لولا المرأة والبحر
لحاصرنا الجفاف
وقتلنا العطش
»ناظم حكمت«
يحيى الناعبي
العزلة التي تسكن الشجرة
القابعة أمام الدار
وحدها التي
التمس منها قرار الذات
قبل أن تتبدد الروح
شظى الأيام
بعيدا عن الوحشة
الجبال حاضنة عظام الأسلاف
وحدها من يرسم التاريخ
مخلفة رماد الحنين
الأم التي أرضعت الشمس من لهيبها
حين انبجس من صلبها
ماء رقراق على القلب
ويتيما كالفجيعة
( ….. )
حين داهمني بموته
شهق القلب
مرفرفا
مخلفا وراءه
ريش يستوطن الأرض
كمن نسي أعوامه
بين طي -ات موجة
على ضفاف
الأبدية
تتحجر الذاكرة
مستكينة في الرواق
بين غرف الأمس
وظلام اللحظة
قليل من الصداع
يفجر رغوتها
ويشعل في زواياها
ترياقا لهذا العماء
منذور بامتداد عمري
يداي ساقيتان غمرتا لجج الوقت
ثقل أفقد توازني
على كرسي الدهشة
أتفقد مفاتيح الكلمات
سوف أنصت نصفي الأول
ونصفي الآخر
يشدني للألم
ربما تكوني غبية في ملمحك
ولكن ..
ستظلين وحدك من
يزرع اللذة
ويشد الوتر
دون اكتراث
الصحراء التي تتملكني
مليئة بالضواري
وبنات آوى
والدراويش
كما هي مخل فات الحرائق
ولوث الروح
ترى ..
أى اقطاعي
يسرح خيوله
على جوانبي
( طفولة )
ها هو
يخرج من بين شدقيه
عباءة جديدة
مدينة من الظلال
بين شفاه امرأة الشمس
التي تشهق
تحت جذور الصمت
وتغتسل الخطيئة
الموروثة
من
عبق
الليل .
بعد تلك الليلة
بت أنام
كمن يتعثر بأحلامه
بعد أن تقوده
نحو زاوية ضيقة
أصبح الليل ترف المسهدين
ودليلهم
لإقتفاء الأثر.