حمود حمد الشكيلي
«هذا الرجل ليس من البشر، إنما رسالة سماوية تنذر باقتراب أجلي»
عبد العزيز الفارسي
في واحدة من سنواته الدراسية الأخيرة أتى اللقاء الأول بالعزيز عبد العزيز الفارسي، سبقته اتصالات هاتفية بين الطالبين اللذين يكتبان القصة القصيرة، تقدمني إلى التعرف عليه وبدايات سطوع تجربته القصصية الأولى العزيز أشرف الهنائي، العائد من قراءة قصته” لأن” في مدرج قاعة بجامعة السلطان قابوس.
شكلنا نحن ثنائي البيت1 أولًا “طالبي جماعة العقاد2 للقصة القصيرة” علاقة بعبد العزيز الفارسي طالب جماعة الخليل للأدب، وجدنا فيه قربًا روحيًّا، قربًا أكده صدقٌ جمعناه من اتصالاته برقم هاتف منزلنا في صور، بعد أن تخرج أشرف وتقدمني إلى مسقط ظل الوصال معي، المكالمة التي سأنادى إليها وأهرول راكضًا من الطابق العلوي إلى الطابق الأرضي هي مكالمة عبد العزيز الفارسي، اتصل سائلًا عما قرأته خلال الفترة الماضية منذ اتصاله الأخير، لعلي كتبت محاولة قصصية؟ ليقرأها ويقدم رأيًا فيها.
سيمر عام دراسي لم ير أحدنا الآخر، وحده الهاتف يظهر شخصًا مختلفًا قربًا وعمقًا واهتمامًا بواحد لم يره بعد، إلا أن اللقاء سيأتي، ثمة صوت جميل ينادي باسمي، حالًا في هذه اللحظة مطلوب مني التوجه إلى مقرِّ ما أُسمي مجازًا بالإذاعة الداخلية لطالبات كلية التربية بعبري، الكلية المشرفة على الأسبوع الثقافي لطلاب كليات التربية الست، فكان اللقاء الأول أمام باب غرفة الإذاعة، لم يكن لقاءً عاديًّا، عناقٌ وقُبلٌ كأن لقاء حدث قبل هذا، حضن دافئ من صدر شاب لم أجد بعد فرصة التمعن في وجهه، كان هذا هو عبدالعزيز الفارسي، “وأخيرا التقينا”، أحدنا قال للآخر قبل أن نبدأ المشي مساء تلك الليلة.
أخذني من يدي لحظة غروب أناخت ظلمتها الأولى، طفنا حول فناء الكلية، نتحدث في الجامع المشترك بيننا، أستمع إليه، أنصت إلى شخص محب في كل ما يحدثني عنه، وجدته متأثِّرًا ببعض تجارب الكتابة القصصية في الخليج، أبرزهم للتمثيل أمين صالح في عموم تجربته، وبالأخص في قصص” الصيد الملكي” لم يوص بقراءة الصيد الملكي فقط، إنما كان هدية مشوار محبة ستترسخ في قادم السنين من بداية تعارف الطالبين المحبين للقصة القصيرة حتى يوصل أحدهما الآخر إلى محطته الأخيرة.
بعد ذاك اللقاء نسقت معه لتقديم قراءة قصصية بصور في مسرح كلية التربية، شاركه في تلك الأمسية ناصر المنجي، سيقدمان تجاربهما القصصية المتوزعة في الصحف الورقية، سيتعرف عبدالعزيز الفارسي بأستاذ الأدب، الدكتور ضياء خضيِّر، أحد الذين سيثيرون نقاشًا في نماذج القصص المقدمة في أمسية تلك الليلة البعيدة، يرافقه جمع آخر من أساتذة الأدب واللغة بالكلية، لتتوطد لاحقًا علاقة تعارف بين عبدالعزيز الفارسي وضياء خضيّر.
