يشكل احياء التراث العلمي التجريبي للعرب والمسلمين دورا هاما الأن وسط ظروف يمكن أن نقول بأنها من أخطر الظروف التي تتموجه كتحديات أمامنا. والقادمة من الطرف الأخر الذي يلغى أجناس العلم والمعرفة والاجتهاد في الخلق التي أنشأها وصاغها وطورها العرب والمسلمون خلال الحقب التاريخية الماضية.
ولأن المعرفة والعلم لا يعرفان الحدود والأز مان فقد ساهم العر ب والمسلمون بدور جلي في تلك المجالات الخلاقة وابدعوا وأعطوا جهدهم للانسانية في مختلف العلوم المعرفية ، وبعا أن للأزمان أحكامها، احكام قسرية فرضتها حالات كك الظروف بالالفاء وعدم الاعتراف بالآخرين والتقصير في حقهم بالعمل والانتاج ونسب اجتهاداتهم الى أطراف أخرى. واحكام ذاتية خاصة فرضتها عزلة الأزمنة وقلة التواصل والاتصال.
كما أن العلوم التجريبية عصرها والطبية خصوصا لدى العرب دائما أو في معظم الأحيان ؟ ينسبها أهلها العرب والمسلمون أو ينسبها الآخرون الى غير العرب وهنا تكمن الخطورة.
تجهيل من ذوي القربى ومباهاة الأخوين بأن العلوم منابعها حضار تهم القديمة وان العرب ليسوا الا ناقلين لها أو ناسبيها اليهم.
إذن عوامل كثيرة تضافرت من أجل الالفاء والاخفاء حتى التقليل من الجهود التي بذلتها أمة العرب والمسلمين في مسيرة الانسانية رغم انهم (العرب ) كانوا في يوم من الأيام سادة مجالاتهم المعرفية حينما كانت الحضارات القديمة تغط في سبات عميق وتشير حالاتها الى السقوط في كل المناحي.
هذه دورة الحياة حسب المفهوم «الخلدوني» وها نحن العرب اليوم نجتر
حضارتنا العريقة اجترارا دون أن نضيف القليل.. القليل اليها. رغم أن الكثير من المخطوطات والكتب لتلك العلوم والمعارف تعرض عبر الأز مان لحالات من التلف والحرق.. رغم هذا كله مازال احياء التراث العربي الاسلامي في جزء كبير منه غير معروف أوغير معرف به أو مجهول به.
فأبو محمد عبداثه بن محمد الأزدي العماني. ويعرف بابن الذهبي أحد هؤلاء الذين شملهم بغباره النسيان لولا ان الكتاب لا يضيع صاحبه مهما تكالبت الظروف ، فبكتابه في الطب التجريبي يخرج الذهبي من ذاكرة النسيان الى وهج الحياة تحقيق لكتاب الماء ففي سقدمته المحققة للكتاب يقول الباحث اللغوي العربي الدكتور هادي حسن حمودي بأن التراث العلمي العربي المصنف ضمن التراث التجريبي لم يحظ بسمعة حسنة لدى أبناء هذا الجيل لما غلب على الأذهان من أنه تراث معتمد على. الخرافات والاساطير، وانه لم يكن ينحو منحى العلوم وما تقتضيه من تجربة ومراس ومران ، الى عوامل أخرى تتعلق بالهدف التجاري الذي يتوخاه الناشر من وراء قيامه بنشر كتاب ما.
كما أن الشي ء اليسير الذي طبع من التراث العربي على أساس أنه من التراث التجريبي العلمي كان في أغلب نصوصه المنشورة بعيدا عن مدارك الناس ومعلوماتهم ، بل ن كثيرا منه أدرج وبكل سهولة ضمن أبواب الخرافات والاساطير.
ومنذ أن اطلعت عل كتب التراث العلمي العربي الأصيل أدركت مدى حاجة الأمة اليه.. أخذت على نفسي بالبحث عن التراث العماني الضائع الذي لم يحظ من المفهرسين والمحققين بما يستحقه من عناية ودراسة وتحقيق ونشر.
رد خلال البحث الدائب عن هذا التراث العماني تعرفت على عالم عماني فذ، وعبقري مجهول لم يذكر عنه القدماء إلا أربعة أسطر.. اسمه ورفاته وأهم أبواب العلوم التي برز فيها..
ثم يتوقف التاريخ ! أو كأنه قد توقف.. من غير أن يبذل احد جهده في التعرف عل آثار هذا الرجل والبحث عن تأليفه وآثاره.. وتلك مأساة أصابت الأمة في أعز موروثاتها الثقافية الرصينة..
فالكتاب الذي بين أيدينا خير شاهد على ما أقول.. بما فيه من نظريات علمية رصينة بإمكانها ـ اذا أحسنا التعامل معها ـ أن تقدم لنا نفعا جليلا في هذا السباق الحضاري المعاصر.
قلنا أن كتب الأقد مين لم تقدم لنا عن هذا العالم الجليل إلا سطورا أربعة.. اما تلك السطور الأربعة فهذا نصها:
*(هو أبو محمد عبدات بن محمد الأزدي.. ويعرف بابن الذهبي.. أحد المعنتين بصناعة الطب ومطالعة كتب الفلاسفة ، وكان كلفا بصناعة الكيمياء، مجتهدا في طلبها. وتوفي ببلنسية «من ديار الاند لس » في جمادي الآخرة سنة ست وخمسين وأربعمائة. ولاهن الذهبي من الكتب : مقالة في أن الماء لا يفذو)لا (عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ص 497 طبعة صيدا / لبنان 1965).
ثم انتهى الكلام !
فماذا نفهم من النص السابق ؟
لا شي ء تقريبا.. فما معنى أن له مقالة في أن الماء لا يغذو؟ وأين هي كك المقالة ؟ وما حجمها؟ وهادتها؟ وما علاقة هذه المقالة بكونه كلفا بصناعة الكيمياء؟ وما علاقتها بالطب الذي كان الأزدي أحد المعنتين به ؟ وما الصلة بينها وبين سطالعته لكتب الفلسفة على ما يقوله النص السابق ؟ ثم من أين جاء هذا الرجل الى بلنسية ؟ وهل انشقت عنه الأرض فجأة ؟ أم ألقته الريح هناك ؟
وما تفصيلات حياته ؟ وعلي من درس ؟ وهمن أخذ علومه ؟ وهل كان له تلامذة وهل ترك آثارا أخرى؟ وهل مارس الطب فعلا؟ وهل كتب فيه؟
فأثناء اشتغالي أستاذا في جامعة وهرأن في الجزائر ما بين عامي (1973-1984) أطلعت على مكتبة غنية بالمخطوطات القديمة والآثار النفيسة ، تعود للشيخ بن عاشور احمد بن عبدالقادر التيهرتي نزيل غر داية. والذي تكرم فأطلعني عل محتويات جملة صالحة من تلك الذخائر والنفائس.
