المواقع
خطتنا من اليوم هي أن نمسرح الماضي
حتى يموت،
ليس أمامنا سوى ردم الفجوة
من غير أن نتراجع الى الحائط.
خطتنا محكمة لأنها متخلصة من الذكرى،
وسهلة لأنها حافلة بتغيير المواقع.
وحينما نمسرح الماضي
فإن أي انكسار متوقع
سيكون علاجه بعض الأغاني الخفيفة،
عن الصدف.
هذا الأرق
خالي الصياد سيخطفك مني،
وسوف يرفض ان تخصصي اللفتة التالية للموت،
حتى لا يقع التناقض بين عينيك والعدم.
سينصحك خالي بألا تجعلي ابن اخته طبيبا نفسيا،
حتى لو كان في ذروة انحداره.
سينتحي بك جانبا يوقول:
"لكما وحدكما هذا الأرق"،
ثم يأخذك الى قاربه،
حيث السمك الذي لم أفلح في الحصول عليه،
الحارس
تفرك عينيها من نومة الضالين،
وتعرف ساحة الجامع،
منن حكايا الفتى الذي شاركته التفاتة الوصل.
ليس لها حارس من لصوص الأساليب،
فلفحتها قصة الرجل الذي:
كانت أشواقه تعطله عن أشواقه.
القطعة السوداء
لن تكتبي أنت تجربة المرض،
أنا الذي سأكتبها،
فمن الضروري للسلام ان يصحو.
وليكن معلوما لديك أن هذه القطعة السوداء،
– بقسميها: الريشة والكحل –
هي التي أهداها ابن خلدون لمودعيه
قبل أن يدرك سقطة العمران.
تحريك الشفاة
كلما تفرست في ألبوم العائلة،
ألمحت الى شكوى أمها من تآكل مفصل الرسغ،
حدق الرجل في طريقة تحريك الشفاة
فقررت أن أختها الصغرى
لا تنهض بواجبات المنزل.
كاد يفهم أن هذا ما يسبب ندرة الخضروات
التي تقاوم الأنيميا،
لولا وجود المكحلة في غير مكانها.
صندوق الورنيش
دوخه أن جعبة الشحاذ
كانت عامرة بمئة وسبعين ألفا.
حينما ألقى القبض عليه،
فدق على صندوق الورنيش،
حتى يبدل الرجل ساقه بساقه
لا ريب أنه ظلم نفسه بحرمانها،
ولابد أنه سيخلد في جهنم.
نقل الرجل رجله من سيولة الأسود على فردة الحذاء،
أما هو فقد حرك الفرشاة برقة،
ليبلغ جاره أن سعر الدواء،
الذي كتبه طبيب المركز الخيري،
كان عشرين جنيها،
ولذا أرجأ الشفاء لفرصة أخرى.
لم تر المرأة فارقا بينها وبين مساح الأحذية،
من حيث أن كليهما موضوع درامي.
فقط: هي تفضله باطلاعها على النص،
فصار من حقها أن تقول للمؤلف:
أنا أوسع من الواقعة.