تأليف: سيلفان تيسّون(1)
ترجمة لينا بدر *
إنه الصيف وسيبيريا تصطخب بالحياة. الدببة تصطاد، الشلالات تهدر، الذباب يئزّ. تحت شجيرات حَبّ الآس تتلاقح الكائنات، تتشابك قرون الاستشعار، تزول أغماد الأجنحة، تتناطح البطون، تتلاثم الخراطيم. التوندرا(2) برمتها منشغلة بالإنجاب. لن تطولَ طقوس العربدة هذه، قريبا سوف يحلّ الشتاء وقساوته لتعود العفّة وتسود مع طهارة الجليد الناصع، وسرعان ما تنتهي حمّى الرغبات وإغماءات الحب.
ثمة صيادٌ كان عائداً باتجاه ساحل البحر في شمال القارة، بعد أن أمضى هناك أربعة أشهر. كان الموسم مثمرًا، إنه يحمل فراء حيوانات برية. سوف يبيعه لتجار الجملة في مدينة الميناء ليصنع منه الحرفيون أكمامًا مستعارة وقبعات ومعاطف. هكذا هي الحياة، يُقتل الحيوان كي ينعم الإنسان بالدفء. ذئب السهوب يغدو مفرشاً أمام السرير، ودبّ الجبال بطانة لمعطف المطر.
يجهّز الصياد قاربه. سوف يبحر في مجرى نهر لينا(3) مسافة ثمانمائة وخمسين كيلومتراً تقريباً حتى المصب حيث تنتظره عائلته. إنه رجل من شعب الياكوت(4)، سليل عِرق من سكان التوندرا الذين يطوفون السهوب منذ فجر التاريخ. صغير القامة، قوي البنية، يستطيع تحمّل الشتاءات التي تصل بعد الصيف مباشرة. معالم وجهه منحوتة بالإزميل، فمه ندبة في وجه لا يبتسم إلا لرؤية دم الطريدة، وعيناه ثلمان يخترقان الضباب، وها هما تلمحان فوق النهر نقطة تزداد وضوحاً. إنها قارب آخر يجرفه التيار.
القادم الجديد هو صياد أيضًا، من السلالة نفسها، له الملامح نفسها، الملابس نفسها، الحياة نفسها. مع ذلك لم يكن يعرف أحدهما الآخر، فالقادم أصله من سهل آخر أبعد نحو الشرق، على مسافة بضعة عشرات من الكيلومترات. كان من عالم آخر، دنا من الضفة وألقى التحية على الرجل الأول:
_ اسمي إنجيتشاك.
_ وأنا كوليبياك.
انتهى وقت الصيد في التوندرا، وكانت أكياسهما محشوّةً بالفراء. بحوزة كل واحد منهما ثروة. وها هما ينزلان النهر للأسباب نفسها: لقاء الأهل، تحويل غنائم صيدهما إلى روبلات، والاستمتاع بالراحة ومتع المدينة، على الرغم من أن تلك الأمور في عرفيهما كانت نسبيةً جدًّا. بدآ يتبادلان المزاح، وجاءا على ذكر دكان صغير يمكن العثور فيه على مشروب الفودكا الأصلية مقابل بضعة كوبيكات. لماذا لا ننزل النهر جنباً إلى جنب؟ كانت قد مضت أربعة أشهر وكل واحد منهما بمفرده ولم يرَ إنسانا… تمّ الاتفاق!
راحا يجدفان، لم يكن النهر صاخباً، سوف يزداد هيجانه في وقت لاحق، هناك في قسمه المنخفض، عندما تصل الروافد كلها في آخر مجراه لترفع منسوبه. مرّت الأيام بين الضفتين والجدّافان يتّجهان باطراد نحو الشمال، يجدر الإسراع في الحركة قبل أن تعيق الثلوج الجليدية مجرى النهر.
