انتاج: 1942 – ستوديوهات: وارنر برازرز – مدة العرض: 102 دقيقة.
المخرج: مايكل كورنيتس.
المنتجون: هال ب. واليس / جاك . ل. وارنر
السيناريو: جوليوس جـ: إبشتين/ فيليب ابشتين/ هوارد كوش
مبني على مسرحية “الجميع يذهب إلى ريكس.”
ترجمة: مها لطفي * (الجزء الأول)
عندما بدأ الانتاج كان السيناريو نصف مكتمل.، وبالقرب من نهاية الإنتاج كان السيناريو يكتب الليلة السابقة لذلك، وفي الايام الأخيرة لصناعة الفيلم كتب الحوار لبعض المشاهد أثناء التصوير ومن ثم العودة سريعاً نحو العمل. أضيف الحوار في الدقائق الأخيرة للفيلم بعد نهاية الإنتاج.
ولذلك فمن الدقيق القول انه لم يوجد سيناريو كاملاً لإنتاج الفيلم “كازابلانكا”. السيناريو التالي هو تأليف وتركيب من نسخ سابقة من السيناريو الذي صور الفيلم على اساسه، والسيناريو المتمم هو تحليل قريب من الفيلم الجاهز المنتهي.
كان من الضروري تقديم ترجمة لهذا السيناريو الذي لم يكتب دفعة واحدة. فهو تجربة خاصة جداً كان من الجيد ان نقدمها لجمهور السينما في 2018.
بعض المخرجين الحاليين لا يعتمد كتابة سيناريو مسبق مثل عباس كيروستاوي مثلاً ولكن ان تخاض مثل هذه التجربة في عام 1942 فهو شيء جدير بالاهتمام.
إظلام:
إدخال – كرة تدور حول نفسها وعندما تتوقف عن الدوران تتحول بسرعة إلى خريطة تقريبية لأوروبا، ثم إلى خريط مبسطة.
ويغطي هذه الخريطة مشاهد للاجئين يهربون من كل اجزاء أوروبا على أقدامهم، وبالشاحنات، والسيارات والقوارب، وجميعهم يتجهون نحو نقطة واحدة على رأس افريقيا – كازابلانكا.
السهام على الخريطة تمثل الطرق التي يأخذونها فيما نسمع صوت راوي يصف الهجرة.
الراوي (صوت خارجي)
بمجيء الحرب العالمية الثانية
عيون كثيرة في اوروبا السجينة
استدارت متأملة، أو يائسة،
باتجاه حرية الأمريكتين.
وأصبحت لشبونة نقطة نزول السفن العظمى
ولكن لم يكن بمقدور كل واحد ان يصل إلى لشبونة مباشرة، ولذلك، فهنالك ممر لاجئين متعرج دائري ظهر إلى الوجود، من باريس إلى مارسيليا، عبر المتوسط نحو وهران، ثم عن طريق القطار أو السيارة، أو على الأقدام، حول محيط افريقيا نحو كازابلانكا في مراكش الفرنسية.
هنا، المحظوظون، بالمال، أو السلطة، أو الحظ، قد يحصلون على تأشيرة خارجيه ويهرولون نحو لشبونة ومن لشبونة نحو العالم الجديد. ولكن الآخرين ينتظرون في كازابلانكا… وينتظرون … وينتظرون… وينتظرون.
صوت الراوي يخفت تدريجيا.
قطع إلى:
خارجي: القطاع البربري من المدينة
في البداية نرى فقط الأبراج وأسطح البنايات تحت سماء متقدة.
واجهات الأبنية البربرية تفتح الطريق أمام شارع ضيق متعرج مزدحم بالسكان، متعددي اللغات، شمس الصحراء الحادة المحرقة تمسك المكان. الحركة بطيئة والأصوات خرساء.
داخلي. مركز بوليس – نهاراً
يأخذ ضابط بوليس ورقة من آلة الطباعة. يستدير نحو مكبر للصوت.
ضابط البوليس: إلى جميع الضباط! ساعيان المانيان يحملان وثائق رسمية مهمة قتلا في القطار الآتي من وهران. القاتل والمساعدون المحتملون توجهوا نحو كازبلانكا. اوقفوا كل الشخصيات المريبة وفتشوهم للبحث عن الوثائق المسروقة. هام!
خارجي. شارع في القسم البربري القديم – نهاراً.
ينفخ ضابط في صفارته عدة مرات. هنالك هرج ومرج بينما يبدأ الحرس بإيقاف الناس.
تتوقف في السوق سيارة بوليس، مملوءة بالضباط وصفارتها تزعق بصوت عالِ عبر الشارع.
البعض يحاول الهروب ولكنه يلتقط من قبل البوليس ويُحمّل في شاحنته.
وعند زوايا احد الشوارع يقف اثنان من البوليس ويوقفا مواطنا مدنيا أبيض ويستجوبانه.
البوليس الأول: هل لنا في رؤية اوراقك؟
المدني: (بعصبية) لا أعتقد انها معي.
البوليس الأول: في هذه الحالة، علينا أن نطلب منك المجيء.
المدني يربت على جيوبه.
المدني: انتظر. قد يكون من المحتمل انني….
نعم، ها هي.
يخرج اوراقه. البوليس الثاني يفحصها.
البوليس الثاني: هذه الأوراق منتهية الصلاحية منذ ثلاثة اسابيع عليك أن تأتي معنا.
فجأة يهرب المدني ويركض بوحشية نحو الشارع.
يصرخ البوليس “توقف”، ولكن المدني يتابع الانطلاق.
يان وأمينه براندل زوجان لاجئان وصغيران جداً وجذابان من بلغاريا يشاهدان بينما يمر المدني.. لقد دفعتهما الظروف من حياة ريفية بسيطة نحو عالم غير مألوف محموم.
يسمع صوت طلقة، ويسقط الرجل ارضاً. وفوقه مرسوم على الحائط ملصق للمارشال بيتان تقول: ((انا افي بوعدي وافي بوعود الخي))
يفتش البوليس الجسد بعصبية، ولكنه لا يجد سوى أدب فرنسي حر.
قطع إلى:
خارجي. قصر العدل – نهاراً
نجد كتابه محفورة بالرخام حول دائرة سطح البناية:
حرية، مساواة، اخاء.
نرى واجهة المبنى، فرنسية الطابع المعماري، ومن ثم المدخل العالي المكتوب عليه “قصر العدل”.
وعند المدخل المعتقلون المشتبه بهم يقودهم البوليس.
خارجي. قهوة في الممر – نهاراً
يجلس على إحدى الموائد زوج انجليز في منتصف العمر مباشرة بعد المربع، ويتابعان الضوضاء التي تأخذ مكانها امام قصر العدل.
تتوقف شاحنة البوليس تفتح الأبواب الخلفية ويتدفق الناس خارجها.
رجل اوروبي، يجلس على مائدة قريبة، يراقب الزوج الإنجليزي أكثر قرباً من المشهد الموجود على الشارع.
السيدة الانجليزية: بحق السماء ما الذي يجرى هناك؟
الرجل الانجليزي: لا أدري، يا عزيزتي.
الرجل الاوروبي يسير نحو الزوج.
الأوروبي: آسف، آسف، يا سيدي، آسف سيدتي، الم تسمعي؟
الرجل الانجليزي: نسمع قليلاً جداً، ونفهم اقل بكثير.
الأوروبي:
اثنان سعاة ألمان وجدا مقتولين في الصحراء..
الصحراء غير المحتلة. هذا هو ما نجنيه من اللاجئين، والأحرار، واوه، طبعاً، فتاة صبية جميلة لمسيو رينولت، رئيس البوليس.
خارجي. قصر العدل – نهاراً
يقاد المشتبه بهم خارج الشاحنة ونحو قصر العدل.
خارجي. قهوة في الممر – نهاراً
الأوروبي: لسوء الحظ، مع هؤلاء اللاجئين التعساء فإن زبدة اوروبا انجذبت نحو كازابلانكا. بعضهم انتظر سنوات ليحصل على تأشيرة.
يضع ذراعه الشمال بعاطفة شديدة حول الرجل الانجليزي، ويصل بيده اليمنى خلف الرجل.
الأوروبي: اتوسل اليك، يا سيدي، راقب نفسك. كن حذراً. هذا المكان مليء بالجوارح، جوارح في كل مكان، كل مكان.
يبدو ان الرجل الانجليزي تراجع إلى الخلف بسبب هذا التظاهر المفاجئ من الاهتمام.
الرجل الانجليزي: ها، ها. شكراً لك، شكراً كثيراً لك.
الأوروبي: لا ضرورة للشكر، وداعاً، سيدي وداعاً، سيدتي.
يغادر. ما زال الرجل الانجليزي مرتبك قليلاً بسبب حركة الرجل الأوروبي واخذ يراقبه وهو يغادر.
الرجل الانكليزي: مع السلامة. ايها الشاب الصغير المسلي.
ايها النادل.
وبينما هو يمسك بيده جيوبه يدرك ان هنالك شيئا مختفي.
الرجل الانجليزي: اوه، ما اسخفني.
السيدة الانجليزية: ماذا، يا عزيزي؟
الرجل الانجليزي: تركت محفظتي بالفندق.
السيدة الانجليزية: اوه.
فجأة ينظر الرجل الانجليزي باتجاه الأوروبي المغادر، فتتجمع سحب الشك عنده.
يقطع عليه افكاره إذ يسمع صوت طائرة منخفضة تطير. ينظر إلى اعلى.
خارجي. لقطة من أعلى – نهاراً
طائرة يتوقف محركها لتستعد للهبوط.
قطع إلى:
خارجي. قصر العدل. نهاراً
اللاجئون يقفون بالصف خارج قصر العدل. حملقتهم إلى أعلى تتبع حركة طيران الطائرة. على وجوههم يظهر أمل واحد موجود عند الجميع والطائرة هي رمز ذلك الأمل.
يان وانينا ينظران إلى أعلى نحو الطائرة.
أنينا (بحزن) ربما نكون غداً على تلك الطائرة.
قطع إلى:
خارجي. لقطة من الأعلى – نهاراً
الطائرة تهبط سريعاً متجاوزة إشارة توقف على مبنى عند حافة المطار.
الإشارة مكتوب عليها “قهوة ريك الأمريكية”
قطع إلى:
خارجي. المطار – نهاراً
وبينما تهبط الطائرة ارضاً نرى بوضوح صليباً معكوفاً في مؤخرتها. تقترب من التوقف بينما تسير مجموعة من الضباط للتشكل أمامها. وخلفهم تقف مجموعة من الجنود المحليين لحراستهم.
ومن ضمن المجموعة الكابتن لويس رينولت، ضابط فرنسي معيّن من حكومة فيشي كرئيس لبوليس كازابلانكا. انه رجل فرنسي بهي الطلعة في متوسط العمر مبتهج ومرح، ومع ذلك فهو ضابط داهية ومتقد الذهن.
يرافقه هير هينز، القنصل الألماني والكابتن تونيللي، ضابط إيطالي، والليوتانيت كاسيل، مساعد رينولت.
عندما يفتح باب الطائرة، اول مسافر يخطو على السلم رجل الماني طويل القامة، في منتصف العمر، شاحب اللون يبتسم ابتسامة عبارة عن نتيجة وجه مجمد العضلات أكثر منها تعبير عن فرح حقيقي. وفي أية مناسبة عندما يغضب المأجور ستراسر تقسو تعبيرات وجهه وتصبح حديدية.
يخطو هير هينز نحوه إلى أعلى بذراع مرفوعة.
هينز: ليحيا هتلر.
ستراسر: ليحيا، هتلر.
يتصافحان
هينز: من الجيد أن نراك مرة ثانية، ماجور ستراسر.
ستراسر: شكراً. شكراً.
يعرّف هينز ستراسر إلى رينولت.
هينز: هل لي أن أقدم الكابتن رينولت، رئيس بوليس كازابلانكا.
الماجور ستراسر.
يحيىّ رينولت.
رينولت: فرنسا غير المحتلة تحييك في كازابلانكا.
ستراسر: (بإنجليزية ممتازة، يبتسم).
شكراً يا كابتن. من الجيد جداً أن نكون هنا.
رينولت: ماجور ستراسر، مساعدي، ليوتننت كاسيل.
بينما يتعرفان على بعضهما، يتحرك كابتن تونيل امام كاسيل ويحيي ستراسر.
تونيلي: كابتن تونيلي، الخدمة الايطالية، تحت امرك، يا ماجور.
ستراسر: هذا لطف منك.
ولكن تونيللي لا يتقدم ابعد من هذا بينما ستراسر يستدير مرة ثانية نحو رينولت.
يسيران بعيدا عن الطائرة، يتبعهم هينز، مع كاسيل وتونيللي في الخلفية، منهمكين بتبادل الكلمات.
رينولت: قد تجد طقس كازابلانكا دافئاً قليلاً، يا ماجور.
ستراسر: اوه، نحن الألمان يجب علنيا أن نعتاد كل الطقوس. من روسيا حتى الصحراء. ولكن لربما لم تكن انت تشير إلى الطقس.
رينولت: (خطوات جانبية متضمنة مع ابتسامة)
ماذا ايضاً، سيدي الماجور؟
ستراسر: (بعفوية) على فكرة، ماذا تمّ حول جريمة السعاة؟
رينولت: بما اننا مدركون لأهمية القضية، فإن رجال يجمعون ضعف العدد المعتاد للمتشبه بهم.
هاينز: نحن نعرف من القاتل؟
ستراسر: حسناً، هل هو في عهدة؟
رينولت: اوه، ليس هنالك ضرورة للسرعة. هذه الليلة سيكون عند ريك. الجميع يذهب إلى ريك.
ستراسر: لقد سمعت عن هذه القهوة وايضاً عن السيد ريك نفسه.
إحلال إلى:
خارجي. قهوة ريك – ليلاً
الإشارة النيون فوق الباب مضاءة إضاءة مبهرة.
يصل الرواد ويدخلون عبر الباب الأمامي. نسمع من الداخل صوت الموسيقى والضحك. الأغنية “كان لا بد أن تكون أنت”
مرة ثانية توقفنا إشارة النيون.
ندخل عند اشارة: “قهوة ريك الأمريكية”.
يتبع مجموعة من الزبائن وهم يدخلون.
داخلي. قهوة ريك. الغرفة الرئيسية- ليلاً
قهوة ريك، نادٍ ليلي غال ورفيع المستوى وهو حتما يمتلك جوا من التعالي والدسائس.
سام، زنجي في منتصف العمر يجلس على مقعد امام بيانو بلون السالمون على عجلات، وهو يعزف ويغني ترافقه أوركسترا صغيرة. وحوله من كل جانب أصوات تهمهم وتتبادل الأحاديث والضحكات.
الغرفة مليئة بأناس متنوعين. فهنالك اوروبيون يلبسون سترة العشاء ونساؤهم بملابسهن الجميلة وحلاهن الثمينة.
ومراكشيون يلبسون الفساتين الحريرية. والأتراك يلبسون الطرابيش. مشرفون . ضباط بحرية. أعضاء من الكتيبة الأجنبية يميزهم غطاء رأسهم.
رجلان يجلسان على مائدة.
الرجل: ينتظر، ينتظر، ينتظر. سوف لا أخرج من هنا.
سوف اموت في كازابلانكا.
رفيقه يبدو غير مهتما بمشكلته. من الواضح ان التعاطف غير موجود بكثرة في كازابلانكا.
في مائدة أخرى تتكلم امرأة متأنقة إلى بربري. وعلى رسغها أسورة لا مجوهرات أخرى.
المرأة: ولكن ألا تستطيع أن تجعلها أكثر قليلاً؟ من فضلك.
البربري: أنا آسف يا سيدتي، ولكن الألماس شراب في السوق. الجميع يبيعون الماس. هنالك الماس في كل مكان. الفان وأربعمائة.
المرأة: حسناً.
ننتقل إلى مائدة أخرى حيث يتكلم متآمران.
المتآمر: الشاحنات تنتظر، الرجال تنتظر. كل شيء يكون ….
يتوقف عن الكلام فجأة عندما يمر ضابطان ألمانيان بقربه.
لاجئ ورجل اسمر يتبادلان الحديث على مائدة أخرى.
الرجل: انها باخرة صيد سانتياجو. تغادر الساعة الواحدة غداً ليلاً، هنا من آخر المدينة. القارب الثالث.
اللاجئ: شكراً، اوه، شكراً.
الرجل: واحضر خمسة عشر ألف فرنك باليد. تذكر باليد.
في طريقنا نحو البار نمر بعدة موائد ونسمع لغات وألسنة مختلفة هنا وهناك نلتقط جملة مبعثرة او شبه جملة بالإنجليزية.
ساشا، عاملة بار شابه لطيفة روسية، تناول أحد الزبائن مشروباً بما يعادل بالروسية “ارفع الكأس”. ويجيبها الزبون “تحياتي”.
كارل، النادل، رجل سمين، مرح الماني لاجئ يلبس نظارات يسير والصينية بيده، نحو باب خاص يقف كحارس له عبدول رجل ضخم قوي البنية.
كارل: افتح، يا عبدول.
عبدول: (باحترام) نعم سيدي البروفيسور.
يفتح عبدول الباب ويدخل كارل نحو غرفة المقامرة.
داخلي – قهوة ريك – غرفة المقامرة – ليلاً.
هنالك نشاط شديد على كافة الموائد. على إحدى الموائد سيدتان ورجل يلعبان بورق اللعب. ينظران إلى مائدة أخرى.
أحدهما ينادي كارل.
المرأة الأولى: ايها النادل.
كارل: نعم، سيدتي؟
المرأة الأولى: هل تسأل ريك إذا ما كان سيتناول شراباً معنا؟
كارل: مدام، هو لا يشرب بتاتاً مع الزبائن. بتاتاً
لم أره بتاتاً.
المرأة الثانية: (بخيبة أمل) ما الذي يجعل أصحاب الحانات متشوقين هكذا.
الرجل: (مخاطباً كارل) ربما لوقلت له انني أدير ثاني أكبر بنك في امستردام.
كارل: ثاني اوسع؟ هذا لن يؤثر على ريك. اهم رجل بنوك في امستردام هو الآن رئيس المعجنات في مطبخنا.
الرجل: لدينا ما ننظر إليه أمامنا.
كارل: ووالد رجل الحرس.
يضحك كارل.
يسير المشرف نحو مائدة وهو يحمل ورقة بيده.
ثم نرى شراباً ويد رجل ولا شيء آخر. يضع المشرف شيكا على المائدة. اليد تلتقط الشيك وتكتب عليه، بقلم رصاص، “موافق يا ريك”
المشرف يأخذ الشيك.
نرى الآن ريك، يجلس إلى مائدة وحيداً يلعب الشطرنج منفرداً.
ريك، رجل امريكي لا نستطيع تحديد سنه، لا تعبير على وجهه.. صفحة حديد ميتة.
هنالك ضوضاء عند الباب حيث يحاول الناس أن يدخلوا إلى غرفة المقامرة. يهز برأسه لعبدول موافقاً.
ثم يظهر رجل ألماني في الممر. ينظر عبدول نحو ريك الذي يحملق عائداً نحو الباب المفتوح ويهز برأسه “لا”.
يبدأ عبدول بإغلاق الباب على الرجل.
عبدول: آسف يا سيدي، هذه غرفة خاصة.
الالماني: بكل وقاحة! من تعتقد.. انا اعرف أن هناك قمارا! هذا ليس سراً. لن تتجرأ على إبعادي من هنا!
يحاول الرجل أن يدفع طريقه عبر الباب بينما يسير ريك إلى اعلى.
ريك: (ببرودة) نعم؟ ما المشكلة؟
عبدول: هذا السيد…
الألماني يقاطع ويلوح ببطاقته.
الألماني: لقد كنت في كل غرفة مقامرة بين هونولولو وبرلين وإذا كنت تعتقد انني سأبقى خارج حانة كهذه، فانت مخطئ جداً.
في هذه اللحظة يحاول اوغارت، رجل صغير، رقيق، عصبي المظهر أن يعصر نفسه عبر الباب الذي اغلقه الالماني بجسده – لو كان امريكيا لبدا اوغارت مثل المرابي. يدخل إلى الداخل ويتجاوز ريك.
اوغارت: او، سامحني، من فضلك. مرحباً، يا ريك.
ريك: (بنعومة) مرحباً يا اوغارت.
ينظر ريك نحو الألماني بهدوء. يأخذ البطاقة من يده، ويمزقها.
ريك: دراهمك تصلح للبار.
الألماني: ماذا! هل تعرف من انا؟
ريك: اعرف. انت محظوظ لأن البار مفتوح لك.
الألماني: هذا شيء مثير للغضب. سوف ارفع تقريرا إلى السلطات.
ينطلق الألماني متفجراً وقطع بطاقته تتطاير وراءه.
يقابل ريك بوجارت وهو في طريقه إلى مائدته.
بوجارت: (متزلفاً)
هه، هل تعلم يا ريك، عندما اشاهدك الآن مع البنك الألماني، يعتقد الإنسان انك كنت تفعل هذا طوال حياتك.
ريك: (يزداد شدة)
حسناً، ما الذي يجعلك تظن انني لم أفعل.
اوغارت: (بلا وضوح)
أوه، لا شيء. ولكن عندما جئت في البداية إلى كازابلانكا، اعتقدت …
ريك: (ببروده)… ماذا اعتقدت؟
خائف من أن يضايق ريك، اوغارت يضحك.
اوغارت: ما الذي يعطيني الحق في أن أفكر؟
يأخذ اوغارت كرسي على مائدة ريك.
اوغارت: اتسمح لي؟ شيء مؤسف ما حصل للسعاة الألمان أليس كذلك؟
ريك: (غير مهتم) حصلوا على فاصل محظوظ.
