المرأة التي صافحته البارحة
على عجل
تركت في كفه
خمسة أصابع
وعينين في كأس يتكلم.
2
يتصور نفسه دائما
هكذا:
هيكل عظمي على الجدار
وبداخله بندول
يشير دائما
إلى الغروب
3
متى ضاقت اليد
بالكلب الذي يقودها, شرع الفم
في النباح
متى توقف عند جدار
بثلاثة قوائم!
4
ثلثه الأسفل
حديد خالص
وثلثه الأعلى رأس بعينين واسعتين
ترسلان عند ثلث كل قرن
دمعتين من زجاج.
5
مائدة بأربعة كراس
وأربعة غربان
على أربعة أكتاف
الجميع ينتظر منذ أربعة أيام
سقوط القناع عن وجه
بأربعة ملامح.
6
جبهة عريضة هي ما ينهي
قامة آدمي
كلما تكلم
ابتعدت السماء أكثر
وكفت أن تكون سقفا
لجميع الجباه
7
المسامير على الحائط
تشد نظرته جيدا
النافذة الصغيرة مشرعة على
صباح الشاحنات
لكن الكائن الذي يطل منها
لا يتذكر جيدا الحياة
8
ذاهب الى العمل
مع طابور من الناس الآليين
الذين لا يحتاجون الى كأس قهوة
بعد كل عرق
عند كل رمشة راحة
9
معطف الشتاء أبدا
يلف الفيلسوف
تماما مثل أفكاره الصوفية, التي
تخشى برد الحياة.
10
جلده المنحسر
على الوجه
يكشف عن ابتسامة مخربة, هي
غالبا ابتسامة قتيل
يده منحسرة على الأرض
11
سيارة تتحرك ببطء شديد
على متنها أربعة أقنعة, العجائز يرغبون في
الوصول متأخرا
لأنهم اكتشفوا أخيرا أن الحياة
مرت مسرعة.
12
الجنود في أعياد الميلاد
يفرغون ذخيرتهم المتبقية
في رأس السماء
قبل أن يتبادلوا الأنخاب مع
الجثث المرتقبة.
13
عظام نشيد
خلدت للراحة, بعدما خرجت
من فم الجندي
الذي حيى الوطن
قبل الموت.
14
صهيل في علبة, هذا آخر عهد
بالتراب, بالخيول
ولن نجد بعد اليوم
سرج سابح
إلا في بيت المتنبي.
15
أوركسترا لصوص
تعزف سيمفونية الثورة التي ستعيد
الرسمال
غادة لعوب في علب الليل.
16
في العين مياه ملوثة
لهذا كل نظرة جديدة
تقذف موجة من السمك الميت.
17
عندما تتهشم الآنية
يرمي بك في حفر المقابر
بعد أن تمتص الأرض السائل الذي رعيته
كل العمر.
18
قنديل ينور القبو
الأشياء تفرك عيونا متعبة
ستراني
أحمل قدما
على أخرى
متسللا الى البيت.
19
يحدق وجهه حينما يقرب
من حافة النهر
الحصى في الأعماق يصلي على روحه المبذولة
من أجل رد العافية الى الحياة.
20
ثمة أضواء تتراقص
ثمة زوج من الأحذية يعبر الشارع
ثمة يدان محشورتان في الجيب
ثمة كرة صغيرة قابلة لنسف المدى جهتين
واحدة للرأس
وأخرى للأقدام.
نبيل منصر شاعر من المغرب