ما حدث في سنة أخرى لاحقة هو أن عبدالعزيز ظل يمر عليّ كل يوم في المستشفى السلطاني، أثناء مرافقتي لابن أخي، الطفل الذي أصبح أبًا قبل أربع سنوات. يومها كان عبدالعزيز يبث وجد حنينه وعشق فلّه قبل نشر”جروح منفضة السجائر”.
أكاد أجزم أن ضياء خضيِّر كان الرابط بينه والمرحوم خليل السواحري ناشر مجموعته الأولى، الصادرة في الأردن عن دار الكرمل عام 2003؛ لمعرفة سابقة بين السواحري وضياء خضيّر القادم من الأردن إلى عُمان بإصدارات أدبية نشرتها له دار الكرمل، أول دار تعرف القارئ بتجربة عبدالعزيز الفارسي، مجموعة أقرب وصف لها أنها نتاج قصص مراكز متقدِّمة في مسابقات أدبية بين عُمان والإمارات. إنها القصص المصفاة والمنقّاة بوعي أواخر تسعينيات القرن الماضي وما بعدها من مرحلته الجامعية بسنواتها السبع، وهو الذي لم يعترف بعدد غير قليل من تجربة كتابته الأولى، منها قصته” الحال واحد” قصة رقدت سنين طويلة بخط يده بين أوراق ركام وحطام ملف أخضر من تجربته الأولى سلمني إياه للقراءة قبيل نشر مجموعته الموقعة بتاريخ مكان وزمان كتابتها، ظهرا بحرص مثبتٍ في نهاية خمس عشرة قصة قصيرة، في تجربته هذه له قصتان، لكأنه أعاد في واحدة منهما كتابة الأولى(قصة نسيان/ قصة صياغة أخرى للنسيان).
تلك الفكرة سترافقه باختلاف وعيٍ تطويريٍّ متقدِّم في العديد من مجاميعه القصصية اللاحقة، ما إن ينهي كتابة قصة حتى يحن إلى إعادة كتابتها من جديد، هو المهموم المسكون بالحنين إلى المكان والإنسان، يعود إلى هذه القصة ليكمل ما فاته، يحن إليها ليبني أو يضيف، أو يغيّر من وضع بناء إلى بناء آخر، يؤكد منفيًا ويثبت مؤكدًا، يكمل ناقصًا، يفتح أفقًا ويوسِّع فكرة، وذلك بمثل هذه القصص، “الرادار” من مجموعة “العابرون فوق شظاياهم” وقصة “الصندوق الرمادي” من مجموعة “الصندوق الرمادي”، “إرث الكلاب” من قصص “العابرون فوق شظاياهم” وقصة “الحارس الوفي” من مجموعة “رجل الشرفة صياد السحب”، ومن المجموعة ذاتها نقرأ قصتي “مطر صباحي” و”في انتظار المطر”. أما على مقاربة الموضوع والشكل أحيانا يمكن التمثيل بقصتَي “عمتي لا تعرف نجيب محفوظ” و”عمتي تعرف نجيب محفوظ” أو قصتيه “أين من عانق الغريب وهاجر” و”أخائف من الموت يا أبا هاجر”.