البارحة كانا مجرد اثنين من السعاة الألمان. اليوم هما “الأموات المخلدون”
اوغارت: انت انسان تهكمي جداً يا ريك، إذا سامحتني لقولي هذا.
يجلس اوغارت.
ريك: (بعد قليل) انا اسامحك
يأتي نادل إلى المائدة ومعه صينية مشروبات ويضع واحد امام اوغارت.
اوغارت: شكراً. (مخاطباً ريك) هل ستشرب كأسا معي من فضلك؟
ريك: كلا.
اوغارت: انا نسيت. انت لا تشرب مع ……… (إلى النادل)
سآخذ واحداً آخر. من فضلك.
(مخاطباً ريك بحزن)
انت تحتقرني، أليس كذلك؟
ريك: (بلا اهتمام) لو اعطيتك أي تفكير، لربما فعلت.
اوغارت: ولكن لماذا؟ اوه، انت تعترض على نوع العم الذي اقوم به هه؟ ولكن فكر بكل هؤلاء اللاجئين المساكين الذي لا داعي لأن يعفنوا في هذا المكان إذا لم اساعدهم. هذا ليس شيئاً سيئاً جداً. بواسطة طرقي الخاصة أستطيع أن أؤمن لهم تأشيرة خروج.
ريك: لقاء المال، اوغارت، لقاء مال.
اوغارت: ولكن فكر بكل الشياطين المساكين الذين لا يستطيعون أن يدفعوا الثمن الذي يطلبه رينولت. احضره لهم بنصف الثمن. هل هذا شيء طفيلي؟
ريك: لا يهمني أن تكون طفيليا. انا اعترض على نسبة مقطوعة.
اوغارت: حسناً، يا ريك، بعد هذه الليلة سأنتهي في كل هذا العمل، وسأغادر نهائياً كازابلانكا.
ريك: من رشيت لتحصل على فيزا؟ رينولت ام انت نفسك؟
اوغارت: (بسخرية) نفسي. وجدت نفسي أكثر منطقياً.
يخرج من جيبه مظروفاً ويضعه على المائدة.
اوغارت: انظر، يا ريك، هل تعرف ما هذا، شيء انت نفسك لم تره من قبل. رسائل ترانزيت موقعه من قبل الجنرال دوجول. لا يمكن فسخها ولا يمكن الشك بها.
يظهر على ريك انه جاهز لأخذهم من اوغارت.
اوغارت: دقيقة واحدة. هذه الليلة سوف ابيع هذه بدراهم لم أكن انا نفسي لأحلم بها، ومن ثم، مع السلامة يا كازابلانكا. هل تعلم يا ريك لدى اصدقاء كثيرين في كازابلانكا، ولكن بالرغم انك تحتقرني فأنت الوحيد الذي اثق به. هل يمكن أن تحفظ لي هذه؟ من فضلك
ريك: إلى متى؟
اوغارت: ربما لساعة، ربما أكثر قليلاً.
ريك: لا أريدها هنا خلال الليل.
اوغارت: لا تخاف من هذا. رجاء احفظها لي. شكراً. اعرف أنني أستطيع الوثوق بك.
يأخذهم ريك. يترك اوغارت المائدة فور مجيء النادل.
اوغارت: اوه، ايها النادل. سوف اتوقع مجيء بعض الأشخاص. إذا سأل عني أحد، فأسكون هنا.
النادل: حسناً، سيدي.
يغادر النادل. يستدير اوغارت نحو ريك.
اوغارت: ريك اتمنى ان تكون الآن أكثر اعجاباً بي، هه؟
إذا سامحتني، فسوف اشارك حظي الحسن مع دولاب الروليت خاصتك.
يبدأ بالسير على الأرضية.
ريك: دقيقه واحدة فقط.
يتوقف اوغارت بينما يأتي ريك نحوه.
ريك: نعم، سمعت إشاعة بأن هؤلاء السعاة الألمان كانوا يحملون رسائل مرور (ترانزيت).
يتردد اوغارت برهة من الزمن.
اوغارت: هه؟ سمعت تلك الإشاعة، ايضاً. يا للشياطين المساكين.
ينظر ريك نحو اوغارت مباشرة.
ريك (ببطء) نعم، انت صحيح، اوغارت. انا متأثر أكثر بك.
يترك ريك غرفة القمار ويذهب نحو الغرفة الرئيسية.
(قطع إلى)
داخلي. قهوة ريك. الغرفة الرئيسية – ليلاً
يشق ريك طريقه نحو سام، الذي يعزف ويغني أغنية “نوك وود” ترافقه الفرقة الموسيقية. القهوة نصف مظلمة والضوء مسلط على سام، وفي كل مرة عندما تصل الأوركسترا إلى مقطع “نوك وود” ينزلق الضوء نحو الأوركسترا.
في إحدى الفترات عندما يكون الضوء مسلطا على الأوركسترا، يمرر ريك اوراق المرور نحو البيانو.
يأتي فيراري، مالك الببغاء الأزرق” أحد ملاهي الليل المنافسة إلى القهوة ويجلس ويراقب سام.
ثم يرى ريك ويبتسمان لبعضهما. وفي نهاية النمرة يذهب فيراري نحو البار ليخاطب ريك.
فيراري: مرحباً، يا ريك.
ريك: مرحباً، يا فيراري كيف الحال في “الببغاء الأزرق”؟
فيراري: حسناً، ولكنني أريد أن أشتري قهوتك.
ريك: إنها ليست للبيع.
فيراري: لم تستمع إلى عرضي.
ريك: انها ليست للبيع بأي ثمن.
فيراري: ماذا تريد لقاء سام؟
ريك: انا لا أبيع أو اشتري بني آدمين.
فيراري: هذا شيء مؤسف. هذه بضاعة كازابلانكا الأولى باللاجئين لوحدهم نستطيع أن نجمع ثروة إذا ما عملت معي في السوق السوداء.
ريك: حاول ان تدير عملك وتتركني أدير عملي.
فيراري: دعنا نسأل سام. ربما يريد أن يبدّل.
ريك: لنحاول أن نفعل ذلك.
فيراري: عزيزي ريك، متى ستدرك انه في هذا العالم اليوم لم تعد العزلة سياسة عملية؟
يسير ريك وفيراري نحو البيانو.
ريك: سام، فيراري يريدك أن تعمل له في “الببغاء الأزرق”.
سام: انا أحب هنا.
ريك: سوف يضاعف ما أدفعه لك.
سام: نعم، ولكن ليس لدي وقت كاف لأصرف المال الذي أجنيه هنا.
ريك: آسف.
يسير فيراري بعيداً بعد أن اقتنع شكلياً.
وفي الخلف عند البار تجلس ايفون سيدة جذابة فرنسية، على مقعد تشرب البراندي.
تملأ ساشا. الذي ينظر إليها بعينين مرضى بالغرام، كأسها.
ساشا: هذا مشروب الرئيس الخاص: لأنني يا ايفون اعزك.
أيفون (باستخفاف) اخرس.
ساشا: (مغرماً) حسناً، حسناً، من اجلك يا ايفون، سأخرس، لأنني يا ايفون احبك. أوه أوه.
يمشي ريك نحوهم ويميل على البار، وبجانب ايفون، لا يبدي أي اهتمام بها. تنظر نحوه بمرارة، دون أن تنطق بكلمة.
ساشا: اوه، سيد ريك بعض الألمان بوم، بوم، بوم
اعطوني هذا الشيك. هل هو مقبول؟
ينظر ريك نحو الشيك ويمزقه.. ايفون لا ترفع عينيها عن ريك.
ايفون: اين كنت الليلة الماضية؟
ريك: هذا من زمن بعيد، لا أذكر.
ايفون: هل سأراك الليلة؟
ريك (مؤكداً) انا لا اصنع خططاً بعيدة إلى هذا الحد
تستدير ايفون، تنظر نحو ساشا، وتمد كأسها نحوه.
ايفون: اعطني واحداً آخر.
ريك: ساشا، لقد أخذت ما يكفي.
ايفون: لا تستمع إلى ما يقوله، يا ساشا، املأه.
ساشا: ايفون، انا أحبك، ولكن هو الذي يدفع لي.
تسير ايفون بسرعة نحو ريك بغضب السكارى،
ايفون: ريك، أنا مرضت وتعبت من أنك ….
ريك: ساشا، استدعي تاكسي.
ساشا: نعم، يا سيدي.
يأخذ ريك ايفون من ذراعها.
ريك: تعالي، سوف نحضر لك معطفك.
ايفون: ابعد يديك عني!
يشدها إلى الأمام نحو الباب.
ريك: كلا. سوف تذهبين إلى المنزل. لقد شربت شيئًا كثيرًا.
قطع إلى:
خارجي. قهوة ريك – ليلاً
يقف ساشا على جانب الطريق امام قهوة ريك ويشير إلى تاكسي.
ساشا: تاكسي!
بسرعة ينطلق واحد منهم.
يخرج ريك وايفون من القهوة. يضع المعطف على كتفها وهي تعترض بشراسة.
إيفون: من تظن نفسك لتدفعني حول المكان؟ كم انا مجنونة لأقع في هوى واحد مثلك.
يقترب ريك وايفون من التاكسي المنتظر.
ريك (مخاطباً ساشا): من الأفضل أن تذهب معها، يا ساشا، حتى أتأكد من وصولها إلى المنزل.
ساشا: حاضر، سيدي.
ريك: وعد مباشرة.
ساشا (وجهه يسقط): نعم؛ يا سيدي.
يقف ريك وينظر إلى أعلى نحو ضوء الفنار المتحرك من المطار. وبين الفترة والأخرى يسقط ضوؤه على وجه ريك.
يجلس رينولت إلى مائدة على شرفة المقهى يتابع عرض هذا المساء.
رينولت: مرحباً، يا ريك.
يسير ريك نحوه.
ريك: مرحباً، يا لويس.
رينولت: كم أنت مبذر، ترمي النساء هكذا. يوماً ما سيصبحن قلائل.
يجلس ريك إلى المائدة.
رينولت (سعيداً): هل تعرف، اعتقد انني الآن سوف أزور ايفون، وربما أحصل عليها لفترة انتعاش، ايه؟
ريك: عندما يكون الموضوع النساء فأنت ديمقراطي حقيقي.
وبينما هما يتكلمان، يسير كابتن تونيلي وليوتننت كاسل باتجاه مدخل القهوة.
رينولت: إذا استطاع أن يدخل كلمة فسوف يكون انتصاراً ايطالياً اساسياً.
يضحك ريك.
ينظر ريك ورينولت إلى أعلى عندما يسمعان زئير طائرة تنطلق من المطار المحاذي. تطير الطائرة مباشرة فوق رؤوسهم.
رينولت: الطائرة المتجهة إلى لشبونة. (توقف)
انت تتمنى ان تكون على متنها؟
ريك: (بلباقة) لماذا؟ ماذا هناك في لشبونة؟
رينولت: انها التقاطع إلى امريكا.
لا يجيب ريك. نظرته ليست نظرة سعيدة.
رينولت: كثيراً ما تساءلت عن عدم عودتك إلى أمريكا.
هل هربت بأموال الكنيسة؟ هل هربت مع زوجة سيناتور؟ أحب أن أظن بأنك قتلت رجلاً. إنها الناحية الرومانسية في شخصيتي.
ما زال ريك ينظر باتجاه المطار.
ريك: انها مزيج من الثلاثة.
رينولت: إذا بحق السماء ما الذي جاء بك إلى كازابلانكا.
ريك: صحتي. جئت إلى كازابلانكا من اجل المياه.
رينولت: مياه؟ أية مياه؟ نحن في الصحراء.
ريك: بلغت خطأ.
رينولت: هه!
اميل، موظف نادي القمار، خرج من المقهى ومشى نحو ريك
اميل: سامحني، سيد ريك، ولكن هنالك سيد في الداخل قد فاز بعشرين ألف فرنك. الصراف يريد بعض المال.
ريك: حسناً، سأحضرها من الخزنة.
اميل: انا مضطرب جداً يا سيد ريك، تعرف انني لا أفهم…
ريك: … انس الموضوع يا اميل. اخطاء كهذه تحدث طوال الوقت.
اميل: انا متأسف جداً.
الثلاثة رجال يدخلون القهوة.
داخلي. قهوة ريك – الغرفة الرئيسية- ليلاً
يمرون من عند سام على البيانو. انه يعزف “بين فايس” يربت ريك على كتف سام.
رينولت: ريك، سيكون هنالك بعض الحماس هنا الليلة. سوف يقوم بإلقاء القبض على البعض في مقهاك.
ريك: (منزعجاً بعض الشيء) ماذا؟ مرة ثانية؟
رينولت: ليس هنالك إلقاء قبض عادي. مجرم، لا أقل من ذلك.
عينا ريك تتجاوبان. بلا شعور، عيناه ينظران نحو غرفة القمار.
يلتقط رينولت النظرة.
رينولت: إذا كنت تفكر في تحذيره، لا تظهر نفسك، فلن يستطيع الهروب إطلاقاً.
ريك: انا لا أبرز رقبتي إلى الخارج من أجل أحد..
رينولت: سياسة حكيمة غريبة.
يبدأن في الصعود إلى اعلى حيث مكتب ريك، مارين بكاسيل الذي ما زال يخطب بتونيللي.
رينولت: هل تعلم يا ريك، كان من الممكن أن نقوم بهذا القبض باكراً في المساء في “الببغاء الأزرق”، ولكن بسبب تقديري الرفيع لك سوف نقوم به هنا. فلسوف يسلي زبائنك.
ريك: التسلية الخارجية تكفي.
يدخلان إلى داخل المكتب.
داخلي. قهوة ريك – مكتب – ليلاً
يفتح ريك صندوق الأمانات في غرفة صغيرة معتمة مباشرة بعد المكتب. نرى فقط ظل ريك يخرج المال.
رينولت: ريك، سيأتي الينا ضيف مهم الليلة، الماجور ستراسر من الرايخ الثالث، ليس أقل. نريده ان يكون هنا عندما نلقي القبض. استعراض بسيط لمدى كفاءة إدارتي.
يخرج ريك من الظلال ويظهر في المشهد.
ريك: فهمت وما الذي يفعله ستراسر هنا؟ حتما لم يحضر كل هذا الطريق إلى كازابلانكا ليشهد استعراض كفاءتك.
رينولت: ربما لا.
إنه يعطي المال لأميل.
ريك: ها انت.
اميل: لن يحدث هذا ثانية، يا سيد.
ريك: لا بأس في ذلك.
يغادر اميل.
ريك: لوبيس، هنالك شيء في عقلك. لماذا لا تسكبه؟
يغلق ريك باب المكتب، ويعود ليغلق صندوق الأمانات.
رينولت: كم انت قوي الملاحظة. في الواقع، اردت ان اعطيك نصيحة صغيرة.
ريك: نعم؟ هل تشرب براندي؟
رينولت: شكراً. ريك، هنالك العديد من تأشيرات الخروج تباع في هذا المقهى، ولكن نعرف انك لم تبع واحدة فقط.
وهذا هو سبب سماحنا لك بالبقاء مفتوحاً.
ريك: ظننت ان هذا كان بسبب السماح لك بالفوز بالروليت.
رينولت: ذاك سبب آخر. هنالك رجل وصل إلى كازابلانكا في طريقه إلى أمريكا. سوف يقدم ثروة لأي انسان يوفر له تأشيرة خروج.
ريك: نعم؟ ما اسمه؟
رينولت: فيكتور لاسلو.
ريك: فيكتور لاسلو؟
يلاحظ رينولت ردة فعل ريك.
رينولت: ريك، هذه اول مرة اراك فيها متأثراً جداً.
ريك: حسناً، لقد نجح في التأثير بنصف العالم.
رينولت: من واجبي أن أمنعه من التأثير بالنصف الآخر.
ريك، لاسلو يجب ان لا يصل إلى أمريكا. سيبقى في كازابلانكا.
ريك: سوف يكون مسلياً ان نرى كيف سيتمكن.
رينولت: يتمكن من ماذا؟
ريك: هروبه.
رينولت: او، ولكنني قلت لك تواً.
ريك: اوقف هذا. لقد هرب من معسكر اعتقال والنازيون ما زالوا يطاردونه في اوروبا برمتها.
رينولت: هذه نهاية الملاحقة.
ريك: عشرون ألف فرنك يقول انها كذلك.
يجلسان ليناقشا القضية بجدية.؟
رينولت: هل هذا عرض جدي؟
ريك: لقد دفعت توا عشرين. أريد ان استردها.
رينولت: اجعلها عشرة انا لست سوى رسمي فقير فاسد.
ريك: حسناً.
رينولت: فليكن. مهما كان حاذقاً، فهو ما زال بحاجة إلى تأشيرة خروج، او لأقول، اثنان.
ريك: لما اثنان؟
رينولت: إنه مسافر مع سيدة.
ريك: سيأخذ واحدة.
رينولت: لا أعتقد ذلك، لقد رأيت السيدة. وإذا لم يتركها في مرسيليا، او في أوران، فحتما لن يتركها في كازابلانكا.
ريك: ربما هو ليس رومنتيكيا بالقدر الذي انت به.
رينولت: لا يهم. فليس هنالك تأشيرة خروج له.
ريك: لويس، ما الذي أعطاك الانطباع انني قد اكون مهتما بمساعدة لاسلو في الهروب؟
رينولت: لأنني، يا عزيزي ريكي، اشك في انك تحت هذا الغلاف التهكمي فأنت قلبيا إنسانا عاطفياً.
ينظر ريك بوجه مرسوم.
رينولت: او، اضحك إذا شئت، ولكنني أبدو على دراية بسجلّك دعني اشير إلى نقطتين. في العام 1935 اخذت بنادق للحبشة وفي 1936 حاربت في اسبانيا إلى جانب الموالين.
ريك: وحصلت على مكافأة مجزية في المناسبتين.
رينولت: الجانب الفائز كان سيدفع لك مبلغاً افضل.
ريك: ربما حسناً، يبدو انك مصمم أن تبقي لاسلو هنا
رينولت: لدي اوامري.
ريك: اوه، أدرك ذلك، انها صفقة جوستابو.
ينهض رينولت.
رينولت: عزيزي ريكي أنت تبالغ في تأثير الجوستابو. انا لا أتدخل بهم وهم لا يتدخلون بي. في كازابلانكا انا سيد قراري، انا قبطان …
يتوقف عن الكلام عندما يدخل مساعده.
المساعد: ماجور ستراسر هنا، يا سيدي
يبدأ رينولت في الخروج
ريك: نعم، كنت تقول؟
رينولت: (مسرعاً) سامحني.
يسرع بعيداً. يبتسم ريك بخبث.
قطع إلى:
داخلي. قهوة ريك – الغرفة الرئيسية – ليلاً
يسير رينولت متوجهاً نحو كارل.
رينولت: كارل، حاول أن تجد لماجور ستراسر مائدة جيدة، مائدة قريبة من السيدات.
كارل: لقد اعطيته المائدة الأفضل، لمعرفتي انه ألماني ولسوف يأخذها على أي حال.
يسير رينولت نحو واحد من ضباطه.
رينولت: خذه بهدوء. حارسان على كل باب.
ضابط: نعم، سيدي. كل شيء جاهز، يا سيدي.
الضابط يوجه تحية ويذهب بعيداً ليخاطب الحرس.
يسير رينولت نحو مائدة ستراسر بينما يأتي ريك إلى أسل السلم.
رينولت: مساء الخير، أيها السادة.
ستراسر: مساء الخير، يا كابتن.
هينز: ألا تنضم الينا؟
يجلس رينولت.
رينولت: شكراً لك. كان من دواعي سروري أن أجدك هنا يا ماجور.
ستراسر: (مخاطباً النادل) شمبانيا وعلبة كافيار.
رينولت: هل لي أن اقترح فوق كليكو 26، نبيذا فرنسيا فاخرا.
ستراسر: شكراً.
النادل: حسناً، سيدي.
ستراسر: ناد مسل جداً.
رينولت: وخاصة هذه الليلة، ماجور. خلال بضع دقائق سترى القبض على الرجل الذي قتل سعاتك.
ستراسر: لو أتوقع اقل من ذلك، يا كابتن.
قطع إلى:
داخلي- قهوة ريك – غرفة القمار – ليلاً
يقف اوغارت على مائدة الروليت. يقترب منه اثنان من الجندرمة من الخلف.
الجندرمه: سيد اوغارت؟
ينظر أوغارت حوله.
اوغارت: اوه نعم؟
الجندرمه: من فضلك تعال معنا.
اوغارت: حتما. ولكن دعني اولاً اصرف فيشي؟
يهز الضابط رأسه. يتبعان اوغارت إلى شباك الصراف.
يضع اوغارت فيشه عبر الشباك للصراف.
اوغارت: محظوظ إلى حد ما، هه؟ ألفان، من فضلك
حارسان آخران يقفان عند الباب خوفاً من اية مشاكل.
الصراف: ألفان.
اوغارت: شكراً.
يبدأ اوغارت في السير إلى الخارج يتبعه الجندرمة. عندما يصل إلى الممر فجأة يسرع عبره ويصفق الباب خلفه.
داخلي.. قهوة ريك .. الغرفة الرئيسية – ليلاً
وعندما تمكن الجندرمة من فتح الباب مرة ثانية سحب اوغارت بندقية.
أطلق النار على الممر. احدثت الطلقات هرجاً ومرجاً في القهوة. وبينما كان اوغارت يركض عبر ممر القاعة شاهد ريك يظهر من الاتجاه المعاكس، فيمسك به.
اوغارت: ريك، ريك، ساعدني!
ريك: لا تكن غبياً. لن تستطيع الإفلات.
اوغارت: ريك، خبئني، افعل شيئاً! يجب أن تساعدني، يا ريك. افعل شيئاً!