في صباح اليوم الرابع ظهر تسرّب مياه في قارب إنجيتشاك، فسحبا القارب نحو الضفة لإصلاحه. كانا في غمرة انشغالهما بخياطة الثقب عندما وصل دبّ. لم يرياه إلا في آخر لحظة. وحش جائع بعد أيام من الصوم ومصاب بجرح بليغ. جعله الألم مجنونًا فهاجم الرجلين. كانت البنادق في قعر القاربين! تفاهم الرجلان الياكوتيان دون كلام. استلّ إنجيتشاك خنجره الطويل متأهبًا لصدّ الهجوم، غاص كوبيلياك في القارب، التقط بندقيته، لقّمها وسدّد، ثم أطلق البارود نحو رأس الدبّ الذي انهال فوق رفيقه. تخلّص الرجل الياكوتي من كتلة اللحم والفراء.. ما من إصابات. «ماذا لو نبقى هنا إلى الغد؟ قالا لبعضهما… ليلة هادئة نستريح فيها قبل أن نستأنف طريقنا في مجرى الأمواج…» قطّعا لحم الدبّ. هنّآ نفسيهما على زيادة غنائمهما قليلاً، وتلذذا بقطع الذبيحة المشوية على النار. كانا قد انتهيا من إصلاح القارب. سوف يعاودان الرحيل في الغد. أمضيا الليلة نائمين في العراء فوق رمال الضفة.
في اليوم التالي، تركا هيكل الدبّ وباشرا مرحلة طويلة. قبيل الوصول إلى الضفة للمبيت هناك، توضّع قارب كوبيلياك عرضياً وسط تيار دوّار. كان الرجل الياكوتيّ ملاحًا ماهرًا ويعرف التحرك أسرع من السرعة، لكن الوقت داهمه هذه المرة وغلبه التيار. فقد مجدافه وبدأت المياه تندفع لتغرقه. كان لديه الوقت الكافي لالتقاط رزمة الفراء التي يتعلق بها مثل حياته. غاص القاربُ واعترى كوبيلياك برد شديد قطع أنفاسه. جرفه التيّار وصار ثقل جلوده التي لا يريد التخلي عنها يجرّه نحو القاع. فجأة ظهر إنجيتشاك الذي كان يناور للوصول إليه. تعلّق كوبيلياك بالقارب ونجا. قاد إنجيتشاك القارب إلى الضفة مع الناجي من الغرق. أشعلا النار، وها هو كوبيلياك يتدفّأ. لقد تم إنقاذ الأساس: الفراء والحياة! كان القارب قديماً ولا يؤسف عليه. سوف يتابعان نزول النهر معاً في القارب نفسه، ينحشران فيه ويتناوبان على التجديف. سوف يضحكان بعد أن يصلا إلى المدينة على رحلة نزول نهر لينا هذه: تسرّب المياه، الدبّ، الغرق… كانت ألسنة اللهب دافئة. سوف تستمرّ الحياة.
النار في التوندرا تُرى عن بعد. إنها إشارة، منارة في محيط الأراضي اليابسة. نار إنجيتشاك وكوبيلياك كشفتها أربعة أزواج من العيون لقطّاع الطرقِ الكبرى، لصوصٌ محترفون. أربعة أشقياء مسلحون يمارسون القرصنة في ساحات سيبيريا، من كامتشاتكا وحتى الأورال، ومن البحار الجليدية حتى حدود منغوليا، زعيمهم من قبائل البوريات والثلاثة الآخرون من شعب الياكوت. كانوا يدرسون حركة مخيّم الصيادَين بالمنظار من بعيد ويعدّون خطة في الظلام. باغتوا إنجيتشاك وكوبيلياك فجأة ووضعوا أفواه بنادقهم فوق وجهيهما مطالبين بالفراء والمال والمعدات. لكن الياكوتيين لم يكونا لقمة سائغة، فقد أمضيا لتوهما أربعة أشهر وحيدين شاردين في تخوم الأرض يطاردان الدببةَ والذئاب. هما نفسيهما تحولا إلى وحشين. بركلة من رجله أرسل إنجيتشاك جذوة لاهبة إلى وجه البورياتي. أما كوبيلياك فقد تدحرج على جانبه وأمسك بجذوة حطب في الوقت نفسه الذي سحب فيه سكيناً من جزمته. بضربة نحو اليمين أعمى بصر أحد الرجال وحرق قرنيته، وبضربة نحو اليسار، أصاب الآخر. كان يتهيأ لنجدة رفيقه، لكن إنجيتشاك كان قد ذبح البورياتي وانتهى من خنق الياكوتي الثالث. جرى كل ذلك في غضون دقيقة واحدة، رميا الجثث في المياه الباردة، وأمضيا الليلة ساهرَين يرقبان العتمة.
