاوز جيل الرواد.
ان قصيدتنا الجديدة قدمت تنازلا خطيرا.. حين لم تسع لبلورة قاموسها الخاص .. بل نسخت قاموس الآخر وتبنت همومه وتعاملت مع واقعها من خلاله حتى اصبح من النادر ان تجد قصيدة محلية تخلو من " يابلادي… يا وطني والبلاد التي… ويابلادى التي" الى أخر مفردات القاموس الذي يزعم دمج الخاص بالعام ، دون ان تتحقق خصوصية ما إلا لشاعرين محليين او ثلاثة .
** كل هذا تم – فى البداية باحتفاء من الرائد والمعلم المرحوم محمد حسن عواد وبتشجيع من شعراء مثل طاهر زمخشري وغيرهم ، او بموقف غير صلف من اولئك الذين يرفضون ان يحيد الشعر عن جادة الخليل بن احمد.
وأسهم هذا -على اختلافه – فى نمو القصيدة الجديدة وزاد عدد " هواة " كتابتها… وعدد الشعراء الذين يكتبونها مثل محمد الثبيتي وعبدالله الفيحان ومحمما جير الحربي ومحمد الدميني وقائمة طويلة من " الكتبة " والشعراء.
وبالرغم من ان النماذج الضحلة فى القصيدة الجديدة عربيا ومحليا اسهمت فى الاساءة لإنجازها وشككت فى مواهب كتابها.. إلا انها – محليا – وجدت صدى جيدا لدى جمهرة كبيرة من القراء والمثقفين حيث لم يكن هناك من يدعم رفضه للشعر الجديد برؤية واضحة ، تسعي لأن تكون منصفة حتى فى عنفها سوى الشيخ أبى عبدالرحمن بن عقيل .
اما الحركة النقدية فإنه لايمكننا القول إن هناك حركة نقدية ، رافقت ظهور او نمو القصيدة المحلية الجديدة … حيث كانت الجهود النقدية بعيدة عن مناخ تناولها… إلا من خلال بعض كتابات … الاساتذة عبدالله الماجد " توقف " ومحمد العلي … وسعد الحميدين .. ومحمد رضا نصر الله … وعلي الدميني… و…. وهى كتابات استفادت فى مجملها من اطروحات ومقولات النقد الذي واكب حركة الشعر الجديد.. ونما وتطور فى ظله .
ثم مع بداية الثمانينات الميلادية بدأت مرحلة نقدية جديدة تمثلت فى مشاركة عدد من الاساتذة الاكاديميين الذين درسوا النقد والادب فى اوروبا وامريكا وعادوا لتدريسه لطلبة جامعاتنا.
كانت المشاركة ايجابية تبنت بشكل او بأخر – دور المواكبة النقدية للحركة الابداعية واستثمارها كمجال تطبيقي للقيم والمناهج الجديدة التي نهلوا منها.
** هنا يجب ان نقول ان الحديث عن النقد الجديد بشقيه " الاكاديمى " وغير الاكاديمي يحتاج الى كثير من التأنى لان هناك مجالا كبيرا للالتباس فيه .
لذا فإنه يجب القول بدءا إن مشاركة النقد الجديد… كانت أمرا حيويا وهاما.. فقد استطاعت ان تخض السطح الراكد للحياة الثقافية فى بلادنا وتفتح لها دهاء جديدة تنبض بالحياة وتتطلع لتؤسس افقا نقديا جديدا.
وقد كان لتباين لغة الخطاب النقدي الجديد وتنوعه دور هام فى تشكيل تيار عام تبنى طرح مفاهيم نقدية وفلسفية جديدة .. رغم تباينها واختلاف وجهات نظرها وهو امر ايجابي جدا.
غير ان نقطة خلافنا الاساسية مع تيار النقد الجديد… تكمن فى ان هذا النقد تبنى فى مجال تطبيقه ابداعنا المحلي .. ومن خلال الشعر بشكل خاص .. وهذا فى رأيي هو الخطأ الفادح الذي تجنى على الشعر.. وجنى على النقد ايضا.