يهرع الحرس والجندرمة إلى الداخل ويمسكون بأوغارت. يقف ريك دون شفقة وهم يشدون اوغارت بعيداً.
اوغارت: ريك! ريك!
يتحرك نحو مائدة ستراسر الذي شاهد الحدث.
ستراسر: ممتاز، يا كابتن.
نعود إلى ريك وهو لا يزال واقفا حيث هو، بينما يمر أحد الزبائن ماشياً.
الزبون: عندما يأتون لأخذي، يا ريك اتأمل أن تكون مصدر مساعدة.
ريك: لن أخرج رقبتي إلى الخارج من اجل أي انسان.
يأتي ريك إلى منتصف الأرضية. جو من التوقع المتوتر يسود الغرفة، بعض الزبائن على وشك الانصراف. يتكلم ريك بصوت في منتهى الهدوء.
ريك: انا آسف لحدوث بعض الاضطراب، يا اخوان، ولكن الموضوع انتهى الآن. كل شيء على ما يرام. فقط اجلسوا وتمتعوا بوقت جيد. تمتعوا بوقتكم.
يحدق ريك بسام.
ريك: حسناً، يا سام.
يهز سام رأسه ويبدأ باللعب.
يجلس رينولت، ستراسر، وهينز بهدوء على مائدتهم بعد أن شاهدوا الاعتقال.
يسير ريك بقربهم.
رينولت: (ينادي ريك) اوه، ريك؟
يتوقف ريك ويأتي إلى مائدتهم.
رينولت: ريك، هذا ماجور هينريك ستراسر من الرايخ الثالث.
يهز ريك رأسه محييا لستراسر وهينز.
ستراسر: من فضلك انضم إلينا يا سيد ريك.
يجلس ريك معهم.
رينولت: نحن تشرفنا بشدة هذه الليلة، يا ريك.
ماجور ستراسر هو من أحد الأسباب التي نال بسببها الرايخ الثالث السمعة التي حاز عليها النوم.
ستراسر: انت تعيد “الرايخ الثالث” وكأنك تتوقع أن يكون هنالك غيره.
رينولت: حسناً، انا شخصياً، مأجور آخذ ما يأتي.
ستراسر: (مخاطباً ريك) هل تمانع أن أسألك بضع اسئلة؟
بشكل غير رسمي طبعاً.
ريك: اجعلها رسمية إذا أردت.
ستراسر: ما هي هويتك؟
ريك: (وجه جامد) انا سكير.
رينولت: هذا يجعل من ريك مواطنا من العالم.
ريك: ولدت في مدينة نيويورك إذا كان هذا يساعدك
ستراسر: كما فهمت فأنك جئت إلى هنا من باريس وقت الاحتلال.
ريك: يبدو إن هنالك سراً حول ذلك.
ستراسر: هل انت أحد الناس الذين لا يستطيعون تخيل الألمان في باريسهم المحبوبة؟
ريك: انها ليست بشكل خاص باريسي المحبوبة.
هينز: هل تتخيلنا في لندن؟
ريك: عندما تصل إلى هناك اسألني.
رينولت: هو، ايها الدبلوماسي!
ستراسر: ماذا عن نيويورك؟
ريك: حسناً، هنالك بعد مقاطع في نيويورك، يا ماجور لا أنصحك في الدخول إليها.
ستراسر: آه، من تعتقد سيكسب الحرب؟
ريك: ليس لدي أدنى فكرة.
رينولت: ريك دائماً سلبي للغاية حول كل شيء، وهذا يتضمن حقل النساء، أيضاً.
ستراسر: لم تكن دائماً حياديا بعناية. لدينا ملف كامل عنك.
يأخذ ستراسر كتاباً أسود صغيراً من جيبه ويفتح إحدى الصفحات.
ستراسر: ريتشارد بلاين، أمريكي، السن سبع وثلاثون. لا يستطيع العودة إلى بلده.
ينظر ستراسر إلى أعلى الكتاب.
ستراسر: السبب غامض قليلاً. نحن نعرف الآن ماذا فعلت في باريس سيد بلاين، ونعرف ايضاً لماذا تركت باريس.
يقترب ريك ويأخذ الكتاب من يد ستراسر.
ستراسر: لا تخاف لن ينشر هذا الخبر.
ينظر ريك إلى أعلى الكتاب.
ريك: هل عيناي بنيتان حقاً؟
ستراسر: سوف تسامح فضولي يا سيد بلاين. النقطة هي، عدو من أعداء الرايخ جاء إلى كازابلانكا ونحن نبحث عن أي واحد قد يساعدنا.
ريك: (ينظر إلى رينولت)
اهتمامي بكون فكتور لاسلو سيبقى او يذهب هو مجرد أمر بسيط.
ستراسر: في هذه الحالة، انت غير متعاطف مع الثعلب، هه؟
ريك: ليس بالضرورة، فأنا افهم وجهة نظر الكلب، ايضاً.
ستراسر: نشر فيكتور لاسلو الأكاذيب المجنونة في صحف براغ حتى نفس اليوم الذي دخلنا به، وحتى بعد ذلك تابع طباعة نشرات الفضائح في أحد الأقبية.
رينولت: حتماً، يجب أن يعترف الانسان ان لديه شجاعة هائلة.
ستراسر: انا اعترف انه حاذق جداً. لقد انزلق ثلاثة مرات من بين اصابعنا. في باريس تابع نشاطاته. نهدف أن لا ندع ذلك يحصل مرة ثانية.
ينهض ريك
ريك: ستعذروني ايها السادة. عملكم سياسي. عملي هو إدارة حانة.
ستراسر: مساء الخير، سيد بلاين.
يسير ريك بعيداً باتجاه غرفة القمار.
رينولت: هل ترى، ماجور، ليس لديك ما تهتم به، يا ريك.
ستراسر: ربما.
جاء اثنان من الباب الأمامي، انهما فيكتور لاسلو، قائد المقاومة التشيكية، وسيدة شابه جميلة جداً تلبس فستاناً بسيطاً ابيض. الآنسة إلزا لوند. انها جميلة جداً، في الواقع، لدرجة أن الناس يستديرون ليحملقوا بها.
يأتي إليهم رئيس الخدم.
رئيس الخدم: نعم، سيدي؟
لاسلو: حجزت مائدة، فيكتور لاسلو.
رئيس الخدم: نعم، يا سيد لاسلو. إلى اليمين من هنا.
وبينما يأخذهم رئيس الخدم إلى إحدى الموائد يمرون من امام البيانو، والسيدة تنظر إلى سام.
يركز سام نظره على اصابع البيانو جاهداً وهما يمران، يبدو انه يعرف هذه المرأة، وبعد أن تمر من أمامهم يسرق سام نظرة باتجاهها.
بيرجر، رجل رفيع في منتصف العمر يشاهد الاثنان من بعيد.
يجلس رئيس الخدم الزا إلى مقعد.. يأخذ لاسلو المقعد المقابل ويراقب الغرفة.
ينظر ستراسر ورينولت من مائدتهم إلى أعلى نحوهم.
لاسلو: اثنان من الكوانترو، من فضلك.
النادل: حسناً، سيدي.
لاسلو: (مخاطباً الزا)
لم ار احداً يشبه وصف اوغارت
الزا: فيكتور، انا، انا اشعر بشكل ما اننا يجب أن لا نبقى هنا.
لاسلو: إذا ما خرجنا بسرعة، فسوف يثير انتباه الآخرين نحونا. ربما اوغارت في جزء آخر من القهوة.
يسير برجر باتجاه مائدتهم.
برجر: سامحني، ولكنكما تبدوان مثل زوج في طريقهما إلى امريكا.
لاسلو: حسناً؟
يأخذ برجر خاتماً من اصبعه.
برجر: سوف تجد سوقاً هناك من أجل هذا الخاتم. أنا مضطر أن أبيعه بتضحية كبيرة.
لاسلو: شكراً، ولكن بالكاد أفكر ….
برجر: … ثم ربما من أجل السيدة. فالخاتم فعلاً مميّز.
يمسكه إلى اسفل ليشاهدوه. ويرفع بانتباه الحجر، ويظهر …
يدخل صفيحة ذهبية في التركيبة اسفله، طبعه من صليب لورين للجنرال دوجول.
لاسلو: اوه، نعم، انا مهتم جداً بالموضوع.
يجلس بيرجر معهم.
بيرجر: جيد
لاسلو: (بصوت منخفض اكثر) ما اسمك؟
بيرجر: بيرجر، نورويجي، وفي خدمتك يا سيدي.
يقترب رينولت من المائدة من خلف لاسلو. تحاول الزا تحذيره.
الزا: فيكتور ….
لاسلو يفهم
لاسلو: (بصوت منخفض) سأقابلك بعد بضع دقائق في البار.
(بصوت أكثر ارتفاعاً)
لا أعتقد اننا نريد شراء الخاتم. ولكن شكراً لأنك عرضته علينا.
بيرجر، يأخذ الدور، يتنهد ويضع الخاتم جانباً.
بيرجر: يا لها من صفقة. ولكن هذا قرارك؟
لاسلو: انا آسف. أنه كذلك
ينهض بيرجر ويغادر بينما يتحرك رينولت نحو المائدة.
رينولت: سيد لاسلو، أليس كذلك؟
لاسلو: نعم
رينولت: انا كابتن رينولت، رئيس البوليس.
لاسلو: نعم.. ماذا تريد؟
رينولت: (بمودة) فقط للترحيب بك في كازابلانكا والتمني لك بإقامة سعيدة، ليس من المعتاد أن يأتينا زائرون مميزون مثلك.
لاسلو: شكراً أتمنى أن تسامحني، يا كابتن، ولكن الإدارة الأمريكية الحالية لم تكن دائماُ لبقة هكذا. هل لي ان أقدم الآنسة الزا لوند؟
رينولت: بلغت أنك كنت أجمل سيدة زارت كازابلانكا. وهذه عبارة لا تعبّر بشكل كاف عن الحقيقة.
تصرف الزا ودود ومحافظ وصوتها منخفض وناعم.
الزا: انت لطيف جداً.
لاسلو: ألا تنضمين إلينا؟
يجلس في مكانه.
رينولت: اذا سمحت لي (ينده النادل)
اوه، اميل من فضلك، زجاجة من أفضل ما لديك من الشمبانيا، وضعها على حسابي.
اميل: حسناً، سيدي.
لاسلو: كلا، يا كابتن، من فضلك.
رينولت: كلا، من فضلك يا سيدي، انها لعبة صغيرة يلعبها. يكتبونها على الحساب، واقطع الحساب. انها ملائمة جداً تنظر الزا باتجاه سام.
الزا: كابتن، هذا الولد الذي يعزف البيانو، رأيته في مكان ما.
رينولت: سام؟
الزا: نعم.
رينولت: جاء من باريس مع ريك.
الزا: ريك؟ من هو؟
رينولت: (مبتسماً) مدموازيل انك في مكان ريك وريك هو …
الزا: … هو ماذا؟
رينولت: حسناً، يا آنسة، انه ذلك النوع من الرجال الذي، حسناً، لو كنت امرأة وانا ….
(يربت على صدره)
لو لم أكن حول المكان لكنت أغرمت بريك. ولكن كم انا مجنون لأتكلم مع امرأة جميلة عن رجل آخر.
يقفز رينولت واقفاً بينما يدخل ستراسر.
رينولت: سامحني. آه ماجور. الآنسة لوند، السيد لاسلو. هل لي أن أقدم الماجور هينريك ستراسر.
ينحني ستراسر ويبتسم مبتهجاً.
ستراسر: كيف حالك. هذه سعادة لطالما انتظرتها ليس هنالك أية دراية سواء من الزا او لاسلو.
ينتظر ستراسر ليطلب منه أن يجلس
لاسلو: انا متأكد انك ستسامحني إذا لم اكن متألقاً ولكن كما ترى يا ماجور ستراسر، فأنا مواطن تشيكوسلوفاكي.
ستراسر: كنت مواطنا تشيكوسلوفاكيا والآن انت تابع للرايخ الألماني.
يقف لاسلو
لاسلو: لم أقبل بتاتاً هذه المزية وأنا الآن على أرض فرنسية.
ستراسر: أود ان ابحث بعض الأمور التي انبثقت عن وجودك في الأرض الفرنسية.
لاسلو: هذا ليس الزمان ولا المكان المناسب.
ستراسر: (تصلب)
إذا علينا أن نحدد وقتا آخر وزمنا آخر. غداً في العاشرة في مكتب مدير الأمن، مع الآنسة.
لاسلو: الكابتن رينولت، انا تحت تصرفك. هل هذا أمرك أن نحضر إلى مكتبك؟
رينولت: (بمودة) دعنا نقول أن هذا هو طلبي، هذه كلمة أكثر لطافة.
لاسلو: حسناً.
ينحني رينولت وستراسر قليلاً.
رينولت: آنسة.
ستراسر: آنسة.
يسير رينولت وستراسر مبتعدين.
رينولت: تراجع ذكي مبني على خطة. يا ماجور.
ينظر ستراسر نحو رينولت بحدة، ولكنه لا يرى سوى ابتسامة بريئة على وجه رينولت.
يبقى لاسلو واقفاً على المائدة بينما يغادر ستراسر ورينولت.
لاسلو: هذه المرة يبدو انهم يريدون إيقافي.
الزا: فيكتور، انا خائفة من أجلك.
لاسلو: لقد مررنا بأماكن صعبة قبل الآن ألم نفعل؟
تعاود الزا مبادلة إياه الابتسامة، ولكن عيناها ما زالتا مضطربتين.
وعلى الأرض تبدأ كورينا بعزف الجيتار وتبدأ بنمرتها.
في هذه الأثناء ينظر لاسلو حوله بطريقة عفوية. يرى ستراسر ورينولت يتهامسان، ثم يلاحظ بيرجر عند البار.
لاسلو: يجب أن اكتشف ما الذي يعرفه بيرجر.
الزا: انتبه.
لاسلو: سوف افعل، لا تخافي.
ينهض ويسير إلى الأمام.
نرى صورة جانبية لوجه الزا المضطرب.
بينما تغني كورينا، يوجه سام نظرة مضطربة باتجاه الزا.
الزا تراقبه.
وعند البار. بيرجر يرشف مشروباً يسير لاسلو إلى أعلى ويأخذ مكانا بشكل عفوي عند البار بالقرب من بيرجر.
لاسلو: سيد بيرجر، الخاتم، هل بإمكاني أن أراه ثانية.
بيرجر: طبعاً سيدي.
لاسلو: (مخاطباً ساشا)
شامبين كوكتيل من فضلك.
يأخذ لاسلو الخاتم وينظر إليه.
بيرجر (بصوت منخفض): انا أعرفك من صور الأخبار، سيد لاسلو.
لاسلو: في معسكرات الاعتقال. يخسر الانسان قليلاً من الوزن.
بيرجر: قرأنا خمس مرات أنك قتلت في خمسة أماكن مختلفة.
لاسلو: (يبتسم بخبث)
كما ترى كانت حقيقية في كل مرة. أشكر السماء انني وجدتك يا بيرجر. انني أبحث عن رجل يدعى اوغارت. من المفروض انه سيساعدني.
يهز بيرجر رأسه.
بيرجر: اوغارت لا يستطيع حتى أن يساعد نفسه، يا سيدي.
لقد قبض عليه بتهمة قتل. لقد قبض عليه الليلة هنا.
يستوعب لاسلو الصدمة بهدوء.
لاسلو: أدرك ذلك.
بيرجر: (بإخلاص شديد)
ولكن نحن الذين ما زلنا احرارا سنفعل كل ما في وسعنا.
نحن منظمون يا سيدي، تحت الأرض مثل كل الأماكن، غداً مساء هنالك اجتماع في “كافيرن دوبوا”. إذا أردت المجيء…..
يتوقف عن الكلام عندما يحضر ساشا الشراب إلى لاسلو.
كورينا تنهي اغنيتها، والجمهور يهلل بحماس شديد، تجلس الزا لوحدها على مائدتها.
الزا: (مخاطبة النادل) هل لك أن تطلب من عازف البيانو الحضور إلى هنا من فضلك؟
النادل: حسناً، آنستي.
يحضر رينولت إلى البار بالقرب من بيرجر ولاسلو.
رينولت: كيف حال تجارة المجوهرات، يا بيرجر؟
بيرجر: انه، ليس جيداً. (مخاطباً ساشا)
هل لي بورقة حسابي، من فضلك؟
رينولت: من المؤسف انك لم تأتي إلى هنا قبل الآن، سيد لاسلو. لقد حصلنا على بعض الحماس، أليس كذلك، يا بيرجر؟
بيرجر: ايه، نعم. سامحوني، أيها السادة.
لاسلو: ورقة حسابي.
رينولت: كلا، اثنان كوكتيل شمبانيا، من فضلك.
ساشا: نعم، سيدي.
يدور سام على كرسي البيانو نحو مائدة الزا، على وجهه ذلك الخوف المضحك.
الزا نفسها ليست متماسكة كما تحاول أن تظهر. هنالك شيء خلف هذا من بعض الغموض.
الزا: مرحباً، يا سام.
سام: مرحباً، آنسة الزا. لم أتوقع بتاتاً أن أراك مرة ثانية.
يجلس مستعداً للعب.
الزا: لقد مر وقت طويل.
سام: نعم، سيدتي. ماء كثيف تحت الجسر.
الزا: بعض الأغاني القديمة يا سام.
سام: حسنا، سيدتي.
يبدأ سام في عزف واحدة، انه عصبي، ينتظر أي شيء.
الزا: أين ريك؟
سام: (يتجنب)
لا أدري. لم أره طوال الليل.
يبدو على سام انه غير مرتاح بتاتاً.
الزا: متى سيعود.
سام: ليس الليلة ليس بعد. لن يأتي. اوه، لقد ذهب إلى المنزل.
الزا: هل يغادر دائماً باكراً هكذا؟
سام: اوه، لا يفعل بتاتاً… حسناً… (يائساً)
لديه فتاة في الببغاء الأزرق. يذهب إلى هناك كل الوقت.
الزا: كنت يا سام كاذب أفضل.
سام: اتركيه لوحده، آنسة الزا، أنتم حظ سيء له.
الزا: اعزفها مرة يا سام من أجل الزمن الغابر.
سام: لا أعرف ما تعنيه، آنسة الزا.
الزا: اعزفها، يا سام. اعزف “كما مر الزمن”
سام: اوه، لا أستطيع تذكرها، آنسة الزا. انا حديث من ناحيتها.
طبعاً يستطيع لا يريد أن يعزفها. يبدو الآن أكثر رعباً.
الزا: سوف ادمدمها لك.
تبدأ الزا بالدمدمة.
يبدأ سام في عزفها بنعومة.
الزا: غنها يا سام.
وسام يغني.
سام: يجب أن تذكر هذا،
القبلة هي محض قبله.
التنهيدة هي تنهيدة.
الأشياء الأساسية تطبق
كلما مر الزمان.
يفتح الباب إلى غرفة القمار. يأتي ريك متأرجحاً. يسمع الموسيقى فيغضب.
سام: وعندما يتغازل حبيبان.
يقول الاثنان أحبك.
يجب أن تعتمد على هذا
مهما جلب المستقبل
وكلما مر الزمان.
يسير ريك بخفة نحو البيانو.
ريك: سام، اعتقد انني قلت لك أن لا تعزف….
وعندما يرى الزا يتوقف فوراً. سام يتوقف عن العزف لقطتان مقربتان يظهران الزا وريك يريان بعضهما.
تبدو على ريك الصدمة. لفترة طويلة ينظر إليها فقط.
يجهز سام نفسه ليحرك البيانو بعيداً.
يقترب رينولت ولاسلو من المائدة آتين من البار.
رينولت: (مخاطباً الزا) حسناً، كنت تسألين عن ريك وها هو.
آنسة، هل لي أن أقدم لك….
ريك: … مرحباً، الزا.
الزا: مرحباً، ريك.
رينولت: اوه، انت تعرفين ريك، آنسة؟
ليس هنالك إجابة من كليهما.
رينولت: حسناً إذاً، ربما أنت ايضاً ….
الزا: … هذا هو السيد لاسلو.
لاسلو: كيف حالك؟
ريك: كيف حالك؟
لاسلو: الانسان يسمع كثيراً عن ريك في كازابلانكا.
ريك: وعن فيكتور لاسلو في كل مكان.
لاسلو: ألا تشاركنا في المشروب؟
رينولت: (ضاحكاً) اوه، كلا، مع ريك بتاتاً…
ريك: … شكراً. سوف افعل
يجلس ريك.
رينولت: حسناً، سنكسر أحد السوابق.
ايه أميل!
لاسلو: هذه قهوة لذيذة جداً. أنا أهنئك.
ريك: وانا أهنئك.
لاسلو: على ماذا؟
ريك: عملك.
لاسلو: شكراً. سأحاول.
ريك: نحن جميعاً نحاول، أنت تنجح.
رينولت: لا أستطيع أن أتغلب عليكما انتما الاثنان. كانت تسأل عنك قبل الآن، يا ريك، بطريقة جعلتني غيورا جداً.
الزا: (مخاطبة ريك)
لم اكن متأكدة انك ما زلت كما انت. دعنا نرى، في آخر مرة التقينا…
ريك: … كانت “الشفق الجميل”
الزا: كم هو لطيف. تذكرتها. ولكن طبعاً كان هذا اليوم الذي دخل الألمان به إلى باريس.
ريك: ليس يوماً سهلاً أن ننساه.
الزا: كلا.
ريك: أتذكر كل التفاصيل. كان الألمان يلبسون الرمادي، وأنت كنت تلبسين الأزرق.
الزا: نعم. وضعت ذلك الثوب جانباً. عندما يغادر الألمان سألبسه مرة ثانية.