هل القدر هو الذي اختارهما؟ لماذا تنهال عليهما النوائب هكذا؟ هل كان عليهما التكفير عن ذنب ما؟ في اليوم التالي أدركا أنه لم يعد معهما خرطوش، فقد تدحرجت في عراك الليل إحدى العلب فوق الصخور حتى سقطت في النهر، ووقعت الأخرى أثناء غرق كوبيلياك في الأمس. بماذا سيتغذيان من الآن فصاعداً؟ يستحيل الصيدُ البري، كما أنّ الصيد النهري ليس ممكناً. خيوط وسنانير كوبيلياك غرقت مع قاربه، وإنجيتشاك ليس معه عدّة صيد. سوف يكتفيان بثمار العنبية، قالا لبعضهما: سوف نقطف حبات العنبية ونغلي جذور النباتات. لقد تغلبنا على أسوأ العقبات… سوف نتجاوز هذه أيضاً، خمسة عشر يوماً من الصوم!
ما كان ينقص هو العاصفة، والعواصف في سيبيريا تنقضّ مثل الجوارح. كان حراس معتقلات غولاغ يعرفون تمام المعرفة أن قساوة المناخ توقف الهاربين مثلها مثل الأسلاك المكهربة. فجأة أصبح كوبيلياك وإنجيتشاك مثل سجينين فارَّين، أسيرين للعذاب يعدوان في الشتاء السيبيري، سمكتين في مصيدة العاصفة. تحوّل نهر لينا إلى محيطٍ من الأمواج، وصارت السماء فولاذية تحجب الشمس وتلقي بظلّ حالك على الأرض. كانت الرياح تحمل رذاذ المطر وتقتلع الدموع من عيون الرجلين الياكوتيين اللذين التجآ إلى الضفة ليحتميا تحت القارب. الجدّات على حق حين كنّ يقلن: «إن آلهة السماء هي التي تحكم الأرض وتقود الرقصة الكبرى». هزيم رعد في السماء، أجساد ترتجف، وأسنان تصطك… بعد أن مرّت العاصفة، عادت السماء جلية صافية من جديد، وتابع كوبيلياك وإنجيتشاك سباقهما محمولين على نهر لينا العظيم.
مرة أخرى سار بهما الزورق بتوازن أياماً وأياماً فوق مجرى المياه. الجوع والبرد والعواصف كانوا يتعاقبون عليهما كحبات المسبحة. أصابهما الإعياء، تراكم التعبُ وأرخى بثقله فوق كاهليهما، فارقتهما القوة، وصار المجداف ثقيلاً كالصخر تعوقه المياه كأنها أعشاب نهرية. توقفا. سحبا القارب بعناء إلى الضفة. ليس هناك سوى العنبيات يقتاتان بها.. تطلب إيقاد نار ساعة كاملة. خال لهما أنهما أقاما كوخًا من الأغصان في حين لم يجمعا أكثر من كوم من الطحالب. بالكاد تدفآ على النار الواهنة، ثم تابعا طريقهما مع مجرى النهر. يوماً بعد يوم، كان التيار الجارف يحمل هيكليهما المختلجين.