** ان المفاهيم النقدية الحديثة .. منذ بودلير ورامبو.. وانتهاء بالبنيوية وغيرها هي مفاهيم تبلورت فى ظل إنجازات فلسفية وحضارية ابداعية مختلفة وان كنا تلقفنا منها كثيرا من القيم الجمالية والابداعية الجديدة … إلا ان نتاجاتنا الابداعية عربيا ومحليا لم ترتق الى مستوى تلك الاعمال الابداعية التي تبلورت من خلالها المفاهيم النقدية الجديدة .
اننا ما زلنا دون مستوى تحقيق شروط كثير من مفاهيم الحداثة بل اسأنا تأويلها ابداعيا ونقديا.
ذلك اننا لم نقرأ جيدا شرطنا التاريخي الذي حتم علينا – طوال اكثر من قرنين – الا نكون شركاء فى المنجز الحضاري الانساني بل سعينا منذ بداية القرن للقفن فوق هذا الشرط قفزة حتمية فى محاولة لتبنى اطروحات فلسفية ونقدية جديدة ، تسعي لتحقيق "مواكبة ما" بالانفتاح على تلك الافاق الجديدة التي "اكتشفناها" من المنجز الانساني الحديث.
وليست الجهود الابداعية والنقدية منذ الاربعينات حتى الأن سوى محاولة مجهضة لتأسيس لغة ابداع جديدة .
لذا فإننا عندما نعود للحديث عن نقدنا المحلي الجديد نقول ان اول ما يلفت انتباهنا هو ان هذا النقد من خلال مناهج عدد كبير من اكاديميينا – ليس سوى نقد "مودرن " حاول ان يقترب -بهز الشكل او ذاك – من احدث المفاهيم النقدية فى العالم لكنه تبناها فى سياق يعزلها عن مسارات تطورها التاريخي.. وتجاهل الركام الهائل من ذلك التراث الابداعي والفلسفي الذي افرزها وقام بمحاولة نقلها للقارىء الحلي بطريقة تجسد هذا الفهم .
** ان تأسيس المفاهيم الجديدة .. لايتم إلا من خلال البحث عن أفق جديد تتبلور من خلاله الرؤيا… لتنبثق عن فهم جديد للقديم .. يؤسس لما هو ليس فيه.
لذا فإن النقد الجديد سيظل مفتقدا ما يقربه من وضع "تأسيس " لمفاهيمه فى بنية الثقافة العربية، ما لم يعد لركام النتاج الثقافي الذي بنى مارسته -منذ بداية الاربعينات حتى الآن – على مفاهيم فنية وفكرية حديثة ليعيد تقييمه ويعيد تقييم المفاهيم الفنية التي انطلق منها، ويبحث فى ركام نتاجه عما يمكن ان يؤكد القيم والمفاهيم التي ينادى بها.
** ان ركام الشعر العربي الحر – منذ البداية وحتى الآن – هو المجال الاساسي الذي يتيح للناقد فرصة التفاعل مع مفاهيمه الجديدة فى ضوء منجز ابداعي يقترب من تلك المفاهيم او يفترق عنها.
حيث ان ما لدينا من ركام شعري هو ركام غريب ادى لتشكيل فوضى غريبة فى الكتابة العربية وشوه مفاهيم الحداثة واساء لها بل انه اساء لفطرية "الموهبة " الشعرية العربية .. وشوه مفهوم الشعر الذي هو اساس الابداع العربي، لذا فمن الضروري جدا ان يقوم النقد الجديد بتأسيس رؤيته النقدية من خلال التعامل مع هذا الركام ، وليس من خلال القفز فوقه .. وتبنى التنظير للمنجز الابداعي الجديد وبطريقة يبدو معها كأن هذه المفاهيم النقدية لاتسعي للتأسيس بقدر ما تسعي لتقديم الناقد "المودرن " الذي هو في العمق مجرد ناقل او مترجم للمفاهيم التي انطلق منها، دون ان يكون قد فهمها جيدا.. او تفاعل معها بشكل ذهني وليس بشكل عاطفي.
لذا فإن هذا الذي تقدم يسعى للتشكيك -بالدرجة الأولى – فى صدق توجه الحركة النقدية العربية الجديدة … قبل ان يعود للحديث عن النقد السعودي الجديد ودوره فى اعاقة مسيرة القصيدة المحلية .
