دلدار فلمز
شاعر سوري
إهداء إلى جميع أهالي الحسكة وخاصة إلى الذين زاروني في غرفتي الطينية
– 1 –
لا أحد يعرف
أن ظل ظلالكِ
شجرة العيون
التي تتحرك
في حديقة ظهيرة
كعربة مليئة بفاكهة أشواقي
ومزينة بقلائد الأميرات
وأجزم أن لا أحد يعرف
أنني أرافق ظلالك المقدسة
كذئب غير مرئي
بعيوني وكل حواسي
أحرس مناماتك
كمذياع متروك
بعناية شديدة
على طرف سريرك
المريض من شدة
شوقي إليه
– 2 –
لست وحيدًا في الصحراء
أبدًا لست وحيدًا
لأنني الصحراء ذاتها
وأنتِ شجرة الغرَب
الوحيدة في هذا الشوق الواسع
– 3 –
تسقط غيمة طازجة
على هيئة يمّ
من أسفل عبوركِ
على أحجار نهرٍ مريض
مريض من عدم لفظك
لاسمه في مكالمة هاتفية
تحت شجرة الغرَب
على ضفافه
– 4 –
سأخترع شارعًا
نتمشى فيه
شارعًا لم يسبق
لأحدٍ أن تمشى فيه قبلنا
سأكتشف طرائق جديدة
في تحريك الغيوم
وتساقط الأمطار والثلوج
فوق الأرض
سأخترع ليالي
غير التي عرفتها البشرية
من أجل إشعال عظام الهدهد
على شاكلة شموع
أثناء محادثاتنا الهاتفية
– 5 –
لو كنت موجودة
في المكان ذاته
هذا المساء
لكان عدد ضحايا
الحروب أقل في العالم
هذا المساء
– 6 –
لو كنت موجودة
لما شعرت اليمامة
بالوحشة
على شجرة الغرَب الوحيدة
في حدقة عيني المريضة
– 7 –
لو كنت موجودة
لكنت فهمت دلالات
الكلمات الشعرية واللا شعرية
في هذه الأمسية البائسة
– 8 –
لو كنت موجودة
لكنت شعرت بتحيات الناس لي
وأدركت مكائد نظراتهم أيضًا
فقط لو كنت موجودة
في المكان ذاته
هذا المساء
لكان صدري مأوى
لجميع الطيور المتشردة
في هذا الليل البارد
– 9 –
لو كنت موجودة
أو حتى فكرت بأن تكوني موجودة
لما توقفت
عن التدخين لحظة واحدة
بالطريقة التي تحبينها
لما كنت شعرت
بالوحشة
والجوع
والبرد
والعطش
والضجر
والتفاهة.