حنين عبدالعزيز لم يكن على مستوى الكتابة وحدها، فهو لم يستطع التخلص منه حتى بعد نشر مجموعته القصصية الثالثة “لا يفل الحنين إلا الحنين”. كان عمره القصير متلازمة حنين أبدي، الحنين عوده الأبدي الدائم، الواقعي في أيام حياته أصيلٌ في المتخيل من كتابته، ذاكرته تحن إلى المكان والإنسان فتعود إليهما، كل ما صار بعيدًا عنه لسفر أو موت لم يستطع نسيانه، لم يشبع من الحنين ولم يتخلص منه حتى أنهى الحنينُ حياته، قبيل موته بأيام قليلة عاش في دوامة حنين متتال، حنّ إلى من تقدموه إلى تلك الحياة وتبعهم، حن إليهم في عافيته ولم ينسهم حتى بعد رحيلهم يتصل بذويهم متواصلًا سائلًا عن الحال والأحوال، لكأنه ظل دائمًا يقول” الحال واحد” وإن لم ينشر تلك القصة، إن تعافى المرضى ونجوا فرح بهم وتحدث عنهم، وإن ماتوا حنّ إليهم وأخذهم مكوِّنًا حاضرًا في أعماقه، شخصيتا “خالد وشيماء” مثالان للفكرة؛ ليكونوا لسيرته جزءًا من ذاكرته وذكرياته المتخيّلة، لعله لم ينس أحدًا. ذاكرة ظلت تُعْمِلُ حنينها وتتّقدُ، خاصة في عقد عمره الأخير، قصة “مطر صباحي” مثال للإشارة إلى فعل الذاكرة ودورها في العودة إلى طفولة الطين، وأمكنة السيرة الأولى.
هذا طبع من عاش كريمًا وفيًّا مخلصًا وشجاعًا حتى في مواجهة الموت، لكأني في آخر يوم سمعته يحدِّث الموت ويقول:- ” لن آتي إليك، إن أردتني فأنا في البيت، أما إن قلت تعال لتلبية الفريضة فلن أعطيك من وقتي أكثر من يوم، أنا مشغول جدًّا جدًّا بالعمل، لا وقت لدي إلا للإنسان في دوامة الحنين والحب”.
انطلق عبدالعزيز الفارسي بسرعة مهولة في مشوار حياته، يراكم تجربته الحياتية والوظيفيّة، عقدًا زمنيًا بعد الآخر، ويا لحزننا عليه في عقد العمر الأخير.
حصد في مسيرته تقدمًا ملحوظًا على مستوى الكتابة وتقدم فيها بالنشر، وعلى مستوى الطب وتقدم فيه بالتخصص، والسهر لأجل محاولة التخفيف عن الناس، وقد كسب حبهم، وما أجملها من نعمة! هو واحد منهم، منفتح على الوجع، منصت بخشوع لشكاوى المرضى، آلامهم وأمراضهم، إن لم يؤلم مرضُهم قلبَه لما صار معتادًا عليه يوجعُ روحَه عوزُهم وفقرُهم، يحبس من العين دمعة وأخرى؛ ليتلقاها وريد القلب الطيب ويخزِّنها في الصمامات، لعل وقتًا يحين ليرصد من واقع يومه وتجربة حياته شيئًا لمتخيل كتاباته السردية.
عرفته منقذًا لمرضاه ليس على الصعيد الصحي فحسب، بل أمره معهم تجاوز ذلك إلى مدِّ يد العون بعطاء لم يعلم به أحد إلا من جعلهم جزءًا منه وسمح لهم أن يكونوا قريبين منه، يقدم ما يستطيع إليه سبيلا، المهم أن يعطي، يعطي أي شيء من جيبه، يعطي ما ملكت يمينه. ما تردد في محاولة إنقاذ أولئك الذين حكوا له معاناتهم، إن تنفّس في راحة قصيرة من العمل ستجده يتصل بقريبين منه أحبهم قلبه وأسرّتهم روحه، سائلًا لهذا وطالبا لمرافق المريض/ المريضة أي فرصة للعمل، مسرحين ومسرحات، عاطلين وعاطلات، لاجئين مقيمين، ولاجئات مقيمات، وفوق كل هذا أتاهم مرض لرب الأسرة وربتها مساهمًا في اختبار الجسد، وإرباك ما بقي من قدرة للعقل على تدبير شؤون الحياة، هذا بعض من سيرة إنسان أدخل يده سرًّا، وبلا صوت تقدمه كرم الموقف وقال:” ه ذ ه ر ي ا ل ا ت ل م ص ر و ف ا ل ع و د ة / ل ا أ ر ج و ك خ ذ ه ا/ ه ي م ن ع ن د ا ل ل ه …”
سار عبدالعزيز الفارسي متابعًا ومراقبًا، مهووسًا بالكتابة، كم سنة من عمره قضاها في سيارته بين هذا المستشفى وذاك، بين الشقة والمستشفى، بين البيت والمستشفى، رأى الإنسان بقلب عينه وتأمّله بوعيه، لم ينس داخله وما اشتاق إليه، أو ما أشعره خيال الكاتب أنه فاقد حنين. تجربته القصصية، مشروعه السردي المكتمل متوزع بين ضلعي الأنا والآخر، يمكن القول إنه أشبع ضلعيه كتابة كثيرة، وصف الكثرة جائز؛ إذا أعددنا 4 سنوات (2003-2006 ) أو ما كان بعدها 2007 سنة نشر روايته “تبكي الأرض يضحك زحل”، ففي السنوات الأربع المحددة نشر الجزء الأكبر من عموم تجربته القصصية المتلاحقة (جروح منفضة السجائر 2003/ العابرون فوق شظاياهم 2005/ مسامير 2006/ لا يفل الحنين إلا الحنين 2006).