رينولت: ريكي انت أصبحت إلى حد ما انساناً. اعتقد انه علينا أن نشكرك لهذا يا آنسة.
لاسلو: الزا، لا ارغب في أن أكون من يقولها، ولكن الوقت أصبح متأخرا.
رينولت: (يحدق في ساعة رسغه) انها كذلك. وفي كازابلانكا هناك منع متجول، ليس مقبولاً أن يوجد قائداً لبوليس يشرب بعد ساعات وعليه أن يعاقب نفسه.
ينظر ريك والزا إلى بعضهما.
لاسلو يشير إلى النادل.
لاسلو: أرجو ان لا نكون قد أطلنا وقت ترحيبنا.
ريك: بتاتاً.
النادل: (مخاطباً لاسلو) حسابك، سيدي.
يأخذ ريك الحساب.
ريك: (إلى النادل) اوه، انها حفلتي.
رينولت: سابقة اخرى زالت. لقد كان مساء ممتعا جداً.
سأستدعي لكم تاكسي. يقنّن البنزين ليلاً.
يغادر رينولت
لاسلو: سنأتي مرة أخرى.
ريك: في أي وقت.
الزا: قل مساء الخير لسام نيابة عني.
ريك: سوف افعل.
الزا: ليس هنالك أحد في العالم يستطيع أن يعزف (كلما مر الزمان).
مثل سام.
ريك: لم يعزفها منذ زمن طويل. تبتسم الزا.
الزا: تصبحون على خير.
لاسلو: تصبحين على خير.
ريك: تصبحين على خير.
يهز ريك ولاسلو رأسيهما تحية ليلة سعيدة. لاسلو وإلزا.
يتحركان نحو الباب بينما يجلس ريك مرة ثانية ويحدق باتجاههما.
قطع إلى:
خارجي. قهوة ريك – ليلاً
تغادر الزا ولاسلو القهوة.
لاسلو: انسان محير ريك هذا. أي نوع هو؟
لا تنظر الزا نحوه.
الزا: اوه، في الحقيقة لا أستطيع أن أقول شيئاً، بالرغم من انني رأيته كثيراً في باريس.
يلتقيان برينولت عند المنعطف.
رينولت: غداً في العاشرة عند مكتب الحاكم.
لاسلو: سنكون هناك.
رينولت: تصبحون على غير.
الزا: تصبح على خير.
لاسلو: تصبحون على خير.
يدخلون إلى داخل تاكسي ينتظر، تاركين رينولت على الناصية يدخن ويبدو انه مرتبك.
تطفئ الإشارة النيون والمدخل مضاء الآن بمنارة المطار الدائرة.
قطع إلى:
داخلي. قهوة ريك – الغربة الرئيسية ليلاً
جميع الرواد ذهبوا. أضواء المنزل مطفأة. يجلس ريك لوحده على مائدة. هنالك زجاجة من البوربون على المائدة أمامه مباشرة وكأس آخر فارغ على المائدة أمام كرسي خالٍ. وبالقرب من متناول يده زجاجة.
يملأ كأسه ويشربه بسرعة.
يجلس ريك فقط. وجهه خال من أية تعابير. ضوء الفنار من المطار يمسح حول الغرفة ليخلق حالة نفسية من اللاواقعية.
يدخل سام ويقف مترددا بجانب ريك.
سام: سيدي.
لا جواب، لأن ريك يشرب.
سام: سيدي.
ريك: نعم؟
سام: سيدي. ألن تذهب إلى السرير؟
ريك: ليس الآن مباشرة.
يدرك سام الآن ان ريك في حالة نفسية سوداوية.
سام (بمرح): ألست تنوي الذهاب إلى السرير في المستقبل القريب؟
ريك: كلا.
سام: هل تنوي الذهاب إلى السرير على الإطلاق؟
ريك: كلا
سام: حسناً، وانا لا أشعر بالنعاس أيضاً.
ريك: حسناً، إذن خذ كأساً من الشراب.
سام: كلا. انا لا يا سيدي.
ريك: إذن لا تأخذ كأساً.
سام: سيدي، دعنا نخرج من هنا.
ريك: (بشكل قاطع)
كلا، يا سيدي، انا انتظر سيدة ما.
سام (باهتمام) من فضلك يا سيدي، دعنا نذهب. لن تجد هنا سوى المشاكل تنتظرك.
ريك: ستعود. اعرف انها ستعود.
سام: سنأخذ السيارة ونسوق طوال الليل. سوف نسكر. سنذهب لاصطياد السمك ونبقى بعيدا إلى أن تذهب.
ريك: اخرس واذهب إلى المنزل. هل لك أن تفعل ذلك؟
سام: (بعناد) كلا، يا سيدي. انا باق هنا تماماً.
يجلس سام إلى البيانو ويبدأ في العزف بنعومة منوعاً
ريك: سيمسك باوغارت وستسير هي إلى الداخل.
حسناً. هكذا تسير الأمور، واحد إلى الداخل، وواحد إلى الخارج.
سام؟
سام: نعم يا سيدي؟
ريك: إذا كانت ديسمبر 1941 في كازابلانكا، فما هو الوقت في نيويورك
سام: اوه لقد توقفت ساعتي.
ريك: اشارط انهم الآن نيام في نيويورك. اشارط انهم نيام في كل أمريكا.
فجأة تضرب المائدة ويدفن رأسه في ذراعيه. ثم يرفع رأسه محاولاً استعادة السيطرة.
ريك: من كل المفاصل في البلدات في كل العالم تسير هي نحو مفاصلي يحمل رأسه بيديه.
ريك: ما الذي تعزفه الآن؟
سام: فقط شيء صغير يخصني.
ريك: حسناً، توقف. تعرف ما الذي أريد أن أسمعه
سام: كلا. لا أعرف.
ريك: عزفته لها ويمكنك أن تعزفه لي.
سام: حسناً. لا أعتقد انني أستطيع أن أتذكره.
ريك: إذا ما كانت تحتمله، فأنا احتمله. أعزفه.
سام: نعم، سيدي.
يبدأ سام في عزف “بينما يمر الزمان”
يحدق ريك إلى الأمام بينما تشارك موسيقى الأوركسترا عزف سام.
إحلال إلى:
قطع. باريس في الربيع
أ-قوس النصر من بعيد.
ب-يقود ريك سيارة صغيرة مفتوحة ببطء على شارع عريض مشجر. يضع ذراعه خلف الزا. المشهد الخلفي يتغير إلى طريق ريفي وهي تقترب منه وتضع رأسها على كتفه.
ج-قارب نزهة على نهر السين. يقف ريك والزا امام شراع القارب. يبدو انهما مأخوذان ببعضهما بينما تضحك الزا.
داخلي. شقة ريك في باريس- نهاراً
توضب الزا زهورا عند النافذة بينما يفتح ريك شامبانيا.
تسير نحوه وتلتقي به.
ريك: من انت حقاً؟ وما كنت قبل ذلك؟ ماذا كنت تفعلين وماذا كنت تفكرين؟ هه؟
الزا: قلنا “لا اسئلة”
ريك: هنا ننظر اليك، ايتها الطفلة.
يشربان
قطع إلى:
داخلي. قهوة باريس. ليلاً
في داخل قهوة باريسية راقية، يرقص ريك والزا. يبدو انهما في حالة حب شديدة بينما الموسيقى تعزف.
قطع إلى:
داخلي. شقة الزا في باريس – نهاراً
ترمي الزا عملة فضية في الفضاء، ثم تضعها اما ريك.
الزا: فرانك مقابل افكارك.
ريك: في امريكا يرمون فقط بنسًا، اعتقد أن هذا هو بالضبط قيمتها.
الزا: انا مستعدة ان ادفع زيادة. قل لي.
ريك: وانا كنت أتساءل.
الزا: نعم؟
ريك: لماذا انا محظوظ جداً لماذا على ان أجدك تنتظرينني لأحضر.
الزا: لماذا ليس هنالك رجل آخر في حياتي؟
ريك: اوه هوه.
الزا: هذا هين. كان هنالك أحد. وهو ميت الآن.
ريك: انا آسف لسؤالك. نسيت اننا قلنا “لا اسئلة”.
الزا: حسناً، جواب واحد فقط يغطي كافة تساؤلاتنا.
يقبلان بعضهما بشغف شديد.
قطع إلى:
قطع – مشاهد إخبارية عن احتلال الألمان إلى فرنسا.
أ-مشاهد فقاعات من العمارات المحروقة والمهدمة. إشارة بسهم تشير إلى باريس.
ب-قوات المانية تقطع نهر.
جـ-مصفحات تتدرج على الطريق نحو باريس.
ء-طائرة حربية ألمانية فوق الرؤوس.
خارجي – قهوة باريس – نهاراً.
رجل يبيع الصحف للناس المزدحمين حوله. هنالك حماس بالغ. يجلس ريك والزا على مائدة. يشتريان صحيفة ويبدآن في قراءتها.
بالقرب مجموعة من الفرنسيين الخائفين يتجمعون حول مكبر للصوت على مدفع. صوت اجش يعوي الأخبار المؤسفة عن دخول النازيين إلى باريس.
ريك: لا شيء سيوقفهم الآن الاربعاء، الخميس أقسى حد سيكونون في باريس.
الزا: (خائفة) ريتشارد سيجدو سجلك. لن تكون بمأمن هنا.
ريك: انا على قائمتهم السوداء منذ الآن قائمة الشرف الخاصة بهم.
داخلي. الشفق الجميل – بعد الظهر
قهوة صغيرة في شارع مونتمارتر. ظل على البلاط يعكس إشارة القهوة “الشفق الجميل”.
ريك على البار، يأخذ كؤوساً وزجاجة شمبانيا. يسير نحو الزا وسام عند البيانو.
يعزف سام “عندما يمر الزمان”.
تبدو الزا عصبية. وهنالك شيء يدور في عقلها.
يسكب ريك الشمبانيا. تصرفه ساخر ولكن ليس بالسخرية المريرة التي شاهدناها في كازابلانكا.
ريك: يريدنا هنري أن ننهي هذه الزجاجة ومن بعدها ثلاثة آخرون. يقول سوف يسقي حديقته بالشمبانيا قبل أن يسمح للألمان بشربها.
ينظر سام إلى كأسه.
سام: هذا ما يجعلنا نخرج السهم الذي يشير إلى أننا محتلون أليس كذلك يا سيد ريتشارد.
ريك: انت قلتها! (مخاطباً الزا) هذا ينظر إليك يا طفلتي.
فجأة يصرخ مكبر الصوت شيئاً باللغة الألمانية. ريك وإلزا ينظران إلى بعضهما البعض، ثم يهرعان إلى الشباك.
ريك: المانيتي صدأة قليلاً.
الزا: انه الجوستابو. يقولون انهم يتوقعون أن يكونوا في باريس غداً، انهم يقولون لنا كيف نتصرف عندما يدخلون بخطى عسكرية.
تبتسم ابتسامة باهتة.
الزا: عندما يعجن العالم بأسره نختار نحن الوقت لنقع في الحب.
ريك: نعم، انه وقت سيء جداً، اين كنت أنت لنقول منذ عشر سنوات.
الزا: عشر سنوات. دعنا نرى…
(تقف وتفكر قليلاً)
.. نعم كنت أضع جسراً لتقويم أسناني، أنت أين كنت؟
ريك: ابحث عن عمل.
تنظر الزا اليه بحنان. يأخذها ريك بين ذراعيه ويقبلها بجوع. وبينما هما مقفلان في معانقة يسمعان صوت المدفعية.
الزا (خائفة): هل هذه نيران مدافع، أو انه قلبي يضرب؟
ريك: (متجهماً) آه هذا هو 77 الألماني الجديد، وبما يوحيه الصوت فهو يبعد حوالي خمسة وثلاثين ميلاً.
انفجارات جديدة من المدافع.
ريك: وهي تقترب في كل دقيقة. خذي. اشربي. سوف لا تنتهي الثلاثة الآخرين.
سام: الألمان سيكونون هنا سريعاً الآن وسيأتون باحثين عنك ولا تنسي أن هنالك ثمناً لرأسك.
الزا تضطرب خائفة.
ريك: تركت رسالة في شقتي، سيعرفون أن يجدوني.
تنظر الزا باتجاه ريك.
الزا: غريب. انا اعرف القليل جداً عنك.
ريك: انا اعرف القليل عنك، مجرد حقيقة أنك قمت بتقويم أسنانك.
يضحك ضحكة مكتومة.
الزا: ولكن كن جدياً، يا عزيزي، انت في خطر وعليك أن تترك باريس.
ريك: كلا كلا، كلا، كلا. نحن يجب أن نغادر.
الزا (بجديه): نعم، حتما، نحن.
ريك: … القطار إلى مرسيليا يغادر في الساعة الخامسة. سآخذك من الفندق في الرابعة والنصف.
الزا: (بسرعة) كلا، كلا. ليس من فندقي. انا، هه، لدي أشياء أقوم بها في المدينة قبل أن أغادر. سألتقي بك في المحطة، هه؟
ريك: حسناً.. الساعة الخامسة إلا ربع. (طرأت له فكرة)
قولي، لماذا لا نتزوج في مارسيليا؟
يضحك ريك ضحكة مكتومة ثانية.
الزا: (متهربة) هذا شيء بعيد المدى لنخطط له.
ريك: نعم، اظن انه بعيد المدى قليلاً، حسناً، دعينا نذهب ماذا عن المهندس؟ لماذا لا يستطيع القيام بتزويجنا على القطار؟
الزا: اوه، يا عزيزي!
فجأة تستدير الزا إلى الخلف وتبدأ بالبكاء.
ريك: حسنا، ولم لا؟ القبطان على ظهر السفينة يستطيع.
لا يبدو من العدل أن … هيي هيي، ما الخطأ يا طفلتي؟
الزا: أحبك كثيراً وأكره هذه الحرب كثيراً. اوه، إنه لعالم مجنون كل شيء ممكن أن يحصل. إذا لم يكن من الضروري مغادرتك، أعني، إذا، إذا شيء ما وضعنا في حالة افتراق، أينما وضعوك واينما كنت انا، أريدك أن تعرف …
لا تستطيع الاستمرار. ترفع وجهها نحو وجهه، يقبلها بلطف.
الزا: قبلني، قبلني وكأنها المرة الأخيرة.
ينظر إلى عينيها، ثم يقوم بتقبيلها وكأنها ستكون المرة الأخيرة.
تسقط يدها نحو المائدة وتدفع كأساً عليها.
قطع إلى:
داخلي. محطة ليون – ليلاً
السماء تمطر بغزارة في محطة القطار.
هنالك حماس متعب محموم، ظاهر في وجوه الناس المارين.
هذا آخر قطار من باريس.
يظهر ريك بين الجموع، يقف ويضع حقيبته أرضاً وينظر إلى ساعته.
المطر ينهمر فوق رأسه واكتافه، ولكنه لا يلاحظ ذلك. ينظر إلى ساعته بعصبية مرة ثانية.
فجأة يظهر سام.
ريك: اين هي؟ هل رأيتها؟
سام: كلا، يا سيد ريتشارد. لا أستطيع أن أجدها.
لقد غادرت الفندق. ولكن هذه الرسالة جاءت بعد ذهابك.
يخرج سام ظرفاً من جيبه. يكمشه ريك، يفتحه، ويحدق في الرسالة.
يقرا الرسالة
ريتشارد
لا أستطيع أن اذهب معك او أراك ثانية. يجب ان لا تسأل لماذا. لكن تأكد انني أحبك. اذهب، يا عزيزي وليباركك الله.
الزا
يسقط المطر على الرسالة ويتلف الكتابة.
عودة إلى المشهد
تنطلق صفارة.
سام (بعصبية): هذا هو النداء الأخير، يا سيد ريشارد.
هل تسمعني؟ تعال يا سيد ريتشارد. دعنا نخرج من هنا. تعال، يا سيد ريتشارد، تعال.
يشد سام ريك المخشب المتلاشي نحو القطار. يبدأ القطار بالتحرك بمجرد أن يقف به.
من السلالم ينظر نحو المدى، ثم يكرمش الرسالة ويرميها بعيداً بينما تغطي سحابة من الدخان المنبعث من الآلة فوق رأسه.
إحلال إلى:
داخلي. قهوة ريك – الغرفة الرئيسية – ليلاً.
لقطة مقربة لكأس على المائدة في القهوة. يدّ ريك تمتد لتطاله فتقلبه، نرى الآن وجه ريك وهو سكران جداً.
يسير سام نحو المائدة ليلتقط الكأس وكرسيا سقطت أرضاً.
مباشرة يفتح الباب وإذا بها إلزا يحدق ريك بالممر.
تتمهل إلزا برهة من الزمن، ثم تدخل نحو المائدة.
إلزا: ريك، يجب أن أتكلم معك.
أسلوبها متردد قليلاً وغير ثابت ولكن مع ذلك فهي مصممة على الكلام.
ريك: اوه. لقد احتفظت بشرابي الأول لأشربه معك. هنا.
إلزا: كلا. كلا. يا ريك. ليس الليلة.
ريك: خاصة الليلة.
تجلس على الكرسي أمام الكأس الفارغة، عيناها يبحثان في وجهه، ولكن ليس هنالك اية تعبير عليه ما عدا شيء بارد وغير منفعل.
يصل ريك إلى الزجاجة ويسكب لنفسه كأساً أخرى.
الزا: من فضلك
ريك: لماذا اضطررت أن تحضري إلى كازابلانكا؟ هنالك أماكن أخرى.
الزا: لم أكن لاجئ لو كنت اعرف أنك هنا.
صدقني يا ريك هذا صحيح. لم أكن اعرف.
ريك: شيء مضحك ما يتعلق بصوتك، كيف انه لم يتغير.
أستطيع أن اسمعه حتى الآن. “عزيزي ريتشارد، سأذهب معك إلى اي مكان. سنركب قطاراً معاً ولن تتوقف.
الزا: من فضلك توقف. لا تفعل، يا ريك. أستطيع أن افهم شعورك.
ريك: هه! تفهمين كيف اشعر. كم مر علينا، يا حبيبتي؟
الزا: لم اعد الأيام.
ريك: حسناً، انا فعلت. كل يوم منهم. وأكثر ما اذكر آخر يوم. نهاية غريبة. شاب يقف على رصيف المحطة تحت المطر وعلى وجهه نظرة مضحكة، لأن ما بداخله دفع إلى الخارج دفعاً.
يشرب كأساً.
الزا: هل أستطيع ان اخبرك قصة، يا ريك؟
ريك: هل لها نهاية غريبة؟
الزا: لا أعرف النهاية الآن.
ريك: حسنا، تابعي، احكيها. ربما واحد يأتي اليك وأنت تذهبين.
الزا: انها عن فتاة كانت قد جاءت توا إلى باريس من بيتها في اوسلو. في منزل بعض الأصدقاء قابلت رجلاً كانت قد سمعت عنه طوال حياتها، رجل عظيم جداً وشجاع جداً. فتح لها عالم جميل مليء بالمعلومات والأفكار والمثل. كل ما عرفته او ما وصلت اليه كان بسببه. وكانت تراه رفيعاً فتعبده بإحساس ظنت أنه حب.
ريك: حسناً، هذا شيء جميل. سمعت قصته مره.
في الواقع سمعت قصصاً كثيرة في زمنى. كانت تسير مع صوت بيانو صغير يعزف في القاعة السفلى “سيدي، قابلت رجلاً مرة عندما كنت طفلة، وهكذا دائماً تبدأ. هه.
اعتقد ان قصتينا كلتاهما ليستا مضحكتين، اخبريني من الذي تركتيني من اجله؟ هل هو لاسلو، او كان هنالك آخرون بيننا؟ او هل أنت لست من النوع الذي يتكلم؟
تنهض الزا وتغادر.
يقع رأس ريك على الطاولة.
قطع إلى:
داخلي. مكتب رينولت – صباحاً.
اشارة على الباب مكتوب عليها.
كابتن رينولت / رئيس البوليس.
يجلس ستراسر بينما ينهمك رينولت في بعض الأوراق.
ستراسر: انا اشك في أن اوغارت ترك رسائل تأشيرات الخروج مع السيد بلين. اقترح ان تفتش القهوة فوراً وبدقة.
رينولت: إذا كان ريك يملك الرسائل، فهو أذكى من أن يتركك تجدهم هناك.
ستراسر: تعطيه تقدير لقدراته الفائقة. انطباعي انه ليس سوى امريكي متخبط آخر.
رينولت: ولكن يجب أن لا نقلل من قيمة التخبط الأمريكي.
كنت معهم عندما دخلوا عشوائياً إلى برلين في 1918.
ينظر ستراسر إليه.
ستراسر: اما بالنسبة للاسلو، فنريد مراقبته اربعا وعشرين ساعة في اليوم.
رينولت: (مؤكداً) ما قد يسعدك أن تعرف انه في هذه اللحظة بالذات هو في طريقه إلى هنا.
قطع إلى:
داخلي. ردهة مركز البوليس – صباحاً
يشق لاسلو والزا طريقهم عبر الجموع المحتشدة في ردهة مركز البوليس.
يان وأنينا يكلمان المأمور.
المأمور: (مخاطبا يان وانينا) ليس هنالك ما تستطيع فعله.
قطع إلى:
داخلي. مكتب رينولت – صباحاً
يدخل لاسلو والزا مكتب رينولت
ينحني رينولت لكليهما. هل ارتحتم هذه الليلة؟
لاسلو: نمت جيداً.
رينولت: هذا شيء غريب. لا أحد من المفترض أن ينام جيدا في كازابلانكا.
لاسلو: (ببرودة)
هل نستطيع أن نتابع أعمالنا؟
رينولت: بكل سرور. هل لك أن تجلس؟
لاسلو: شكراً
يأخذان اماكنهما.
ستراسر: (الآن باردا مثل لاسلو).