في تلك المكتبة نسختان فريدتان من معجم طبي لم اكن أدرك مدى أهميته لولا اني تصفحته بنسختيه ، وأدركت اني أمام كنز حقيقي من العلوم الطبية والمعارف الفلسفية النادرة والأساليب التجريبية في العلاج.. كل ذلك عل شكل معجم مرتب على اساس حروف الألف باء (أ،ب ،ت ،.الخ ) وقد أثبتت جهودي اللاحقة ان هاتين النسختين هما النسختان الوحيدتان للكتاب في العالم كله.
الكتاب هو «كتاب الماء» ومؤلفه >أبو محمد عبدات بن محمد الأزدي».. فالكتاب ـ إذن ـ هو كتاب الماء.. وليس «مقالة في أن الماء لا يغذو. معجم في حوالي تسعمائة صفحة لا مقالة في بضع صفحات.. فهل تلك مقالة اخري؟ أم هي مقدمة الكتاب مستلة منه ومنسوخة على أنها مقالة في ان الماء لا يغذو؟ لست أدري.
كتاب الماء.. معجم طبي لغوي رتبه مؤلفه على حروف الألف بباء.. وجعل مواده خالصة للطب احيانا، وجامعة بين الطب واللغة أحيانا أخرى، وإن كان في أحيان قليلة تغلبه طبيعته اللغوية فيكتفي بذكر المعنى اللغوي للفظ حين لا يجد له معنى طبيا خاصا.
فالمؤلف معني بالطب ، لذا ينصرف الى ذكر الأمراض والعلاج واسماء الأدوية وتركيبها ضمن الجذر اللغوي الذي اشتقت منه أسماء كك الأدوا، والعلاجات والأدوية. كما كان معنيا جدا بذكر أسماء النباتات الطبية وخصائصها بضمن الجذر اللغوي الملائم لها، بحيث يسهل على الطبيب والصيدلاني والباحث واللغوي وعالم النبات والمتخصص في تشريح الحيوانات وفسلجتها من الحصول على المعلومة التي يبتغي بكل يسر وسهولة وذلك بالعودة الى الجذر اللغوي الذي هو أصل لما يبحث عنه ، فإنه يجده هناك بما قد ينفعا ويرشده الى تلك المعلومة التي أرادها.
فأما أن أبا محمد الأزدي هو أول من استخدم هذا المنهج في كتابة معجم "طبي" فذلك أمر لا شك فيه.. وبخاصة أننا لم نطلع – بعد ـ على كتاب وضعه ابن سينا باسم لسان العرب وذلك قبل كتاب الماء بسنوات قليلة. وبعا أن الكتاب منصرف الى الطب ،ربما أن مؤلفه " أحد المعنتين بصناعة الطب " فإن المؤلف وضع في الجذور اللغوية كل علومه المتعلقة بالطب وأنبأ عن علوم أخرى كالكيمياء والفلك والفلسفة والمنطق.. بأسلوب مشرق رصين يؤكد أن المؤلف ذو مكانة لغوية عالية ، تلوح فيها أحيانا تأثيرات مهنة الطب ومصطلحاتها، مع وضوح جهد المؤلف في صياغة مادة الكتاب باللغة العربية العالية.
إن دراسة متأنية لمادة كتاب الماء قد دلتنا على هذه الآثار التي قد تكون نافعة في تصور اكثر اكتمالا لحياة المؤلف فمنها نتبين :
* انه ولد في " صحار" من بلاد عمان.. ففي مادة «ص.ح.ر»
وبعد أن يذكر المعلومات الطبية المتعلقة بهذا اللفظ وما يشتق منه يصل الى ذكر "صحار" فيقول :
. (وصحار قصبة عمان ، مدينة طيبة الهواء كثيرة الخيرات ، وسميت بصحار بن ارم بن سام بن نوح ، عليه السلام :
بلاد بها شدت على تمائمي
وأول أرض مس جلدي ترابها)
فلم مين لدبنا سك في مولده وأصله.
*لا انه امتغل من غمدن الى العرافى.
* ثم انتقل الى بلاد فارس حيث شافه البيروني كما تفصح
عنه بعض نصوص هذا الكتاب. والبيروني أحد الذين شهروا بالصيدلة وعلم النبات.
* ويبدو أن الصيدلة والنباتات لم تجد لها هوى كبيرا في نفس
أبي محمد الأزدي لذلك شد الرحال الى ابن سينا، حيث لزمه وتكمذ على يديه..
ويكشف الكتاب أن الؤلف انتقل من بلاد فارس الى بيت المقدس، حيث تشير نصوص عديدة الىنبات وعلاجات يذكر المؤلف أنه راها مستقلة هناك.
* ثم انتقل منها الى مصر، والظاهر أنه لم يمكث فيها طويلا.
* ثم ينتقل الى المغرب فالأندلس.. حيث يستقر في بلنسية ، وفيها يلقي عصا التسيار. وينتقل الى رحاب رحمة ربه في سنة 466للهجرة.
من جديد كتاب الماء
يتضمن هذا الكتاب كثيرا من النظريات العلمية التي من شأنها أن تغير كثيرا من المفاهيم السائدة في الميدان الطبي، مس اه ما كان منها متعلقا بتاريخ الطب ، أو ما كان متعلقا بالمادة الطبية نفسها، وبالرغم من أن الكتاب كله شاهد على ما أقول ، إلا أني أسمح لنفسي.هنا بنقل شي ء من نظريته في " الابصار" مما جاء عنده في مادة «ب.ص.ر». فمن المعروف أن نظرية الابصار التي كانت شائعة عند اليونانيين ومن جاء بعدهم تذهب الى أن العين تطلق أشعة تقع على الأشياء فتتمكن العين من مشاهدتها.
وفي العصور الحديثة وصل علماء الغرب الى نظرية علمية في الابصار تذهب الى أن الأشياء هي التي تعكس الضوء فتدخل صورها الى العين ويقع الابصار بعد أن تصل تلك الصور الى الدماغ فيقوم بتفسيرها.
وشهر في ميادين العلوم أن ابن النفيس قد سبق العلماء الأوروبيين الى اكتشاف هذه النظرية التي قلبت كثيرا من مفاهيم تاريخ الطب وتطوره ولكن ابن النفيس توفي في سنة 686للهجرة ، ومعنى هذا أن بينه وبين أبي محمد عبداثه بن محمد الأزدي أكثر من قرنين من الزمن.. وهذا الأزدي يسجل كك النظرية في كتابه هذا فحق له أن ينصف اخيرا وأن تسجل كك النظرية باسمه لا باسم غيره.