في سنة 2006 كان عبدالعزيز قد تقدمنا مؤكدًا تخلّصه من تخوِّف مواجهة القارئ بكتاب، ظل داعمًا ومشجعًا بـ”غربلة وانتقاء ما كتب في السنين الماضية” ليكون أجود ما في قصص البدايات بين دفتي كتاب، أثناء صدور مجموعته “لا يفل الحنين إلا الحنين” التقينا ومجموعة من الأصدقاء الذين صدرت لهم قصص بمناسبة (مسقط عاصمة للثقافة العربية) فرحين بدفاترنا الأولى معه، ومنه كنا نتعلّم.
سترافقنا دائما قراءات مجاميعه القصصية طوال ما بقي لنا من عمر، ففيها نراه ونستمع إليه، نحزن لمرضاه، ونبتسم لسخرية أتقنها في كتاباته، متأمّلين روح إنسانه الكريمة المعطاء للآخر من صحته وعافيته، وأغلى ما يملكه الإنسان حياته.
أسند عبدالعزيز الهزات النفسية لكل ذي شك وقلق من أي وعكة وألم. كم من مرة قصدناه؟! آخرها كان ظهيرة شتائنا المنصرم. أعطيتُ صوته وأنا أرتعش قلقًا وخوفًا لطبيب أجنبي في أحد المستشفيات الخاصة لحظة ورم مؤلم بالفك الأيسر لساقية الأسنان، تحدثا حول ما قد يكون والفحص المطلوب، ليوضِّح بتطييب وتطمين فرصة مقابلة دكتور مختص، يسهِّل لي معه موعدًا بمستشفى النهضة.
ظل يدهش قراءه وأصدقاءه لا بقصصه الجميلة وحدها، إنما بطريقة تقديمها للجمهور، كما لو أن شاعرا يلقي قصيدته، كان عبدالعزيز شاعر حياة وكتابة، احتفى بالشعر فيها، يمكن لقارئ أن يقف مع لغته، وسيجد فيها ما يمكن أن يعده شعرًا، وما كان هذا إلا هوس محبته للشعر وانعكاس قراءاته، فقد أحبه كثيرًا.
التجربة الشعرية في عُمان هي الأبرز، قرأه وحفظه، لم يفصل بين جمال الكلمة ورسالتها، ما قال هذا فصيح وذاك ليس كذلك، رافق الشعر عددًا من مجاميعه القصصية، حتى صار عتبة الفاتحة، مقاطع شعرية بكلمات وأبيات لتجارب شعرية من عُمان (محمد عبدالكريم الشحي، إسحاق الخنجري، أحمد الدرمكي، أحمد السعدي) استفتح بها أربعا من مجاميعه القصصية، أدركنا منه كيف تساهم القصة في تصدير الشعر، هما معًا متممان ومكمِّلان للرسالة الأدبية.