حسناً، سيد لاسلو لن نخلط الكلمات. انا سجين هارب من الرايخ. حتى الآن انت محظوظ كونك استطعت مراوغتنا. لقد وصلت إلى كازابلانكا. من واجبي أن أرى انك باق في كازابلانكا.
لاسلو: إذا نجحت او لم تنجح فهذا مثير للمشاكل.
ستراسر: ليس كذلك ابداً. توقيع الكابتن رينولت أساسي على تأشيرة الخروج. (يستدير نحو رينولت)
كابتن، هل تعتقد انه من الممكن أن يحصل السيد لاسلو على تأشيرة؟
رينولت: أنا اعتقد كلا .. مع بالغ أسفي.
لاسلو: حسنا، ربما سوف تعجبني كازابلانكا.
ستراسر: والآنسة؟
الزا: لا داعي للاهتمام بشأني.
لاسلو: هل هذا كل ما تريد أن تقوله لنا؟
ستراسر: لا تكن مستعجلاً. لديك كل الوقت الذي في العالم. قد تبقى في كازابلانكا إلى الأبد… او يمكنك الذهاب إلى لشبونة غداً، على شرط واحد.
لاسلو: وهذا هو؟
ستراسر: تعرف قادة الحركة السرية في باريس وبراغ وبروكسل، وامستردام، في اوسلو، في بلغراد، في اثينا.
لاسلو: وحتى في برلين.
ستراسر: نعم، وحتى في برلين. إذا أعطيتني أسماءهم وأماكن تواجدهم، ستحصل على تأشيرتك في الصباح.
رينولت: وشرف خدمة الرايخ الثالث.
لاسلو: كنت في معسكر اعتقال الماني لمدة عام. وهذا شرف يكفيني كل حياتي.
ستراسر: هل ستعطينا الاسماء؟
لاسلو: إذا لم اعطهم لكم في معسكر الاعتقال حيث كانت لديهم “وسائل اقناع” اكثر في متناول ايديكم. فأنا حتما لن اعطيكم إياها الآن.
القناعة العاطفية في صوته الآن تظهر نضاله.
لاسلو: وماذا إذا لاحقت هؤلاء الرجال وقتلتهم؟ ماذا لو قتلتنا جميعاً؟ من كل زاوية في أوروبا، مئات، آلاف سينهضون ليأخذوا مكاننا. وحتى النازيون لا يستطيعون ان يقتلوا بهذه السرعة.
ستراسر: سيد لاسلو، لديك سمعة للبلاغة والتي افهمها الآن ولكنك مخطئ في احد الجوانب، قلت ان اعداء الرايخ ممكن أن يأخذ آخرون مكانهم وليس هنالك شواذ. لم يستطع أحد أن يأخذ مكانك عندما كنت تحاول الهروب ويحدث لك ما لا تحمد عقباه.
لاسلو: لن تتجرأ على التدخل معي هنا. فهذه ما زالت فرنسا الغير محتلة. اي مخالفة للحياد ستنعكس على الكابتن رينولت.
رينولت: سيدي، بالحد الذي هو من صلاحيتي…
لاسلو: … شكراً.
رينولت: على فكرة، يا سيدي، ليلة البارحة اظهرت رغبة بالسيد اوغارت.
لاسلو: نعم.
رينولت: اعتقد انه لديك رسالة له؟
لاسلو: لا شيء مهم، ولكن هل لي ان اتكلم معه الآن؟
ستراسر: ستجد الحوار سخيف ومن جانب واحد السيد اوغارت مات.
لقطة مقربة لإلزا ثم لاسلو تظهر خيبة املهم.
ستراسر يراقب ردة فعلهم.
الزا (بلطف) اوه
رينولت يحمل تقريراً
رينولت: انا اكتب التقرير الآن. لم نحدد بعد إذا ما انتحر او مات وهو يحاول الهرب.
لاسلو: هل انتهيت منا؟
ستراسر: الآن نعم.
لاسلو: يوم سعيد.
يرن رينولت جرساً كهربائياً فيفتح الباب لهم.
بعد ان تذهب الزا ولاسلو يدخل مأمور إلى الداخل.
رينولت: بلا شك خطوتهم القادمة ستكون إلى السوق السوداء.
المأمور: سامحني، يا كابتن مشكلة فيزا اخرى قد جاءت.
رينولت: ادخلها.
المأمور: نعم، سيدي.
ينظر رينولت إلى نفسه في المرآة ويجلّس ربطة عنقه.
قطع إلى:
خارجي. السوق السوداء – نهاراً
السوق السوداء هو شارع عربي مليء بالبازارات والأكشاك والحوانيت. جميع انواع واجناس البشر يدورون حول البضائع والتي يعرضها المواطنون في الخارج.
الرجال والنساء كلاهما يلبسون الملابس المحلية والستائر فوق الاكشاك تعطيهم شيئاً من الحماية من اشعة الشمس.
على السطح يبدو الجو وكأنه مجرد عادي ولكن تحت ذلك تدور الأعمال الممنوعة للتجارة غير المشروعة.
رجل فرنسي ومواطن يتحاوران بصوت خفيض.
المواطن: انا آسف، سيدي، علينا ان نسلم للبوليس.
هذه مهمة للسيد فيراري.
الرجل الفرنسي: فيراري؟
المواطن: من المساعد جداً ان تعرف السيد فراري. فهو تقريبا يسيطر على السوق السوداء هنا. وسوف تجده هناك في “الببغاء الأزرق”.
الرجل الفرنسي: شكراً.
قطع إلى:
خارجي. الببغاء الأزرق – نهاراً
خارج القهوة، ببغاء أزرق يقف على عصا.
قطع إلى:
داخلي. الببغاء الأزرق – نهاراً
القهوة اقل فخامة من قهوة ريك ولكنها مزدحمة.
يدخل ريك ويسير عبر القهوة باتجاه مكتب فيراري مباشرة عندما يظهر فيراري مع يان وأنينا. التي تبدو خائبة الأمل.
فيراري: هناك، لا تكونوا مكتئبين كثيراً. ربما قد تستطيعون الوصول إلى شروط مع كابتن رينولت.
يان: شكراً جزيلاً، يا سيدي.
تقود يان انينا بعيداً.
ريك: مرحباً، يا فراري
يستدير السيد فيراري إلى الخلف. انه سعيد لرؤية ريك.
فيراري: آه، صباح الخير، يا ريك.
يتصافحان.
ريك: ارى أن الأتوبيس قد وصل. سآخذ شحنتي معي.
فيراري: لا داعي للسرعة. سأرسلها لك. تناول كأساً معي.
ريك: انا لا أشرب في الصباح. وكل مرة ترسل لي شحنتي اجدها قليله شيئاً ما.
فيراري: (يضحك بتحفظ)
نقل الشحنه، يا بني، نقل الشحنه. هنا، أجلس. هنالك ما أريد ان ابحثه معك، على أي حال.
ينادي نادل.
فيراري: البوربون .. (مخاطباً ريك، يتنهد بعمق) اخبار اوغارت خضتني كثيراً.
ريك: انت متملق سمين. لا تشعر بأي أسى تجاه أوغارت بالقدر الذي اشعر به أنا.
يحدق بريك عن قرب.
فيراري: طبعاً لا. الذي يزعجني هو حقيقة ان اوغارت مات ولا أحد يعرف اين رسائل التأشيرات بقيت.
ريك: عملياً لا أحد.
فيراري: لو كنت اضع يدي على هذه الرسائل، لاستطعت ان اصنع ثروة.
ريك: وكذلك أستطيع انا. وانا رجل اعمال فقير.
فيراري: لدى عرض لمن كان يمتلك هذه الرسائل. سأقوم انا بكل التبادل، واتخلص من الرسائل، وآخذ كل الخطر، لنسبة مئوية بسيطة.
ريك: واجرة النقل ايضاً؟
فيراري: من الطبيعي ان يكون هناك بضعة مصاريف طارئة. هذا هو العرض الذي اقدمه لمن يملك هذه الرسائل.
ريك: (بجفاف) سأخبره عندما يحضر.
فيراري: ريك، سأضع بطاقاتي على المائدة. اعتقد انك تعرف أين هذه الرسائل.
ريك: حسناً، انت بين رفاق جيدين. رينولت وستراسر ربما يعتقدان كذلك، ايضاً.
ينظر ريك خارج النافذة فيرى الزا عند بائع الكتان، ثم لاسلو يسير نحو القهوة.
ريك: لذلك جئت إلى هنا لأعطيهم الوقت لينهبوا مكاني.
فيراري: ريك، لا تكن غبياً، ثق بي. انا بحاجة إلى شريك.
ريك لا يستمع إليه، ينظر عبر النافذة المفتوحة باتجاه دكان الكتان.
ينهض ريك.
ريك: سامحني، سوف اعود.
قطع إلى:
خارجي. الببغاء الأزرق – نهاراً.
يصل لاسلو إلى المدخل المؤدي إلى القهوة بينما ريك يخرج.
يتوقف ويخاطب ريك بأدب.
لاسلو: صباح الخير.
ريك: السيد فيراري هو السيد السمين عند المائدة.
بينما يخرج، ينظر لاسلو إليه بتعبير مندهش.
قطع إلى:
خارجي. السوق السوداء – نهاراً
في دكان الكتان، تتفحص الزا غطاء مائدة يحاول بائع عربي بيعها.
يحمل شارة تقول “700 فرانك”
العربي: لن تجدي كنزا كهذا في كل مراكش، يا آنسة… فقط بسبعمائة فرنك.
ريك يسير خلف الزا.
ريك: لقد غشوك.
تنظر إلى ريك بسرعة، ثم تستدير بعيداً. تصرفها رسمي مؤدب.
الزا: لا باس، شكراً لك.
العربي: آه، السيده صديقة لريك؟
لأصدقاء ريك لدينا تخفيض صغير.
هل قلت 700 فرانك؟ باستطاعتك ان تأخذيها بمائتي فرنك يمد يده تحت النضد ويتناول إشارة مكتوب عليها “200 فرانك” ويضع مكانها الاشارة الأخرى.
ريك: انا آسف لم اكن بحالة تسمح لي باستقبالك عندما زرتيني الليلة الماضية.
الزا: هذا لا يهم.
العربي: آه، من اجل اصدقاء ريك الخاصين لدينا تخفيض خاص. مائة فرنك.
يبدل الاشارة الثانية بإشارة ثالثة تقول “100 فرنك”
ريك: قصتك اربكتني قليلاً او ربما كان البوربون.
العربي: لدي بعض شراشف السفرة وبعض الفوط…
الزا: شكراً لك. الحقيقة انا لست مهتمة بذلك.
العربي: من فضلك، دقيقة واحده، انتظري!
يخرج العربي بسرعة.
تتظاهر الزا بتفحص البضائع على النضد.
ريك: لماذا عدت؟ لتخبرينني لماذا هربت مني في محطة القطار.
الزا: نعم.
ريك: حسناً، تستطيعي ان تخبريني الآن. انا تقريباً صاحي.
الزا: لا اعتقد انني سأفعل يا ريك.
ريك: ولما لا؟ على اي حال خسرت بطاقة قطار. لذلك فمن حقي ان اعرف.
الزا: رأيت الليلة الفائتة ما الذي حصل لك. الريك الذي عرفته ي باريس، كان من الممكن ان أقول له. كان سيفهم ولكن الشخص الذي كان ينظر إلي بكراهية هكذا … حسناً، سوف اترك كزابلانكا قريباً. ولن نرى بعضنا بعد الآن. عرفنا القليل عن بعضنا عندما كنا في حالة حب في باريس. إذا ما تركناها هكذا، فربما سنتذكر تلك الأيام وليس كازابلانكا، وليس ليلة البارحة.
ريك: هل غضبت مني لأنك لم تستطيعي استيعاب الأمر؟
لأنك عرفت ماذا يكون وضع من يختفي عن أعين البوليس؟ يهرب طوال الوقت.
الزا: باستطاعتك أن تفهم هذا إذا ما أردت ذلك.
ريك: حسناً، لم اعدها هاربًا بعد الآن انا مستقر الآن، فوق صاله، هذا صحيح، ولكن .. خذي طيران. ولسوف اتوقعك.
تدير الزا رأسها بعيداً.
ريك: كل الأمور تستوي يوماً ما ستكذبين على لاسلو. ستكونين هناك.
الزا: كلا إريك كلا، كما ترى فيكتور لاسلو هو زوجي… وكان كذلك عندما عرفتك في باريس.
تسير بعيداً نحو القهوة بينما يحدق ريك خلفها في ذهول جامد.
قطع إلى:
داخلي. الببغاء الأزرق – نهاراً.
تجلس الزا ولاسلو مع فيراري.
فيراري: كنت فقط اقول للسيد لاسلو انني بكل أسف، لن أستطيع مساعدته.
الزا: اوه.
لاسلو: كما ترى يا عزيزتي، الكلمة دارت.
فيراري: (مخاطباً الزا).
كقائد لكل الأعمال الغير قانونية في كازابلانكا، فأنا رجل ذو سطوة ومحترم. لن تكون مساوية لحياتي ان افعل اي شيء للسيد لاسلو. انت على اي حال قضية أخرى.
لاسلو: يعتقد السيد فراري انه من الممكن ان يحصل على تأشيرة خروج لك.
الزا: تعني لي لأذهب لوحدي؟
فيراري: وفقط لوحدك.
لاسلو: سأبقى هنا واحاول باستمرار، انا متأكد انني بعد حين …
فيراري… نحن سنكون صريحين، يا سيدي. تحتاج إلى معجزة لنخرجك من كازابلانكا. والأمان حظروا الأعاجيب.
الزا: نحن نريد فقط تأشيرتين يا سيدي.
لاسلو: من فضلك يا الزا لا تتسرعي.
الزا: (بشده) كلا يا فكتور، كلا.
فيراري: انتما الاثنان قد ترغبان في مناقشة الموضوع. سامحوني سأكون عند البار.
ينهض فراري ويسير بعيداً.
لاسلو: كلا، يا الزا لن ادعك تبقين هنا. يجب ان تذهبي إلى أمريكا. وصدقيني، سأخرج بطريقة ما والتقي بك.
الزا: ولكن، يا فكتور، لو كانت الحالة مختلفة، لو كان علي ان ابقى وكانت هنالك تأشيره لواحد، هل ترضى ان تأخذها؟
لاسلو: (ليس بطريقة مقنعة)
نعم افعل ذلك.
تبتسم الزا إبتسامة باهتة. لا تصدقه حتى لبرهة من الزمن.
الزا: نعم، سأرى. عندما كان عندي مشاكل للخروج من ليل، لماذا لم تتركني هناك؟ وعندما كنت مريضة ي مارسيليا وابقيتك معي اسبوعين وكنت في خطر كل دقيقة كل الوقت، لما لم تتركني عندئذ؟
لاسلو: كنت أنوي ذلك ولكن كان شيئاً ما يمنعني. احبك كثيراً يا الزا.
تبتسم ثانية.
الزا: سرك سيكون في مأمن معي، فيراري ينتظر اجابتنا. عند البار فيراري يتكلم مع نادل.
فيراري: ليس اكثر من خمسين فرنك مع ذلك.
إلزا ولاسلو يسيران نحوه.
لاسلو: لقد قررنا يا سيد فراري. في الوقت الحاضر سوف نحاول البحث عن تأشيرتي خروج. شكراً جزيلاً لك.
فيراري: حسناً، حظا حسناً. ولكن توخو الحذر. (ومضة من عينيه باتجاه البازار) انتم تعلمون انكم مراقبون؟
يحدق لاسلو باتجاه البازار.
لاسلو: طبعاً يتحول الأمر إلى غريزه.
ينظر فيراري نظرة دهاء نحو الزا.
فيراري: ألاحظ انك من ناحية واحدة رجل محظوظ جداً يا سيدي. انا افكر أن اعطيك اقتراح زيادة عن السابق، لماذا، لا أدري لأنه لن يفيدني بشيء، ولكن، هل سمعتم عن السيد اوغارت ورسائل التأشيرات.
لاسلو: نعم، شيء ما.
فيراري: هذه الرسائل لم توجد مع اوغارت عندما اعتقل.
هنالك توقف برهة من الزمن بينما يستوعب الموضوع.
لاسلو: هل تعرف اين هي؟
فيراري: ليس بشكل مؤكد، يا سيدي، ولكن سأغامر بالتخمين ان اوغارت ترك هذه الرسائل مع السيد ريك.
يغمق وجه الزا. لاسلو يراقب بهدوء.
لاسلو: ريك؟
فيراري: انه زبون صعب، هذا الريك. لا يعرف الإنسان ماذا سيفعل ولماذا. ولكن الأمر يستحق المحاولة.
لاسلو: شكراً جزيلاً. يوم طيب.
الزا: مع السلامة، شكراً من أجل القهوة، يا سيد.
سوف افتقد هذا عندما اغادر كزابلانكا.
ينحني فيراري.
لاسلو: كان شيئاً لطيفا من قبلك ان تشاركيني إياها.
يوم طيب يا آنستي، ويا سيدي.
لاسلو: يوم طيب
وبينما كانت الزا ولاسلو يغادران القهوة، كان فيراري بلا مبالاة يلاحق ذبابة على المائدة.
خارجي. قهوة ريك – ليلاً
خارج قهوة ريك الإشارة مضاءة والموسيقى تسمع في الخارج.
داخلي. قهوة ريك. الغرفة الرئيسية-ليلاً.
في البار، وجد الأوروبي سائح آخر.
الأوروبي: هذه لك، يا سيدي.
السائح: إر، حظ سعيد، نعم.
الأوروبي: من الأفضل ان اذهب.
السائح: إر، حسابي، من فضلك.
الأوروبي: عليّ ان احذرك يا سيدي. التمس منك….. يخرج الأوروبي ما في جيبه.
الأوروبي: هذا مكان خطير، ملئ بالجوارح. جوارح في كل مكان! شكراً من اجل كل شيء.
يضحك السائح
السائح: إر، مع السلامة، يا سيد.
الأوروبي: كان من دواعي سروري لقاءك.
ينطلق فيصطدم بكارل.
الأوروبي: اوه، انا آسف.
وبينما يسرع الأوروبي مغادراً، يراقب كارل كل جيوبه ليتأكد أن لا شيء ناقص.
يعزف سام وكارينا نمرة، ترافقهم الأوركسترا.
يدخل ستراسر ومجموعته إلى القهوة، ويمرو من أمام مائدة ريك.
يحضر كارل لريك زجاجة وكأس.
كارل: سيد ريك، أنت أصبحت أفضل زبون لديك
يُغادر كارل.
وبينما ريك يشعل سيجارة، يظهر رينولت.
رينولت: حسنا، ريكي. أنا سعيد جداً بك. الآن بدأت تعيش كرجل فرنسي.
ريك: كان ذلك نوعاً من التفتيش الذي مارسه رجالك على مكاني بعد ظهر هذا اليوم. بالكاد استطعنا ان ننهي التنظيف ونكون جاهزين في وقت الافتتاح.
يسكب شراباً لرينولت.
رينولت: حسناً. قلت لاستراسر انه لن يجد الرسائل هنا.
ولكنني قلت لرجالي ان يكونوا مخربين بشكل خاص. انت تعرف كيف يؤثر هذا على الألمان؟ (يأخذ رشفة)
ريك، هل لديك رسائل الترانزيت هذه؟
ريك: لويس، هل انت مع فيشى أو فرنسي حر؟
رينولت: يفيدني جداً ان تسألني سؤالاً مباشراً. الموضوع أقفل.
ريك: حسناً، يبدو انك اتيت متأخراً.
رينولت: هه؟
يحدق ريك بأيفون وضابط الماني يقتربان من البار.
ريك: إذا ايفون ذهبت مباشرة نحو الأعداء.
رينولت: من يدري؟ بطريقتها الخاصة قد تكون اقامت جبهة ثانية كاملة. اعتقد انه آن الأوان لي لأن امدح الماجور ستراسر قليلاً. سأراك لاحقاً، يا ريك.
ينهض رينولت ويتدرج بعيداً.
عند البار تضع ايفون والضابط الألماني طلباتهما.
ايفون. ساشا!
الضابط الألماني: خمس وسبعينات فرنسي.
ايفون سكرانه إلى حد ما.
ايفون: ضع صف كامل منهم، يا ساشا…
تبدأ هنا وتنتهي هنا.
تشير بيدها إلى الأماكن التي تريدها.
الضابط الألماني: سنبدأ باثنين.
ضابط فرنسي عند البار يعلق بملاحظة لأيفون.
الضابط الفرنسي: (بالفرنسية).
اسمعي، انت، انت لست فرنسية لتذهبي مع الماني بهذه الطريقة!
ايفون (بالفرنسية) لماذا تتدخل في ما لا يخصك.
الضابط الفرنسي: (بالفرنسية) انا اتدخل في ما لا يعنيني ….
ايفون: (تقاطعه بالفرنسية)
…. ليس من شأنك!
الضابط الألماني: (بالفرنسية)
كلا، كلا، كلا، كلا! دقيقه واحده
(بالانجليزية) ماذا قلت؟ هل تتفضلي وتعيدينها؟
الضابط الفرنسي: الذي قلته ليس من شأنك!
الضابط الألماني: سأجعله ما يخصني!
يبدأن في الشجار.
ايفون: (بالفرنسية) توقف! اتوسل إليك! اتوسل إليك، توقف!
هنالك تعجب من الناس الواقفين بالقرب. ينهض الضباط الألمان في المائدة المجاورة، جاهزين للانضمام ينهض ريك يسير نحوهم ليفصل بينهم.
ريك: (مخاطبا الألمان) لا أحب الاضطرابات في مكاني. إما أن تتركوا السياسة جانباً أو اخرجوا من هنا.
