اختير الفيلم للدعم من قبل مؤسسة الآرتي الفرنسية من بين أربعين فيلما من أنحاء العالم، هو وفيلم بريطاني عام 2005
تم تحويل السيناريو إلى فيلم حاز الجائزة الذهبية في الملتقى الدولي للسينما العربية بمدينة نابل بتونس، كما حاز على جائزة أحسن ممثل للممثل مجيد عبد الواحد لتمثيله شخصية العقيد سيف.
السيناريو
تظهر اسم الشركة المنتجة مع المؤسسة الداعمة للفيلم .. مع أصوات موكب رئيس البلاد صفارات الموتورسيكلات التي تتقدم الموكب تسمع مع كتابة التايتل الأول.
المشهد (1) نهار خارجي – موكب الدكتاتور
يتوجه موكب الدكتاتور باتجاه القصر للاحتفال بذكرى عيد ميلاده. كمية كبيرة من سيارات المخابرات تمشي أمام وخلف سيارته. وسيارات فيها جنود مدججون بالسلاح، ويتقدم الموكب كوكبة من الموتورسيكلات. ثمة سيارة ثمة حارسان يرميان الورد على سيارة الرئيس.
أسماء الممثلين الرئيسيين فقط
أسماء مدير التصوير ومدير الانتاج والمونتير والموسيقى
اسم المخرج
فيلم لـ قاسم حول
مشهد (2) نهار خارجي – بيت المغني
المغني بشار البصري عند شرفة منزله الخشبية المزينة بالشناشيل التي تشتهر بها مدينة البصرة، وهو يتطلع إلى ابنته التي تتهيأ للذهاب للمدرسة. فيما زوجته تخرج الخبز من التنور وتهيئ سندويج لابنتها.
الزوجة:
بشار .. أسرع ولا تتأخر
عن موعد الاحتفال
من شباك المنزل الذي يطل على حديقة البيت وفيما ابنته تهيئ حقيبتها للذهاب إلى المدرسة، تصل الزوجة حاملة الخبزة لتضعها في حقيبة الطفلة وينزل المغني من غرفته حاملا آلة العود.
ابنته تقول له.
الابنة:
– بابا، أغنيتك هذه عيد ميلادك سعيد
لا أحبها.
يجيبها الأب مبتسماً
الأب:
أنا أيضا لا أحبها
صرنا اثنين لا يحبان الأغنية!
الابنة:
هل تعرف أية أغنية أحبها حقا؟
الأب:
ما هي الأغنية؟
تغني الابنة مع الأم والمغني
يجب وضعه لحظة انتظار واصغاء للمغني
قبل بدء البنت والأم في الغناء .. ثم فجأة تغني الطفلة مع الأم ويغني الأب معهما.
الثلاثة يغنون أغنية:
يا نبع نبتة الريحان
هب حنانك للعشاق
فقد تلاشت قوة الجسد والروح
ويكاد العاشق أن يصاب بالنحول
الأب ينظر إلى الأم متغزلا بها غناءً
اليوم الذي وقعت فيه بالحب
أصبحت هائما يا جميلتي
يلاحظ أن هذه الأغنية التي يستهل بها الفيلم ستكون بمثابة “ثيمة” للفيلم لتؤكد عشق المغني للحياة المتناقضة مع سلوك الدكتاتور. فهي بداية الفيلم وينتهي بها الفيلم.
مشهد (3) نهار خارجي – شوارع
السيارة تسير في شوارع وسط بساتين النخيل ما يوحي بأن بيت المغني بعيد عن القصر الذي يقيم فيه الدكتاتور الحفل لمناسبة عيد ميلاده. الأغنية ذاتها مغناة مع الموسيقى وهي من المفترض دراميا أن تكون الأغنية المحببة عند الناس والتي جعلت منه مغنيا محبوبا ومعروفا.
مشهد (4) نهار خارجي – كورنيش
على ساحل النهر الذي يقع فيه القصر الرئاسي للدكتاتور والذي تمتلئ مسافاته بالحراسات وصل الشاعر وزوجته وهما مدعوان للحفل. الكاميرا تسير معهما. يشاهد أن النهر فيه سفن قد تم قصفها أثناء الحروب المشتعلة في المنطقة. واضح أن زوجة الشاعر تشعر بالحزن عندما تنظر إلى جسد سفينة نابتة داخل المياه. والنهر مليء بالنفايات الكيماوية ولا يستطيع الناس أن يشربوا منه. تتوقف الزوجة وتقول لزوجها.
الزوجة:
يا الهي .. عندنا هذا النهر العظيم واحنه عطشانين. والمياه ملوثة بسبب الحروب.
الزوج:
انتبهي حبيبتي. لا تتحدثين بهذه الموضوعات ونحن في الحفل، احتمال تكون هناك ميكروفونات تلتقط أحاديثنا. انتبهي ولا تقولين زوجي لم ينبهني!
الزوجة:
بدأت تكشف لي عن شخصيتك الحقيقية. كل يوم تعود من العمل في الجريدة، وأنت تتباهى مثل الديك. اليوم أراك مرعوباً!
يخرجان من الكادر ..
مشهد (5) نهار داخلي – مدخل القصر.
يدخل الضيوف المدعوون وجلهم من السفراء والهيئات الدبلوماسية وبعض الشعراء المتحذلقين وهواة التزلف للدكتاتور بينهم عينات رافضة للكذب .. سوف تتحدد ملامح الشخصيات وسوف نتعرف على مشاعرهم.
من زاوية عالية تطل الكاميرا على مدخل القصر الرئاسي للدكتاتور. وفي المدخل رجال المخابرات والمراقبين. سكرتيرة ابن الرئيس “سعاد” تنتظر صديقتها “هند” التي تحلم بأن تحصل على فرصتها كمذيعة ومقدمة برامج تلفزيونية. تشاهدها بين المدعوين قادمة فتذهب نحوها لاستقبالها.
صديقتها هند تسأل سعاد:
كيف تمكنت من توفير تذكرة الدعوة لي؟
السكرتيرة:
هل هذا سؤال يوجه لسكرتيرة ابن الرئيس. بالمناسبة بشار البصري اليوم سوف يغني في الحفل.
هند:
وما أهمية ذلك؟
سعاد:
كيف تقولين ما أهمية ذلك؟ الأ يعجبك غناءه؟
هند:
يغني بشكل جميل، ولكن ما أهمية ذلك؟
سعاد:
اذا سنحت الفرصة فسوف ألتقط معه صورة.
يشاهد المدعوين وبينهم الجنرال سيف وزوجته .. يستقبله نائب رئيس المخابرات. يقول له.
نائب المخابرات:
مبروك سيدي. مبروك الترقية الجديدة
الجنرال سيف:
شكرا، هذي من بركات السيد الرئيس القائد
نائب المخابرات:
عاش السيد الرئيس
الجنرال سيف:
عاش.
مشهد (6) نهار خارجي – حراسات النهر
مجموعة من الجنود المدججين بالسلاح خلف المتاريس وهم يراقبون النهر لأن قصر الدكتاتور يقع على ضفة نهر واسع عريض. يمر زورق فيه امرأتان تجذفان في النهر، فيشاهدهما رئيس الحرس. فيصيح صوبهما.
مشهد (7) نهار خارجي – بساتين
المغني في سيارته بين بساتين النخيل وفي ذهنه أغنية كان قد سجلها وهي أغنية “تاذيني .. يا ولفي ليش تاذيني” يمر على الناس والناس يسلمون عليه.
الكاميرا في السيارة خلف السائق تشاهد بساتين النخيل وتشاهد من خلاله امرأة تنتظر في الشارع الترابي وهي بالعباءة السوداء. المرأة تتوجه نحوه فيتوقف في سيارته. ويدور بينهما الحوار التالي:
المرأة:
سلام وعليكم
المغني:
أهلا .. هل عرفتني؟
المرأة:
طبعا ..
أنت المغني بشار البصري
المغني:
نعم بشار البصري
المرأة:
أطلب مساعدتك.
لقد أعدموا زوجي منذ عام 81
وبقيت وحدي أعيل الأطفال حتى كبروا
والآن يعانون من حالة نفسية مرهقة
وليس عندي ما يوفر لهم العيش.
وليس عندي سكن
ليس من يساعدنا.
وطلبي منك أن توصل هذه الورقة
وهي رسالة فيها معلومات
عن زوجي الذي أعدموه
واسمه كاظم علي حسن .
وأنا اسمي فضيلة علي ناصر
المغني:
نعم .. اسمك واسم زوجك مدون هنا
وأنا سوف أغني هذه الليلة
في عيد ميلاد الرئيس
وسوف أقدم له هذه الورقة. وأعدك بذلك.
المرأة:
ربي يحفظك
مشهد (8) نهار داخلي – غرف التفتيش
يقف الجنرال سيف أمام المفتش وإلى جانبه رئيس المخابرات. المفتش وقد وضع على رأسه جهاز الناظور من ذلك الذي يستخدمه الأطباء في فحص الآذان. المفتش يقول للجنرال سيف.
المفتش:
العفو سيدي. هذه اجراءات تفتيش روتينية.
يشعر الجنرال سيف بالامتعاض ويذهب لكي يخلع ملابسه العسكرية. غرفة المراقبة تراقب كل ما يجري من خلال الكاميرات المزروعة في ممرات القصر، ولذا فهم يشاهدون الجنرال سيف وهو يخلع بزته العسكرية، كما ويراقبون مشاعره وردود فعله.
مشهد (9) نهار داخلي – غرفة تفتيش النساء
سناء زوجة العقيد سيف وهي سيدة جميلة استهوت في يوم ما شخص الدكتاتور. هي الآن تحت التفتيش الدقيق شبه عارية وتحاول أن تخفي امتعاضها مما يجري ولكن بصمت ومعاناة. تقوم المفتشة بتفتيش جسمها بالتفاصيل وتطلب منها أن تنقلب على الفراش.
المفتشة:
استديري .. هذا جيد .. استديري قليلا .. حسنا. انقلبي أيضا.. شكرا سيدة سناء .. أتفضلي
مشهد (10) نهار داخلي – غرفة تفتيش الرجال.
يتقدم الشاعر، وتبقى زوجته بانتظار تفتيش النساء. المفتش يقول للشاعر.
المفتش:
أكيد اليوم سوف تقرأ شعرا جميلا بالمناسبة.
الشاعر:
أكيد.
الشاعر يبدأ بخلع ملابسه. ثم نراه يراه المراقب في غرفة المراقبة التي تبث الكاميرات صورها وهو عار والمفتش ينظر إلى خلفه وهو غير مكترث. الشاعر منذ البداية واضح أنه ضعيف الشخصية وانتهازي وجبان. يتضح ذلك من خلال سلوكه وهو بدخوله القصر مرتبك ويرتجف.