قال كل مادة " بصر ":
(ومذهبنا في الابصار أنه يتم بأن يقع شبح المرئي على الحدقة ثم تنقله أمام القوة الباصرة فاذا ادركت هذه القوة ذلك الشبح كان سببا لشعور النفس با لمرئي فتدركه حينئذ.. وقد قيل ان النفس تدرك المحسوسات كلها بلا واسطة وانه ليس للبصر قوة باصرة ولا للشم قوة تدرك الرائحة ونحو ذلك بل المدرك لهذه الأشياء كلها هو النفس.. وأكثر الفلاسفة ينقضون هذا الرا ير ويقولون : ان ادراك النفس لهذه الأشياء إنما يكون بتوسط إدراك القوى المخصومة بها ثم ينتقل ذلك الإدراك ال النفس ، والحق أن الأمر كذلك )وبعد أن يتحدث عن ابرز أقوال من سبقه في هذا المجال يصل الى تحديد نظريته فيقول :
(فأما كيف يتأدى المبصر الى القوة الباصرة فمنهم من يعترف بالجهل بذلك ومنهم من يزعم أن هذا الشبح انفعال يعرض للجليدية وإذا عرض فإن العصب النوري يدرك هذا الانفعال ويؤديه الى الدماغ.
وأما الحق في هذا فهوان الشبح يقع على داخل المقلة ثم تنقله كل واحدة من المقلتين في العصب النوري امام القوة الباصرة وهناك يتخذ الشبحان شبحا واحدا بانطباق أحدهما على الآخر فتدركه القوة الباهمرة ثم تنقله الى داخل البطن المقدم من الدماغ فيبقى هناك محفوظا فكل وقت ~ملحظ النفس ذلك الشبح تتخيل ذلك المرئي).
فهو – هنا – يتجاوز نظرية الابصار الى قضية الذاكرة وكيف تختزن الصور..
ويشير اتحقق في خاتمة ت قديمه للكتاب الى الظروف التي بذلها لاخراج الكتاب بطريقة يسمح معها للدارسين والمستفيدين أن يحققوا الفائدة المرجوة منه.
كما أن الكتاب سيرى النور قريبا بفضل الجهود المتميزة التي تبذلها وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان لاصداره وتوزيعه بحيث يصبح في متناول الجميع.
مقدمه المؤلف
عزمت على أن أكتب كتابا يجمع بين الطب والعربية ، ويضم الأمراض والعلل والأدوا،، وما يجب أن يتأتى لها من العلاجات والأدوية.. فأنشأت كتابي هذا على حروف اللغة مبتدئا بالهمزة فالبا، فالتا، ، حتى آخر الحروف وهو الياه. ورتبته على الثلاثي في جميع عادته ، تيسيرا للطلب ، وتسهيلا لمن رغب. وسميته "كتاب الماء" باسم أول أبوابه ، على نحو ما رسمه أبو عبدالرحمن الخليل ، رحمه لله.
وجعلته مختصرا لا يمل ، ونافعا من حيث لا يخل لمن شاء أن يتعرف داء أو دواء. وقد ألزمني ذلك أن أذكر أسماء النبات والحيوان وأعضاء بدن الانسان ، مما يوجبه ذكر الداء أو الدواء.
وقد عولت في هذا الكتاب على ما اختبرته بنفسي وما افاضه على الشيوخ الأطباء الكبار، فأولهم استحقاقا للتنويه الشيخ العلامة ابن سينا، فله على كل كلمة هاهنا، عارفة وعلى كل علم نولنية طارقة. فمنه أخذت معظم أبواب صنعة الطب.
التعريف بالماء والعلم به
أعلم رحمك الله أن الماء كلمة هكذا على حيالها، ذكروا أن فمزتها منقلبة عن ماء، لأن تصغيرها مريه وجمعها أمواه ومياه.
ولا نعلم شيئا يخلو من الماء، إلا ما يضاد جوهره وطبيعته ،أعني النار التي تؤثر في الماء تسخينا وتبخيرا، ويؤثر فيها إطفاء وإماتة.
والماء بارد باتفاق ولكن العلماء اختلفوا في أي درجة بر ودته ، فقيل في الأولى ، وقيل في آخرها إذا لم يخالطه شي ء يوجب له بردا زائدا أو حرا ويبسا الى غير ذلك.
وقيل ان رطوبته في الغاية ، وكذلك برده ، لكنه كالغذاء وإن لم يفز، فلا يفسد فساد الأطعمة والأغذية التي هو مفسد لها إن طال مكثه فيها.
وذكر حكماء اليونان أنه بارد في الرابعة فاعترض عليهم بالأفيون فإنه بارد في الرابعة ، ولذا فهو قاتل ببرده ، فكيف لا يقتل الماء؟ وكيف صار القليل من الأفيون يؤثر في البدن أثرا ظاهرا، والكثير من الماء لا يؤثر، بل ينتفع به ؟ وكيف يكون الأفيون أبرد من الماء، والماء أحد مفرداته ؟
فأقول :
الماء أحد الاسطقسات وكل واحد منها متجاوز في طبعه درجات الأدوية تجاوزا كبيرا. فالما، ليس في درجة واحدة من الدرجات الأربع ، فهو في برده ورطوبته خارج عنها جدا، وأكثر بردا ورطوبة من الأشياء المركبة.وإنما صار لا يقتل لأن برده ورطوبته بفعله. ومعلوم أن في بدن الانسان حرارة بالفعل ، ومعلوم كذلك أن الحار بالفعل يعدله البارد بالفعل فلهذا صار الماء لا يقتل. وأما البارد بالقوة فلا يلائم الحار بالفعل. فالماء إذا ورد البدن صار أحد الاسطقسات فأحياه.
وأما الأفيون فليس كذلك ، ولا برده بالفعل ،فهو معاند للحار الذي في أبداننا لا يمازجه فيبرده ويعدله ، بل يجمده ويطفيه لأنه يحبس الدم بأن يجري من الأزين الأيمن من أذني القلب الى الأزين الأيسر، ويمنع ما يسري في الشريان الى الأعضاء من الحرارة التي بها الحياة لأنه بطبعه يمنع ما يسيل الى العضو وما يسيل منه.
وأما الماء فإنه يلائم الحار الغريزي ويمازجه ويتحد به ، ويعين ما ينبعث من الأزين الأيمن الى الأزين الأيسر من أذني القلب.ولذلك فإذا شرب إنسان ماء باردا عن حاجة في وقت صائف اعتدل مزاج قلبه والتذ به.
وأما الأفيون فإن الانسان اذا شمه أو تناوله اسبته وكدر حاماته. والماء طاهر مطهر منق للأوساخ ظاهرا وباطنا، مطيب محسن للمنظر، وهو أول ما ينبغي التطيب به. ويروى أنه نمير قال يوما لاصحابه : لحف تقولون ليس الطيب إلا المسك ؟ ليس الطيب إلا الماء.
