يسكنني ولع التفتح …
على هسيس الحلم
أحلق في المدى
كفراشة ولهى
لا آبه إن كان الفصل خريفا،
ولا ترعبني أشواك الصخب،
ولا سديم الفراغ،
لولا نأي المسافات
ورحابة الرؤى
ما أينعت عزلتي
وما اهتزت أوتار أورفيوس.
على إيقاع الآتي…
أرقص منتشية
أبلسم بضحكاتي
جرح الجرح،
وأسعد
حين أنهض من اكتمال الخراب،
فالثمل لا يسعد
إلا بالتلاشي
في محراب الكأس،
على رفيف الحرف…
أفترش المهاد بياضا،
أقتات من فتات الشمس
كل صباح،
كي أسقي حدائق اللغة.
وفي عراء الليل
يهجرني جسدي
كي يقتات من نيازك العشق
وتأوي روحي هادئة
إلى الأقاصي
بحثا عن كوة ضوء،
رحب صدر هذا الليل
يحضن حتى ألق النهار.
لا أهاب الموت
فأقصى ما في الموت
الوحدة،
أحيا بعد موات…
وكورد نحيل
يرتجف في أصص مكلومة،
يسكنني ولع التفتح
وفرحة البدء.
أتيه…
كي أهتدي إلى دروب
حيوات لم تعش،
يغمرني صوت ريلكه
حين يشدو بامتلاء
«كل حياة تعاش».
ألبس الربيع
فتينع تفاحة جسدي،
وبين تويجاتي البيضاء
ينام حبيبي،
مغتسلا بأندائي
غير مكترث بخطاياي،
لا يقرب من شجرتي
ففي جذورها
أودعت أسراري،
وأشرعت أغصانها
على أفق الانتظار.
فيا ربيعا…
هبني زمنا آخر
كي أكتب ما محته الفصول،
هبني فصلا آخر
كي أحيا حياة أخرى
لم تجهر بها الرياح،
تجل لي في مرآة الصباح
ودعني أر وجهك في كل المرايا حولي،
صل فؤادي بماء ينابيعك،
كن نقطة تحيا في صمتها الحواس،
أحرس حقولا تتنهد في جسدي،
دثرني…
آويني حين يتلبسني الشحوب..
اسكن بؤبؤ العين
وأهجر الغين بعد.
قصاصات غيم
في سفري
معابر أجهلها أوصلتني
وأخرى أعرفها توهتني،
أشياء تغيب
وأخرى تتجلى
وما يختفي أجمل مما يتبدى،
في سفري
أركب ذاتي سفينة
الريح أنفاسي
الموج مخيلتي
والزبد مدادي
أحمل كلمات
قصاصات غيم،
أجوب ذاتي
فلا أصل،
وتجول بي ذاتي
فأتيه،
في السفر سفران
سفر يضيئني
وآخر يؤنثني.