رغم كل ذلك، عثر كل واحد منهما في داخله على لبّ غذاء جديد. إنها الصداقة، كانت مصاعب الساعات الأخيرة قد شدت الأواصر بين قلبيهما. خلال بضعة أيام أنقذ كل منهما حياة الآخر أكثر مما يتاح للمرء القيام به في حياة بطولها. وجد كل منهما في الآخر صورته التي ظهرت فجأة في عزلتهما المشتركة، فعلا ما لم يفعلاه قط خلال سنين الصيد. لقد تحدّثا وحكى كلّ منهما للآخر عن مكنونات قلبه وفتحا حقائب أسرارهما.
باح إنجيتشاك لرفيقه أن لديه زوجةً من قبيلة الياكوت المقيمة عند مصبّ النهر، فتاة من الساحل تبرع في رعي الغزلان. كان يكنّ لها الكثير من العاطفة ويرغب في ملاقاتها بسرعة. أثناء وجوده في التوندرا كان يحلم بها، ينظر إلى نجم القطب وهو يفكر بعينيها، يشرب دم الدب نخب خصوبتها، يداعب الطحالب وزغب الأشنيات فتتذكّر يده نعومة جسدها. ولغرابة الأمر، كان إنجيتشاك يشدّ على المجداف وهو يتحدث كمن يريد تقليص المسافة التي تفصله عنها. كان يعرف أنه سيقضي الشتاء كله بقربها، وكان مجرد التفكير بالليالي الدافئة التي سيمضيها بين نعومة ملمس الشراشف وبشرتها البيضاء يشعره بالسعادة. حكى له كيف تأتي زوجته الجميلة كل عام في الفترة نفسها لتقف عند الضفة وترقب القوارب. سوف تسهر عند جسر الزوارق وتلوّح بيديها ما إن تلمح ظهور قاربه.
ماذا عن كوبيلياك؟ هل كان لديه زوجة هو الآخر؟ هل يعرف مشاعر ألم الفراق؟ نعم! هناك من ينتظر كوبيلياك أيضاً! لكن قصته أكثر تعقيداً. لم يسبق لكوبيلياك أن تحدّث في الأمر مع مخلوق. كان إنجيتشاك أول من يتلقى اعترافه، وهو يستحق ذلك. الدبّ، العاصفة، هجوم اللصوص، الغرق، لقد أصبح أخاً له. يستطيع الآن أن يسمع كل شيء. كوبيلياك يحب امرأة متزوجة من المدينة. هي أيضاً تحبّه. عرفها السنة الماضية في موسم الصيف ولم يرحل إلى الصيد متذرعًاً بجرح أصابه. في الحقيقة، كان قلبه هو المجروح. هذه السنة كان عليه أن يتركها لإحضار الفراء لأنه يفتقر إلى المال، لكنه الآن بشوق للقائها. كانا يتدبران أمر لقاءاتهما سرّاً، في الليل، عند الفجر، أثناء النهار، في أي وقت كان… كان كوبيلياك يحب الخفاء، فهو يمارس العشقَ كما يمارس الصيد: بالترقب وهو عارف أنّ العدو موجود في كل مكان.
لم يستسغ إنجيتشاك فكرة مشاركة سعادة الآخرين هكذا، ففي عرفه لا يعتمد الحب على التقاط الفتات الذي يتركه الآخرون. غير أنه لم ينبس ببنت شفة، حتى إنه ضحك عندما حكى له صديقه عن حوادثه الليلية العارضة، وغزواته العاجلة… أنّى له أن يلوم منقذه وأخاه؟
كانت الأيام الأخيرة هي الأصعب. لماذا كان يبدو مصب نهر لينا يتراجع كلما تقدم القارب وأذرعهما المنهكة تنهش النهر بالمجدافين؟ مع اشتداد المصاعب كانت الأجساد تزداد إعياء ويتعاظم التواطؤ في عيون الياكوتيين. كانت المخاطر قد خلقت الصداقة، ومشاطرة المحن صانتها.