** جاءت مشاركة الناقد المحلي الجديد، فى الحركة الثقافية على هيئة تبن للا شكال الابداعية الجديدة فى القصة والشعر لكن بقفزة مشابهة لتلك التي اشرنا اليها فيما يتعلق بالنقد العربي وجه عام .
هذه القفزة جعلت نقادنا يقومون بـ "تفصيل " اثواب نقدية مودرن على جثث شعرية او قامات متفاوتة الطول والموهبة .. دون ان يسبب ذلك اختبارات تأسيسية تبلور الرؤيا النقدية من خلال نقد ركام الشعر الذي لعب دورا رئيسيا في بلورة لغة الخطاب الشعري المحلي الجديد.
هذه القفزة هي التي ادت لخنق اصواتنا الشعرية .. ربما بجرعة زائدة من الاوكسجين وقامت بخنق النقد ايضا لشدة فضاء الفراغ الذي وجد نفسه فيه .
** انني لن اشير هنا الى نصوص شعرية بعينها… ولن اشير الى كتابات نقدية محددة .. لانني اهدف لادانة الحركة النقدية بشكل عام على اختلاف توجهاتها وبتعميم قد يغضب الكثيرين .
كما انني لن اقلل من شأن المنجز الابداعي الشعري القليل … اذا ما تحدثت عن الحركة الشعرية الجديدة فى بلادنا بتعميم قد يغضب الكثيرين ايضا.
** ان حركتنا الشعرية الجديدة سواء من خلال انجازها او عبر الركام الكمي الذي شكلته ، مازالت فى طور التأسيس وص -حتى فى المتقدم منها- تلتقي ومثيلها عربيا فى ساحة ركض واحدة بعين الى الامام واخري الى الوراء.
اما الحركة النقدية الجديدة فقد كانت من العجلة فى امرها… الى الحد الذي دفعها لتبنى اول ما يصل الى يديها من نتاج شعري واضعة نصب عينيها المنهج "المودرن " الذي تتمثله وليس العمل الابداعي نفسه … او فى عمقه على الاقل .
وفى استحضار استعراضي أعادت طرح كثير من المقولات والمفاهيم النقدية والفنية الحديثة التي تمثلتها بعد أن قامت بعزلها عن سياقها التاريخي نظريا وابداعيا، واخذت تطبقها على ابداعنا المحلي فى معزل عن سياقها التاريخي ايضا.
ان طرح المفاهيم النقدية والفنية "اكاديميا" لا يعزل المنهج الجديد عن سياق تطوره التاريخي لكن لان ناقدنا يخلط بين التجديد فى الطرح وبين الطرح " المود رن " فقد تعالى الناقد على النص الابداعي لانه فى الاساس انطلق مدفوعا برغبته فى ايصال ذلك " المودرن " الذي درسه او تبناه .. دون تبصر أو روية بالسياق التاريخي الذي انتجه .. ومن ثم فقد تحقق له على ساحة مثل ساحتنا الثقافية ، ان يكون مباغتا ومدهشا.. ويبدو لى ان تلك كانت غايته الاساسية .
** " اتكتب شعرا جديدا وانت تعيش حياة قديمة "؟!
هذه المسألة التي أشار لها احد الشعراء العرب .. هي صلب القضية التي تقوم عليها مقولات الحداثة الانسانية حضاريا وابداعيا.
لذا فإن على الناقد العربي الجديد – والمحلي بالضرورة – أن يعي ان مهمته الاساسية هي العمل على بلورة مفاهيم حداثة عربية تجسد خصوصية تجربتها بكل ركامها الابداعي التاريخي… وتتمثل طبيعة علاقتها الشائكة ، والمعقدة بمفاهيم الحداثة في العالم ، حيث ان الثقافة العربية لن تستطيع التنصل من شرطها الحضاري.. بل انها فى ضوئه تتواصل مع موروث الحضارة الانسانية .
وما القفز من فوق هذا الشرط إلا بدافع تقديم استعراض نقدي… كدليل على التواصل مع انجازات الثقافة الانسانية من خلال "البضاعة" التي اخذناها منهم لنرى انفسنا من خلالها، بشكل مبتسر.