مشهد (10) نهار داخلي – غرفة تفتيش النساء
تقوم المفتشة بتفتيش زوجة الشاعر، ونرى أن المفتشة اضافة إلى مهنتها ومثل مهنة المفتش فانهما يقومان بدور المخابرات ومراقبة ردود الفعل، مثلهم مثل أي رجل مخابرات في القصر. ينبغي تأكيد ردود الفعل هذه أثناء أداء الممثلين.
مشهد (11) نهار داخلي – غرفة المراقبة
جلس رئيس المخابرات وهو يراقب الشاشة التي تنقل وقائع ما يجري في غرف القصر. كانت هند هذه المرة هي التي يتم تفتيشها، وقد انتهت من التفتيش وهي تعدل الستيان “حمالة النهدين” وتراها المفتشة ممتعضة من التفتيش. يدور بينهما الحوار التالي.
المفتشة:
يبدو أنك ممتعضة من التفتيش؟
هند:
لا .. لكن ماذا يمكن للانسان أن يخفي
في مثل هذن المناطق من جسمه؟
مشهد (12) نهار داخلي – غرفة التفتيش
ينتقل الحوار إلى غرفة التفتيش وهو تواصل لما شاهدناه في غرفة المراقبة ورئيس المخابرات يراقب ما يجري في القصر حينا من غرفة القصر وممراته، وحينا آخر من غرفة المراقبة
المفتشة:
يمكن لأي شخص اخفاء قنينة صغيرة
من مواد أسلحة دمار شامل
أو مواد أسلحة كيميائية أو بيولوجية.
ثم اننا لم نعمل شيئا، سوى أننا
سلطنا عليك الأضواء
أو أنك لا تحبين الأضواء؟
هند:
بالعكس. أنا أحب الأضواء جدا
المفتشة:
أي نوع من الأضواء تحبين؟
ممثلة؟ مغنية؟
هند:
مذيعة تلفزيونية
المفتشة:
جيد .. اليوم أمامك فرصة ذهبية
أمام السيد الرئيس وانت سيدة جميلة
مشهد (13) نهار داخلي – غرفة الاستقبال
يقف رئيس المخابرات أمام العقيد سيف وزوجته بعد أن جرى تفتيشهما تماما وكان واضحا أن العقيد سيف ممتعض من الاجراءات وزوجته الجميلة سناء تعاني بصمت. يقول لهما رئيس المخابرات.
رئيس المخابرات:
سيادة العقيد سيف والسيد زوجته
من الذين يصافحون السيد الرئيس
التعليمات تقتضي أن تغسلوا ايديكم
بالماء المعقم
مد العقيد سيف وزوجته سناء يديهما في وعاء يحتوي على ماء معقم، ثم مسحا أيديهما. والقى العقيد سيف قطعة الكلينكس الورقية بعنف في الأرض. وقال رئيس المخابرات:
عذراً، أرجو أن ما تصافحون أحد قبل مصافحة السيد الرئيس
وعدم لمس الأشياء مثل الأقداح والملاعق
تفضلوا
مشهد (14) نهار داخلي – زاوية الشاعر
وصلت زوجة الشاعر مع زوجها إلى المكان المخصص لهما، وكانت مستاءة مما جرى لها من التفتيش، فيما كان زوجها الشاعر مرتبكا خائفا.
الزوجة:
المسألة مسألة إذلال مو مسألة تفتيش
الشاعر:
حبيبتي المكان غير مناسب لمثل هذا الحديث.
أحس ملابسي أكبر مني وخاصة البنطلون
كأنه سوف ينزل للأرض.
الزوجة:
أنا أتحدث بموضوع وأنت تحاول تغيير الحديث إلى موضوع آخر!
الشاعر:
أنا مرتبك .. هل ذلك واضح علي؟
الزوجة:
جدا. حاول أن تهدئ أعصابك.
أخذ الشاعر وزوجته مكانهما في الحفل وواصلت زوجته الحوار
الزوجة:
هذه النقوش في الجدران
يخلطون مادة البناء بالبيض
الشاعر:
هذه عبقرية البنائين
الزوجة:
ترى كم طبقة بيض أهدروا
حتى رسموا كل هذه النقوش
في كل القصور في مساحة الوطن؟
الشاعر:
ملايين .. ملايين
الزوجة:
ونحن في حالة حرب!
مشهد (15) نهار داخلي – زاوية هند وسعاد
تصل سعاد سكرتيرة ابن الرئيس ومعها صديقتها هند التي تتمنى أن تصبح مذيعة تلفزيونية. جلستا في المكان المخصص لهما. يدور بينهما الحوار التالي.
هند:
مهزلة .. مهزلة
سعاد:
اسكتي. الحائط له آذان
هند:
تقصدين له ميكروفونات
أنا أموت في الميكروفونات
تعرفين سعاد أنا قد أصاب بالجنون
اذا لم أصبح مذيعة تلفزيونية
سعاد
اسمعي. منضدتنا بكل تأكيد غير مراقبة
فهي موثوق بها. ولكن ..
عندما تتحدثين ليكن بصوت منخفض
هند:
أنا في شوق اليك. منذ وقت طويل
لم نلتق. أنت دائما مشغولة مع ابن الرئيس
ولا تسألي عن أصحابك.
سعاد:
صحيح، مشغولة مع ابن الرئيس
هند:
خبريني. كيف هي حياته الجنسية؟
سعاد:
سأزورك في المنزل ونتحدث
هند:
باختصار .. أنا متلهفة لسماع الأخبار
سعاد:
إحدى صديقاته قالت لي:
عنده نمر في غرفة النوم
مشهد (16) نهار داخلي – زاوية العالم
جلس أحد المدعوين وحده وهو عالم متخصص في البيئة. تقدم منه متعهد الحفلات الذي يجهز الحفلات بالاسماك. ويدور بينهما الحوار التالي:
العامل:
مرحبا أستاذ .. كيف صحتك؟
العالم:
أستاذ انا جد معجب بالدراسات التي تكتبها عن البيئة لأن أنا
كنت أشتغل عامل مطبعة. بعد ما طلعوني من المطبعة اشتغلت بصيد الأسماك، وصرت أجهز الحفلات بالسمك
العالم:
قل لي ابني، هذه الأسماك تصطادوها بالأهوار.
العامل:
أي نعم نصطادها بالأهوار، نصطادها بالشبك اذا كانت الكمية كبيرة. ولكن أحيانا نصطادها بالليل على الأضوية. نطلع بالزروارق “المشاحيف” ونأخذ معنا الفوانيس. وأنت تعرف أن مياه الأهوار صافية، فيأتي السمك نحو الأضواء ونصطادها بالفاله بنفس الطريقة السومرية. مشهد جميل أستاذي العزيز. مشهد جميل جداً
العالم:
هل تعلم بأن مياه الأهوار ملوثة بالنفايات الكيميائية والأوساخ؟
العامل:
كل مياه بلدنا ملوثة بسبب الحروب
مشهد (17) نهار خارجي – موقع حراسات
وقف الضابط الحارس ومعه مرافقيه يراقب الشاطئ الذي يشرف عليه قصر الدكتاتور. نهر واسع عريض وعلى ضفتيه أشجار النخيل. كانت امرأتان من نساء الأهوار The Marshes قد وصلتا إلى النهر.
رئيس الحرس:
يا نساء الأهوار
بعيد بعيد عن موكب السيد الرئيس
المياه محرمة .. وحوش
المياه خاصة بالسيد الرئيس.
يعتقدون، لأن اسم النهر شط العرب
فهم يأخذون حريتهم بالتجول فيه
ابعدوا حالا.
ينفعل رئيس الحراس وهو يرى الزورق لم يغادر بعد النهر فيصيح ثانية.
رئيس الحرس:
سوف تتحطم أعصابي
بسبب هؤلاء الوحوش
ألم يغادروا النهر بعد؟
يطلق رئيس الحراس النار على الزورق ويغرقه وتبقى عباءات النساء طافية فوق الماء مع بقع الدم الحمراء.
مشهد (18) نهار خارجي – امام باب القصر
مشهد طويل لموكب الدكتاتور، يصل موكب الرئيس ويتوقف أمام القصر والحراسات تركض مع السيارات حتى تتوقف. يذهب نائب مدير المخابرات ليفتح أبواب السيارات فلا يجد الرئيس في أحدها ويعود ليبلغ مدير المخابرات ونائب الدكتاتور بأنه لم يجد الرئيس.
نائب المخابرات:
سيدي الرئيس غير موجود
في السيارات
مشهد (19) نهار خارجي – طائرة هليوكبتر
في طائرة هليوكبتر الرئيس وقد لف رأسه باليشماغ الأحمر وهو يطل من خلال طائرة الهليوكبتر على المدينة وعلى آبار النفط فيها.
مشهد (20) نهار خارجي – بساتين النخيل
المغني لا يزال بسيارته يقطع المسافات للوصول للحفل
مشهد (21) نهار خارجي – شارع في المدينة
حين وصلت سيارة المغني إلى المدينة، وفي أحد شوارعها توقفت السيارة فجأة وبات لا يدري ماذا يفعل. نزل من سيارته غاضبا وأغلق باب السيارة بعنف، وشاهد مقهى على مسافة ليست بعيدة عن السيارة. توجه نحوهم.
رواد المقهى تفاجأوا بالمغني المحبوب “بشار البصري” وصاح أحد الشباب.
الشاب:
بشار البصري .. بشار البصري
المغني:
يا شباب .. السيارة عطلت معي. وربما أحتاج لمساعدتي في دفعها.
الشباب جميعهم تركوا المقهى وتوجهوا نحو السيارة المتوقفة ليساعدونه في دفعهم ورجوه أن يلتقطوا معه الصورة التذكارية.
جمهور المقهى:
صورة تذكارية معك أستاذ بشار.
بشار:
بعد أن نشغل السيارة.
باشر جمهور المقهى بدفع السيارة لكنها لم تشتغل، فطلبوا منه فتح غطاء الماكنة، وفتح الغطاء وحاول أن يشغلها لكنها لم تشتغل.
أحد الشباب أصر أن يلتقط معه صورة وهو في السيارة.
الشاب:
صورة .. صورة
استجاب لطلبه. ثم عندما ترك السيارة وقف إلى جانبه قائلا:
الشاب:
بعد صورة .. بعد صورة
المغني:
مستعجل ألله يخليك.
أحد رواد المقهى وهو صاحب كراج قال له:
الميكانيك:
أستاذ بشار. الداينمو عاطل والبطارية هابطة. لا تتعب نفسك
المغني:
وماذا أفعل .. أني على عجلة من أمري
الميكانيك:
اترك السيارة وتأتي صباحا تجدها جاهزة. أنت حبيبنا ونضعك في عيوننا .. نحن نحبك.
المغني يعطيه المفتاح ويأخذ آلة العود من داخل السيارة. يذهب الشاب الذي التقط معه الصورة ويقول له.