فإن الماء أطيب الطيب لأن أكثر الطيوب إنما تظهر رائحتها بالماء، وفي الماء ما ليس في الطيوب من التنقية والتطهر.
وأجود ما يكون النهر ان يطول مجراه ويمر على الحجارة تارة وعلى الحصى أخرى ثم على الرمل والطين الإبليز. واردا ما يكون ماؤه عند تناهي نقصه وفي ابتداء زيااته. وهو في الغالب لا يظهر فيه تغير يفسد طعمه أو ريحه ، في سني الخصب وغزارة الماء بخاصة.
وهو في أكثر الحالات لذيذ الشرب حلو الطعم صافي الجوهر شديد الترطيب يدر الطمث ويلين الطبيعة ويزيد في الباه.
والماء البارد نافع لمن به هيضة مفرطة ولمن شرب دواء مسهلا فأفرط معه ، ولمن به التهاب من شرب الشراب الصوف أو عطش مفرط صفراوي أو حمى محرقة أو ذوبان أو غثيان أو فواق أو نتن رائحة في الفم. ويلائم المعدة الحارة الصحيحة ويقويها ويمنع انصباب المواد اليها، ولذلك يعين على هضم الطعام وينعش الحرارة الفريزية ويدفع الفشي الحار والبارد،ويدر البول.
وجميع ما يفعله بالعرض لزيادة القوة وجمعه للسعدة. ويبريه من الحميات المحرقة وحينئذ يجب أن يشرب منه مقدار كثير حتى يطفيه حرارة الحمى دفعة وأما القليل منه فإنه لا يفي بإطفائها وربما كان مادة للزيادة.
والماء لا يغذو فطبيعته تخلو من طبيعة الأغذية المركبة التي تنحل مركباتها الى الكيموسات في الآلات الها ضمة. وإنما يستعمل لترقيق الغذاء وطبخه وكبينه لينفذ في المجاري الضيقة. وإني أنهي عن شرب الماء مع أكل الطعام إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك. وقد نهى غيرنا عن الجمع بين ماء البئر وماء النهر معا ولا أعرف له وجها.
واعلم أن أفضل المياه مياه الأنهار الجارية عل تربة نقية فيتخلص من الشوائب ، أو على حجارة فيكون أبعد عن قبول العفونة.
وتفضل مياه الأنهار الجارية الى الشرق والى الشمال أو المنحدرة الى أسفل مع بعد ا لمنبع وسرعة الجري، فإن كان مع هذا خفيف الوزن يخيل لشاربه انه حلو ولا يحتمل الشرب منه إلا قليلا فذلك هو البالغ.
وما ء العبر لا بخلو من غلظ ، وأردأ منه ماء البئر، وماء التر أكثر رداءة وضرة.
واعلم أنه ينبغي أن يستعمل الماء بعد شروع الغذاء في الهضم ، وأما عقبه فيفحج ،وفي خلاله أردأ وأدعى للمرض. على أن من الناس من ينتفع بذلك وهو الحار المعدة. ومن الناس من تكون شهرته للطعام ضعيفة فإذا شرب الماء قويت وذلك لتعديل حرارة المعدة.
وأما الشرب على الريق وعقيب الحركة ، وبخاصة بعد الجماع ، وعلى الفاكهة وبخاصة البطيخ ، فرديء جدا. فإن لم يكن بد فقليل يمتص امتصاصا. وكثيرا ما يكون العطش عن بلغم لزج أو ملح ، وكلما روعي بالشرب ازداد، فإن صبر عليه أنضجت الطبيعة الأ خلاط المعطشة وأذابتها فيسكن العطش من ذاته ، ولذلك فكثيرا ما يسكن العطش بالأشياء الحارة كالعسل.
وفي شرب الماء عند الانتباه ليلا تفصيل ، فإن المحرور الجاف المعدة ، ومن تعشى وأكل طعاما مالحا، فله أن يشرب عند انتباهه من نومه ، وأما رطبو المعد وأصحاب البلغم المالح. فلا يصح أن يفعلوا ذلك لأنه يدخل على أنفسهم منع الشفاء من وطوبات معدهم وتكاثر البلغم عليهم.
ومتى عطشت ليلا فاكشف عن رجلك وتناوم قليلا، فإن تزايد عطشك فهو من حرارة ، أو طعام يحتاج الى شرب الماء عليه ، فاشرب وإن نقص من عطشك شي ء، فامسك عن شرب الماء فإنه من بلغم مالح.
واعلم أن الماء عند الأطباء يعني البول ، وعلى النظر فيه يعول على معرفة الداء ووصف الدواء، وهو فن من فنون الصنعة لم نعرف من أجاده إجادة شيخنا العلامة ابن سينا. ومنفصل الكلام عليه في موضعه من كتابنا هذا، إن شاء آلله.
حرف الهمزة
ابب:
الأب : الكلأ، وهو المرعى، قال ، تعالى : 9وفاكهة وأبا 9: الفاكهة : ما أكله الناس ، والأب : ما أكلته الأنعام. (والأب : معروف ، وهو ثلاثي ناقص ، وليس من هذا الباب ).
أبت :
الأبت : اشتداد الحر، ودواء أبت : مسخن. وأبت الرجل من الشراب : انتفخ ، وعلاجه القيء حتى تعود الطبيعة الى ما كانت عليه.
ابريسم :
قال ابن المسكيت : هو بكسر المهمزة والراء، وفتح السين ، وقال ليس في كلام العرب إفعيلل بفتح اللام إلا إهليلج وإبر يسم. وأفضله الخام ، وهو حار يابس في الأولى ، وفيه تقطيع وتنشيف ،وله خاصية في تفويح القلب وتقويته ، ويبسط القلب ويرققه فينوره وليس يختص بذلك.
وحرقه يضعف قوته ، لكنه حينئذ، جيد لتقوية البصر اكتحالا بعد غسله وتنقيته.
وطريقته ان يؤخذ الكثير منه فيطبخ بالماء الى أن تخرج قوته وهو نافع جدا في منع تولد القمل.
أبن :
الأبن مصدر المأبون : وهو المصاب بالابنة. قال الخليل ، رحمه ائه : وأصلها العقدة تكون في العصا، وجمعها أبن. والمأبون : الذي يؤتى فيه دبره : ولا علاج له إلا رياضة الروح.
وفلان يؤبن بكذا، أي: يذكر بقبيح. وفي ذكر مجلس رسول الله تمئي : (لا تؤبن فيه الحرم ) أي لا تذكر بسوء.
والابان : الحين والوقت.
