يعد الديوان الشرقي لجوته – بجانب القصيد الدرامي فاوست – أرق وأعذب ما أبدعه هذا الشاعر الحكيم (1749 – 1832) وهو تسجيل شعري لتجربة انفتاحه على عالم الشرق والاسلام وعلى الأدبين العربي والفارسي – وديوان حافظ الشيرازي بوجه خاص – ولتجربة الحب التي مر بها في كهولته المتأخرة فجدد بهما شاعريته، واستعاد ربيع شبابه وابداعه بين سنتي 1814 – 1819 عندما نشر الطبعة الأولى للديوان. وقد انتهى كاتب هذه السطور من ترجمته الديوان ترجمة جديدة مختلفة اختلافا كبيرا عن الترجمة التي قدمها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بدوي قبل ثلاثين سنة (1967)، وان كانت تدين لها ولشروحها الدقيقة المستفيضة بكل ايات الفضل والامتنان والعرفان، وقد اخترت لك هذه المجموعة من القصائد التي فرضت نفعمها على فأعدت إنتاجها -ولا أقول ابداعها! -نظما، مع الحرص الكامل على عدم التصرف فيها إلا في أضيق الحدود – وسوف اقتصر على أكر الكتاب الذي وردت فيه كل قصيدة على حدة من بين الكتب الاثنى عشر التي يتألف منها الديوان، مع تأجيل الشروح والتعليقات التي لا يتسع لها المقام الى حين ظهوره في ثوبه العربي في وقت قريب بإذن الله … وقد وضعت كل اضافة مني- للتوضيح أو لضرورات الايقاع – بين قوسين، سواء في هذه القصائد أو في سائر قصائد الديوان التي نقتها نثرا توخيت فيه الأمانة والدقة والشاعرية بقدر الامكان.
ترجمة: عبدالغفار مكاوي (استاذ جامعي من مصر)