الضابط الفرنسي (بالفرنسية): يا بوش القذر. يوماً ما سوف ننتقم.
يعاود رينولت وستراسر والضباط الآخرون الجلوس.
ستراسر: هل رأيت يا كابتن، الحالة ليست تحت السيطرة كما انت مقتنع.
رينولت: سيدي الماجور، نحن نحاول التعاون مع حكومتكم ولكننا لا نستطيع ادارة مشاعر الناس.
ينظر إليه استراسر عن قرب.
ستراسر: كابتن رينولت، هل انت متأكد كليًّا مع اي جانب انت؟
رينولت: ليس لدي اية قناعات، اذا كان هذا ما تعنيه.
انا انفخ مع الريح والريح السائد الآن يبدو من فيشي.
ستراسر: وإذا ما تغيرت؟
يبتسم
رينولت: طبعاً الرايخ لا يعترف بمثل هذا الإحتمال؟
يشعل رينولت سيجارة وينفخها بعيداً…
ستراسر: نحن مهتمون بأكثر من كازابلانكا. نحن نعرف ان كل محافظة فرنسية في افريقيا مليئة بالخونة الذين ينتظرون فرصتهم، ربما، ينتظرون قائداً.
رينولت: (بعفوية) قائداً، مثل لاسلو؟
ستراسر: اوه، هوه. كنت افكر. من الخطورة الشديدة ان نتركه يذهب. من الخطورة الشديدة إذا تركناه يبقى.
رينولت: (بعد تفكير)
اعرف ما تعني.
يقترب كارل، والزجاجة في يده من مائدة عليها زوج المان في منتصف العمر، اليو ختاج.
كارل (بالالمانية): احضرت لك احسن انواع البراندي.
الموظفون فقط الذين يشربونه.
يسكب مشروبا لكل واحد منهم.
السيد ليوختاج: شكراً، يا كارل.
كارل: وهو يسكب (للسيده ليوحتاج).
السيدة ليوختاج: شكراً، يا كارل.
كارل: للسيد ليوختاج.
السيد ليوختاج: اجلس يا كارل. إشرب براندي معنا.
السيدة ليوختاج (مشرقة من السعادة) لنحتفل بمغادرتنا إلى امريكا غداً.
يجلس كارل.
كارل: شكراً جزيلاً. ظننت انك ستسألني ولذلك اشتريت البراندي الجيد والكأس الثالث.
يخرج كأساً من جيبة خلفيه.
السيده ليوختاج: اخيراً جاء اليوم.
السيد ليوختاج: السيده ليوختاج وانا لا نتكلم شيئاً سوى الانجليزية.
السيده ليوختاج: حتى نشعر اننا في بيتنا عندما نصل إلى أمريكا.
كارل: فكرة لطيفه جداً.
السيد ليوختاج (يرفع كأسه) إلى أمريكا.
يردد كارل والسيدة ليوختاج “من أجل امريكا”. يقرعان كأسيهما ويشربان.
السيد ليوختاج: يا عزيزي، اوه، حبيبة القلب، كم الساعة؟
تنظر إلى ساعة معصمها.
السيدة ليوختاج: الساعة العاشرة.
السيد ليوختاج: (متفاجئاً) بهذا القدر؟
كارل: (ER) مسلسل أمريكي سوف تتآلف معه بشكل جميل في امريكا، هه.
تقابل انينا رينولت في القاعة الوسطى وهي تغادر غرفة المقامرة.
رينولت: كيف تعاملك سيدة الحظ؟ آه، يا للأسف. ستجدينه هناك.
ترى انينا ريك وتذهب إلى مائدته.
انينا: سيد ريك؟
ريك: نعم؟
انينا: هل استطيع ان اكلمك لبرهة من الزمن، من فضلك؟
ينظر ريك لها.
ريك: كيف دخلت إلى هنا؟ انت تحت السن القانونية.
انينا: جئت مع الكابتن رينولت.
ريك: (متهكما) كان يجدر بي ان اعرف.
انينا: زوجي معي، ايضاً.
ريك: هو كذلك؟ حسنا، كابتن رينولت اصبح واسع الأفق.
اجلسي. هل لك ان تأخذي كأساً؟
تهز انينا رأسها.
ريك: كلا، حتما لا. هل تمانعي ان انا فعلت؟
انينا: كلا.
يسكب ريك لنفسه كأساً.
انينا: سيد ريك اي نوع من الرجال هو الكابتن رينولت؟
ريك: اوه، انه مثل اي رجل آخر، ما عدا أنه يزيد على ذلك
انينا: كلا، أعني، هل هو اهل للثقة؟ هل كلمته ….
ريك: … الآن … دقيقة واحدة. من الذي طلب منك ان تسألي هذا السؤال؟
انينا: هو فعل ذلك. كابتن رينولت فعل ذلك.
ريك: ظننت كذلك. اين زوجك؟
انينا: على طاولة الروليت، يحاول ان يكسب لتأشيرة الخروج خاصتنا. حسناً ولكنه يخسر.
ينظر ريك إليها عن قرب.
ريك: منذ متى تزوجتما؟
انينا: ثمانية اسابيع. نحن جئنا من بلغاريا. او، الأمور هناك سيئة جداً، يا سيدي. شيطان يمسك الناس من رقابها. وهكذا يان وانا، نحن لا نريد ان يكبر ابناؤنا في مثل هذه البلاد.
ريك: (تعباً) إذاً قررتما الذهاب إلى أمريكا.
انينا: نعم، ولكننا لا نملك الكثير من المال، والسفر مكلف وصعب. كان اكثر بكثير مما خمنا حتى وصلنا إلى هنا. وبعد ذلك رآنا الكابتن رينولت وهو لطيف جداً.
ريك: نعم، انا متأكد.
انينا: قال لي انه يستطيع ان يعطينا تأشيرة خروج ولكننا لا نملك مالاً.
ريك: هل يعرف هو هذا؟
انينا: اوه، نعم.
ريك: وما زال ينوي ان يعطيكم تأشيرة.
انينا: نعم سيدي.
ريك: وانتم تريدون ان تعرفوا…
انينا:… هل يتمسك بكلمته؟
ريك: هو دائماً يفعل.
سكون. انينا مضطربة جداً.
انينا: اوه، سيدي، انت رجل. إذا احبك احداً كثيراً، بحيث كانت سعادتك هي كل ما تبتغيه في هذا العالم اجمع، ولكنها قامت بشيء سيء وتأكدت منه، هل تغفر لها.
يحدق ريك بعيداً في الفضاء.
ريك: لم يحبني احد إلى هذه الدرجة.
انينا: وهو لم يعرف شيئاً. وابقت الفتاة هذا الشيء السيء مغلقاً في قلبها؟ سيكون هذا مقبولاً، اليس كذلك؟
ريك: (بقسوة)
هل تريدين نصيحتي؟
انينا: اوه، نعم، من فضلك.
ريك: عودي إلى بلغاريا.
انينا: اوه، ولكن لو تعلم ماذا يعنى لنا ان نترك اوروبا ونذهب إلى أميريكا! اوه، ولكن لو عرف يان بالأمر! هو صبي بكل معنى الكلمة من عدة جوانب انا اكبر منه بكثير.
ريك: نعم، حسناً، الجميع في كازابلانكا يعانون من مشاكل. مشكلتك قد تحل. اعذريني.
ينهض ريك فجأة
انينا: (بلا نغمة)
شكراً، سيدي.
يغادر بسرعة، يترك انينا لوحدها على المائدة. تبقى جالسة، مهانة لدرجة لا تستطيع الحركة.
بينما كان ريك يراجع قائمة الحجوزات، تدخل الزا ولاسلو. في الخلفية نسمع سام يعزف، وبشكل ساخر، كان يجب ان تكوني انت.
يحيي ريك الزا ولاسلو.
ريك: مساء الخير.
لاسلو: مساء الخير. كما ترى نحن هنا مرة ثانية.
ريك: اعتبر هذا تحية كبيرة لسام.
(مخاطباً الزا)
اعتقد انه يعني لك باريسو، حسناً، اياماً اكثر سعادة.
ينظر لاسلو حوله.
الزا: (بهدوء) هوي فعل. هل بإمكاننا الحصول على مائدة بقربه؟
لاسلو: وابعد ما يمكن عن الماجور ستراسر.
ريك: حسناً، الجغرافيا قد تكون صعب ترتيبها.
يرفع ريك اصابعه لرئيس الخدم.
ريك: بول. المائدة ثلاثين!
رئيس الخدم: (مخاطباً الزا ولاسلو) نعم، سيدي من هنا، من فضلكم.
ريك: ( مخاطباً الزا ) سأطلب من سام ان يعزف “على مر الزمان”.
اعتقد ان هذه هي نغمتك المفضلة.
الزا: (مبتسمة) شكراً لك.
يذهب ريك نحو سام ويوشوشه. يتوقف سام عن ما يعزف.
ويبدأ “على مر الزمان”. يهز رأسه بينما يغادر ريك.
يتقدم نادل من مائدة الزا ولاسلو.
لاسلو: اثنان كونياك، من فضلك.
قطع إلى:
داخلي. قهوة ريك- غرفة القمار – ليلاً.
يجلس يان على طاولة الروليت. ما زال يملك ثلاثة فيش ويبدو مذهولاً.
وبينما يظهر ريك في الغرفة يتكلم مدير اللعبة مع يان.
مدير الغرفة: هل ترغب في إضافة رهان آخر، سيدي؟
يان: كلا، كلا، لا أعتقد.
يقف ريك خلف يان.
ريك (مخاطباً يان) هل جربت اثنين وعشرين الليلة؟ قلت اثنان وعشرون.
ينظر يان نحو ريك، ثم على الفيش الذي في يديه.
يتوقف، ثم يضع الفيش على الاثنين والعشرين.
يتبادل ريك مع مدير اللعبة. يفهم مدير اللعبة ما يريد ريك منه ان يفعل. يحرك الدولاب.
يتابع كارل المجريات، منبهراً.
يتوقف الدولاب عن الدوران.
مدير اللعبة: (بالفرنسية)
اثنان وعشرون، اسود، اثنان وعشرون.
فائز، رينولت، على مائدة، مجاوره، يلاحظ ما الذي يحدث مدير اللعبة يدفع بكومة من الفيش إلى رقم اثنين وعشرين ويمد يان يده نحوها.
ريك: (دون ان ينظر إلى يان) اتركها هناك.
يتردد يان، ثم يبعد يديه، يتابع كارل المراقبة.
يدور الدولاب. لا أحد يتكلم وهو يدور. يتوقف.
مدير اللعبة: اثنان وعشرون، اسود.
فائز آخر. يدفع مدير اللعبة بكومة الفيش باتجاه يان.
ريك: (مخاطبا يان) اصرفها ولا تعود إلى هنا.
ينهض يان ويذهب إلى الصراف.
احد الزبائن يشتكي لكارل.
الزبون: قل لي، هل انت متأكد ان هذا المكان أمين.
كارل: (بحماس) امين، كأمان النهار الطويل!
في هذه الأثناء، سار ريك نحو مدير اللعبة.
ريك: ماذا نفعل الليلة؟
مدير اللعبة: حسناً، ألفين اقل مما ظننت سيكون.
يبتسم ريك قليلاً ويذهب باتجاه الباب.
تركض انينا نحوه وتعانقه.
انينا: سيد ريك، انا ….
ريك…. انه مجرد رجل محظوظ.
كارل: (مطيباً خاطره) سيد ريك هل احضر لك فنجان قهوة؟
ريك: كلا، شكراً يا كارل.
كارل: سيد ريك!
بعد ان رأى رينولت ان يان فاز، نهض من مائدته ليتبع ريك. يان وانينا يوقفانه في الطريق.
يان: كابتن رينولت، هل لي ….
رينولت: … اوه، ليس هنا، من فضلك. تعال إلى مكتبي في الصباح. سنفعل كل شيء كما يقتضيه العمل.
يان: سنكون هناك في السادسه.
رينولت: سأكون هناك في العاشرة، انا سعيد من اجلكما. ومع ذلك، فمن الغريب ان تفوز.
ينظر إلى الأمام فيرى ريك.
رينولت: حسنا، ربما ليس الأمر غريباً جداً. سأراكم في الصباح.
انينا: شكراً جزيلاً يا كابتن رينولت.
قطع إلى:
داخلي، قهوة ريك – الغرفة الرئيسية – ليلاً
عند البار، يوشوش كارل في أذن ساشا. ساشا يقول “كلا”!
ويركض نحو ريك.
ساشا: سيدي، لقد قمت بشيء جميل.
يقبل ريك على وجنتيه.
ريك: ابتعد، ايها الروسي المجنون!
يسكب كارل براندي لريك.
متظاهراً انه لا يفعل هذا، ينظر ريك باتجاه الزا. يأتي رينولت نحوه.
رينولت: كما ظننت، فانت عاطفي من الدرجة الأولى.
ريك: نعم؟ ولماذا؟
رينولت: (معنفاً) لماذا تتدخل بقصصي الرومانسية الصغيرة
ريك: ضعها في حسابك كإشارة حب.
رينولت: (بروح طيبة) حسناً، اسامحك هذه المرة.
ولكن سأكون في ليلة الغد مع شقراء مذهلة ويسعدني جداً إذا ما خسرت. اوه، هوه.
يبتسم، مغادراً. يأتي لاسلو إلى ريك.
لاسلو: السيد بلاين، اتتساءل إذا ما كنت استطيع مخاطبتك؟
ريك: تفضل.
لاسلو: حسناً، اليس هنالك مكان آخر؟ إن الموضوع سري الذي سأكلمك به
ريك: مكتبي.
لاسلو: صحيح.
داخلي. قهوة ريك – مكتب – ليلاً
يجلس ريك ولاسلو ويناقشان صراع الذي يعانيه لاسلو.
لاسلو: يجب ان تعرف انه من الضروري خروجي من كزابلانكا. إنها فرصتي لأصبح أحد قادة حركة هائلة. انت تعرف ما الذي كنت أقوم به. تعلم ماذا يعني هذا للعمل، وللحياة الآلاف والآلاف من الناس ان اصبح حراً واصل إلى اميركا واتابع عملي.
ريك: انا غير مهتم بالسياسة. مشاكل العالم ليست من اختصاصي. انا مدير صالة.
لاسلو: اصدقائي في الحركة السرية يقولون لي أنه لديك سجلاً حافلاً. هربت بنادق للحبشة. حاربت ضد الفاشيين في اسبانيا.
ريك: ماذا يعني ذلك؟
لاسلو: اليس غريباً انك دائماً تحارب إلى جانب المستضعفين؟
ريك: نعم، وجدت تلك هواية مكلفة جداً. ولكن في ذلك الوقت لم اكن بتاتاً رجل اعمال.
ينهض ريك، كما يفعل لاسلو.
لاسلو: هل انت رجل اعمال لكي تقدر عرضاً بمائة الف فرنك؟
ريك: انا اقدره ولكنني لا اقبل به.
لاسلو: سأرفعه إلى مائتي الف.
ريك: يا صديقي بإمكانك ان تجعله مليون فرنك او ثلاثة، واجابتي ستبقى هي هي.
لاسلو: ربما هنالك سببا لعدم رغبتك في حصولي عليهم.
ريك: هنالك سبب. اقترح ان تسأل زوجتك.
لاسلو: عفوا ماذا تقول؟
ريك: قلت، اسأل زوجتك.
لاسلو: زوجتي؟
ينظر لاسلو إليه، مندهشاً.
ريك: نعم.
ريك ولاسلو يسمعان اصوات رجال يغنون في اسفل السلم.
قطع إلى:
داخلي. قهوة ريك- الغرفة الرئيسية – ليلاً
يمر لاسلو من امام المائدة التي تجلس عليها الزا ويذهب مباشرة نحو الأوركسترا.
تحدق ايفون التي تجلس على مائدة مع ضابطها الألماني إلى الاسفل حيث شرابها.
يتكلم لاسلو مع الأوركسترا.
لاسلو: اعزف المارسييز ! اعزفها!
يحدق افراد الأوركسترا نحو السلالم، نحو ريك، الذي يهز رأسه موافقاً.
يغني لاسلو وكورينا عندما يبدأ العزف. يقود ستراسر الألمان يغنون في محاولة لاغراق المنافسة.
يبدأ جمهور القهوة بغناء “المارسينيز”.
بعد برهة من الزمن، يستسلم ستراسر وضباطه ويجلسون. تستمر “المارسينييز” على أي حال.
تقفز ايفون وتغني والدموع في عينيها.
تنظر الزا وقد غلبتها العواطف باعتزاز إلى لاسلو، الذي يقف بعاطفة جياشة.
أخيراً تقف القهوة كلها، مغنية والوجوه تلمع.
تنتهي الاغنية بنغمة عالية منتصرة.
وجه ايفون منتشي. تقف مواجهة مكان تجمع الألمان.
تصرخ باعلى صوتها.
ايفون: تحيا فرنسا! تحيا الديمقراطية!
يصفق الجمهور ويحيي.
يغضب ستراسر غضباً شديدًا. يخطو بسرعة عبر الغرفة باتجاه رينولت الذي يقف عند البار.
ستراسر: ارأيت ما اعني؟ اذا كان وجود لاسلو في قهوة يمكن ان يلهم هذه المظاهرة التعيسة، ما الذي يمكن ان يجلبه وجوده في كزابلانكا؟ اقترح ان يغلق هذا المكان فوراً.
رينولت: (ببراءة)
ولكن الجميع يقضون وقتاً طيباً.
ستراسر: نعم وقتاً طيباً زيادة عن اللزوم. هذا المكان يجب ان يغلق.
رينولت: ليس لدي سبباً لاغلاقه.
ستراسر: (يعض بعصبيه) حاول ان تجد واحداً.
مجموعة من الضباط الفرنسيين يحيطون بلاسلو، يقدمون له شراباً.
يفكر رينولت برهة، ثم يصفر بصفارته بصوت حاد. تهدأ الغرفة وتستدير الأعين نحو رينولت.
رينولت: (بصوت عال)
على الجميع مغادرة هذا المكان فوراً!
هذه القهوة مغلقة لاشعار آخر.
اخلو الغرفة فوراً.
تمتمات غاضبة تبدأ بين الجموع. ينهض الناس ويبدأون بالمغادرة
يأتي ريك بسرعة نحو رينولت.
ريك: كيف يمكنك اقفالي؟ على أي أساس؟
رينولت: انا مندهش ان القمار مستمر هنا!
هذا الاظهار للعصبية يجعل ريك خاسراً. يخرج رئيس غرفة القمار من الغرفة ويصعد نحو رينولت. يسلمه كومة من الأوراق النقدية.
رئيس الغرفة: ما كسبته، يا سيدي.
رينولت: اوه، شكراً جزيلاً.
يستدير نحو الجماهير مرة ثانية.
رينولت: الجميع إلى الخارج فوراً!
وبينما تخلو القهوة، يتقدم ستراسر من الزا. طريقته قاطعه إلا انها مهذبه.
ستراسر: آنستي، بعد هذا الاضطراب فليس آمنا للاسلو أن يبقى في كزابلانكا.
الزا: هذا الصباح قلت انه لم يكن آمنا له ان يغادر كزابلانكا.
ستراسر: هذا ايضاً صحيح، ما عدا إذا ذهب إلى مكان واحد، ان يعود إلى فرنسا المحتله.
الزا: فرنسا المحتله؟
ستراسر: اوه، هه، تحت قيادة آمنه من قبلي.
الزا: (بشدّه) ما قيمة ذلك؟ يجب ان تتذكر ما قيمة الضمانات الألمانية التي اعطيت في الماضي.
ستراسر: هنالك احتمالين فقط له.
الزا: ما هما؟
ستراسر: من المحتمل ان السلطات الفرنسية ستجد سببا لتضعه في معسكر إعتقال هنا.
الزا: والأحتمال الثاني؟
ستراسر: يا آنستي العزيزه، ربما تكوني قد لاحظت ان في كزابلانكا الحياة الانسانية رخيصة، مساء الخير، يا آنسه.
تنظر إليه وقد فهمت ما يعني.
ينحني ويخرج بينما يقترب لاسلو من المائدة.
يبدآن في الخروج من القهوة.
الزا: ما الذي حصل مع ريك؟
لاسلو: سنناقش الموضوع فيما بعد.
داخلي. فندق هولواي – ليلاً
تسير الزا ولاسلو إلى غرفتهم.
داخلي. غرفة الفندق – ليلاً
يدير لاسلو مفتاح الضوء وهما يدخلان. وبينما تخلع الزا بعض المجوهرات يسير هو باتجاه النافذة. ويحدق في الخارج نحو الظلام في الاسفل وفي الشارع المقابل يقف رجل تحت القوس. يراقبه لاسلو ثم يغلق الستاره.
لاسلو: صديقنا المخلص ما زال هناك.
الزا: فيكتور، من فضلك، لا تذهب إلى الإجتماع السري الليلة.
لاسلو: (بثبات) يجب ان أفعل. بالإضافة إلى ذلك. ليس دائماً للرجل فرصة ليظهر بطولته امام زوجته.
يستدير نحو مائدة، يأخذ من عليها سيجارة من علبة ويضيء عوداً من الكبريت.
الزا: لا تمزج. بعد تهديد الماجور ستراسر الليلة، انا خائفة.
لاسلو: اقول لك الحقيقة، انا خائف ايضاً. هل ابقى هنا في غرفة الفندق مختبئاً، او ان اتابع بأحسن ما استطيع؟
يشعل السيجارة.
الزا: مهما قلت، فسوف تتابع. فكتور، لماذا لا تخبرني عن ريك؟ ماذا وجدت؟
لاسلو: من الواضح ان الرسائل لديه.
الزا: نعم؟
لاسلو: ولكنه لا ينوي بيعها. الانسان يظن إذا لم تقنعه العواطف فقد يفعل المال ذلك.