أبنوس :
الأبنوس ، بالهمزة في أوله ، وقد يمد: وهو شجر واحاته :
أبنوسة ، صلب جدا، لا يطفو فوق الماء بل يرسب ، وعلى رأسه نبت أخضر.
(ومنه يستخرج الساسم ، وستذكره في بابه ).
أبو :
أبرت الصبي : غذوته. وأبرت المأووف : عالجته. وعن أبراء: أصابها وجع عن شم أبوال الأروى. وقد يوصف به المريض عن ذلك. قال الشاعر:
فتلت لكنان توكل فإنه
أبا لا اخال الضان منه نوا جيا
والأباب ، مثال فعال : داء يأخذ الرجل فيمنعا عن شهوة الطعام ، وهو داء مهلك وعلاجه تنقية المعدة والمعي إسهالا، وتجويد الغذاء، وينفع جدا علاج المالنخوليا مما نذكره في بابه.
أتر:
الأ تروت ، بالفتح : اسم فارسي لصمغ معروف ، وأجوده الكبير الحصى السريع التفتت ، الأبيض الضارب ماؤه الى الصفرة وقوته مركبة من نارية ساخنة سفتحة ، ومن هوائية مسددة. ورطوبته شديدة الممازجة ليبوسته ، واليبوسة فيه غالبة ، ولذلك فهو غروي، وليس فيه حدة ، نافع في التجفيف جدا.
وغرويته من شأنها أن تلحج لذلك فهو مسدد، وفيه جزء مر مفتح للسدد ولكن التفتح ينافي السد، لأن المسام لا يمكن أن تكون في حال انسدادها متفتحة فلابد أن يتقدم أحدهما على الآخر، والذي يظهر أن المر للطافته يبادر أولا الى الفعل ، فيفتح ، ثم بعد ذلك تفعل غر ويته فتسد. وهو حار في أخر الثانية يابس في آخر الأولى يسهل البلغم اللزج بقوة من مفاصل البدن ، وخصوصا من الوركين والركبتين ، ويخرج المرة الصفراء. وينفع من اوجاع المفاصل وخصوصا مع دهن الجوز. وينفع من الرمد، ويزيل البياض من العين مع اللؤلؤ والمرجان المحرق ويلحم الجراحات.
وان اتخذت فتيلة منا بعسل وأدخلت في الأذن التي تخرج منها المدة والقيح أبرأها في أيام.
والشربة منه منفردا من مثقال الى مثقالين ومع غير كالكابلي والهندي والأصفر والصبر وبزر الكرفس ونحوها من درهم الى مثقال.
ومضرته التصاقا با لمعى لفرو يته ، وقد يسدها لذلك.
وإصلاحه بالأد هان المعتدلة المزاج ، فان كان منفردا فيؤخذ لكل جزء منه ثلاثة أجزاء من الدهن ، وان كان مع غيره فكل جزء منه لثلاثة أجزاء من الدهن.
وله فعل مشهود في زيادة السمن والشحوم في الأجسام. (وراينا في بعض البلدان أن الرعاة يقدمونه للماشية والأنعام للتسمين واستدرار
اللبن ).
أتي :
الأتى : يجمع من نباتات تطفو على مياه الأنهار تستخرج منها العلاجات. وأتيت للماء تاتيا : اذا حفرت له مجرى.
وتأتيت للداء تأتيا: عالجته بلطف ورفق.
الاثيث:
الأثيث : الشعر الكثير والنبات الملتف.
وقال ابن أريد : أث الشعر: اذا كثر ولان نباته. ونساء أثائث : كثيرات اللحم.
الأثر : بقية الشيء. والأثر، بالضم : ما يبقى من أثر الجراحة بعد البره. والأثر بضم الهمزة والشاء: ماء الوجه ورونقه.
والأثر : بقية السمن ، يقال : سمنت الناقة على اثارة أي، بقية شحم.
وأثرت في الشريان عند الحجامة : اذا ثقبته. وآلة الجراحة هي المئثرة.
أثف:
التاثف : الاجتماع وتاثفه الأعداء أحاطوا به ، قال :
ولو تأثنك الأعداء بالرفد.
ومنها الأثافي لأنها حجارة تطيف بالنار، والأثغي مثله ، وذكرط شيخنا العلامة في شعره ، فقال :
كانما سفعة الأثغي باقية.
وسنفسره في (طجن ).
أثل :
الاثل: شجر عظيم معروف،له ورق شبيه بورق الطرفاء ،وهو نوع منها غير أنه ليس له زهر ،وله ثمر.
والشجر بجملتها ، باردة في الاولى يابسة في الثانية.
وإذا طبخ شيء بشراب أو خل وشرب نفع من ضفف الكبد.
وتائل : إذا أكل الأثل. وتأثل الشيء: اتخذه وجمعه.
وأثل الشىء بأثل أثولا، وهو أثل ، قال :
ربابة ربت وملكا أثلا.
أجص :
الإجاص : ثمر معروف. قال الخليل ، رحمة الله عليه : هو دخيل (لأن الجيم والصاد لا تجتمعان في كلمة عربية ). والواحدة منه : إجاصة.
والإجاص منه جبلي ، وهو صفير حامض وفيه قبض ؟ ومنه بستاني، وهو أنواع منه أحمر ومنه أصفر؟ وعند الإطلاق يراد الأسود منه. وأجوده الحلو الكبير.
وهو بارد في الأولى رطب في الثانية ، مسهل للصفراء، ويذهب الحكة ، ويسكن العطش ، والغثيان والتهاب المعدة والقلب إلا أنه يضر المعدة الباردة ويصلحه السكر.
واذا طبخ اليابس بالماء وصفي، وشرب بالسكر أو بالترنجبين كان أبلغ في عيين الطبيعة.
(والإجاص يسمونه عندنا عيون البقرة ، وعند الشاميين والمصريين المشمش والكمثرى، وهو خطأ، فتلك فواكه أخرى).
أجل :
الأجل : غاية العمر وانتهاؤه عند الموت قال الخليل : ومنه المأجل وهو شبه حوض واسع يؤجل فيه ماء البئر، وماء القناة المحفورة أياما، ثم يفجر في الزرع (وهو بالفارسية : ترحة )، والجميع : المأجل.
والإجل : وجع في العنق ، عن برد أو سحج. وقال بعض
العرب : بي اجل فأجلوني، أي : داورني منه.
أجم:
اجعت الطعام كرهته.
وتاجم الطعام : فسد لحر أو غيره ، فهو أجم.
والأجمة : منبت الشجر، وجمعه : أجمات. ومنها تتخذ أجود العصي.
أجن :
أجن الماء : تغير لونه ورائحته ، فهو يأجن أجونا. وهو هن أضر المياه على الصحة شرابا واستحماما.
