(1)
أقرب من خاطرتين
تمدان على الطاولة – بحذر كيلا
تنسكب القهوة –
أربعة اجنحة تتعانق
كل يد تهب إلى الأخرى معجمها
أقصر..
اقرب من خاطرتين تبادلتا فوق
الطاولة العابرة
معاجم أيامهما.
أعلم أن ذراعيك نحيلان
وروحك رائحة ملاك
فلننس بأنا إذ نصمت
وذراعاك فوق ذراعي نعرف هذا.
كله .
(2)
عيناك الطيبتان
العصفوران الورعان يبلل ريشهما
الماء
فينتفضان قليلا
قولي لهما أن طيرا
.. أو لم يختر العصفوران أعالي البيت
المتهدم زاوية للعش ؟
لا تبك …
حياتي قطرات لونها الأسود
تنحدر
وهذا الوقت لمنديل ورقي كان يلم
نزيف النبع المالح .
ماذا كنت تقولين لأسراب عصافيرك
وملائكتك
إذ أقف أمامك مكشوفا وكأن العالم
كان يراني؟
كنت قبالتك على كرسيي كقميص
مقلوب
لا أسألك
ولا أسأل أحدا
أجد الجنة إذ أدلف لهما
هاتان العينان الضيقتان .
(3)
ابتعدي اكثر
ليمرغ هذا الضوء سهاما حانية
فوق الكثبان الرطبة والممتلئة بهواء
ناقص
وحياة لم ننقضها
ابتعدي.
هل يتبين لك آت
يحمل رأسا مائلا وقنانا فارغة تشبه
أفكارا؟
.. يقترب كثيرا؟
ابتسمي ودعيه
.. الا يتبين لك ؟
هذا ما كان يريد
لنتحدث ….
حساب
وبماذا تتذكرك الآن …؟
أتقوي تركتك البائرة حنينا أو
عينان …
أتشعل مصباحا في صحراء ستصل
إلى قلب حالك
قلب أوراقك
كنت دسست (أحبك) في راحتها
وكأنك لا تتكلم
ثم سحبت يديك سريعا
ونسيت حياتك وردا مغموسا في ماء
الطاولة
كأن حقيبة يدك تغادر في سيارة
غرباء
كأن طفولتك تداعب رأسا يستغرق
في طرقات ضيقة تتشعب :
تتذكرك بماذا الآن ….؟
عيد الخميسي (شاعر من السعودية)