الشاب:
احنه نحبك أستاذ ونحب أغانيك
ويطلب منه الجمهور أن يلتقطوا معه الصورة التذكارية التي وعدهم بها. يقف الجميع معه ويلتقطون الصورة، ثم يشكرهم مغادراً
الشاب يقول لصديقه.
الشاب:
كم كنت أتمنى رؤيته
صديقه:
وأنا أيضا.
غادرهم بشار وودعهم وصاح من بعيد نحو الميكانيك.
المغني:
السيارة بعهدتك .. مع الشكر
مشهد (22) نهار خارجي – خارج القصر.
وصل الدكتاتور بسيارة قديمة يقودها بنفسه مع اثنين من المرافقين، وكل تلك المواكب الرئاسية مجرد مواكب للتمويه. يرتدي الدكتاتور قبعة وعباءة عربية على طقم حديث. نزل من سيارته القديمة وكان بانتظاره رئيس المخابرات ونائبه ونائب الرئيس وشلة المرافقين ومشى نحو بوابة القصر ودخل القصر.
مشهد (23) نهار داخلي – مدخل القصر الرئاسي
دخل الدكتاتور قصره وسمع صوتا نسائيا يغني:
HAPPY BIRTH DAY TO YOU
نظر إلى السيدة التي تغني من شرفتها وهي “هند” التي تحلم أن تصبح مذيعة، وإلى جانبها وقفت السيدة “سعاد”. ألقى نظرة على السيدة التي تغني وصعد السلالم. نظر إلى مشهد الصبايا وهن يحملن الشموع وسط مارش عسكري داخل القصر الرئاسي.
مشهد (24) نهار داخلي – رواق في القصر
في رواق القصر وعلى صفين تزغرد الصبايا وهن يحملن صواني الشموع ويمشي معهن الجنود مدججين بالسلاح حتى يتوقفن.
مشهد (25) نهار داخلي – زاوية هند وسعاد
يصل الدكتاتور حيث تغني “هند” أغنية عيد الميلاد بالعربية
هند:
سنة حلوة يا رئيس .. سنة حلوة يا رئيس
سنة حلوة يا رئيسي .. سنة حلوة يا رئيس
كافة المدعويين يرددون الأغنية وهم واقفون .. المدعوون ورجال الأمن والموسيقيون والشاعر وزوجته والعقيد سيف والهيئات الدبلوماسية. الدكتاتور يغادر مكان “هند” بعد أن استمع إلى مقطع من الأغنية. وتوجه نحو مكانه المخصص في الحفل.
مشهد (26) نهار داخلي – موقع الدكتاتور
عندما وصل الدكتاتور إلى مكانه كان السفراء مع زوجاتهم واقفين وأشار لهم بالجلوس وجلس وإلى جانبه نائبه.
مشهد (27) نهار داخلي – زاوية سعاد وهند
سعاد:
كيف استطعت أن تغني بهذه الجرأة. أنت ساحرة والله أنت ساحرة. أنت تغنين ويدي على قلبي.
هند:
أعجبك دائما، وخاصة عند الضرورة
سعاد:
كنت تغنين وأنا أرتجف خوفا
هند:
هذه اللية قررت أن أحقق حلمي بسلاسة.
مشهد (28) نهار خارجي – المغني في الأزقة
يركض المغني بين الأزقة .. شاهده طفل وهو لم يصدق أنه نفس الشخص الذي يظهر في التلفزيون كان الطفل يركض معه وينظر إلى وجهه. موسيقى ايقاع طبل تصاحب مسيرته. نفس الموسيقى
دلف المغني في زقاق آخر وشاهد رجلا مع ابنتيه عائدين من المدرسة فسلم عليهما وغادر. نفس الموسيقى الايقاعية مستمرة.
مشهد (29) نهار خارجي – حقول
فيما المغني كان يركض محاولا وجود وسيلة تساعده، سمع صوت موتورسيكل فالتفت وانتظر وصوله. حتى اذا ما وصل طلب منه أن يوصله مسافة ما ويقربه من القصور الرئاسية. نفس الموسيقى لا تزال مستمرة.
مشهد (30) نهار داخلي – موقع الدكتاتور
ينهض السفير الأسباني ومعه المترجمة ويهنئ الدكتاتور بعيد ميلاده. وتترجم له السكرتيرة ما يقول.
السكرتيرة
ننقل لكم يا سيادة الرئيس
تهاني حكومة أسبانيا
وتهاني الشخصية
لمناسبة ذكرى عيد ميلادكم
وقد أهدتكم حكومتنا
رقصة فلامنكو بهذه المناسبة
تبدأ راقصة الفلامنكو بتقديم رقصتها التعبيرية أولا مع أغنية أسبانية. وخلال رقصها يقول الدكتاتور لنائبه.
الدكتاتور:
الرقص الاسباني أصله عربي
لكننا سوف لن نخبرهم، كي لا نحرجهم.
نائب الدكتاتور:
صحيح سيدي
الدكتاتور:
هل العرض التاريخي جاهز؟
النائب:
نعم سيدي .. جاهز
الدكتاتور:
قدموا العرض التاريخي أثناء الرقص الأسباني
حتى الحاضرين يشاهدون المقارنة
النائب:
نعم سيدي
تتصاعد الرقصة الأسبانية وتأخذ شكلا ايقاعيا عنيفا مع تصاعد نغم الأغنية. فيسمع الدكتاتور الغناء البدوي من بعيد وينهض وينهض معه نائبه ويمشي خلفه المرافقون والسفراء متوجهين نحو الشرفة وتبقى راقصة الفلامنكو مدهوشة لا تعرف ماذا يجري.
يطل الدكتاتور من الشرفة فيشاهد العرض التاريخي حيث يدخل جمل وعليه شخص يمثل الشخصية التاريخية نبوخذ نصر. وأمامه شخص بدوي يغني.
البدوي:
هلي ما لبسوا خادم سما الهم
وبجبود العدا باين سم الهم
انجان أهلك نجم أهلي سما الهم
جثير من النجم علا وطاح.
معنى الأغنية:
“أهلي تركوا أثرا بالغا في نفوس أعدائهم
وهم من علية القوم.
واذا كان البعض يعتقد أن أهله نجوم فأن أهلي بمثابة السماء لتلك النجوم
كثيرا ما تساقطت النجوم من ارتفاعها
ولكن السماء باقية .. ولن تسقط”
بعد أن تأمل الدكتاتور الجمل ونبوخذ نصر ألقى في الحضور خطبة غريبة.
الدكتاتور:
أود أن أقول لكم شيئا مهما عن نبوخذ نصر.
مثل ما تعرفون نحن أصحاب الحضارة الأولى.
آباؤنا البابليون والسومريون والأكديون وهذا الذي ترونه فوق الجمل، هو الملك البابلي نبوخذ نصر الذي عاش قبل 2500 عام.
الدكتاتور مخاطبا نائبه:
أين الملك نبو بلاصر؟
النائب يسأل مرافقه:
أين الملك نبو بلاصر؟
المرافق:
سيدي رحنا إلى دائرة السينما والمسرح ولم نجد له الملابس المناسبة.
النائب:
سيدي لم نجد له الملابس المناسبة في مديرية المسارح.
الدكتاتور:
سجلوا أقصى العقوبات لمدير المسارح
النائب مخاطبا السكرتير:
سجلوا أقصى العقوبات لكافة
منتسبي السينما والمسرح
الدكتاتور مواصلا خطابه:
كان المفروض أن نعرض لكم الملك نبوبلاصر، ولكن ..
لم نجد له الملابس المناسبة، لذلك يعاقب مدير المسارح أشد عقاب.
نبوخذ نصر هذا الذي تشاهدونه، هو الذي قام بسبي اليهود في بابل. أخذهم أسرى من أورشليم القدس إلى بابل في بلاد ما بين النهرين، وأطلق على تلك الحادثة سبي بابل.
وعندما سكن اليهود في بابل، أكرمهم نبوخذ نصر، وجعلهم يمارسون الحياة التجارية بحرية. ان اليهود مدينون الآن إلى بنوخذ نصر، وهم يعيشون في دولة اسرائيل. هو الذي فتح الباب لاضطهادهم، فاضطهدهم فرعون من بعده بمصر، وشق لهم الله سبحانه لهم طريق البحر، ليهربوا مع نبيهم موسى إلى فلسطين. ثم اضطهدهم هتلر ونكل بهم في المحارق. وهكذا دعي المجتمع الدولي، لكي يقيم لهم دولة هي دولة اسرائيل. والفضل يعود بالأساس إلى نبوخذنصر. وهم لا يعترفون بهذا الجميل، بل يريدون الانتقام منا ردا على سبي اليهود في بابل .. وهم مخطئون. خطأ مبدأ الانتقام.
سيد نبوخذ نصر .. مثلت دورك بشكل جيد.
اعطوه سيارة مرسيدس هدية، واعطوا هذا البدوي سيارة بيجو
يتحرك البدوي أمام الجمل ويلحق به الجمل وعليه نبوخذ نصر مع مارش العسكريين، ويغادرون القصر. والبدوي يعيد ترديد الأغنية.
البدوي:
أوف أوف أوف .. سما الهم
هلي ما لبسوا خادم سملهم
وبجبود العدا باين سم الهم
انجان أهلك نجم أهلي سما الهم
جثير من النجم علا وطاح.
مشهد (31) نهار داخلي – زاوية الشاعر
في زاوية الشاعر وزوجته وهم ينظرون من خلال الشرفة التي تطل على أرض القصر ومشهد الجمل تقول زوجة الشاعر.
الزوجة:
كم حلوة رقصة الفلامنكو لو لم يخربوها بالربابة والجمل. كيف يمكن جمع مشهدين متناقضين في مشهد واحد
الشاعر:
هذا تراث ويمكن دمجه مع بعضه
الزوجة:
ولكنه تراث في غير مكانه
كم كنت أود الهرب إلى أسبانيا
إلى أي مكان في العالم
الشاعر:
حبيبتي أرجوك لا تقولي أهرب
قولي أسافر.
الزوجة:
أهرب
الشاعر:
أسافر
الزوجة:
أهرب .. أهرب
مشهد (32) نهار داخلي – زاوية سعاد وهند
تعود سعاد ومعها هند إلى مكانهما من المكان الذي كان يطل على مشهد العرض التاريخي ورقصة الفلامنكو.
هند:
كم كنت أود السفر إلى أسبانيا وخاصة عندما كنت أشاهد الفلامنكو في السينما. هل تعرفين يا سعاد؟ انني لم أسافر ولا مرة في حياتي. لم أصعد طائرة. كم تمنيت أن أطير.