شاركته القراءات القصصية في أكثر من مكان بعُمان والإمارات، لعلكم مثلي فغرتم أفواهكم من عجائب قدرته على تقديم قصصه كما لو لم يكتبها، يمثّل دور الحكاء لجمهور ينصت متابعًا شريطًا سينمائيًّا يعبر المنصة التي يقرأ عليها عبدالعزيز قصصه القصيرة، أو كما لو قد كتبها مرات عديدة، لكأن من كثر ما أعجب بقصصه عاد إليها كثيرًا، يقرأ مستعدًا لأمسية أو أصبوحة قراءات قصصية حتى ترسخت في محفوظ ذاكرته اليقظة.
ستكبر علاقتي بعبدالعزيز الفارسي، ستتعمق بمعرفتي به كاتبًا أولا، وإنسانا دائما، جمعتني به لجان تحكيم بعض المسابقات، انتقلت علاقتنا إلى محبة ودعم متواصل كريم منه لمشاريع تتمِّمُ التجربة الحياتية، يحضرني في أحاديث معرفته الاجتماعية والنفسية الأولى بمرضاه إن كانوا من بسيا؛ لإنجاح المهمة بين الطبيب ومريضه قبيل الصعود بالجسد من التهاوي النفسي إلى الاستقرار البدني فيما سيبذله مع مريضه.
بعد عودته من كندا أشرف وعاين وتابع ثلاث حالات مرضيّة من أهالي قريتي، اثنان منهما صارا في رحمة الله. مرة سألني رفقته إلى بسيا لمناسبة اجتماعية مع أبناء عائلة يشرف على علاج والدهم، أما مع ثالث المصابين فقد ظلت العلاقة بيننا نحن الثلاثة عامًا كاملًا، طلبت منه أن يكون كاشف حالة شك ورمِيٍّ، كل عيادة بمستشفى تدخل المريض في شكٍّ من معاناته، متنقِّلين في بداية القلق من الكبد الوبائي إلى السرطان الرئوي، فما كان منه إلا أن طلب مني مقابلة المريض؛ ليكشف الحالة، لم يؤكد في البداية شيئًا، إلا أنه في شكٍّ؛ وللتأكيد العملي لا بد من اقتطاع جزء للفحص والمعاينة، قام بأكثر من واجب التحويل والمتابعة، أحضرني في واجبه، جعلني بينه وطبيب آخر من مستشفى الجامعة حتى ظهرت النتيجة، ابتدأت رحلة العلاج في رمضان قبل عام، جعل المصاب أحد مرضاه الذين سيشرف عليهم ويتابعهم، ونحن في إكمال العلاج يرحل أجملنا وأنقانا تاركًا وراءه صراعنا مع الحياة؛ ليلتقي هو بمن تقدموه مع رب كريم، محب لإنسان عاش للإنسان.
إن تجربة عبد العزيز الحياتية بصفته طبيبًا هي لصيق تجربته الكتابية، في حقيقتهما توأم سيامي للنضال الوجودي في عمره القصير، تجربته المتسارعة والمتلاحقة ببعضها بعضا.
من حظي بقرب منه في حياته لا شك أنه قد فاز بدرس أو نصيحة، هذا وقد حدث فعلًا، فكان لاوعي اللحظة الأخيرة يهدر دمعًا مدرارًا على جسد روح كريمة سترافقني ما حييت، وقلت: “أستأذنك الآن في البكاء قليلًا، فهل تأذن لي بالبكاء؟ هل تغفر لي؟ أما كنت تحبني يوم كنت هناك؟!3″، أما علمتني العمل حتى الموت؟ ألم تقل لي مرة: ” لا تصدق أنه لا يوجد وقت! نحن في حاجة إلى تنظيم أوقاتنا، سنعمل ونكتب، وستستمر الحياة”، أتستطيع الحياة أن تنسينا إياك؟ لن تفعلها؛ حتى لا نرتاح مثلك إلا في التراب.