بيت الجرمل
تلوح للبحر تلك الحجاره :
ماذا عسى النورس المتكبر يفعل ؟
وماذا عسى الريح تقعل ؟
وتلك الحرارات فاترة في البناء
العتيق
تلوح للبحر تلك الحجاره :
واحذية للجنود تسير الى يومنا الرخو
فوق الهواء السميك .
نعش البحر
الى روح أبي
– 1 –
ليس هذا الذي يتناهى الى سمعك
عويلا
انها النوارس تغنيك يا سيد
السواحل
– 2 –
انهم اصدقاؤك الصيادون النبلاء
كالحدائق
البسيطون كالعتاب ..
يسهرون على ضوء يديك
يتشبثون بعاصفة دمك
ويمعنون في تلاوة سيرتك الأولى
سيرتك الاخيرة .
– 3 –
انها الطرقات ترتجل أحزانها
وتمشي في جنازتك المرة .
إنه قاربك ،
ينهض من حطامه ، وينتحب
انه الفىء الذي تجلس فيه بهدوء يفر
من جلده ، ويرحل .
– 4 –
في غضون السادسة ..
فتيا ينهض المنزل القروي
يشم قميصك..
عله يسترد بصيرة الاشجار .
ويقترح علينا ان نرفع السقف قليلا
فلرائحتك شموخ انيق
كهامة نخلة نسيت فرومها عالقة في
السماء.
– 5 –
انه المنزل القروي ..
بغادر جدرانه . .
باحثا عن قرى وجهك الساحلي
عن القهقهات المشعة بالحزن
عن قلق متعال كنجمة ..
وعن طيبة الماء فيك ..
يبحث ، و …
وحين تلامسه جذوة من تعب
يسند مرفقيه على منضدة المقهى
الناحل
ويلوذ بالبكاء ..
– 6 –
سيدي ..
البحر يفقهك جيدا
كما يفقه أمواجه ،
ولهذا – وعندما رحلت ،
حملت النوارس نعش البحر .
فقد
مثل قطاة ، تمشي كل صباح
تحمل للطفل حقيبته
وتلم الضوء
يبدي الطفل تودده
فيفيء فما ..
ويضيء فم المرأة برق النوء .
حينئذ ..
تمشي الجدران علانية
تتقوس اعمدة النور
تنحني الا شجار ..
وألفي في (دفتر تحضيري) نخيلا ،
تشتد الطيبة في شارعنا
حين تمر ..
وتهبط قبتنا الزرقاء قليلا .
ذات صباح ..
سار الطفل على الدرب
وحيدا كان ..
منحنيا تحت حقيبته المحشوة
بالدمع
وبالاحزان .
عتاب
أينا – يا صديقي – الذي انكر
الامس
أينا أبدل الشمس بالعتمة الجانبية .
وأي الشجر ،
سوف يلقي علينا الظلال
وضوء الثمر ؟
يا صديق الزمان الضنين
أنت اغويتني بالكتابة والنبع
أنت أسرجتني حين كنت انطفأت
وآويتني في الفؤاد الحزين
يا صديق الزمان الضنين
أينا مات في كمه شجر السرو
وأي الورود ستفضح ما قد تبقى
لنا من طفولة ؟
أينا – يا صديقي – الذي أنكر الامس
ومن أطفأ الصبح ما بيننا
من أقام الحصون ؟
ياسليل النخيل الحرون
خذ من الجمر اسراره
واشتعل في العيون .
عبدالمحسن يوسف(شاعر سعودي)