سعاد:
حان الوقت كي أصارحك يا هند. أنا حزينة ومحاصرة، محاصرة من الداخل والخارج. كل ليلة أبكي قبل أنام. فكثير من الأفعال انفذها، وهي ليست صحيحة. وليست انسانية. دعينا نغير الحديث يا هند. أضحكي .. لنضحك سوية، حتى المدعوين وأمام الكاميرات، يعتقدون أنها دموع الفرح. أضحكي يا هند .. لا تدعي دموعك تنساب على خديك. ابتسمي مع الدموع حتى الجميع يعرفون أنها دموع الفرح.
ينفجرن في الضحك وهن يبكين.
مشهد (33) نهار داخلي – غرفة المراقبة
كان حوار سعاد وهند منقولا عبر الكاميرات صورة وصوتا إلى غرفة المراقبة وكان رئيس المخابرات يراقب تصرفهن على الشاشة في غرفة المراقبة.
مشهد (34) نهار داخلي – موقع الدكتاتور
تقدم السفير الروسي نحو الدكتاتور الذي نهض من مكانه وتصافحا وقال له السفير الروسي.
السفير:
نهنئ السيد الرئيس بهذه المناسبة
ونهديه النسخة الأولى
من سلاح الكلاشنكوف
الذي صنعه عالم السلاح الروسي
ميخائيل كلاشنكوف
والذي غير مجرى تاريخ السلاح الفردي
الدكتاتور يأخذ الكلاشنكوف ويتفحصه ويسأل السفير.
الدكتاتور:
وهل لا يزال يطلق النار؟
السفير:
نعم انه بحالة جيدة
الدكتاتور يقول لمرافقه.
ضع رصاصة في الشاجور.
يضع الدكتاتور يده على كتف السفير الروسي دليل العلاقة الحميمة ويخرجان إلى شرفة القصر ومعهم نائب الرئيس وعدد من المرافقين. يقول له الدكتاتور ويسأله أيضا:
انها هدية ثمينة أيها الصديق
ماذا حل بقائمة الاستيرادات من بلدكم الصديق؟
السفير:
تعلمون يا سيادة الرئيس، ان هناك قرارا بمنع تصدير
أية بضاعة إلى بلدكم ما عدا الغذاء والدواء. وكنا قد طلبنا تصدير ميكروفونات إلى بلدكم، لكن المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة قد استخدم حق الفيتو.
سيادة الرئيس .. لماذا تريدون استيراد ميكروفونات إلى بلدكم؟
اليس لديكم ميكروفونات كفاية؟
الدكتاتور:
لدينا كفاية من الميكروفونات
لكن كلها صناعة أمريكية
نائب الرئيس:
لقد استوردنا هذه الميكروفونات
عندما كانت أمريكا صديقتنا سيدي
الدكتاتور:
كانت أمريكا صديقتنا، وكنا نحن أيضا أصدقاءها.
لقد قال أحد رؤساء أمريكا ليس لأمريكا صديق دائم وليس لها عدو دائم وانما لها مصالح دائمة. أنا الآن لا أحب التحدث بميكروفون أمريكي.
يتجه الدكتاتور نحو الشرفة متأملا ثم يلتفت نحو السفير الأمريكي ويضيف.
الدكتاتور:
انها حرب الميكروفونات وليست حرب الصواريخ.
يعود إلى جانب السفير. يسأله.
الدكتاتور:
ألا تستطيع أن تجلب لنا بضعة ميكروفونات
عشرة .. عشرين بالحقيبة الدبلوماسية؟ فكر في الموضوع.
يلتفت نحو المرافق ويقول له.
الدكتاتور:
هل وضعت رصاصة في الشاجور؟
المرافق:
نعم سيدي
الدكتاتور يذهب نحو الشرفة وينظر باتجاه الجانب الآخر البعيد من النهر.
الدكتاتور:
سوف أطلق رصاصة باتجاه جبهة
الحرب المشتعلة.
الدكتاتور يمسك الرشاش بيد واحدة ويطلق النار باتجاه النهر. ثم يعود ليضع يده على كتف السفير الروسي ويعودون للحفل.
مشهد (35) نهار خارجي – ضاحية
كان المغني يسرع ماشيا ويحاول الوصول إلى القصر. وكان شخصية شعبية هو أبو زرزور، يعدل سيارته وثمة رجل أخرس يتطلع نحوه وهو منشغل بماكينة السيارة. الأخرس يلتفت ويرى المغني بشار البصري آتيا باتجاههم، فيخرج صوتا يحدث صاحب السيارة “ابو زرزور” ويشير له نحو المغني. صاحب السيارة يترك السيارة ويذهب باتجاه المغني. ويسأله.
أبو زرزور:
أهلا بشار. أراك ماشيا وبدون سيارة هذا اليوم؟
المغني:
تعطلت سيارتي.
أبو زرزور:
سيارتي تحت تصرفك. أنا أوصلك حيثما تريد. ولكن أرجو أن نلتقط معك صورة تذكارية.
يركض أبو زرزور باتجاه بيتهم البسيط، المغني يتقدم نحو بشار وبالاشارات والصوت يشير نحو ربطة العنق ويعبر بالصوت والاشارة ما معناه. في حياتي ومذ كنت صغيرا، كنت أتمنى ربطة عنق، ولكن الله لم يحقق لي هذه الأمنية. ويظل يشير نحو ربطة العنق. يقول له المغني.
المغني:
هل تريد الربطة . هذه الربطة هدية اليك. لا تبكي لا تبكي .. انها هدية اليك
وفيما المغني يلبسه ربطة العنق، يشير له الأخرس بالصوت والاشارات أنهم سوف يلتقطون معه صورة بالكاميرا.
يخرج أبو زرزور، وتخرج بعده زوجته وابنتيه وأبنه يحمل الكاميرا. يقفون إلى جانب المغني. وأبنهم يلتقط لهم صورتين. فيما الزوجة والابنتان ينظران باندهاش للمغني وغير مصدقات بأنهم يقفون أمامه لشد ما هم معجبون به وبصوته الشجي. بعد ان يلتقطوا الصور يسأله أبو زرزور.
أبو زرزور:
أين تريد أن أوصلك بسيارتي؟
المغني:
أريد الذهاب للقصور الرئاسية.
أبو زرزور:
القصور الرئاسية. صعبة. صعبة القصور الرئاسية.
المعني:
حسنا، دعني أذهب.
أبو زرزور:
كلا .. لا تذهب ماشيا. أنا أوصلك، وأنا أعرف طريقا قصيرا يوصلنا للقصور الرئاسية. أنا كل رجال الحماية يعرفونني. فقط تخبرهم أن أبو زرزور هو الذي أوصلني وهم يعرفونني.
المغني:
دعنا نتوكل على الله.
يركض أبو زرزور نحو السيارة القديمة ويسرع المغني وإلى جانبه عائلة أبو زرزور ومعهم الأخرس. أبو زرزور يغلق غطاء الماكنة. ويصعد في السيارة، والأخرس يفتح الباب للمغني ويودعه وتنطلق السيارة باتجاه القصور الرئاسية. نفس الموسيقى الايقاعية التي تصاحب تنقلات المغني بين البساتين ماشيا وهو يركض تعاد مع حركة السيارة وانطلاقها.
مشهد (36) نهار داخلي – سلالم في القصر
يسمع التصفيق دليل دخول شخص مهم. يظهر على السلالم ابن الدكتاتور وهو قصير القامة كثيرا كما لو كان قزما، وخلفه المرافقين المدنيين والعسكريين طوال القامة ومدججون بالسلاح. الكاميرا تتحرك معه على عربة الدولي، يمر على مكان سعاد وهند. يتوقف وينظر نحوهما ويركز بالنظر نحو هند، فتشعران بالخوف، ويتجاوزهما وهما يصفقان له مع الناس.
مشهد (37) نهار داخلي – موقع الدكتاتور
فيما كان الدكتاتور جالسا وقد شاهد وصول أبنه للحفل. كانت صورة الابن من بعيد خارج مجال الرؤية. ثم تتضح صورته ويتقدم تاركا حمايته بعيدا عن اللقاء ويمسك يد الدكتاتور والده ويقبلها ويقول.
ابن الدكتاتور:
مبروك والدي ورئيسي
ربي يحفظك النه.
الدكتاتور:
كان خطأ مجيئك للحفل
احنه بحالة حرب
اذا أجينا كلنا للحفل من يحرس السلطة؟
سوف نفقدها.
ونفقد البلد بأكمله.
بارك الله فيك . عد لحراسة مواقعك
كي لا يأخذها منك ألأعداء
الابن:
أعداؤنا؟
الدكتاتور:
أعداؤنا.
الابن:
نعم أعداءنا. ان شاء الله لن ندعهم يسيطرون على السلطة.
الدكتاتور:
عد يا ولدي وأحرس موقعك. كي لا تخسره.
الابن:
كلا .. ان شاء الله لن يضيع. لن ندع الأعداء يأخذون السلطة منا. السلطة لن يأخذها أحد منا. لن ندع أعداءنا يأخذون السلطة .. السلطة! لن ندعهم يأخذونها
مبروك في عيد ميلادك العظيم يا والدي ..
يقبل يده:
الأبن:
ورئيسي.
ينسحب ابن الدكتاتور متراجعا حتى يصل الحماية وتستقر شخصيته، لكنه يشعر بخوف ما قد يأتيه من الخلف. انه هاجس الخوف في شخصه. يلتفت إلى الوراء وبحركة ميكانيكية تلتفت الحماية باكملها إلى الخلف، ثم يعود واقفا. وحينها يقرر الخروج ويبدأ تصفيق الحاضرين.
مشهد (38) نهار داخلي – موقع سعاد وهند
يصل في طريق عودته نحو زاوية سعاد وهند وهناك يتوقف ليسأل سعاد:
الاين:
كيف حالك يا سعاد “شلونك سعاد”؟
سعاد:
بخير، بوجودك سيدي.
الابن:
أهي صديقتك هذه هند التي حدثتني عنها؟
سعاد:
نعم .. نعم سيدي
الابن:
فلتأت معك غدا إلى مكتبي
سعاد:
حاضر سيدي
هند:
الله يديمك سيدي .. أمنيتي أن أصير مذيعة
الابن:
مذيعة؟ بالاذاعة أم في التلفزيون؟
هند:
كما تحب سيدي، ولكن في التلفزيون أحسن.
الابن:
في التلفزيون ؟ مذيعة
هند:
نعم سيدي
الابن:
هممم .. مذيعة.
يلتفت خلفه وهو شعور داخلي يتكرر لديه والمرافقون يلتفتون معه كما لو كانوا مشدودين مع حركته. ثم يعود ليسأل هند.
الابن:
بالتلفزيون مذيعة. بالتلفزيون. مو بالاذاعة تذيعين، بالتلفزيون.
في التلفزيون مذيعة .. مو بالاذاعة. بسيطة بسيطة
يغادرهم ويعلو التصفيق وهند وسعاد تصفقان والرعب باد على وجهيهما. وبعد أن يغادر تماما تجلس هند شبه منهارة.