من هنا يمكن القول بفداحة الدور السلبى الذي لعبه نقدنا المحلى بمختلف الطرق التي تعامل بها مع النص الابداعي المحلي … مع الشعر الجديد بوجه خاص .
** لقد تجسدت اهم سلبيات النقد المحلي … من خلال اساءته للنص بسوء تأويله له .. ذلك ان تأويل النص لم يتم من خلال استنطاقه عبر معطياته الذاتية التي يمكن ان تمنحه خصوصية ما… وعبر المعطيات العربية – سياسيا وفنيا وحضاريا – والتي ليس شاعرنا المحلي – فى الغالب -سوى رد فعل لها.
بل تم استنطاق الشعر المحلي .. بما يريد منه المنهج النقدي ان يقول .
ومن ثم قام النقد بخلق "هالة احتفالية " حول النصوص -التى انتزعها من سياقها -لم تكن فى عمقها سوى "هالة " تحتفل – "المنهج " النقدي الجديد وليس بالنص الشعري نفسه .
هذه الهالة شوهت النص الشعري… وجعلت كثيرين من اولئك الذين يرفضون التجديد الشعري يسعون لتشويهه بطريقة معاكسة تهدف الى تسفيه مقولات النقد الجديد – "تسفيه " الشعر الذي يحتفل به .
اي ان المنهج النقدي الجديد تمكن خلال فترة وجيزة من طرح المفاهيم التي يتمثلها والتي هي فى العمق مرتبطة بسياق تاريخي وابداعي مغاير ونجح فى اثارة الجدل حولها.. دون ان يتمكن من سد شفرات المنهج او سد الثغرات الفنية التي نفذ منها المعارضون لمقولات الحداثة.
هذا بالاضافة الى انه حقق اكبر اساءة للشعر الجديد بعدم تبنيه لدور نقدي فاعل يقوم بالاساس على رفض وتحجيم كل ركام النصوص الشعرية المحلية الرديئة التي يدعى اصحابها تبنى اطروحات ومقولات الحداثة لها بل سعى للاحتفال بها من خلال غض النظر عنها، وبصورة سافرة تثير الاخوين ضدها.
ان عدم تبنى النقد الجديد لمواجهة عنيفة تقوم على هضم مقولات ومفاهيم الابداع الانساني الجديد، وفهمه السطحي للمقولات التي تبناها جعلته يكتفى بأخذ النصوص التي يمكن له ان يقول من خلالها "منهجه" تاركا الساحة تحفل بعدد كبير جدا من النصوص الرديئة التي تتخفى خلف المقولات التي يتبناها هذا النقد.
ان هذا هو الذي شك فى مصداقية مقولات النقد.. وشكك فى هذه الجماليات التي لاتنتج إلا مثل هذا الشعر.. جعل الآخرين يتحسسون وتتبلور لديهم ردة فعل قاطعة ، خوفا على جماليات الموروث من هذا العبث .. بل وذهبوا لما هو ابعد من ذلك كثيرا.
** هذه هي الاساءة الحقيقية التي قام بها النقد المحلي الجديد لحركة الشعر المعاصر فى بلادنا… وهى تحتمل الكثير مما يمكن ان يقال عنها، وعن كثير من المهازل التي كان النقد فارسها.
لكننا سنترك هذه التف اصيل .. لانها ليست – بحد ذاتها – ما نهدف اليه … بل نسعي لطرح الامر بشمولية تطال الممارسة النقدية بشكل عام .
الى ذلك فإنني لا اسعي لكسب عداء أحد… بقدر ما انا استجيب لهاجس ظل يشغلني منذ سنوات بعيدة … وكنت ابوح به للاصدقاء والزملاء والنقاد… اعرف انني تأخرت فى طرحه … لكنه الح علي كثيرا… وهأنذا استجيب .
عبدالله باخشوين : كاتب من السعودية .
ليس محافظ التقليد مع الخطأ،
وليس خروجا التصحيح الذي يحقق المعرفة
***
وجدتني مسوقا الى معودة هذا الشعار،
وانا اعالج بنظرات شرعية جديدة،
بعض متفرقات من تحديات عصرية
رغبة في ابداء ما يعد قديما قديما.
بانه الجديد الجديد، ولكن في بؤبؤ عين غير حولاء.
عبدالله العلايلي