أحح :
أح الرجل ، بن ح ، أحا : اذا سعل. والأحاح ، بالضم العطش واشتداد الحر، أو الحزن والأحاح الداء العياء.
وعلاجه بحسب نوعه وكميته إن كان سعالا، أو حزنا. وسنذكر في
(سعل ).
ويقولون : أح أحا، في حكايتهم لصوت السعال وأنشدوا:
يكاد من تنحنح وأح.
أحن :
الإحنة ، بالكسر: الحقد، والجمع : الإحن. واحنته : عاديته. وأحن : غضب.
أخخ :
الأخيخة : دقيق يعالج با لماء والسمن أو الزيت ويشرب.
وأخ : كلمة توجع وتأوه من غيظ أو حزن : وذكر ابن ذريا انها محدثة. وينشد :
وكان وصل الفانيات أخا.
وقال الخليل : هي فارسية.
أخذ :
الأخذ بفتح فسكون : التناول. والأخذ، بضمتين : الرمد يقال : رجل أخذ، على فعل : بعينه اخذ، أي: رمد. وسنذكر علاجاته في محالها.
والأخيذ : الأسير. ويقال أخذ بطن الصبي أخذا: إذا أكثر من شرب اللبن ففسد بطنه ، وعلاجه التقيؤ.
ومنازل القمر : نجوم الأخذ (لأن القمر يأخذ كل ليلة في منزل من منازلها).
أخر:
التأخير : ضد التقديم. ومؤخر كل شيء: خلاف مقدمه. وأخرة العين ومؤخرتها ومؤخرها: ما ولي اللحاظ ومقدمها: ماولي الأنف ، ويقال : نظر اليه بمؤخر عينه وبمقدم عينه. وحكى الخليل : بمؤخر عينه ، بالتخفيف والمئخار : المتأخر، والمبكار : المتقدم.
أخسندوكين :
هو البيمار ستان بالفارسية. ودار الشفاء والمشفى والمستشفى في العربية. وهو المكان الذي يحل فيه المرضى طلبا للشفاء بالعناية والعلاج. وأول من اخترعه أبقراط ، وسماه : أخسندوكين أي: مجمع المرضى، ربناه في بستان له قريب من داره وجعل فيه خدما يقومون على خدمة المرضى.
آذريون :
بالهمز والمد، والمد أسهر ولكنا أثبتناه ، هاهنا ، كراهه البدء بلفظه. وهو صنف من الأقحوان منه ما نواره أصفر ومنه ما نواره أحمر، ومنه ما نواره ذهبي: وفي وسطه رأس صغير أسود.
وذكر شيخنا العلامة أنه حار يابس في الثالثة ترياق لتقوية القلب ، إلا أنه يميل بالمزاج الى الغضب دون الفرح ، فيرفق بما يفرح القلب من المشمومات والمطعومات.
وصفته أنه نبت له ورق كا لجرجير، وعليه زغب ناعم خفيف. ومنه صنف ذكره الد ينوري فقال : في وسطه أجزاء ورقية صغار سود تخالطها حمرة ، ثقيل الرائحة ، وهذا الصنف حار يابس في أوائل الدرجة الثالثة فقط ، ورائحته منتنة ،وهو يدور مع الشمس وينضم ورقه ليلا.
وقال البيروني : إذا عمو ورقه وشرب منه قدر أربعة دراهم في ماء حار قيأ بقوة : وإن دق زهره وجعل ضمادا على أسفل الظهر انعظ. ومضرته بالمعدة ، وقيل بالطحال. ويصلحه الريباس ، وربما العسل ، وبدله الأقحوان.
إذخر :
نبت طيب الرائحة تعالج به الحكة لصوقا ، ويقوي ماء طبيخه المعد الضعيفة ويدر البول ، وينفع في إحداث الطمث ، ويفتت الحصى، وهو عظيم النفع في الأسنان التي أضر بها البرد.
أذن :
أذنت بالشيء أي : علمت ، وفعله بإذني، أي : بعلمي. والأذن الة السمع ، مؤنثة والجمع : آذان ويقال : رجل أذن : إذا كان يسمع مقالة كل أحد وهي باردة يابسة للفضروفية التي فيها، عسرة الهضم.
وأذن الحمار: نبت به ورق عرضه كالشبر، وأصل يؤكل كا لجوز الكبار، فيه حلاوة.
وأذان الفأر ، وهي المعروفة في الفارسية بالمردقوش ، سمي النبت بذلك لأن ورقه يشبه أذن الفأر. وهي حشيشة صغيرة الورق تنبسط على وجه الأرض. وآذان الجدي: لسان الحمل ، وسنذكره في موضعه. وآذان العبد: نبت يسمى أيضا: مزمار الراعي ، قريب الشبه من لسان الحمل ، وله ساق دقيقة وزهر أبيض يميل الى الصفرة ، وأصول سود، حارة يابسة في الأولى إذا طبخ أصلها في ماء وشرب فتح السدد وفتت الحصى. (وآذان الفيل : اسم لورق القلقاس ، وتطلق على ورق اللفت أيضا). وآذان الدب ، وتسص أيضا:
سيكران الحوت ، وهو نبت منه ما ورقه أبيض ، ومنه ما ورقه أسود. وله ساق نحو الذراع ، وزهره يميل الى الصفرة ، يخلف بذرا أسود، ينبت بين المخور. وهو حار مجفف وخصوصا ورقه. وأذان القسيس : نبت له ورق مستدير وساق قصيرة عليها بذر، وله أصل يميل الى الاستدارة كالزيتونة. مركب القوى، ينفع الأورام الحارة ، ويسكن لهيب المعدة ضمادا.
وأذان الأرنب : ويسمى أذان الشاة أيضا نبت له ورق كورق لسان الثور وساق في غلظ الاصبع. وزهر أزرق يميل الى البياض ، تخلف كل زهرة أربع خبات خشنة تلتصق بالثياب ، وأصله ذو شعب ، ظاهرها الى السواد وباطنها أبيض ، تشبه الخربق وهو حار محلل وإذا شرب ماء طبيخه محل بالعسل نفع من
السعال. فما يكاد يتماسك ، وعلاجه بالمقبضات ما أمكن المرض منها.
وأرخت الحامل : اذا انتفخ الولد في بطنها فارتخت أعضاؤها،وأصلاء الناقة إذا حدث فيها ذلك فانهكت أصلاؤها.
أرر:
الإرار : شبه ظؤرة ، يؤو بها الراعي رحم الناقة اذا انقطع لبنها، يدخل يده في رحمها فيقطع ما هناك بالارار.
وقال الخليل : الإرار: غصن من شوك القتاد وغيره ، يضرب بالأرض حتى تبين أطراف شوكه ثم يبل ويذر عليه الملح المدقوق يعالج به شفر الناقة حتى يدميها. وأر الفحل أنثاه : جامعها.