من الواضح الآن ان الزا غير مرتاحة.
الزا: هل اعطاك أي تبرير؟
لاسلو: اقترح ان اسألك.
الزا: تسألني؟
لاسلو: نعم. قال، “اسأل زوجتك” لا أدري لما قال هذا.
يطفئ لاسلو النور. تسير الزا نحو الكنبه وتجلس.
لاسلو: حسناً، سيعتقد صديقنا في الخارج اننا استرحنا الآن.
سأذهب خلال بضع دقائق.
يجلس على الكنبه بقربها. يسقط بينهما الصمت. ويصبح ضاغطاً. اخيراً …
لاسلو: الزا، انا ….
الزا: … نعم؟
لاسلو: عندما كنت في معسكر الاعتقال، هل كنت تشعرين بالوحده في باريس؟
ما زالت الزا لا تستطيع النظر إليه.
الزا: نعم، فكتور، كنت كذلك.
لاسلو: (متعاطفاً)
اعرف ماذا يعني ان تكوني وحيده.
(بهدوء شديد)
هل هنالك شيئاً تريدين البوح به لي؟
الزا (تتكلم بصوت منخفض)
كلا يا فكتورن ليس هنالك شيئاً.
لاسلو: احبك كثيراً، يا عزيزتي.
اخيراً تستدير الزا لتنظر إلى لاسلو.
الزا: نعم، نعم اعرف. فكتور مهما فعلت، هل ستقتنع انني، انني…
لاسلو: … لست مضطره لأن تقولينها.
سوف اقتنع، ليل هنيئ، يا عزيزتي.
ينحني ويقبل وجنتها.
الزا: ليل سعيد.
تراقبه وهو يغادر.
الزا: فيكتور!
تنهض وتتبعه نحو الباب. يفتحه. من شق الضوء الآتي من القاعة نرى وجه الزا، الآن مشدوداً ومضطرباً. تتردد لبرهة من الزمن، ثم ….
الزا: انتبه.
لاسلو: حتماً، سوف انتبه.
يقبلها على وجنتها ويغادر خارج الباب. تقف هنا لبضع ثواني، ثم تقطع لتنظر خارج الشباك.
الشكل الواقف عند القوس اختفى. ترى فيكتور يسير على الشارع ثم تغلق الشيش مرة ثانية. تحضر الزا عباءة من غرفة النوم، وتغادر الفندق.
قطع إلى:
داخلي- قهوة ريك – الغرفة الرئيسية – ليلاً.
يجلس ريك وكارل عند البار يراجعان الدفاتر. كارل منهمك في تخميناته. ينظر نحو ريك.
كارل: حسناً، انت في وضع جيد يا سيد ريك.
ريك: كم استطيع أن أتحمل البقاء مغلقاً؟
كارل: اوه، اسبوعين، وربما ثلاثة.
ريك: ربما قد لا يكون ضرورياً. رشوة معينة حققت ما اريد في الماضي. في هذا الوقت الجميع يكتفي براتبه.
كارل: اوه، شكراً لك سيد ريك. سيسعد ساشا عندما يسمع هذا، انك مدين له بالمال.
يضحك كارل
ريك: الآن ستنتهي من اقفال المكان، هل تفعل ذلك؟
كارل: سأفعل. ثم سأذهب إلى اجتماع الـ …
ريك: (مقاطعاً) … لا تقول لي إلى أين انت ذاهب.
كارل: لن افعل.
ريك: مساء سعيد.
كارل: مساء سعيد، سيد ريك.
يسير ريك فوق السلالم نحو شقته.
داخلي. قهوة ريك – الشقة – ليلاً
يفتح ريك الباب ويدخل إلى الغرفة المظلمة. الضوء المنبعث من القاعة يظهر شكلاً بالقرب من النافذة. يضيء لمبه صغيره الزا تواجهه، وجهها ابيض ولكن مصمم. يتوقف ريك برهة مندهشاً.
ريك: كيف دخلت؟
الزا: السلم من الشارع.
تقترب الزا منه لتقابله.
ريك: قلت لك هذا الصباح انك ستأتين، ولكن حدث هذا قبل موعده. حسناً، الا تجلسين؟
الزا: ريتشارد، كان لابد من أن أراك.
ريك: انت تستخدمين “ريتشارد” ثانية؟ عدنا إلى باريس.
الزا: من فضلك.
ريك: زيارتك الغير متوقعة لا ترتبط بأي شكل من الأشكال برسائل التأشيرات؟ يبدو انني طالما انا املك هذه الرسائل فلن اكون وحيداً.
الزا: تستطيع ان تطلب السعر الذي تريده ولكن يجب ان تعطيني هذه الرسائل.
ريك: مررت عبر هذا كله مع زوجك. انها ليست صفقة.
الزا: اعرف ماهية شعورك نحوي، ولكنني اطلب منك ان تضع مشاعرك جانباً لشيء اكثر اهمية.
ريك: هل علي ان اسمع مرة ثانية كم هو رجل عظيم زوجك؟
وكم هو شيء مهم ما يقاتل من اجله؟
الزا: كان قضيتك، ايضاً. بطريقتك كنت تناضل من اجل نفس الشيء.
ريك: لم اعد اقاتل من اجل اي شيء بعد الآن، سوى لنفسي. انا هو القضية الوحيدة التي تهمني.
يسير نحو الشباك وتتبعه الزا.
الزا: ريتشارد، ريتشارد لقد احببنا بعضنا يوما ما. اذا ما كانت تلك الأيام قد عنت اي شيء لك…
ريك: (مقاطعاً، بقسوة)،
لم اكن لأذكر باريس لو كنت مكانك. انها فن بيع رخيص.
الزا: من فضلك. ارجوك اسمعنى. لو كنت تعرف ما الذي حدث، لو كنت تعرف الحقيقة..
ريك: (مقاطعاً).
… لا أصدقك مهما قلت لي تقولين اي شيء الآن لتحصلين على ما تريدين.
يسير ريك نحو مائدة يفتح علبة سجائر يجدها فارغة.
الزا: تريد ان تشعر بحسرة على نفسك، اليس كذلك؟
بوجود كل هذه الأمور في حالة خطرة، كل ما تفكر به مشاعرك. أمرأة جرحتك، فتنتقم من العالم برمته. انت، انت جبان وضعيف.
هنالك دموع في عينيها.
الزا: كلا. اوه، يا ريتشارد، انا آسفه، انا آسفه، ولكن، هل تعلم، انت املنا الأخير. إذا لم تساعدنا فيكتور لاسلو سيموت في كزابلانكا.
ريك: والآن اذا ما انت …..
يتوقف مباشرة عندما يرى الزا تحمل مسدساً صغير في يدها. موجه مباشرة نحوه.
الزا…. حسناً. حاولت المناقشة معك. حاولت كل شيء. والآن اريد هذه الرسائل. احضرهم لي.
ريك: لست مضطراً لذلك. انا املكهم هنا تماماً.
الزا: ضعهم على المائدة.
ريك: (يهز رأسه) كلا.
الزا: للمرة الأخيرة، ضعهم على المائدة.
ريك: اذا كان لاسلو والقضية يعنون الشيء الكثير لك فلن يقف اي شيء في وجهك. حسناً سأجعل الموضوع اسهل لك.
يتقدم نحوها عن قرب.
ريك: تفضلي واطلقي النار. فتكوني قد اديت خدمة لي.
تسقط يدها، وهناك دموع في عينيها مرة ثانية. تستدير وتسير بعيداً عنه.
الزا: ريتشارد، حاولت ان اكون بعيدة. ظننت انني لن اراك مرة ثانية. وانك خرجت من حياتي نهائياً.
الزا: يوم ان غادرت، لو تعرف كم مررت بأحداث! لو كنت تعرف كم كنت احبك، وكم ما زلت احبك!
يقبلها ريك بشغف. ضاعت في عناقه.
احلال إلى:
داخلي – قهوة ريك – شقة – بعد وقت
يتابع ريك من نافذته ضوء الفنار الدائر في المطار.
تجلس الزا على الكنبه وعلى مائدة امامها زجاجة من الشامبانيا مع كأسين نصف مملوئين.
يسير ريك باتجاهها.
ريك: وبعد ذلك؟
الزا: لم يمر وقت طويل بعد زواجنا رجع بعده فيكتور إلى تشيكوسلوفاكيا كانوا بحاجة إليه في براغ، ولكن هناك كان الجستابو ينتظره.
مجرد سطرين عنوان في صحيفة: “فيكتور لاسلو القي القبض عليه. وارسل إلى معسكر الاعتقال. كنت مضطربة. حاولت لبضعة شهور ان أتلقى منه كلمة. ثم جاءت. لقد مات، اطلق عليه الرصاص وهو يحاول الهرب. كنت وحيدة. لم يكن لدي شيء ولا حتى الأمل. ثم قابلتك.
ريك: لماذا لم تكوني صادقة معي؟
لماذا ابقيت موضوع زواجك سراً؟
يجلس ريك مع الزا.
الزا: اوه، لم يكن سري، يا ريتشارد
فيكتور اراده هكذا. حتى ولا اقرب اصدقاءنا كانوا يعلمون عن الزواج. كانت هذه طريقته في حمايتي. كنت اعرف الكثير عن عمله، ولو عرف الجستابو انني زوجته سيكون خطراً علي وعلى الذين يعملون معي.
ريك: متى عرفت انه حي لأول مرة؟
الزا: مباشرة عندما قررنا ان نترك باريس معاً، جاء صديق وقال لي ان فيكتور كان حياً. كان مختبئاً في سيارة بضاعة في ضواحي باريس. كان مريضاً وكان بحاجة إلى. اردت ان اخبرك ولكني انا، انا لم اكن مهتمه. عرفت، عرفت انك كنت قد لا تترك باريس وأن الجستابو سوف يعتقلونك. ولذلك انا … حسناً، حسناً، تعرف البقية.
ريك: هه، ولكنها ما زالت قصة بلا نهاية. ماذا عن الآن؟
الزا: الآن؟ لا أدري، اعلم انني لن املك القوة الكافية لأتركك مرة ثانية.
ريك. ولاسلو؟
الزا: اوه، سوف تساعده الآن، يا ريتشارد، اليس كذلك؟
ستحاول اخراجه؟ عندئذ سيستعيد عمله، كل ما كان يعيش لأجله.
ريك: كل شيء ما عدا واحداً. لن يحصل عليك.
تضع الزا رأسها على كتف ريك.
الزا: لم اعد استطيع مغالبتها اكثر من ذلك. لن استطيع أن أفعلها ثانية. اوه، لم اعد اعرف ما هو الصح مرة أخرى. عليك ان تفكر لكلانا، لجميعنا.
ريك: حسناً، سأفعل. هنا سأنظر إليك يا حبيبتي.
الزا: كنت اتمنى ان لا أحبك بهذا القدر.
تحتضن ريك اكثر.
قطع إلى:
خارجي. قهوة ريك – ليلاً.
يشق لاسلو وكارل طريقهما عبر الظلام باتجاه مدخل جانبي لقهوة ريك. يركضان داخل المدخل.
اضواء سيارة بوليس مسرعة تنطلق باتجاههم.
يقفان ملتصقان بالحائط حتى لا يراهما أحد. الأضواء تتحرك متجاوزة إياهم.
كارل: اعتقد اننا فقدنا اثرهم.
لاسلو: نعم. اعتقد انهم اعتقلوا بعضاً من الآخرين.
كارل: تعالى إلى الداخل. تعالى.
قطع إلى:
داخلي-قهوة ريك – القاعة الرئيسية – ليلاً
يدخل لاسلو وكارل ويقطعان نحو البار، وقد انقطعت انفاسهما من تعبهم.
كارل: تعال إلى الداخل. سأساعدك. ادخل إلى هنا.
لاسلو: شكراً.
يدخل كارل خلف البار.
كارل: سأعطيك بعض الماء
قطع إلى:
داخلي/خارجي. قهوة ريك – شقة – ليلاً.
يسمع ريك والزا اصواتاً من الاسفل. يقطع ريك نحو الباب. يفتحه فقط بالقدر الذي يسمح له برؤية الأسفل. ويطفئ النور.
تقف الزا مباشرة خلفه. تتحرك وكأنها ستخرج إلى الشرفة ولكن ريك يدفعها إلى الخلف تختفي خلف الباب.
يسير ريك نحو الشرفة على مهله.
داخلي. قهوة ريك – الشرفة / الغرفة الرئيسية – ليلاً.
يرى ريك كارل يعاين لاسلو الذي يبدو وكأنه جريحاً.
ريك: كارل، ما الذي حدث؟
كارل ولاسلو ينظران كليهما إلى اعلى.
كارل: (متحمساً)
اوقف البوليس اجتماعنا.
سيد ريك! هربنا بآخر دقيقه.
ريك: تعالى إلى هنا لحظة.
ينظر كارل إلى أعلى، باحثاً، ثم يبدأ بالتوجه من جديد نحو السلالم.
كارل: نعم، أنا آت.
ريك: اريدك ان تطفئ النور في المدخل الخلفي. قد يلفت نظر البوليس.
كارل: ولكن ساشا دائما يطفئ ذلك النور..
ريك: .. الليلة نسي.
كارل: نعم، انا جئت. وسأفعل ذلك.
يصعد كارل على السلالم.
قطع إلى:
داخلي. قهوة ريك – شقة – ليلاً.
يدخل كارل شقة ريك ويرى الزا. ينظر إلى ريك ويقول لاشيء.
ريك: (بصوت منخفض) اريدك ان تأخذ الآنسة لوند إلى المنزل.
كارل: نعم، سيدي.
داخلي. قهوة ريك- الغرفة الرئيسية – ليلاً
يأتي ريك إلى اسفل السلم. يلف لاسلو واحدة من مناشف البار الصغيرة حول معصمه الجريح. ينظر ريك متسائلاً حول اليد الجريحه.
لاسلو: انها لا شيء. مجرد جرح بسيط. كان علينا ان نمر عبر شباك.
يسير ريك نحو البار، يتناول زجاجة، ويسكب كأساً.
ريك: حسناً، قد يكون هذا في متناول اليد.
لاسلو: شكراً.
ريك: حصلت على واحدة قريبة، آه؟
لاسلو: نعم، تقريباً.
يأخذ لاسلو كأساً.
ريك: الا تتسائل احياناً إذا كان الأمر يساوي كل هذا؟ اعني الذي تقاتل من اجله؟
لاسلو: ممكن ان نتساءل احياناً لما نتنفس. إذا توقفنا عن النفس، سوف نموت، وإذا توقفنا عن قتال اعداءنا، فالعالم سيموت.
ريك: ماذا عنه؟ عندئذ سوف يكون بعيداً عن بؤسه.
يفتش ريك في سترته بحثاً عن علبة السجائر، يفتحها، ويخرج منها سيجارة.
لاسلو: هل تعرف كيف يبدو كلامك، سيد بلاين؟ مثل رجل يحاول ان يقنع نفسه بشيء لا يؤمن فيه بقلبه. كل واحد منا له قدره، من اجل الخير او الشر.
ريك: نعم، ادركت النقطة.
يشعل ريك سيجارته.
لاسلو: ترى هل تفعل ذلك. اتساءل إذا ما كنت تعرف انك تحاول الهرب من نفسك وانك لا يمكن ان تنجح.
ريك: يبدو انك تعرف كل شيء عن قدري.
لاسلو: اعرف الشيء الكثير عنك اكثر مما تظن. اعرف على سبيل المثال، انك تحب امرأة. ومن الغريب ربما اننا نحن الاثنان نحب نفس المرأة.
اول مساء قدمت فيه إلى هنا إلى هذه القهوة، عرفت ان هنالك شيئا بينك وبين الزا. حيث لا احد يلام، انا، انا لا اطلب تفسيراً اطلب فقط شيئاً واحداً. أن تعطينا رسائل التأشيرة الخارجية. حسناً ولكنني اريد ان تكون زوجتي في أمان. اطلب منك خدمة ان تستخدم الرسائل لابعادها عن كزابلانكا.
ريك: هل تحبها إلى هذا الحد؟
لاسلو: من الواضح إنك تقيمني بذهنك كقائد لقضية. حسناً انا ايضاً انساناً.
ينظر بعيداً لبرهة من الزمن.
لاسلو: نعم، احبها إلى هذا الحد.
فجأة تسمع ضوضاء على باب المقهى يتبعها دخول عنيف لبضع عساكر جندرمه. يدخل ضابط فرنسي إلى الداخل وينادي لاسلو.
الضابط الفرنسي: سيد لاسلو؟
لاسلو: نعم؟
الضابط الفرنسي: ستأتي معنا. معنا امراً بالقاء القبض عليك.
لاسلو: بأية تهمه؟
الضابط الفرنسي: الكابتن رينولت سيناقش معك الأمر فيما بعد.
ريك: يبدو ان القدر ادخل يده.
ينظر لاسلو لبرهة من الزمن نحو ريك، ثم بصمت محترم يتوجه نحو الضابط: يسيران معاً نحو الباب. تتبعهما عينا ريك. ولكن تعبيره لا يظهر مشاعره.
داخلي. مكتب رينولت – صباحاً
يجلس رينولت على مكتبه ويدخن بينما يلعب ريك بعصبيه في قبعته. يتقاطعان بدخول حاجب. يسلم رينولت بعض النماذج للحاجب، الذي يخرج، وتستمر المحاوره.
ريك: ولكنك لا تملك اي اثبات واقعي، وانت تعرف هذا.
هذه ليست المانيا او فرنسا المحتله. كل ما تستطيع فعله هو ان تفرض عليه ان يدفع بضع آلاف الفرنكات وتعطيه ثلاثين يوماً. ويمكنك ان تتركه يذهب الآن.
رينولت: ريكي، ان انصحك ان لا تكون شديد الاهتمام، بما يحصل للاسلو. إذا لأي سبب تريد ان تساعده على الهروب…
ريك: … لماذا تفكر انني سأمد رقبتي للاسلو؟
رينولت: لأنه اولاً انت رهنت بعشرة آلاف فرنك انه سيهرب. ثانياً انت تملك رسائل التأشيرات، الآن لا تهتم بإنكار وجودها. و، حسناً، قد تفعل ذلك لانك لا تحب نظرات ستراسر. وفي الحقيقة انا لا أحبه أيضاً.
ريك: حسناً، كل هذه اسباباً ممتازه.
رينولت: لا تعتمد كثيراً على صداقتي، يا ريكي. في هذا الموضوع انا ضعيف. بالإضافة إلى ذلك فقد اخسر عشرة آلاف فرنك.
ريك: انت لست قوياً ولكنك مؤثراً. انا، انا ادركت النقطة انوي ان استخدمها بنفسي. انا سأغادر كزابلانكا على طائرة الليلة، آخر طائرة.
رينولت: هه؟
ريك: وسآخذ صديق معي واحد ستقدره.
رينولت: اي صديق.
ريك: الزا لوند. (يتوقف).
وهذا من المفروض ان يريح عقلك من فكرة مساعدة لاسلو على الهروب. آخر رجل اريد ان أراه في اميريكا.
رينولت: لم تأتي إى هنا لتقول لي هذا. لديك رسائل تاشيرات الترانزيت. باستطاعتك ان تملأ اسمك واسمها وتغادر في أي وقت تشاء. لماذا انت مهتم بما سيجري للاسلو؟
يخرج رينولت من كرسيه ويقف امام مكتبه.
ريك: انا لست كذلك. ولكنني مهتم بما سيحدث لالزا وانا.
لدينا سبب شرعي للمغادرة، وهذا صحيح. ولكن كثير من الناس بقوا في كزابلانكا بالرغم من حقوقهم القانونية.
يشعل رينولت سيجارة طازجة من علبة في مكتبه.
رينولت: ما الذي جعلك تظن اننا نريد الامساك بك.
يشعل رينولت سيجارته من سيجارته القديمة.
ريك: الزا هي زوجة لاسلو، ربما تعرف اشياء يريد ان يعرفها ستراسر. لويز، سأعقد صفقة معك. بدلاً من هذا الاتهام التافه الذي لديك ضده، بإمكانك ان تحضر شيئاً كبيراً حقاً، شيء سيضعه في معسكر اعتقال السنوات، وهذا سيكون ريشه في قبعتك، اليس كذلك؟
رينولت: من المؤكد أن يفعل. المانيا.. فيشي سيكونان ممنونتان جداً.
ريك: اذا، اطلق سراحه، وستكون في مكاني نصف ساعة قبل إقلاع الطائرة
يجلس رينولت ثانية في كرسيه.
ريك: سأرتب لقدوم لاسلو إلى هناك ليأخذ رسائل التأشيرات وهذا سيعطيك الأرضية الاجرامية التي ستبني عليها اعتقالك.
ستحضره، ونحن نذهب بعيداً. بالنسبة للألمان فهذا الأخير سيكون إزعاج ثانوي.
رينولت (مذهولاً)
ما زال هنالك شيء حول هذا العمل الذي لا أفهمه جيداً الآنسة لوند، انها جميلة جداً، نعم، ولكنك لم تكن مهتماً بتاتاً بأية امرأة.
ريك: حسناً، وهي ليست اية امرأة.
يحدق ريك بالأرض، ثم ينظر راجعاً إلى اعلى إلى رينولت.
رينولت: فهمت. وكيف سأعرف انك ستبقى نهايتك من الاتفاق؟
ريك: سأعمل الترتيبات الآن مباشرة مع لاسلو بقلم الزائرين.
رينولت: ريكي، سوف افتقدك. بوضوح أنت الانسان الوحيد في كزابلانكا الذي يملك وازعاً اقل مني.
ريك: اوه، شكراً.
رينولت: توجه إلى الأمام، يا ريكي.