مشهد (39) نهار داخلي – موقع الدكتاتور
الدكتاتور وإلى جانبه نائبه. يسأل النائب.
الدكتاتور:
وينه المغني بشار البصري؟
نائب الدكتاتور يسأل المرافق.
النائب:
وينه المغني بشار البصري؟
مشهد (40) نهار خارجي – غرفة مراقبة
في غرفة المراقبة البحث جار عن المغني. موظف المراقبة وهو يراقب ما يجري في القصر يتابع عبر جهاز الاتصالات السؤال عن المغني بشار البصري، فيتحدث في الجهاز قائلا.
الموظف:
من صقر إلى شاهين من صقر إلى شاهين هل تسمعني.
الصوت:
من شاهين إلى صقر من شاهين إلى صقر. نعم أسمعك.
الموظف:
هل من أخبار عن المغني بشار البصري، هل من أخبار عن المغني بشار البصري؟
الصوت:
لا جديد لا جديد. لم نعثر على المغني بشار البصري.
الموظف:
استلمت الرسالة.
مشهد (41) نهار خارجي – بيت المغني
مجموعة من العسكر مدججون بالسلاح تدهم بيت المغني وهم يصعدون السلم كي يفتشوا المنزل غرفة غرفة. لم يكن في بيت المغني سوى زوجته فينتشرون في ممرات البيت ويقف أحدهم يخرطش بالرشاشة خلف الزوجة التي أصابها الرعب، فتتساءل.
الزوجة:
خير ان شاء الله
بعد أن فتش العسكر منزل المغني وقف رئيس الفرقة المداهمة وتحدث بالجهاز مع غرفة المراقبة في القصر.
المفتش:
من شاهين لى صقر من شاهين إلى صقر كيف تسمعني أجب.
الصوت:
من صقر إلى شاهين من صقر إلى شاهين أسمعك.
المفتش:
سيدي، المغني غير موجود في المنزل وغير موجود في بيوت الجيران. زوجته تؤكد توجهه للحفل. غادر المنزل في الصباح الباكر. استلمت ..
الصوت:
استلمت الرسالة.
يشير المفتش إلى الجنود أن يتبعوه وغادروا المنزل. وبقيت زوجة المغني تراقب مغادرتهم المنزل.
مشهد (42) نهار خارجي – السيارة
كان السائق أبو زرزور متوجها نحو القصور الرئاسية ويرى قلق المغني. فيحدثه كي يبعد عنه القلق ويخلق لديه حالة من الاطمئنان.
أبو زرزور:
أستاذ بشار لا تقلق لا تقلق. أنت فقط قل لهم أبو زرزور وصلني هم جميعهم يعرفونني. أنا أبني المحروس اسمه مصطفى ولكن الناس يسمونني “ابو زرزور” هذه قصة طويلة. كان عندي عصفور يزغرد بشكل جميل. شاهده شخص بريطاني وأعجب به كثيرا. اشتراه بعشرة دنانير أيام الخير عندما كانت للدينار قيمته. اشتريت هذه السيارة. أعطيت العشرة دنانير مقدمة وصرت ادفع ثمنها بالاقساط. أنقل بها خضارا وفواكه من السوق وأبيعها في الحارة. ومنذ ذلك الحين صار الناس يسمونني “أبو زرزور”. هذه السيارة ممتازة ممتازة. كثيرا ما كنت أسوق بها في الطريق السريع، فأشاهد سيارات المرسيدس متوقفة في الطريق الرئيسي وسيارتي لا تتوقف ولا تصيح آخ.
المغني:
ولكن خبرني متى نصل؟
مشهد (43) نهار داخلي – موقع الدكتاتور
جاء دور العقيد سيف مع زوجته كي يصافحا الدكتاتور لمناسبة ذكرى عيد ميلاده. الجنرال سيف بملابسه العسكرية وإلى جانبه زوجته الجميلة وبأناقتها .. دخلا في زواية جلوس الدكتاتور بين الدبلوماسيين. والكاميرا تسير معهما حتى يصلا إلى حيث يجلس الدكتاتور على كرسيه الرئاسي. العقيد سيف يؤدي له التحية العسكرية. ينهض الدكتاتور . تتقدم زوجة الجنرال “سناء” وتهنئ الدكتاتور قائلة.
سناء:
مبروك سيدي .. والعمر المديد
تتراجع إلى الخلف، ويتقدم زوجها العقيد سيف ويصافح الدكتاتور ويقبله في كتفه، قائلا.
سيف:
مبروك سيدي والعمر المديد سيدي. والصحة والسعادة سيدي. وأنا أشكرك سيدي الرئيس القائد على الترقية اللي شرفتني فيها.
الدكتاتور:
احنا رقيناك لأن السيدة سناء زوجتك خبرتني وقالت أن زوجي جدا يحبك وجدا وفي ومخلص الك سيدي.
يشعر الدكتاتور بالزهو وهو يلقي بالاهانة نحو العقيد سيف ويوحي له بأنه مارس الجنس مع زوجته. ويلقي نظرة ازدراء على العقيد سيف وهو يغادر ثم يجلس على كرسيه منتشياً.
كانت هذه اشارة من الدكتاتور أنه التقى زوجة العقيد سيف وقد جرى بينهما ما سيتضح من أحداث الفيلم. عندما تحدث الدكتاتور بدت زوجة العقيد مرتبكة وبانت ردود فعل العقيد سيف من خلال الطعن في شرفه مدركا بأن الترقية قد جاءت ليس بسبب كفاءته العسكرية. يؤدي التحية بشكل بارد وينسحب إلى الوراء ويعودان باتجاه مكانهما.
مشهد (44) نهار داخلي – موقع العقيد سيف
العقيد سيف مع زوجته ويجلسان حول طاولتهما بصمت. يولع كل منهما سيكارته. وينظر كل منهما للآخر. قال الجنرال لزوجته سناء.
سيف:
سناء، معنى ذلك أنك كنت بزيارة للرئيس يوم تركت لي ورقة وقلت أنك ذاهبة للسوق؟!
سناء:
حبيبي تعرف مثل هذا اللقاء ما يقبلون واحد يخبر عنه لأسباب أمنية. لمن خبروني أن السيد الرئيس يريد يشوفني خبروني أن ما أتحدث حتى الك.
سيف:
طيب هذا قبل الزيارة وليش ما خبرتيني بعد الزيارة؟
سناء:
حبيبي ما تقلق. السيد الرئيس مو كثير سألني عنك. بس في لحظة ما سألني شلون اخلاص زوجك الي. قلت له زوجي جدا يحبك وجدا وفي ومخلص الك سيدي.
سيف:
قلت في لحظة ما .. أي لحظة تقصدين؟
سناء:
أشرح لك كل شيء في البيت. هذا ليس وقت للنقاش. أحنا في عيد ميلاد السيد الرئيس.
مشهد (45) نهار داخلي- غرفة المراقبة
كان رئيس المخابرات يراقب على الشاشة ما يجري بين العقيد سيف وزوجته وكان ينتبه لردود فعل الاثنين لحظة بلحظة.
مشهد (46) نهار داخلي – موقع العقيد سيف
لا يزال واقع العقيد سيف وزوجته متوترا. موسيقى في خلفية المشهد هي تدخن وهو يدخن وهي ترشف من كأسها. تسأله.
سناء:
تشعر بحالة غير طبيعية؟!
سيف:
أحس نفسي يضيق ولكن أحاول الصمود حتى ينتهي الحفل.
سناء:
حبيبي سيف أرجوك لا تحرجنا. الوضع دقيق وحساس. يبدو كلام السيد الرئيس أثر فيك عندما أخبرك أنني أمتدحك أمامه. كنت أريد أن أعطيك فرصة في الحياة.
سيف:
فرصة؟ وبأي ثمن؟
مشهد (47) نهار خارجي – سيارة أبو زرزور
كان أبو زرزور لا يزال يسلك الطرقات التي يعرفها نحو القصر الرئاسي حيث الاحتفال بعيد ميلاد الدكتاتور. فيقول للمغني.
أبو زرزور:
أنا شايفك قلق، جدا قلق. الحياة لا تستحق القلق. مجرد ربع ساعة وسوف تجد نفسك تغني أمام السيد الرئيس .. أرجوك لا تقلق .. أوكي؟ أستاذ بشار لا تقلق .. PLEASE لا تقلق. OK
المعني:
وتتحدث الانكليزية أيضا؟
أبو زرزور:
نعم، تعلمت الانجليزية من البريطاني الذي اشترى مني العصفور. عندما أخذ مني القفص قال لي
PLEASE وعندما أعطاني العشرة دنانير قال لي OK- ضروري الانسان يتعلم الانكليزية.
المغني:
أكيد
أبو زرزور:
يجوز الانجليز يستعمروننا مرة ثانية حتى الانسان يعرف أن يفاوضهم. أو يذهب إلى لندن ويستورد منهم بضاعة.
المغني:
تقصد تروح إلى لندن وتوقع اتفاقيات اقتصادية وأنت لا تعرف سوى كلمة PLEASE
أبو زرزور:
PLEASE و OK واحد صاحبي ذهب إلى لندن وعقد اتفاقيات تجارية وهو لا يعرف سوى كلمة
Because
المغني:
أرجوك خبرني متى نصل للقصر؟
ابو زرزور:
لا تتدخل في موضوعات أنت لا تعرفها. أنت تعرف أن تغني، ولا علاقة لك بالاقتصاد والسياسة.
المغني:
أرجوك أن تستعجل لأن حياتي مرتهنة بالوصول
مشهد (48) نهار داخلي – القصر
في موقع الدكتاتور، وقف الشاعر مرتبكا وهو يقرأ قصيدته أمام الدكتاتور الذي ينظر له بازدراء ونائب الدكتاتور مبتسما.
الشاعر:
سجل أيها التاريخ. سجل أيها التاريخ
يوم ميلاد السيد الرئيس. دون أيها التاريخ قبل أن تنسى
وتقع في خانة الملتبس.
أعرف أني ما بلغت المدى في مديحك يا سيدي
كيف أبلغه وأنت الذي لا حدود لمعناه
سلاما أيها القائد المكلل بالنصر .. سلاما أيها المفتدى
بقي الشاعر ينتظر ردود فعل الدكتاتور على قصيدته. وهو مرتبك. وبعد هنيهة، قال له الدكتاتور وفيما هو يعدل بنطاله خشية أن يسقط.
الدكتاتور:
قصيدتك زينه .. زينة ..
يلتفت الدكتاتور نحو نائبه ويقول.
الدكتاتور:
انطوه سيارة مرسيدس .. وبنطلون.
تراجع الشاعر إلى الوراء مسافة ثم غادر وهو مطأطأ الرأس حتى يؤكد ذله الذي ينعش الدكتاتور. ويغادر المكان.