أخيراً انكشف الأفق. جلت المناظر واتسعت إلى البعيد تاركة وراءها التعرجات الصعبة، وعبق الجو برائحة طمي مالح. نهر لينا يتّسع، بعدما كانت الضفتان تتقابلان كانعكاس مرآة عبر منطقة التوندرا. ها هما تتباعدان الواحدة عن الأخرى ويضمحل التيار في كتلة المياه الراكدة. يجدر بهما أن يشدّا العزم أكثر الآن. لاحت أعمدة دخان المصانع المتماهية مع السحب. إنه المصبّ، البحر، المدينة في البعيد. وقريباً سوف يلمحان أول القرى. لقد انتصر الصيادان الياكوتيان، عادا مثقلين بالفراء واغتنى كل واحد منهما بالآخر.
لم يسبق أن كان الصيد وفيراً هكذا. أحضر كل واحد منهما بالإضافة إلى غنيمته أخاً!
لاح الرصيف.
لم يخطئ إنجيتشاك. زوجته هناك فوق جسر القوارب. كانت قد ارتدت ملابس الياكوت الخاصة بالأيام السعيدة، زيّاً مصنوعاً من قماش اللباد المطرّز.
مفاجأة! عشيقة كوبيلياك جاءت أيضاً! كيف عرفت أنه سيصل اليوم؟ كان كوبيلياك منفعلاً كما كان في الليلة الأولى. لم يسبق لأيّ امرأة أن انتظرته بعد عودته من رحلته.
كان المشهد رائعاً، شعرها يتطاير في الهواء، ذراعاها ملساوان بيضاوان. في خواء القطب ينتهي الحال بالمرء إلى نسيان وجود روائع كهذه. شعر كل من إنجييتشاك وكوبيلياك لدى هذا المشهد بالسعادة تغمرهما.
هنأ أحدهما الآخر.
كان كل واحدٍ منهما متعجبًا بعض الشيء من رؤية عيني الآخر تبرقان وتستعجلان الوصول إلى الشاطئ. ذلك أن فوق الجسر الخشبيّ المتداخل في مياه نهر لينا العظيم، وسط الأولاد الذين يلعبون والحمّالون الذين ينقلون الصناديق، لم يكن هناك سوى امرأة واحدة.
الهوامش
1 – سيلفان تيسون، كاتب ورحالة فرنسي من مواليد باريس 1972م. يتبع أسلوب المشّاء في حياته كفلسفةٍ استوحاها من الشاعر الألماني غوته الذي تحدّث عن السفر دون قيوٍد مستجيباً لنداء الخارج دون أن يولي نظرة واحدةً على ما يتركه وراءه. قام بالعديد من الرحلات في العالم معظمها سيراً على القدمين أو على دراجة هوائية. يكتب عن تجاربه الفريدة بالإضافة إلى القصص القصيرة والمقدمات ونقد الأفلام، ويشارك في مجلات أدبية وجغرافية عريقة. الكثيرُ من أعماله نالت جوائز أدبية رفيعةً، وقد أصبح رمزًا من رموز المدافعين عن البيئة وحقوق الإنسان. ويستضاف في العديد من البرامج في فرنسا وأوروبا كرحالةٍ وكاتبٍ استثنائي.
2 – التوندرا: منطقة جغرافية قريبة من القطب تندر فيها النباتات لقصر النهار وبرودة المناخ. تضم مناطق شاسعة من شمال روسيا وكندا وهي موطن لعديد من الشعوب والقوميات.
3 – نهر لينا: نهر عظيم في سيبيريا الشرقية، ينبع من منحدرات جبال بايكال وينساب باتجاه الشمال الشرقي لمسافة 4,400 كم ليصبّ في المحيط المتجمد الشمالي.
4 – الياكوت: أو الياقوت شعب يسكن في أكثر المناطق برودة في العالم، شمال شرق سيبيريا.