يضغط رينولت زراراً على مكتبه فيرسل صوتاً. يفتح باب مكتب رينولت. ينهض ريك لينصرف.
ريك: وعلى فكرة استدعي كلاب الحراسة بعيداً عندما تتركه يذهب. لا أريدهم حولنا بعد الظهر هذا. انا لا اريد ان اتعرض لأي صدف حتى ولا معك انت.
قطع إلى:
داخلي – الببغاء الازرق – نهاراً
يحضر نادل الشاي لريك. وفيراري، اللذان يجلسان على مائدة في ركن خارج الغرفة الرئيسية.
فيراري: هل تكتب الاوراق ام أن تصافح ايدينا يكفي؟
ريك: حتماً هو غير كافٍ، ولكن بما انني مستعجل، فيجب ان يكون كافياً.
يسكب فيراري قدحاً لريك، الذي يأخذ رشفة.
فيراري: آه، ان تخرج من كزابلانكا وتذهب إلى اميركا! فأنت رجل محظوظ.
ريك: اوه، على فكرة، اتفاقيتي مع سام انه يأخذ خمس وعشرون بالمائة من الأرباح. وهذا يستمر.
فيراري: همم. انا اعرف أنه يأخذ عشرة بالمائة ولكنه يستحق الخمس والعشرون.
ريك: وعبدول وكارل وساشا، سيبقون مع المكان، وإلا فلن ابيع.
فيراري: حتما سيبقون. قهوة ريك لن تكون كذلك بدونهم.
ريك: حسناً، إلى اللقاء.
ينهض ريك يتبعه فيراري. يهزان الأيدي ليختما الصفقة.
يسير نحو الباب، ثم يتوقف ويستدير.
ريك: لا تنسى انت مدين لريك بمائة صندوق من السجائر الأميركية.
فيراري: سأتذكر ان ادفعها… لنفسي.
يغادر ريك يلتقط فيراري قتالة ذباب من على المائدة ويضرب بها ذبابه.
خارجي. قهوة ريك – ليلاً
سيارة تقف بسرعة خارج المقهى. وعلى الباب لوحة كبيرة تقول:
مغلق
بأمر من قائد البوليس.
قطع إلى:
داخلي. قهوة ريك – الغرفة الرئيسية – ليلاً
يجلس ريك على مائدة في الداخل ويقرأ رسائل التأشيرات.
يسمع ضربة على الباب فيضعها في جيبه. يفتح الباب فيدخل رينولت.
ريك: تأخرت.
رينولت: لقد بلغت مباشرة بينما لاسلو كان على وشك مغادرة الفندق، فعرفت انني سأكون على الوقت.
ريك: اعتقد انني طلبت منك ان تربط كلاب الحراسة.
رينولت: اوه، لن يتبعه احد هنا.
ينظر رينولت حول القهوة الفارغة.
رينولت: هل تعلم، هذا المكان لن يكون كما هو بدونك، يا ريكي
ريك: نعم، اعرف ما تعني، ولكنني سبق وتكلمت مع فيراري. سوف تبقى تفوز بالروليت.
رينولت: هل كل شيء جاهز؟
يشير ريك إلى جيبة صدره.
ريك: معي الرسائل هنا.
رينولت: قل لي عندما فتشنا المكان، اين كانوا؟
ريك: بيانو سام.
رينولت: من حظي انني لست من هواة الموسيقى.
يسمعون اصوات الدواليب اثناء الاقلاع.
ريك: اوه، ها هما. من الأفضل ان تنتظر في مكتبي.
يصعد رينولت إلى اعلى السلالم نحو مكتب ريك.
قطع إلى:
خارجي. قهوة ريك – ليلاً.
يحاسب لاسلو سائق التاكسي. تسير الزا بسرعة نحو المدخل.
لاسلو (مخاطباً السائق) هنا.
قطع إلى:
داخلي . قهوة ريك – الغرفة الرئيسية – ليلاً
يفتح ريك الباب. تركض الزا نحو الداخل. تظهر الشدة التي تعانيها الضغط الذي تتحمله يلتقطها ريك بذراعيه ويشدها إليه.
الزا: ريتشارد، فيكتور يعتقد انني مغادرة معه. الم تقول له؟
ريك: كلا، ليس بعد.
الزا: ولكن لا بأس في ذلك، اليس كذلك؟ استطعت ان ترتب كل شيء؟
ريك: كل شيء حسن تقريباً.
الزا: اوه، ريك!
تنظر اليه بنظرة غير واضحة متساءله.
ريك: سنقول له في المطار. الوقت القليل للتفكير. الأسهل لنا جميعاً. من فضلك ثقي بي.
تتوقف الزا وتنظر نحو ريك، غير متأكده لبرهة من الزمن.
الزا: نعم، سأفعل.
يدخل لاسلو ويغلق الباب خلفه.
لاسلو: سيد بلاين، لا أعرف كيف اشكرك.
ريك: اوه، وفر عليك هذا. ما دام امامنا الكثير لنفعله.
يسيرو جميعاً باتجاه البار. يضع لاسلو قبعته على مائدة مجاوره.
قطع إلى:
داخلي. قهوة ريك – مكتب – ليلاً
يفتح رينولت باب المكتب وينظر إلى المجريات.
قطع إلى:
داخلي. قهوة ريك – الغرفة الرئيسية – ليلاً
لاسلو: احضرت المال، سيد بلاين.
ريك: احتفظ به ستحتاجه في اميركا.
لاسلو: ولكننا اجرينا اتفاقية.
ريك: (ينهي المناقشة باختصار) اوه، لا تفكر بهذا. لن تجد أية متاعب في لشبونه، اليس كذلك؟
لاسلو: كلا. كل شيء مرتب.
ريك: حسناً. انا احمل الرسائل هنا، جميعها خالية من الكتابة. يأخذ الرسائل.
ريك: كل ما عليك ان تفعله ان نملأ الإمضاء.
يسلمهم للاسلو، الذي يأخذهم شاكراً.
رينولت: فيكتور لاسلو!
الثلاثة يسمعون خطوات ويستديرون لبرو رينولت يسير باتجاههم من كعب السلالم.
رينولت: فكتور لاسلو، انت مقبوض عليك….
(وبينما يسير نحوهم) بتهمة قتل السعاة الذين سرقت منهم هذه الرسائل.
تعتقل الزا ولاسلو بدون أن يأخذا بالهما يستديران نحو ريك مذهولان. الرعب في عيني الزا.
يأخذ رينولت الرسائل.
رينولت: اوه، انتما مندهشان من صديقي ريكي.
من الواضح ان الموقف يسعد رينولت. يبتسم وهو يستدير نحو ريك.
رينولت: التفسير بسيط جداً.
الحب، يبدو انتصر على الفضيلة شكراً ….
فجأة تذوي الابتسامة. بين ريك هنالك مسدس، يرفعه على رينولت.
ريك: .. ليس بهذه السرعة، لوييس. لن يعتقل احد. ليس لبرهة قادمة.
رينولت: هل تخليت عن احساسك؟
ريك: نعم فعلت. اجلس هناك.
رينولت: ضع هذا المسدس جانباً.
يسير رينولت بعد ذلك نحو ريك. يمد ريك ذراعه ليمنعه.
ريك: لويس، لا أرغب في ان اطلق النار عليك ولكنني سأفعل، اذا خطوت خطوة واحدة زيادة.
يتوقف رينولت برهة من الزمن، ويدرس ريك.
رينولت: تحت هذه الظروف سأجلس.
يسير نحو مائدة ويجلس.
ريك: (بقسوة) ضع يداك على المائدة.
يتناول علبة سجائر.
رينولت: اعتقد انك تعرف ما تفعل، ولكن اتساءل إذا ما ادركت ماذا يعني هذا؟
ريك: انا اعرف. لدينا الكثير من الوقت لنناقش ذلك فيما بعد.
رينولت: ابعد كلامك الحراس قلت.
ريك: لا بأس، اتصل انت بالمطار ودعني اسمعك تقول لهم. وتؤكد، هذا المسدس موجه إلى قلبك مباشرة
رينولت: هذه اكثر نقطة ضعيفه عندي.
وبينما يلتقط رينولت الهاتف ويطلب النمرة، يستعيد ريك الرسائل.
رينولت: (في الهاتف) مرحباً، هل هذا المطار؟ هذا كابتن رينولت يتكلم. سيكون هنالك رسالتي تأشيرة إلى طائرة لشبونة. لن يكون هنالك اية مشكلة حولهم. حسناً.
قطع إلى:
داخلي. القنصلية الألمانية – ليلاً
ستراسر على الهاتف
ستراسر: مرحباً؟ مرحباً
يضع السماعه في مكانها ويضغط على زر في مكتبه. يدخل احد الضباط
ستراسر: (مخاطباً الضابط) سيارتي، بسرعة!
الضابط: (محيياً) تحت أمرك، سيدي الماجور.
يخرج الضابط ويعود ستراسر إلى الهاتف.
ستراسر: هذا الماجور ستراسر . لتأتي فرقة من البوليس وتقابلني عند المطار فوراً. فوراً! هل تسمع؟
يضع السماعة في مكانها ويمسك بقبعته، ويخرج بسرعة.
إحلال إلى:
خارجي. مطار – ليلاً
المطار برمته محاط بضباب كثيف. بالكاد نرى خطوط الطائرة المسافرة.
قطع إلى:
داخلي/ خارجي – حظيرة طائرات المطار – ليلاً
رجل محترم بالملابس الرسمية يستخدم الهاتف بالقرب من باب الحظيرة.
وعلى ارض المطار هنالك طائرة ركاب تجهّز للسفر.
الرجل الرسمي: مرحباً. مرحباً، برج الراديو؟ طائرة لشبونه ستنطلق خلال عشر دقائق. التحرك إلى الشرق. الرؤيا: واحد وواحد ونصف ميل. ضباب خفيف منخفض. عمق الضباب: تقريباً 500 السقف: غير محدود. شكراً.
يضع السماعة مكانها ويتحرك نحو سيارة خرجت تواً خارج الحظيرة.
يخرج رينولت بينما يقف الرجل الرسمي تحت الأمر. يتبعه ريك عن قرب، ويده اليمنى في جيبه معطفه الواقي من المطر، يغطي رينولت بمسدس.
يخرج لاسلو والزا من المقعد الخلفي للسيارة.
ريك: (مشيراً إلى الموظف الرسمي) لويس، هل لك ايها الرجل ان تذهب مع السيد لاسلو وتهتم بعفشه.
رينولت: (ينحني بسخرية) حتما يا ريك، اي شيء تقوله.
(مخاطباً الموظف) اوجد حاجيات السيد لاسلو وضعها في الطائرة.
الموظف: نعم، سيدي. من فضلك من هنا.
يصحب الموظف لاسلو بعيداً باتجاه الطائرة.
يأخذ ريك رسائل التأشيرة من جيبه ويسلمها إلى رينولت، الذي يستدير ويسير باتجاه الحظيرة.
ريك: إذا سمحت، املأ الأسماء. فهذا سيجعلها رسمية أكثر.
رينولت: انت تفكر بكل شيء. اليس كذلك؟
ريك: (بهدوء) والاسماء هي السيد والسيدة فيكتور لاسلو.
يتوقف رينولت ميتاً في مكانه ويستدير إلى الخلف. تنظر الزا ورينولت نحو ريك بدهشة.
الزا: ولكن لماذا اسمي يا ريتشارد؟
ريك: لأنك ستصعدين على هذه الطائرة.
الزا: (مرتبكة) انا لا أفهم. وماذا عنك؟
ريك: أنا باق، هنا معه حتى تقلع الطائرة بأمان.
فجأة لا تفهم الزا نوايا ريك.
الزا: كلا، يا ريتشارد، كلا. ماذا جرى لك؟ قلنا ليلة البارحة …
ريك: .. ليلة البارحة قلنا اشياء عديدة وقلت انني علي ان اقوم بالتفكير لكلانا. حسناً، فكرت بالكثير منه منذ ذلك الحين وكلها تؤدي إلى نفس الشيء… ستصعدين على تلك الطائرة مع فيكتور حيث مكانك.
الزا: (محتجة) ولكن ريتشارد، كلا، انا، انا …
ريك: .. عليك ان تستمعي إلى. هل لديك اية فكرة عما تتوقعينه إذا ما بقيت هنا؟ تسعة احتمالات من عشرة سنذهب نحن الأثنين إلى معسكر اعتقال. اليس ذلك صحيحاً يا لوبيس؟.
يمضي رينولت الأوراق.
رينولت: انا خائف، ان يصرّ الماجور ستراسر.
الزا: انت تقول هذا لتجعلني اغادر.
ريك: انا اقول هذا لأنه حقيقي.
في اعماقنا نعرف كلانا انك تخصي فكتور. انت جزء من عمله، الشيء الذي يدفعه على الاستمرار. إذا ما تركت هذه الطائرة الأرض وانت لست معه، سوف تندمين.
الزا: كلا.
ريك: ربما ليس اليوم، ربما ليس غداً، ولكن سريعاً، ولما بقي من حياتك.
الزا: ولكن ماذا عنّا؟
ريك: ستكون لنا دائما باريس. لم تكن لنا، لقد خسرناها. حتى جئت إلى كزابلانكا. أستعدناها الليلة الفائتة.
الزا: وانا قلت انني لن اتركك.
ريك: ولن تتركيني. ولكن انا لدي مهمة سأقوم بها، أيضاً الذي يجب ان اقوم به لن تستطيعي ان تكوني جزءاً منه.
الزا: انا لست جيده في ان اكون نبيله، ولكن لا يحتاج إلى الكثير من الجهد لنرى ان مشاكل ثلاثة اشخاص صغار، لا تصل إلى تلة من الفاصوليا، في هذا العالم المجنون. في يوم من الأيام ستفهم ذلك. الآن، الآن ….
تمتليء عينا الزا بالدموع. يضع ريك يده على ذقنها ويرفع وجهها ليواجه وجهه.
ريك: هائنذا انظر اليك، يا صبيه.
قطع إلى:
خارجي. طريق – ليلاً
يقوم الماجور ستراسر بسرعة جنونية نحو المطار. ويضرب زمور السيارة بغضب.
قطع إلى:
دخالي/خارجي – حظيرة المطار – ليلاً
يعود لاسلو. يسير ريك نحو الحظيرة ويسلمه رينولت الرسائل. يسير عائداً نحو لاسلو.
لاسلو: كل شيء على ما يرام؟
ريك: كل شيء ما عدا شيء واحد. هنالك شيء يجب ان تعرفه قبل ان تغادر.
لاسلو: (مدركا ما سيأتي) سيد بلاين، انا لا أطلب منك تفسير أي شيء.
ريك: سوف افعل ذلك على أي حال، لأن هذا سيكون له أهمية لديك فيما بعد. قلت أنك تعرف عن الزا وعني.
لاسلو: نعم.
ريك: ولكنك لم تعرف انها كانت عندي الليلة الماضية عندما كنت انت هناك. جاءت من اجل رسائل التأشيرات اليس هذا صحيحاً، يا الزا؟
الزا (مواجهة لاسلو) نعم.
ريك: (بقوة) حاولت كل شيء لتأخذهم، ولم ينجح شيئاً. قامت بما في وسعها لتقنعني بأنها لا زالت تحبني، ولكن هذا كان قد انتهى منذ زمن طويل. من اجلك حاولت التظاهر بأنه لم ينتهي، وتركتها تتظاهر.
لاسلو: فهمت
ريك: ها هي ذا.
يسلم ريك الرسائل إلى لاسلو.
لاسلو: شكراً. انا اقدر ذلك.
يمد لاسلو يده لريك الذي يحتويها بشده.
لاسلو: اهلا بعودتك إلى المعركة. هذه المرة اعرف ان جانبنا سينتصر.
وعلى أرض المطار يبدأ موتور الطائرة بالتحرك وتبدأ المحركات بالدوران يستدير الجميع ليرى الطائرة وهي على وشك الإقلاع.
تنظر إلزا نحو ريك ويعيد لها ريك النظرة بتعبير فارغ.
ثم يعود فيحدق بلاسلو كما تفعل الزا.
ثم يكسر لاسلو الصمت.
لاسلو: هل انت جاهزه يا إلزا؟
الزا: نعم انا جاهزه.
(ثم يخاطب ريك) مع السلامه يا ريك. ليباركك الله.
ريك: من الأفضل ان تسرع، والا فستفوتك الطائرة.
يراقب ريك الزا ولاسلو وهما يسيران بحرية نحو الطائرة.
رينولت: حسناً، كنت مصيباً. انت عاطفي.
ريك: قف مكانك. انا لا ادري عن ما تتكلم.
يضع ريك سيجارة في فمه.
رينولت: الذي فعلته الآن للاسلو وتلك القصة الخرافية التي ابتكرتها لترسل الزا بعيداً معه. اعرف القليل عن النساء، يا صديقي، ذهبت ولكنها كانت تعرف انك تكذب.
ريك: على أي حال، شكراً لمساعدتك لي في الخروج.
رينولت: اعتقد انك تعرف ان هذا لن يكون شيئاً شيقاً لنا نحن الاثنين وخاصة لك. على ان اعتقلك، طبعاً.
ريك: بمجرد ان تنطلق الطائرة، يا لوبيس.
لقد اقفل باب الطائرة من قبل حارس وستتحرك على مهلها فوق الحقل.
فجأة، سيارة مسرعة تتوقف خارج الحظيرة يخرج ستراسر من السيارة ويركض نحو رينولت.
ستراسر: ما معنى هذه المكالمة الهاتفية؟
رينولت: فيكتور لاسلو على متن هذه الطائرة.
يهز رينولت رأسه باتجاه الحقل. يستدير ستراسر ليرى الطائرة تتحرك باتجاه الممر.
ستراسر: لماذا تقف هنا؟ لماذا لا توقفه؟
رينولت: اسأل السيد ريك.
ينظر ستراسر قليلا نحو ريك، ثم يخطو نحو الهاتف تماماً عند باب الحظيرة.
ريك: أبعد عن هذا الهاتف.
يقف ستراسر مكانه، ينظر نحو ريك، ويرى انه مسلح.
ستراسر: (نظرة فولاذية)
انصحك الا تتدخل.
ريك: كنت انوي ان اصيب الكابتن رينولت، والآن انا جاهز لاطلاق النار عليه.
يراقب ستراسر الطائرة بحزن عيناه تتوجهان نحو الهاتف. يركض نحوه ويمسك بالسماعة يائساً.
ستراسر: مرحباً؟
ريك: ضع ذلك الهاتف ارضاً.
ستراسر: اعطني برج الراديو!
ريك: ضع الهاتف من يدك!
ستراسر، باحدى يديه السماعه ويسحب بالأخرى مسدس. ويطلق النار بسرعة على ريك. تخطئه الرصاصة.
يطلق ريك الآن النار على ستراسر، الذي يسقط أرضاً.
عند سماع صوت سيارة قادمة يستدير الرجلان. تسرع سيارة بوليس داخلة وتتوقف بالقرب من رينولت. يقفز منها اربعة عساكر.
عن بعد تنطلق الطائرة في مسارها.
يركض العساكر نحو رينولت. الأول يحييه بسرعة.
العسكري: يا سيدي!
رينولت: لقد اطلق النار علي الماجور ستراسر.
يتوقف رينولت وينظر نحو ريك. ريك يعيد نظره رينولت بعينان غير مقرّتان.
رينولت: حدد المشتبه بهم المعتادين.
العسكري: نعم. يا سيدي.
يأخذ العسكري جثة ستراسر وينطلق مبتعداً.
يسير رينولت داخل الحظيرة، يتناول زجاجة ماء فيشي، ويفتحها.
رينولت: حسناً، ريك، انت لست عاطفيا فقط ولكنك أصبحت مناضلاً.
ريك: ربما، ولكن يبدو ان هذا وقتاً جيداً لأبدأ.
رينولت: اعتقد ربما انك على حق.
وبينما يسكب الماء في كأس، يرى رينولت ورقة فيشي وبسرعة يسقط الزجاجة في صندوق الزبالة والذي يركله فيما بعد.
يسير ويقف بجانب ريك. يراقب كلاهما الطائرة وهي تنطلق. يتابعانها بنظرهم حتى تختفي في السحاب.
ريك ولويس يسيران ببطء في الحظيرة باتجاه الممر.
رينولت: قد تكون فكرة سديدة ان تختفي من كزابلانكا لفترة من الزمن… هنالك حامية فرنسية حرة في برازفيل استطيع ان ارتب لك مرورًا لهناك.
ريك: رسالة التأشيرة الخاصة بي؟ استطيع ان استعملها لرحلة. ولكن هذا لا يغير من امر الشرط الذي بيننا.
انت ما زلت مديون لي بعشرة آلاف فرنك.
رينولت: والعشرة آلاف فرنك ستدفع مصاريفنا.
ريك: مصاريفنا؟
رينولت: اوه هوه.
ريك: لويس، اعتقد ان هذه بداية لصداقة جميلة.
يسير الاثنان معاً نحو الليل.
اظلام تدريجي
النهاية
جانب رئيس تحرير مجلة نزوى
تحية طيبة
أرسل لكم نص سيناريو فيلم ” كزابلانكا” انتاج عام 1942
ارجو أن تبلغوني عن وصول النص فور وصوله
صور الفيلم المنتقاة موجودة على الجوجل
في الموقع الخاص بالصور المرتبطة بالفيلم
https://www.google.com.eg/search?q=%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85+%D9%83%D8%B2%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%83%D8%A7+1942&rlz=1C1NHXL_enEG686EG686&source=lnms&tbm=isch&sa=X&ved=0ahUKEwje0734soHfAhUDFiwKHbiqDFEQ_AUIDygC
أرجو تبليغ سلامي لأسرة التحرير الفاضلة
برجاء تأكيد الاستلام
ولكم جزيل الشكر
مها لطفي
1