الخضر شودار *
في الصفحة السادسة و العشرين من
” ماذا خسر العالم”
تجلس امرأة قرب الكمودينة،
تنظر إليّ
و ترفع خصلة من شعرها،
كنا دائما ” شعبا يحب الموسيقى”
” هائمين على وجوهنا في غابة الدمع”
تعال الليلةَ
نجلس سويا في قلب شجرة
و نتأرجح معا في الريح البعيدة
سيكون في وسعنا أن ننتظر مدنا لا ترحل
و نرى ظلالا لأعيننا على ساحل الأرض
تعال الليلة
لنجلس سويا في رذاذ شتاء مضى
الرغبة لا زالت في الأشياء
و الوقت لم يعد يتحرّك من مكانه
و الموت لن يقتل أحدا
تعال
فأنا، قبل عام
ودّعتُ سنجابا و نهرا
ودّعتُ رمادا أحبني أعواما أكثر مما أحببته
أنا، حقا، صادقة معك
في الصفحة السادسة و العشرين
تعال
ليسقط أحدنا في الآخر ..
* * *
شيء ما
عالقٌ
في هذا العالم
يتأرجح
منذ البدء
في مكان لا يراه أحد
و يتدلّى
في قلوبنا
كالحب
و النقصان
* * *
افترقنا
كل منا في مداره
مثل رماد نجم بعيد
مات من ألف عام
أتهاوى
على جسدك
من تعب الرحلة
لا أحد
يعرف الآن
من أين هذا الغبار السميك
على الأرض
* * *
وحدها الأشجار تراني ..
عزيزي زوربا
أنا أيضا
كنت أجلس طويلا على ركبتي جدي
أمسك بأصابعه، بعيدا في الأثير
” أنت نجم آخر على هذه الأرض يدور”
” لا تطأ بقدمك على أحاسيس شيء”
” لا فرق بينك وبين البحر
ولا بينك وبين الأشياء ”
كان يقول،
مثلك روحي رقيقة
أُلاطفها لتلاعبني
فيتألم جسدي
كلما غاب أحد بكيت
و كلما عاد بكيت
تلك الفراشة التي قتلتُ في النواميس
ما زالت تحتضر
كهذا الكون بطيئا في كفي
وكما ترى
أنا عاجز الآن
ولا رغبة لي في البكاء
يموت هذا الكون
و لا أبكي
* * *
يفترق العاشقان و تظل القبلة ..!
* * *
لم يعد المطر
يقع في مكانه
من السماء على الأرض
هو بالأحرى يقع علينا
من الأثاث القديم
في البيوت
من الصور
و النسيان
من داخل الآخرين على الآخرين ..
* * *
اليومَ،
أرسلتُ ماء إلى الأشجار
و حصى إلى النهر
و نوافذ كثيرة إلى نظراتك
* * *
في البيت الذي تسكنين، تسكن بيوت أخرى ..