أرز:
الأرز : معروف يزيد في نضارة الوجه ويصفي البشرة ،وهي شجرة الصنوبر.
والأرز ، واحاته أرزة. والأرز: حب معروف. وهو يابس في الدرجة الثانية ، ومختلف في حرا رته وبرود ته ، فقيل أنه بارد في الدرجة الأولى ، وقيل أنه حار فيها، وقيل : هو قريب من الاعتدال. والمعقول من فعله أنه يسخن أبدان المحرورين. وذهب شيخنا العلامة الى أنه معتدل في الحر والبرد شديد اليبس. وهو خفيف جيد حسن الغذاء والاستمراء يصلح لأكثر الطبائع وفي عامة الأوقات ، وهو أقل غذاء من الحنطة واذا طبخ با لماء واللبن والحليب يصير غذاء جيدا، كثير النفع معتدلا في الرطوبة واليبس ، لأن رطوبة اللبن تختلط مع يبس الأرز فتجعله معتدلا،.
ويزيد كثير في المني وخصب البدن ، ونضارة اللون ، وخاصة إذا أكل بالسكر ودهن اللوز.
والأرز رديء لمن يتأذى بالقولنج والسدد. ونافع للسحج الصفراوي وقروح الامعاء، وعند ذلك ينبغي أن يقلى ويطبخ حتى يتهرأ ويصير بمنزلة مطبوخ الشعير المتهريء
وقد يؤكل الأرز المطبوخ بالسماق بقصد عقل البطن.
وهو مع اللبن الحامض يطفيه الحرارة ويسكن العطش.
ونقل عن أطباء الهند أنه يطيل العمر ويمنع من تغيير اللون.
أرق :
الأوق : السهر. وذهاب النوم باللبل.
والأرفان والبرقان : أفا فصبب الزرع. ومنه زرع مأروق.
والبرقان : داء وعلاجه إخراج الدم الفاسد، واسنعمال العلاجا مذ المفنحأ لسدد الكبد.
وربما عولج بالكي ولا أحقه.
أرك :
أرك با لمكان : أقام به.
والأراك : شجر ممرض أكلا، وتتخذ منه أجود أنواع
المساويك.
أزادرخت :
فارسي ، يطلق على شجر من عظام الشجر، لها ثمر يشبه الزعرور في لونه وشكله ، يتجمع في عناقيد.
وهو رديء لا يستعمل لشدة حرارته ،
وله ورق تستعمله النساء لتطويل الشعر، بأن يدق
ويوضع على الشعر كالحناء.
وقد سمعت من يسميها: ضاحك ولا أعرف من أين جاءت التسمية.
أزب :
الأزب : داء، وهو تفاوت في تركيب العظام ، فمنها ما هو ضئيل على غير الطبيعة ومنها ما هو ضخم على غير الطبيعة أيضا.
أزز:
أز الجوف : إذا غلا من خوف أو غضب. وفي الحديث أن رسول الله (صلى لله عليه وسلم) كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء. وقد يكون الأزيز عن داء، فيعالج بحسب الطبيعة.
أزف :
الأزف : الضيق. وفلان مأزوف وازف : ضيق الصدر أو المعيشة قال:
من كل بيضاء لم يسفع عوارضها
من المعيشة تبريح ولا أزف.
أزم:
الأزم : الامساك والصمت وترك الأكل. وفي الحديث أن عمر قال للحارث ابن كلدة وكان طبيب العرب : ما الطب ؟ فقال : الأزم ، وهو الا تدخل طعاما على طعام. وفسره بعضهم أنه الحمية والإمساك عن الاستكثار، وأصله : إمساك الأسنان.
والدواء. الأزم ومنه سميت الحمية : أزما، أي هي الدواء.
والأزمة : الأكلة الواحدة في اليوم ، كالوجبة.
وفي حديث الصلاة ، أنه قال : (أيكم المتكلم فأزم القوم )
أي: أمسكوا عن الكلام ، كما يمسك الصائم عن الطعام.
أسر:
الأسر بالضم : احتباس البول أو تقطره والحو: احتباس الغائط. والعود الأسر واليسر: الذي يعالج به الانسان اذا احتبس بوله.
وقال الفراء : عود الأسر: هو الذي يوضع على بطن المأسور الذي احتبس بوله ولا يقال : عود اليسر. كذا قال ، والأول أصح لأن عود الأسر لا عمل له إن وضع على بطن ا لمأسور. وهو عود رفيع يدخل في الإحليل لفتح سدد.
حرف الخاء
خبيث :
الخبيث ، ضد الطيب. والشجرة الخبيثة فيها حديث. قالوا : يراد بها كل شجرة خبيثة الرائحة.
والدواء الخبيث : السم. وأيضا : كل دواء نجس محرم ، كالحمر والأبوال والأرواث. وكل ما كان كريها في رائحته وطعمه مما تاباه الأبدان والأرواح. ونهى النبي ( صلى لله عليه وسلم ) عن الدواء الخبيث إلا ما كان اضطرارا.
خبز:
الخبز : معروف ،وافضله ما اتخذ من دقيق الحنطة وبولغ في عجنه وجعل فيه الملح والخمير بقدر معتدل ، وخمر تخميرا جيدا وكان معتدلا في غلظه واختبر في التنور.
والخبز العير النخالة سريع الخروج عن البطن قليل الغذاء، والقليل النخالة بطيء الخروج كثير الغذاء. وأما الفطير فإنه غير موافق لكل واحد من الناس. والخبز الخشكار ملين للبطن ، والحراري يعقل. واللين أكثر غذاء وأيسر انحدارا، واليابس بخلافه. والخبازي، بضم الخاه وتشديد الباء وقد تخفف ، هي : الشهيرة بالخبيز وهي نوعان :
بستاني وهي الملوخية، ويأتي ذكرها في (م ل خ ).
وبري وهو نوعان : شجري وهو الخطمي ويذكر في محله ، وحشيشي وهو معروف بارد رطب في الأول. ملين للبطن مدر للبول وبذره فيه تغرية قوية. نافع من السعال الحار اليابس ويقع في الأدوية المسهلة وفي الحقن ، فيعين على فعلها بإزلاقه لها، ويمنع لذعها.
والشربة منه من ثلاثة دراهم الى خمسة.
والقيء بالماء الذي طبخ فيه مفن عن شرب الأدوية السمية والشربة منه لها قدر أوقية.
خبص :
الخبيص : الحلو، سمي بذلك لأنه يعمل من دقيق الحنطة مع دهن اللوز أو الشيرج. وبعد انضاج الدقيق في الدهن ، يجعل عليه شي ء من السكر أو العسل ويرفع.
