انبلاج آخر للماء
يسير النهر مطأطئا رأسه
يفرد جناحيه نحو مدينة مغلقة
سينبلج الماء من ظهر غيمة
ظلت طوال قرون
تنتظر فض قزحية النور في عيني نسر
علق حنجرته وقلم مخالبه
قربانا للرحمة
مفتونون حتى الألم
سيلد ابليس آلاف الغوايات
التي لاحقتنا طويلا
وقضت على جانب
من جسد انتظر بياضا آخر.
وطن أدركته السماء
عراء .. يبيت على صدورنا
نحن ذؤابة الليل
المنبعثين من دخان غليون رخيص
نفثته بعوضة
استعارت أزيزا ليس لها
سنأتي محلقين أو ملحقين بأوجاع
تمتد إلى أقصى وطن
أدركته .. السماء
ميتون .. كعزلة عصفور
( ميتون ) زينب صرخت
وانتفض البيت
عندما ظهر على الشاشة
صف طويل
لخرق مبللة بالدم
( حسبنا الله ..
حسبهم الدم .. )
أحلام بلا فراش
المساءات المحلقة مع أحلام
طاردتها في فراش
تقيأ ضجيجها
من شرفة اعتادت الصدأ
لذاكرة امرأة
تركت يديها على عجالة
كانت تطارد شبحا
وعدها بحلم .. لا يحلق
ركض في السهوب .. وغاااااب
ذاكرة جشأها الليل
حينما يطلع وجهك .. كالأفق
تختبئ الأحلام في عينيك
و تغتسل نجوم تمخضت دببة
( هكذا خانت عيناك الأشياء )
تمتد كموج
يفتح محطته على صدري
كنت أسجد لسماء
خلتها وجهك
ورضعت اصبع نسمة لم تعرفني
كما لو لبست جلد الشمس .
يحدث .. أن تنام
كعصفور غريب
بينك وبين المدية .. مسافة للصرخة
يحدث أن يصير جسدي
بجعة بلون الحلم
لا تجد في عيني سؤالاتك
ليس ثمة سندباد ..
يسكن قفص امرأة مضت
هناك .. ذاكرة
جشأها الليل
مفعمة بالشرود خلف أزقة
وهبتها الريح ..
للأشباح .
يشيخ صامتا
أحمل عنق الوردة المدثر بالجرح
وأبحث عن صحراء
بامتداد الذاكرة
عن تاريخ ..
نام على جدران الصمت
كطفل وبخته أمه .
يقبع حزينا .. يعد أصابع الغياب
ليصنع ماء الورد
ونبيذه المعتق
يستقرئ أزيز الحديد المحمل بالجمرات
كوابل ينهال على عيون
زرعت في راحلة تراب
ثمة رجلان .. يحملان جبلا
كموت مباغت
ثمة شمس .. تقف كهالة
على جبين الراقدين
جاءت من سبات عميق
بحثا عن ( أركاديا )
فقدتها غوائل الزمن.
بدرية الوهيبي شاعرة من سلطنة عمان