مشهد (49) نهار داخلي – مكان الشاعر وزوجته.
يصل الشاعر مكانه حيث زوجته تنتظر. دخل مزهوا كما الديك وبصيغة مختلفة عن لحظة مغادرته مكان الدكتاتور وبشكل مذل. يقول لزوجته.
الشاعر:
حبيبتي .. بكرة أدعوك على العشاء، ونروح إلى المطعم بسيارتنه المرسيدس الحديثة. أنا أتمنى أن يكون لونها أحمر .. يا لون يعجبك حبيبتي.
الزوجة:
أنا ما أصعد في هذه السيارة …
مشهد (50) نهار داخلي – غرفة المراقبة
رئيس المخابرات يراقب زاوية الشاعر وزوجته وما يدور بينهما من حديث وكانت الزوجة تكمل حديثها وتقول:
الزوجة:
الآن أدركت تفاهة المسرحية التي نشاهد فصولها الآن. أنا لم أعد زوجتك منذ اللحظة.
مشهد (51) ليل خارجي – سيارة أبو زرزور
حل المساء ولا يزال أبو زرزور يسلك الطرق السهلة التي يمكن أن توصله إلى القصور الرئاسية. يقول أبو زرزور:
قريبا نوصل إلى حاجز عسكري. بعد الحاجز تمشي عشر دقائق وتصل إلى القصر.
المغني:
عشر دقائق؟
أبو زرزور:
نعم عشر دقائق، ولكن قبل أن نصل دعنا نقرأ سورة الفاتحة. بسم. الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين اياك نعبد، اياك نعبد، اياك نعبد ..
المغني يشعر أنه تلكأ أو نسي الآية فيقول له ..
المغني:
وأياك نستعين
أبو زرزور:
يرحم والديك، واياك نستعين. اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين.
السيارة تنزل من مرتفع وهو يكمل سورة الفاتحة والمغني يقرأ معه السورة
أبو زرزور:
بسم الله الرحمن الرحيم . قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفؤا أحد.
قبل أن نصل أنا سوف أخفف السرعة وأنت تقفز ..
المغني:
كيف أقفز أرجوك ..
أبو زرزور:
اذا تتوقف السيارة يطلقون علينا النار .. حضر حالك أنا راح أكون في حالة تأهب ..
اتكأ أبو زرزور على المقعد وهو شبه مستلق ومستمر في السياقة. سأله المغني خائفاً ..
المغني:
وكيف تسوق بهذه الطريقة
أبو زرزور:
لا عليك. السيارة متوازنة وأنا معتاد على هذه الطريقة. نحن في حروب دائمة ونتحاشى الطلقات.
مشهد (52) ليل داخلي – القصر “زاوية الشاعر”
يفتح باب ما في غرفة في القصر، ويخرج نائب مدير المخابرات. يمشي في رواق القصر ويصل إلى المكان الذي يجلس فيه الشاعر وزوجته. يقف نائب مدير المخابرات ويقول لزوجة الشاعر.
نائب المخابرات:
مساء الخير .. عندنا مقابلة تلفزيونية، ويريدون أن يسألونك عن مشاعرك في عيد ميلاد السيد الرئيس.
الشاعر:
أتتك فرصة حتى تعبرين من خلالها عن مشاعرك في يوم ميلاد السيد الرئيس.
زوجة الشاعر انتابتها مشاعر القلق وأدركت اللعبة والمصير. وعندما تحدث زوجها الشاعر وهو الآخر يدرك أنها ليست مقابلة تلفزيونية بل ثمة أمر آخر، أضاف نائب رئيس المخابرات القول مخاطبا الشاعر.
نائب المخابرات:
وأنت تترك الحفل بعد أن تقابل السيد المدير. تروح أولا للبيت. وزوجتك راح تجيك بعد أن تنهي المقابلة التلفزيونية، والصبح راح تكون سيارة المرسيدس أمام بيتك. وراح أسلمك مفاتيح السيارة وأوراقها بنفسي وراح يكون لونها أحمر.
الشاعر يخاطب زوجته.
الشاعر:
هل لاحظت! نفس اللون الذي يعجبنا.
رئيس المخابرات:
مدام .. تفضلي مدام ..
تتحرك السيدة زوجة الشاعر ثم تدرك أنها نسيت حقيبتها اليدوية. فتعود وتتناولها من الطاولة. هي حركة ذات دلالة مأساوية. يتم التأكيد عليها خلال الاخراج والتصوير .. هي تعرف أنها ذاهبة للموت الأكيد .. ومع ذلك تأخذ حقيبتها الصغيرة حين تنساها. وفي ذات الوقت يتأكد تفاهة زوجها الشاعر وجبنه.
عندما يذهبان يتحرك اثنان من عرفاء الحفل ويمشيان خلفهما ما يعني أن كل الموجودين هم من رجال المخابرات. يدفعونهم باتجاه غرفة التحقيق وعندما يدخلان يغلق أحدهما الباب ويقفان كأن شيئاً لم يكن.
مشهد (53) ليل داخلي – غرفة التحقيق
يدخل غرفة التحقيق نائب رئيس المخابرات وخلفه يدخل الشاعر وزوجته. نائب رئيس المخابرات تتحول شخصيته التي شاهدناها في المشهد السابق ويلعب شخصيته الحقيقية في غرفة التحقيق. يقول للشاعر.
نائب الرئيس:
أنت تبقى مع الأستاذ .. وأنتي تتبعيني.
يتحرك نائب رئيس المخابرات وتتردد زوجة الشاعر وهي تنظر إلى رئيس المخابرات الذي يقول لها.
رئيس المخابرات:
اتبعيه .. أتبعيه ..
تتردد ثم تتحرك اذ لا خيار .. وتلحق بنائب رئيس المخابرات ومعه مرافقه.
ينهض رئيس المخابرات بعد أن يبقى الشاعر لوحده. يمسكه ويأخذه نحو زاوية جدار ويدفع به نحو الجدار. ويحاول أن يضغط على رقبته خنقا. الحوار يجري حتى بالتداخل بين الشخصيتين.
رئيس المخابرات:
واسمع .. فورا تروح على بيت أهل زوجتك وتخبرهم أنها طلعت من البيت قبل ثلاثة أيام وما رجعت.
الشاعر:
هي فعلا طلعت من البيت وسألتهم قالوا ما رجعت.
رئيس المخابرات:
وتخبرهم بأنها بالفترة الأخيرة بدت تحدث كلام غير مفهوم. كلام يشبه كلام المجانين.
الشاعر:
فعلا هي مجنونة بالفترة الأخيرة
رئيس المخابرات:
اسمع، بعد ذلك تروح إلى رئيس تحرير الجريدة اللي تشغل بيها.. هو عنده خبر، راح تخبره وتتفق معه على صيغة اعلان. أفهمت أم لا .. وتترك عنوانك ورقم تلفونك وتذكر في الاعلان أنها خرجت قبل ثلاثة أيام ولم ترجع
الشاعر:
هي مجنونة سيدي لابد من نشر الاعلان.
رئيس المخابرات:
اسمع .. بعدها سوف تأتيك هدية السيد الرئيس، سيارة مرسيدس. هل فهمت
الشاعر:
بالتأكيد راح يكون لونها أحمر سيدي.
يستعيد رئيس المخابرات عصبيته وانفعاله ويؤنب الشاعر.
رئيس المخابرات:
لماذا لم تخبرني. لا بد أنها كانت تتحدث معك ضد السيد الرئيس. لماذا لم تخبرني.
الشاعر:
والله العظيم سيدي، أنني أسمع منها هذا الكلام لأول مرة.
رئيس المخابرات:
لماذا لم تخبرني .. لماذا لم تخبرني .. لماذا لماذا ..
تمشي زوجة الشاعر خلف نائب رئيس المخابرات يقفان عند بداية سلم يؤدي إلى قبو تحت الأرض. يقول لها نائب رئيس المخابرات.
النائب:
انزلي
زوجة الشاعر تنزل السلالم. تتردد في النزول.يصيح عليها نائب رئيس المخابرات.
النائب:
انزلي ولا تتوقفي
تنزل زوجة الشاعر عدة سلالم ثم تتوقف .. موسيقى ينبغي أن تصاحب هذا المشهد الدرامي المشوب بالتوتر. يصيح نائب رئيس المخابرات.
نائب الرئيس:
لا تتأخري!
هنا يمكن أن تبدأ الموسيقى .. تنزل سلالم أخرى .. يشاهد شخص غريب الشكل بالنظارات يشير لها أن تدخل في مكان ما. تتحرك نحو المكان
اختفاء
ظهور
مشهد (54) ليل خارجي – برج المراقبة.
ثمة شخص يراقب بيقظة عالية المكان وأمامه بروجكتور متحرك يكشف المنطقة. تسمع طلقات نارية من مكان ما من المنطقة دليل حركة شخص .. أصوات نباح الكلاب البوليسية تسمع أيضا. الاضاءة المتحركة من خلال برج المراقية تكشف المكان الذي هو شارع ترابي وأحراش.
مشهد (55) ليل داخلي – موقع الدكتاتور
الدكتاتور يسمع اطلاق نار بعيد فينتبه. نائب الدكتاتور ينتبه هو الآخر. الدكتاتور يسحب مسدسة، ويخزن طلقة في بيت النار. ويضع المسدس على الطاولة. ونائب الرئيس يشاهد غاضبا.
الأضواء تكشف عن وصول المغني وهو رافعا بيده اليمنى العود ورافعا يده اليسرى دلالة السلام والاستسلام.
يتقدم رئيس المخابرات ومعه مرافقوه. يرفع المغني يديه دلالة الاستسلام.
رئيس المخابرات يضرب المغني لكمة على وجهه ويسقط أرضا. ثم يرفعه من الأرض ويأخذه ومعه المرافقون ويغادرون المكان فيما ينبغي أن نرى الآلة الموسيقية “العود” مكسورة والأوتار نافرة منه.
مشهد (56) نهار داخلي – القصر
أمام منصة الموسيقيين وصل المغني يمسك به رئيس المخابرات ونائبه وأحد مرافقيه. يصعد على منصة الغناء مرعوباً. ينظر اليه الدكتاتور وينهض متوجها نحو الشرفة التي تطل على شرفة الغناء وهو يشهر مسدسه. يقول له الدكتاتور فيما الضيوف ينظرون من شرفاتهم نحو ما يجري.
الدكتاتور:
لا يعجبني أن أرى وجهك.
يلتفت الدكتاتور نحو نائبه ومرافقيه ويضيف قائلا.
الدكتاتور:
أنا أحب صوته. ولكن لم أعد أطيق وجهه. من الآن فصاعداً اسمحوا له بالغناء بالاذاعة ولا تسمحون له الغناء في التلفزيون لآنني لا أحب أن أرى صورته.