وهو أقل لزوجة من الفالوذج وأقل غذاء وأبعد من توليد السدد، وهو أجود للمعدة.
واذا كان جيد الطبخ لم يكن له كثير وخامة ووقوف في المعدة وينبغي للمحرور أن يمتص الرمان الحامض بعده.
ختل:
نقول : يخاتل الطبيب الداء : اذا كان يتأتى له بحيلة للبرء.
خدج :
خدجت بجنينها : ألقته قبل وقت أوان ولادته.
وأحدج العلاج : لم يكن له أثر نافع ، على غير المعروف
عنه. ويكون ذلك إما لغلط في تشخيص العلة ، وإما لأن المريض أسلم نفسه لشهرته على غير ما يوافق العلاج.
حرف العين
عبب:
ألعب : شرب الماء من غير مص وبلا نفس. وفي الحديث : (مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا) وفيه أيضا (الكباد من العب ) وهو وجع الكبد. والعرب تقول : إذا أصابت الظباء الماء فلا عباب وإن لم تصبه فلا أهاب ، أي : إن وجد لم تعب فيه وإن لم تجده لم تتهيأ لطلبه من قولك أب للأمر: تهيأ له.
والعباب : معظم السيل وارتفاعه وكثرته ، او موجه. وعباب كل شي ء: أوله. والعبيبة : نوع من الطعام ومن الشراب يتخذ من العرفط ، يقطر في الأنف فينفع من سدده.
عبثر :
العبيثران والبوثران : نبات كا لقيصوم في الغبرة وله قضبان دقاق ونور أصفر كنور الأقحوان. رذ رائحته مشاكلة لرائحة سنبل الطبيب. وينبت مع القيصوم كثيرا. ومسحوقه اذا عجن بالعسل واحتملته المرأة سخن رحمها وحبلها ولو كانت عاقرا. وهو حار يابس في الثالثة.
عبهر :
العبهر : اسم عربي للنرجس والياسمين.
والعبهر : الناعم من كل شي ء.
وجارية عبهرية : ناعمة ، بيضاء اللون.
عتب :
العتب : ما بين السبابة والوسطى والبنصر).
وعتب العظم : عيبه. وفي الحديث ( كل عظم كسر ثم جبر غير منقوص ولا معتب فليس فيه إلا المداوي فإن جبر وبه عتب فإنه يقدر بقيمة أهل البصر).
والعتب : الشدة ، يقال : ما في هذا الأمر رتب ولا عتب أي شدة. وعن عائشة أن عتبات الموت تأخذها أي: شدائده.
واعتببت عن معالجة فلان : اعتذرت منه ، وانصرفت عنه.
عتر:
العتر : الأصل. ونبات متفرق فاذا طال وقطع أصله خرج منه شي ء كاللبن. قال الهذلي :
فما كنت أخشي أن أقيم خلافهم
لستة أبيات كما فبت العتر
يقول : إن هذه الأبيات متفرقة مع قلتها كتفرق العتر في منبته. وإنما قال لستة أبيات كما نبت العتر لأنه اذا نبت لا ينبت منه أكثر من بيت.
وهو – أيضا – شجر صفار في قدر العرفج يكثر في نجد وتهامة له شوك ولبن محير وورق مدور كالدرهم. وله ثمرة كا لخشخاش تؤكل ما دامت غضة وقيل هو العرفج.
والعتر : قثاء الأصف وهو الكبر، الواحدة عترة.
عتق:
العاتق : ما بين المنكب والعنق. مذكر وقد يؤنث ، والجمع عواتق.
والعتيق : القديم.
والعتيق : الشحم.
والخمر العتيقة : التي قد عتقت زمانا.
والعتيق : الماء نفسه.
عتم:
العتمة : ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق ، سميت بذلك لتأخر وقتها. والعتم : شجر الزيتون البري الذي لا يحمل شيئا أو هو ما ينبت منه بالجبال.
عثلب :
طبيب معثلب : لا يدري من أين أخذ الصنعة.
ودواء معكب أي: صنع من أو شاب لا تعرف ولا نفع له.
عثم:
العثم : الصبور على داء أو عمل. والعيثوم الشديد.
والعيثام : شجر والعثمان : فرخ الحبارى.
وعثم العظم عثما : اذا ساء جبره وبقي فيه ورم.
وعثم الجرح : اذا عالجه معالجة رديئة.
عجر:
العجرة العقدة في الخشب وفي عروق الجسد. و(الى آت أشكو محجري وبجري) أي. همومي وأحزاني أو ما أبدي وما أخفي.
وقال أبو عبيد: أصل البجر العروق المتعقدة في الجسد، والهجر : العروق المتعقدة في البطن خاصة.
وقال أبو العباس : الهجر في الظهر، والبجر في البطن.
وتعجي جلد فلان : إذا كثرت فيه الدمامل وكبرت. أو صار خشنا جدا.
والعجير : العنين. وقد يجعل خاصا في الخيل.
والعجير ، أيضا : السمين.
عجز:
العجز : مؤخر الشي ء. قال ابن النحاس : ما بين الوركين والصلب : العجز، ويقال له الكفل ، يذكر ويؤنث ، ويصلح للرجل والمرأة والجمع اعجاز.
وهو مركب من ثلاث فقرات منتظمة هي بين فقرات القطن وفقرات العصعص ، وهي أعرض الفقرات وأشدها تهدما. والأعصاب الخارجة منها ليست على جانبي فقراتها كما في غيرها من الفقرات ، بل من أمام وخلف ، وذلك لالتقاء عظمي الوركين بها.
عدب:
العدبة : ثمرة الأثل ، وهي باردة في الثانية يابسة في الثالثة تنفع من ثقب الدم ونزفه ،ومن الاسهال المزمن. ومطبوخها ينفع من اليرقان ومن الجرب الرطب.وتحسن اللون. وشرابها ينفع المطحولين نفعا بينا والشربة منها من درهم الى درهمين.
عدد:
العد: الماء الذي له مادة لا انقطاع لها كماء العين والبئر، عن الأصمعي.
وقيل : كل ما هو نبع من الأرض.
والشد : بثر يخرج في الوجه كالغدة.
والعداد : مس من الجنون يأخذ الانسان في أوقات معلومة. ووقت الموت. وعن ابن السكيت : اذا كان لأهل الميت يوم أو ليلة يجتمع فيه للنياحة فهو يوم عداد.
والعداد : اهتياج وجع اللديغ بعد ستة أيام. وقيل : عداد السليم أن يعد له سبعة أيام فان مضت رجي شفاؤه. وما لم تمض فهو في عداده.
وعداد الحمى: وقتها الذي تعود فيه. وفي الحديث (ما زالت أكلة خيبر تعادني) أي : تراجعني ويعاودني ألم سمها في أوقات معلومة.