يلتفت ثانية نحو المغني ويقول له.
الدكتاتور:
هذه الليلة دعوه يغني ولكن وجهه للحائط، واذا أدار وجهه للصالة ..
يعمل حركة خرطشة في المسدس .. المغني والموسيقيون يديرون وجوههم نحو الجدار حيث تمثال الدكتاتور يواجههم. المغني يعطي الحركة للفرقة الموسيقية لتبدأ الحفل عن عيد ميلاد الدكتاتور الذي يعود إلى مكانه ويستمع إلى الأغنية والمغني ظهره صوب الحاضرين.
الأغنية:
عيد ميلادك سعيد .. سيدي
فرحة وتهاني بهلعيد .. سيدي
الما يحبك ما أنوجد .. فرحانه كل أهل البلد
نطلب من الله المعتمد .. عمرك ألف قرن يزيد، سيدي
مشهد (57) ليل داخلي – زاوية سعاد وهند
هند ترشف مزيدا من الخمر .. وقد بدأت السكر يلعب في رأسها. تقول لها صديقتها سعاد.
سعاد:
هند .. لا تكثرين من الشرب هند .. هند ..الوضع دقيق وحساس وما يتحمل. حتى اذا شعرت بالغثيان راح يصعب علينا مغادرة المكان حتى يصعب علينا الذهاب إلى الحمام. هند .. هند ..
مشهد (58) ليل داخلي – منصة الغناء
المغني يبدأ الغناء العاطفي المحبب بعد أن قدم أغنية عيد الميلاد وهو لا يزال يغني ووجهه يقابل الجدار وتمثال الدكتاتور.
الأغنية:
هذا مو انصاف منك .. غيبتك هلكد تطول
الناس لو تسألني عنك .. شرد أجاوبهم شكول.
مشهد (59) ليل داخلي – زاوية سيف وسناء
تتجسد معاناة الجنرال سيف بعد أن شعر بخيانة زوجته له مع الدكتاتور. وهو يدخن وزوجته ترشف الخمر. تسأله.
سناء:
ما شربت ولا رشفه. شوية ويسكي تهدي أعصابك، وبعد ذلك أشرح لك كل شيء في البيت وبصراحة. كل شيء قابل للحل في هذه الحياة.
سيف:
أتفق معك، كل شيء قابل للحل في الحياة
سناء:
أرجو ما تكون رحت بعيد
سيف:
لا .. ما رحت بعيد. رحت قريب
يصاب بغصة وما يشبه الغثيان. فيقول
سيف:
يجب أن أذهب للحمام .. أشعر بضيق
سناء:
أنتظر شوي لا تجلب الانتباه
سيف:
أي انتباه أتحاشاه يا سناء .. أي انتباه. صعب أنتظر صعب. الآن فقط أدركت ثمن النجوم التي تلمع على أكتافي. هي ليست النجوم ولا هذه النياشين التي يمكن أن تكون ثمن الدفاع عن كرامة الوطن.
سناء:
أقسم لك بالله سيف أنا أحبك. والحادثة ليس كما تتصور. أعطني فرصة الحديث في البيت
سيف:
المسألة لا تقبل التأجيل الآن ولا في البيت. هي حالة عندي تشبه أغنية حب، مثل الأغنية التي يغنيها الآن بشار البصري، وسط أجواء متداخلة من الفوضى والدناءة والشراهة للأكل والضياع.
مشهد (60) ليل داخلي – منصة المغني
المغني مستمر في أغنيته.
المقطع من الأغنية:
ألف حيف وألف وسفه .. مثلك يخون ويه ولفه
مشهد (61) ليل داخلي – زاوية سيف وسناء
والأغنية مستمرة كباك كراوند على مشهد حديث الجنرال سيف ..
سيف:
الآن فقط أدركت الخسارات لا ننتبه لها سوى عندما تمس خساراتنا الشخصية. أتذكر أستاذ العلوم الطبيعية حدثنا عن نوع من الطيور عندما يقع في شبك الصياد يملك القدرة على الانتحار ويموت في لحظات. الله سبحانه وتعإلى منحه قدرة الخلاص، عندما يفقد حريته.
سناء:
أفكارك غريبة سيف.
سيف:
ينبغي الذهاب للحمام. أشعر بغثيان. شي جاثم على صدري .. شي ثقيل مثل الحياة.
مشهد (62) ليل داخلي – أمام منصة الغناء
مر العقيد سيف يمشي متثاقلا .. ووقف هنيهة ونظر نحو الدكتاتور ..
مشهد (63) ليل داخلي – موقع الدكتاتور
الدكتاتور ينظر اليه بلا أبالية وبترقب
مشهد (64) ليل داخلي – الحمام
يفتح باب الحمام ويدخل الجنرال سيف تعبا ويأخذ مكانا على مصطبة داخل الحمام. يفتح أزرار قميصه حين يشعر بضيق النفس .. موسيقى بعيدة وهادئة ..
مشهد (65) ليل داخلي – القصر، زاوية سعد وهند
رشفت هند آخر ما في كأسها وقالت لسعاد.
هند:
أروح للحمام ..
تأخذ هند حقيبتها وسعاد تبقى قلقة حيث تأزم المشهد بكاملة .. وهي تتوجس خيفة.
مشهد (66) ليل داخلي – الحمام
تدخل هند الحمام وهي ثملة .. تنظر إلى العقيد سيف الذي هو شبه منهار على المصطبة. لا تكترث كثيرا أول الأمر .. ثم تذهب وتفتح باب التواليت وقبل أن تغلقه تلقي بنظرة على العقيد السيف. وتغلق الباب. بعض الموسيقى مع مؤثرات المكان
ينهض العقيد سيف ويتوجه نحو المغسلة لكي يدلق الماء على وجهه. فيرى في مرآة المغسلة زوجته عارية مع الدكتاتور على الفراش. ويسمع صوتها وتتجسد الصورة أمامه. يسمعها تقول.
سناء:
بالمناسبة سيدي .. زوجي جدا يحبك، وجدا وفي ومخلص الك سيدي
يتراجع العقيد سيف إلى الوراء ليتأكد أن ما يراه على المرآة مجرد تصورات. لكن المشهد يتجسد كما هو بين الدكتاتور وسناء زوجة العقيد سيف.
مشهد (67) ليل داخلي – سرير
الدكتاتور عار وسلوكه كما القرد في ممارسته الجنس مع سناء. يعضها في ظهرها. سناء تقول له.
سناء:
لا تترك أثرا على ظهري
الدكتاتور:
تخافين أن يعرف زوجك
سناء:
حفاظا على مشاعره سيدي
الدكتاتور:
لا توجد مشاعر فوق مشاعري
يقولها وهو كما ينبت أظافره في جسدها. فتقول له سناء.
سناء:
تعرف .. زوجي جدا يحبك وجدا وفي ومخلص الك سيدي.
مشهد (68) ليل داخلي – الحمام
يتحرك الجنرال سيف إلى الوراء وهو يكاد يختنق. ولا تزال الصور تترى أمامه كما لو كانت واقعية.
مشهد (69) ليل داخلي – السرير
أصبحت سناء على السرير خلف الدكتاتور فيما كانت أمامه. وهما عاريان. سناء تداعبه وتعبث في شعيرات رأسه، وتقول له.
سناء:
تحب أصعد فوقك سيدي
الدكتاتور:
ما أنخلق بعد الشخص اللي يصعد فوقي
سناء:
عفوك سيدي، كنت أريد أمتعك .. بالمناسبة زوجي جدا يحبك وجدا وفي ومخلص الك سيدي
مشهد (70) ليل داخلي – الحمام
العقيد سيف وهو يركز على المرآة فوق المغسلة ويكاد لا يصدق ما يرى فيجمع قبضته ويضرب المرآة ويتهشم زجاجها. ثم يأخذ قطعة من زجاج المرآة بيد مرتجفة.
مشهد (71) ليل داخلي – التواليت
تسمع هند تكسير زجاج وأصوات تساقط زجاج فوق المغسلة فتعدل ملابسها وتذهب نحو باب التواليت وتصغي فتسمع مزيدا من زجاج يتهشم.
مشهد (72) ليل داخلي – الحمام
يمسك العقيد سيف قطعة من زجاج المرآة بيد مرتجفة. قطعة مدببة النهاية كما السكين. يتراجع إلى الوراء.
مشهد (73) ليل داخلي – التواليت
هند تفتح باب التواليت تلقي نظرة أولى نحو صالة الحمام فلا ترى العقيد سيف في مكانه. تخرج.
مشهد (74) ليل داخلي – الحمام
تخرج هند بحذر .. تمشي ثم تتوقف حين ترى العقيد سيف منهاراً على الأرض وبيده ما يشبه السكين واضعا أياها على رقبته.
مشهد (75) ليل داخلي – زاوية سناء
سناء وحدها ترشف من كأس الخمر. حزينة وفي العمق عسكر مدججون بالسلاح. يصل رئيس المخابرات ويقف خلف سناء ويقول لها.
رئيس المخابرات:
وين راح زوجك؟
سناء:
راح للحمام
رئيس المخابرات:
كان منزعج؟
سناء:
لا .. كان سعيد، بس شويه كثر من الشرب.
رئيس المخابرات:
خبرك شي بعد ما صافح السيد الرئيس؟
سناء:
لا .. أبداً
مشهد (76) ليل داخلي – زاوية سعاد وهند
تأتي هند آتية من الحمام مرتبكة ومسرعة في مشيتها وتجلس عند طاولتها. تسألها سعاد.
سعاد
حالتك غير طبيعية.
هند التي تلتفت يمنة ويسرة وتقول بصوت هادئ.
هند:
العقيد سيف
سعاد:
ها ..؟
هند تقرب وجهها من سعاد وتقول لها.
هند:
العقيد سيف
مشهد (77) ليل داخلي – زاوية سناء
سناء وبعد أستجواب رئيس المخابرات ازدادت توترا فتناولت بقايا الخمر في كأسها وكأنها تريد الهروب إلى مكان ما حين تسمع موسيقى فرقة الغناء تبدأ بالعزف فتنهض دافعة الكأس وتتوجه نحو المغني. الكاميرا ينبغي أن تصاحبها بحركة دولي حتى تصل أمام المغني
المغني وهو يتمايل مع الموسيقى وينظر إلى جمال سناء وهي ثملة وبدأت تتمايل مع الموسيقى، يصدح في غنائه، وسناء تتحرك برقصة ثملة وهي تعبر عن حالة من التمرد على نفسها:
الأغنية:
يبا يابا شلون عيون عندك يابا
قلبي بجمالك مفتون والله يابا
يبا يابه شلون عيون عندك يابا
فوق النخل فوق يابا فوق النخل فوق
مدري لمع خدك ما أدري القمر فوق
آمان .. أمان ..
علمته يرمي سهام حلو المعاني
ولمن تعلم زين صد ورماني
والله معذبني بعيونه الحلوة.
وفيما كانت سناء تتحرك ثملة برقصة أقرب إلى التعبير منها للمجون يدخل أحد مرافقي المخابرات ويشير لها أن تتوقف عن الرقص وتتبعه. في البداية لن تستجيب ثم يتوقف ويؤكد لها أن تترك المكان وتلحق به. فتخرج ثملة وتترك مكان المغني ويبقى المغني يكمل أغنية.
استكمال الأغنية:
مو مني كل الصوج .. أنا من هلي والله
ظلت الروح تلوب .. يساعدها الله
مشهد (78) ليل داخلي – موقع الرئيس
الرئيس ونائبه منتشيان بصوت المغني.
مقطع الأغنية:
ذوب وتفطر .. يا قلبي حيل وياك
ون وتحسر ..
مشهد (79) ليل داخلي – منصة الغناء
المغني يكمل أغنيته من وجهة نظر الدكتاتور الذي يراه من الخلف
مقطع الأغنية:
على الكوطر وخلاك .. آه يا سليمه يا نعيمه
نامت عيون الناس .. قلبي شينيمه
مشهد (80) ليل خارجي – مدخل القصر
نائب رئيس المخابرات وإلى جانبه سناء. وأمامهما السدية وعليها جسد مغطى. يقول له نائب رئيس المخابرات وهو يرفع الشرشف عن وجه الجثة وترى زوجها ممدا على نقالة الاسعاف.
نائب رئيس المخابرات:
مدام سناء. وجدنا زوجك منتحر بالتواليت. ما أريد يتعكر مزاج الحفل. أرجو أن تروحي بسيارة الاسعاف للمستشفى واحنه راح نتابع الموضوع.
تقدمت سناء نحو سيارة الأسعاف تتقدمها الناقلة يسحبها اثنان من عمال الاسعاف ويدخلون السدية إلى سيارة الأسعاف وتدخل سناء في سيارة الاسعاف ويغلق الباب .. صوت الأغنية يسمع من بعيد
مقطع الأغنية:
تجري على خدي .. دم دمعتي بجفاك
تجري على خدي .. دم دمعتي بجفاك
مشهد (81) ليل داخلي – زاوية العالم.
وصوت الأغنية مستمر .. “لا صبر عندي .. ولا أقدر على فرقاك”
صوت المغني في الباك كراون وعامل المطبعة الذي يظهر في بداية الفيلم يعود للحديث مع العالم. وكأنهما كانا في حوار دائم وما هذا المشهد سوى استمرار للحوار كان يدور بينهما.
العامل:
عندما كنت أشتغل عامل مطبعة قرأت كل الكتاب . .
مشهد (82) ليل داخلي – غرفة المراقبة
صورة عامل المطبعة وهو على شاشة المراقبة يكمل حديثه المسموع والمرئي من قبل الأجهزة
العامل:
قريت الروايات والشعر. بعد كل اللي قريته صرت مقتنع احنا بحاجتنه إلى علماء. صحيح الأدب والفن ضروري جدا حتى يجمل الحياة. لكن نحتاج أكثر إلى علماء..
مشهد (83) ليل داخلي – زاوية العالم
العامل مواصلا حديثه للعالم.
علماء يخلون الحياة خضرا لأولادنا على الأقل. والأطفال يعيشون سعداء. والماء يبقى نظيف وناكل سمك نظيف لا يزرع أمراض غريبة بأحشاء بناتنا ويطلع عندنا جيل مشوه.
يخفض العامل رأسه حزنا ولا يستطيع مواصلة حديثه مع العالم. العالم نفسه تأمل قليلا ثم أخفض رأسه ولا يستطيع النظر نحو العامل.
مشهد (84) ليل داخلي – غرفة المراقبة
رئيس المخابرات الذي كان يصغي جيدا للعامل وهو يحدث العالم وكأنها عملية تحريض ضد الواقع السياسي. هز رأسه مقرراً التخلص من العالم والعامل. هما مشروع تصفية من قبل رئيس المخابرات ..
مشهد (85) ليل داخلي – باحة القصر
في نفس باحة القصر حيث أوقدت الشموع نرى العالم والعام مضرجان بدمائهما. هو مشروع اغتيال مرسوم في رأس رجل المخابرات. وصوت الأغنية لا يزال مستمراً وهما وسط شموع عيد ميلاد الدكتاتور
مشهد (86) ليل داخلي – موقع الدكتاتور
الدكتاتور وهو يستمع للأغنية والمغني لا يزال يغني ووجهه للجدار.
مشهد (87) ليل داخلي – منصة الغناء
المغني وهو يغني ووجهه للجدار ولتمثال الدكتاتور يغني:
غنيت كالوا بطران .. واستكت كالوا حزنان
صليت كالو تايب .. سايب يا قلبي سايب.
انتهت الأغنية وتردد صدى نهايتها مع الصمت
مشهد (88) ليل داخلي _ ممرات القصر
ثملة تمشي هند وصديقتها سعاد تظن أنها كما لو جنت .. هند تمشي مبتسمة وكأن قرارا ولد في أعماقها .. صارت تمشي والكل مذهول ينظر اليها .. رجال المخابرات والدكتاتور والحراسات. عبرتهم وتوجهت بين الجنود نحو منصة الغناء وهناك انتعشت بالأضواء.
وقفت قرب الفرقة الموسيقية وحدثت نفسها وحدها ثم اتكأت على عمود الرخام.
الله ما أحلى الكاميرات .. شكد حلوة الأضواء وساحرة. لكن الحظ ما حالفني. كان علي حتى أعتلي سلم النجوم، أدفع الثمن .. جسدي.
صارت تبكي نشيجا وهي متكئة على الجدار الرخامي والمغني كان مذهولا.
مشهد (89) ليل داخلي – شرفة سعاد
صديقتها في الشرفة وهي تنظر اليها، وتسمع بكاءها ونحيبها المتقطع.
مشهد (90) ليل داخلي – منصة الغناء
تقف هند أمام الموسيقيين مستندة على سياج الشرفة ونادت بأعلى صوتها للدكتاتور.
هند:
أيها الرئيس ..
مشهد (91) ليل داخلي _ مكان الرئيس
الرئيس ينهض وينهض معه نائبه ومرافقوه ويتقدم نحو الشرفة التي تواجه شرفة المغني التي وقفت فيها هند.
مشهد (92) ليل داخلي – شرفة المغني
هند تكرر النداء بأتجاه الرئيس
هند:
أيها الرئيس
مشهد (93) ليل داخلي _ مكان الرئيس
الدكتاتور مستمر بالتوجه نحو سياج الشرفة مشيرا إلى مرافقيه أن لا يتصرفوا بأية ردة فعل باشارة من يده للتهدئة.
مشهد (94) ليل داخلي _ شرفة المغني
مدت هند يدها نحو فتحة صدرها وصاحت وهي تفتح ثوبها كاشفة عن ثدييها وصاحت.
هند:
هذا جسدي ..
مشهد (95) ليل داخلي – شرفة الدكتاتور
صوت هند:
خذه مقابل أن تظهر صورتي على الشاشة.
يسحب الدكتاتور مسدسه ويطلق على رأسها النار.
مشهد (96) ليل داخلي – شرفة المغني
تسقط هند على سياج الشرفة .
مشهد (97) ليل داخلي _ شرفة سعاد
سعاد في شرفتها تصرخ باكية
مشهد (98) ليل داخلي _ شرفة الدكتاتور
يركض الدكتاتور منفعلا تاركا الحفل ويركض خلفه السفراء والمدعوون ونائبه والمرافقون وتحصل فوضى في القصر.
مشهد (99) ليل داخلي _ أرض القصر
يسمع صوت وقوع هند على أرض قصر الدكتاتور من الطابق العلوي
مشهد (100) ليل داخلي – شرفة سعاد
سعاد منهارة ومتكئة على الجدار الرخامي فيركض رئيس المخابرات ويشاهدها ويطلق عليها النار فتسقط ميتة بين مسندات الشرفة.
مشهد (101) ليل داخلي – ممرات القصر
الجميع يركضون رعبا
مشهد (102) ليل داخلي – قاع القصر
في أرض القصر الذي سقطت فيه هند ميتة تسحب جثتها والدم ينزف من رأسها وتبقى آثار الدم على بلاط الأرض.
مشهد (103) ليل خارجي – رصيف القصر
على شاطئ النهر وعلى رصيف الشاطي يركض الدكتاتور وهو يصرخ غاضبا ثم ينزل سلالم صغيرة تؤدي إلى الزورق الذي وقف على سطحه وهو يصيح غاضبا فيما رجال المخابرات والأمن وكل الحراسات يركضون وهم يقفون على الرصيف ويشاهدون الزورق الذي يقل الدكتاتور يرحل في مياه النهر. رئيس المخابرات يكاد لا يصدق وهو يضرب بقبضة يده على سياج الرصيف وزورق الدكتاتور يبتعد في مياه النهر.
مشهد (104) ليل داخلي _ قاع القصر
تتقدم احدى المنظفات بملابسها العسكرية ومعها سطل ماء ومكنسة وتبدأ بكنس الدم وتنظيف الأرض الرخامية من بقع الدم.
مشهد (105) – شرفة المغني
المغني ولا يزال وجهه نحو الجدار. ولكننا يجب أن لا نرى تمثال الدكتاتور ما يوحي بأن ما يجري كان حالة كابوسية مر بها المغني لأن الذي جرى وأن كان حقيقة هو ما يشبه الكابوس ويندرج ضمن اللامعقول. يصغي المغني لأصوات المكنسة ويقرر أن يلتفت نحو القصر. يلتفت وينظر إلى القصر وكان خاليا.
مشهد (106) ليل داخلي – شرفات القصر
شرفات القصر خالية . السقف المزركش بالنقش الشرقي. كرسي الدكتاتور فارغ .. تسمع ضربات موسيقيى هادئة.
مشهد (107) ليل داخلي – شرفة المغني
المغني ودموعه تنهمر على خدية. يغمض عينيه وتنطلق من حنجرته أغنيته المحببة التي أحبتها .. والتي أحبتها ابنته وزوجته “يا نبعة الريحان”
الأغنية:
يا نبعة الريحان .. حني على الولهان
جسمي نحل والروح .. ذابت وعظمي بان
ما عندي كل ذنوب الا هوى المحبوب
لا هو ذنب وأتوب وأتعوذ الرحمن
يوم الذي حبيت يا منيتي جنيت
يا نبعة الريحان .. حني على الولها،
تايتل النهاية
فيلم لـ قاسم حول
أسماء الممثلين
أسماء الفنيين
أسماء العاملين
حقوق الفيلم لمؤسسة سنونو فيلم قاسم حول 2010
نهاية
The end
1
قاسم حول